الاديب
04-30-2010, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
:
فنادى علي بأعلى صوته: أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد فلم ينزل الله على رسوله آية إلاّ وقد جمعتها وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله وعلّمني تأويلها. ثمّ قال علي عليه السلام: لئلاّ تقولوا غداً إنّا كنّا عن هذا غافلين. ثمّ قال لهم: لا تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعكم إلى نصرتي ولم أُذكّركم حقّي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه ثمّ دخل علي عليه السلام بيته. فقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع ولو قد بايع أمناه فأرسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله فأتاه الرسول فقال له ذلك. فقال له علي عليه السلام: سبحان الله ما أسرع ما كذّبتم على رسول الله إنّه ليعلم ويعلم الذي حوله أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري.
وذهب الرسول فأخبره بما قال له. قال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر. فأتاه فأخبره بما قال. فقال علي عليه السلام: سبحان الله ما والله طال العهد فينسى. والله إنّه ليعلم إنّ هذا الإسم لا يصلح إلاّ لي ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلّموا عليّ بامرة المؤمنين. فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالا: أفمن الله ورسوله؟ فقال لهما رسول الله: إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وصاحب لواء الغرّ المحجّلين يقعده الله عزّوجلّ يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النار.
فانطلق الرسول فأخبره بما قال. قال: فسكتوا عنه يومهم ذاك. فلمّا كان الليل اخذ علي عليه السلام فاطمة على دابه وأخذ بيده إبنيه الحسن والحسين. فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ أتاه في منزله فناشدهم الله حقّه ودعاهم إلى نصرته فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة قال سلمان: أنا وأبو ذرّ والمقداد والزبير فإنّا حلقنا له رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا وكان الزبير أشدّنا بصيرة في نصرته. فلمّا رأى علي عليه السلام خذلان الناس إيّاه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إيّاه لزم بيته.
عمر يأمر بإحراق بيت النبوة :
فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنّه لم يبق أحد إلاّ وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرقّ الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً والآخر أفظّهما وأغلظهما وأجفاهما فقال له أبو بكر: من ترسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً وهو رجل فظّ غليظ جافّ من طلقاء أحد بني عدي بن كعب. فأرسله وأرسل معه أعواناً وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام فأبى أن يأذن لهم. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا.
فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن.
فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليها السلام: أخرج عليكم أن تدخلوا عليّ بيتي بغير إذن.
فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا: إنّ فاطمة قالت: كذا وكذا. فتحرّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء. ثمّ أمر أُناساً حوله: أن يحملوا الحطب. فحملوا الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي. وفيه فاطمة وإبناها. ثمّ نادى عمر حتّى أسمع علياً وفاطمة _ : والله لتخرجنّ ياعلي ولتبايعنّ خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار.
فقالت فاطمة: ياعمر ما لنا ولك! فقال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت: ياعمر أما تتّقي الله تدخل على بيتي.
فأبى أن ينصرف. ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثمّ دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة وصاحت ياأبتاه يارسول الله. فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت ياأبتاه. فرفع السوط فضرب به ذراعيها. فنادت. يارسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر.
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثمّ نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله فذكر قول رسول الله وما أوصاه به. فقال: والذي كرّم محمّداً بالنبوّة يابن صهّاك لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله لعلمت إنّك لا تدخل بيتي.
فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتّى دخلوا الدار وثار علي إلى سيفه فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج علي بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدّته. فقال لقنفذ ارجع فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار. فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون فتناول بعض سيوفهم فتكاثروه فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت فضربها قنفذ بالسوط فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته.
ثمّ أُنطلق بعلي يعتلّه عتلاً حتّى انتهى به إلى أبي بكر وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن خضير وبشير بن سعد وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.
قال: قلت لسلمان أدخلوا على فاطمة بغير إذن؟ قال: إي والله وما عليها خمار. فنادت: ياأبتاه يارسول الله فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تفقئا في قبرك. تنادي بأعلى صوتها. فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون ما فيهم إلاّ باكٍ غير عمر وخالد والمغيرة بن شعبة. وعمر يقول: إنّا لسنا من النساء ورأيهنّ في شيء.
أمير المؤمنين يكشف المؤامرة
قال: فانتهوا بعلي عليه السلام إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنّكم لم تصلوا إلى هذا أبداً. أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثمّ خذلوني.
ولمّا أن أبصر به أبو بكر صاح خلّوا سبيله. فقال علي: ياأبا بكر ما أسرع ما توثّبتم على رسول الله صلّى الله عليه وآله. بأي حقّ وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك؟ ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسول الله.
قال له عمر: بايع ودع عنك هذه الأباطيل. فقال له علي فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟
قالوا نقتلك ذلاً وصغاراً. قال: إذاً تقتلون عبداً لله وأخا رسوله.
قال أبو بكر: أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخا رسول الله فما نقرّ لك بهذا. قال: أتجحدون أنّ رسول الله آخى بيني وبينه؟ قال: نعم فأعاد ذلك عليه ثلاث مرّات. ثمّ أقبل عليهم علي عليه السلام فقال: يامعشر المسلمين والمهاجرين والأنصار أُنشدكم الله أسمعتم رسول الله يقول يوم غدير غمّ كذا وكذا؟
فلم يدع عليه السلام شيئاً قاله فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله علانية للعامّة إلاّ ذكّرهم إيّاه. قالوا: نعم. فلمّا تخوّف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم فقال: كلّما قلت حقّ قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا. ولكن قد سمعت رسول الله يقول بعد هذا إنّا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا وإنّ الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة.
فقال علي عليه السلام: هل أحد من أصحاب رسول الله شهد هذا معك؟
فقال عمر: صدق خليفة رسول الله قد سمعته منه كما قال.
وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: قد سمعنا ذلك من رسول الله.
فقال علي عليه السلام: لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة إن قتل الله محمّداً أو مات لتزون هذا الأمر عنّا أهل البيت.
فقال أبو بكر: فما علمك بذلك ما أطلعناك عليها؟
فقال عليه السلام: أنت يازبير وأنت ياسلمان وأنت ياأبا ذرّ وأنت يامقداد. أسألكم بالله وبالإسلام أما سمعتم رسول الله يقول لي ذلك وأنتم تسمعون أنّ فلاناً وفلاناً. حتّى عدّهم هؤلاء الخمسة وقد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟
فقالوا: اللهمّ نعم قد سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ذلك لك إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا وكتبوا بينهم كتاباً إن قتلت أو مت أن يزووا عنك هذا ياعلي. قلت بأبي أنت يارسول الله فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم وإن أنت لم تجد أعواناً فبايع واحقن دمك.
فقال علي: أما والله لو أنّ أُولئك الأربعين رجلاً: الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة وفيما يكذب قولكم على رسول الله قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً).
السلام عليك يا سيدة نساء العالمين وعلى زوجك امير المؤمنين
اه ثم اه ثم اه لما جرى عليكم
لعن الله اعدائكم
اللهم صل على محمد وال محمد
:
فنادى علي بأعلى صوته: أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد فلم ينزل الله على رسوله آية إلاّ وقد جمعتها وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله وعلّمني تأويلها. ثمّ قال علي عليه السلام: لئلاّ تقولوا غداً إنّا كنّا عن هذا غافلين. ثمّ قال لهم: لا تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعكم إلى نصرتي ولم أُذكّركم حقّي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه ثمّ دخل علي عليه السلام بيته. فقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع ولو قد بايع أمناه فأرسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله فأتاه الرسول فقال له ذلك. فقال له علي عليه السلام: سبحان الله ما أسرع ما كذّبتم على رسول الله إنّه ليعلم ويعلم الذي حوله أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري.
وذهب الرسول فأخبره بما قال له. قال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر. فأتاه فأخبره بما قال. فقال علي عليه السلام: سبحان الله ما والله طال العهد فينسى. والله إنّه ليعلم إنّ هذا الإسم لا يصلح إلاّ لي ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلّموا عليّ بامرة المؤمنين. فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالا: أفمن الله ورسوله؟ فقال لهما رسول الله: إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وصاحب لواء الغرّ المحجّلين يقعده الله عزّوجلّ يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النار.
فانطلق الرسول فأخبره بما قال. قال: فسكتوا عنه يومهم ذاك. فلمّا كان الليل اخذ علي عليه السلام فاطمة على دابه وأخذ بيده إبنيه الحسن والحسين. فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ أتاه في منزله فناشدهم الله حقّه ودعاهم إلى نصرته فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة قال سلمان: أنا وأبو ذرّ والمقداد والزبير فإنّا حلقنا له رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا وكان الزبير أشدّنا بصيرة في نصرته. فلمّا رأى علي عليه السلام خذلان الناس إيّاه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إيّاه لزم بيته.
عمر يأمر بإحراق بيت النبوة :
فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنّه لم يبق أحد إلاّ وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرقّ الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً والآخر أفظّهما وأغلظهما وأجفاهما فقال له أبو بكر: من ترسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً وهو رجل فظّ غليظ جافّ من طلقاء أحد بني عدي بن كعب. فأرسله وأرسل معه أعواناً وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام فأبى أن يأذن لهم. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا.
فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن.
فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليها السلام: أخرج عليكم أن تدخلوا عليّ بيتي بغير إذن.
فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا: إنّ فاطمة قالت: كذا وكذا. فتحرّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء. ثمّ أمر أُناساً حوله: أن يحملوا الحطب. فحملوا الحطب وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي. وفيه فاطمة وإبناها. ثمّ نادى عمر حتّى أسمع علياً وفاطمة _ : والله لتخرجنّ ياعلي ولتبايعنّ خليفة رسول الله وإلاّ أضرمت عليك النار.
فقالت فاطمة: ياعمر ما لنا ولك! فقال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت: ياعمر أما تتّقي الله تدخل على بيتي.
فأبى أن ينصرف. ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثمّ دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة وصاحت ياأبتاه يارسول الله. فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت ياأبتاه. فرفع السوط فضرب به ذراعيها. فنادت. يارسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر.
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثمّ نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله فذكر قول رسول الله وما أوصاه به. فقال: والذي كرّم محمّداً بالنبوّة يابن صهّاك لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله لعلمت إنّك لا تدخل بيتي.
فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتّى دخلوا الدار وثار علي إلى سيفه فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج علي بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدّته. فقال لقنفذ ارجع فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار. فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون فتناول بعض سيوفهم فتكاثروه فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت فضربها قنفذ بالسوط فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته.
ثمّ أُنطلق بعلي يعتلّه عتلاً حتّى انتهى به إلى أبي بكر وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن خضير وبشير بن سعد وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.
قال: قلت لسلمان أدخلوا على فاطمة بغير إذن؟ قال: إي والله وما عليها خمار. فنادت: ياأبتاه يارسول الله فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تفقئا في قبرك. تنادي بأعلى صوتها. فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون ما فيهم إلاّ باكٍ غير عمر وخالد والمغيرة بن شعبة. وعمر يقول: إنّا لسنا من النساء ورأيهنّ في شيء.
أمير المؤمنين يكشف المؤامرة
قال: فانتهوا بعلي عليه السلام إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنّكم لم تصلوا إلى هذا أبداً. أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثمّ خذلوني.
ولمّا أن أبصر به أبو بكر صاح خلّوا سبيله. فقال علي: ياأبا بكر ما أسرع ما توثّبتم على رسول الله صلّى الله عليه وآله. بأي حقّ وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك؟ ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسول الله.
قال له عمر: بايع ودع عنك هذه الأباطيل. فقال له علي فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟
قالوا نقتلك ذلاً وصغاراً. قال: إذاً تقتلون عبداً لله وأخا رسوله.
قال أبو بكر: أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخا رسول الله فما نقرّ لك بهذا. قال: أتجحدون أنّ رسول الله آخى بيني وبينه؟ قال: نعم فأعاد ذلك عليه ثلاث مرّات. ثمّ أقبل عليهم علي عليه السلام فقال: يامعشر المسلمين والمهاجرين والأنصار أُنشدكم الله أسمعتم رسول الله يقول يوم غدير غمّ كذا وكذا؟
فلم يدع عليه السلام شيئاً قاله فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله علانية للعامّة إلاّ ذكّرهم إيّاه. قالوا: نعم. فلمّا تخوّف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم فقال: كلّما قلت حقّ قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا. ولكن قد سمعت رسول الله يقول بعد هذا إنّا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا وإنّ الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة.
فقال علي عليه السلام: هل أحد من أصحاب رسول الله شهد هذا معك؟
فقال عمر: صدق خليفة رسول الله قد سمعته منه كما قال.
وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: قد سمعنا ذلك من رسول الله.
فقال علي عليه السلام: لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة إن قتل الله محمّداً أو مات لتزون هذا الأمر عنّا أهل البيت.
فقال أبو بكر: فما علمك بذلك ما أطلعناك عليها؟
فقال عليه السلام: أنت يازبير وأنت ياسلمان وأنت ياأبا ذرّ وأنت يامقداد. أسألكم بالله وبالإسلام أما سمعتم رسول الله يقول لي ذلك وأنتم تسمعون أنّ فلاناً وفلاناً. حتّى عدّهم هؤلاء الخمسة وقد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟
فقالوا: اللهمّ نعم قد سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ذلك لك إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا وكتبوا بينهم كتاباً إن قتلت أو مت أن يزووا عنك هذا ياعلي. قلت بأبي أنت يارسول الله فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم وإن أنت لم تجد أعواناً فبايع واحقن دمك.
فقال علي: أما والله لو أنّ أُولئك الأربعين رجلاً: الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة وفيما يكذب قولكم على رسول الله قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً).
السلام عليك يا سيدة نساء العالمين وعلى زوجك امير المؤمنين
اه ثم اه ثم اه لما جرى عليكم
لعن الله اعدائكم