من هناك
11-15-2009, 04:13 PM
وفاة عالم .. وفاة العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله تعالى
السلام عليكم
أقول كنت أمر على بعض المنتديات فوجدت خبر وفاة العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا
رحمه الله تعالى وغفر له وأجزل له المثوبة ورفعه مع الصديقين والأنبياء وأورده حوض نبيه
صلى الله عليه وسلم
*******
هذه السطور ليست لي لأن كاتبها نسب بعض المعلومات لنفسه (( للأمانة فقط ))
**********
بعد صلاة مغرب هذا اليوم الخميس : 24 ذي القعدة - 1430 هـ أُقيمت صلاة الجنازة
على العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنّا - تغمده الله برحمته - عن عُمُرٍ يُقاربُ المئةَ عام - أو يزيد - .
والشيخ البنّا - يرحمه الله - معروف في مصر والحجاز - منذ أكثر من نصف قرن –
بالدعوة إلى التوحيد الخالص ، والعقيدة الحقة ، والسنة الصحيحة .
ولقد كان - رحمه الله - من خُلَّص أقران وأصحاب وأحباب شيخنا الإمام الألباني –
رحمهما الله - تعالى .
وقد تزاملا - رحمهما الله - في التدريس في الجامعة الإسلاميّة في المدينة النبوية ، وترافَقَا في
بعض الرحلات الدعوية داخل المملكة العربية السعودية ، وخارجها - كالمغرب العربيّ –
وغيره -.
ولقد كان التزاوُرُ بينهما - رحمهما الله - موصولاً مباركاً ؛ فلا أزال أتذكر زيارة شيخنا
الألباني له في بيته الكريم في جُدة - بُعيد حج سنة ( 1410 هـ ) ، ولا أنسى - كذلك –
زيارة أُستاذنا البنّا لشيخنا الألباني في منزله في عمّان ، قبل نحو خمسة عشر عاماَ - أو أكثر - .
وشمائل الشيخ البنّا وفضائله - عفا الله عنه - كثيرة مبرورة - ولا نزكيه على الله - ؛ لعل
أكثر ما يتكرر في الذهن منها :
حُسن خُلقِه . وابتسامتُه . وشِدةُ حرصه . وعظيم كرمه . وكبير تواضعه .
.... وغير ذلك من صفاتٍ عاليات ، وشمائلَ كريمات .
أحسن اللهُ عزاء أهله وذويه ، وتلاميذه ومُحبيه ؛ وأخص بالذكر شقيقه المكرم فضيلة
أُستاذنا الشيخ ( حسن البنّا السلفي ) - أطال الله بالصالحات بقاءه - .
رحم اللهُ الشيخَ البنّا ، وجمعنا وإيّاكم وإيّاه في دار كرامته ، مع النبيين ، والصديقين ،
والشهداء ، والصالحين ( وحسُن أُولئك رفيقاَ ) .
********
نبذة من ترجمة الشيخ المتوفرة ، حتى يوفر لنا أحد الأخوة ترجمة كاملة لشيخنا - رحمه الله -
- من أوائل مدرسي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وهو الشقيق الأكبر لفضيلة الشيخ الوالد حسن عبد الوهاب البنا -حفظه الله -
وكان يدرس بالمسجد الحرام وعضو هيئة التوعية للحج
ورئيس لهيئة التوجيه بجدة وآخر زيارة له لمصر عام 2005م
والشيخ تجاوز 95عام
- الشيخ محمد عبد الوهاب البنا هو تلميذ العمالقة من علماء أنصار السنة
الشيخ محمد حامد الفقي
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ أحمد شاكر وكان الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - زوج خالة الشيخ محمد بن
عبد الوهاب - رحمه الله - الشيخ الوكيل وغيرهم من العلماء
هذا ما استطعت جمعه من سيرة الشيخ - رحمه الله ، وأدخله جنته مع النبيين والصديقين
والشهداء
********
ذكريات لا تنسى بقلمه - رحمه الله –
عرفت شيخنا عبد الرزاق عفيفي – رحمة الله- في عام ( 1357 هـ - 1937 م )
ورافقته وتجولت معه للدعوة إلي الله ، وسافرت معه إلي بعض مدن وقرى القاهرة ، فكان
ونعم للدعوة إلي الله ، وسافرت معه إلي بعض مدن وقرى القاهرة ، فكان نعم المربي وخير الرفيق ،
وحسن توجيه مع دمائه خلق ، وسعة إطلاع وغزارة علم ، يجادل بالتي هي أحسن ،
ويحلم على من يجهل عليه.
كنت بالقاهرة وكان هو بالإسكندرية ، فإذا شرف القاهرة لازمته في زياراته إلي فروع الجماعة " أنصار السنة"
كما كنت أزوره بصحبة الأستاذ محمد صادق عرنوس – رحمة الله – فيحتفي بنا ويكرمنا " أكرمه الله وأحسن
مثوبته " وكان منزله – رحمه الله – مثابة للأخوة الوافدين من كل فج.
سعدت بصحبته عام 1370 هـ في طريقه للحج ، ومعنا الشيخ محمد على عبد الرحيم " رئيس
جماعة أنصار السنة المحمدية " رحمه الله ، مع عوائلنا بالباخرة ، وكان خير رفيق فمع تقدمه وفضله
وكبر سنه ، كان يختار لنا أحسن الغرف ، وكذلك فعل لما نزلنا مكة وجدة ، في الفنادق يقدمنا وعوائلنا
على نفسه وعائلته ، أتممنا مناسك الحج ، وسافرنا جميعاً إلي لرياض للتدريس بمعهد الرياض العلمي ،
حيث التقينا مع خير مجموعة عرفت من أفاضل العلماء منهم :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – حفظه الله- والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ، والشيخ عبد الرحمن الأفريقي ،
والشيخ عبد الله الخليفي – رحمهم الله – وغيرهم.
وكنا نزور الملك عبد العزيز – رحمة الله – ليلة الخميس على ما أذكر " ويلقي الشيخ عبد الرزاق كلمة
موعظة موجزة ، وكان يبدو على الملك عبد العزيز _ رحمة الله – السرور والانشراح ، كما كنا
نجتمع عند سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ " مفتى المملكة رحمة الله " الذي كان يصطفي
الشيخ عبد الرزاق عفيفي " وحق له ذلك " فقد كان الشيخ عبد الرزاق يشبه الشيخ محمد بن إبراهيم
في حسن السمت ورجاحة العقل.
وفي عام (1372 هـ) اتسع المعهد العلمي ، وحضرت مجموعة من كبار أساتذة الأزهر ، وكان من بين
من حضر الشيخ محمد خليل هراس ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل " عليهما رحمة الله " وكان كثيراً
ما يحدث نقاش بينهما وبين مشايخ الأزهر ، وإذا احتدم النقاش ، وضح الشيخ عبد الرزاق وجهات
النظر ، وبين الحق ، فسلم الجميع لوجهة نظره.
ومن حسن سياسة الشيخ محمد بن إبراهيم " رحمة الله رحمة واسعة" أن عرض علينا الاجتماع لدراسة
منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فكان الشيخ محمد خليل هراس – رحمة الله – يقرأ على الشيخ
محمد بن إبراهيم ويقوم الأخير بالتعليق على قراءته ، وكثيراً ما كان الشيخ محمد بن إبراهيم
ويقوم الأخير بالتعليق على قراءاته ، وكثيراً ما كان يحيل على الشيخ عبد الرزاق عفيفي فيفصل
ويبين العبارات بدقة وحكمة ، ويذكر وجهات نظر الفرق المخالفة ، ولقد كان لهذه الجلسات
الأثر الطيب على الكثير ممن نشأوا على غير عقيدة السلف الصالح من أساتذة الأزهر ،
وشاء الله أن أنقل إلي الأحساء للتدريس بمعهدها وكان الشيخ عبد الرزاق والشيخ عبد الرحمن الأفريقي ،
والشيخ محمد على عبد الرحيم رحمهم الله جميعاً يزورونا ين الفينة والأخرى ، كما كنا نجتمع للحج
كل عام بمكة المكرمة ، وكذلك لما عملت بالجامعة الإسلامية بالمدينة وكذا بجدة ،
لم يأت الشيخ – رحمة الله – إلي مكة إلا وزارني .
كان – رحمة الله – صبوراً. فمثلاً ونحن بالمعهد العلمي بالرياض ، جاءته رسالة ولما قرأ ما فيها ن رفع رأسه
إلي السماء وحرك شفتيه ورأيت على وجهه التأثر ،
فقلت له : خيراً ، فقال : مات والدي رحمه الله ، ومن أمثله صبره أيضاً : أن ولده أحمد قتل
عام 1393 هـ في حرب أكتوبر بمصر ، ولما جاءه الخبر ، ما زاد على أن ترحم عليه
واستمر في عمله ، وكان شيئاً لم يكن.
وقد علمت وأنا بجدة بأن ولده عبد الرحمن – رحمة الله – قد مات على إثر انفجار خزان مياه
فسافرت لتعزيته ،وكان هذا الشاب عضده وساعده الأيمن ومن احسن أبنائه ومع ذلك ، كان
الشيخ عبد الرزاق- رحمه الله –صابراً محتسباً ، ولم أر مثل شيخنا في صبره واحتسابه
إلا الشيخ محمد نصيف – رحمة الله –
فقد علمت بوفاة ابنه عمر – رحمة الله – وكان أحسن أبنائه ، وكنت بالمدينة ، فقدمت إلي جدة
مع زميل لي هو الأستاذ رمضان أبو العز ، لتعزيته ، وكنت والأستاذ رمضان في غاية الحزن
والأسى ، ويبدو علينا التأثر ، فأخذ الشيخ محمد نصيف يسري عنا ويضاحكنا ، فذكر قصة غاية
في الغرابة خففت من أحزاننا.
فرحم الله شيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمة الله واسعة ، وجزاه عنا وعن الإسلام
خير الجزاء ،وجمعنا به مع نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم).
كتبه
محمد عبد الوهاب مرزوق البنا
جدة – المملكة العربية السعودية
**************
أسأل الله أن يتغمده وبرجمته وأن يجزيه خير الجزاء وأن يجمعه على حوض نبينا صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم
أقول كنت أمر على بعض المنتديات فوجدت خبر وفاة العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا
رحمه الله تعالى وغفر له وأجزل له المثوبة ورفعه مع الصديقين والأنبياء وأورده حوض نبيه
صلى الله عليه وسلم
*******
هذه السطور ليست لي لأن كاتبها نسب بعض المعلومات لنفسه (( للأمانة فقط ))
**********
بعد صلاة مغرب هذا اليوم الخميس : 24 ذي القعدة - 1430 هـ أُقيمت صلاة الجنازة
على العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنّا - تغمده الله برحمته - عن عُمُرٍ يُقاربُ المئةَ عام - أو يزيد - .
والشيخ البنّا - يرحمه الله - معروف في مصر والحجاز - منذ أكثر من نصف قرن –
بالدعوة إلى التوحيد الخالص ، والعقيدة الحقة ، والسنة الصحيحة .
ولقد كان - رحمه الله - من خُلَّص أقران وأصحاب وأحباب شيخنا الإمام الألباني –
رحمهما الله - تعالى .
وقد تزاملا - رحمهما الله - في التدريس في الجامعة الإسلاميّة في المدينة النبوية ، وترافَقَا في
بعض الرحلات الدعوية داخل المملكة العربية السعودية ، وخارجها - كالمغرب العربيّ –
وغيره -.
ولقد كان التزاوُرُ بينهما - رحمهما الله - موصولاً مباركاً ؛ فلا أزال أتذكر زيارة شيخنا
الألباني له في بيته الكريم في جُدة - بُعيد حج سنة ( 1410 هـ ) ، ولا أنسى - كذلك –
زيارة أُستاذنا البنّا لشيخنا الألباني في منزله في عمّان ، قبل نحو خمسة عشر عاماَ - أو أكثر - .
وشمائل الشيخ البنّا وفضائله - عفا الله عنه - كثيرة مبرورة - ولا نزكيه على الله - ؛ لعل
أكثر ما يتكرر في الذهن منها :
حُسن خُلقِه . وابتسامتُه . وشِدةُ حرصه . وعظيم كرمه . وكبير تواضعه .
.... وغير ذلك من صفاتٍ عاليات ، وشمائلَ كريمات .
أحسن اللهُ عزاء أهله وذويه ، وتلاميذه ومُحبيه ؛ وأخص بالذكر شقيقه المكرم فضيلة
أُستاذنا الشيخ ( حسن البنّا السلفي ) - أطال الله بالصالحات بقاءه - .
رحم اللهُ الشيخَ البنّا ، وجمعنا وإيّاكم وإيّاه في دار كرامته ، مع النبيين ، والصديقين ،
والشهداء ، والصالحين ( وحسُن أُولئك رفيقاَ ) .
********
نبذة من ترجمة الشيخ المتوفرة ، حتى يوفر لنا أحد الأخوة ترجمة كاملة لشيخنا - رحمه الله -
- من أوائل مدرسي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وهو الشقيق الأكبر لفضيلة الشيخ الوالد حسن عبد الوهاب البنا -حفظه الله -
وكان يدرس بالمسجد الحرام وعضو هيئة التوعية للحج
ورئيس لهيئة التوجيه بجدة وآخر زيارة له لمصر عام 2005م
والشيخ تجاوز 95عام
- الشيخ محمد عبد الوهاب البنا هو تلميذ العمالقة من علماء أنصار السنة
الشيخ محمد حامد الفقي
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ أحمد شاكر وكان الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - زوج خالة الشيخ محمد بن
عبد الوهاب - رحمه الله - الشيخ الوكيل وغيرهم من العلماء
هذا ما استطعت جمعه من سيرة الشيخ - رحمه الله ، وأدخله جنته مع النبيين والصديقين
والشهداء
********
ذكريات لا تنسى بقلمه - رحمه الله –
عرفت شيخنا عبد الرزاق عفيفي – رحمة الله- في عام ( 1357 هـ - 1937 م )
ورافقته وتجولت معه للدعوة إلي الله ، وسافرت معه إلي بعض مدن وقرى القاهرة ، فكان
ونعم للدعوة إلي الله ، وسافرت معه إلي بعض مدن وقرى القاهرة ، فكان نعم المربي وخير الرفيق ،
وحسن توجيه مع دمائه خلق ، وسعة إطلاع وغزارة علم ، يجادل بالتي هي أحسن ،
ويحلم على من يجهل عليه.
كنت بالقاهرة وكان هو بالإسكندرية ، فإذا شرف القاهرة لازمته في زياراته إلي فروع الجماعة " أنصار السنة"
كما كنت أزوره بصحبة الأستاذ محمد صادق عرنوس – رحمة الله – فيحتفي بنا ويكرمنا " أكرمه الله وأحسن
مثوبته " وكان منزله – رحمه الله – مثابة للأخوة الوافدين من كل فج.
سعدت بصحبته عام 1370 هـ في طريقه للحج ، ومعنا الشيخ محمد على عبد الرحيم " رئيس
جماعة أنصار السنة المحمدية " رحمه الله ، مع عوائلنا بالباخرة ، وكان خير رفيق فمع تقدمه وفضله
وكبر سنه ، كان يختار لنا أحسن الغرف ، وكذلك فعل لما نزلنا مكة وجدة ، في الفنادق يقدمنا وعوائلنا
على نفسه وعائلته ، أتممنا مناسك الحج ، وسافرنا جميعاً إلي لرياض للتدريس بمعهد الرياض العلمي ،
حيث التقينا مع خير مجموعة عرفت من أفاضل العلماء منهم :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – حفظه الله- والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ، والشيخ عبد الرحمن الأفريقي ،
والشيخ عبد الله الخليفي – رحمهم الله – وغيرهم.
وكنا نزور الملك عبد العزيز – رحمة الله – ليلة الخميس على ما أذكر " ويلقي الشيخ عبد الرزاق كلمة
موعظة موجزة ، وكان يبدو على الملك عبد العزيز _ رحمة الله – السرور والانشراح ، كما كنا
نجتمع عند سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ " مفتى المملكة رحمة الله " الذي كان يصطفي
الشيخ عبد الرزاق عفيفي " وحق له ذلك " فقد كان الشيخ عبد الرزاق يشبه الشيخ محمد بن إبراهيم
في حسن السمت ورجاحة العقل.
وفي عام (1372 هـ) اتسع المعهد العلمي ، وحضرت مجموعة من كبار أساتذة الأزهر ، وكان من بين
من حضر الشيخ محمد خليل هراس ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل " عليهما رحمة الله " وكان كثيراً
ما يحدث نقاش بينهما وبين مشايخ الأزهر ، وإذا احتدم النقاش ، وضح الشيخ عبد الرزاق وجهات
النظر ، وبين الحق ، فسلم الجميع لوجهة نظره.
ومن حسن سياسة الشيخ محمد بن إبراهيم " رحمة الله رحمة واسعة" أن عرض علينا الاجتماع لدراسة
منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فكان الشيخ محمد خليل هراس – رحمة الله – يقرأ على الشيخ
محمد بن إبراهيم ويقوم الأخير بالتعليق على قراءته ، وكثيراً ما كان الشيخ محمد بن إبراهيم
ويقوم الأخير بالتعليق على قراءاته ، وكثيراً ما كان يحيل على الشيخ عبد الرزاق عفيفي فيفصل
ويبين العبارات بدقة وحكمة ، ويذكر وجهات نظر الفرق المخالفة ، ولقد كان لهذه الجلسات
الأثر الطيب على الكثير ممن نشأوا على غير عقيدة السلف الصالح من أساتذة الأزهر ،
وشاء الله أن أنقل إلي الأحساء للتدريس بمعهدها وكان الشيخ عبد الرزاق والشيخ عبد الرحمن الأفريقي ،
والشيخ محمد على عبد الرحيم رحمهم الله جميعاً يزورونا ين الفينة والأخرى ، كما كنا نجتمع للحج
كل عام بمكة المكرمة ، وكذلك لما عملت بالجامعة الإسلامية بالمدينة وكذا بجدة ،
لم يأت الشيخ – رحمة الله – إلي مكة إلا وزارني .
كان – رحمة الله – صبوراً. فمثلاً ونحن بالمعهد العلمي بالرياض ، جاءته رسالة ولما قرأ ما فيها ن رفع رأسه
إلي السماء وحرك شفتيه ورأيت على وجهه التأثر ،
فقلت له : خيراً ، فقال : مات والدي رحمه الله ، ومن أمثله صبره أيضاً : أن ولده أحمد قتل
عام 1393 هـ في حرب أكتوبر بمصر ، ولما جاءه الخبر ، ما زاد على أن ترحم عليه
واستمر في عمله ، وكان شيئاً لم يكن.
وقد علمت وأنا بجدة بأن ولده عبد الرحمن – رحمة الله – قد مات على إثر انفجار خزان مياه
فسافرت لتعزيته ،وكان هذا الشاب عضده وساعده الأيمن ومن احسن أبنائه ومع ذلك ، كان
الشيخ عبد الرزاق- رحمه الله –صابراً محتسباً ، ولم أر مثل شيخنا في صبره واحتسابه
إلا الشيخ محمد نصيف – رحمة الله –
فقد علمت بوفاة ابنه عمر – رحمة الله – وكان أحسن أبنائه ، وكنت بالمدينة ، فقدمت إلي جدة
مع زميل لي هو الأستاذ رمضان أبو العز ، لتعزيته ، وكنت والأستاذ رمضان في غاية الحزن
والأسى ، ويبدو علينا التأثر ، فأخذ الشيخ محمد نصيف يسري عنا ويضاحكنا ، فذكر قصة غاية
في الغرابة خففت من أحزاننا.
فرحم الله شيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمة الله واسعة ، وجزاه عنا وعن الإسلام
خير الجزاء ،وجمعنا به مع نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم).
كتبه
محمد عبد الوهاب مرزوق البنا
جدة – المملكة العربية السعودية
**************
أسأل الله أن يتغمده وبرجمته وأن يجزيه خير الجزاء وأن يجمعه على حوض نبينا صلى الله عليه وسلم