عبد الله بوراي
09-23-2009, 07:31 PM
http://img89.imageshack.us/img89/4093/49038369.jpg (http://img89.imageshack.us/i/49038369.jpg/)
عِشْقُ الفِداء
شعر : عبد الرحمن بن أحمد جبريل بارود
ازرعي في البنينَ عشقَ الفداءِ ورُكُوبَ العَواصفِ الهَوجاءِ
أرضعيهمْ معَ الحليبِ رَحيقاً مِن شُموخٍ وعزَّةٍ وإباءِ
لا تكونَنَّ مِنْ بني الحِرْباءِ يا صَغيري والقِرْدِ iiوالببَّغاءِ
ما عبادُ العِبادِ في الأرضِ إلا ثمرٌ الخُنوعِ iiوالإنحِناءِ
زهِّديهمْ في زخرفِ الأرضِ كيلا تَخرِقَ اللُبَّ قشرةٌ من iiطِلاءِ
إنَّ عبدَ الأولى قتيلُ سَرابٍ قد أضاعَ الثنتينِ في iiالدَّهناءِ
عَوِّذيْهِمْ باللهِ مِن كلِّ مَرعىً فيهِ حَمضٌ مُقطِّعُ iiالأمعاءِ
لنسورِ الإسلامِ في الجوِّ مَرحى لا لِتلكَ السَّلاحِفِ الجَرباءِ
* * ii*
كُرَةُ الأرضِ أقلعَتْ مِن قديمٍ تتهادى في اللُجَّةِ iiالحمراءِ
تَفجأُ الناسَ نارُها باضطرامٍ كُلَّما أشرَفتْ على iiالإنطفاءِ
بجُذوعِ الغَضا تَؤُجُّ وتَضْرى وبفَحمِ المَحاجِرِ iiالسَوداءِ
وَلدَتْنا للموتِ أمٌ ثكُولٌ مُنذُ قابيلَ لمْ تَنمْ في iiهَناءِ
* * ii*
يا هَلوعاً مُستَنعِجاً ما لشاةٍ من نَجاةٍ في غابةِ iiالأقوياءِ
أوَ تدري مَنْ أنتَ أمْ لستَ تدري ؟ أمْ أضَرَّ الفُؤادُ تَحتَ iiالغِطاءِ
مُذْ رَفعتَ اليدينِ أصبحتَ قِنّاً وسَبتكَ العُلوْجُ سَبيَ iiالإماءِ
وتَداعتْ عليكَ غُلبُ الضَّواري لعَشاءٍ مُلطَّخٍ iiبالدِّماءِ
* * ii*
المجانينُ والمساعيرُ كُثرٌ يطرُقونَ الدِّيارَ طَرْقَ iiالوَباءِ
خَلفُوا كلَ جَنّةٍ نَكبُوها بِرَكاً للدِّماءِ iiوالأشلاءِ
وصُروحٌ تُناطِحُ الغَيْمَ كِبْراً شُيِّدتْ مِن جَماجمِ iiالأبرياءِ
يجعلونَ الصَّمصامةَ العَضْبَ رَبّاً جَلَّ – في عُرفِهِمْ – عن الشُّرَكاءِ
* * ii*
كم رَمى الغافِلينَ عُودُ ثِقابٍ بِحَريقٍ إلى عَنانِ iiالسَّماءِ
الجراثيمُ في الشُّعوبِ رجالٌ ونساءٌ اشَدُّ مِن كُلِ داءِ
كُلُّ مَن كانَ للجراثيمِ خِلاً دَحْرَجَتهُ إلى مَهاوي iiالفَناءِ
ذي فُؤُوسٌ بها تَهُدُّ الأعادي كُلَّ شَعبٍ حُرٍ مَنيعِ iiالبِناءِ
* * ii*
كُلنا للمليكِ .. ما يَملِكُ المَخلوقُ مثقالَ ذَرّةٍ مِن iiهَباءِ
رَبُّ خيرٍ تَسِحُّ كِلتا يَديهِ – مُنذُ بَدءِ الوجودِ – iiبالآلاءِ
نافخُ الرُوحِ في قَرارٍ مَكينٍ الأعزُّ الأجَلُّ ذو iiالكِبرياءِ
قدَّسَ الكونُ ساجداً لِعظيمٍ عَرشُه فوقَ أرضِهِ iiوالسَّماءِ
لَهْوَ أولى بهذهِ النَّفسِ منها ومِنَ الأمَّهاتِ iiوالآباءِ
مِنْ أخٍ أو أختٍ أو ابنٍ وبنتٍ والعروسِ الحسناءِ iiوالأقرباءِ
ومِنَ العُربِ والأعاجمِ والأعمامِ والأوصِياءِ iiوالكُفَلاءِ
أمْرُ رَبّي يَجُبُّ أمرَ المَوالي في الذي صَاغَ مِنْ تُرابٍ iiوماءِ
ذا سِباقٌ مِن سالِفِ الدَّهرِ فيهِ هَلكَ الأكثرون في iiالصَّحراءِِ
دَرَّ دَرُّ الفِردَوسِ مِن دارِ عِزٍ ليسَ يَحظى بِها سوى الأولياءِ
طِرْ إليها واسْبِق إليها المَنايا لا يَعودُ الزَّمانُ نَحوَ iiالوَراءِ
* * ii*
وَيكأنَّ الأقصى أشِعّةُ إكْسٍ كَشَفَتْ عن حَقائقِ iiالأشياءِ
فأرَتنا بَحراً من الأهلِ غَمراً مَعَنَا بالنُّفوسِ iiوالأبناءِ
غَيرَ أنَّ الطَريقَ سُدَّتْ عليهمْ حِقَباً بالإشارةِ iiالحَمراءِ
فَهُمو واقفونَ عاماً فَعاماً في انتظارِ الإشارةِ iiالخضراءِ
وأرَتنا - مِن ضِئْضِىءِ ابنِ أُبَيٍ عَشَراتِ الأذْنابِ iiوالعُملاءِ
جَنَََّدَ الأرْذلُونَ كلَّ مريضٍ قلبُهُ ذي سَرِيْرةٍ iiسوداءِ
شامخِ الأنفِ أنْ غَدا ذَيْلَ كَلبٍ وعدُوَّاً للهِ والأنبياءِ
أشْبَعونا سَبّاً ورَجْما وطَعناً فَوقَ طَعنِ اليهودِ iiوالحُلفاءِ
أزَّهُم عَمُّهمْ ذِئاباً جِياعاً مُنذُ عَشرٍ ما ذُقنَ طَعْمَ iiالغِذاءِ
أكلوا لَحْمَنا ولو تركونا لكفانا ما عِندَنا مِن iiبَلاءِ
* * ii*
يا ابن أرضِ الرِباط تَصْلى وحيداً غارةً بَعدَ غارةٍ شَعواءِ
تنتهي غارةٌ وتغشاكَ أخرى ودوَالَيك يا أخا iiالهَيجاءِ
فَجّرَ البَنْدَةُ القِطاعَ عَلَينا وتَعَشّى بالضِّفَّةِ الفيحاءِ
كم بيوتٍ في الجوِّ طارت جُذاذا وبيوتٍ مَبقُورَةِ iiالأحشاءِ
ميركافا القِردِ قَلعَةٌ مِن حَدِيدٍ أرعَدَتْ ثم قَعقَعتْ iiبالفَناءِ
والأباتشي وفانتومُ العمِّ سامٍ عَرَبونٌ لِعِشقِهِ iiوالولاءِ
بالصّواريخِ والرَّدى أمْطَرتنا ثمَّ وَلّتْ كالرَّخِّ iiوالعَنقاءِ
واليهودُ المستعرِبونَ بَلاءٌ والجواسيسُ ألفُ ألفِ iiبَلاءِ
لَيلُنا كالنهارِ قَصْفٌ ونَسْفٌ ودخانٌ يَعلُو إلى iiالجَوْزاءِ
بَطّأ الأقربونَ عَنّا وصاروا حَوْلَنا كالحجارةِ iiالصَّمّاءِ
نحنُ بَينَ السَّدَّينِ : سَدّ يَهُودٍ ثم سَدِّ العُروبةِ العَرْباءِ
* * ii*
يا ابنَ أرضِ الرِّباطِ ذا الجوهرِ الوَضّاءِ فينا والعِزَّةِ iiالقَعساءِ
إنّ قُطبَ الرَّحى على الأرضِ قُدسٌ ومَحطُ الأنظارِ iiوالأضْواءِ
لا يَكُن قَطُ مِنْ شبابِ فِلسطينَ هَلوْعٌ في فَيلَقِ iiالعُظَماءِ
الهَلُوعُ الجَزُوعُ خِزْيٌ وعارٌ تَّبَّ لا في الموتى ولا iiالأحياءِ
انزِعِ الجُبنَ من فُؤادِكَ نَزعاً ثمَّ ألقِه واسحَقهُ تحتَ iiالحِذاءِ
وتَرَقّبْ بَدراً تُغيّرُ وَجهَ الأرضِ نُعمى مِن أرحمِ iiالرُّحماءِ
* * ii*
كُن لنا خالداً لَعَلكَ تُمسي ضَيفَهُ في المنازِل iiالشَّماءِ
فالعليُّ الجبَّارُ سَلكَ سَيفاً مِثلَما سَلهُ على iiالأعداءِ
واجِهِ الموتَ كالجبالِ الرَّواسي وتضَمَّخ بالمسكِ عند iiاللقاءِ
وَ عِ مَن أنت لا تَخبَّط بليلٍ مُدلهمٍ تخبُّطَ iiالعَشواءِ
وتحَصَّنْ بفالقِ الصُّبحِ واخلَع تُرَّهاتِ الدَّهماءِ iiوالغوغاءِ
كلّما جَهزوا لكَ النَّعشَ تنقَضُّ انقضاضَ الشِّهابِ في iiالظلماءِ
لن تَطِيحَ الثمارُ قبلَ إناها إنَّ فَوقَ الرَّدى كتابَ iiالقَضاءِ
* * ii*
في الأعاصيرِ مَن يُنَجِّي سَفيني في الدُّجى والصُّخُورِ iiوالأنواءِ
سَل أبانا نُوحاً وقل : يا أبانا أيُّ راعٍ لفُلكِكَ الغَرّاءِ ii؟
في جبالِ الأمواجِ فوقَ جبالٍ في بحارٍ بَعيدةِ iiالأرْجاءِ
مَن حَماها ؟ مَن قادَها وهي تجري وبها حَفنَةٌ مِنَ البؤَساءِ ii؟
أقلَعَت باسمِ رَبِّها ثم أرستْ في سلامٍ ونعمةٍ iiوهناءِ
نُجِّيَتْ وحْدَها وغَرّقَ ربي كُلَّ أعدائها بلا استثناءِ
* * ii*
ثِق بمولاكَ يا ابنَ حِطينَ واعقِل لا يَرُعْكَ السَّرابُ في iiالبيداءِ
لا تكنْ قَشَّةٌ تَطيرُ وتَهْوي في مَهَبِّ الدَّبُورِ iiوالنَّكباءِ
ما تَخَلّى مولاكَ – حاشا وكلا – لحظةً عَن عِبادِهِ iiالأوفياءِ
فتوكل عليهِ وافزَع إليهِ فهو ربُّ السَّرّاءِ iiوالضَّرّاءِ
لا تُساوِي الدنيا لديهِ جَناحاً واحداً مِن بَعوضَةٍ iiعمياءِ
* * ii*
يا خَليليّ عَللاني بحيفا وبيافا والأنجُمِ iiالزَّهراءِ
طَرَقَتني من بعدِ قَطعِ الفَيافي مَعَ ريحِ الشَّمالِ في iiالأجواءِ
أينَ منّي جَناتُ بيتِ دَرَاسٍ ومَغاني أجدادِنا iiالقُدَماءِ
وعناقيدُ كالثريَّا تَدَلتْ عَسَلا في كُرومِنا iiالغَنّاءِ
عَجَزَت أن تَنالَها في عُلاها ظُلماتُ الخُسوفِ والإطفاءِ
* * ii*
حَفَرتْ أرضَنا السَّكاكينُ حَفراً في عِظامِ الآباءِ iiوالأبناءِ
أمُّنا – يا أُخيَّ – ذِي مُذ رَضَعنا المَجْدَ من ثَديِ أمِّنا iiحَوّاءِ
بالخَلِيلينِ طيِّبتْ والنَّبيِّينَ وبالأولياءِ iiوالشُهداءِ
وكأنَّ الأقدارَ – والدَّهرُ يَحْبُو – عَجَنَتها بالمِسْكِ iiوالحِنَّاءِ
* * ii*
خَيلُنا البُلقُ صافناتٌ جِيادٌ بِدَعٌ في الصِّفاتِ والأسْماءِ
صُوَّمٌ ما لهُنَّ مِن أمَّهاتٍ في خُيولِ الدنيا ولا iiآباءِ
طَلبتنا دَهْراً فلما رَأتْنا حَمْحَمَتْ للفوارسِ iiالأكْفاءِ
نحن كالبحرِ مَوْجَةٌ بَعْدَ أُخرى ذَخَرَتْنا الأقدارُ iiللعَلياءِ
هذهِ الرايةُ التي في يَدَيْنا رايةُ المصطفى أبي الزَّهراءِ
فازَ بالقُربِ فوقَ سَبْعٍ طِباقٍ بَعْدَ أنْ أمَّ أعْظَمَ iiالعُظماءِ
وفلسطينُ كالحجازِ لديهِ تَوأمانِ والطُّورُ مِثلُ iiحِراءِ
* * ii*
وختاماً يَنقَضُّ كالبَرقِ رُوحُ اللهِ عيسى بالطَّعنَةِ iiالنَّجلاءِ
ثمَّ يَرْمي بالأعْورِ الكَلبِ رَمْياً مالِكٌ في جهنَّمَ iiالسَّوداءِ
لا سَوَاءٌ وكُلُ آتٍ قريبٌ يا فِلسطينُ رَغْم نَهرِ iiالدِّماءِ
لن تَرَى - إي وَرَبِّنا – مِن بني صُهيونَ قِرداً يَمشِي على iiالغَبراءِ
عِشْقُ الفِداء
شعر : عبد الرحمن بن أحمد جبريل بارود
ازرعي في البنينَ عشقَ الفداءِ ورُكُوبَ العَواصفِ الهَوجاءِ
أرضعيهمْ معَ الحليبِ رَحيقاً مِن شُموخٍ وعزَّةٍ وإباءِ
لا تكونَنَّ مِنْ بني الحِرْباءِ يا صَغيري والقِرْدِ iiوالببَّغاءِ
ما عبادُ العِبادِ في الأرضِ إلا ثمرٌ الخُنوعِ iiوالإنحِناءِ
زهِّديهمْ في زخرفِ الأرضِ كيلا تَخرِقَ اللُبَّ قشرةٌ من iiطِلاءِ
إنَّ عبدَ الأولى قتيلُ سَرابٍ قد أضاعَ الثنتينِ في iiالدَّهناءِ
عَوِّذيْهِمْ باللهِ مِن كلِّ مَرعىً فيهِ حَمضٌ مُقطِّعُ iiالأمعاءِ
لنسورِ الإسلامِ في الجوِّ مَرحى لا لِتلكَ السَّلاحِفِ الجَرباءِ
* * ii*
كُرَةُ الأرضِ أقلعَتْ مِن قديمٍ تتهادى في اللُجَّةِ iiالحمراءِ
تَفجأُ الناسَ نارُها باضطرامٍ كُلَّما أشرَفتْ على iiالإنطفاءِ
بجُذوعِ الغَضا تَؤُجُّ وتَضْرى وبفَحمِ المَحاجِرِ iiالسَوداءِ
وَلدَتْنا للموتِ أمٌ ثكُولٌ مُنذُ قابيلَ لمْ تَنمْ في iiهَناءِ
* * ii*
يا هَلوعاً مُستَنعِجاً ما لشاةٍ من نَجاةٍ في غابةِ iiالأقوياءِ
أوَ تدري مَنْ أنتَ أمْ لستَ تدري ؟ أمْ أضَرَّ الفُؤادُ تَحتَ iiالغِطاءِ
مُذْ رَفعتَ اليدينِ أصبحتَ قِنّاً وسَبتكَ العُلوْجُ سَبيَ iiالإماءِ
وتَداعتْ عليكَ غُلبُ الضَّواري لعَشاءٍ مُلطَّخٍ iiبالدِّماءِ
* * ii*
المجانينُ والمساعيرُ كُثرٌ يطرُقونَ الدِّيارَ طَرْقَ iiالوَباءِ
خَلفُوا كلَ جَنّةٍ نَكبُوها بِرَكاً للدِّماءِ iiوالأشلاءِ
وصُروحٌ تُناطِحُ الغَيْمَ كِبْراً شُيِّدتْ مِن جَماجمِ iiالأبرياءِ
يجعلونَ الصَّمصامةَ العَضْبَ رَبّاً جَلَّ – في عُرفِهِمْ – عن الشُّرَكاءِ
* * ii*
كم رَمى الغافِلينَ عُودُ ثِقابٍ بِحَريقٍ إلى عَنانِ iiالسَّماءِ
الجراثيمُ في الشُّعوبِ رجالٌ ونساءٌ اشَدُّ مِن كُلِ داءِ
كُلُّ مَن كانَ للجراثيمِ خِلاً دَحْرَجَتهُ إلى مَهاوي iiالفَناءِ
ذي فُؤُوسٌ بها تَهُدُّ الأعادي كُلَّ شَعبٍ حُرٍ مَنيعِ iiالبِناءِ
* * ii*
كُلنا للمليكِ .. ما يَملِكُ المَخلوقُ مثقالَ ذَرّةٍ مِن iiهَباءِ
رَبُّ خيرٍ تَسِحُّ كِلتا يَديهِ – مُنذُ بَدءِ الوجودِ – iiبالآلاءِ
نافخُ الرُوحِ في قَرارٍ مَكينٍ الأعزُّ الأجَلُّ ذو iiالكِبرياءِ
قدَّسَ الكونُ ساجداً لِعظيمٍ عَرشُه فوقَ أرضِهِ iiوالسَّماءِ
لَهْوَ أولى بهذهِ النَّفسِ منها ومِنَ الأمَّهاتِ iiوالآباءِ
مِنْ أخٍ أو أختٍ أو ابنٍ وبنتٍ والعروسِ الحسناءِ iiوالأقرباءِ
ومِنَ العُربِ والأعاجمِ والأعمامِ والأوصِياءِ iiوالكُفَلاءِ
أمْرُ رَبّي يَجُبُّ أمرَ المَوالي في الذي صَاغَ مِنْ تُرابٍ iiوماءِ
ذا سِباقٌ مِن سالِفِ الدَّهرِ فيهِ هَلكَ الأكثرون في iiالصَّحراءِِ
دَرَّ دَرُّ الفِردَوسِ مِن دارِ عِزٍ ليسَ يَحظى بِها سوى الأولياءِ
طِرْ إليها واسْبِق إليها المَنايا لا يَعودُ الزَّمانُ نَحوَ iiالوَراءِ
* * ii*
وَيكأنَّ الأقصى أشِعّةُ إكْسٍ كَشَفَتْ عن حَقائقِ iiالأشياءِ
فأرَتنا بَحراً من الأهلِ غَمراً مَعَنَا بالنُّفوسِ iiوالأبناءِ
غَيرَ أنَّ الطَريقَ سُدَّتْ عليهمْ حِقَباً بالإشارةِ iiالحَمراءِ
فَهُمو واقفونَ عاماً فَعاماً في انتظارِ الإشارةِ iiالخضراءِ
وأرَتنا - مِن ضِئْضِىءِ ابنِ أُبَيٍ عَشَراتِ الأذْنابِ iiوالعُملاءِ
جَنَََّدَ الأرْذلُونَ كلَّ مريضٍ قلبُهُ ذي سَرِيْرةٍ iiسوداءِ
شامخِ الأنفِ أنْ غَدا ذَيْلَ كَلبٍ وعدُوَّاً للهِ والأنبياءِ
أشْبَعونا سَبّاً ورَجْما وطَعناً فَوقَ طَعنِ اليهودِ iiوالحُلفاءِ
أزَّهُم عَمُّهمْ ذِئاباً جِياعاً مُنذُ عَشرٍ ما ذُقنَ طَعْمَ iiالغِذاءِ
أكلوا لَحْمَنا ولو تركونا لكفانا ما عِندَنا مِن iiبَلاءِ
* * ii*
يا ابن أرضِ الرِباط تَصْلى وحيداً غارةً بَعدَ غارةٍ شَعواءِ
تنتهي غارةٌ وتغشاكَ أخرى ودوَالَيك يا أخا iiالهَيجاءِ
فَجّرَ البَنْدَةُ القِطاعَ عَلَينا وتَعَشّى بالضِّفَّةِ الفيحاءِ
كم بيوتٍ في الجوِّ طارت جُذاذا وبيوتٍ مَبقُورَةِ iiالأحشاءِ
ميركافا القِردِ قَلعَةٌ مِن حَدِيدٍ أرعَدَتْ ثم قَعقَعتْ iiبالفَناءِ
والأباتشي وفانتومُ العمِّ سامٍ عَرَبونٌ لِعِشقِهِ iiوالولاءِ
بالصّواريخِ والرَّدى أمْطَرتنا ثمَّ وَلّتْ كالرَّخِّ iiوالعَنقاءِ
واليهودُ المستعرِبونَ بَلاءٌ والجواسيسُ ألفُ ألفِ iiبَلاءِ
لَيلُنا كالنهارِ قَصْفٌ ونَسْفٌ ودخانٌ يَعلُو إلى iiالجَوْزاءِ
بَطّأ الأقربونَ عَنّا وصاروا حَوْلَنا كالحجارةِ iiالصَّمّاءِ
نحنُ بَينَ السَّدَّينِ : سَدّ يَهُودٍ ثم سَدِّ العُروبةِ العَرْباءِ
* * ii*
يا ابنَ أرضِ الرِّباطِ ذا الجوهرِ الوَضّاءِ فينا والعِزَّةِ iiالقَعساءِ
إنّ قُطبَ الرَّحى على الأرضِ قُدسٌ ومَحطُ الأنظارِ iiوالأضْواءِ
لا يَكُن قَطُ مِنْ شبابِ فِلسطينَ هَلوْعٌ في فَيلَقِ iiالعُظَماءِ
الهَلُوعُ الجَزُوعُ خِزْيٌ وعارٌ تَّبَّ لا في الموتى ولا iiالأحياءِ
انزِعِ الجُبنَ من فُؤادِكَ نَزعاً ثمَّ ألقِه واسحَقهُ تحتَ iiالحِذاءِ
وتَرَقّبْ بَدراً تُغيّرُ وَجهَ الأرضِ نُعمى مِن أرحمِ iiالرُّحماءِ
* * ii*
كُن لنا خالداً لَعَلكَ تُمسي ضَيفَهُ في المنازِل iiالشَّماءِ
فالعليُّ الجبَّارُ سَلكَ سَيفاً مِثلَما سَلهُ على iiالأعداءِ
واجِهِ الموتَ كالجبالِ الرَّواسي وتضَمَّخ بالمسكِ عند iiاللقاءِ
وَ عِ مَن أنت لا تَخبَّط بليلٍ مُدلهمٍ تخبُّطَ iiالعَشواءِ
وتحَصَّنْ بفالقِ الصُّبحِ واخلَع تُرَّهاتِ الدَّهماءِ iiوالغوغاءِ
كلّما جَهزوا لكَ النَّعشَ تنقَضُّ انقضاضَ الشِّهابِ في iiالظلماءِ
لن تَطِيحَ الثمارُ قبلَ إناها إنَّ فَوقَ الرَّدى كتابَ iiالقَضاءِ
* * ii*
في الأعاصيرِ مَن يُنَجِّي سَفيني في الدُّجى والصُّخُورِ iiوالأنواءِ
سَل أبانا نُوحاً وقل : يا أبانا أيُّ راعٍ لفُلكِكَ الغَرّاءِ ii؟
في جبالِ الأمواجِ فوقَ جبالٍ في بحارٍ بَعيدةِ iiالأرْجاءِ
مَن حَماها ؟ مَن قادَها وهي تجري وبها حَفنَةٌ مِنَ البؤَساءِ ii؟
أقلَعَت باسمِ رَبِّها ثم أرستْ في سلامٍ ونعمةٍ iiوهناءِ
نُجِّيَتْ وحْدَها وغَرّقَ ربي كُلَّ أعدائها بلا استثناءِ
* * ii*
ثِق بمولاكَ يا ابنَ حِطينَ واعقِل لا يَرُعْكَ السَّرابُ في iiالبيداءِ
لا تكنْ قَشَّةٌ تَطيرُ وتَهْوي في مَهَبِّ الدَّبُورِ iiوالنَّكباءِ
ما تَخَلّى مولاكَ – حاشا وكلا – لحظةً عَن عِبادِهِ iiالأوفياءِ
فتوكل عليهِ وافزَع إليهِ فهو ربُّ السَّرّاءِ iiوالضَّرّاءِ
لا تُساوِي الدنيا لديهِ جَناحاً واحداً مِن بَعوضَةٍ iiعمياءِ
* * ii*
يا خَليليّ عَللاني بحيفا وبيافا والأنجُمِ iiالزَّهراءِ
طَرَقَتني من بعدِ قَطعِ الفَيافي مَعَ ريحِ الشَّمالِ في iiالأجواءِ
أينَ منّي جَناتُ بيتِ دَرَاسٍ ومَغاني أجدادِنا iiالقُدَماءِ
وعناقيدُ كالثريَّا تَدَلتْ عَسَلا في كُرومِنا iiالغَنّاءِ
عَجَزَت أن تَنالَها في عُلاها ظُلماتُ الخُسوفِ والإطفاءِ
* * ii*
حَفَرتْ أرضَنا السَّكاكينُ حَفراً في عِظامِ الآباءِ iiوالأبناءِ
أمُّنا – يا أُخيَّ – ذِي مُذ رَضَعنا المَجْدَ من ثَديِ أمِّنا iiحَوّاءِ
بالخَلِيلينِ طيِّبتْ والنَّبيِّينَ وبالأولياءِ iiوالشُهداءِ
وكأنَّ الأقدارَ – والدَّهرُ يَحْبُو – عَجَنَتها بالمِسْكِ iiوالحِنَّاءِ
* * ii*
خَيلُنا البُلقُ صافناتٌ جِيادٌ بِدَعٌ في الصِّفاتِ والأسْماءِ
صُوَّمٌ ما لهُنَّ مِن أمَّهاتٍ في خُيولِ الدنيا ولا iiآباءِ
طَلبتنا دَهْراً فلما رَأتْنا حَمْحَمَتْ للفوارسِ iiالأكْفاءِ
نحن كالبحرِ مَوْجَةٌ بَعْدَ أُخرى ذَخَرَتْنا الأقدارُ iiللعَلياءِ
هذهِ الرايةُ التي في يَدَيْنا رايةُ المصطفى أبي الزَّهراءِ
فازَ بالقُربِ فوقَ سَبْعٍ طِباقٍ بَعْدَ أنْ أمَّ أعْظَمَ iiالعُظماءِ
وفلسطينُ كالحجازِ لديهِ تَوأمانِ والطُّورُ مِثلُ iiحِراءِ
* * ii*
وختاماً يَنقَضُّ كالبَرقِ رُوحُ اللهِ عيسى بالطَّعنَةِ iiالنَّجلاءِ
ثمَّ يَرْمي بالأعْورِ الكَلبِ رَمْياً مالِكٌ في جهنَّمَ iiالسَّوداءِ
لا سَوَاءٌ وكُلُ آتٍ قريبٌ يا فِلسطينُ رَغْم نَهرِ iiالدِّماءِ
لن تَرَى - إي وَرَبِّنا – مِن بني صُهيونَ قِرداً يَمشِي على iiالغَبراءِ