من هناك
11-30-2009, 05:34 PM
إسـرائـيـل تحـصي خسـائـرهـا فـي دبــي: اسـتـثـمـارات غـيـر مـبـاشـرة... وتجـارة ألمـاس
حلمي موسى
وصلت أزمة دبي المالية إلى بورصة تل أبيب، واعتبر خبراء الاقتصاد في إسرائيل أن هذه الأزمة يجب أن تشعل مصابيح الخطر. وأبدوا تقديرهم بأن رؤساء المصارف والبنك المركزي ملزمون اليوم أو غدا بتقدير الأضرار التي أصابت إسرائيل.
ومن الوجهة العملية فإن آثار الأزمة المالية في دبي على إسرائيل تتركز في ثلاثة محاور. أول هذه المحاور غير مباشر يتعلق بتأثر إسرائيل كما الآخرين من تأثر الأسواق العالمية بالأزمة. والثاني مباشر، ويرتبط بالعلاقات المباشرة لإسرائيل أو الإسرائيليين بالتجارة أو الشراكة مع دبي أو أذرعها الاستثمارية. والثالث يتعلق بعواقب الأزمة على المحيط وتأثيراتها على السياسة الإقليمية.
وهكذا فإن الأسهم هبطت في بورصة تل أبيب بنسب تتراوح بين واحد إلى 2 وربع في المئة. ويأتي هذا التراجع في أعقاب ما حدث في البورصات العالمية، رغم عودة تلك البورصات لكسب ما خسرته. وأشار بعض خبراء الاقتصاد في إسرائيل إلى أن اتصالات هاتفية مذعورة تمت نهاية الأسبوع. فالأزمة العالمية لم تنته بعد. وأزمة دبي ليست أزمة مالية لقرية نائية وإنما أزمة تمس مصارف كبيرة في الغرب. ولذلك فإن السؤال: ما هو حجم الاستثمارات الإسرائيلية في هذه البنوك؟ واضطرت البنوك الثلاثة الكبرى في إسرائيل، هبوعليم، وليئومي وديسكونت للإعلان أنها غير ضالعة في هذه الاستثمارات المصرفية.
وفي الأيام الأخيرة حاول المسؤولون في إسرائيل تقدير الضرر، وقالوا إنه لحسن الحظ هناك مقاطعة عربية كانت دبي تشارك جزئيا فيها ما منع الإسرائيليين من العمل مباشرة فيها الأمر الذي يقلص ضرر الصادرات المباشرة (ما عدا الماس). ولكن هذا لم يمنع إسرائيليين من الشراكة مع الذراع الاستثماري للأمارة في العالم والمسمى دبي العالمية.
فالازدهار في دبي لم يغب عن أنظار كبار رجال الأعمال في إسرائيل، ولولا قوانين المقاطعة العربية لاحتلت أسماء كثيرة اليوم عناوين الصحف في قائمة كبار الخاسرين من الأزمة الراهنة هناك. ومع ذلك فإن أسماء العديد من الإسرائيليين تدرج في قوائم الخاسرين، وبين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر كبار المليارديرات الإسرائيليين اسحق تشوبا وليف ليفاييف وبني شتاينتس.
ورغم قوانين المقاطعة العربية وعدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات فإن العديد من رجال الأعمال هؤلاء أفلحوا في إنشاء مشاريع مشتركة، وزاروا دبي إما بجوازات أجنبية أو كضيوف إسرائيليين على رجال أعمال محليين. ويشير تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع دبي إلى تسيير رحلة مباشرة علنية واحدة من تل أبيب إلى الإمارة في العام 2003 في نطاق المؤتمر السنوي لصندوق النقد العالمي.
وفي حينه ترأس الوفد الإسرائيلي محافظ بنك إسرائيل دافيد كلاين ووزير الشؤون الاقتصادية مئير شطريت، وحملت الطائرة عددا من رؤساء البنوك والشركات الإسرائيلية، بينهم عيدان عوفر ويعقوب بيري. وهناك نكتة تروى في إسرائيل كيف أن ضابط الأمن في شركة «فيزا» لبطاقات الاعتماد اتصل قلقا ببيري، وهو رئيس سابق لجهاز الشاباك، وأبلغه أن أحدا اشترى ببطاقة اعتماده من متجر ذهب في إمارة دبي، فما كان من بيري إلا أن طمأنه إلى أن زوجته، التي تنام بجواره الآن، هي من استخدمت البطاقة للتسوق في دبي.
وقد وصل أيضا إلى دبي قبل حوالى عام وفد رسمي إسرائيلي برئاسة رئيس سلطة الأوراق النقدية موشيه تيري لحضور مؤتمر دولي حول الأوراق النقدية. ولكن خلافا للزيارات الأخرى فرضت سرية على هذه الزيارة ولم يتم الإعلان عنها.
وتتحدث الصحف الإسرائيلية عن رجل الأعمال اسحق تشوبا الذي وصل إلى دبي بقواه الذاتية في زيارة استمرت يومين في العام 2008. وهدفت الزيارة لإدخال تشوبا في ميدان الاستثمارات في دبي نفسها إضافة لشراكته مع شركة دبي العالمية في مشروع «ساوث بيتش» في سنغافورة. ويعتبر تشوبا أنه لحسن حظه لم تنجح مساعي إدخاله في مشاريع في الإمارة. غير أن تشوبا قد يتضرر إذا تضرر مشروع «ساوث بيتش» البالغ كلفته 2،1 مليار دولار. وكان قد قرر بيع حصته في تلك الشراكة إلا أن الأمر لم يتحقق. ويقال أنه من غير المعلوم أثر تطورات الأزمة في دبي على المشروع عموما وعلى تشوبا خصوصا.
كما أن الملياردير الإسرائيلي المتعثر ليف ليفاييف استثمر مباشرة في دبي وفتح متجرين للألماس يبيعان ماركته المعروفة «لفاييف» منذ العام 2008. ويقع أحد المتجرين في السوق المجاور لبرج دبي فيما يقع الثاني في فندق «أتلانتيس» الفخم.
وبالمناسبة تم الإعلان أمس عن شركة «أفريقيا إسرائيل» التي يملكها ليفاييف كشركة توشك على الموت. وكان ليفاييف قبل فتح متجريه يعمل في نطاق متاجر ضمن شبكة «levant».
كما أن اسم بني شتاينتس مدرج في قائمة المشاركين في استثمارات دبي. وكان شتاينتس قد حاول بالشراكة مع دبي شراء شركة روسية للطاقة بقيمة 5،3 مليار دولار. كذلك تردد أنه كان ينوي إقامة فنادق ضخمة في الجبل الأسود بالشراكة مع دبي العالمية.
وتشير الصحف الإسرائيلية إلى أن هناك مليارديرات إسرائيليين آخرين يعملون مع استثمارات دبي. وبين هؤلاء الأخوين سامي وعيدان عوفر المشهوران في النقل البحري وشركات أجهزة الري التي تباع في المنطقة العربية عبر وسطاء أجانب. وقد بدأت العلاقات مع الأخوين عوفر حينما أصبحت سفن شركة «تسيم» ترسو في موانئ دبي.
ويشير رئيس بورصة الماس آفي باز إلى أن «دبي انضمت للفدرالية الدولية لتجار الماس قبل بضع سنوات، ومنذ ذلك الحين تزايدت التجارة معها بشكل كبير. ومع ذلك فإن تجار الماس الإسرائيليين يكادون لا يتعاملون بشكل مباشر مع دبي وكانوا يقومون بذلك عبر الممثليات الدولية، لذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير شديد على التجارة بين الدولتين».
ولا يستبعد خبراء في إسرائيل أن تكون لأزمة دبي المالية علاقة بالسياسة الدولية وقرب فرض عقوبات وحصار على إيران. وأشار بعض هؤلاء إلى أن دبي احتفظت بعلاقات مميزة مع طهران خلافا للإمارات الأخرى التي تبنت الموقف الأميركي. وهناك تقديرات بأن تتم تسوية بعض مشاكل دبي مقابل تخليها عن سياستها المستقلة عن محور الاعتدال العربي ومطالبتها بقطع علاقاتها مع إسرائيل.
حلمي موسى
وصلت أزمة دبي المالية إلى بورصة تل أبيب، واعتبر خبراء الاقتصاد في إسرائيل أن هذه الأزمة يجب أن تشعل مصابيح الخطر. وأبدوا تقديرهم بأن رؤساء المصارف والبنك المركزي ملزمون اليوم أو غدا بتقدير الأضرار التي أصابت إسرائيل.
ومن الوجهة العملية فإن آثار الأزمة المالية في دبي على إسرائيل تتركز في ثلاثة محاور. أول هذه المحاور غير مباشر يتعلق بتأثر إسرائيل كما الآخرين من تأثر الأسواق العالمية بالأزمة. والثاني مباشر، ويرتبط بالعلاقات المباشرة لإسرائيل أو الإسرائيليين بالتجارة أو الشراكة مع دبي أو أذرعها الاستثمارية. والثالث يتعلق بعواقب الأزمة على المحيط وتأثيراتها على السياسة الإقليمية.
وهكذا فإن الأسهم هبطت في بورصة تل أبيب بنسب تتراوح بين واحد إلى 2 وربع في المئة. ويأتي هذا التراجع في أعقاب ما حدث في البورصات العالمية، رغم عودة تلك البورصات لكسب ما خسرته. وأشار بعض خبراء الاقتصاد في إسرائيل إلى أن اتصالات هاتفية مذعورة تمت نهاية الأسبوع. فالأزمة العالمية لم تنته بعد. وأزمة دبي ليست أزمة مالية لقرية نائية وإنما أزمة تمس مصارف كبيرة في الغرب. ولذلك فإن السؤال: ما هو حجم الاستثمارات الإسرائيلية في هذه البنوك؟ واضطرت البنوك الثلاثة الكبرى في إسرائيل، هبوعليم، وليئومي وديسكونت للإعلان أنها غير ضالعة في هذه الاستثمارات المصرفية.
وفي الأيام الأخيرة حاول المسؤولون في إسرائيل تقدير الضرر، وقالوا إنه لحسن الحظ هناك مقاطعة عربية كانت دبي تشارك جزئيا فيها ما منع الإسرائيليين من العمل مباشرة فيها الأمر الذي يقلص ضرر الصادرات المباشرة (ما عدا الماس). ولكن هذا لم يمنع إسرائيليين من الشراكة مع الذراع الاستثماري للأمارة في العالم والمسمى دبي العالمية.
فالازدهار في دبي لم يغب عن أنظار كبار رجال الأعمال في إسرائيل، ولولا قوانين المقاطعة العربية لاحتلت أسماء كثيرة اليوم عناوين الصحف في قائمة كبار الخاسرين من الأزمة الراهنة هناك. ومع ذلك فإن أسماء العديد من الإسرائيليين تدرج في قوائم الخاسرين، وبين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر كبار المليارديرات الإسرائيليين اسحق تشوبا وليف ليفاييف وبني شتاينتس.
ورغم قوانين المقاطعة العربية وعدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات فإن العديد من رجال الأعمال هؤلاء أفلحوا في إنشاء مشاريع مشتركة، وزاروا دبي إما بجوازات أجنبية أو كضيوف إسرائيليين على رجال أعمال محليين. ويشير تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع دبي إلى تسيير رحلة مباشرة علنية واحدة من تل أبيب إلى الإمارة في العام 2003 في نطاق المؤتمر السنوي لصندوق النقد العالمي.
وفي حينه ترأس الوفد الإسرائيلي محافظ بنك إسرائيل دافيد كلاين ووزير الشؤون الاقتصادية مئير شطريت، وحملت الطائرة عددا من رؤساء البنوك والشركات الإسرائيلية، بينهم عيدان عوفر ويعقوب بيري. وهناك نكتة تروى في إسرائيل كيف أن ضابط الأمن في شركة «فيزا» لبطاقات الاعتماد اتصل قلقا ببيري، وهو رئيس سابق لجهاز الشاباك، وأبلغه أن أحدا اشترى ببطاقة اعتماده من متجر ذهب في إمارة دبي، فما كان من بيري إلا أن طمأنه إلى أن زوجته، التي تنام بجواره الآن، هي من استخدمت البطاقة للتسوق في دبي.
وقد وصل أيضا إلى دبي قبل حوالى عام وفد رسمي إسرائيلي برئاسة رئيس سلطة الأوراق النقدية موشيه تيري لحضور مؤتمر دولي حول الأوراق النقدية. ولكن خلافا للزيارات الأخرى فرضت سرية على هذه الزيارة ولم يتم الإعلان عنها.
وتتحدث الصحف الإسرائيلية عن رجل الأعمال اسحق تشوبا الذي وصل إلى دبي بقواه الذاتية في زيارة استمرت يومين في العام 2008. وهدفت الزيارة لإدخال تشوبا في ميدان الاستثمارات في دبي نفسها إضافة لشراكته مع شركة دبي العالمية في مشروع «ساوث بيتش» في سنغافورة. ويعتبر تشوبا أنه لحسن حظه لم تنجح مساعي إدخاله في مشاريع في الإمارة. غير أن تشوبا قد يتضرر إذا تضرر مشروع «ساوث بيتش» البالغ كلفته 2،1 مليار دولار. وكان قد قرر بيع حصته في تلك الشراكة إلا أن الأمر لم يتحقق. ويقال أنه من غير المعلوم أثر تطورات الأزمة في دبي على المشروع عموما وعلى تشوبا خصوصا.
كما أن الملياردير الإسرائيلي المتعثر ليف ليفاييف استثمر مباشرة في دبي وفتح متجرين للألماس يبيعان ماركته المعروفة «لفاييف» منذ العام 2008. ويقع أحد المتجرين في السوق المجاور لبرج دبي فيما يقع الثاني في فندق «أتلانتيس» الفخم.
وبالمناسبة تم الإعلان أمس عن شركة «أفريقيا إسرائيل» التي يملكها ليفاييف كشركة توشك على الموت. وكان ليفاييف قبل فتح متجريه يعمل في نطاق متاجر ضمن شبكة «levant».
كما أن اسم بني شتاينتس مدرج في قائمة المشاركين في استثمارات دبي. وكان شتاينتس قد حاول بالشراكة مع دبي شراء شركة روسية للطاقة بقيمة 5،3 مليار دولار. كذلك تردد أنه كان ينوي إقامة فنادق ضخمة في الجبل الأسود بالشراكة مع دبي العالمية.
وتشير الصحف الإسرائيلية إلى أن هناك مليارديرات إسرائيليين آخرين يعملون مع استثمارات دبي. وبين هؤلاء الأخوين سامي وعيدان عوفر المشهوران في النقل البحري وشركات أجهزة الري التي تباع في المنطقة العربية عبر وسطاء أجانب. وقد بدأت العلاقات مع الأخوين عوفر حينما أصبحت سفن شركة «تسيم» ترسو في موانئ دبي.
ويشير رئيس بورصة الماس آفي باز إلى أن «دبي انضمت للفدرالية الدولية لتجار الماس قبل بضع سنوات، ومنذ ذلك الحين تزايدت التجارة معها بشكل كبير. ومع ذلك فإن تجار الماس الإسرائيليين يكادون لا يتعاملون بشكل مباشر مع دبي وكانوا يقومون بذلك عبر الممثليات الدولية، لذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير شديد على التجارة بين الدولتين».
ولا يستبعد خبراء في إسرائيل أن تكون لأزمة دبي المالية علاقة بالسياسة الدولية وقرب فرض عقوبات وحصار على إيران. وأشار بعض هؤلاء إلى أن دبي احتفظت بعلاقات مميزة مع طهران خلافا للإمارات الأخرى التي تبنت الموقف الأميركي. وهناك تقديرات بأن تتم تسوية بعض مشاكل دبي مقابل تخليها عن سياستها المستقلة عن محور الاعتدال العربي ومطالبتها بقطع علاقاتها مع إسرائيل.