إبداعات
02-17-2010, 04:57 AM
د. عبدالله مرعي بن محفوظ
حين يطل «سلطان الخير» في أي مناسبة ، ترى شموخاً وعزة وأنفة، ومع ذلك الابتسامة لا تفارق محياه وكأنها تحمل في ثناياها سَحائبُ ممطرة ، وقد استشعرت هذا الموقف حين اطل علينا أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عند إلقاء كلمته في منتدى جدة الاقتصادي العاشر مساء يوم السبت الماضي 13 فبراير 2010م، حين أوجز حديث الصفحات ليعبر بكلمات قليلة عن ما في داخله من التفاؤل والاحترام والأخلاق العالية في قالب واحد .
ثراء الكلمة جاءت بعد ساعات قليلة من أمطار الخير والبركة على محافظة جدة ، جاءت وكأنها تريد أن تنعش زوارها وتغسل هموم أهلها، فقطرات الندى التي رافقت الحدث الاقتصادي حتى منتصف الليل كانت تنتظر كلمة الختام من راعي الحفل التي أطلقها خالد الفيصل حين قال: «في هذا المساء الجميل ونحن نزف عروسنا جدة نحو العالم الأول لا يسعني إلا أن أبدي وأن أعبر عن عظيم حبي وإعجابي وتقديري لجدة وأهل جدة وضيوف جدة وأطلب منكم جميعاً الوقوف تحية لجدة وأهل جدة» عبارة الختام جاءت مثل قطرات الهتان الذي يسقي الأرض ويعيد الحياة ويسقي النفوس ويغسل الهموم، والأعظم أنه يعيد الأمل إلى محافظة جدة.
ما أردت أن أتحدث عنه في مقالي هو سر ابتسامة الأمير خالد الفيصل التي لم أر بجمالها من شقيقاتها الصغار إلا لحظة افتتاح جامعة (كاوست) وإن كانت الأخيرة الأكثر تعبيرا عن سرور لا نعلم سره ، ولكن نؤمن بأفعال تلك الابتسامة، فالأمير خالد عادة ما يؤكد في أحاديثه الصحافية وزياراته الميدانية للدوائر الرسمية وغيرها نيته وإصراره وعزمه للانتقال بمحافظة جدة نحو العالم الأول، وجاء ليؤكد مرة أخرى أمام صفوة من رجال الدولة في القطاع العام والخاص وكبار التنفيذيين الاقتصاديين على مستوى العالم على الانتقال بمحافظة جدة العروس نحو العالم الأول.
إن الابتسامة العريضة التي اكتست وجه الخير خالد الفيصل تعبر عن الحب والمودة والقرب, وكأنها لوحة (الطبيعة) من رسام محترف , ففي لغة الجسد تعتبر الابتسامة عملاً رائعاً لا يُستر, وفعل خير لا يُنكر, هذه الابتسامة إعلان عن مستقبل سيكون عنوانه أكبر مما نحلم وإنجاز أكثر مما نتمنى، لأن الابتسامة من أهم عناصر لغة الجسد التي نعلن بها عن الرضا بصمت وعن القناعة بما أنجز، فالابتسامة الصادرة من القلب هي ما ينفرد بها البشر، وهي الابتسامة التي تحدثنا عن التناغم الذي لوحظ على الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل بن ماجد، والذي ينم عن الانسجام الكامل بين الحاكم الإداري والمحافظ، وهو الأمر الذي يعزز سير الأعمال الموكلة إليهما بكل يسر وسهولة وإنجاز بما يعود على محافظة جدة وأهلها بكل خير، فهذا العنصر يحقق دلالة حتمية وهو (التفاعل) البناء في أي عملية إنتاجية، فمتى شاع الانسجام في قيادات الهرم الإداري تظهر الفرص الكبيرة لتحقيق النجاح، فالابتسامات المتبادلة بين قيادات منطقة مكة المكرمة تؤكد بأن الإدارة الناجحة هي التي تستطيع خلق روح الانسجام، فالمعطل الأساسي للإنتاج يكمن في القرار الإداري وهو العلة التي تقف وراء النجاح أو الفشل، وللتفكير الإنساني الدور البارز في طابع القرارات الإدارية، وفي الغالب فإن القرار العقلاني يحدد إما على أساس منطقي أو إبداع خلاق.
ومع ذلك أقول بأن إعلان الأمير خالد بأنه يحب جدة وأهلها وزوارها يعبر عن دلالة واضحة، بأن العمل الإداري شيء والعلاقات الاجتماعية شيء آخر، لأن أمامنا مشواراً طويلاً خلال السنوات العشر القادمة في ظل التحديات التي تواجهها محافظة جدة مثل زيادة النمو السكاني في شرق الخط السريع، وارتفاع أسعار العقار في الشمال، وزيادة نسبة البطالة بسبب تحول شباب القرى إلى المدن الرئيسية في مكة وجدة والطائف لعدم وجود تنمية مستدامة في القرى والهجر، إضافة إلى عدم قدرة القطاع الخاص على خلق استثمارات لاستيعاب القادمين الجدد بسبب الأزمة المالية والتي تحولت إلى أزمة اقتصادية أخلاقية بسبب الطمع المقيت والظلم الفاحش
للبنوك والمؤسسات المالية وللتاجر دور مهم في هذه الأزمة الاقتصادية كما ذكر رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل، الذي أراد أن ينتهز من منتدى جدة الاقتصادي العاشر بأن يؤكد على (أخلاقيات التاجر) التي استقاها من الحديث النبوي فقال لهم: «إن أطيب الكسب كسب التجار، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا».
ختاما: لن نزف محافظة جدة نحو العالم الأول إلا بابتسامات تعلو أوجه المسؤولين في الدوائر الرسمية والأهلية والتي لا تختلف بصدقها عن ابتسامة الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل بن ماجد، والتي تعطي الانطباعات بأن العمل الإداري يسير وفق رؤية إدارية منسجمة.
المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 17 فبراير 2010
رابط المقال:
http://al-madina.com/node/224827 (http://al-madina.com/node/224827)
حين يطل «سلطان الخير» في أي مناسبة ، ترى شموخاً وعزة وأنفة، ومع ذلك الابتسامة لا تفارق محياه وكأنها تحمل في ثناياها سَحائبُ ممطرة ، وقد استشعرت هذا الموقف حين اطل علينا أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عند إلقاء كلمته في منتدى جدة الاقتصادي العاشر مساء يوم السبت الماضي 13 فبراير 2010م، حين أوجز حديث الصفحات ليعبر بكلمات قليلة عن ما في داخله من التفاؤل والاحترام والأخلاق العالية في قالب واحد .
ثراء الكلمة جاءت بعد ساعات قليلة من أمطار الخير والبركة على محافظة جدة ، جاءت وكأنها تريد أن تنعش زوارها وتغسل هموم أهلها، فقطرات الندى التي رافقت الحدث الاقتصادي حتى منتصف الليل كانت تنتظر كلمة الختام من راعي الحفل التي أطلقها خالد الفيصل حين قال: «في هذا المساء الجميل ونحن نزف عروسنا جدة نحو العالم الأول لا يسعني إلا أن أبدي وأن أعبر عن عظيم حبي وإعجابي وتقديري لجدة وأهل جدة وضيوف جدة وأطلب منكم جميعاً الوقوف تحية لجدة وأهل جدة» عبارة الختام جاءت مثل قطرات الهتان الذي يسقي الأرض ويعيد الحياة ويسقي النفوس ويغسل الهموم، والأعظم أنه يعيد الأمل إلى محافظة جدة.
ما أردت أن أتحدث عنه في مقالي هو سر ابتسامة الأمير خالد الفيصل التي لم أر بجمالها من شقيقاتها الصغار إلا لحظة افتتاح جامعة (كاوست) وإن كانت الأخيرة الأكثر تعبيرا عن سرور لا نعلم سره ، ولكن نؤمن بأفعال تلك الابتسامة، فالأمير خالد عادة ما يؤكد في أحاديثه الصحافية وزياراته الميدانية للدوائر الرسمية وغيرها نيته وإصراره وعزمه للانتقال بمحافظة جدة نحو العالم الأول، وجاء ليؤكد مرة أخرى أمام صفوة من رجال الدولة في القطاع العام والخاص وكبار التنفيذيين الاقتصاديين على مستوى العالم على الانتقال بمحافظة جدة العروس نحو العالم الأول.
إن الابتسامة العريضة التي اكتست وجه الخير خالد الفيصل تعبر عن الحب والمودة والقرب, وكأنها لوحة (الطبيعة) من رسام محترف , ففي لغة الجسد تعتبر الابتسامة عملاً رائعاً لا يُستر, وفعل خير لا يُنكر, هذه الابتسامة إعلان عن مستقبل سيكون عنوانه أكبر مما نحلم وإنجاز أكثر مما نتمنى، لأن الابتسامة من أهم عناصر لغة الجسد التي نعلن بها عن الرضا بصمت وعن القناعة بما أنجز، فالابتسامة الصادرة من القلب هي ما ينفرد بها البشر، وهي الابتسامة التي تحدثنا عن التناغم الذي لوحظ على الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل بن ماجد، والذي ينم عن الانسجام الكامل بين الحاكم الإداري والمحافظ، وهو الأمر الذي يعزز سير الأعمال الموكلة إليهما بكل يسر وسهولة وإنجاز بما يعود على محافظة جدة وأهلها بكل خير، فهذا العنصر يحقق دلالة حتمية وهو (التفاعل) البناء في أي عملية إنتاجية، فمتى شاع الانسجام في قيادات الهرم الإداري تظهر الفرص الكبيرة لتحقيق النجاح، فالابتسامات المتبادلة بين قيادات منطقة مكة المكرمة تؤكد بأن الإدارة الناجحة هي التي تستطيع خلق روح الانسجام، فالمعطل الأساسي للإنتاج يكمن في القرار الإداري وهو العلة التي تقف وراء النجاح أو الفشل، وللتفكير الإنساني الدور البارز في طابع القرارات الإدارية، وفي الغالب فإن القرار العقلاني يحدد إما على أساس منطقي أو إبداع خلاق.
ومع ذلك أقول بأن إعلان الأمير خالد بأنه يحب جدة وأهلها وزوارها يعبر عن دلالة واضحة، بأن العمل الإداري شيء والعلاقات الاجتماعية شيء آخر، لأن أمامنا مشواراً طويلاً خلال السنوات العشر القادمة في ظل التحديات التي تواجهها محافظة جدة مثل زيادة النمو السكاني في شرق الخط السريع، وارتفاع أسعار العقار في الشمال، وزيادة نسبة البطالة بسبب تحول شباب القرى إلى المدن الرئيسية في مكة وجدة والطائف لعدم وجود تنمية مستدامة في القرى والهجر، إضافة إلى عدم قدرة القطاع الخاص على خلق استثمارات لاستيعاب القادمين الجدد بسبب الأزمة المالية والتي تحولت إلى أزمة اقتصادية أخلاقية بسبب الطمع المقيت والظلم الفاحش
للبنوك والمؤسسات المالية وللتاجر دور مهم في هذه الأزمة الاقتصادية كما ذكر رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل، الذي أراد أن ينتهز من منتدى جدة الاقتصادي العاشر بأن يؤكد على (أخلاقيات التاجر) التي استقاها من الحديث النبوي فقال لهم: «إن أطيب الكسب كسب التجار، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا».
ختاما: لن نزف محافظة جدة نحو العالم الأول إلا بابتسامات تعلو أوجه المسؤولين في الدوائر الرسمية والأهلية والتي لا تختلف بصدقها عن ابتسامة الأمير خالد الفيصل والأمير مشعل بن ماجد، والتي تعطي الانطباعات بأن العمل الإداري يسير وفق رؤية إدارية منسجمة.
المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 17 فبراير 2010
رابط المقال:
http://al-madina.com/node/224827 (http://al-madina.com/node/224827)