من هناك
12-15-2009, 06:13 PM
لا يكاد يمر يوم حتى تنقل لنا الأخبار عن تصرفات عدوانية أو مواقف رسمية أو تصريحات عدائية تستهدف الإسلام ورموزه وتضيق على المسلمين وحرياتهم في الغرب الديمقراطي. من الأفلام والروايات والتي تهاجم مقدساتنا وتدنس حرماتنا تحت مسميات حرية التعبير، تلك الحرية والتي تضيق وتضمحل وتنهار بمجرد أن يطرح أكاديمي أو إعلامي غربي تساؤل حول محرقة الهولوكست أو أعداد ضحاياها. الاستفتاء السويسري على المآذن لم يكن سوى حلقة في سلسلة طويلة والتي تنطلق من غير عنان خصوصا مع لا مبالاة الدول الإسلامية وضياع الأولويات في عالم المسلمين والذين أصبح من السهل تحريك مشاعرهم وتهييج عواطفهم من أجل مباراة كروية، فيما لا تتحرك تلك المشاعر غيرة على الأقصى أو تضامنا مع حملات الإبادة والحصار ضد أهل غزة وسكانها.
فبعد إحراق المستوطنين لمسجد ياسوف قرب -نابلس فيما تنشغل قوات أمن عباس باستهداف المقاومين وتصفيتهم- هجم متطرفون أمريكيون على مسجد بولاية كاليفورنيا وخربوا بعض أجزاءه، وكتبوا عبارات شديدة الإساءة للإسلام ولله عز وجل. وقال رحمة فيكول، رئيس مجلس إدارة وأحد مؤسسي مسجد الفاتحة بمدينة أزوسا جنوب ولاية كاليفورنيا: إن "المخربين قاموا بكسر زجاج نوافذ وأبواب مكتب المسجد وقاعة الصلاة، كما قاموا علاوة على ذلك، بإلقاء لوحات عليها آيات قرآنية على الأرض، وتخريب نظام الصوت بالمسجد، وتكسير صناديق التبرعات". وذكر فيكول أن المسجد تعرض في السابق لاعتداءات من متطرفين، حيث هتف أحد المارة بجوار المسجد سابقًا بهتافات عنصرية قائلا: "أيها الإرهابي.. يا أسامة بن لادن"، كما تفوه بعبارات تتضمن سبًا لله عز وجل، كما قام المعتدين على المسجد أيضًا بالتبول على سجاجيد الصلاة بالمسجد.
الهجوم الأخير في كاليفورنيا يأتي ذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات وحوادث التخريب والتي استهدفت عددًا من المساجد في الولايات المتحدة، خلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد تعرض مسجد بمدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا لتخريب وسرقة بعض محتوياته أوائل الشهر الجاري، كما أستهدف مركز أبو بكر الصديق الإسلامي بمدينة يوجين بولاية أوريجون الأمريكية بحفر عبارة "الله خنزير" على صندوق البريد الخاص بالمركز الإسلامي في نوفمبر الماضي. وفى ولاية كارولينا الشمالية تعرض مسجد آخر بشكل متكرر للتخريب، كان آخرها في شهر نوفمبر.
من جهة أخرى وبشكل متزامن، كشفت مصادر إعلامية النقاب عن الحملة التي تبناها الحزب المناهض للإسلام في "شمال راين- وستفاليا" بألمانيا ضد بناء المساجد على غرار استفتاء حظر بناء المآذن في سويسرا. فقد طالب حزب برو نورث راين – وستفاليا بدعم حظر بناء المساجد كجزء من حملته ضد ما أسموه "احتلال المسلمين لأراضينا" قبل الانتخابات التي ستجرى في مايو عام 2010. وقال ماركوس فينر الأمين العام للحزب لصحيفة "دي فيلت الألمانية اليومية: "سوف ننظم حملة انتخابية على أساس انتقاد الإسلام بوضوح". وأضاف: سوف نعتمد على الشعارات المستخدمة من قِبل سويسرا في المآذن, زاعمًا أن بناء المساجد رمز لاحتلال المسلمين لأراضي الألمان.
الهجوم على الإسلام ورموزه والتضييق على المسلمين يتوازى مع الاحتلال العسكري الغربي للعراق وأفغانستان وسقوط مئات الآف من العرب والمسلمين في حروب أصر بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق على توصيفها بالصليبية في اعترافاته الأخيرة والتي فجرت جدلا كبيرا. وفي الوقت الذي تتصاعد حملات التمييز والإساءة بحق المسلمين في الغرب وبأشكال متعددة، ترتفع الأصوات الرسمية في العالم الإسلامي لتنادي بحوار الأديان كمدخل للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وبوابة للرضوخ للطلبات الأمريكية فيما يخص تغيير المناهج والمفاهيم الإسلامية.
وحتى تكتمل قتامة الصورة وبؤس المشهد العربي والإسلامي بشكل عام، تزداد في كثير من الدول والمدن العربية الاهتمام والاحتفاء بأعياد الميلاد وعيد الحب. بل إن تلك الأعياد خصوصا في مراكز التسوق -ومن خلال المفاهيم الاستهلاكية والتي غزت الكثير من مجتمعاتنا- أصبح حضورها أكبر بكثير من أعياد الفطر والأضحى. وفي حين ترتفع الأصوات في الغرب وفي الفاتيكان تدعو للحفاظ على الهوية الغربية من الأسلمة المزعومة، نلحظ ضياع الهوية واضمحلال الشخصية للكثير من الحواضر والمدن العربية والإسلامية دون أن نسمع صيحات تحذير أو أصوات للعقلاء تحذر من سنغافورة جديدة أو تيمور شرقية أخرى.
ياسر سعد
فبعد إحراق المستوطنين لمسجد ياسوف قرب -نابلس فيما تنشغل قوات أمن عباس باستهداف المقاومين وتصفيتهم- هجم متطرفون أمريكيون على مسجد بولاية كاليفورنيا وخربوا بعض أجزاءه، وكتبوا عبارات شديدة الإساءة للإسلام ولله عز وجل. وقال رحمة فيكول، رئيس مجلس إدارة وأحد مؤسسي مسجد الفاتحة بمدينة أزوسا جنوب ولاية كاليفورنيا: إن "المخربين قاموا بكسر زجاج نوافذ وأبواب مكتب المسجد وقاعة الصلاة، كما قاموا علاوة على ذلك، بإلقاء لوحات عليها آيات قرآنية على الأرض، وتخريب نظام الصوت بالمسجد، وتكسير صناديق التبرعات". وذكر فيكول أن المسجد تعرض في السابق لاعتداءات من متطرفين، حيث هتف أحد المارة بجوار المسجد سابقًا بهتافات عنصرية قائلا: "أيها الإرهابي.. يا أسامة بن لادن"، كما تفوه بعبارات تتضمن سبًا لله عز وجل، كما قام المعتدين على المسجد أيضًا بالتبول على سجاجيد الصلاة بالمسجد.
الهجوم الأخير في كاليفورنيا يأتي ذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات وحوادث التخريب والتي استهدفت عددًا من المساجد في الولايات المتحدة، خلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد تعرض مسجد بمدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا لتخريب وسرقة بعض محتوياته أوائل الشهر الجاري، كما أستهدف مركز أبو بكر الصديق الإسلامي بمدينة يوجين بولاية أوريجون الأمريكية بحفر عبارة "الله خنزير" على صندوق البريد الخاص بالمركز الإسلامي في نوفمبر الماضي. وفى ولاية كارولينا الشمالية تعرض مسجد آخر بشكل متكرر للتخريب، كان آخرها في شهر نوفمبر.
من جهة أخرى وبشكل متزامن، كشفت مصادر إعلامية النقاب عن الحملة التي تبناها الحزب المناهض للإسلام في "شمال راين- وستفاليا" بألمانيا ضد بناء المساجد على غرار استفتاء حظر بناء المآذن في سويسرا. فقد طالب حزب برو نورث راين – وستفاليا بدعم حظر بناء المساجد كجزء من حملته ضد ما أسموه "احتلال المسلمين لأراضينا" قبل الانتخابات التي ستجرى في مايو عام 2010. وقال ماركوس فينر الأمين العام للحزب لصحيفة "دي فيلت الألمانية اليومية: "سوف ننظم حملة انتخابية على أساس انتقاد الإسلام بوضوح". وأضاف: سوف نعتمد على الشعارات المستخدمة من قِبل سويسرا في المآذن, زاعمًا أن بناء المساجد رمز لاحتلال المسلمين لأراضي الألمان.
الهجوم على الإسلام ورموزه والتضييق على المسلمين يتوازى مع الاحتلال العسكري الغربي للعراق وأفغانستان وسقوط مئات الآف من العرب والمسلمين في حروب أصر بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق على توصيفها بالصليبية في اعترافاته الأخيرة والتي فجرت جدلا كبيرا. وفي الوقت الذي تتصاعد حملات التمييز والإساءة بحق المسلمين في الغرب وبأشكال متعددة، ترتفع الأصوات الرسمية في العالم الإسلامي لتنادي بحوار الأديان كمدخل للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وبوابة للرضوخ للطلبات الأمريكية فيما يخص تغيير المناهج والمفاهيم الإسلامية.
وحتى تكتمل قتامة الصورة وبؤس المشهد العربي والإسلامي بشكل عام، تزداد في كثير من الدول والمدن العربية الاهتمام والاحتفاء بأعياد الميلاد وعيد الحب. بل إن تلك الأعياد خصوصا في مراكز التسوق -ومن خلال المفاهيم الاستهلاكية والتي غزت الكثير من مجتمعاتنا- أصبح حضورها أكبر بكثير من أعياد الفطر والأضحى. وفي حين ترتفع الأصوات في الغرب وفي الفاتيكان تدعو للحفاظ على الهوية الغربية من الأسلمة المزعومة، نلحظ ضياع الهوية واضمحلال الشخصية للكثير من الحواضر والمدن العربية والإسلامية دون أن نسمع صيحات تحذير أو أصوات للعقلاء تحذر من سنغافورة جديدة أو تيمور شرقية أخرى.
ياسر سعد