ملا احمد
01-09-2010, 11:03 AM
الأخوان المسلمون ... والرهان الخاسر
[الكاتب : إبراهيم العسعس] (http://www.tawhed.ws/a?a=fd56aq23)
إن جاز للإنسان أن يندم على وجهة نظر تبناها مدة من الزمان ، بناء على معطيات معينة ، وظنٍّ ما ، فأنا نادم على أنني وطوال عام كامل اعتقدت ـ محاولاً نسيان ما أعرفه عن فكر الإخوان وطريقتهم في العمل ـ أنهم تغيروا ! وأنهم يريدون العمل بعيداً عن ضيق اللافتة إلى سعة الإسلام ، ومن النظرة السطحية للأمور إلى أفق أنضج وأعمق ، ومن الانكفاء على مصلحة التنظيم إلى الارتقاء إلى إدراك الدور الذي عليهم أن يلعبوه كونهم الجماعة الأم ، والرواد في العمل الإسلامي . ولكن كل هذا تبخر ذات صمت غريب مشبوه على ذات مجزرة في ذات سجن عربي ! أعترف بأنني كنت غبياً لظنِّي ذاك .
فأين العجب ؟!
ليس جديداً، ولا عجيباً قتل العرب بسلاح العرب، واغتيال الرعية برصاص الراعي، كل هذا معروف معهود في بلاد العرب، بل الغريب ألا يحدث ! ليس في السجون فقط ، وليس بالرصاص وحسب ، بل في أي مكان ، وبأي وسيلة ، وبلا وسيلة ، فقد يغتال العربي قهراً مرتين بعد قراءة الصحيفة من خبر كهذا الخبر ؛ مرة من الخبر نفسه ، وأخرى وهو يحاول فهم هذا الصمت الغبي من الرواد على هذا الخبر ! وأنا شخصياً أتعجب كيف لم أصب بالجلطة إلى الآن مما يحيط بنا !
من لم يمت بالسيف مات بطلقةٍ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif من عاش فـينا عـيـشة الـشرفاء
إنَّ العجب ، كلَّ العجب ، من هذا الصمت الإخواني على جريمة بحجم هذه الجريمة !
ولماذا يصمت الإخوان ؟!
من يعرف الإخوان ، ويعرف كيف يفكرون ، يعرف لماذا ...
فالإخوان براغماتيون للنخاع ... ضيقون للعظم ، يعملون لمصلحة التنظيم ... أصحاب ذاكرة مثـقوبة ... سطحيون في السياسة ... بلا منهج واضح ، ولا هدف واضح ... فقد توفي المؤسس رحمه الله فجأة قبل أن يقول لهم ما يريد على وجه التحديد ... فهم لذلك كالباص الماشي على بركة الله ، وركابه متـفقون مستمتعون ما دام الباص يسير بهم في طريق مستـقيم ، حتى إذا وصل إلى تقاطع طرق ، يكتـشف الركاب أنَّ كلاً منهم له طريق مختـلف عن طريق جاره ، فيقع الخلاف ، وتنشأ التيارات ... إنهم كالحنابلة في المذاهب ، وكحركة فتح في التنظيمات ، عشرات الأقوال وعشرات الجيوب !
... لذلك كله فقد صمت الإخوان على مذبحة " صدنايا " ! ولكل هذه القضايا يسمع كل العالم بهذه المجزرة ، ويصرح حمزة منصور بأنه " والأخوان ليس لديهم معلومات عن الموضوع ، ولن يعلقوا عليه !!! " في حين أنَّ كلَّ مؤسسة ، وكلَّ منظمة تحترم نفسها علَّـقت على الموضوع ، ولو من باب الذكر وتـقـييد الذكر بالاحتياط مثـل أن يقولوا : إن صح .
... ولكن للإخوان وجهة نظر أخرى تختلف عن العقلاء ، فهم يراهنون على دول الصمود ! وهم بهذا يثبتون بأنهم " يحجون والناس راجعة " ! فهذه لغة قديمة كانوا ضدها عندما كان الناس معها ، وهل بقي دول صمود ؟!
الإخوان براغماتيون لأنهم " يدعسون " على كل الثوابت ، والأصول ، بل وعلى كل ما قالوه يوماً ما ، ويظنُّون أنَّ النظام السوري سيحرر لهم فلسطين ، أو أنه سيقف مع حماس إلى النهاية ، أو أنه جاد في صموده ! وأنا أسألهم : هل أنتم جادون باعتقادكم هذا ؟! هل تظنون حقا أن الدولة التي تكسر كبرياء شعبها قادرة أو جادة في دعواها التحرير والصمود ؟ وأنا أريد أن أذكرهم بكلامهم وصياحهم قبل عقدين فقط عن طبيعة النظام السوري . وأنا أنتظر اليوم ـ وهو قريب ـ الذي سيخير فيه النظامُ حماساً بأن أسكتي أو اخرجي ! فانتظروا إنا منتظرون .
الإخوان " ضيقون ، يعملون لمصلحة التنظيم فقط " ، لأنهم يثبتون في كل جولة تنتظر منهم الأمة موقفاً ، بأنهم حزب طائفة وليسوا حزب أمة . وموقفهم هذا ذكرني بحوار مع أحد الكبار من الإخوان السوريين قبل سقوط صدام ، فقد رد هذا الأخ على القول بأن صدام قتل المسلمين فقال : ولكنه لم يقتل الإخوان !! إن همَّ الإخوان همٌّ تنظيم لا همَّ أمة ، وهم لهذا لا يمكن أن يصلحوا لقيادة الأمة لأنهم أثبتوا أنهم لا يمثلونها . إنهم مجرد جماعة غير قادرة على التفاعل مع جماهير الأمة ، إنها فقط ـ وبالكاد ـ تمثل نفسها .
والإخوان " أصحاب ذاكرة مثقوبة ، وسطحيون في السياسة " : فهم قد نسوا الكلام الذي كانوا يقولونه ، ليس منذ قرن ، عن النظام السوري ، نسوا الذي فعله النظام بهم ، لا بغيرهم ، نسوا الذي فعله في لبنان ؛ في تل الزعتر ، تلك المجزرة التي قال عنها أحدهم يومها : " أيها النسيان إنك تليق بكل الأسماء لكنك لن تكون تل الزعتر " . كل نظام ، كل أحد يستطيع أن " يسرح " بالإخوان ، فقط يقول لهم : أنا ضد أمريكا واليهود ، أنا جبهة صمود ، أنا أريد تحرير فلسطين . حتى لو كانت كـل ما في الأرض من مخارز تقلع عين كل من يصدق هذا الكلام . عجيب ! فكيف يصدق الإخوان هذا ؟! لأنهم سطحيون ، أغرار ، مساكين ! يتبعون كل ناعق ، ولا يردون يد لامس ، كل من يفهم الإخوان يستطيع بقليل من الجهد أن يخترع لهم دروباً وهمية ليتبعوها ، فـتـتوه فيها كل جهود التغيـير التي بنوها وضحوا من أجلها ! إنهم يخربون من أجل أوهام يظنُّونها مصالح ! ولم أر إلى الآن قوماً يعملون من خلال خطة العدو كالإخوان . فهم أولى بأن يكونوا من عوام العوام ، لا من صفوة الصفوة ، وطليعة الأمة .
ولماذا يصدق ـ مرة أخرى ـ الإخوان هذا الهراء ؟! لأنهم بلا منهج واضح ، أو برنامج محدد ، فالأمر بالنسبة لهم أنف ، يعني مستأنف يشتغلون أولاً بأول ، وأتحدى أن تسأل خمسة من الإخوان عن منهجهم في العمل والتغيير ، فتحصل على إجابة واحدة ! بل ستسمع خمس إجابات منوعة؛ من الصقور إلى الحمائم وما بينهما مما يطير بجناحيه !
أتذكرون عجل بني إسرائيل الذهبي ؟ لا تظنوا أنه أمر مقتصر على بني إسرائيل ، إذ كل قوم لهم عجلهم ، وأحياناً يكونون هم العجل نفسه !! والإخوان لهم عجلهم الذهبي : إنه الفتنة المختبئة وراء اختيارات سياسية متوهمة ، إنه الباطل المستند إلى شيء من الحق ! إنه وهم العمل من أجل فلسطين ، مع أعداء فلسطين ، ولو على حساب دماء المظلومين المسجونين لأنهم يريدون تحرير فلسطين ! فأي تناقض هذا ؟!
إنهم يراهنون على سوريا على قاعدة الستينيات : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ! تلك القاعدة التي كلفت الأمة الدماء والأموال والكرامة ، مِن أجل مَن ؟ من أجل فلسطين ... واليوم قد ثبت للجميع ـ ما عدا الإخوان ـ أن هذه القاعدة غير قادرة على تحرير فلسطين ، لأنها لا يمكن أن تتحرر بأيدي قتلة الشعوب ، ولا بأيدي الشعوب المسحوقة . فما لم تعد كرامة الإنسان إليه فهو لن يستطيع أن يحرر شبراً ، فضلاً عن أن يحرر فلسطين . ألم يقلها عنترة عندما قيل له : كِرَّ يا عنترة . فقال : إنَّ العبد لا يُحسن الكرَّ ، بل يُحسن الحلب والصرَّ . فقيل له : كِرَّ وأنت حر . .
واختم بأنني لست مستغرباً من المجزرة نفسها ، وإن كنت متألماً ، لكنني متعجب مقهور ممن ينبغي أن تكون الجماعة الأم ، والجماعة الرائدة ، والأخ الأكبر ... كيف يصمتون على مثلها ! في حين أنهم يثورون على أقل منها . أهو تجزيء الظلم والاستبداد ، وهل يتجزءان ؟! لقد اثبت الإخوان بعد هذا بأنهم جماعة لها حق الوجود لا شك في ذلك ، لكنها فقدت حق الريادة ، وحق القيادة ، وحق الأمومة إذ الأمومة موقف . وأنهم كغيرهم ليسوا أمناء على قيادة الأمة . إن مثل هذه الأحداث التي تقع في الساحة الإسلامية تدل بما لا يترك مجالاً للشك بأن مشكلة الأمة ليست بعودة الأمة إلى دينها ، بل هناك خطوة مهمة قبل ذلك : وهي عودة الأمة إلى إنسانيتها ، لتأهيلها للعودة إلى الإسلام.
رهان الإخوان خطأ وخطيئة ، والرهان على الإخوان خطيئة وخطيئة . فالخوف الآن من الإخوان لا عليهم .
[الكاتب : إبراهيم العسعس] (http://www.tawhed.ws/a?a=fd56aq23)
إن جاز للإنسان أن يندم على وجهة نظر تبناها مدة من الزمان ، بناء على معطيات معينة ، وظنٍّ ما ، فأنا نادم على أنني وطوال عام كامل اعتقدت ـ محاولاً نسيان ما أعرفه عن فكر الإخوان وطريقتهم في العمل ـ أنهم تغيروا ! وأنهم يريدون العمل بعيداً عن ضيق اللافتة إلى سعة الإسلام ، ومن النظرة السطحية للأمور إلى أفق أنضج وأعمق ، ومن الانكفاء على مصلحة التنظيم إلى الارتقاء إلى إدراك الدور الذي عليهم أن يلعبوه كونهم الجماعة الأم ، والرواد في العمل الإسلامي . ولكن كل هذا تبخر ذات صمت غريب مشبوه على ذات مجزرة في ذات سجن عربي ! أعترف بأنني كنت غبياً لظنِّي ذاك .
فأين العجب ؟!
ليس جديداً، ولا عجيباً قتل العرب بسلاح العرب، واغتيال الرعية برصاص الراعي، كل هذا معروف معهود في بلاد العرب، بل الغريب ألا يحدث ! ليس في السجون فقط ، وليس بالرصاص وحسب ، بل في أي مكان ، وبأي وسيلة ، وبلا وسيلة ، فقد يغتال العربي قهراً مرتين بعد قراءة الصحيفة من خبر كهذا الخبر ؛ مرة من الخبر نفسه ، وأخرى وهو يحاول فهم هذا الصمت الغبي من الرواد على هذا الخبر ! وأنا شخصياً أتعجب كيف لم أصب بالجلطة إلى الآن مما يحيط بنا !
من لم يمت بالسيف مات بطلقةٍ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif من عاش فـينا عـيـشة الـشرفاء
إنَّ العجب ، كلَّ العجب ، من هذا الصمت الإخواني على جريمة بحجم هذه الجريمة !
ولماذا يصمت الإخوان ؟!
من يعرف الإخوان ، ويعرف كيف يفكرون ، يعرف لماذا ...
فالإخوان براغماتيون للنخاع ... ضيقون للعظم ، يعملون لمصلحة التنظيم ... أصحاب ذاكرة مثـقوبة ... سطحيون في السياسة ... بلا منهج واضح ، ولا هدف واضح ... فقد توفي المؤسس رحمه الله فجأة قبل أن يقول لهم ما يريد على وجه التحديد ... فهم لذلك كالباص الماشي على بركة الله ، وركابه متـفقون مستمتعون ما دام الباص يسير بهم في طريق مستـقيم ، حتى إذا وصل إلى تقاطع طرق ، يكتـشف الركاب أنَّ كلاً منهم له طريق مختـلف عن طريق جاره ، فيقع الخلاف ، وتنشأ التيارات ... إنهم كالحنابلة في المذاهب ، وكحركة فتح في التنظيمات ، عشرات الأقوال وعشرات الجيوب !
... لذلك كله فقد صمت الإخوان على مذبحة " صدنايا " ! ولكل هذه القضايا يسمع كل العالم بهذه المجزرة ، ويصرح حمزة منصور بأنه " والأخوان ليس لديهم معلومات عن الموضوع ، ولن يعلقوا عليه !!! " في حين أنَّ كلَّ مؤسسة ، وكلَّ منظمة تحترم نفسها علَّـقت على الموضوع ، ولو من باب الذكر وتـقـييد الذكر بالاحتياط مثـل أن يقولوا : إن صح .
... ولكن للإخوان وجهة نظر أخرى تختلف عن العقلاء ، فهم يراهنون على دول الصمود ! وهم بهذا يثبتون بأنهم " يحجون والناس راجعة " ! فهذه لغة قديمة كانوا ضدها عندما كان الناس معها ، وهل بقي دول صمود ؟!
الإخوان براغماتيون لأنهم " يدعسون " على كل الثوابت ، والأصول ، بل وعلى كل ما قالوه يوماً ما ، ويظنُّون أنَّ النظام السوري سيحرر لهم فلسطين ، أو أنه سيقف مع حماس إلى النهاية ، أو أنه جاد في صموده ! وأنا أسألهم : هل أنتم جادون باعتقادكم هذا ؟! هل تظنون حقا أن الدولة التي تكسر كبرياء شعبها قادرة أو جادة في دعواها التحرير والصمود ؟ وأنا أريد أن أذكرهم بكلامهم وصياحهم قبل عقدين فقط عن طبيعة النظام السوري . وأنا أنتظر اليوم ـ وهو قريب ـ الذي سيخير فيه النظامُ حماساً بأن أسكتي أو اخرجي ! فانتظروا إنا منتظرون .
الإخوان " ضيقون ، يعملون لمصلحة التنظيم فقط " ، لأنهم يثبتون في كل جولة تنتظر منهم الأمة موقفاً ، بأنهم حزب طائفة وليسوا حزب أمة . وموقفهم هذا ذكرني بحوار مع أحد الكبار من الإخوان السوريين قبل سقوط صدام ، فقد رد هذا الأخ على القول بأن صدام قتل المسلمين فقال : ولكنه لم يقتل الإخوان !! إن همَّ الإخوان همٌّ تنظيم لا همَّ أمة ، وهم لهذا لا يمكن أن يصلحوا لقيادة الأمة لأنهم أثبتوا أنهم لا يمثلونها . إنهم مجرد جماعة غير قادرة على التفاعل مع جماهير الأمة ، إنها فقط ـ وبالكاد ـ تمثل نفسها .
والإخوان " أصحاب ذاكرة مثقوبة ، وسطحيون في السياسة " : فهم قد نسوا الكلام الذي كانوا يقولونه ، ليس منذ قرن ، عن النظام السوري ، نسوا الذي فعله النظام بهم ، لا بغيرهم ، نسوا الذي فعله في لبنان ؛ في تل الزعتر ، تلك المجزرة التي قال عنها أحدهم يومها : " أيها النسيان إنك تليق بكل الأسماء لكنك لن تكون تل الزعتر " . كل نظام ، كل أحد يستطيع أن " يسرح " بالإخوان ، فقط يقول لهم : أنا ضد أمريكا واليهود ، أنا جبهة صمود ، أنا أريد تحرير فلسطين . حتى لو كانت كـل ما في الأرض من مخارز تقلع عين كل من يصدق هذا الكلام . عجيب ! فكيف يصدق الإخوان هذا ؟! لأنهم سطحيون ، أغرار ، مساكين ! يتبعون كل ناعق ، ولا يردون يد لامس ، كل من يفهم الإخوان يستطيع بقليل من الجهد أن يخترع لهم دروباً وهمية ليتبعوها ، فـتـتوه فيها كل جهود التغيـير التي بنوها وضحوا من أجلها ! إنهم يخربون من أجل أوهام يظنُّونها مصالح ! ولم أر إلى الآن قوماً يعملون من خلال خطة العدو كالإخوان . فهم أولى بأن يكونوا من عوام العوام ، لا من صفوة الصفوة ، وطليعة الأمة .
ولماذا يصدق ـ مرة أخرى ـ الإخوان هذا الهراء ؟! لأنهم بلا منهج واضح ، أو برنامج محدد ، فالأمر بالنسبة لهم أنف ، يعني مستأنف يشتغلون أولاً بأول ، وأتحدى أن تسأل خمسة من الإخوان عن منهجهم في العمل والتغيير ، فتحصل على إجابة واحدة ! بل ستسمع خمس إجابات منوعة؛ من الصقور إلى الحمائم وما بينهما مما يطير بجناحيه !
أتذكرون عجل بني إسرائيل الذهبي ؟ لا تظنوا أنه أمر مقتصر على بني إسرائيل ، إذ كل قوم لهم عجلهم ، وأحياناً يكونون هم العجل نفسه !! والإخوان لهم عجلهم الذهبي : إنه الفتنة المختبئة وراء اختيارات سياسية متوهمة ، إنه الباطل المستند إلى شيء من الحق ! إنه وهم العمل من أجل فلسطين ، مع أعداء فلسطين ، ولو على حساب دماء المظلومين المسجونين لأنهم يريدون تحرير فلسطين ! فأي تناقض هذا ؟!
إنهم يراهنون على سوريا على قاعدة الستينيات : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ! تلك القاعدة التي كلفت الأمة الدماء والأموال والكرامة ، مِن أجل مَن ؟ من أجل فلسطين ... واليوم قد ثبت للجميع ـ ما عدا الإخوان ـ أن هذه القاعدة غير قادرة على تحرير فلسطين ، لأنها لا يمكن أن تتحرر بأيدي قتلة الشعوب ، ولا بأيدي الشعوب المسحوقة . فما لم تعد كرامة الإنسان إليه فهو لن يستطيع أن يحرر شبراً ، فضلاً عن أن يحرر فلسطين . ألم يقلها عنترة عندما قيل له : كِرَّ يا عنترة . فقال : إنَّ العبد لا يُحسن الكرَّ ، بل يُحسن الحلب والصرَّ . فقيل له : كِرَّ وأنت حر . .
واختم بأنني لست مستغرباً من المجزرة نفسها ، وإن كنت متألماً ، لكنني متعجب مقهور ممن ينبغي أن تكون الجماعة الأم ، والجماعة الرائدة ، والأخ الأكبر ... كيف يصمتون على مثلها ! في حين أنهم يثورون على أقل منها . أهو تجزيء الظلم والاستبداد ، وهل يتجزءان ؟! لقد اثبت الإخوان بعد هذا بأنهم جماعة لها حق الوجود لا شك في ذلك ، لكنها فقدت حق الريادة ، وحق القيادة ، وحق الأمومة إذ الأمومة موقف . وأنهم كغيرهم ليسوا أمناء على قيادة الأمة . إن مثل هذه الأحداث التي تقع في الساحة الإسلامية تدل بما لا يترك مجالاً للشك بأن مشكلة الأمة ليست بعودة الأمة إلى دينها ، بل هناك خطوة مهمة قبل ذلك : وهي عودة الأمة إلى إنسانيتها ، لتأهيلها للعودة إلى الإسلام.
رهان الإخوان خطأ وخطيئة ، والرهان على الإخوان خطيئة وخطيئة . فالخوف الآن من الإخوان لا عليهم .