وبعد
فقد كان للشيخ خالد الجندى ( كلمة ) رداً على سؤال من طفل يسأل عن الهدايا الت يقدمها ما يسمى ببابا نويل
هل هى حلال أم ماذا........؟
فكانت ردود الشيخ عن السؤال محط نزاع ولغط من الكثيرين ( وربما تكون هذه المقالة العينة الآكثر تحفظاً وهى للكاتبة بشائر محمد )
فما هو رأيكم يا أهل الرأى فى مجريات الأمر ...........؟
هل أخطأ الشيخ...........؟
أم تحدث صوابا




وأنا أرقب احتفال العالم برأس السنة الميلادية عن طريق التهنئة وتبادل رسائل الجوال والبطاقات وأخبار تتردد هنا وهناك عن ترصد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن يحتفل بهذه المناسبة الدخيلة علينا وبشائر يتلقفها المحبون لهذه المناسبة الاحتفالية عن أن الهيئة لن تحاسب من يحتفل في بيته بعيدا عن الأعين، وكثر الحديث عن شجرة عيد الميلاد والبابا نويل والهدايا التي يأتي بها للأطفال في هذه المناسبة، هذا كله أعادني إلى سؤال الطفل للشيخ خالد الجندي عضو الأزهر عن هدايا بابا نويل هل هي حلال أم حرام، حيث أجاب بانفعال واضح أنها حرام، ولايوجد لدينا كمسلمين شخصية اسمها بابا نويل، عندنا بابا محمد ( رسول الله ) عليه أفضل الصلاة والسلام هو الذي يوزع عليكم الهدايا ثم وجه الخطاب للناس على مسامع الطفل بقوله يارب يكون فيه أحد كريم يشتري هدايا ويرسلها للأطفال ويكتب عليها من بابا محمد، وسعى الكثير من الآباء والمربين لنشر وترويج هذه الفكرة بين الأطفال حتى أدهشتني صغيرتي حينما رسمت شخصية بابا نويل وكتبت عليها بابا محمد بعد أن أخبرتها المعلمة أن البابا الخاص بنا اسمه محمد، أي امتهان هذا لأعظم شخصية في التاريخ ؟.. فقد فات الشيخ أن كلمة بابا التي نقلها إلى اسم محمد هي في الأصل تعني (رئيس الكنيسة) ثم أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي بعث رحمة للعالمين ليس بحاجة إلى لبس هذا الرداء الأحمر والتمنطق بحزام أبيض للدخول إلى قلوب الأطفال. وكنت أتمنى من الشيخ إذ حرّم شخصية بابا نويل وجميل أنه لم يدع إلى قتله أسوة بالمبدع ميكي ماوس. كنت أتمنى أن يجتهد في إيجاد شخصية تحل محل بابا نويل ولا ترتبط به حتى على مستوى الهيئة أو الشكل، أما أن يجعله بابا ويحمله كيس الهدايا على ظهره ويصوره بالرداء الأحمر واللحية البيضاء ثم يسميه محمدا فهذا أمر مرفوض، وقد سبقه إليه العامة عندنا في السعودية بشكل أفضل ولو كان على سبيل النكتة فأوجدوا شخصية ( بابا مقرن) كبديل منطقي عربي فهو يرتدي الفروة وهداياه عندنا تشبه هدايا الحجاج كثيرا، أما مايرمي إليه الشيخ من تجاهل بابا نويل كلية فلن يتمكن منه لأن بابا نويل عند الغرب موروث اجتماعي ذو صبغة دينية وهذا شأن لهم وحدهم لكنهم يعرفون جيدا كيف يحتفلون وكيف يجعلون العالم يشاركهم فرحتهم لأنهم لايغفلون الجانب الإنساني الذي يتشارك فيه كل البشر بمختلف الأديان، وقبل أن نقتل أو نحرم التعامل مع بابا نويل أو قبول هداياه دعونا نتعلم كيف نفرح وكيف نحتفل وكيف نجعل شعوب العالم تشاركنا الاحتفاء برموزنا التاريخية والاجتماعية بل وحتى الأسطورية.

لا شك أن استعارة الإسم بغض النظر عن مدلولاته ومكنوناته فيه انتقاص لقدر نبينا صلى الله عليه وسلم وفيه دعوة مبطنة إلى اتباع سنن اليهود والنصارى وهذا لا ينبغي أن يصدر عن عامي فما بالك عن أزهري؟

إن فقدان الهوية الإسلامية وبالتالي غياب الاعتزاز بها سيؤدي بنا إلى ما هو أشد أنكى ومع أهمية رصد وتبيان الحق في مثل هذه المواقف إلا إن الإنشغال بطلب العلم والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو السبيل إلى استئصال هذه الظواهر واستبدالها بالالتزام والتقوى والصلاح. والله أعلم.