سلطان المصري
03-13-2010, 06:14 PM
التقريب ---
من الافت للنظر التهوين من التباين العقيدي بين السنه والشيعه , ومحاوله اعتباره مجرد خلاف مذهبي مع انه في حقيقه الامر يصل الي حد التصادم والمغايره , لأن الاختلاف المذهبي يكون في الفروع وليس الاصول ولا سيما الأصول الخاصه بالمفاهيم العقيديه , فليس الخوض في تناقضات عقيديه مُخرجه من المِله – كما هو الحال مع كُفريات الشيعه والصوفيه – كالكلام عن الاختلافات المذهبيه بين طوائف أهل الُسنه . فالاختلاف محمود إذ كان تنوعا لوجهات نظر وتحركا في مواقع مختلفه داخل دائره الحقيقه , ولكنه مذموم إذ تحول إلي خلاف وتناقض وغادر دائره الحقيقه وانفلت بعيدا عنها . وحقيق بنا الاكتراث بآراء الآخرين وإن غايرت آراءنا , ولكن لا يجوز فعل ذلك إن كانت هذه الآراء مخالفة لصحيح الدين وغير منطقيه ولا سند لها سوي الهراء والخيال , كأن يقول الشيعه (اننا لا نجتمع مع اهل السنه علي إله ولا علي نبي ولا علي إمام وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه, وخليفته أبو بكر , ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي , بل نقول : إن الرب الذي خليفه نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا نبيه نبينا ) (الانوار النعمانيه -2/ 287 نعمه الله الجزائرلي ) فبمثل هذا الكلام ينتفي حُسن النيه وصدق العزم علي التقارب مع اهل السنه . ومع دعاوي التقريب يركز البعض علي ادبيات الحوار وأخلاقيات الجدال وقبول الآخر وانحرافه , وكأن المساله دعوة لتوخي اللين والسماحه في قبول غلو الآخر وانحرافه , بحيث يبدوالأمر في نهايه المطاف في صوره المشكله الأخلاقيه , أو المشكلة الإجرائية في حين أن حقيقة الصراع والخلاف تقع في دائره الإيمان والكُفر والحق والباطل .والفخ الخطير هو الدفع باتجاه قبول الاختلاف باعتباره تنوعا اجتهاديا وأن يكون هذا التقريب وسيله لإضفاء الشرعيه علي التبشير بمعتقدات كل من الطرفين بين جموع الطرف الآخر, والحث علي قبول ما نتفق عليه والإغضاء عن ما نختلف فيه , إنما هو من الكلام الذي يمر عليه الناس ولا يعطونه حقه من التأمل , فهذا من قبيل الحق الذي يراد به باطل . فالتقريب بين الُسنه والشيعه دون تسويه الخلاف وتصحيح التناقضات , انما يعني التستر علي هذا الصدام العقيدي الصارخ , وهو تقريب يقوم علي مجرد جهود توفيقيه لا تتعدي حدود الاقوال لا الأفعال ويكون ذلك غمطا للحق وإقرار بالباطل , وما اشبه عندئذ بمحاوله امتطاء جوادين في وقت واحد : احدهما غاد , والآخر رائح .والدعوة المخلصه لتقريب السنه والشيعه إنما هي دعوه الي أسلمه العوام والبسطاء الذين ضللهم أئمتهم وزعماؤهم وشيوخهم المستفدون من هذا الضلال . فهؤلاء البسطاء يجهلون ولا يعلمون , وواجبنا الأخذ بيدهم وتبصرتهم بما هم عليه من باطل وما يعتقدونه من اغاليط يتوهمونها الحق , ويجب الا نفقد حماستنا وندع هؤلاء البسطاء يتيهون في عالم الجهل يمارسون دور الفريسه والضحيه لمصاصي الدماء ممن يجمعون المال منهم بدعوي انها الزكاه الواجب دفعها إلي ائمتهم , ويفسقون ببناتهم ويزنون بنسائهم بأسم زواج المتعه .
من ثمار وقطوف الكتب
من الافت للنظر التهوين من التباين العقيدي بين السنه والشيعه , ومحاوله اعتباره مجرد خلاف مذهبي مع انه في حقيقه الامر يصل الي حد التصادم والمغايره , لأن الاختلاف المذهبي يكون في الفروع وليس الاصول ولا سيما الأصول الخاصه بالمفاهيم العقيديه , فليس الخوض في تناقضات عقيديه مُخرجه من المِله – كما هو الحال مع كُفريات الشيعه والصوفيه – كالكلام عن الاختلافات المذهبيه بين طوائف أهل الُسنه . فالاختلاف محمود إذ كان تنوعا لوجهات نظر وتحركا في مواقع مختلفه داخل دائره الحقيقه , ولكنه مذموم إذ تحول إلي خلاف وتناقض وغادر دائره الحقيقه وانفلت بعيدا عنها . وحقيق بنا الاكتراث بآراء الآخرين وإن غايرت آراءنا , ولكن لا يجوز فعل ذلك إن كانت هذه الآراء مخالفة لصحيح الدين وغير منطقيه ولا سند لها سوي الهراء والخيال , كأن يقول الشيعه (اننا لا نجتمع مع اهل السنه علي إله ولا علي نبي ولا علي إمام وذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه, وخليفته أبو بكر , ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي , بل نقول : إن الرب الذي خليفه نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا نبيه نبينا ) (الانوار النعمانيه -2/ 287 نعمه الله الجزائرلي ) فبمثل هذا الكلام ينتفي حُسن النيه وصدق العزم علي التقارب مع اهل السنه . ومع دعاوي التقريب يركز البعض علي ادبيات الحوار وأخلاقيات الجدال وقبول الآخر وانحرافه , وكأن المساله دعوة لتوخي اللين والسماحه في قبول غلو الآخر وانحرافه , بحيث يبدوالأمر في نهايه المطاف في صوره المشكله الأخلاقيه , أو المشكلة الإجرائية في حين أن حقيقة الصراع والخلاف تقع في دائره الإيمان والكُفر والحق والباطل .والفخ الخطير هو الدفع باتجاه قبول الاختلاف باعتباره تنوعا اجتهاديا وأن يكون هذا التقريب وسيله لإضفاء الشرعيه علي التبشير بمعتقدات كل من الطرفين بين جموع الطرف الآخر, والحث علي قبول ما نتفق عليه والإغضاء عن ما نختلف فيه , إنما هو من الكلام الذي يمر عليه الناس ولا يعطونه حقه من التأمل , فهذا من قبيل الحق الذي يراد به باطل . فالتقريب بين الُسنه والشيعه دون تسويه الخلاف وتصحيح التناقضات , انما يعني التستر علي هذا الصدام العقيدي الصارخ , وهو تقريب يقوم علي مجرد جهود توفيقيه لا تتعدي حدود الاقوال لا الأفعال ويكون ذلك غمطا للحق وإقرار بالباطل , وما اشبه عندئذ بمحاوله امتطاء جوادين في وقت واحد : احدهما غاد , والآخر رائح .والدعوة المخلصه لتقريب السنه والشيعه إنما هي دعوه الي أسلمه العوام والبسطاء الذين ضللهم أئمتهم وزعماؤهم وشيوخهم المستفدون من هذا الضلال . فهؤلاء البسطاء يجهلون ولا يعلمون , وواجبنا الأخذ بيدهم وتبصرتهم بما هم عليه من باطل وما يعتقدونه من اغاليط يتوهمونها الحق , ويجب الا نفقد حماستنا وندع هؤلاء البسطاء يتيهون في عالم الجهل يمارسون دور الفريسه والضحيه لمصاصي الدماء ممن يجمعون المال منهم بدعوي انها الزكاه الواجب دفعها إلي ائمتهم , ويفسقون ببناتهم ويزنون بنسائهم بأسم زواج المتعه .
من ثمار وقطوف الكتب