عبد المجيد
01-09-2010, 02:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهم إلى يوم الدين ثم أما بعد ،
قبل أن نتطرق إلى صلب الموضوع اسمحوا لي أولاً أن أضع الفكرة العامة لهذه المسألة حتى يستطيع القارئ أن يتابعني عن كثب.
أولاً نحن بصدد طائفة ظهرت في جزيرة العرب، لم يعرف عنها المسلم العادي سوى أنها تقوم على الحجيج وتوفر لهم متطلباتهم وهم ملتزمين بشدة في مسائل الدين حتى أنهم يرتدون ملابساً تشابه ملابس الصحابة ويتمسكون بالسنن حتى أن المظاهر تجري على أن أهل "السعودية" هم صورة طبق الأصل من الصحابة وأهل الرعيل الأول وهم يصلون الفرض بوقته وعندهم من الأدلة ما يكفي لبيان أنهم أهل الحق.
فهم الذين يدفنون أمواتهم في أماكن شبه مطمورة فلا أحد يعرف قبر ذويه من غيرهم لئلا يقع الناس بعبادة الأموات (أو كما يحلو لهم تسميتها بعبادة القبور) وإذا أذن الآذان تجد كل الشعب السعودي في المساجد يتركون كل أموالهم وكل حوائجهم وأغراضهم ولا تجدن سارقاً في الشوارع ولا في السجون لأن الشعب ملتزم بالشرع ووقت الصيام فكلهم صوامين قوامين وما أحلى صوت المؤذن في المدينة المنورة (قلت: حررها الله) فهذا هو آذان بلال بن رباح وكأنك ترى الرسول صلى الله عليه وسلم جالس في مسجده من جمال ما فعل آل سعود وآل عبد الوهاب بالقوم.
هذا باختصار مفهوم من لا يعرف الوضع بالضبط في بلاد ابن سعود ..
والصواب أن يقال أن دولة بن سعود قد استعملت أموال المسلمين لتجميل وجه العجوز القبيح الديدبيس الحيزبون فطمسوا بمساحيق التجميل على قبح وجههم الحقيقي.
فمسألة قطع يد السارق هذه ليست كما يدعي البعض تجعل الناس يتركون ديارهم ومتاجرهم، وإلا فإن الحاج العادي أو المعتمر أو الزائر لا يعلم أن آل سعود هؤلاء في أفضل أحوالهم فهم قوم من بلاد قرن الشيطان ولا أرض لهم ولا أملاك لهم في الحجاز، ولو يدرك المسلم العادي أن البطحاء التي هي ملك اجدادنا هي أرض سرقها ابن سعود نفسه فالمعتمر والحاج والزائر يمشي على أرض مسروقة من بيت محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد صلى الله عليه وسلم حتى أن أرض أبا طالب بن عبد المطلب (أبو أمير المؤمنين علي) قد سرقها آل سعود فلو أن هناك حدوداً تطبق لزلزلت الأرض من تحت أقدام هؤلاء الحجيج الذين يسكنون على أرض مسروقة منهوبة أصلاً .. قسمها لصوص وخوارج بلاد قرن الشيطان على أنفسهم.
وأما مسألة الإلتزام والصلاة وما يراه البعض من مظاهر فهي ليست على حقيقتها، ولا فضل لإبن سعود فيها على كل حال!
إنما هذا هو حال هذه البلاد منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن الأمر بيد ابن سعود لحرم الصلاة توفيراً للمصاريف فقد هدموا مسجد الشيخ الحميد فك الله أسره واستقدموا الفرنجة ليضربوا الكعبة بالنار لقمع من ظن أنه يحق له طلب البيعة في بيت الله الحرام!
وأما أضحوكة إلتزام بلاد الحرمين -حررها الله- بزي الصحابة فأكذوبة أخرى فالثوب والعقال والشماغ هذه مجرد زي رسمي التزمه ابن سعود ولا علاقة له بزي الصحابة رضوان الله عليهم من قريب ولا من بعيد وخصوصاً الشماغ والعقال اللذان يعتبران رمز للبلاد، ويقول البعض أن أصلهم يعود إلى ملابس كان البدو يرتدونها وحبل يوضع على رأس سائق الناقة ثم تم تدجين الملابس لتوافق طبيعة البلاد واتخذوها من بعد ذلك زياً رسمياً.
أما عن النصب والسرقة والاحتيال في بلاد الحرمين فحدث ولا حرج وكما قال الشاعر: "إن كان صاحب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص" فإن كان حاكم البلاد لص فما بالك بحال المساكين المحكومين؟
وبينما كان الوضع مقبول اقتصادياً في الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، إلا أن حرب العراق وإيران وتمويل دولة آل سعود للحرب نصرة لصدام على حساب إيران المجوسية التي تعتبر العدو المصيري لآل سعود والذي يتم تأجيل صراعه معهم دوماً ولكنه قادم لا محالة، قد بدأت هذه الحرب باستنزاف موارد البلاد، فلما جاءت الحرب الثانية والتي كانت بين صدام والكويت وانقلب معها هوى بن سعود ضد صدام فقام بتمويل الحرب على المسلمين في العراق واستقدم أسلحة الدمار الشامل الأمريكية لتركع العراق عبر عشر سنوات ثم بعد ذلك حرب أفغانستان ثم العراق مؤخراً، فإن هذه الحروب المتتالية قد جعلت بن سعود يبدأ في تطبيق سياسة الإحتراز وعد السنين .. بل قل الشهور .. بل هي الأيام الباقية على رحيل ابن سعود من بلاد المسلمين وقد آن أوان تجويع الشعب وتطبيق سياسة: "جوع -أعز الله أهلنا- كلبك يتبعك".
ولكن لم تكن المسألة قطعاً كما يتخيل البعض أن يكتفي بن سعود بتجويع الشعب بل عمل أيضاً على تمزيق عرى الشعب بنشر الزنا والخمر والمخدرات والأهواء ففتح قنوات العهر والدعارة وراح يسقط من رموز التدين بشرائهم تارة كما اشترى ذمم حائض القرني ورفاقه وبالإضطهاد تارة كما اضطهد واعتقل العلامة آل زعير وبالقتل تارة كما قتل العلامة العقلا وهكذا دواليك.
إذن فالمستخلص مما سبق التقديم له هو أن هناك تغير جذري في نظرة الناس لدولة بن سعود بعدما نضبت المنابع لاتباع السياسة المذكورة أعلاه ولكن العامل المؤثر في العملية السياسية هو أنه قد ظهرت وللمرة الأولى للعلن أول معارضة لابن سعود من داخل البلاد بعدما كان كل من عادى بن سعود فهو قبوري (الإسم الذي يحلو لابن سعود إطلاقه على من لم يكن من الشيعة وما زال يصر على المعارضة) أو شيوعي (لا أظن ابن سعود يعرف معناها ولكنها من إرث البعير السابق أبو الحاكم الحالي) ولم يكن هناك أبداً قط مخالف لابن سعود من عامة الشعب.
فكيف ظهرت هذه المعارضة وما هو الأثر المباشر لها؟
هذا ما سوف نجيب عنه إن شاء الله بالحلقة القادمة فابقوا معنا.
-----------------------
المعارضة السعودية .. اللاشيعية .. اللاشيوعية .. ولأول مرة: السنية السلفية
تصادف انتهاء الحرب في خراسان وعودة المجاهدين بعدما قامت الأنظمة العربية ومنها النظام السعودي بالتقليب عليهم ودفع الأموال الطائلة لعاهرة الباكستان الهالكة المقبورة بناظير بوتو لكي تؤلب عليهم وتهيج عليهم وتكره الناس في الأفغان العرب، وتصادف ذلك مع غزو صدام للكويت وبداية حرب الخليج الثانية حيث كان في ذلك الوقت الجو مناسب لاختبار المياه وجس النبض مع النظام السعودي الوهابي للبحث عن إمكانية قيام حرب إسلامية عربية ليس لتحرير دويلة الكويت من النظام الصدامي البعثي كما ظن البعض مخطئين ولكن لإزالة صدام وجيوشه من الكويت وتأسيس نواة لدولة إسلامية في شرق الجزيرة ومن ذلك لحماية بلاد الحرمين وباقي بلاد المسلمين مما هو متوقع حدوثه من غزو أمريكي قد يعقبه تمكين محتمل للمجوس الفرس.
فركب النظام السعودي رأسه وأظهر وجهه القبيح وبدلاً من الإلتزام بالعلاقة اللاعدائية مع المجاهدين واستضافة رموزهم كما فعل المقبور العثيمين عندما استضاف الشيخ أسامة وتكلم بحقه بكلام لعله ندم عليه عندما رأى أثر الشيخ على المجتمع وتطهيره المجتمع من رجس الكفر وأهله ، إذا به يدير وجهه الكلح ويتخلص من طهارة شيخ الإسلام بن لادن بإعطائه تذكرة سفر اتجاه واحد وجواز سفر مكتوب عليه: "صالح لسفرة واحدة" وبخروج الشيخ أسامة من البلاد وتوجهه للسودان ثم لأفغانستان عائداً حدثت المعجزة الكبرى وانضم قطبي الأمة الإسلامية واجتمع رجلي العصر الحديث، ولأول مرة في التاريخ المعاصر يجتمع أبو بكر وعمر .. البخاري ومسلم .. قطز وبيبرس .. شيخي الأمة ليضعوا لبنة العمل الإسلامي وحجر الأساس لدولة الخلافة إن شاء الله.
تأسست دولة الإسلام الحديثة بيدي أبوبكر وعمر .. وتأسست علوم الحديث ومؤسسة الصحاح على يدي البخاري ومسلم .. والآن ...
الآن تعود دولة الإسلام على يدي الأسامة والظواهري .. وبحق لأول مرة في التاريخ تظهر حركة إسلامية عالمية طليعية ..
في الحلقة القادمة سنرى كيف تختلف هذه الدولة عن دولة بن سعود إن شاء الله رب العالمين.
---------------------
الفروق الجوهرية بين القاعدة والوهابية
عندما قامت دولة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود كان الوضع مستتب لدولة الخلافة في جميع أنحاء الدولة وكان الإسلام في عز ومنعة ولذلك كان لا بد من وجود سبب مقنع يحلل للخوارج قتال الدولة العلية.
وبينما كانت الرسائل المتبادلة بين الدولة العليّة والخوارج تنم عن شعور بالنقص من جانب الخوارج بل وصل الأمر إلى أن يصف الخوارج أنفسهم ليس فقط على أنهم تابعين للدولة العثمانية بل وخدم بل وعبيد لديها أيضاً.
وبينما كان محمد بن عبد الوهاب وقاطع الطرق رفيقه يريدان البحث لأنفسهما عن موطئ قدم فإنه لم يظهر عليهما أي أثر أو علامة تدل على نواياهما الشيطانية لأن يكونوا مسماراً في نعش الدولة العليّة والتي أدوا بخبثهم فيما بعد على يد الدولة الثالثة لإسقاط الدولة، إلا أنهما قد بحثا عن سبيل يحلل لهما العصيان وشق عصا الطاعة ولم يجدا من سبب سوى اتهام الدولة العليّة بأنها تؤوي المبتدعة!
وقد كان الحال كذلك فالدولة التي امتدت حدودها شمالاً عبر بلاد الصرب والبوسنة وكرواتيا وحتى حدود فيينا وشرقاً إلى مياة الخليج الدافئة ثم جنوباً إلى أواسط أفريقيا وغرباً إلى حدود اليونان كان لا بد وأن يتواجد على أراضيها تعدداً طائفياً وفرقاً ومذاهب ولكن للحق فإن الدولة العثمانية كانت حمى وحامية للإسلام وأهله ويكفي فخراً أن السلطان سليم الأول رحمه الله هو قاهر المجوس الرافضة في جالدران عام 920 هـ وهو الذي دحرهم ودخل عاصمتهم تبريز ويكفيه ذلك من فخر بل يكفي أن الدولة العثمانية هي التي نظفت البلاد من المجوس الرافضة.
وبينما كان صلاح الدين الأيوبي الأشعري هو الذي قهر الرافضة وطهر مصر الكنانة من نجس الدولة الفاطمية، إلا أن الوهابية أبوا إلا أن يبحثوا عن سبيل لشق عصا الطاعة فاختاروا إيواء المبتدعة أولاً ثم بعد ذلك التسهيل لعبادة ما يحلو للوهابية تسميته بعبادة القبور ثم بعد ذلك تطور الأمر فكفروا السلطان وجيشه ثم جن جنونهم بمجرد التمكين فكفروا كل الدولة العثمانية بل ومن لم يكفر الدولة العثمانية من أصله!!!!
وكان التكفير واستحلال الدماء وسبي النساء ونهب الأموال بإسم الخمس على نمط الدولة الوهابية هو السبيل الأوحد لتمويل حملات الخوارج على بلاد المسلمين.
وقد استدل محمد بن عبد الوهاب على ذلك بتزوير مفاهيم كلام شيخ الإسلام بن تيمية الذي توفاه الله وهو لا يرى كفر أحد من أهل القبلة فضلاً عن استحلال دمائه وسبي نسائه ونهب أمواله ونهب الأخماس من عباد الله.
أما قاعدة الجهاد نصرها الله فلم تقم على جماجم المخالفين كما قامت دولة بن سعود، بل قامت بأموال المسلمين الموحدين ولم تكن اتفاق على نهب أرض من أراضي المسلمين وتمليكها بما فوقها وما تحتها لأحد كما فعل بن سعود، إنما قامت على أن الأرض لله وحده ولا يملكها إلا أهلها.
ولهذا السبب الوجيه لم تقع القاعدة في مآزق مثل مأزق نفي حديث فتح القسطنطينية الذي اضطر جلاوزة بن سعود إلى القول بأنها تفتح مرتين!!!
وقد اقتنع بدجلهم أو بيع لدجلهم عقول كثير من المفكرين الإسلاميين بكل أسف ومنهم من نحسبه والله حسيبه كأحمد شاكر وغيره.
ولأن بن عبد الوهاب قد أقام مذهبه على إساءة تأويل كلام بن تيمية رحمه الله وابن تيمية كان حنبلياً فإن بن عبد الوهاب كان حنبلياً وقد جرت العادة والعرف على أن كل علماء بن سعود حنابلة حتى أنهم ألغوا كل ما يخالف مذهب الإمام أحمد من الأراضي التي اغتصبوها حتى ولو كان الخلاف مستساغاَ جرت الأمة على قبوله وتحمله والتوسع إليه عبر القرون!
أما القاعدة فقطعاً لا تتمذهب بمذهب معين بل هي عين السلفية إذ تجد في رجالاتها العراقي الحنفي والمصري الشافعي والباكستاني الحنفي والمغربي المالكي بل ومعهم الأفغاني الصوفي الماتريدي ولا ذكر أبداً للمذهب أو للخلاف المذموم بين أهل القاعدة.
وبينما كان هدف قطاع الطرق محمد بن سعود دائماً وأبداً السيطرة ونهب الأرض مع الاحتفاظ بحدود مرسومة في خياله لا يخرج عنها أبداً، فإنك تجد القاعدة وقد فرشت مفارش العقيدة والتوحيد على كل الأرض فهناك جندي أمريكي إلى جانب جندي أسترالي مع الجندي الكيني والآخر الدانماركي وأخوهم المصري والشيشاني والطاجيكي يقاتل إلى جانبهم ولا حدود لمجال القتال فالضربة في أمريكا هي عين أختها في تونس وضربة مدريد لا تفرق كثيراً عن ضربة أندونيسيا فالكل ضرب لصالح الدعوة.
ولذلك بينما لن تجد نصراني واحد فقط أو يهودي واحد فقط أو كافر واحد فقط قد قضى نحبه على أيدي خوارج نجد، فإنك لن تجد كافر أو يهودي او نصراني قد نجا من ضربات سيوف الموحدين إما بشكل مباشر أو بتحقيق أمر الله تعالى بإرهابهم ، وهكذا فإن الفوارق بين القاعدة والوهابية هي فروق في النظرية والتطبيق .. هي فرق في الأصل والفرع .. تلك القاعدة يا سادة، ...وهؤلاء هم خوارج نجد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهم إلى يوم الدين ثم أما بعد ،
قبل أن نتطرق إلى صلب الموضوع اسمحوا لي أولاً أن أضع الفكرة العامة لهذه المسألة حتى يستطيع القارئ أن يتابعني عن كثب.
أولاً نحن بصدد طائفة ظهرت في جزيرة العرب، لم يعرف عنها المسلم العادي سوى أنها تقوم على الحجيج وتوفر لهم متطلباتهم وهم ملتزمين بشدة في مسائل الدين حتى أنهم يرتدون ملابساً تشابه ملابس الصحابة ويتمسكون بالسنن حتى أن المظاهر تجري على أن أهل "السعودية" هم صورة طبق الأصل من الصحابة وأهل الرعيل الأول وهم يصلون الفرض بوقته وعندهم من الأدلة ما يكفي لبيان أنهم أهل الحق.
فهم الذين يدفنون أمواتهم في أماكن شبه مطمورة فلا أحد يعرف قبر ذويه من غيرهم لئلا يقع الناس بعبادة الأموات (أو كما يحلو لهم تسميتها بعبادة القبور) وإذا أذن الآذان تجد كل الشعب السعودي في المساجد يتركون كل أموالهم وكل حوائجهم وأغراضهم ولا تجدن سارقاً في الشوارع ولا في السجون لأن الشعب ملتزم بالشرع ووقت الصيام فكلهم صوامين قوامين وما أحلى صوت المؤذن في المدينة المنورة (قلت: حررها الله) فهذا هو آذان بلال بن رباح وكأنك ترى الرسول صلى الله عليه وسلم جالس في مسجده من جمال ما فعل آل سعود وآل عبد الوهاب بالقوم.
هذا باختصار مفهوم من لا يعرف الوضع بالضبط في بلاد ابن سعود ..
والصواب أن يقال أن دولة بن سعود قد استعملت أموال المسلمين لتجميل وجه العجوز القبيح الديدبيس الحيزبون فطمسوا بمساحيق التجميل على قبح وجههم الحقيقي.
فمسألة قطع يد السارق هذه ليست كما يدعي البعض تجعل الناس يتركون ديارهم ومتاجرهم، وإلا فإن الحاج العادي أو المعتمر أو الزائر لا يعلم أن آل سعود هؤلاء في أفضل أحوالهم فهم قوم من بلاد قرن الشيطان ولا أرض لهم ولا أملاك لهم في الحجاز، ولو يدرك المسلم العادي أن البطحاء التي هي ملك اجدادنا هي أرض سرقها ابن سعود نفسه فالمعتمر والحاج والزائر يمشي على أرض مسروقة من بيت محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد صلى الله عليه وسلم حتى أن أرض أبا طالب بن عبد المطلب (أبو أمير المؤمنين علي) قد سرقها آل سعود فلو أن هناك حدوداً تطبق لزلزلت الأرض من تحت أقدام هؤلاء الحجيج الذين يسكنون على أرض مسروقة منهوبة أصلاً .. قسمها لصوص وخوارج بلاد قرن الشيطان على أنفسهم.
وأما مسألة الإلتزام والصلاة وما يراه البعض من مظاهر فهي ليست على حقيقتها، ولا فضل لإبن سعود فيها على كل حال!
إنما هذا هو حال هذه البلاد منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن الأمر بيد ابن سعود لحرم الصلاة توفيراً للمصاريف فقد هدموا مسجد الشيخ الحميد فك الله أسره واستقدموا الفرنجة ليضربوا الكعبة بالنار لقمع من ظن أنه يحق له طلب البيعة في بيت الله الحرام!
وأما أضحوكة إلتزام بلاد الحرمين -حررها الله- بزي الصحابة فأكذوبة أخرى فالثوب والعقال والشماغ هذه مجرد زي رسمي التزمه ابن سعود ولا علاقة له بزي الصحابة رضوان الله عليهم من قريب ولا من بعيد وخصوصاً الشماغ والعقال اللذان يعتبران رمز للبلاد، ويقول البعض أن أصلهم يعود إلى ملابس كان البدو يرتدونها وحبل يوضع على رأس سائق الناقة ثم تم تدجين الملابس لتوافق طبيعة البلاد واتخذوها من بعد ذلك زياً رسمياً.
أما عن النصب والسرقة والاحتيال في بلاد الحرمين فحدث ولا حرج وكما قال الشاعر: "إن كان صاحب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص" فإن كان حاكم البلاد لص فما بالك بحال المساكين المحكومين؟
وبينما كان الوضع مقبول اقتصادياً في الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، إلا أن حرب العراق وإيران وتمويل دولة آل سعود للحرب نصرة لصدام على حساب إيران المجوسية التي تعتبر العدو المصيري لآل سعود والذي يتم تأجيل صراعه معهم دوماً ولكنه قادم لا محالة، قد بدأت هذه الحرب باستنزاف موارد البلاد، فلما جاءت الحرب الثانية والتي كانت بين صدام والكويت وانقلب معها هوى بن سعود ضد صدام فقام بتمويل الحرب على المسلمين في العراق واستقدم أسلحة الدمار الشامل الأمريكية لتركع العراق عبر عشر سنوات ثم بعد ذلك حرب أفغانستان ثم العراق مؤخراً، فإن هذه الحروب المتتالية قد جعلت بن سعود يبدأ في تطبيق سياسة الإحتراز وعد السنين .. بل قل الشهور .. بل هي الأيام الباقية على رحيل ابن سعود من بلاد المسلمين وقد آن أوان تجويع الشعب وتطبيق سياسة: "جوع -أعز الله أهلنا- كلبك يتبعك".
ولكن لم تكن المسألة قطعاً كما يتخيل البعض أن يكتفي بن سعود بتجويع الشعب بل عمل أيضاً على تمزيق عرى الشعب بنشر الزنا والخمر والمخدرات والأهواء ففتح قنوات العهر والدعارة وراح يسقط من رموز التدين بشرائهم تارة كما اشترى ذمم حائض القرني ورفاقه وبالإضطهاد تارة كما اضطهد واعتقل العلامة آل زعير وبالقتل تارة كما قتل العلامة العقلا وهكذا دواليك.
إذن فالمستخلص مما سبق التقديم له هو أن هناك تغير جذري في نظرة الناس لدولة بن سعود بعدما نضبت المنابع لاتباع السياسة المذكورة أعلاه ولكن العامل المؤثر في العملية السياسية هو أنه قد ظهرت وللمرة الأولى للعلن أول معارضة لابن سعود من داخل البلاد بعدما كان كل من عادى بن سعود فهو قبوري (الإسم الذي يحلو لابن سعود إطلاقه على من لم يكن من الشيعة وما زال يصر على المعارضة) أو شيوعي (لا أظن ابن سعود يعرف معناها ولكنها من إرث البعير السابق أبو الحاكم الحالي) ولم يكن هناك أبداً قط مخالف لابن سعود من عامة الشعب.
فكيف ظهرت هذه المعارضة وما هو الأثر المباشر لها؟
هذا ما سوف نجيب عنه إن شاء الله بالحلقة القادمة فابقوا معنا.
-----------------------
المعارضة السعودية .. اللاشيعية .. اللاشيوعية .. ولأول مرة: السنية السلفية
تصادف انتهاء الحرب في خراسان وعودة المجاهدين بعدما قامت الأنظمة العربية ومنها النظام السعودي بالتقليب عليهم ودفع الأموال الطائلة لعاهرة الباكستان الهالكة المقبورة بناظير بوتو لكي تؤلب عليهم وتهيج عليهم وتكره الناس في الأفغان العرب، وتصادف ذلك مع غزو صدام للكويت وبداية حرب الخليج الثانية حيث كان في ذلك الوقت الجو مناسب لاختبار المياه وجس النبض مع النظام السعودي الوهابي للبحث عن إمكانية قيام حرب إسلامية عربية ليس لتحرير دويلة الكويت من النظام الصدامي البعثي كما ظن البعض مخطئين ولكن لإزالة صدام وجيوشه من الكويت وتأسيس نواة لدولة إسلامية في شرق الجزيرة ومن ذلك لحماية بلاد الحرمين وباقي بلاد المسلمين مما هو متوقع حدوثه من غزو أمريكي قد يعقبه تمكين محتمل للمجوس الفرس.
فركب النظام السعودي رأسه وأظهر وجهه القبيح وبدلاً من الإلتزام بالعلاقة اللاعدائية مع المجاهدين واستضافة رموزهم كما فعل المقبور العثيمين عندما استضاف الشيخ أسامة وتكلم بحقه بكلام لعله ندم عليه عندما رأى أثر الشيخ على المجتمع وتطهيره المجتمع من رجس الكفر وأهله ، إذا به يدير وجهه الكلح ويتخلص من طهارة شيخ الإسلام بن لادن بإعطائه تذكرة سفر اتجاه واحد وجواز سفر مكتوب عليه: "صالح لسفرة واحدة" وبخروج الشيخ أسامة من البلاد وتوجهه للسودان ثم لأفغانستان عائداً حدثت المعجزة الكبرى وانضم قطبي الأمة الإسلامية واجتمع رجلي العصر الحديث، ولأول مرة في التاريخ المعاصر يجتمع أبو بكر وعمر .. البخاري ومسلم .. قطز وبيبرس .. شيخي الأمة ليضعوا لبنة العمل الإسلامي وحجر الأساس لدولة الخلافة إن شاء الله.
تأسست دولة الإسلام الحديثة بيدي أبوبكر وعمر .. وتأسست علوم الحديث ومؤسسة الصحاح على يدي البخاري ومسلم .. والآن ...
الآن تعود دولة الإسلام على يدي الأسامة والظواهري .. وبحق لأول مرة في التاريخ تظهر حركة إسلامية عالمية طليعية ..
في الحلقة القادمة سنرى كيف تختلف هذه الدولة عن دولة بن سعود إن شاء الله رب العالمين.
---------------------
الفروق الجوهرية بين القاعدة والوهابية
عندما قامت دولة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود كان الوضع مستتب لدولة الخلافة في جميع أنحاء الدولة وكان الإسلام في عز ومنعة ولذلك كان لا بد من وجود سبب مقنع يحلل للخوارج قتال الدولة العلية.
وبينما كانت الرسائل المتبادلة بين الدولة العليّة والخوارج تنم عن شعور بالنقص من جانب الخوارج بل وصل الأمر إلى أن يصف الخوارج أنفسهم ليس فقط على أنهم تابعين للدولة العثمانية بل وخدم بل وعبيد لديها أيضاً.
وبينما كان محمد بن عبد الوهاب وقاطع الطرق رفيقه يريدان البحث لأنفسهما عن موطئ قدم فإنه لم يظهر عليهما أي أثر أو علامة تدل على نواياهما الشيطانية لأن يكونوا مسماراً في نعش الدولة العليّة والتي أدوا بخبثهم فيما بعد على يد الدولة الثالثة لإسقاط الدولة، إلا أنهما قد بحثا عن سبيل يحلل لهما العصيان وشق عصا الطاعة ولم يجدا من سبب سوى اتهام الدولة العليّة بأنها تؤوي المبتدعة!
وقد كان الحال كذلك فالدولة التي امتدت حدودها شمالاً عبر بلاد الصرب والبوسنة وكرواتيا وحتى حدود فيينا وشرقاً إلى مياة الخليج الدافئة ثم جنوباً إلى أواسط أفريقيا وغرباً إلى حدود اليونان كان لا بد وأن يتواجد على أراضيها تعدداً طائفياً وفرقاً ومذاهب ولكن للحق فإن الدولة العثمانية كانت حمى وحامية للإسلام وأهله ويكفي فخراً أن السلطان سليم الأول رحمه الله هو قاهر المجوس الرافضة في جالدران عام 920 هـ وهو الذي دحرهم ودخل عاصمتهم تبريز ويكفيه ذلك من فخر بل يكفي أن الدولة العثمانية هي التي نظفت البلاد من المجوس الرافضة.
وبينما كان صلاح الدين الأيوبي الأشعري هو الذي قهر الرافضة وطهر مصر الكنانة من نجس الدولة الفاطمية، إلا أن الوهابية أبوا إلا أن يبحثوا عن سبيل لشق عصا الطاعة فاختاروا إيواء المبتدعة أولاً ثم بعد ذلك التسهيل لعبادة ما يحلو للوهابية تسميته بعبادة القبور ثم بعد ذلك تطور الأمر فكفروا السلطان وجيشه ثم جن جنونهم بمجرد التمكين فكفروا كل الدولة العثمانية بل ومن لم يكفر الدولة العثمانية من أصله!!!!
وكان التكفير واستحلال الدماء وسبي النساء ونهب الأموال بإسم الخمس على نمط الدولة الوهابية هو السبيل الأوحد لتمويل حملات الخوارج على بلاد المسلمين.
وقد استدل محمد بن عبد الوهاب على ذلك بتزوير مفاهيم كلام شيخ الإسلام بن تيمية الذي توفاه الله وهو لا يرى كفر أحد من أهل القبلة فضلاً عن استحلال دمائه وسبي نسائه ونهب أمواله ونهب الأخماس من عباد الله.
أما قاعدة الجهاد نصرها الله فلم تقم على جماجم المخالفين كما قامت دولة بن سعود، بل قامت بأموال المسلمين الموحدين ولم تكن اتفاق على نهب أرض من أراضي المسلمين وتمليكها بما فوقها وما تحتها لأحد كما فعل بن سعود، إنما قامت على أن الأرض لله وحده ولا يملكها إلا أهلها.
ولهذا السبب الوجيه لم تقع القاعدة في مآزق مثل مأزق نفي حديث فتح القسطنطينية الذي اضطر جلاوزة بن سعود إلى القول بأنها تفتح مرتين!!!
وقد اقتنع بدجلهم أو بيع لدجلهم عقول كثير من المفكرين الإسلاميين بكل أسف ومنهم من نحسبه والله حسيبه كأحمد شاكر وغيره.
ولأن بن عبد الوهاب قد أقام مذهبه على إساءة تأويل كلام بن تيمية رحمه الله وابن تيمية كان حنبلياً فإن بن عبد الوهاب كان حنبلياً وقد جرت العادة والعرف على أن كل علماء بن سعود حنابلة حتى أنهم ألغوا كل ما يخالف مذهب الإمام أحمد من الأراضي التي اغتصبوها حتى ولو كان الخلاف مستساغاَ جرت الأمة على قبوله وتحمله والتوسع إليه عبر القرون!
أما القاعدة فقطعاً لا تتمذهب بمذهب معين بل هي عين السلفية إذ تجد في رجالاتها العراقي الحنفي والمصري الشافعي والباكستاني الحنفي والمغربي المالكي بل ومعهم الأفغاني الصوفي الماتريدي ولا ذكر أبداً للمذهب أو للخلاف المذموم بين أهل القاعدة.
وبينما كان هدف قطاع الطرق محمد بن سعود دائماً وأبداً السيطرة ونهب الأرض مع الاحتفاظ بحدود مرسومة في خياله لا يخرج عنها أبداً، فإنك تجد القاعدة وقد فرشت مفارش العقيدة والتوحيد على كل الأرض فهناك جندي أمريكي إلى جانب جندي أسترالي مع الجندي الكيني والآخر الدانماركي وأخوهم المصري والشيشاني والطاجيكي يقاتل إلى جانبهم ولا حدود لمجال القتال فالضربة في أمريكا هي عين أختها في تونس وضربة مدريد لا تفرق كثيراً عن ضربة أندونيسيا فالكل ضرب لصالح الدعوة.
ولذلك بينما لن تجد نصراني واحد فقط أو يهودي واحد فقط أو كافر واحد فقط قد قضى نحبه على أيدي خوارج نجد، فإنك لن تجد كافر أو يهودي او نصراني قد نجا من ضربات سيوف الموحدين إما بشكل مباشر أو بتحقيق أمر الله تعالى بإرهابهم ، وهكذا فإن الفوارق بين القاعدة والوهابية هي فروق في النظرية والتطبيق .. هي فرق في الأصل والفرع .. تلك القاعدة يا سادة، ...وهؤلاء هم خوارج نجد.