من هناك
06-17-2010, 03:14 PM
ياسر بن عبد الرحمن آل عبد السلام
الثلاثاء 03 رجب 1431 الموافق 15 يونيو 2010
يرغب كثير من الناس في إيقاف أوقاف خيرية ينال بها الأجر في حياته وبعد مماته، إلا أن مشكلة إدارة الأوقاف خاصة بعد الممات تواجه من يفكر في عمل وقف؛ لأن الأوقاف تحتاج إلى وقت لمتابعتها، وإلى كفاءة لإدارتها، كما تحتاج إلى أمانة أو رقابة لحفظها، وهذه المتطلبات وغيرها تقلل فرصة وجود شخص مؤهل لإدارة الأوقاف بسهولة.
ومما يمكن طرحه لعلاج مثل هذه المشكلة إقامة شركات متخصصة في إدارة الأوقاف والمحافظة عليها، بل وتنميتها وتوزيع إيراداتها ومتحصلاتها في المجالات الموقوفة لأجله، كل هذا يتم من قبل الشركة مقابل أن تشترط على الواقف خصم جزء من إيرادات الوقف لمصلحة الشركة يدخل ضمن إيراداتها، ثم تقوم الشركة باستثمار هذه الإيرادات والمتحصلات لزيادة أرباح الشركة وتقوية مركزها المالي.
وفي حال أفلست الشركة -لا قدر الله - فإن هذه الأوقاف لا تدخل في أملاك الشركة التي يتم تصفيتها أو بيعها، وإنما الذي يباع ويصفى هو الشركة نفسها، كما يمكن لشركة أخرى أن تشتريها وتقوم بإدارة هذه الأوقاف من جديد.
ومما يسهم في نجاح الشركة أن تقوم بتقسيم أعمالها من الداخل، فمثلاً قسم يقوم بطرح وتسويق المشاريع الوقفية للجمهور، وعمل برامج لمحدودي الدخل للمشاركة في الأوقاف، واستقطاب تجار لديهم أوقاف قائمة، كما يمكن وضع ضوابط وشروط لمن أراد الوقف، فإما أن يكون المتسلم من الواقف نقداً فتجمع المبالغ النقدية ويشترى بها أصول وقفية، أو يتم تسلم أعيان تحت ضوابط للشركة، كأن لا يقل دخل الوقف الاستثماري من أجل إدارته عن مبلغ معين، وقسم آخر يقوم بإدارة الأوقاف وتنميتها والمحافظة عليها، وقسم للاستثمار يقوم بالبحث عن أفضل الفرص الاستثمارية لاستثمار أموال الوقف وتنميتها، وقسم لتحصيل المبالغ من إيرادات الوقف، وقسم للمحاسبة يقوم بحساب ما يدخل وما يخرج من إيرادات ومصروفات، ومن ثم تقوم الشركة بصرف ما يتم تحصيله من إيرادات في مجالات الوقف ومحاولة البحث عن مجالات صرف أكثر حاجة وأكثر نفعا.
كل ذلك يتم تحت إشراف هيئة شرعية تراجع أعمال الشركة وتجيزها من الناحية الشرعية، وتدقق تطبيقاتها العملية؛ لضمان سلامة معاملات الشركة وطريقة عملها من الجانب الشرعي. كما يتم التعاقد مع مكتب محاسب قانوني خارجي يراجع أعمال الشركة للتأكد من عدم وجود أي تلاعبات مالية داخل الشركة أو المساس بالأوقاف أو تضييعها، كما يتم نشر القوائم المالية للشركة تبين الوضع المالي وتبين الأوقاف ومبالغ إيراداتها وطرق صرفها، كل ذلك من باب الشفافية وزيادة الطمأنينة لأصحاب الوقف، وعند انعقاد الجمعية العمومية يتم الاستماع والمناقشة لآراء مساهمي الشركة وكذلك ملاك الأوقاف لتطوير أعمال الشركة وخدمة الأوقاف.
إن الإسلام دين عالمي صالح لكل زمان ومكان، يتواكب مع المتغيرات ويلبي الاحتياجات، وإنشاء مثل هذه الشركات يسهم في الارتقاء بتطوير أعمال نظار الوقف، والذي بدوره يسهم مساهمة فاعلة في حفظ الأوقاف وزيادة عدد الأصول الوقفية، كما يسهم في تطوير الوطن والمواطن ويغطي جزءا كبيرا من احتياجات الناس المختلفة.
ياسر بن عبد الرحمن آل عبد السلام
متخصص في المصرفية الإسلامية
الثلاثاء 03 رجب 1431 الموافق 15 يونيو 2010
يرغب كثير من الناس في إيقاف أوقاف خيرية ينال بها الأجر في حياته وبعد مماته، إلا أن مشكلة إدارة الأوقاف خاصة بعد الممات تواجه من يفكر في عمل وقف؛ لأن الأوقاف تحتاج إلى وقت لمتابعتها، وإلى كفاءة لإدارتها، كما تحتاج إلى أمانة أو رقابة لحفظها، وهذه المتطلبات وغيرها تقلل فرصة وجود شخص مؤهل لإدارة الأوقاف بسهولة.
ومما يمكن طرحه لعلاج مثل هذه المشكلة إقامة شركات متخصصة في إدارة الأوقاف والمحافظة عليها، بل وتنميتها وتوزيع إيراداتها ومتحصلاتها في المجالات الموقوفة لأجله، كل هذا يتم من قبل الشركة مقابل أن تشترط على الواقف خصم جزء من إيرادات الوقف لمصلحة الشركة يدخل ضمن إيراداتها، ثم تقوم الشركة باستثمار هذه الإيرادات والمتحصلات لزيادة أرباح الشركة وتقوية مركزها المالي.
وفي حال أفلست الشركة -لا قدر الله - فإن هذه الأوقاف لا تدخل في أملاك الشركة التي يتم تصفيتها أو بيعها، وإنما الذي يباع ويصفى هو الشركة نفسها، كما يمكن لشركة أخرى أن تشتريها وتقوم بإدارة هذه الأوقاف من جديد.
ومما يسهم في نجاح الشركة أن تقوم بتقسيم أعمالها من الداخل، فمثلاً قسم يقوم بطرح وتسويق المشاريع الوقفية للجمهور، وعمل برامج لمحدودي الدخل للمشاركة في الأوقاف، واستقطاب تجار لديهم أوقاف قائمة، كما يمكن وضع ضوابط وشروط لمن أراد الوقف، فإما أن يكون المتسلم من الواقف نقداً فتجمع المبالغ النقدية ويشترى بها أصول وقفية، أو يتم تسلم أعيان تحت ضوابط للشركة، كأن لا يقل دخل الوقف الاستثماري من أجل إدارته عن مبلغ معين، وقسم آخر يقوم بإدارة الأوقاف وتنميتها والمحافظة عليها، وقسم للاستثمار يقوم بالبحث عن أفضل الفرص الاستثمارية لاستثمار أموال الوقف وتنميتها، وقسم لتحصيل المبالغ من إيرادات الوقف، وقسم للمحاسبة يقوم بحساب ما يدخل وما يخرج من إيرادات ومصروفات، ومن ثم تقوم الشركة بصرف ما يتم تحصيله من إيرادات في مجالات الوقف ومحاولة البحث عن مجالات صرف أكثر حاجة وأكثر نفعا.
كل ذلك يتم تحت إشراف هيئة شرعية تراجع أعمال الشركة وتجيزها من الناحية الشرعية، وتدقق تطبيقاتها العملية؛ لضمان سلامة معاملات الشركة وطريقة عملها من الجانب الشرعي. كما يتم التعاقد مع مكتب محاسب قانوني خارجي يراجع أعمال الشركة للتأكد من عدم وجود أي تلاعبات مالية داخل الشركة أو المساس بالأوقاف أو تضييعها، كما يتم نشر القوائم المالية للشركة تبين الوضع المالي وتبين الأوقاف ومبالغ إيراداتها وطرق صرفها، كل ذلك من باب الشفافية وزيادة الطمأنينة لأصحاب الوقف، وعند انعقاد الجمعية العمومية يتم الاستماع والمناقشة لآراء مساهمي الشركة وكذلك ملاك الأوقاف لتطوير أعمال الشركة وخدمة الأوقاف.
إن الإسلام دين عالمي صالح لكل زمان ومكان، يتواكب مع المتغيرات ويلبي الاحتياجات، وإنشاء مثل هذه الشركات يسهم في الارتقاء بتطوير أعمال نظار الوقف، والذي بدوره يسهم مساهمة فاعلة في حفظ الأوقاف وزيادة عدد الأصول الوقفية، كما يسهم في تطوير الوطن والمواطن ويغطي جزءا كبيرا من احتياجات الناس المختلفة.
ياسر بن عبد الرحمن آل عبد السلام
متخصص في المصرفية الإسلامية