من هناك
03-29-2010, 04:44 AM
المختصر /
في مقال الأسبوع الماضي والذي حمل عنوان " الشيعة واستغاثة
الأقصى" تساءلنا " إذا كان حكام الشيعة قبل جنودهم يدغدغون مشاعر
المسلمين بالخطابات الرنانة، والعبارات الحالمة- كالموت لأمريكا والدمار
لإسرائيل- ولديهم القدرات العسكرية الكافية للدخول في مواجهة مع اليهود،
كما أن لديهم كتائب عسكرية مدربة ميدانياً، ويقطنون على مقربة من مواقع
صهيونية إستراتيجية بضربها يختل الكيان الصهيوني، فلماذا بعد كل هذه
الإمكانيات الحربية، والخبرات القتالية، والمواقع الاستراتيجية يكتفي
الشيعة بتلبية استغاثة الأقصى كلامياً؟.
حتى نجاوب على هذا السؤال نطرح سؤالاً آخر قد يبدو غريباً ولكنه غاية في
الأهمية لتفسير هذا الموقف الشيعي الكلامي من استغاثة الأقصى التي لا
تلبى إلا عسكرياً، والسؤال هو: " ما هي عقيدة الشيعة في المسجد الأقصى
مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وآله سلم الموجود بأرض فلسطين المحتلة من
قبل اليهود؟.
إجابة هذا السؤال نجدها في كتاب شيعي له مكانة خاصة عند الشيعة، ونظراً
لهذه المكانة فقد حصل هذا الكتاب على جائزة إيران للكتاب وهي جائزة مميزة في الوسط الثقافي والديني الإيراني، وقد كرم الرئيس الإيراني ذو الأصول اليهودية " أحمدي نجاد" صاحب الكتاب بنفسه، فما هو هذا الكتاب؟ ومن مؤلفه؟، وما علاقته بموضوعنا؟ هذا ما سنعرفه الآن!.
الكتاب يسمى " الصحيح من سيرة النبي الأعظم" ومؤلفه عالم شيعي له وزنه
بين علماء الشيعة وهو يدعى " جعفر مرتضى الحسيني العاملي" وهو مولود في جبل عامل بجنوب لبنان، عام 1945، وقد بدأ بتحصيل العلوم الشيعية منذ صغره عند والده، ثم توجه إلى النجف بالعراق عام 1962 ليكمل تعليمه، وفي عام 1968 انتقل إلى الحوزة العلمية في مدينة قم بإيران حيث أتم تعليمه وأسس فيها بعض المدارس الشيعية، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه جبل عامل بجنوب لبنان عام 1992، وهو دائم الانتقال بين لبنان والنجف وقم وطهران.
ماذا قال هذا العالم الشيعي في كتابه؟ قال هذا الشيعي في الجزء الثالث "
حين دخل عمر بن الخطاب بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلاً، فضلاً عن أن يسمى أقصى، وأن المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله هو في السماء، وقد تناولنا إثبات ذلك تفصيلاً في كتابنا المسجد
الأقصى أين؟". وقد استدل هذا الشيعي على وجود المسجد الأقصى في السماء
بكلام أكابر علماء الشيعة أمثال المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وهو كتاب
له اعتباره عند الشيعة.
كما أن هذا العاملي قد أوضح في كتابه المسجد الأقصى أين؟ "أن المسجد
الأقصى يوجد في السماء الرابعة في البيت المعمور"، مخالفاً ومنكراً بذلك
أمر معلوم من الدين بالضرورة.
إذن فنحن أمام شخصية شيعية تعكس عقيدة شيعة العرب في المسجد الأقصى،
وبصفة خاصة جنود حزب الله الشيعة، إضافة إلى شيعة إيران وعلى رأسهم أحمدي نجاد الذي كرم صاحب الكتاب المبين لعقيدة الشيعة في المسجد الأقصى، وبالتالي يكون من السذاجة أن ننتظر من شيعة العرب أو الفرس أن يهبوا لنصرة الأقصى عسكرياً، أليس كذلك؟.
قد يعتقد البعض أن التأويلات الفاسدة التي جاء بها هذا العاملي بأن عقيدة
الشيعة في المسجد الأقصى أنه في السماء، إنما تعبر عن رأي فردي شاذ،
ولهذا قام الباحث السني الأستاذ " طارق أحمد حجازي" بإجراء دراسة موثقة
رجع فيها لأهم مراجع الشيعة التي لا يجرؤ أي شيعي على الطعن فيها، كي يرى ما إذا كان رأي العاملي في وجود المسجد الأقصى بالسماء، هو رأي فردي أم أنها عقيدة شيعية راسخة في وجدان أكابر علماء الشيعة، ومن ثم عوامهم.
وقد كشفت الدراسة التي أصدرتها لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة بفلسطين
عن أن العلماء والمراجع التاليين قد أجمعوا على أن عقيدة الشيعة في
المسجد الأقصى أنه في السماء، وهم:
أولاً...تفسير الصافي للفيض الكاشاني.
ثانياً...تفسير نور الثقلين لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفى عام 1112 هـ.
ثالثاً... تفسير العياشي لمحمد ابن عياش السلمي السمرقندي.
رابعاً... البرهان في تفسير القرآن لهاشم البحراني.
خامساً... بيان السعادة في مقامات العبادة لسلطان محمد الجنابذي الملقب
بسلطان علي شاه.
سادساً...بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي.
سابعاً...منتهى الآمال لعباس القمي.
ثامناً...كامل الزيارات لابن قولوبه.
تاسعاً....الكافي للكليني.
عاشراً....علل الشرايع لمحمد بابويه القمي.
حادي عشر....المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات لتقي الدين الكفعمي.
قبل أن أختم مقالي هذا أود أن أطرح مجموعة من التساؤلات الهامة على من
يظنون أن كل إنكار على الضلالات الشيعية يضر بحربنا مع الصهاينة، ويصب في مصلحة اليهود،
وهذه التساؤلات هي:
أولاً... إذا كان الشيعة لا يعترفون بالمسجد الأقصى الموجود في فلسطين،
ومن ثم فإن الاعتداء الراهن لليهود على المسجد الأقصى لا يعني الشيعة في
شئ، وعليه فإن الحشد الشيعي العسكري لقتال اليهود ومنعهم عن هدم المسجد
الأقصى لا يوجد له مبرر ومحفز عقدي عند الشيعة، فبالله عليكم في مصلحة من يصب هذا الاعتقاد الشيعي؟.
ثانياً.... هذه هي عقيدة الشيعة في المسجد الأقصى، وهي عقيدة تفسر عدم
تحركهم لتلبية استغاثة الأقصى عسكرياً، فلماذا يصر بعض أهل السنة على
الرهان على الشيعة في مواجهة اليهود ومنعهم من هدم المسجد الأقصى، رغم أن القضية لا تهم الشيعة في الأساس؟.
ثالثاً... بعض علماء السنة الساعين للوحدة الإسلامية والتقارب مع الشيعة
سواء بانطلاقة عاطفية، أو بمنطق التنازل عن الثوابت وغض الطرف عن
التجاوزات الشيعية، لماذا لا يثيرون مسألة عقيدة الشيعة في المسجد
الأقصى، ويضعونها على أولويات الحوار والمناقشة؟ ويوضحون للجماهير السنية المغيبة حقيقة هذه العقيدة؟.
خلاصة الأمر:
أن الشيعة طبقاً لمراجعهم وعلمائهم يعتقدون في عدم وجود مسجد
أقصى بفلسطين، وأنهم لن يتحركوا عسكرياً يوما ما لنصرة الأقصى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي، وعليه فإن على علماء أهل السنة الثقات أن يركزوا في سعيهم لفتح باب الجهاد ضد الصهاينة على أهل السنة والجماعة فهم الرهان الحقيقي في نصرة المسجد الأقصى، وتأديب اليهود الصهاينة عسكرياً.
في مقال الأسبوع الماضي والذي حمل عنوان " الشيعة واستغاثة
الأقصى" تساءلنا " إذا كان حكام الشيعة قبل جنودهم يدغدغون مشاعر
المسلمين بالخطابات الرنانة، والعبارات الحالمة- كالموت لأمريكا والدمار
لإسرائيل- ولديهم القدرات العسكرية الكافية للدخول في مواجهة مع اليهود،
كما أن لديهم كتائب عسكرية مدربة ميدانياً، ويقطنون على مقربة من مواقع
صهيونية إستراتيجية بضربها يختل الكيان الصهيوني، فلماذا بعد كل هذه
الإمكانيات الحربية، والخبرات القتالية، والمواقع الاستراتيجية يكتفي
الشيعة بتلبية استغاثة الأقصى كلامياً؟.
حتى نجاوب على هذا السؤال نطرح سؤالاً آخر قد يبدو غريباً ولكنه غاية في
الأهمية لتفسير هذا الموقف الشيعي الكلامي من استغاثة الأقصى التي لا
تلبى إلا عسكرياً، والسؤال هو: " ما هي عقيدة الشيعة في المسجد الأقصى
مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وآله سلم الموجود بأرض فلسطين المحتلة من
قبل اليهود؟.
إجابة هذا السؤال نجدها في كتاب شيعي له مكانة خاصة عند الشيعة، ونظراً
لهذه المكانة فقد حصل هذا الكتاب على جائزة إيران للكتاب وهي جائزة مميزة في الوسط الثقافي والديني الإيراني، وقد كرم الرئيس الإيراني ذو الأصول اليهودية " أحمدي نجاد" صاحب الكتاب بنفسه، فما هو هذا الكتاب؟ ومن مؤلفه؟، وما علاقته بموضوعنا؟ هذا ما سنعرفه الآن!.
الكتاب يسمى " الصحيح من سيرة النبي الأعظم" ومؤلفه عالم شيعي له وزنه
بين علماء الشيعة وهو يدعى " جعفر مرتضى الحسيني العاملي" وهو مولود في جبل عامل بجنوب لبنان، عام 1945، وقد بدأ بتحصيل العلوم الشيعية منذ صغره عند والده، ثم توجه إلى النجف بالعراق عام 1962 ليكمل تعليمه، وفي عام 1968 انتقل إلى الحوزة العلمية في مدينة قم بإيران حيث أتم تعليمه وأسس فيها بعض المدارس الشيعية، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه جبل عامل بجنوب لبنان عام 1992، وهو دائم الانتقال بين لبنان والنجف وقم وطهران.
ماذا قال هذا العالم الشيعي في كتابه؟ قال هذا الشيعي في الجزء الثالث "
حين دخل عمر بن الخطاب بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلاً، فضلاً عن أن يسمى أقصى، وأن المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله هو في السماء، وقد تناولنا إثبات ذلك تفصيلاً في كتابنا المسجد
الأقصى أين؟". وقد استدل هذا الشيعي على وجود المسجد الأقصى في السماء
بكلام أكابر علماء الشيعة أمثال المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وهو كتاب
له اعتباره عند الشيعة.
كما أن هذا العاملي قد أوضح في كتابه المسجد الأقصى أين؟ "أن المسجد
الأقصى يوجد في السماء الرابعة في البيت المعمور"، مخالفاً ومنكراً بذلك
أمر معلوم من الدين بالضرورة.
إذن فنحن أمام شخصية شيعية تعكس عقيدة شيعة العرب في المسجد الأقصى،
وبصفة خاصة جنود حزب الله الشيعة، إضافة إلى شيعة إيران وعلى رأسهم أحمدي نجاد الذي كرم صاحب الكتاب المبين لعقيدة الشيعة في المسجد الأقصى، وبالتالي يكون من السذاجة أن ننتظر من شيعة العرب أو الفرس أن يهبوا لنصرة الأقصى عسكرياً، أليس كذلك؟.
قد يعتقد البعض أن التأويلات الفاسدة التي جاء بها هذا العاملي بأن عقيدة
الشيعة في المسجد الأقصى أنه في السماء، إنما تعبر عن رأي فردي شاذ،
ولهذا قام الباحث السني الأستاذ " طارق أحمد حجازي" بإجراء دراسة موثقة
رجع فيها لأهم مراجع الشيعة التي لا يجرؤ أي شيعي على الطعن فيها، كي يرى ما إذا كان رأي العاملي في وجود المسجد الأقصى بالسماء، هو رأي فردي أم أنها عقيدة شيعية راسخة في وجدان أكابر علماء الشيعة، ومن ثم عوامهم.
وقد كشفت الدراسة التي أصدرتها لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة بفلسطين
عن أن العلماء والمراجع التاليين قد أجمعوا على أن عقيدة الشيعة في
المسجد الأقصى أنه في السماء، وهم:
أولاً...تفسير الصافي للفيض الكاشاني.
ثانياً...تفسير نور الثقلين لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفى عام 1112 هـ.
ثالثاً... تفسير العياشي لمحمد ابن عياش السلمي السمرقندي.
رابعاً... البرهان في تفسير القرآن لهاشم البحراني.
خامساً... بيان السعادة في مقامات العبادة لسلطان محمد الجنابذي الملقب
بسلطان علي شاه.
سادساً...بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي.
سابعاً...منتهى الآمال لعباس القمي.
ثامناً...كامل الزيارات لابن قولوبه.
تاسعاً....الكافي للكليني.
عاشراً....علل الشرايع لمحمد بابويه القمي.
حادي عشر....المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات لتقي الدين الكفعمي.
قبل أن أختم مقالي هذا أود أن أطرح مجموعة من التساؤلات الهامة على من
يظنون أن كل إنكار على الضلالات الشيعية يضر بحربنا مع الصهاينة، ويصب في مصلحة اليهود،
وهذه التساؤلات هي:
أولاً... إذا كان الشيعة لا يعترفون بالمسجد الأقصى الموجود في فلسطين،
ومن ثم فإن الاعتداء الراهن لليهود على المسجد الأقصى لا يعني الشيعة في
شئ، وعليه فإن الحشد الشيعي العسكري لقتال اليهود ومنعهم عن هدم المسجد
الأقصى لا يوجد له مبرر ومحفز عقدي عند الشيعة، فبالله عليكم في مصلحة من يصب هذا الاعتقاد الشيعي؟.
ثانياً.... هذه هي عقيدة الشيعة في المسجد الأقصى، وهي عقيدة تفسر عدم
تحركهم لتلبية استغاثة الأقصى عسكرياً، فلماذا يصر بعض أهل السنة على
الرهان على الشيعة في مواجهة اليهود ومنعهم من هدم المسجد الأقصى، رغم أن القضية لا تهم الشيعة في الأساس؟.
ثالثاً... بعض علماء السنة الساعين للوحدة الإسلامية والتقارب مع الشيعة
سواء بانطلاقة عاطفية، أو بمنطق التنازل عن الثوابت وغض الطرف عن
التجاوزات الشيعية، لماذا لا يثيرون مسألة عقيدة الشيعة في المسجد
الأقصى، ويضعونها على أولويات الحوار والمناقشة؟ ويوضحون للجماهير السنية المغيبة حقيقة هذه العقيدة؟.
خلاصة الأمر:
أن الشيعة طبقاً لمراجعهم وعلمائهم يعتقدون في عدم وجود مسجد
أقصى بفلسطين، وأنهم لن يتحركوا عسكرياً يوما ما لنصرة الأقصى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي، وعليه فإن على علماء أهل السنة الثقات أن يركزوا في سعيهم لفتح باب الجهاد ضد الصهاينة على أهل السنة والجماعة فهم الرهان الحقيقي في نصرة المسجد الأقصى، وتأديب اليهود الصهاينة عسكرياً.