مقاوم
01-07-2010, 11:06 AM
المسؤولية في الإسلام
كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته
منقول ولا أعرف كاتبه
إن الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه، وأعوذ بالله من شر نفسيوسيئات عملي، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياًمرشداً..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهورسوله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد:
فقد كنت أفكر ذات ليلة من لياليسنة 1388هـ. – لمناسبة ما – في مسؤولية الأمة الإسلامية أفراداً وجماعات عن القيامبواجبهـم كل فيما تحت يده.. قفز في ذهني الحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عنرعيته).
وأخذت أتأمل فقراته، فسبحت في أطراف بحاره متأملاً تلك الروعةالنبوية الشاملة التي لم تدع منفذاً يفكر أي فرد من أفراد المسلمين أن يتسلل منهفراراً من مسئوليته، إلا سدت عليه إحدى جمل هذا الحديث، فكنت أردد كل جملة على حدةعدة مرات..
(كلكم راع وكلكلم مسؤول عن رعيته...
الإمام راع ومسؤول عنرعيته..
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته...
والمرأة راعية في بيت زوجهاومسؤولة عن رعيتها..
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته..
وكلكم راعٍوكلكم مسؤول عن رعيته..).
ولشدة ما أدهشتني ألفاظ هذا الحديث العظيم كنتأسأل نفسي هل قرأته قبل هذه الليلة..؟
ويكاد يكون الجواب: لا، لولا أن دليلاًمادياً قام على عكس هذا النفي، وهو حفظي لألفاظه التي كنت أرددها وأنا مستلقٍ علىسرير نومي في جنح الظلام..
وهكذا بت ليلتي إلى أن طرق سمعي صوت المؤذن يناديلصلاة الفجر.
وبعد أن صليت الفجر رجعت إلى سريري محاولاً إغماض أجفاني قليلاً،فلم يجرؤ النوم على ولوجها..
ثم قلت في نفسي: لا ينبغي أن تفوت هذه المشاعروتُنسَى.. بل لا بد من تسجيلها، لعل المسلم الذي يتمكن من الإطلاع عليها يستيقظقلبه لمسئوليته المنوطة به..
فاستعنت بالله تعالى وكتبت ما يسر الله لي حولهذا الحديث..
فكانت هذه العجالة التي لم يأخذ الحديث حقه منها، ولكنها تفتحالباب لذي علم غزير وباع طويل يستطيع أن يعطي المقام حقه..
وإني لأنصح كلمسلم ومسلمة أن يكثروا من تأمل نص الحديث نفسه، ففي ألفاظه من المعاني التي تملأالقلب وتثير المشاعر، ما لا يستطيع اللسان أو القلم التعبير عنها..
كيف وهيمن جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
وقد جعلت هذه التعليقات أربعةأبواب، حسب المسؤوليات المذكورة فيه:
الباب الأول: مسؤولية الإمام..
البابالثاني: مسؤولية الرجل..
الباب الثالث: مسؤولية المرأة..
الباب الرابع: مسؤولية الخادم..
ويشتمل كل باب منها على فصول ومباحث مفيدة، أرجو اللهتعالى أن ينفعني وإخواني المسلمين بها..
وأن يغفر ما زلَّ به القلم بدون قصدمني، وستر العيب من القارئ مندوب.. ونصحه ـ إن بدا له شيء ـ مطلوب، واللهالمستعان..
وهو حسبنا ونعم الوكيل..
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلىآله وصحبه وسلم..
التقرير الثاني
المسؤولية
في ظل شريعةالإسلام يجد المرء نفسه مسئولاً أمام الله تعالى عن كل شيء، حتى على النعمة المنعمبها عليه. وتتوزع مسئولية المسلم في كل شيء، فهو مسئول عن نعمه، وعن بيته، وأولاده،والقيام بتربيتهم تربية سوية، وعن مجتمعه، ثم تأتي المسؤولية الجماعية ولوازمهامبتدأة بالإمامة الكبرى في تحكيم شرع االله، ومسئولية تربية الأجيال، ومسئولية قيامالبيت المسلم، ومسئولية الإعلام في نصرة الإسلام. ثم القيام بمسئولية النصيحة،والحفاظ على قيمة الوقت لاسيما في الإجازات.
صور منالمسؤوليات
إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوبإليك، ونثني عليك الخير كله، سبحان ذي المنن والآلاء والعز والعظمة والكبرياء،المستحق لأعظم الشكر، وأجزل الثناء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله المنزه عن الأنداد والنظراء، والأمثال والشركاء، جعل كل راعياً ومسئولاً عنرعيته من الرجال والنساء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء،وقائد الأصفياء، وأفضل من شرع أسس الإصلاح والبناء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلىآله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان مادامت الأرض والسماء.
أما بعد:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، اتقوهسبحانه في أنفسكم ومسئولياتكم؛ فتقوى الله هي العز من غير جاه ونسب، والشرف من غيرمنصبٍ وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحال والمآل.
أيها المسلمون: مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، يكمن في العنايةبقضية غاية في الأهمية، قضية تُعدُّ بداية طريق البناء الحضاري، ولبنة مسيرةالإصلاح الاجتماعي، والمتأمل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمة المعاصر، يهوله ماتعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضى واللامبالاة، وعلى الرغم منتوفر كثير من الإمكانات، وتسيير كافة التسهيلات، مما تقذفه رحم المدنية المعاصرة منوسائل التقنيات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتى المغالطات، وكثرة المتناقضات، معنسيج المتغيرات والمستجدات.
كلما أنبتَ الزمان قناة ركب المرء في القناةسنان
والمسلم الحق يتلمس دائماً طريق الإصلاح ليعيد للأمة شيئاً منعافيتها، بعد أن اشتدت عليها الأزمات وكثرت عليها السهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُالقصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرج للأمة من نفق التيه المظلم، لتنهض منكبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسؤولية.
معاشر المسلمين: إنَّ كلَّلحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيها المسؤولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات،هيئات ومؤسسات، شعوباً وحكومات، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضيالله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعيةفي بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلمراع وكلكم مسئول عن رعيته }.......
معنى المسؤولية فيالإسلام
إخوة العقيدة: المسؤولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلفمسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه منالوجوه، سواء أكانتمسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية، فأما المسؤوليةالشخصية، فهي مسئولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعمله،عباداته ومعاملاته، ماله وعمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسئولية لا يشاركه فيحملها أحد غيره، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.
روىالترمذي عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تزول قدماعبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله منأين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه }.
كما أن المرء -يا عبادالله- مسئول عن لسانه أن يلغ في أعراض البُرآء أو أن ينقل الأراجيف والشائعات ضدالصُلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء: إِنَّالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
أخوة الإيمان! وأما المسؤولية الجماعية فتتضمن أولاً: المسؤولية الكبرى في الإمامة العظمى؛ وفي تحكيم شرع الله في أرض الله على عبادالله، وكذا القيام بالمسؤوليات في الوظائف العامة عدلاً في الرعية، وقسماً بالسوية،ومراقبة لله وحده في كل قضية، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة،فليست المسؤوليات غنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارها من تولى قارها،في بعد عن الخلل الإداري، والتلاعب المالي، والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلابتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسؤوليةوالأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو مايحقق مصالح البلاد والعباد.
كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته
منقول ولا أعرف كاتبه
إن الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه، وأعوذ بالله من شر نفسيوسيئات عملي، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياًمرشداً..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهورسوله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد:
فقد كنت أفكر ذات ليلة من لياليسنة 1388هـ. – لمناسبة ما – في مسؤولية الأمة الإسلامية أفراداً وجماعات عن القيامبواجبهـم كل فيما تحت يده.. قفز في ذهني الحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عنرعيته).
وأخذت أتأمل فقراته، فسبحت في أطراف بحاره متأملاً تلك الروعةالنبوية الشاملة التي لم تدع منفذاً يفكر أي فرد من أفراد المسلمين أن يتسلل منهفراراً من مسئوليته، إلا سدت عليه إحدى جمل هذا الحديث، فكنت أردد كل جملة على حدةعدة مرات..
(كلكم راع وكلكلم مسؤول عن رعيته...
الإمام راع ومسؤول عنرعيته..
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته...
والمرأة راعية في بيت زوجهاومسؤولة عن رعيتها..
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته..
وكلكم راعٍوكلكم مسؤول عن رعيته..).
ولشدة ما أدهشتني ألفاظ هذا الحديث العظيم كنتأسأل نفسي هل قرأته قبل هذه الليلة..؟
ويكاد يكون الجواب: لا، لولا أن دليلاًمادياً قام على عكس هذا النفي، وهو حفظي لألفاظه التي كنت أرددها وأنا مستلقٍ علىسرير نومي في جنح الظلام..
وهكذا بت ليلتي إلى أن طرق سمعي صوت المؤذن يناديلصلاة الفجر.
وبعد أن صليت الفجر رجعت إلى سريري محاولاً إغماض أجفاني قليلاً،فلم يجرؤ النوم على ولوجها..
ثم قلت في نفسي: لا ينبغي أن تفوت هذه المشاعروتُنسَى.. بل لا بد من تسجيلها، لعل المسلم الذي يتمكن من الإطلاع عليها يستيقظقلبه لمسئوليته المنوطة به..
فاستعنت بالله تعالى وكتبت ما يسر الله لي حولهذا الحديث..
فكانت هذه العجالة التي لم يأخذ الحديث حقه منها، ولكنها تفتحالباب لذي علم غزير وباع طويل يستطيع أن يعطي المقام حقه..
وإني لأنصح كلمسلم ومسلمة أن يكثروا من تأمل نص الحديث نفسه، ففي ألفاظه من المعاني التي تملأالقلب وتثير المشاعر، ما لا يستطيع اللسان أو القلم التعبير عنها..
كيف وهيمن جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
وقد جعلت هذه التعليقات أربعةأبواب، حسب المسؤوليات المذكورة فيه:
الباب الأول: مسؤولية الإمام..
البابالثاني: مسؤولية الرجل..
الباب الثالث: مسؤولية المرأة..
الباب الرابع: مسؤولية الخادم..
ويشتمل كل باب منها على فصول ومباحث مفيدة، أرجو اللهتعالى أن ينفعني وإخواني المسلمين بها..
وأن يغفر ما زلَّ به القلم بدون قصدمني، وستر العيب من القارئ مندوب.. ونصحه ـ إن بدا له شيء ـ مطلوب، واللهالمستعان..
وهو حسبنا ونعم الوكيل..
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلىآله وصحبه وسلم..
التقرير الثاني
المسؤولية
في ظل شريعةالإسلام يجد المرء نفسه مسئولاً أمام الله تعالى عن كل شيء، حتى على النعمة المنعمبها عليه. وتتوزع مسئولية المسلم في كل شيء، فهو مسئول عن نعمه، وعن بيته، وأولاده،والقيام بتربيتهم تربية سوية، وعن مجتمعه، ثم تأتي المسؤولية الجماعية ولوازمهامبتدأة بالإمامة الكبرى في تحكيم شرع االله، ومسئولية تربية الأجيال، ومسئولية قيامالبيت المسلم، ومسئولية الإعلام في نصرة الإسلام. ثم القيام بمسئولية النصيحة،والحفاظ على قيمة الوقت لاسيما في الإجازات.
صور منالمسؤوليات
إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوبإليك، ونثني عليك الخير كله، سبحان ذي المنن والآلاء والعز والعظمة والكبرياء،المستحق لأعظم الشكر، وأجزل الثناء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله المنزه عن الأنداد والنظراء، والأمثال والشركاء، جعل كل راعياً ومسئولاً عنرعيته من الرجال والنساء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء،وقائد الأصفياء، وأفضل من شرع أسس الإصلاح والبناء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلىآله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان مادامت الأرض والسماء.
أما بعد:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، اتقوهسبحانه في أنفسكم ومسئولياتكم؛ فتقوى الله هي العز من غير جاه ونسب، والشرف من غيرمنصبٍ وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحال والمآل.
أيها المسلمون: مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، يكمن في العنايةبقضية غاية في الأهمية، قضية تُعدُّ بداية طريق البناء الحضاري، ولبنة مسيرةالإصلاح الاجتماعي، والمتأمل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمة المعاصر، يهوله ماتعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضى واللامبالاة، وعلى الرغم منتوفر كثير من الإمكانات، وتسيير كافة التسهيلات، مما تقذفه رحم المدنية المعاصرة منوسائل التقنيات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتى المغالطات، وكثرة المتناقضات، معنسيج المتغيرات والمستجدات.
كلما أنبتَ الزمان قناة ركب المرء في القناةسنان
والمسلم الحق يتلمس دائماً طريق الإصلاح ليعيد للأمة شيئاً منعافيتها، بعد أن اشتدت عليها الأزمات وكثرت عليها السهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُالقصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرج للأمة من نفق التيه المظلم، لتنهض منكبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسؤولية.
معاشر المسلمين: إنَّ كلَّلحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيها المسؤولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات،هيئات ومؤسسات، شعوباً وحكومات، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضيالله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعيةفي بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلمراع وكلكم مسئول عن رعيته }.......
معنى المسؤولية فيالإسلام
إخوة العقيدة: المسؤولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلفمسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه منالوجوه، سواء أكانتمسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية، فأما المسؤوليةالشخصية، فهي مسئولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعمله،عباداته ومعاملاته، ماله وعمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسئولية لا يشاركه فيحملها أحد غيره، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.
روىالترمذي عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تزول قدماعبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله منأين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه }.
كما أن المرء -يا عبادالله- مسئول عن لسانه أن يلغ في أعراض البُرآء أو أن ينقل الأراجيف والشائعات ضدالصُلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء: إِنَّالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
أخوة الإيمان! وأما المسؤولية الجماعية فتتضمن أولاً: المسؤولية الكبرى في الإمامة العظمى؛ وفي تحكيم شرع الله في أرض الله على عبادالله، وكذا القيام بالمسؤوليات في الوظائف العامة عدلاً في الرعية، وقسماً بالسوية،ومراقبة لله وحده في كل قضية، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة،فليست المسؤوليات غنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارها من تولى قارها،في بعد عن الخلل الإداري، والتلاعب المالي، والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلابتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسؤوليةوالأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو مايحقق مصالح البلاد والعباد.