من هناك
04-01-2010, 03:02 PM
تدمري يقدم نتاج 40 عاماً من البحث عن إبداعات اللبنانيين معرض مخطوطات مصورة تعود لألف عام في طرابلس
http://www.assafir.com/Photos/Photos01-04-2010/518980.JPG
تدمري يشرح للحضور محتويات إحدى المخطوطات المعروضة
غسان ريفي - طرابلس :
قدم مؤرخ طرابلس الدكتور عمر عبد السلام تدمري نتاج أربعين عاما من البحث والتقصي في أكثر من ستين مكتبة وجامعة في 22 بلدا عربيا وأجنبيا، وكشف في معرض ثقافي ـ تراثي نظمه بالتعاون مع مؤسسة الصفدي في مركز الصفدي الثقافي في المدينة عن 75 لوحة مصورة عن مخطوطات كتبها مؤلفون من لبنان في العصر الوسيط أي خلال ألف عام، بدءا من الفتح الاسلامي. وتتنوع المخطوطات ما بين الأدب، التاريخ، الفقه، الأصول، التراجم، السيرة، علم الفروسية، الطب، الفلك، الموسيقى، الهندسة، الفلسفة، مقارنة الأديان والمعارف العامة. وكتبت المخطوطات بالعربية واللاتينية والسريانية والكرشونية، فضلا عن عرض ثلاثة مصاحف شكلت درّة المعرض وهي قرآن أماجور وقرآن التنّوخي وقد كتبا قبل أكثر من ألف عام وهما موقوفان لجامع صور، وقرآن كتبه الطرابلسي محمد بن عثمان السباطي قبل أكثر من 700 عام في عهد المماليك واوقفه لجامع سيدي عبد الواحد، القائم في أسواق طرابلس القديمة.
ويشكل المعرض الذي يقام ضمن احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب برعاية وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلا بنائب رئيس المؤسسة أحمد الصفدي، علامة فارقة في النشاطات السياحية والثقافية والتراثية التي تقدمها طرابلس الضاربة في عمق التاريخ، ويكشف النقاب عن مؤلفين وباحثين لبنانيين وطرابلسيين عمل المؤرخ الدكتور عمر تدمري ونجله الدكتور خالد تدمري على استحضارهم وتقديم مؤلفاتهم، لتعريف أبناء المدينة على إنجازاتهم وتنوع أفكارهم وإبداعاتهم الثقافية والعلمية والفنية.
وبالطبع لم يكن لبنان معروفا كبلد مستقل في العصر الوسيط، بل كان ضمن بلاد الشام وجزءا مما كان يعرف بـ ساحل دمشق، وكانت الوسيلة الوحيدة للتعرف الى المؤلف هي نسبته الى المنطقة التي خرج منها، أمثال:
محمد بن علي الصوري (صور)،
ابن جميع الصيداوي (صيدا)،
قسطا بن لوقا البعلبكي (بعلبك)،
ابن منير الطرابلسي (طرابلس)،
قطب الدين اليونيني (يونين)،
ابن حذلك الشبعائي (شبعا)،
برهان الدين البقاعي (البقاع)
وخيثمة الطرابلسي (طرابلس)،
واللافت في المخطوطات أن الطرابلسيين والبعلبكيين استأثروا بأكثرية المؤلفات، حيث تضمن المعرض مخطوطات لأكثر من 35 مؤلفا وباحثا من طرابلس عاشوا في العصر المملوكي، مقابل مخطوط واحد لمؤلف من بيروت.
ويشكل المعرض عامل جذب لكثير من المهتمين بالمخطوطات القديمة، فضاقت قاعة الشمال في مركز الصفدي الثقافي بالرواد الذين أمضوا أكثر من ساعتين في قراءة ما امكن من المخطوطات التي أرفقها المؤرخ تدمري ببيانات تتضمن كل ما كتب فيها، إضافة الى عرض لسيرة حياة مؤلفها.
بعد ترحيب من الزميل أحمد درويش توقف المؤرخ الدكتور عمر تدمري عند جهد استمر على مدار أربعين عاما لجمع صور عن المخطوطات القيمة، لافتا الى أن مؤلفات اللبنانيين عبر القرون الوسطى كانت تناهز الألف مخطوط، ضاع معظمها في ظروف مختلفة، فلا ننسى أن مكتبة دار العلم في طرابلس التي أحرقها الفرنج عام 1109 ميلادية كان فيها ثلاثة ملايين مخطوط، و180 ناسخا كانوا يعملون ليل نهار، وأن مكتبة أسعد بن روح في صيدا كانت تتضمن أربعة آلاف مجلد لم يعرف مصيرها بعد سقوطها بيد الفرنج، عام 1112، فضلا عن اجتياح السيل لمكتبات ومساجد بعلبك، ويروي المؤرخون أن مدينة صور وعالمها ومحدثها محمد بن علي الصوري كان له 12 عدلا ممتلئة كتبا أخذها الخطيب البغدادي الى بغداد، كما ترك برهان الدين البقاعي أكثر من 150 مصنفا من تأليفه لم ينشر منها سوى النزر اليسير، وتفرق الباقي في مكتبات العالم وضاع بعضها الآخر، وبذلك فقدنا ثروة وطنية وقومية من تراث الأمة العربية والاسلامية لا تقدر بثمن.
وأكد أحمد الصفدي ان طرابلس تتكامل مع محيطها في سوريا والأردن والعراق وإسطنبول، وهي قادرة أن تلعب دورا ثراثيا وثقافيا بارزا لما تختزنه من ثرورة هائلة بين جنباتها تعود الى عهود قديمة خلت.
http://www.assafir.com/Photos/Photos01-04-2010/518980.JPG
تدمري يشرح للحضور محتويات إحدى المخطوطات المعروضة
غسان ريفي - طرابلس :
قدم مؤرخ طرابلس الدكتور عمر عبد السلام تدمري نتاج أربعين عاما من البحث والتقصي في أكثر من ستين مكتبة وجامعة في 22 بلدا عربيا وأجنبيا، وكشف في معرض ثقافي ـ تراثي نظمه بالتعاون مع مؤسسة الصفدي في مركز الصفدي الثقافي في المدينة عن 75 لوحة مصورة عن مخطوطات كتبها مؤلفون من لبنان في العصر الوسيط أي خلال ألف عام، بدءا من الفتح الاسلامي. وتتنوع المخطوطات ما بين الأدب، التاريخ، الفقه، الأصول، التراجم، السيرة، علم الفروسية، الطب، الفلك، الموسيقى، الهندسة، الفلسفة، مقارنة الأديان والمعارف العامة. وكتبت المخطوطات بالعربية واللاتينية والسريانية والكرشونية، فضلا عن عرض ثلاثة مصاحف شكلت درّة المعرض وهي قرآن أماجور وقرآن التنّوخي وقد كتبا قبل أكثر من ألف عام وهما موقوفان لجامع صور، وقرآن كتبه الطرابلسي محمد بن عثمان السباطي قبل أكثر من 700 عام في عهد المماليك واوقفه لجامع سيدي عبد الواحد، القائم في أسواق طرابلس القديمة.
ويشكل المعرض الذي يقام ضمن احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب برعاية وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلا بنائب رئيس المؤسسة أحمد الصفدي، علامة فارقة في النشاطات السياحية والثقافية والتراثية التي تقدمها طرابلس الضاربة في عمق التاريخ، ويكشف النقاب عن مؤلفين وباحثين لبنانيين وطرابلسيين عمل المؤرخ الدكتور عمر تدمري ونجله الدكتور خالد تدمري على استحضارهم وتقديم مؤلفاتهم، لتعريف أبناء المدينة على إنجازاتهم وتنوع أفكارهم وإبداعاتهم الثقافية والعلمية والفنية.
وبالطبع لم يكن لبنان معروفا كبلد مستقل في العصر الوسيط، بل كان ضمن بلاد الشام وجزءا مما كان يعرف بـ ساحل دمشق، وكانت الوسيلة الوحيدة للتعرف الى المؤلف هي نسبته الى المنطقة التي خرج منها، أمثال:
محمد بن علي الصوري (صور)،
ابن جميع الصيداوي (صيدا)،
قسطا بن لوقا البعلبكي (بعلبك)،
ابن منير الطرابلسي (طرابلس)،
قطب الدين اليونيني (يونين)،
ابن حذلك الشبعائي (شبعا)،
برهان الدين البقاعي (البقاع)
وخيثمة الطرابلسي (طرابلس)،
واللافت في المخطوطات أن الطرابلسيين والبعلبكيين استأثروا بأكثرية المؤلفات، حيث تضمن المعرض مخطوطات لأكثر من 35 مؤلفا وباحثا من طرابلس عاشوا في العصر المملوكي، مقابل مخطوط واحد لمؤلف من بيروت.
ويشكل المعرض عامل جذب لكثير من المهتمين بالمخطوطات القديمة، فضاقت قاعة الشمال في مركز الصفدي الثقافي بالرواد الذين أمضوا أكثر من ساعتين في قراءة ما امكن من المخطوطات التي أرفقها المؤرخ تدمري ببيانات تتضمن كل ما كتب فيها، إضافة الى عرض لسيرة حياة مؤلفها.
بعد ترحيب من الزميل أحمد درويش توقف المؤرخ الدكتور عمر تدمري عند جهد استمر على مدار أربعين عاما لجمع صور عن المخطوطات القيمة، لافتا الى أن مؤلفات اللبنانيين عبر القرون الوسطى كانت تناهز الألف مخطوط، ضاع معظمها في ظروف مختلفة، فلا ننسى أن مكتبة دار العلم في طرابلس التي أحرقها الفرنج عام 1109 ميلادية كان فيها ثلاثة ملايين مخطوط، و180 ناسخا كانوا يعملون ليل نهار، وأن مكتبة أسعد بن روح في صيدا كانت تتضمن أربعة آلاف مجلد لم يعرف مصيرها بعد سقوطها بيد الفرنج، عام 1112، فضلا عن اجتياح السيل لمكتبات ومساجد بعلبك، ويروي المؤرخون أن مدينة صور وعالمها ومحدثها محمد بن علي الصوري كان له 12 عدلا ممتلئة كتبا أخذها الخطيب البغدادي الى بغداد، كما ترك برهان الدين البقاعي أكثر من 150 مصنفا من تأليفه لم ينشر منها سوى النزر اليسير، وتفرق الباقي في مكتبات العالم وضاع بعضها الآخر، وبذلك فقدنا ثروة وطنية وقومية من تراث الأمة العربية والاسلامية لا تقدر بثمن.
وأكد أحمد الصفدي ان طرابلس تتكامل مع محيطها في سوريا والأردن والعراق وإسطنبول، وهي قادرة أن تلعب دورا ثراثيا وثقافيا بارزا لما تختزنه من ثرورة هائلة بين جنباتها تعود الى عهود قديمة خلت.