أبو طه
02-23-2010, 05:14 PM
بعد غياب عقود، عادت الطريقة الصوفية المولوية إلى انتعاش يحفزه الأداء الراقص المترافق مع الابتهالات الدينية وإيقاع قرع الدفوف. وذلك بعد تبرع الحكومة التركية لبلدية طرابلس بإعادة تأهيل تلك التكية التي أصابها الإهمال، وإن كانت لا تزال لها قائمة.
وتعتمد الطريقة المولوية الفتل في حركات متناسقة تؤديها مجموعة من الأشخاص، حيث يجري الفتل على قدم واحدة وفي مكان ثابت لكل مؤدٍّ، تغيب عنه حركات الجسد، ويقتصر على حركات الأيادي بمواضع مختلفة، تؤشّر إلى التواصل مع الخالق.
ويزيد من جمال الطريقة وسحرها، ارتداء الراقص لثوب أبيض فضفاض طويل، يتحول إلى شكل هرمي مستدير (مخروطي) ومتحرك، تندر مشاهدته في حالات أخرى.
وينقل عن المشايخ الصوفيين استمرار أداء الواحد منهم للفتلة ساعات عديدة دون توقف، مما يؤشّر إلى قوة خارقة تحتاجها هذه الفتلة حتى يحقق المريد مبتغاه بالتواصل مع خالقه فيما يسمى حالة الانخطاف.
نشأتها
ظهرت المولوية في العصر السلجوقي، وقد أسسها جلال الدين الرومي الذي عاش بين 1207 و1273 في مدينة قونيا التركية، لتنتشر بعد ذلك في حلب ودمشق وطرابلس.
واتخذت المولوية مقرا لها في المدرسة الشمسية بطرابلس عند مدخل الجامع المنصوري الكبير، عندما أسسها الشيخ شمس المولوي سنة 1349.
وفي سنة 1619 شيد رجل يسمى صممجي علي مبنى خاصا بالطريقة، عرف باسم "التكية المولوية" قرب قلعة طرابلس، المطلة على مجرى النهر العابر للمدينة المعروف بنهر أبي علي، وذلك استنادا إلى كتاب "المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية" لابن أبي الصفا الدمشقي.
بعد ذلك انتقل المشايخ المولويون إلى "التكية المولوية" التي عرفت عند نشأتها "بتكية الدراويش".
(http://www.aljazeera.net/Portal/Templates/Postings/PocketPcDetailedPage.aspx?PrintPage =True&GUID={6CC2A46F-0008-4C68-A757-3CB7593A267B}#)
ويقول المؤرخ الطرابلسي عمر تدمري في كتابه "تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور" إن التكيّة لعبت دورا اجتماعيا في استضافة مشايخها الدراويش المتواضعين لعابري السبيل، مقدمة لهم المأوى وضرورات الإقامة من مأكل ومشرب ومغسل وممارسة طقوس".
والتكية جمعها تكايا، وتعني مبنى تتخذه الفرق الصوفية المختلفة للالتقاء وإقامة الشعائر الخاصة بكل طريقة.
ويقول رياض مولوي نجل الشيخ أنور، آخر المشايخ المولويين الذي توفي سنة 1963، للجزيرة نت إنه ولد ونشأ في التكية التي تعتبر وقفا.
ويذكر مولوي أنه عايش الطريقة المولوية، ويذكر تماما كيف أن أتباعها كانوا يقيمون شعائرهم، رغم أن العائلة انتقلت من التكية سنة 1959 إلى محلة أبي سمراء المجاورة.
وقال مولوي إن الحكومة التركية تبرعت لبلدية طرابلس بإعادة تأهيل التكية، وجرى توقيع بروتوكول بذلك بمشاركته، مشيرا إلى أن العائلة ستظل تحتفظ بالإشراف الأدبي على إدارة شؤونها، بينما ستصبح التكية متحفا وصالة تقام فيها الحفلات المولوية، والأنشطة الثقافية الأخرى.
آخر الفرق
وقال محمد الحموي قائد الفرقة المولوية الوحيدة الموجودة في لبنان، للجزيرة نت إن "المولوية كانت منتشرة في طرابلس في النصف الأول من القرن الماضي وما قبله، ولكنها اندثرت كفرقة وطريقة بعد وفاة آخر مشايخها 1963. وبقي أفراد يمارسون فتلتها ومنهم عمي سعد الله الحموي، الذي أسس فرقة سنة 1998، وقدمت أول عرض لها سنة 2000".
وأضاف أن الفرقة تتكون من ستة أفراد من أعمار مختلفة، وافتخر بفتى عمره أربع سنوات في الفرقة، وقال إن التدريب الأولي يستغرق ما بين ستة أشهر وسنة، وإنه يجري بالإضافة إلى إقامة الأذكار في المدرستين الأثريتين النورية والكريمية.
وذكر أن معهد العالم العربي في باريس استضاف الفرقة عامي 1998 و2000، وأن أداءها لقي إعجابا كبيرا.
ونبه إلى أن الفرقة تدعى لتقديم عروض في مختلف أنحاء لبنان وبعض الدول العربية، وتلقى استحسانا كبيرا، "خصوصا بسبب الراحة التي يتركها إيقاع حركاتها، مع الابتهالات المرافقة لقرع الدفوف بوتيرة مؤثرة وساحرة".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6CC2A46F-0008-4C68-A757-3CB7593A267B.htm
وتعتمد الطريقة المولوية الفتل في حركات متناسقة تؤديها مجموعة من الأشخاص، حيث يجري الفتل على قدم واحدة وفي مكان ثابت لكل مؤدٍّ، تغيب عنه حركات الجسد، ويقتصر على حركات الأيادي بمواضع مختلفة، تؤشّر إلى التواصل مع الخالق.
ويزيد من جمال الطريقة وسحرها، ارتداء الراقص لثوب أبيض فضفاض طويل، يتحول إلى شكل هرمي مستدير (مخروطي) ومتحرك، تندر مشاهدته في حالات أخرى.
وينقل عن المشايخ الصوفيين استمرار أداء الواحد منهم للفتلة ساعات عديدة دون توقف، مما يؤشّر إلى قوة خارقة تحتاجها هذه الفتلة حتى يحقق المريد مبتغاه بالتواصل مع خالقه فيما يسمى حالة الانخطاف.
نشأتها
ظهرت المولوية في العصر السلجوقي، وقد أسسها جلال الدين الرومي الذي عاش بين 1207 و1273 في مدينة قونيا التركية، لتنتشر بعد ذلك في حلب ودمشق وطرابلس.
واتخذت المولوية مقرا لها في المدرسة الشمسية بطرابلس عند مدخل الجامع المنصوري الكبير، عندما أسسها الشيخ شمس المولوي سنة 1349.
وفي سنة 1619 شيد رجل يسمى صممجي علي مبنى خاصا بالطريقة، عرف باسم "التكية المولوية" قرب قلعة طرابلس، المطلة على مجرى النهر العابر للمدينة المعروف بنهر أبي علي، وذلك استنادا إلى كتاب "المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية" لابن أبي الصفا الدمشقي.
بعد ذلك انتقل المشايخ المولويون إلى "التكية المولوية" التي عرفت عند نشأتها "بتكية الدراويش".
(http://www.aljazeera.net/Portal/Templates/Postings/PocketPcDetailedPage.aspx?PrintPage =True&GUID={6CC2A46F-0008-4C68-A757-3CB7593A267B}#)
ويقول المؤرخ الطرابلسي عمر تدمري في كتابه "تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور" إن التكيّة لعبت دورا اجتماعيا في استضافة مشايخها الدراويش المتواضعين لعابري السبيل، مقدمة لهم المأوى وضرورات الإقامة من مأكل ومشرب ومغسل وممارسة طقوس".
والتكية جمعها تكايا، وتعني مبنى تتخذه الفرق الصوفية المختلفة للالتقاء وإقامة الشعائر الخاصة بكل طريقة.
ويقول رياض مولوي نجل الشيخ أنور، آخر المشايخ المولويين الذي توفي سنة 1963، للجزيرة نت إنه ولد ونشأ في التكية التي تعتبر وقفا.
ويذكر مولوي أنه عايش الطريقة المولوية، ويذكر تماما كيف أن أتباعها كانوا يقيمون شعائرهم، رغم أن العائلة انتقلت من التكية سنة 1959 إلى محلة أبي سمراء المجاورة.
وقال مولوي إن الحكومة التركية تبرعت لبلدية طرابلس بإعادة تأهيل التكية، وجرى توقيع بروتوكول بذلك بمشاركته، مشيرا إلى أن العائلة ستظل تحتفظ بالإشراف الأدبي على إدارة شؤونها، بينما ستصبح التكية متحفا وصالة تقام فيها الحفلات المولوية، والأنشطة الثقافية الأخرى.
آخر الفرق
وقال محمد الحموي قائد الفرقة المولوية الوحيدة الموجودة في لبنان، للجزيرة نت إن "المولوية كانت منتشرة في طرابلس في النصف الأول من القرن الماضي وما قبله، ولكنها اندثرت كفرقة وطريقة بعد وفاة آخر مشايخها 1963. وبقي أفراد يمارسون فتلتها ومنهم عمي سعد الله الحموي، الذي أسس فرقة سنة 1998، وقدمت أول عرض لها سنة 2000".
وأضاف أن الفرقة تتكون من ستة أفراد من أعمار مختلفة، وافتخر بفتى عمره أربع سنوات في الفرقة، وقال إن التدريب الأولي يستغرق ما بين ستة أشهر وسنة، وإنه يجري بالإضافة إلى إقامة الأذكار في المدرستين الأثريتين النورية والكريمية.
وذكر أن معهد العالم العربي في باريس استضاف الفرقة عامي 1998 و2000، وأن أداءها لقي إعجابا كبيرا.
ونبه إلى أن الفرقة تدعى لتقديم عروض في مختلف أنحاء لبنان وبعض الدول العربية، وتلقى استحسانا كبيرا، "خصوصا بسبب الراحة التي يتركها إيقاع حركاتها، مع الابتهالات المرافقة لقرع الدفوف بوتيرة مؤثرة وساحرة".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6CC2A46F-0008-4C68-A757-3CB7593A267B.htm