إبداعات
10-15-2009, 02:02 AM
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع
شهدت الرياض في الأسبوع الماضي انعقاد مؤتمر الناشرين العرب الأول الذي شرف برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وافتتحه نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة.
المؤتمر، وعلى مدى يومين من جلسات العمل المكثفة، ناقش موضوعات تهم الناشر العربي والمؤلف والقارئ ومن بينها مستقبل النشر، والنشر الإلكتروني، وحقوق المؤلف، وحرية النشر... إلى غير ذلك من الموضوعات.
ما أريد الحديث عنه هنا هو الناشر السعودي وماذا استفاد من هذه التظاهرة الثقافية الدولية. جمعية الناشرين السعوديين هي من خطط وتابع مع اتحاد الناشرين العرب هيكلة فعاليات المؤتمر ومن سيشارك فيه ويتحدث في جلساته، وبالتالي فهي المسؤولة عنه من حيث الموضوعات والفعاليات المصاحبة. كان هناك تغييب شبه كامل للناشر السعودي وقد اقتصرت مشاركته، وهو ابن الدولة المنظمة، على إدارة بعض الجلسات وشرح عن معرض الرياض الدولي للكتاب في إحدى الجلسات... فهل يكفي هذا؟
أين ناشرونا وكتابنا؟ أين أوراق عملهم؟ أين مناقشاتهم وحضورهم في مؤتمر متخصص يعقد في بلادهم؟ أسئلة تبحث عن أجوبة... من وجهة نظري فإن السبب في ضعف حضور ومشاركة الناشرين والمؤلفين السعوديين يعود لأحد أمرين، إما عدم الإدراك لأهمية النشر ودوره في رقي وتقدم الحركة الثقافية في البلاد وهذا أمر مستبعد، وإما عدم القناعة بدور جمعية الناشرين وما تقدمه من دعم لهم في صناعتهم، وبالتالي عدم القناعة بما تنظمه من فعاليات وهذا هو الأقرب. ولعل ما يدعم ذلك هو فشل الجمعية في الحصول على رعاية للمؤتمر من أي دار نشر سعودية أو غيرها على الرغم من إسناد مهمة البحث عن رعاة لشركة متخصصة في تنظيم المؤتمرات، علما بأن هناك دور نشر كبيرة لها ميزانيات بمئات الملايين ولن يثقل كاهلها تقديم مبلغ رمزي دعما لمؤتمر يفترض أنه يخدم توجهاتها وأهدافها. وفي النهاية وعندما سدت أمام الجمعية الأبواب طرقت باب وزارة الثقافة والإعلام لإنقاذها وطلبت تنظيم المؤتمر من ميزانية الوزارة وهو ما وجه به الدكتور خوجة وتم بالفعل.
لقد انصب حرص المسؤولين في جمعية الناشرين السعوديين على التودد وتقديم كل التسهيلات لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين وتوفير خط سير وسكن ومواصلات مميزة له، إضافة إلى المبالغة في الاحتفاء به خلال حفلات الغداء والعشاء وإشراكه في الفنون الشعبية التي قدمت. كانت هناك رغبة شديدة في كسب ودغدغة عواطف رئيس الاتحاد الدولي عله يشفع للجمعية في أن تكون عضوا في الاتحاد الدولي للناشرين، وهذا أمر لا بأس به، ولكن ليس على حساب أمور أخرى تهم الناشر السعودي.
أخيرا: كلمة حق يجب أن تقال على الرغم من كل ما حصل وهي أن المؤتمر بحث موضوعات تهم الناشرين على امتداد الوطن العربي وكانت له أصداء طيبة، لكن ما يحز في النفس أن ناشرنا السعودي لم يأخذ حقه من الرعاية والاهتمام وربما لا تتاح له الفرصة مرة أخرى في أن تنظم فعالية بهذا الحجم في بلاده وبالتالي تضيع الفرصة عليه في أن يتعرف الآخرون على ما لديه من نشاط وما وصل إليه من تطور.
جمعية الناشرين السعوديين، وإن كانت تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، إلا أنه يجب أن يعاد النظر في هيكلتها ونشاطها وأهدافها، وماذا حققت للناشرين وماذا يريدون منها وهناك حاجة ماسة لتواصل الوزارة مع الناشرين والتعرف على مشاكلهم ودعم طموحاتهم، وبالتالي تطوير جمعيتهم بما يحقق أهدافهم ويدعم صناعة النشر في المملكة.
[email protected]
صحيفة عكاظ، الثلاثاء 13 أكتوبر 2009
شهدت الرياض في الأسبوع الماضي انعقاد مؤتمر الناشرين العرب الأول الذي شرف برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وافتتحه نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة.
المؤتمر، وعلى مدى يومين من جلسات العمل المكثفة، ناقش موضوعات تهم الناشر العربي والمؤلف والقارئ ومن بينها مستقبل النشر، والنشر الإلكتروني، وحقوق المؤلف، وحرية النشر... إلى غير ذلك من الموضوعات.
ما أريد الحديث عنه هنا هو الناشر السعودي وماذا استفاد من هذه التظاهرة الثقافية الدولية. جمعية الناشرين السعوديين هي من خطط وتابع مع اتحاد الناشرين العرب هيكلة فعاليات المؤتمر ومن سيشارك فيه ويتحدث في جلساته، وبالتالي فهي المسؤولة عنه من حيث الموضوعات والفعاليات المصاحبة. كان هناك تغييب شبه كامل للناشر السعودي وقد اقتصرت مشاركته، وهو ابن الدولة المنظمة، على إدارة بعض الجلسات وشرح عن معرض الرياض الدولي للكتاب في إحدى الجلسات... فهل يكفي هذا؟
أين ناشرونا وكتابنا؟ أين أوراق عملهم؟ أين مناقشاتهم وحضورهم في مؤتمر متخصص يعقد في بلادهم؟ أسئلة تبحث عن أجوبة... من وجهة نظري فإن السبب في ضعف حضور ومشاركة الناشرين والمؤلفين السعوديين يعود لأحد أمرين، إما عدم الإدراك لأهمية النشر ودوره في رقي وتقدم الحركة الثقافية في البلاد وهذا أمر مستبعد، وإما عدم القناعة بدور جمعية الناشرين وما تقدمه من دعم لهم في صناعتهم، وبالتالي عدم القناعة بما تنظمه من فعاليات وهذا هو الأقرب. ولعل ما يدعم ذلك هو فشل الجمعية في الحصول على رعاية للمؤتمر من أي دار نشر سعودية أو غيرها على الرغم من إسناد مهمة البحث عن رعاة لشركة متخصصة في تنظيم المؤتمرات، علما بأن هناك دور نشر كبيرة لها ميزانيات بمئات الملايين ولن يثقل كاهلها تقديم مبلغ رمزي دعما لمؤتمر يفترض أنه يخدم توجهاتها وأهدافها. وفي النهاية وعندما سدت أمام الجمعية الأبواب طرقت باب وزارة الثقافة والإعلام لإنقاذها وطلبت تنظيم المؤتمر من ميزانية الوزارة وهو ما وجه به الدكتور خوجة وتم بالفعل.
لقد انصب حرص المسؤولين في جمعية الناشرين السعوديين على التودد وتقديم كل التسهيلات لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين وتوفير خط سير وسكن ومواصلات مميزة له، إضافة إلى المبالغة في الاحتفاء به خلال حفلات الغداء والعشاء وإشراكه في الفنون الشعبية التي قدمت. كانت هناك رغبة شديدة في كسب ودغدغة عواطف رئيس الاتحاد الدولي عله يشفع للجمعية في أن تكون عضوا في الاتحاد الدولي للناشرين، وهذا أمر لا بأس به، ولكن ليس على حساب أمور أخرى تهم الناشر السعودي.
أخيرا: كلمة حق يجب أن تقال على الرغم من كل ما حصل وهي أن المؤتمر بحث موضوعات تهم الناشرين على امتداد الوطن العربي وكانت له أصداء طيبة، لكن ما يحز في النفس أن ناشرنا السعودي لم يأخذ حقه من الرعاية والاهتمام وربما لا تتاح له الفرصة مرة أخرى في أن تنظم فعالية بهذا الحجم في بلاده وبالتالي تضيع الفرصة عليه في أن يتعرف الآخرون على ما لديه من نشاط وما وصل إليه من تطور.
جمعية الناشرين السعوديين، وإن كانت تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، إلا أنه يجب أن يعاد النظر في هيكلتها ونشاطها وأهدافها، وماذا حققت للناشرين وماذا يريدون منها وهناك حاجة ماسة لتواصل الوزارة مع الناشرين والتعرف على مشاكلهم ودعم طموحاتهم، وبالتالي تطوير جمعيتهم بما يحقق أهدافهم ويدعم صناعة النشر في المملكة.
[email protected]
صحيفة عكاظ، الثلاثاء 13 أكتوبر 2009