من خير امه
10-23-2009, 02:10 PM
د. عـائض التايواني :
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين
وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن(1)!!
الــفــصـل الأول
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)
اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أجول وبك أصول وبك أقاتل
(وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)
( وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (إبراهيم:12)
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ).
اللهم من جاء مشاركا أو زائرا إلى هذا ( الـمـنـتـدى) نيته خالصة لوجهك فتقبل منه ومن كان غير ذلك فاجعل هدايته على يدي في هذه الساعة المباركة. أو أكفناه بما شئت وكيف شئت. فبطشك قوي شديد ورحمتك وسعت كل شيء وعدلك يظلل كل شيء لا يظلم أحد منك ولا عندك ابدا .
اللهم إن للسان زلات , فاغـفـر زلات ألسنتنا , وللكلام والكتابة سقـطات , فاغـفـر سقـطات كلامنا وكتابتنا , وأنت المثبت , فـثبت قـلوبنا على طاعتك , واعـصمنا من المعـصية ,اجـعـل لـنا في سائـر أمورنا خيرا , وتقبل منا ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
د. عـائض التايواني :
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين
وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
الــفــصـل الأول
دُعِيَ د. عائض التايواني السائح المتخبط لحضور ما سمي " ملتقى الإسلام والسياحة " وتصدَّر القوم وتحدث هنا وهناك في الأنشطة والفعاليات المختلفة وألقى الخطب والمحاضرات والمداخلات في الندوات واللقاءات والمقابلات الصحفية ..الخ ولنا عدة وقفات أمام بعض ما قاله في أحاديثه ومداخلاته وخطبه هنا وهناك,
ومن باب كشف المغالطات وإزالة الآثار السلبية التي تركها الخلط والتظليل وسموم التلبيس التي أحدثها وبيان الفرق بين الهجرة والجهاد من جهة والسياحة الحديثة المعاصرة من جهة أخرى بين الخروج في سبيل الله للدعوة والتجارة والخروج للرذيلة والمتعة والفساد.
وقياما بواجب أمانة النصيحة ومسؤولية تجلية الحقيقة لمن فتن أو خُدع ببعض ما قاله وحدث به د عائض التايواني الذي ظل الطريق ودُفِع إلى الانحراف بعلمه عن الطريق السوي إلى طريق الفئة الضآلة حقاً فضل وأضل ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
اللهم أهد ضآلنا واعد خاطئنا واقبل توبتنا وعقِّل مجانيننا أمين
وبما إننا نعرف جيدا الهدف الأساس لمثل هذه الملتقيات الذي يراد منها ان تكون الغطاء الشرعي لتطويع الإسلام للسياحة الحديثة المعاصرة وليس ضبط السياحة الحديثة المعاصرة بضوابط الإسلام الشرعية لان هذه الضوابط معروفة ومشهورة لو وجدت النية والجدية ورغب الحكام في تطبيقها لطبقوها فهم الذين يملكون القرار والإمكانيات ولنقوا مواقع وأجهزة السياحة من المنكرات البيَّنة ولكانوا بذلك اختصروا الطريق فارضوا الله عز وجل وكسبوا رضى شعوبهم المسلمة ولقدموا النموذج الأفضل للسياحة العالمية الإسلامية فقد بح صوت العلماء منذ أكثر من قـرن وهم يبينون الفرق بين صناعة السياحة النظيفة والمفيدة والنافعة المنضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية والقيَّم الإسلامية النبيلة والرصينة التي توجه النفس الإنسانية للتدبر في ملكوت السموات والأرض فتتدفق فيها ينابيع السعادة في الدنيا والآخرة وبين السياحة الحديثة المعاصرة التي يوجهها اليهود والنصارى وغيرهم من الفئات الضآلة والمنحرفة التي تغضب الله تعالى وتصادم النفوس السوية وتنحرف بها إلى مهاوى الردى
عندما استمع احد كبار المسؤولين في احد الملتقيات السابقة إلى أراء بعض العلماء الأفاضل عن ضوابط السياحة الإسلامية العالمية قال بتبرم وتذمر : انكم تحولون بلداننا إلى مدن ظلامية تنتظر الموت ! نريد سياحة التمتع بمباهج الحياة وزينتها .
وعندما استوضح منه عن مقاصد كلامه أوضح قائلا:لا سياحة بدون مرتكزات السياحة الحديثة!!
وعندما سئل ما هي المرتكزات الحديثة للسياحة المعاصرة ؟؟!!
أجاب : توفير مدن ومواقع الترفيه والمتعة مثل المراقص والخمور والمخدرات والسينما ووواخرها ظاهرة متعة الزواج السياحي!!!!!!
أي كل أنواع الفساد العالمي المتنوع الذي تتصوروه وهو يوافق أهوائهم الخاربة الرخيصة...!!!
هذه هي المفاهيم المفاهيم المغلوطة التي كانت من ثمار الغزو الفكري والاستعمار الثقافي وعصور الانحطاط التي تفشى فيها التساهل مع غير المسلمين وأثرت في أبناء المسلمين وفتنتهم عن دينهم وتاريخهم فجعلوا مظاهر الحضارة الزائفة المعاصرة ديدنهم وساروا وراء غير المسلمين واتبعوهم القذة بالقذة وشبرا بشبر وذرعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلوا خلفهم وفعلوا فعلهم
أما الدعاة والعلماء المسلمين وطليعتهم المجاهدين أهل الثغور يعلمون كل العلم ما هي السياحة ؟ وأنواع السياح! وليس عندهم مفاهيم مغلوطة كما يحاول البعض مطالبتهم بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم ! انهم يميزون تمييزا كاملا بين السائح العادي الباحث عـن الفائدة والمنافع الثقافية والاجتماعية والنظر والبحث عن الآثار والمتاحف والعمارة والحدائق والحيوانات والعادات والتقاليد وغيرها من المناظر المباحة ( والأنعام خَلَقَها لَكُم فِيهَا دِفٌ ومَنَافع وَمِنهَا تَأكُلُونَ وَلَكُم فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُون وَحِينَ تَسرَحُونَ وَتَحمِلُ أثقَالكُم إلى بَلَدٍ لَّم تَكُونُوا بالغيهِ إلاَّ بشِقِ ألأنفُس ِإن رَبَّكُم لَرَؤوفٌ رحيم وآلخيلَ وَآلِبغَالَ وَآلحمِيرَ لتركَبُوهَا وَزِينَة وَيخُلُقُ مَالا تَعلمون ).
إن المجاهدين وعلماء المجاهدين يميزون بينهم وبين ( السائح الفاسق العربيد) الذي ينشر الفساد والانحلال الأخلاقي وبين ( السائح الجاسوس) الذي يجمع المعلومات للأعداء و( السائح المنّصر) الذي ينشر ما يتعارض مع دين الإسلام ويسعى لإخراج المسلمين من دينهم ويفتنهم عن دينهم وغيرها من أنواع الفساد في الأرض فلماذا الافتراء والتلفيق على المجاهدين وعلماء المجاهدين ؟ لأن الهدف الثاني لمثل هذه الملتقيات يراد منها ان تكون أيضا الغطاء الشرعي لمحاربة فريضة الجهاد والمجاهدين والغمز بهم وتشويه مقاصدهم من خلال نعتهم بأوصاف مرجفة ومثبطة كالفئة الضالة والخوارج والإرهاب والتطرف والغلو بدون تمييز ومحاولة فصلهم عن هموم أمتهم المظلومة التي يعملون لرفع الظلم عنها واستعادة دورها التاريخي القيادي للبشرية والخلط بينهم وبين الأنشطة الإرهابية العالمية التي تخطط لها وتمولها وتنفذها ذراع الإرهاب العالمي الموساد والمخابرات الأمريكية وتصويرها بأنها من عمل الجهاد والمجاهدين حتى تستعدى العوام والأجهزة الحكومية العسكرية والأمنية لإحداث الفوضى والاضطراب واستخدامهما كذريعة لقتل المجاهدين وتصفيتهم بأيدي حكومات بلدانهم وتمرير القوانين الوضعية لمنع السلاح وبالتالي تهيئة الأجواء أمام قواتها للتوغل والاستعمار واستمرار إذلال ونهب ثروات الشعوب الإسلامية بعد إخماد روح الجهاد والمقاومة فيها مما يساعدهم في تمرير مخططاتهم تمييع وتهميش دور العلماء والدعاة وتطويع دور الحكام والأمراء والقادة الذين يعيشون على الهامش بلا مشروع استراتيجي حقيقي فهم الذين يتخبطون في أوحال التبعية الأجنبية للأعداء والسير وراءهم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ليفني وكوندي وهيلاري دخلوه, ينفذون المخططات الشيطانية ضد دينهم وأمتهم الإسلامية بتفان ٍ وانقياد أعمى يؤجرون عليه من أسيادهم وسيداتهم المشار إليهن أنفا.
آمـا المجاهدين في سبيل الله والحمد لله كما سبق لي القول فهم الذين لهم مشروع استراتيجي حقيقي للأمة على الساحة وفريضة مقدسة وهو مشروع عظيم لإعادة ( الخلافة الإسلامية ) خلافة على منهاج النبؤة بإذن الله وهو مشروع طويل صبور ودونه تضحيات جمة وجسيمة , تضحيات وتضحيات وسينتصر لأنه وعد الله الحق لطائفة على الحق اصطفاها لهذه المهمة المقدسة لا يضرهم من خالفهم ولا من ناؤاهم حتى يقاتل بقيتهم الدجال ).
على أية حال إن من أبرز القضايا التي أثارها د. عائض التايواني السائح المتخبط والتي وجدنا من المهم الوقوف أمامها وهي :
· تعريفه وتشبيهه للمهمة الربانية النبوية للرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد بالسياحة في عصرنا .
· المفاهيم المغلوطة للسياحة الحديثة المعاصرة ومفاهيمنا الإسلامية للسياحة .
· العلاقة بين العالم والسلطان في ظل العولمة والخلط بين الأنظمة السياسية المعاصرة والإمام الشرعي للأمة الإسلامية !
· الخلط بين العنف والإرهاب من جهة والجهاد في سبيل الله من جهة أخرى
لقد تفاخر د. عائض التايواني السائح المتخبط إن أصوله تعود إلى سباء وان اليمانيين هم بلد السياحة الأول ووصف الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح بأنه أول سائح في التاريخ ذكر في القرآن الكريم وكانت سياحته إلى اليمن !! وهذه أوصاف لا تليق بهذا المشهد القرآني العظيم لم يأت بها أحداً من العقلاء ولا حتى المجانين قبل د. عائض التايواني السائح المتخبط !!.. لم يفسر ولم يوضح ولم يفصل وغرق واغرق كثير من الناس معه معه في خلل عظيم فاوجد فراغات وتشوشات ومفاهيم مغلوطة .. إذ انطبع في ذهن عامة الناس وحتى قطاع واسع من مثقفي هذه الأيام وأنصاف وأرباع وأثمان المتعلمين فهموا ان الهدهد سائح .. والأدهى ترابط الانطباع مع مفهوم السائح هذه الأيام !! وما أدراك ما السائح هذه الأيام وفي برامج حكومات هذه الأيام !!..
وسكت د. عائض التايواني ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !
وانتقل بسرعة عجيبة إلى موضوع أخر
وظل الانطباع العام والدعاية العامة التي تبرع بها د. عائض التايواني ان ( الهدهد سائح !! وبس ) مثله كمثل العلمانيين - ولا فرق – يضعون الهدهد الصادق الصالح رمزاً لمؤسساتهم الإعلامية الناقلة للأخبار الكثير منها كاذبة وملفقة ومشوشة ويقولون الصلاة رياضة وبس أو كلما أرادوا ان يحاجـجوا حتى الولايات المتحدة الأمريكية يصرخون بأعلى صوت نحن دعاة الديمقراطية ولا فخر وأول ديمقراطية هي ديمقراطية الملكة بلقيس وهي التي {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلاُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32 ولذلك ينادون إلى العودة لأيام بلقيس ( قبل إسلامها ( ويحنون لأيام كانت هي من قوم كافرين ويتخذونها ذريعة أيضا لبيان ما يعتقدون انه قدرة المرأة على قيادة البلاد والعباد ( الولاية العظمى ) وتقلد المناصب الكبرى وأحزنني وأضحكني أحدهم عندما صنف السيدة الجليلة بلقيس في عداد مارجريت تاتشر وبنازير بوتو وانديرا غاندي وتانسو شيلر وحسينة وخالدة وبندرا نيكه وجولدا مائيير ود. كونزليزا رايس {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }الكهف5 ومثلهم أيضاً كمثل الذي يحاجج على القنوات الفضائية ويقول ( نحن لم نذهب لأداء فريضة في سبيل الله بل ما ذهبنا إلى أفغانستان والشيشان للجهاد إلا برضى ولي الأمر وبدعم وتذاكر منه وبرضى الولايات المتحدة الأمريكية !!! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . لتصوير المجاهدين بأنهم أدوات تحركها الحكومات والمخابرات الأمريكية وغيرها !!
هكذا فعل السائح المتخبط د. عائض التايواني وقال:( الهدهد سائح خلده القرآن كأول سائح في التاريخ ) .. لا لا يا د. عائض !! الهدهد المذكور في القرآن الكريم هو صاحب رسالة الربانية وجندي في جيوش النبي الكريم والمهمة العظيمة التي قام بها الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الذي أحاط بأمر الله بما لم يحط به نبي الله سليمان عليه السلام وعلمها بأمر الله قبل نبي الله عليه السلام )فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ[وكل ذلك لحكمة يريدها الله وتبينت لاحقا , بما آلت إليه الأمور من عمل جليل عظيم لمهمته النبيلة بإخراج أهل اليمن وملكتهم من الظلمات إلى النور.
إن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد يا د. عائض التايواني أحاطه الله العظيم علما ما لم يحط به نبي الله الكريم عليه السلام فلا تتمادى ولا تعد بعد اليوم إلى ظلم الهدهد الصالح وظلم نفسك بتشبيهه بالسواح في عصرنا هذه الأيام فهذه زلة وإثم كبير يا عائض استغفر الله عنها أكثر من سبعين بل مئة بل ألف مرة في اليوم لعل الله ان يغفرها لما فعلته من إضلال وإفساد وتتويه وتشكيك لدى العوام فتحمل أوزارهم إلى يوم القيامة ولابد من توضيح الحقائق وعدم التلاعب بالآيات والأحاديث والأحداث العظام في تاريخنا فللهدهد الصالح قصة تحتاج إلى فهم وعلم واستيعاب واستفادة من دروسها ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) ,( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سـبأ:10) وكذلك سليمان عليه السلام ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (النمل:15) ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) (النمل:16)
قصة الهدهد ترتبط ارتباطا وثيقا وشاملا بعدد من المسائل الكبرى : الدعوة للإسلام وتوحيد الله رب العرش العظيم. والحكم بما انزل الله. ونعمة الله على مخلوقاته ومعجزاته في الكون كله , مما ينبغي على الإنسان ان يستحضر عظمة الله خالق الهدهد وقصته في القران الكريم كما استحضرها النبي الكريم ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35)
أنــتـــبـــــه!!! أنــتـــبـــــه!!! أنــتـــبـــــه!!!
سأل الله أولا المغفرة خوفا من الفتنة والانحراف وهو يعلم ان الدنيا زائلة وفانية ثم اتبعها بسؤال الملك الخاص لكي يكون معجزة يستعين بها في أمور الدعوة وقد استجاب الله عز وجل لنبيه (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفاد هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (صّ:39) فرعى سليمان عليه السلام نعم الله عليه فكان كل عمله شكرا لله وتمكينا لدين الله في الأرض فلم يسخر هذه القدرات الهائلة للاستبداد والظلم والمفاخرة والمباهاة لم يحرف العلم والقوة عن الطريق لم يجر بها إلى تغيير خلق الله عبر الاستنساخ وصنع القنابل النووية وأم القنابل القاذفة من الـB25 التي لا تبقى حتى على نملة على حد تعبير طاغية العصر رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق وأشياعه وخلفائه الذين سخروا العلم والقوة للظلم والطغيان والاستبداد واستضعاف الشعوب والترف والتسلط والإذلال والقتل والتدمير فوسعوا دائرة الفوضى والاضطراب وانتشار الجوع والخوف بل ان سليمان عليه السلام ضرب المثل في الرحمة حتى بالنمل , واستحضر عظمة الله عند سماع حديث النملة الناصحة في القران الكريم)حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا) أي النملة ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
ان الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح لا يستحق منك هذا الظلم والتشبيه الجائر بأنه مجرد سائح يا دكتور بل هو جندي من جنود الله في الجيش الذي حشره الله لنبيه عليه السلام ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (النمل:17)
ان نبي الله الكريم سليمان عليه السلام غضب عندما لم يجد الجندي الهدهد عند تفقده لجنده وتوعده بالعذاب الشديد أو الذبح أو يأتيه بسلطان مبين ( وَتَفَقَّدَ آلطَّيرَ فَقَالَ ماليَ لآ أَرَى آلهُدهُد أم كَانَ من آلغَآئِبِين لأّعَـذِبَنَّهُ عَذاباً شديداً أو لأأذبحنَّه أَو لِيأتِنّي بِسُلطَان ٍ مُّبين).
إن الرسول الرباني والجندي السليماني ناقل صادق للخبر لا مجال في مهماته للكذب والتظليل والتلفيق والتزوير والفبركة والتسريب ألاستخباري اللعين (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ) (النمل:22) جاء الهدهد من سباء بنباء يقين بلا شك !
فهوناقل للأخبار الصافية غير المشوشة وناقل للأخبار الصافية غير المشوشة , ناقل واضح موضح كل التوضيح للخبر
فـرغم ان الهدهد الصالح انبهر واستغرب مما رأى !! فماذا رأى؟؟ الهدهد الصالح رأى المنكر الكبير في اليمن في ظل حكم الملكة بلقيس ( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل:23).
واكبر من ذلك انه رأى الملكة وقومها يعبدون غير الله وهو شئ تأباه العقول السليمة والفطر المستقيمة فكأن تلك العبادة هي التي استوقفت ذلك الهدهد الصالح عن الطيران وتأخره وعدم التبكير في الحضور للطابور التفقدي للنبي سليمان عليه السلام
فالهدهد الصالح الرسول الرباني والجندي السليماني داعية إلى الله مبيّن للحق والهدي ومميزا له بيّن لنبي الله عليه السلام خطورة الأمر وأوضح تمسكه بعقيدته الصحيحة
( وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
وما فعله الهدهد الصالح درسا واضحا كاملا ملخصه ان من في قلبه شعلة إيمانية فلن تنطفئ عندما يرى الظلام المخيم على أهل الأرض من الكفر والجهل والشرك والنفاق .
ويا لــه من درس عظيم ألقاه الهدهد الصالح في التوحيد لا يعلمه كثير ممن ينتسب للإسلام يقيم الصلوات ويقرأ الفاتحة في كل صلاة !! ويزور المسجد كسائح يشاهد النقوش الفنية المبهرة التي تأخذ بالألباب وتخرب القلوب ويستمع للخطيب فيدخل الكلام من أذن ويخرج من الأذن الثانية فور خروجه من المسجد يعود لما كان عليه مثله مثل الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ومثله مثل الذي ذهب للحج راغبا ان يخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه فيعود ليرفث ويفسق ويتعاون مع أعداء الإسلام فليس له من الحج سوى الرحلة السياحية لمشاهدة الآثار المقدسة!!
- نعود إلى موضوعنا -
لم يهداء غضب النبي العادل عليه السلام ( قَـالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقت أَم كُنتَ مِنَ آلكَاذبين).وهكذا ابتلى الله الهدهد الصالح بعدم التصديق السريع له من قبل النبي العادل الكريم سليمان عليه السلام وذلك يشير والله أعلم ان صاحب الدعوة إلى الله مبتلى يا ( صاحب محاضرة الابتلاء!) !! وان دعوته تلك لن تمر بدون تمحيص وابتلاء ليعلم الله الصادق من الكاذب ليعلم الله الثابت من المتغيرّ المتلوّن !! الواضح من الغامض المتخبط!! سنة الله في كل الأمم ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38)(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)
الهدهد الصالح الرسول الرباني والجندي السليماني حامل رسالة صادق وأمين حمل رسالة النبي سليمان عليه السلام إلى ملكة سباء لم تكن رسالة تنسيق و تأمر أو معلومات وتخابر وتعاون امني مع أعداء الإسلام لم تكن رسالة نميمة وغيبة مذمومة بل كانت رسالة هداية لم تكن رسالة خلط وشتم وتشويه للمجاهدين الصادقين وتجهيل وتجاهل لهم وتثبيط للهمم المطالبة والعاملة لتغيير الواقع البائس للأمة , ( اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) . ولم يغِّـير الرسول الأمين والجندي السليماني الوفي الرسالة ولم يخن الأمانة في الطريق وشهدت له ملكة سباء :(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).
وصل الكتاب إلى الملكة العاقلة التي كانت تتخبط في ظلام الجاهلية وكانت تسير وفق منهج المستشارين الضالين المضلين ومن الملا الذين طلبت استشارتهم( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) كانت تستقوي بهم ولم يكن من هؤلاء إلا ان تفاخروا فقط بقوتهم وبأسهم وعضلاتهم وأعادوا الأمر إليها ( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) فتصرفت بما كانت عليه في بيئتها الجاهلية وما حولها من فساد الملوك وطغيانهم فقررت إرسال هدية الرشوة التي رفضها نبي الله عليه السلام (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) .
أمر النبي سليمان عليه السلام الجندي الهدهد بمواصلة المهمة النبيلة ( ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ) وبعد عدة مراسلات من النبي الكريم عليه السلام لتلك الملكة ,ولسبب أخر أكثر أهمية ( إِنَّـهـَا كَـانَت مِـن قَـوم ٍ كَافِـرِينَ) مما حدى بنبي الله الكريم التهديد بإعلان الجهاد ( فَلَنَأتِيانُهم بِجِنود ٍ لآ قِبَلَ لَهُم بِها وَلَنخرِجَنّهُم مِنها أذلـةّ وَهُـم صاغرون ).
فقررت معرفة الحق بنفسها ووافقت على دعوة النبي الكريم واختبرها النبي سليمان عليه السلام ( قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) كان يعرف ( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) . ( قِيل لَها أدخُلي الصّرحَ فَلَمَا رأتهُ حَسِبته لُجَّة ًوَكَشفت عن سَاقيهَا قَال إنه صَرحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِير قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) , ورغم كل ذلك كانت وليعلم المتسترتين بشعارات الملكة بلقيس وهم جند إبليس إنها كانت مستترة وثيابها تغطيها من الطول فكشفت عن ساقيها في صرح سليمان عليه السلام( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ) , وبعد ظهور كثير من آيات الله العظيمة خلال هذه المهمة الربانية النبوية الدعوية للهدهد ( قَالَ يَأيُّها آلمَلؤُا أيُّكم يَأتِني بِعَرشِها قَبلَ أن يَأتُوني مُسلِمين قَالَ عِفريتٌ مِنَ آلجِنِ أنَا أتِيكَ بِهِ قَبلَ أن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإنِي عَليه لَقَوِيٌ أمِينٌ قَالَ آلَّذي عِندَهُ عِلمٌ مِن الِكتابِ أنا أتيكَ به ِ قَبلَ أن يَرتَدَّ إليكَ طَرفُكَ فَلَمَّا رَأهُ مُستقِراً عِندهقَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
كل تلك الجهود النبوية وجهود الهدهد العظيمة آلت إلى دخولها هي وقومها في دين الله الحق , أقرت بوجود الله وإلوهيته على الخلق أجمعين وانه لا مستحق للعبادة قط إلا هو سبحانه وتوبتها عن أفعالها الجاهلية السابقة سواء بتولي الولاية العظمى من دون الرجال القوامين على النساء أو الديمقراطية الجاهلية التي كانت تمارسها وقومها أو استخدام الرشوة لشراء المواقف وغيرها مما ذكرته الآيات البينات ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
منَّ الله على هذه الملكة العاقلة بالإسلام فخرجت من الظلمات إلى النور وتابت وأنابت واعترفت إلى الله بأنها في كل أفعالها السابقة التي يتغنى بها الجهلة اليوم ويصفها بالأفعال التاريخية والنموذج الذي يحتذى بينما وصفتها الملكة العاقلة بأنها (ظلمت نفسها))قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[
وتوقف ذكرها في القران الكريم عند هذا الحد ولم يرد أي نص أخر. بعد أن أسلمت وتخلت عن ولايتها للملك النبي الكريم عليه السلام ردت الأمور إلى نصابها الصحيح و ظهرت الحكمة الربانية العظيمة هنا في مهمة الرسول الرباني والجندي السليماني المبارك باهتداء ملكة وقبائل سباء بأسرهم إلى الدين الحق واسلموا مع سليمن لله رب العالمين
فعن أي سياحة للهدهد يتحدث السائح المتخبط د. عائض التايواني بهذا الشكل المبهم الذي يلبس على العوام ويخدم مخططي التشويه المقصود للإسلام ؟!!
أين الإيضاح والتبيين لإزالة ما يعلق في النفس من الخلط بين مهمة الهدهد النبيلة وسياحة الابتذال والفجور؟؟!
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
إن مدائحكم لأقطاب منظومة النظام السياسي الفاسد قد صب في ميزان سيئاتكم في دعم الاستبداد والظلم والديكتاتورية لتثبيت هذا الوضع المزري السيئ الذي يجثم علينا ويئن منه ملايين الشعب المسلم يرفض تطبيق الإسلام عقيدة وشريعة كاملة متكاملة يقيد الحريات ويعيق نهضة الأمة ويمنع استخدام ما أعطاه الله من ثروات استخداما صحيحا وعادلا كما يحب ويرضى الله ورسوله
إن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح أكرمه الله برسالة عظيمة ومهمة نبيلة , ليس سائحا على غرار سياحتكم وسياحة حكام هذه الأيام الذين وقفت بخضوع وخشوع تستجدى أوامرهم وتوجيهاتهم وتعرض خدماتك لهم !! (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{60} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً)
بينما نحن لازلنا بوفاء نتذكر د. عائض القرني الأصلي وقد كرر علينا في خطبه وأحاديثه ومحاضراته ان ابن الجوزي رحمه الله قال : ( أني لأقضي الليل أتقلب في فراشي بحثاً عن كلمة أرضي بها السلطان ولا اغضب بها الله فلا أجد). فتذكرها جيدا !! فقد كررتها آنذاك كثيرا جداً.
الهدهد الصالح أيها المتخبط السائح داعية ربانيا أكرمه الله بقرآناً يُتلى إلى يوم القيامة وليس سائحا عربيدا من حق هذه الأيام يا د. عائض !! فما بالك تقارن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد !! بسياح هذه الأيام وتطبع في الذهن بسخرية باهتة انه مجرد سائح عابر !!
أخطأت ورب الكعبة يا دكتور والأمر ليس هينا لو كنتم تعلمون وانتم تعلمون وتخفون وهو أمر عظيم !!! عـظيم !!! عـظيم !!
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
جاء الهدهد الصالح بعمل دعوي كبير ادخل ملكة وقبائل سباء في الدين العظيم وجئت ببهتان مبين تتهجم على دعاة الإصلاح والتغيير والجهاد في سبيل الله وتظن عليهم حتى بالدعاء وتشوه مقاصدهم وتربطهم في الذهن بالعناصر التخريبية التي تمولها الاستخبارات العالمية لقتل الأبرياء واستئصال المسلمين وبث الفتنة بينهم ولم تميّز بينهم وبين المجاهدين الصادقين الذين شكلوا ولازالوا السياج الوحيد الذي يحمي الأمة من الحملة العالمية الإرهابية العسكرية والاقتصادية والثقافية التي تقودها جحافل الغزو الأمريكي والمتعدد الجنسيات !!حسبي الله عليكم !!
تب إلى الله يا د . توبة صادقة فأنت تعلم ونحن نعلم ان الذي يحاصر غزة مثلا ما دمت قد ذكرتها في خطابك الملبِس تعرفهم جيدا انهم يهود العرب قادة وموظفين الذين تخدمهم ليل نهار أما المجاهدين فيتوقون شوقا إلى ابسط منفذ ليدخلوا منه ليقوموا بعملياتهم الجهادية التي تقض مضاجع اليهود والصليبيين وأعوانهم!
أنت تعلم ونحن نعلم ان أولياء أمركم من يهود العرب كلهم يشكلون السياج الحاجز والسور الحائط الذي يحمي اليهود في فلسطين وانهم يقتلون أي عابر سبيل إلى فلسطين !! حسبي الله عليك وعليهم أجمعين وعسى ان يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده
وسيكون موقفكم - انتم والسيد اللبناني حسن عبدالكريم عليم اللسان مثلكم - إذا لم تتوبوا مخزيا ومهينا ولا نتمناه لكم!! (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)
فتب إلى الله يا د كتور توبة صادقة فأنت تعلم ونحن نعلم ان الحال قد وصل بالزعماء الفاشلين بدلا من تصحيح أوضاعهم وأفعالهم والاستعانة بالله إلى الاستعانة بعمر خالد وأمثالكم وغيركم ,من الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات والراقصين والراقصات والمغنيين والمغنيات الاستعانة برغدة وهيفاء وغيرهن والفشل يلاحقهم ويلازمهم سنة الله التي لا تتغير وتتبدل!!. (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون) سورة التوبة الآية 67،.
جدد توبتك يا دكتور !! ولا تنبهر بزخرفة المساجد التي كلفت المليارات في أفقر الظروف مع ترك الحكم بما يفترض ان المسجد يعلمه ويبينه والإسلام لا يحرم زينة الله ولكن الإسلام يحرم الإسراف والتبذير ويعتبر فاعله من إخوان الشياطين و البذخ والإسراف والتبذير مذمومة وليست من شعائر الله ولا من تقوى القلوب فالأولى علاج المرضى وتوفير الغذاء وجهاد الأعداء
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ{17} إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ{18} سورة التوبة الآية 18.
( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرامكمن آمن بالله واليوم الأخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهديالقوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظمدرجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيهانعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) .
وهذه الكتب التي تدرس في المساجد حتى المزخرفة منها ألفها أصحابها تحت أشجار النخيل إن وجدت فأعطت ثمارها في القلوب الحية طوال القرون ولا يحتاج طالب العلم الحقيقي إلى هذه الزخرفة لكي يحفظ كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المسجد إيمان وعبادة وعمل صالح!!وليس تحفة فنية ومعمارية!!
فمعلوم أن المساجد مصانع الرجال لهاد دور علمي تنويري , ولها دور جهادي وتحريضي ودور تربوي في تربية النشء وتهذيب سلوكياتهم وجعلهم على الاستقامة , ودور اجتماعي في الألفة والتآزر والتعاون على البر والتقوى على الخير وحل مشاكل المجتمع والقضاء والفصل في مشاكل الناس وحل مشاكلهم بما يرضي الله ورسوله , لم يكن التسابق بينهم في التطاول بالبنيان والنقوش والرسوم وتزيين المساجد وزخرفتها وتخريب العقول والقلوب وتحويلها إلى مزارات للسواح والآثار وتوزيع صورها وبيعها ,
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين
وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن(1)!!
الــفــصـل الأول
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)
اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أجول وبك أصول وبك أقاتل
(وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)
( وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (إبراهيم:12)
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ).
اللهم من جاء مشاركا أو زائرا إلى هذا ( الـمـنـتـدى) نيته خالصة لوجهك فتقبل منه ومن كان غير ذلك فاجعل هدايته على يدي في هذه الساعة المباركة. أو أكفناه بما شئت وكيف شئت. فبطشك قوي شديد ورحمتك وسعت كل شيء وعدلك يظلل كل شيء لا يظلم أحد منك ولا عندك ابدا .
اللهم إن للسان زلات , فاغـفـر زلات ألسنتنا , وللكلام والكتابة سقـطات , فاغـفـر سقـطات كلامنا وكتابتنا , وأنت المثبت , فـثبت قـلوبنا على طاعتك , واعـصمنا من المعـصية ,اجـعـل لـنا في سائـر أمورنا خيرا , وتقبل منا ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
د. عـائض التايواني :
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين
وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
الــفــصـل الأول
دُعِيَ د. عائض التايواني السائح المتخبط لحضور ما سمي " ملتقى الإسلام والسياحة " وتصدَّر القوم وتحدث هنا وهناك في الأنشطة والفعاليات المختلفة وألقى الخطب والمحاضرات والمداخلات في الندوات واللقاءات والمقابلات الصحفية ..الخ ولنا عدة وقفات أمام بعض ما قاله في أحاديثه ومداخلاته وخطبه هنا وهناك,
ومن باب كشف المغالطات وإزالة الآثار السلبية التي تركها الخلط والتظليل وسموم التلبيس التي أحدثها وبيان الفرق بين الهجرة والجهاد من جهة والسياحة الحديثة المعاصرة من جهة أخرى بين الخروج في سبيل الله للدعوة والتجارة والخروج للرذيلة والمتعة والفساد.
وقياما بواجب أمانة النصيحة ومسؤولية تجلية الحقيقة لمن فتن أو خُدع ببعض ما قاله وحدث به د عائض التايواني الذي ظل الطريق ودُفِع إلى الانحراف بعلمه عن الطريق السوي إلى طريق الفئة الضآلة حقاً فضل وأضل ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
اللهم أهد ضآلنا واعد خاطئنا واقبل توبتنا وعقِّل مجانيننا أمين
وبما إننا نعرف جيدا الهدف الأساس لمثل هذه الملتقيات الذي يراد منها ان تكون الغطاء الشرعي لتطويع الإسلام للسياحة الحديثة المعاصرة وليس ضبط السياحة الحديثة المعاصرة بضوابط الإسلام الشرعية لان هذه الضوابط معروفة ومشهورة لو وجدت النية والجدية ورغب الحكام في تطبيقها لطبقوها فهم الذين يملكون القرار والإمكانيات ولنقوا مواقع وأجهزة السياحة من المنكرات البيَّنة ولكانوا بذلك اختصروا الطريق فارضوا الله عز وجل وكسبوا رضى شعوبهم المسلمة ولقدموا النموذج الأفضل للسياحة العالمية الإسلامية فقد بح صوت العلماء منذ أكثر من قـرن وهم يبينون الفرق بين صناعة السياحة النظيفة والمفيدة والنافعة المنضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية والقيَّم الإسلامية النبيلة والرصينة التي توجه النفس الإنسانية للتدبر في ملكوت السموات والأرض فتتدفق فيها ينابيع السعادة في الدنيا والآخرة وبين السياحة الحديثة المعاصرة التي يوجهها اليهود والنصارى وغيرهم من الفئات الضآلة والمنحرفة التي تغضب الله تعالى وتصادم النفوس السوية وتنحرف بها إلى مهاوى الردى
عندما استمع احد كبار المسؤولين في احد الملتقيات السابقة إلى أراء بعض العلماء الأفاضل عن ضوابط السياحة الإسلامية العالمية قال بتبرم وتذمر : انكم تحولون بلداننا إلى مدن ظلامية تنتظر الموت ! نريد سياحة التمتع بمباهج الحياة وزينتها .
وعندما استوضح منه عن مقاصد كلامه أوضح قائلا:لا سياحة بدون مرتكزات السياحة الحديثة!!
وعندما سئل ما هي المرتكزات الحديثة للسياحة المعاصرة ؟؟!!
أجاب : توفير مدن ومواقع الترفيه والمتعة مثل المراقص والخمور والمخدرات والسينما ووواخرها ظاهرة متعة الزواج السياحي!!!!!!
أي كل أنواع الفساد العالمي المتنوع الذي تتصوروه وهو يوافق أهوائهم الخاربة الرخيصة...!!!
هذه هي المفاهيم المفاهيم المغلوطة التي كانت من ثمار الغزو الفكري والاستعمار الثقافي وعصور الانحطاط التي تفشى فيها التساهل مع غير المسلمين وأثرت في أبناء المسلمين وفتنتهم عن دينهم وتاريخهم فجعلوا مظاهر الحضارة الزائفة المعاصرة ديدنهم وساروا وراء غير المسلمين واتبعوهم القذة بالقذة وشبرا بشبر وذرعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلوا خلفهم وفعلوا فعلهم
أما الدعاة والعلماء المسلمين وطليعتهم المجاهدين أهل الثغور يعلمون كل العلم ما هي السياحة ؟ وأنواع السياح! وليس عندهم مفاهيم مغلوطة كما يحاول البعض مطالبتهم بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم ! انهم يميزون تمييزا كاملا بين السائح العادي الباحث عـن الفائدة والمنافع الثقافية والاجتماعية والنظر والبحث عن الآثار والمتاحف والعمارة والحدائق والحيوانات والعادات والتقاليد وغيرها من المناظر المباحة ( والأنعام خَلَقَها لَكُم فِيهَا دِفٌ ومَنَافع وَمِنهَا تَأكُلُونَ وَلَكُم فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُون وَحِينَ تَسرَحُونَ وَتَحمِلُ أثقَالكُم إلى بَلَدٍ لَّم تَكُونُوا بالغيهِ إلاَّ بشِقِ ألأنفُس ِإن رَبَّكُم لَرَؤوفٌ رحيم وآلخيلَ وَآلِبغَالَ وَآلحمِيرَ لتركَبُوهَا وَزِينَة وَيخُلُقُ مَالا تَعلمون ).
إن المجاهدين وعلماء المجاهدين يميزون بينهم وبين ( السائح الفاسق العربيد) الذي ينشر الفساد والانحلال الأخلاقي وبين ( السائح الجاسوس) الذي يجمع المعلومات للأعداء و( السائح المنّصر) الذي ينشر ما يتعارض مع دين الإسلام ويسعى لإخراج المسلمين من دينهم ويفتنهم عن دينهم وغيرها من أنواع الفساد في الأرض فلماذا الافتراء والتلفيق على المجاهدين وعلماء المجاهدين ؟ لأن الهدف الثاني لمثل هذه الملتقيات يراد منها ان تكون أيضا الغطاء الشرعي لمحاربة فريضة الجهاد والمجاهدين والغمز بهم وتشويه مقاصدهم من خلال نعتهم بأوصاف مرجفة ومثبطة كالفئة الضالة والخوارج والإرهاب والتطرف والغلو بدون تمييز ومحاولة فصلهم عن هموم أمتهم المظلومة التي يعملون لرفع الظلم عنها واستعادة دورها التاريخي القيادي للبشرية والخلط بينهم وبين الأنشطة الإرهابية العالمية التي تخطط لها وتمولها وتنفذها ذراع الإرهاب العالمي الموساد والمخابرات الأمريكية وتصويرها بأنها من عمل الجهاد والمجاهدين حتى تستعدى العوام والأجهزة الحكومية العسكرية والأمنية لإحداث الفوضى والاضطراب واستخدامهما كذريعة لقتل المجاهدين وتصفيتهم بأيدي حكومات بلدانهم وتمرير القوانين الوضعية لمنع السلاح وبالتالي تهيئة الأجواء أمام قواتها للتوغل والاستعمار واستمرار إذلال ونهب ثروات الشعوب الإسلامية بعد إخماد روح الجهاد والمقاومة فيها مما يساعدهم في تمرير مخططاتهم تمييع وتهميش دور العلماء والدعاة وتطويع دور الحكام والأمراء والقادة الذين يعيشون على الهامش بلا مشروع استراتيجي حقيقي فهم الذين يتخبطون في أوحال التبعية الأجنبية للأعداء والسير وراءهم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ليفني وكوندي وهيلاري دخلوه, ينفذون المخططات الشيطانية ضد دينهم وأمتهم الإسلامية بتفان ٍ وانقياد أعمى يؤجرون عليه من أسيادهم وسيداتهم المشار إليهن أنفا.
آمـا المجاهدين في سبيل الله والحمد لله كما سبق لي القول فهم الذين لهم مشروع استراتيجي حقيقي للأمة على الساحة وفريضة مقدسة وهو مشروع عظيم لإعادة ( الخلافة الإسلامية ) خلافة على منهاج النبؤة بإذن الله وهو مشروع طويل صبور ودونه تضحيات جمة وجسيمة , تضحيات وتضحيات وسينتصر لأنه وعد الله الحق لطائفة على الحق اصطفاها لهذه المهمة المقدسة لا يضرهم من خالفهم ولا من ناؤاهم حتى يقاتل بقيتهم الدجال ).
على أية حال إن من أبرز القضايا التي أثارها د. عائض التايواني السائح المتخبط والتي وجدنا من المهم الوقوف أمامها وهي :
· تعريفه وتشبيهه للمهمة الربانية النبوية للرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد بالسياحة في عصرنا .
· المفاهيم المغلوطة للسياحة الحديثة المعاصرة ومفاهيمنا الإسلامية للسياحة .
· العلاقة بين العالم والسلطان في ظل العولمة والخلط بين الأنظمة السياسية المعاصرة والإمام الشرعي للأمة الإسلامية !
· الخلط بين العنف والإرهاب من جهة والجهاد في سبيل الله من جهة أخرى
لقد تفاخر د. عائض التايواني السائح المتخبط إن أصوله تعود إلى سباء وان اليمانيين هم بلد السياحة الأول ووصف الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح بأنه أول سائح في التاريخ ذكر في القرآن الكريم وكانت سياحته إلى اليمن !! وهذه أوصاف لا تليق بهذا المشهد القرآني العظيم لم يأت بها أحداً من العقلاء ولا حتى المجانين قبل د. عائض التايواني السائح المتخبط !!.. لم يفسر ولم يوضح ولم يفصل وغرق واغرق كثير من الناس معه معه في خلل عظيم فاوجد فراغات وتشوشات ومفاهيم مغلوطة .. إذ انطبع في ذهن عامة الناس وحتى قطاع واسع من مثقفي هذه الأيام وأنصاف وأرباع وأثمان المتعلمين فهموا ان الهدهد سائح .. والأدهى ترابط الانطباع مع مفهوم السائح هذه الأيام !! وما أدراك ما السائح هذه الأيام وفي برامج حكومات هذه الأيام !!..
وسكت د. عائض التايواني ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !
وانتقل بسرعة عجيبة إلى موضوع أخر
وظل الانطباع العام والدعاية العامة التي تبرع بها د. عائض التايواني ان ( الهدهد سائح !! وبس ) مثله كمثل العلمانيين - ولا فرق – يضعون الهدهد الصادق الصالح رمزاً لمؤسساتهم الإعلامية الناقلة للأخبار الكثير منها كاذبة وملفقة ومشوشة ويقولون الصلاة رياضة وبس أو كلما أرادوا ان يحاجـجوا حتى الولايات المتحدة الأمريكية يصرخون بأعلى صوت نحن دعاة الديمقراطية ولا فخر وأول ديمقراطية هي ديمقراطية الملكة بلقيس وهي التي {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلاُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32 ولذلك ينادون إلى العودة لأيام بلقيس ( قبل إسلامها ( ويحنون لأيام كانت هي من قوم كافرين ويتخذونها ذريعة أيضا لبيان ما يعتقدون انه قدرة المرأة على قيادة البلاد والعباد ( الولاية العظمى ) وتقلد المناصب الكبرى وأحزنني وأضحكني أحدهم عندما صنف السيدة الجليلة بلقيس في عداد مارجريت تاتشر وبنازير بوتو وانديرا غاندي وتانسو شيلر وحسينة وخالدة وبندرا نيكه وجولدا مائيير ود. كونزليزا رايس {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }الكهف5 ومثلهم أيضاً كمثل الذي يحاجج على القنوات الفضائية ويقول ( نحن لم نذهب لأداء فريضة في سبيل الله بل ما ذهبنا إلى أفغانستان والشيشان للجهاد إلا برضى ولي الأمر وبدعم وتذاكر منه وبرضى الولايات المتحدة الأمريكية !!! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . لتصوير المجاهدين بأنهم أدوات تحركها الحكومات والمخابرات الأمريكية وغيرها !!
هكذا فعل السائح المتخبط د. عائض التايواني وقال:( الهدهد سائح خلده القرآن كأول سائح في التاريخ ) .. لا لا يا د. عائض !! الهدهد المذكور في القرآن الكريم هو صاحب رسالة الربانية وجندي في جيوش النبي الكريم والمهمة العظيمة التي قام بها الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الذي أحاط بأمر الله بما لم يحط به نبي الله سليمان عليه السلام وعلمها بأمر الله قبل نبي الله عليه السلام )فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ[وكل ذلك لحكمة يريدها الله وتبينت لاحقا , بما آلت إليه الأمور من عمل جليل عظيم لمهمته النبيلة بإخراج أهل اليمن وملكتهم من الظلمات إلى النور.
إن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد يا د. عائض التايواني أحاطه الله العظيم علما ما لم يحط به نبي الله الكريم عليه السلام فلا تتمادى ولا تعد بعد اليوم إلى ظلم الهدهد الصالح وظلم نفسك بتشبيهه بالسواح في عصرنا هذه الأيام فهذه زلة وإثم كبير يا عائض استغفر الله عنها أكثر من سبعين بل مئة بل ألف مرة في اليوم لعل الله ان يغفرها لما فعلته من إضلال وإفساد وتتويه وتشكيك لدى العوام فتحمل أوزارهم إلى يوم القيامة ولابد من توضيح الحقائق وعدم التلاعب بالآيات والأحاديث والأحداث العظام في تاريخنا فللهدهد الصالح قصة تحتاج إلى فهم وعلم واستيعاب واستفادة من دروسها ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) ,( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (سـبأ:10) وكذلك سليمان عليه السلام ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (النمل:15) ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) (النمل:16)
قصة الهدهد ترتبط ارتباطا وثيقا وشاملا بعدد من المسائل الكبرى : الدعوة للإسلام وتوحيد الله رب العرش العظيم. والحكم بما انزل الله. ونعمة الله على مخلوقاته ومعجزاته في الكون كله , مما ينبغي على الإنسان ان يستحضر عظمة الله خالق الهدهد وقصته في القران الكريم كما استحضرها النبي الكريم ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35)
أنــتـــبـــــه!!! أنــتـــبـــــه!!! أنــتـــبـــــه!!!
سأل الله أولا المغفرة خوفا من الفتنة والانحراف وهو يعلم ان الدنيا زائلة وفانية ثم اتبعها بسؤال الملك الخاص لكي يكون معجزة يستعين بها في أمور الدعوة وقد استجاب الله عز وجل لنبيه (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفاد هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (صّ:39) فرعى سليمان عليه السلام نعم الله عليه فكان كل عمله شكرا لله وتمكينا لدين الله في الأرض فلم يسخر هذه القدرات الهائلة للاستبداد والظلم والمفاخرة والمباهاة لم يحرف العلم والقوة عن الطريق لم يجر بها إلى تغيير خلق الله عبر الاستنساخ وصنع القنابل النووية وأم القنابل القاذفة من الـB25 التي لا تبقى حتى على نملة على حد تعبير طاغية العصر رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق وأشياعه وخلفائه الذين سخروا العلم والقوة للظلم والطغيان والاستبداد واستضعاف الشعوب والترف والتسلط والإذلال والقتل والتدمير فوسعوا دائرة الفوضى والاضطراب وانتشار الجوع والخوف بل ان سليمان عليه السلام ضرب المثل في الرحمة حتى بالنمل , واستحضر عظمة الله عند سماع حديث النملة الناصحة في القران الكريم)حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا) أي النملة ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
ان الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح لا يستحق منك هذا الظلم والتشبيه الجائر بأنه مجرد سائح يا دكتور بل هو جندي من جنود الله في الجيش الذي حشره الله لنبيه عليه السلام ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (النمل:17)
ان نبي الله الكريم سليمان عليه السلام غضب عندما لم يجد الجندي الهدهد عند تفقده لجنده وتوعده بالعذاب الشديد أو الذبح أو يأتيه بسلطان مبين ( وَتَفَقَّدَ آلطَّيرَ فَقَالَ ماليَ لآ أَرَى آلهُدهُد أم كَانَ من آلغَآئِبِين لأّعَـذِبَنَّهُ عَذاباً شديداً أو لأأذبحنَّه أَو لِيأتِنّي بِسُلطَان ٍ مُّبين).
إن الرسول الرباني والجندي السليماني ناقل صادق للخبر لا مجال في مهماته للكذب والتظليل والتلفيق والتزوير والفبركة والتسريب ألاستخباري اللعين (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ) (النمل:22) جاء الهدهد من سباء بنباء يقين بلا شك !
فهوناقل للأخبار الصافية غير المشوشة وناقل للأخبار الصافية غير المشوشة , ناقل واضح موضح كل التوضيح للخبر
فـرغم ان الهدهد الصالح انبهر واستغرب مما رأى !! فماذا رأى؟؟ الهدهد الصالح رأى المنكر الكبير في اليمن في ظل حكم الملكة بلقيس ( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل:23).
واكبر من ذلك انه رأى الملكة وقومها يعبدون غير الله وهو شئ تأباه العقول السليمة والفطر المستقيمة فكأن تلك العبادة هي التي استوقفت ذلك الهدهد الصالح عن الطيران وتأخره وعدم التبكير في الحضور للطابور التفقدي للنبي سليمان عليه السلام
فالهدهد الصالح الرسول الرباني والجندي السليماني داعية إلى الله مبيّن للحق والهدي ومميزا له بيّن لنبي الله عليه السلام خطورة الأمر وأوضح تمسكه بعقيدته الصحيحة
( وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
وما فعله الهدهد الصالح درسا واضحا كاملا ملخصه ان من في قلبه شعلة إيمانية فلن تنطفئ عندما يرى الظلام المخيم على أهل الأرض من الكفر والجهل والشرك والنفاق .
ويا لــه من درس عظيم ألقاه الهدهد الصالح في التوحيد لا يعلمه كثير ممن ينتسب للإسلام يقيم الصلوات ويقرأ الفاتحة في كل صلاة !! ويزور المسجد كسائح يشاهد النقوش الفنية المبهرة التي تأخذ بالألباب وتخرب القلوب ويستمع للخطيب فيدخل الكلام من أذن ويخرج من الأذن الثانية فور خروجه من المسجد يعود لما كان عليه مثله مثل الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ومثله مثل الذي ذهب للحج راغبا ان يخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه فيعود ليرفث ويفسق ويتعاون مع أعداء الإسلام فليس له من الحج سوى الرحلة السياحية لمشاهدة الآثار المقدسة!!
- نعود إلى موضوعنا -
لم يهداء غضب النبي العادل عليه السلام ( قَـالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقت أَم كُنتَ مِنَ آلكَاذبين).وهكذا ابتلى الله الهدهد الصالح بعدم التصديق السريع له من قبل النبي العادل الكريم سليمان عليه السلام وذلك يشير والله أعلم ان صاحب الدعوة إلى الله مبتلى يا ( صاحب محاضرة الابتلاء!) !! وان دعوته تلك لن تمر بدون تمحيص وابتلاء ليعلم الله الصادق من الكاذب ليعلم الله الثابت من المتغيرّ المتلوّن !! الواضح من الغامض المتخبط!! سنة الله في كل الأمم ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38)(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)
الهدهد الصالح الرسول الرباني والجندي السليماني حامل رسالة صادق وأمين حمل رسالة النبي سليمان عليه السلام إلى ملكة سباء لم تكن رسالة تنسيق و تأمر أو معلومات وتخابر وتعاون امني مع أعداء الإسلام لم تكن رسالة نميمة وغيبة مذمومة بل كانت رسالة هداية لم تكن رسالة خلط وشتم وتشويه للمجاهدين الصادقين وتجهيل وتجاهل لهم وتثبيط للهمم المطالبة والعاملة لتغيير الواقع البائس للأمة , ( اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) . ولم يغِّـير الرسول الأمين والجندي السليماني الوفي الرسالة ولم يخن الأمانة في الطريق وشهدت له ملكة سباء :(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).
وصل الكتاب إلى الملكة العاقلة التي كانت تتخبط في ظلام الجاهلية وكانت تسير وفق منهج المستشارين الضالين المضلين ومن الملا الذين طلبت استشارتهم( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) كانت تستقوي بهم ولم يكن من هؤلاء إلا ان تفاخروا فقط بقوتهم وبأسهم وعضلاتهم وأعادوا الأمر إليها ( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) فتصرفت بما كانت عليه في بيئتها الجاهلية وما حولها من فساد الملوك وطغيانهم فقررت إرسال هدية الرشوة التي رفضها نبي الله عليه السلام (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) .
أمر النبي سليمان عليه السلام الجندي الهدهد بمواصلة المهمة النبيلة ( ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ) وبعد عدة مراسلات من النبي الكريم عليه السلام لتلك الملكة ,ولسبب أخر أكثر أهمية ( إِنَّـهـَا كَـانَت مِـن قَـوم ٍ كَافِـرِينَ) مما حدى بنبي الله الكريم التهديد بإعلان الجهاد ( فَلَنَأتِيانُهم بِجِنود ٍ لآ قِبَلَ لَهُم بِها وَلَنخرِجَنّهُم مِنها أذلـةّ وَهُـم صاغرون ).
فقررت معرفة الحق بنفسها ووافقت على دعوة النبي الكريم واختبرها النبي سليمان عليه السلام ( قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) كان يعرف ( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) . ( قِيل لَها أدخُلي الصّرحَ فَلَمَا رأتهُ حَسِبته لُجَّة ًوَكَشفت عن سَاقيهَا قَال إنه صَرحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِير قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) , ورغم كل ذلك كانت وليعلم المتسترتين بشعارات الملكة بلقيس وهم جند إبليس إنها كانت مستترة وثيابها تغطيها من الطول فكشفت عن ساقيها في صرح سليمان عليه السلام( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ) , وبعد ظهور كثير من آيات الله العظيمة خلال هذه المهمة الربانية النبوية الدعوية للهدهد ( قَالَ يَأيُّها آلمَلؤُا أيُّكم يَأتِني بِعَرشِها قَبلَ أن يَأتُوني مُسلِمين قَالَ عِفريتٌ مِنَ آلجِنِ أنَا أتِيكَ بِهِ قَبلَ أن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإنِي عَليه لَقَوِيٌ أمِينٌ قَالَ آلَّذي عِندَهُ عِلمٌ مِن الِكتابِ أنا أتيكَ به ِ قَبلَ أن يَرتَدَّ إليكَ طَرفُكَ فَلَمَّا رَأهُ مُستقِراً عِندهقَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
كل تلك الجهود النبوية وجهود الهدهد العظيمة آلت إلى دخولها هي وقومها في دين الله الحق , أقرت بوجود الله وإلوهيته على الخلق أجمعين وانه لا مستحق للعبادة قط إلا هو سبحانه وتوبتها عن أفعالها الجاهلية السابقة سواء بتولي الولاية العظمى من دون الرجال القوامين على النساء أو الديمقراطية الجاهلية التي كانت تمارسها وقومها أو استخدام الرشوة لشراء المواقف وغيرها مما ذكرته الآيات البينات ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
منَّ الله على هذه الملكة العاقلة بالإسلام فخرجت من الظلمات إلى النور وتابت وأنابت واعترفت إلى الله بأنها في كل أفعالها السابقة التي يتغنى بها الجهلة اليوم ويصفها بالأفعال التاريخية والنموذج الذي يحتذى بينما وصفتها الملكة العاقلة بأنها (ظلمت نفسها))قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[
وتوقف ذكرها في القران الكريم عند هذا الحد ولم يرد أي نص أخر. بعد أن أسلمت وتخلت عن ولايتها للملك النبي الكريم عليه السلام ردت الأمور إلى نصابها الصحيح و ظهرت الحكمة الربانية العظيمة هنا في مهمة الرسول الرباني والجندي السليماني المبارك باهتداء ملكة وقبائل سباء بأسرهم إلى الدين الحق واسلموا مع سليمن لله رب العالمين
فعن أي سياحة للهدهد يتحدث السائح المتخبط د. عائض التايواني بهذا الشكل المبهم الذي يلبس على العوام ويخدم مخططي التشويه المقصود للإسلام ؟!!
أين الإيضاح والتبيين لإزالة ما يعلق في النفس من الخلط بين مهمة الهدهد النبيلة وسياحة الابتذال والفجور؟؟!
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
إن مدائحكم لأقطاب منظومة النظام السياسي الفاسد قد صب في ميزان سيئاتكم في دعم الاستبداد والظلم والديكتاتورية لتثبيت هذا الوضع المزري السيئ الذي يجثم علينا ويئن منه ملايين الشعب المسلم يرفض تطبيق الإسلام عقيدة وشريعة كاملة متكاملة يقيد الحريات ويعيق نهضة الأمة ويمنع استخدام ما أعطاه الله من ثروات استخداما صحيحا وعادلا كما يحب ويرضى الله ورسوله
إن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد الصالح أكرمه الله برسالة عظيمة ومهمة نبيلة , ليس سائحا على غرار سياحتكم وسياحة حكام هذه الأيام الذين وقفت بخضوع وخشوع تستجدى أوامرهم وتوجيهاتهم وتعرض خدماتك لهم !! (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{60} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً)
بينما نحن لازلنا بوفاء نتذكر د. عائض القرني الأصلي وقد كرر علينا في خطبه وأحاديثه ومحاضراته ان ابن الجوزي رحمه الله قال : ( أني لأقضي الليل أتقلب في فراشي بحثاً عن كلمة أرضي بها السلطان ولا اغضب بها الله فلا أجد). فتذكرها جيدا !! فقد كررتها آنذاك كثيرا جداً.
الهدهد الصالح أيها المتخبط السائح داعية ربانيا أكرمه الله بقرآناً يُتلى إلى يوم القيامة وليس سائحا عربيدا من حق هذه الأيام يا د. عائض !! فما بالك تقارن الرسول الرباني والجندي السليماني الهدهد !! بسياح هذه الأيام وتطبع في الذهن بسخرية باهتة انه مجرد سائح عابر !!
أخطأت ورب الكعبة يا دكتور والأمر ليس هينا لو كنتم تعلمون وانتم تعلمون وتخفون وهو أمر عظيم !!! عـظيم !!! عـظيم !!
جاء ( الهدهد الصالح) من سباء بنباء يقين وجاء ( المتخبط السائح ) بـبهـتان مـبـيـن!!
جاء الهدهد الصالح بعمل دعوي كبير ادخل ملكة وقبائل سباء في الدين العظيم وجئت ببهتان مبين تتهجم على دعاة الإصلاح والتغيير والجهاد في سبيل الله وتظن عليهم حتى بالدعاء وتشوه مقاصدهم وتربطهم في الذهن بالعناصر التخريبية التي تمولها الاستخبارات العالمية لقتل الأبرياء واستئصال المسلمين وبث الفتنة بينهم ولم تميّز بينهم وبين المجاهدين الصادقين الذين شكلوا ولازالوا السياج الوحيد الذي يحمي الأمة من الحملة العالمية الإرهابية العسكرية والاقتصادية والثقافية التي تقودها جحافل الغزو الأمريكي والمتعدد الجنسيات !!حسبي الله عليكم !!
تب إلى الله يا د . توبة صادقة فأنت تعلم ونحن نعلم ان الذي يحاصر غزة مثلا ما دمت قد ذكرتها في خطابك الملبِس تعرفهم جيدا انهم يهود العرب قادة وموظفين الذين تخدمهم ليل نهار أما المجاهدين فيتوقون شوقا إلى ابسط منفذ ليدخلوا منه ليقوموا بعملياتهم الجهادية التي تقض مضاجع اليهود والصليبيين وأعوانهم!
أنت تعلم ونحن نعلم ان أولياء أمركم من يهود العرب كلهم يشكلون السياج الحاجز والسور الحائط الذي يحمي اليهود في فلسطين وانهم يقتلون أي عابر سبيل إلى فلسطين !! حسبي الله عليك وعليهم أجمعين وعسى ان يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده
وسيكون موقفكم - انتم والسيد اللبناني حسن عبدالكريم عليم اللسان مثلكم - إذا لم تتوبوا مخزيا ومهينا ولا نتمناه لكم!! (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)
فتب إلى الله يا د كتور توبة صادقة فأنت تعلم ونحن نعلم ان الحال قد وصل بالزعماء الفاشلين بدلا من تصحيح أوضاعهم وأفعالهم والاستعانة بالله إلى الاستعانة بعمر خالد وأمثالكم وغيركم ,من الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات والراقصين والراقصات والمغنيين والمغنيات الاستعانة برغدة وهيفاء وغيرهن والفشل يلاحقهم ويلازمهم سنة الله التي لا تتغير وتتبدل!!. (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون) سورة التوبة الآية 67،.
جدد توبتك يا دكتور !! ولا تنبهر بزخرفة المساجد التي كلفت المليارات في أفقر الظروف مع ترك الحكم بما يفترض ان المسجد يعلمه ويبينه والإسلام لا يحرم زينة الله ولكن الإسلام يحرم الإسراف والتبذير ويعتبر فاعله من إخوان الشياطين و البذخ والإسراف والتبذير مذمومة وليست من شعائر الله ولا من تقوى القلوب فالأولى علاج المرضى وتوفير الغذاء وجهاد الأعداء
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ{17} إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ{18} سورة التوبة الآية 18.
( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرامكمن آمن بالله واليوم الأخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهديالقوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظمدرجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيهانعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) .
وهذه الكتب التي تدرس في المساجد حتى المزخرفة منها ألفها أصحابها تحت أشجار النخيل إن وجدت فأعطت ثمارها في القلوب الحية طوال القرون ولا يحتاج طالب العلم الحقيقي إلى هذه الزخرفة لكي يحفظ كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المسجد إيمان وعبادة وعمل صالح!!وليس تحفة فنية ومعمارية!!
فمعلوم أن المساجد مصانع الرجال لهاد دور علمي تنويري , ولها دور جهادي وتحريضي ودور تربوي في تربية النشء وتهذيب سلوكياتهم وجعلهم على الاستقامة , ودور اجتماعي في الألفة والتآزر والتعاون على البر والتقوى على الخير وحل مشاكل المجتمع والقضاء والفصل في مشاكل الناس وحل مشاكلهم بما يرضي الله ورسوله , لم يكن التسابق بينهم في التطاول بالبنيان والنقوش والرسوم وتزيين المساجد وزخرفتها وتخريب العقول والقلوب وتحويلها إلى مزارات للسواح والآثار وتوزيع صورها وبيعها ,