مقاوم
03-11-2010, 07:43 AM
بعد القرار الصهيوني الأخير .. هل يتحول المسجد الإبراهيمي بالخليل إلى كنيس يهودي!!
كتب أ. مصعب قتلوني*
11/03/2010
http://qawim.net/images/stories/haramibrahimi2010.jpg
ومما يجدر ذكره أن قرار حكومة الاحتلال بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لن يكون سوى البداية، حيث كشفت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" النقاب عن المواقع والمعالم الفلسطينية التي قررت حكومة الاحتلال ضمها لما يسمى بـ"قائمة التراث اليهودي" والتي تضم 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً إسلامياً ومسيحياً.
-------------------------
http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngمنذ احتلال فلسطين قبل أكثر من ستين عاما والصهاينة لا يتوقفون في الخفاء والعلن عن تهويد المقدسات الإسلامية، لكن حملتهم الأخيرة بإعلانهم ضم العديد من المقدسات الإسلامية في القدس والخليل وبيت لحم، لا شك أنها تدق ناقوس الخطر حول ما ينتظر هذه المقدسات وسط صمت عربي مطبق.
ويعدّ المسجد الإبراهيمي في الخليل، من أبرز المقدسات الإسلامية التي أعلن الاحتلال قراره بضمها لقائمة تراثه قبل أيام، وهو الأمر الذي يفتح الجروح مجدداً حول مأساة المسجد الإبراهيمي وما تعرض ويتعرض له منذ احتلال مدينة الخليل عام 1967.
فبعد احتلال الخليل مباشرة فرضت سلطات الاحتلال الصهيونية سيطرتها على كافة أرجاء المدينة بما في ذلك المسجد الإبراهيمي –الذي يكتسب مكانة خاصة لدى المسلمين- وبدأت حكومات الاحتلال المتعاقبة تستولي شيئا فشيئا على المسجد وفق مخططات ممنهجة ومنظمة تهدف في نهاية المطاف إلى خلق وقائع جديدة على الأرض تحقق لها أهدافها الخبيثة.
وتدرجت قوات الاحتلال خلال تنفيذها لمخططاتها، حيث كانت البداية برفع العلم الصهيوني فوق المسجد، ثم أمر الحاكم العسكري الإسرائيلي عام 1968 بفتح المسجد ليلاً أمام المستوطنين اليهود، وتم من أجل ذلك هدم الدرج والباب الشرقي والبئر وكلها منشآت أثرية. وفي ذات العام أقيمت أول صلاة يهودية في الإبراهيمي، ثم قرر الاحتلال عام 1972 سقف المسجد الداخلي المكشوف وتخصيصه لليهود دون السماح للمسلمين بدخوله، وفي العام 1991 تقرر إنشاء مدرسة يهودية في أحد جوانبه.
ولعل العام 1994 شكل نقطة فارقة في تاريخ المسجد الإبراهيمي، حيث شهد هذا العام ارتكاب مذبحة دموية على يد الصهيوني الهالك "باروخ غولدشتاين" راح ضحيتها حوالي 30 مصليا وأكثر من 150 جريحاً سقطوا جميعهم مضرجين بدمائهم وهم يؤدون صلاة فجر الجمعة يوم الخامس عشر من رمضان.
إمام الإبراهيمي يتحدث لنا ...
وفي هذا السياق، يؤكد الشيخ صالح الرازم (إمام المسجد الإبراهيمي) في حديث خاص لموقع "الحملة العالمية لمقاومة العدوان" أن القرار الصهيوني الأخير بضم المسجد الإبراهيمي ليس الأول، لأن الضم الفعلي بدأ في اليوم الأول لاحتلال مدينة الخليل.
ويوضح ذلك قائلاً: "هم من أول يوم احتلوا فيه الخليل رفعوا العلم الإسرائيلي فوق المسجد الإبراهيمي، وفتحوا المسجد أمام المستوطنين اليهود، ثم جاءت مذبحة المسجد -التي كانت بمثابة الضربة الكبرى- حيث كوفئ المجرم وعوقبت الضحية، واستغل الاحتلال هذه المجزرة لتقسيم المسجد بواقع 65% لليهود، وما تبقى للمسلمين".
ومن ضمن الإجراءات التي قام بها الاحتلال عقب المذبحة، تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين من خلال وضع بوابات حديدية ضخمة تقطع المسجد الشريف إلى جزئين، ولكل منهما مدخل خاص به، المدخل الأول خصص لليهود، ويمنع على المسلمين منعاً باتاً الدخول منه، أما الثاني فهو للمسلمين ولكن من يقف على بواباته ويحرسه ومن يقوم بتفتيشك تفتيشاً دقيقاً هم جنود إسرائيليون، ولذلك يضطر المصلي إلى اجتياز بوابتين إلكترونيتين كلما أراد الصلاة.
ويتحدث الشيخ الرازم عن أبرز المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في المسجد الإبراهيمي، ويقول: الساحات الخارجية ممنوع على المسلمين الوصول إليها، والآذان بشكل عام يتم منعه وخاصة أذان المغرب الذي لم يرفع منذ 6 سنوات كاملات، بحجة أنه يشوش على المستوطنين اليهود في أوقات صلواتهم.
كما يبين الشيخ معاناة المؤذن حين يتوجه لرفع الأذان، حيث يقول: "بعد مذبحة المسجد قررت لجنة "شنغار" أن تكون الغرفة التي يرفع منها الآذان في القسم الذي يسيطر عليه اليهود، ولذلك كلما أراد المؤذن رفع الأذان فعليه الانتظار لحين قدوم ضابط وجنديين إسرائيليين ليرافقوه إلى الغرفة كي لا يكون هناك احتكاك مع المستوطنين اليهود".
أهمية المسجد ...
ويقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل، ويصل طوله إلى 80 ذراعاً، وعرضه إلى 40 ذراعاً، ويحيط به سور خارجي مبني من الحجارة الضخمة، إذ يصل طول الحجر الواحد إلى ثمانية أمتار ونصف، وعرضه حوالي متر، وسمكه أيضا متر، وهو من الداخل مبني بنفس الحجارة. وتحته توجد التسوية والمغارة التي يصلي المسلمون فيها حالياً.
وترجع أهمية المسجد الإبراهيمي لدى المسلمين إلى أسباب عديدة، فهو بدايةً مرتبط بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي تذكر الروايات أنه حينما قدم من العراق إلى فلسطين حلّ بمدينة الخليل وكان يتنقل منها إلى بقية المدن الأخرى.
وفي العهد الإسلامي، أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض الخليل والمسجد الإبراهيمي للصحابي تميم الداري. كما أن الخلفاء الأمويون والعباسيون والفاطميون وكذلك المماليك أبدوا اهتماماً خاصاً بالمسجد، وقاموا في مرات عديدة بتجديد بنائه.
وفي العام 1099 أقدم الصليبيون على هدم المسجد الإبراهيمي وأقاموا على أنقاضه حصناً لفرسانهم وكنيسة لهم، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي وحرره بعد معركة حطين وأعاد بناءه من جديد، وعيّن عائلات من الخليل لسدنته.
قرار الضم للتراث اليهودي ...
ويعتبر إعلان الصهاينة مؤخراً قرارهم بضم المسجد الإبراهيمي لقائمة التراث اليهودي، بمثابة تتويج للمخططات الهادفة إلى تهويد المسجد الإبراهيمي بصورة كاملة، ومصادرة ما تبقى منه لتحويله إلى كنيس يهودي إن بقي العرب والمسلمون على صمتهم إزاء مقدساتهم.
ويؤكد الشيخ صالح الرازم أن القرار الصهيوني الأخير ليس عبثيا ولم يأت من فراغ، مشددا على أن الصهاينة يحاولون بوسائل مختلفة تغيير واقع المسجد الإبراهيمي وتحقيق مكاسب إضافية على أرض الواقع لصالح اليهود والمستوطنين المتطرفين.
ولا يخفي الشيخ قلقه على مصير المسجد الإبراهيمي، إلا أنه في الوقت نفسه يبدي رباطة جأش وأمل كبير بالله أن يحفظ المسجد من مكر اليهود وأن يرد كيدهم إلى نحرهم، حيث يقول: "أملنا بالله كبير أن يفشل مخططاتهم ضد مقدساتنا".
وحول ردة الفعل الرسمية والشعبية إزاء قرار الضم الإسرائيلي الأخير، يؤكد الشيخ أن ردود الفعل سواء الرسمية أو الشعبية لم تكن بالمستوى المطلوب، ولم تكن على مستوى خطورة القرار.
ويوضح قائلاً: "على المستوى الرسمي اكتفى المسؤولون بالشجب والاستنكار، وعلى المستوى الشعبي اقتصر الأمر على هبات مؤقتة سرعان ما تزول"، ثم يعقّب على ذلك بقوله: "ومن وجهة نظري تواجد الأطفال في المسجد الإبراهيمي... وإعماره بالمصلين أفضل من كل عبارات الشجب والاستنكار".
وعندما طالبنا الشيخ بتوجيه رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية، ردّ قائلاً: "أنا فاقد الأمل بكل الأنظمة العربية.. وأؤكد لكم أن كل عبارات الشجب والاستنكار لا تضر الاحتلال بشيء.. إذ أن المطلوب تجييش الجيوش لتحرير المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية".
المسجد الإبراهيمي هو البداية ...
ومما يجدر ذكره أن قرار حكومة الاحتلال بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لن يكون سوى البداية، حيث كشفت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" النقاب عن المواقع والمعالم الفلسطينية التي قررت حكومة الاحتلال ضمها لما يسمى بـ"قائمة التراث اليهودي" والتي تضم 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً إسلامياً ومسيحياً.
ووفق اللجنة فإن من أبرز هذه المواقع: أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وجبال عيبال وجرزيم في مدينة نابلس، ومرج بن عامر الذي يمتد بين حيفا وجنين، وكنائس مسيحية عريقة وأشهرها كنيسة أم العمد، إضافة إلى ما يسمونه "حديقة برعام" التي تقوم على أنقاض قرية كفر برعم الفلسطينية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القائمة تضم عدد من المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأبرزها مدن عسقلان وبيسان وقيسارية، إضافة إلى قلعة رأس العين بيافا، ومنطقة سوسيا التي تضم آثارا وأبنية كنعانية قديمة بالخليل، ومستوطنة كدوميم المقامة على أراضي بلدة كفر قدوم العربية، وتل مجدو، ومقامات إسلامية مشهورة وأبرزها: "مقام النبي صموئيل" و"قبر يوسف" و"مغارة التوأمين" إضافة إلى "وادي قمران" و"كهوف قمران" غرب البحر الميت، والتي تم العثور مسبقاً على أكثر من 85 مخطوطة تاريخية بداخلها.
* صحفي وكاتب فلسطيني، ماجستير علوم سياسية.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6633&Itemid=1
كتب أ. مصعب قتلوني*
11/03/2010
http://qawim.net/images/stories/haramibrahimi2010.jpg
ومما يجدر ذكره أن قرار حكومة الاحتلال بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لن يكون سوى البداية، حيث كشفت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" النقاب عن المواقع والمعالم الفلسطينية التي قررت حكومة الاحتلال ضمها لما يسمى بـ"قائمة التراث اليهودي" والتي تضم 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً إسلامياً ومسيحياً.
-------------------------
http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngمنذ احتلال فلسطين قبل أكثر من ستين عاما والصهاينة لا يتوقفون في الخفاء والعلن عن تهويد المقدسات الإسلامية، لكن حملتهم الأخيرة بإعلانهم ضم العديد من المقدسات الإسلامية في القدس والخليل وبيت لحم، لا شك أنها تدق ناقوس الخطر حول ما ينتظر هذه المقدسات وسط صمت عربي مطبق.
ويعدّ المسجد الإبراهيمي في الخليل، من أبرز المقدسات الإسلامية التي أعلن الاحتلال قراره بضمها لقائمة تراثه قبل أيام، وهو الأمر الذي يفتح الجروح مجدداً حول مأساة المسجد الإبراهيمي وما تعرض ويتعرض له منذ احتلال مدينة الخليل عام 1967.
فبعد احتلال الخليل مباشرة فرضت سلطات الاحتلال الصهيونية سيطرتها على كافة أرجاء المدينة بما في ذلك المسجد الإبراهيمي –الذي يكتسب مكانة خاصة لدى المسلمين- وبدأت حكومات الاحتلال المتعاقبة تستولي شيئا فشيئا على المسجد وفق مخططات ممنهجة ومنظمة تهدف في نهاية المطاف إلى خلق وقائع جديدة على الأرض تحقق لها أهدافها الخبيثة.
وتدرجت قوات الاحتلال خلال تنفيذها لمخططاتها، حيث كانت البداية برفع العلم الصهيوني فوق المسجد، ثم أمر الحاكم العسكري الإسرائيلي عام 1968 بفتح المسجد ليلاً أمام المستوطنين اليهود، وتم من أجل ذلك هدم الدرج والباب الشرقي والبئر وكلها منشآت أثرية. وفي ذات العام أقيمت أول صلاة يهودية في الإبراهيمي، ثم قرر الاحتلال عام 1972 سقف المسجد الداخلي المكشوف وتخصيصه لليهود دون السماح للمسلمين بدخوله، وفي العام 1991 تقرر إنشاء مدرسة يهودية في أحد جوانبه.
ولعل العام 1994 شكل نقطة فارقة في تاريخ المسجد الإبراهيمي، حيث شهد هذا العام ارتكاب مذبحة دموية على يد الصهيوني الهالك "باروخ غولدشتاين" راح ضحيتها حوالي 30 مصليا وأكثر من 150 جريحاً سقطوا جميعهم مضرجين بدمائهم وهم يؤدون صلاة فجر الجمعة يوم الخامس عشر من رمضان.
إمام الإبراهيمي يتحدث لنا ...
وفي هذا السياق، يؤكد الشيخ صالح الرازم (إمام المسجد الإبراهيمي) في حديث خاص لموقع "الحملة العالمية لمقاومة العدوان" أن القرار الصهيوني الأخير بضم المسجد الإبراهيمي ليس الأول، لأن الضم الفعلي بدأ في اليوم الأول لاحتلال مدينة الخليل.
ويوضح ذلك قائلاً: "هم من أول يوم احتلوا فيه الخليل رفعوا العلم الإسرائيلي فوق المسجد الإبراهيمي، وفتحوا المسجد أمام المستوطنين اليهود، ثم جاءت مذبحة المسجد -التي كانت بمثابة الضربة الكبرى- حيث كوفئ المجرم وعوقبت الضحية، واستغل الاحتلال هذه المجزرة لتقسيم المسجد بواقع 65% لليهود، وما تبقى للمسلمين".
ومن ضمن الإجراءات التي قام بها الاحتلال عقب المذبحة، تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين من خلال وضع بوابات حديدية ضخمة تقطع المسجد الشريف إلى جزئين، ولكل منهما مدخل خاص به، المدخل الأول خصص لليهود، ويمنع على المسلمين منعاً باتاً الدخول منه، أما الثاني فهو للمسلمين ولكن من يقف على بواباته ويحرسه ومن يقوم بتفتيشك تفتيشاً دقيقاً هم جنود إسرائيليون، ولذلك يضطر المصلي إلى اجتياز بوابتين إلكترونيتين كلما أراد الصلاة.
ويتحدث الشيخ الرازم عن أبرز المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في المسجد الإبراهيمي، ويقول: الساحات الخارجية ممنوع على المسلمين الوصول إليها، والآذان بشكل عام يتم منعه وخاصة أذان المغرب الذي لم يرفع منذ 6 سنوات كاملات، بحجة أنه يشوش على المستوطنين اليهود في أوقات صلواتهم.
كما يبين الشيخ معاناة المؤذن حين يتوجه لرفع الأذان، حيث يقول: "بعد مذبحة المسجد قررت لجنة "شنغار" أن تكون الغرفة التي يرفع منها الآذان في القسم الذي يسيطر عليه اليهود، ولذلك كلما أراد المؤذن رفع الأذان فعليه الانتظار لحين قدوم ضابط وجنديين إسرائيليين ليرافقوه إلى الغرفة كي لا يكون هناك احتكاك مع المستوطنين اليهود".
أهمية المسجد ...
ويقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل، ويصل طوله إلى 80 ذراعاً، وعرضه إلى 40 ذراعاً، ويحيط به سور خارجي مبني من الحجارة الضخمة، إذ يصل طول الحجر الواحد إلى ثمانية أمتار ونصف، وعرضه حوالي متر، وسمكه أيضا متر، وهو من الداخل مبني بنفس الحجارة. وتحته توجد التسوية والمغارة التي يصلي المسلمون فيها حالياً.
وترجع أهمية المسجد الإبراهيمي لدى المسلمين إلى أسباب عديدة، فهو بدايةً مرتبط بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي تذكر الروايات أنه حينما قدم من العراق إلى فلسطين حلّ بمدينة الخليل وكان يتنقل منها إلى بقية المدن الأخرى.
وفي العهد الإسلامي، أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض الخليل والمسجد الإبراهيمي للصحابي تميم الداري. كما أن الخلفاء الأمويون والعباسيون والفاطميون وكذلك المماليك أبدوا اهتماماً خاصاً بالمسجد، وقاموا في مرات عديدة بتجديد بنائه.
وفي العام 1099 أقدم الصليبيون على هدم المسجد الإبراهيمي وأقاموا على أنقاضه حصناً لفرسانهم وكنيسة لهم، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي وحرره بعد معركة حطين وأعاد بناءه من جديد، وعيّن عائلات من الخليل لسدنته.
قرار الضم للتراث اليهودي ...
ويعتبر إعلان الصهاينة مؤخراً قرارهم بضم المسجد الإبراهيمي لقائمة التراث اليهودي، بمثابة تتويج للمخططات الهادفة إلى تهويد المسجد الإبراهيمي بصورة كاملة، ومصادرة ما تبقى منه لتحويله إلى كنيس يهودي إن بقي العرب والمسلمون على صمتهم إزاء مقدساتهم.
ويؤكد الشيخ صالح الرازم أن القرار الصهيوني الأخير ليس عبثيا ولم يأت من فراغ، مشددا على أن الصهاينة يحاولون بوسائل مختلفة تغيير واقع المسجد الإبراهيمي وتحقيق مكاسب إضافية على أرض الواقع لصالح اليهود والمستوطنين المتطرفين.
ولا يخفي الشيخ قلقه على مصير المسجد الإبراهيمي، إلا أنه في الوقت نفسه يبدي رباطة جأش وأمل كبير بالله أن يحفظ المسجد من مكر اليهود وأن يرد كيدهم إلى نحرهم، حيث يقول: "أملنا بالله كبير أن يفشل مخططاتهم ضد مقدساتنا".
وحول ردة الفعل الرسمية والشعبية إزاء قرار الضم الإسرائيلي الأخير، يؤكد الشيخ أن ردود الفعل سواء الرسمية أو الشعبية لم تكن بالمستوى المطلوب، ولم تكن على مستوى خطورة القرار.
ويوضح قائلاً: "على المستوى الرسمي اكتفى المسؤولون بالشجب والاستنكار، وعلى المستوى الشعبي اقتصر الأمر على هبات مؤقتة سرعان ما تزول"، ثم يعقّب على ذلك بقوله: "ومن وجهة نظري تواجد الأطفال في المسجد الإبراهيمي... وإعماره بالمصلين أفضل من كل عبارات الشجب والاستنكار".
وعندما طالبنا الشيخ بتوجيه رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية، ردّ قائلاً: "أنا فاقد الأمل بكل الأنظمة العربية.. وأؤكد لكم أن كل عبارات الشجب والاستنكار لا تضر الاحتلال بشيء.. إذ أن المطلوب تجييش الجيوش لتحرير المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية".
المسجد الإبراهيمي هو البداية ...
ومما يجدر ذكره أن قرار حكومة الاحتلال بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لن يكون سوى البداية، حيث كشفت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" النقاب عن المواقع والمعالم الفلسطينية التي قررت حكومة الاحتلال ضمها لما يسمى بـ"قائمة التراث اليهودي" والتي تضم 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً إسلامياً ومسيحياً.
ووفق اللجنة فإن من أبرز هذه المواقع: أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وجبال عيبال وجرزيم في مدينة نابلس، ومرج بن عامر الذي يمتد بين حيفا وجنين، وكنائس مسيحية عريقة وأشهرها كنيسة أم العمد، إضافة إلى ما يسمونه "حديقة برعام" التي تقوم على أنقاض قرية كفر برعم الفلسطينية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القائمة تضم عدد من المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأبرزها مدن عسقلان وبيسان وقيسارية، إضافة إلى قلعة رأس العين بيافا، ومنطقة سوسيا التي تضم آثارا وأبنية كنعانية قديمة بالخليل، ومستوطنة كدوميم المقامة على أراضي بلدة كفر قدوم العربية، وتل مجدو، ومقامات إسلامية مشهورة وأبرزها: "مقام النبي صموئيل" و"قبر يوسف" و"مغارة التوأمين" إضافة إلى "وادي قمران" و"كهوف قمران" غرب البحر الميت، والتي تم العثور مسبقاً على أكثر من 85 مخطوطة تاريخية بداخلها.
* صحفي وكاتب فلسطيني، ماجستير علوم سياسية.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6633&Itemid=1