مشاهدة النسخة كاملة : المورسكيين ... مسلمو الاندلس .. تاريخ مستمر
شيركوه
09-23-2009, 05:13 PM
قضية علي فرانثيثكو بيرث رحمه الله
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ينحدر علي فرانثيثكو بيرث Ali Francisco Perez من بلدة بياسة Baeza الواقعة شمال شرق مدينة جيان و شرق قرطبة. بعد صدور قرار طرد المسلمين من إسبانيا سنة 1609م, غادر علي موطنه رفقة إخوته, زوجته و أبنائه, و استقر بالجزائر –العاصمة- حيث عاشوا على مهنة الصيد. احتكاكه الدائم بالبحر عرضه لخطر الغارات الإسبانية على السواحل الجزائرية, و في إحدى المرات أسره البحّار دومنغو إيسترليش Domingo Estelrich و نقله إلى جزيرة ميورقة. كان في نية دومنغو أن يطلب فدية مالية من ذوي الأسير مقابل إطلاق سراحه, كما كان علي لا يشك في دفع أبنائه و أحفاده هذه الفدية حتى يعود إليهم سالما (1).
موقع بياسة
لكن الأمور لم تسر كما شاء علي: لقد دخلت محكمة التفتيش ببلنسية على الخط حيث وصلتها معلومات عن محادثة أبدى فيها علي رغبته البقاء على العقيدة الإسلامية. فتمّ على الفور تحويل الأسير المسلم إلى سجن المحكمة ببلنسية و تحوّلت قضيته إلى ''جريمة في حق العقيدة الكاثوليكية'', قال المحققون لعلي :''من الممكن أنك تنحدر من أرض قشتالة, و بعد أن رأيت الخير و الشر –يقصدون بالخير قشتالة و النصرانية و بالشر الإسلام الذي عاشه في الجزائر- تريد أن تكون مسلما؟'' (2)
و هنا لا بد من الوقوف على تناقض عجيب لا نجده إلا عند النصارى. فكما نعلم قامت الكنيسة ابتداء من سنة 1499م –على يد الطاغية ثيثنيروس- بتنصير المسلمين قسرا و عُمِّدوا رغما عنهم, و قد اختلف رجال الكنيسة في مدى صحة هذا التنصير المفروض, فقالت طائفة أنه لا يجب اعتبار من عُمّد بالقوة نصرانيا مادام غير مقتنع بالعقيدة النصرانية, لكن الأغلبية قالت أن الذين عُمّدوا نصرانيون لأنهم قبلوا التعميد و جاءوا بمحض إرادتهم للكنيسة ليعمّدوا, و قد كان بإمكانهم عدم القبول بالتعميد و مواجهة عواقب هذا الرفض –التي لم تكن سوى الموت حرقا-, لهذا فالمورسكيون هم نصارى و يجب معاملتهم كذلك. و استمرّت الأوضاع بين صد و رد حتى سنة 1609 لمّا صدر قرار طرد المورسكيين باعتبارهم أعداء للعقيدة الكاثوليكية و للدولة الإسبانية, فطَردوا, و حدث جدل آخر حيث احتجت طائفة: كيف نرسل لأرض الإسلام نصارى تمّ تعميدهم قبل عشرات السنين؟ لكن الرأي الذي ساد أن هؤلاء لن يزيدوا النصرانية إلا تفرقة و وهنا. في هذه الظروف اعتقل علي فرانثيثكو الذي كانت الكنيسة قد طردته قبل سنوات, و اليوم عاد إلى إسبانيا رغما عنه فأرادت معاملته كرجل نصراني تمّ تعميده و ارتد عن النصرانية و اعتنق الإسلام !!! و هذا لعمري هو العجب العُجاب, لكن عوّدتنا النصرانية على مثل هذه التناقضات التي تحار العقول في فهمها.
أحد الابواب ''الأقواس''الشهيرة ببياسة
المهّم أن علي رفض طيلة فترة التحقيق معه الارتداد عن الإسلام, فحُكِم عليه يوم 22 أبريل 1617م بالموت حرقا. لكن محكمة التفتيش العليا La Suprema تدخلت عدة مرات لتأجيل تنفيذ الحكم فاسحة المجال لأربع سنوات من المراودة و محاولات الإقناع, ''إذا اعتنق عقيدتنا المقدسة فلا تصفوه'' (3). لكن علي كان قد باع نفسه لمولاه, فنِعم البيع هو, و نعِم الصفقة هي.
سنة 1621م قامت محكمة التفتيش ببلنسية بإحراق أخينا علي فرانثيثكو بيرث, فرحمه الله و أسكنه فسيح جنانه. (4)
الهوامش
(1)الأرشيف التاريخي الوطني الإسبانيAHN, leg 553.2/24
(2)نفس المصدر
(3)نفس المصدر
(4)قضية علي فرانثيثكو بيرث ذكرتها الباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal في كتابها ‘’Quand on brûlait les morisques’’. الصفحة 87.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي
شيركوه
09-23-2009, 05:16 PM
قضية دييغو لوبيز رحمه الله...دروس و عبر.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
تقع بلدة بيلاروبيا دي لوس أخوس Villarubia de los Ajos شمال إقليم سيوداد ريال Ciudad Real الواقع وسط إسبانيا و تحديدا شمال إقليم الأندلس و جنوب إقليم طليطلة. بعد سقوط هذه المنطقة بيد نصارى قشتالة حافظ المسلمون بها على دينهم تحت الحكم النصراني و عُرفوا بالمدجنين. و بعد سقوط كامل الدولة الإسلامية سنة 1492م و إصدار قرارات التنصير الإجباري بحق كل المسلمين ابتداءا من 1499م, اضطر سكان بلدة بيلاروبيا لإضمار الإسلام و إظهار النصرانية لعلّهم يفلتون من الجحيم الذي تتوعدهم به الكنيسة إذا لم يعتنقوا عقيدة التثليث. و استمروا على هذا الحال إلى سنة 1611م حيث صدر قرار طردهم من إسبانيا أسوة بباقي المسلمين, فقاوموا هذا القرار مقاومة نادرة– كما بين ذلك الباحث الانجليزي دادسون- حيث حُملوا بالقوة إلى فرنسا فعادوا إلى بيلاروبيا, فحملوا مرة أخرى إلى مرافئ قرطاجنة لترحيلهم إلى المغرب لكنهم فروا قبل أن يصلوا إلى السفن قاصدين بلدتهم , فحاولت السلطات طردهم للمرة الثالثة سنة 1614م لكنها فشلت, فتركتهم بعد أن أعياها إصرارهم.
من بين مسلمي بيلاروبيا, رجل يدعى دييغو لوبيزDiego Lopez كان من بين الآلاف الذين تشبثوا بالأرض الأندلسية رغم أنف قرارات الطرد التي اجتهدت السلطات الإسبانية المحتلة في إصدارها. سنة 1613م و بينما كان معتقلا في السجن الملكي, كشف دييغو أمام الجميع عن عقيدته الإسلامية فشكل هذا الإعلان صفعة قوية على خذ السلطات المدنية التي أحالت ملفه إلى محكمة التفتيش بطليطلة, فقد تحول من ''مجرم عادي'' إلى ''خطر على أمن الدولة و وحدة المجتمع الكاثوليكي''.
خلال محضر التحقيق معه قدّم عشرة أشخاص شهادات تتهمه بأداء عبادات إسلامية.
قد تبدو للوهلة الأولى هذه الشهادات طبيعية و لا شيء يستدعي الوقوف عندها. لكن الأمر ليس كذلك, فمعلوم عند أهل القانون أن الاعتراف سيد الأدلة و غالبا ما يكون الاعتراف بعد أن تحاصر الشهادات المُدينة المتهم فلا يجد مناصا من الاعتراف بعد أن تغلق منافذ التملص أمامه, أو –و هذه طريقة غير نظيفة البتة- يُنتزع الاعتراف عبر التعذيب و الضغط النفسي و الجسدي. لكن في حالة دييغو نرى شيئا آخر له أبعاد اجتماعية خلّفتها محاكم التفتيش في الحياة اليومية الإسبانية إلى يومنا هذا.
فدييغو سُجن في البداية لدى محاكم مدنية تعالج القضايا الجنائية أي أن جرمه لا علاقة له بالعقيدة, فلم يكن هناك أدنى شك من قبل النصارى في عقيدته النصرانية و لم يكن هناك أي شيء يستدعي إشهار إسلامه, لكن فجأة أعلن أنه مسلم, و هذا اعتراف يكفي أن يجعله حطبا لنار ''مراسيم الإيمان'' أو الأتودافيAutodafe, لهذا قامت السلطات المدنية بتسليمه مباشرة للمحاكم المختصة ب''جرائم العقيدة'' ألا و هي محاكم التفتيش السيئة الذكر.
كان يكفي محكمة التفتيش بطليطلة أمام هذا الاعتراف ''الطوعي'' أن تقدمه مباشرة للموت حرقا و لم تكن في حاجة لاستدعاء الشهود خاصة و أنها أحرقت غيره بناءا على اعترافات انتزعت تحت التعذيب و بناءا على شهادات غير موثوقة, و هي أدلة لا يمكن القبول بها في أي حال من الأحوال, فكيف بمن جاء بقدميه يعترف أنه مسلم, لقد وفّر عليهم جهدا كبيرا كانوا سيبذلونه في التحقيق و التعذيب و استدعاء الشهود.
في حالة دييغو عززت محاكم التفتيش ''الاعتراف'' بعشرة شهادات –أو كما سنرى بعد قليل ''وشايات''- !!! فهل كان هذا الاعتراف في حاجة لشهادات حتى يدينوا دييغو بتهمة الردة؟ و هل كانوا سيطلقون سراحه لو جاءت الشهادات عكس ما اعترف به؟ أم أنها مجرد إجراءات شكلية لا تأثر في مجرى الحكم؟ ثم, هل هؤلاء الشهود تمّ استدعاءهم و أرغموا على الشهادة ضده أم أنهم جاءوا بمحض إرادتهم ليدينوا شخصا رأوه يتعبد بالطريقة الإسلامية؟
لا ندعي حيازة الإجابة على هذه الأسئلة, لكن قد نحوز بعض عناصر الإجابة.
في مقاله القيم حول محكمة التفتيش الإسبانية أبرز عالم الاجتماع و المؤرخ الإسباني خوليو كارو بارخا Julio Caro Baroja أن محاكم التفتيش رسّخت في أوربا –و خاصة إسبانيا- تصرفات و عقليات سيئة استمرّت إلى اليوم:"لو عشت زمن محاكم التفتيش, لكنت ربما عدوا لها بشكل أو بآخر. أما الآن و قد ولّى العصر الذي اشتغلت فيه, عليّ أن أكون عدوا للعادات التي بقيت في دماء العديد من الأسبان حتى اليوم منتقلة من الميدان الديني إلى المجال السياسي و البيروقراطي. عادات كالوشاية, الإبلاغ السري, الانتهازية الرسمية و عيوب أخرى نعرفها بحكم تجربة طويلة''
''إن العيش في السنوات التي عرفت استشراء طبقة الوشاة العامين ''los denunciantes públicos'' –أو الذين أطلق عليهم بالقشتالية القديمة ''النمامون''malsines و باليونانية Sicofantes- يسمح لنا بإعادة خلق أو العيش تاريخيا في فترات أخرى و أجواء أخرى. كما يسمح لنا بمعاينة الآثار الرهيبة للكراهية بين جماعات عرقية''(1)
لم يكن في الحقيقة باستطاعة المفتشين الإحاطة بجميع جوانب الحياة الشخصية للقاطنين بالأراضي الخاضعة لسلطتهم, فلجئوا لتشجيع الناس على الوشاية ببعضهم البعض, فانتشرت هذه الظاهرة في المجتمع انتشار النار في الهشيم فأصبح الابن يشي بوالده, و الأم بابنها و المرأة بزوجها...ناهيك عمن يشي بعدوه و غريمه, و بما أن الكنيسة كانت قد أعلنت الحرب على المورسكيين و اليهود و البروتستانت –و على معتقداتهم و طقوسهم- فقد شكل هؤلاء وجبة دسمة لهواة الوشاية و الإبلاغ عن الجرائم ''العقدية''. هؤلاء الهواة تمّت تسميتهم بالنمامين malsines, و عرّف Covarrubiasكوفاروبياث النمّام ب''من يُبلّغ العدالة سرّا عن بعض المخالفات بنية سيئة و لمصلحته الخاصة'' (2). باروخا بيّن أن أهل النميمة يلعبون دورا كبيرا في أوقات الفتن و المحن و الاستبداد حيث تختلط مفاهيم ''الجريمة'' و ''العدالة'' و تسير وفق إرادة الكنيسة, و تصير النميمة وسيلة للانتقام و القضاء على الخصوم (3), بل و تصير أيضا سلّما يرتقي عبره البعض للتقرب من السلطة سواء الكنسية أو المدنية.
فهؤلاء العشرة الذين شهدوا ضد دييغو لوبيز –على الأقل بعضهم- هم مثال حي للنميمة التي استشرت في المجتمع, هذا لو كانوا بالفعل رأوا دييغو يؤدي عبادات إسلامية. لكن ماذا لو لم يكونوا رأوا شيئا و استغلوا الوضع لتلميع صورتهم ''كنمامين'' أمام المفتشين و تحقيق مكاسب شخصية؟
ثم هناك نقطة أخرى مثيرة للاهتمام, لماذا لم يبلغ الشهود في الحين عن دييغو لمّا رأوه يتعبّد و انتظروا حتى اعترف؟ فإمّا استدعتهم الكنيسة (كأقاربه و أصدقائه و جيرانه) مثلا للتأكد من الماضي الإسلامي و كذلك لاختبارهم, و إما ذهبوا بمحض إرادتهم لإجلاء الشكوك عنهم.
هنا تظهر نظرية أخرى, لقد بيّن الباحث الانجليزي دادسون أن النصارى القدامى لبيلاروبيا كانت تربطهم علاقات طيبة بالمورسكيين (4), و من الممكن أنهم كانوا على علم بإسلام دييغو و أخفوا ذلك عن محاكم التفتيش, و لما انكشف الأمر لم يعد هناك فائدة من الإنكار فأخبروا المحكمة بما رأوا. لكن في هذه الحالة, هل اتخذت محكمة التفتيش إجراءات ضد هؤلاء الذين تستروا على جريمة ضد العقيدة الكاثوليكية ؟ على العموم, لم يذكر المحضر أي شيء عن ذلك.
و نعود لأخينا دييغو لوبيز رحمه الله الذي لم ينفي ما كيل له من اتهامات في تلك الشهادات العشر بل أقرّها و استمر على عقيدته الإسلامية لسنة و نصف أخرى. و حسب محضر الاتهام فقد كان دييغو ''دائم العناد, و استمرّ في أداء ما شهد به الشهود ضده'' و أكّد للمفتشين أنه ''مسلم, و يجب عليه أن يكون كذلك و أن يعيش و يموت على هذه الملّة''. (5)
هذا الاعتصام الرائع بحبل الله من قبل دييغو جرح كبرياء المفتشين الذين أبوا إلا يردوه عن الإسلام, فاستدعوا مطارنتهم و قساوستهم فزاروا زنزانته و ألقوا عليه الخطب و المواعظ , يرغبونه تارة و يرهبونه تارة أخرى, لكنهم أخفقوا و عادوا بخفي حنين. لم يفقد النصارى الأمل في ثني ابن الإسلام البار عن عقيدته الموحدة فجاء الكاردينال المفتش العام لمحاكم إسبانيا –بشحمه و لحمه- لزنزانة دييغو لعله يحقق ما عجز عنه الآخرون و يحوله إلى الكاثوليكية لكنه أخفق و انقلب خاسئا و هو حسير, فكرر الزيارة مرّة أخرى و تحدث إليه, ليعود الكاردينال هذه المرة بخفي حنين و متأبطا شر المهانة و الخذلان, فدييغو لم يبغ عن الإسلام حولا (6). أمام هذا الصمود العجيب تخلى المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن دييغو عن موكله و تمّ تسليم ''المتهم'' لتنفيذ حكم الحرق فيه.(7)
و في يوم العاشر من ماي 1615م نظمت محكمة التفتيش بطليطلة ''مرسوم إيمان'' أوتودافي'' أحرقت خلاله الشهيد –بإذن الله- البطل دييغو لوبيز, فرحمه الله و أسكنه فسيح جنانه.(8)
أولئك أجدادي فجئني بمثلهم ---إذا جمعتنا يا ''فرنادنو'' المجامع.
الهوامش
(1)مقال لخوليو كارو باروخا Julio Caro Baroja بعنوان soliloquio sobre la inquisicióny los moriscos
(2)نفس المصدر.
(3)نقس المصدر.
(4)انظر موضوعي ''باحث انجليزي يؤكد بالوثائق أن طرد المورسكيين فشل جزئيا''
(5)من الأرشيف الوطني الإسباني AHN, Inq,, leg 2106/15
(6)ذكرني إصرار النصارى على رد دييغو عن الإسلام بقصة أنسيلم تررميدا Anselm Turmeda, الذي أسلم و أصبح اسمه عبد الله الترجمان. عاش عبد الله على صهوة فرسه (لكثرة ترحاله) حيث ولد سنة 1355 م بميورقة, و درس بليردة Lérida و بولنيا Bolonia , و عيّن سنة 1379م قسيسا,و في الربع الأخير من القرن 14م اعتنق الإسلام بتونس. نبذٌ عبد الله للنصرانية شكل ضربة قاصمة للنصارى, فقد حاولت السلطات بميورقة , و رجال الكنيسة بصقلية و سادة أراغون, بل وحتى البابا بشحمه و لحمه ثنيه عن الإسلام و رده إلى النصرانية, و هو الشيء الذي لم يقر عبد الله أعينهم به. و توفي رحمه الله سنة 1424م.
(7)نفس المصدر
(8)قضية دييغو لوبيز ذكرتها الباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal في بحثها ''’’Quand on brulait les morisques. الصفحة 86-87.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:23 PM
قضية دييغو لوبيز رحمه الله...دروس و عبر.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
تقع بلدة بيلاروبيا دي لوس أخوس Villarubia de los Ajos شمال إقليم سيوداد ريال Ciudad Real الواقع وسط إسبانيا و تحديدا شمال إقليم الأندلس و جنوب إقليم طليطلة. بعد سقوط هذه المنطقة بيد نصارى قشتالة حافظ المسلمون بها على دينهم تحت الحكم النصراني و عُرفوا بالمدجنين. و بعد سقوط كامل الدولة الإسلامية سنة 1492م و إصدار قرارات التنصير الإجباري بحق كل المسلمين ابتداءا من 1499م, اضطر سكان بلدة بيلاروبيا لإضمار الإسلام و إظهار النصرانية لعلّهم يفلتون من الجحيم الذي تتوعدهم به الكنيسة إذا لم يعتنقوا عقيدة التثليث. و استمروا على هذا الحال إلى سنة 1611م حيث صدر قرار طردهم من إسبانيا أسوة بباقي المسلمين, فقاوموا هذا القرار مقاومة نادرة– كما بين ذلك الباحث الانجليزي دادسون- حيث حُملوا بالقوة إلى فرنسا فعادوا إلى بيلاروبيا, فحملوا مرة أخرى إلى مرافئ قرطاجنة لترحيلهم إلى المغرب لكنهم فروا قبل أن يصلوا إلى السفن قاصدين بلدتهم , فحاولت السلطات طردهم للمرة الثالثة سنة 1614م لكنها فشلت, فتركتهم بعد أن أعياها إصرارهم.
من بين مسلمي بيلاروبيا, رجل يدعى دييغو لوبيزDiego Lopez كان من بين الآلاف الذين تشبثوا بالأرض الأندلسية رغم أنف قرارات الطرد التي اجتهدت السلطات الإسبانية المحتلة في إصدارها. سنة 1613م و بينما كان معتقلا في السجن الملكي, كشف دييغو أمام الجميع عن عقيدته الإسلامية فشكل هذا الإعلان صفعة قوية على خذ السلطات المدنية التي أحالت ملفه إلى محكمة التفتيش بطليطلة, فقد تحول من ''مجرم عادي'' إلى ''خطر على أمن الدولة و وحدة المجتمع الكاثوليكي''.
خلال محضر التحقيق معه قدّم عشرة أشخاص شهادات تتهمه بأداء عبادات إسلامية.
قد تبدو للوهلة الأولى هذه الشهادات طبيعية و لا شيء يستدعي الوقوف عندها. لكن الأمر ليس كذلك, فمعلوم عند أهل القانون أن الاعتراف سيد الأدلة و غالبا ما يكون الاعتراف بعد أن تحاصر الشهادات المُدينة المتهم فلا يجد مناصا من الاعتراف بعد أن تغلق منافذ التملص أمامه, أو –و هذه طريقة غير نظيفة البتة- يُنتزع الاعتراف عبر التعذيب و الضغط النفسي و الجسدي. لكن في حالة دييغو نرى شيئا آخر له أبعاد اجتماعية خلّفتها محاكم التفتيش في الحياة اليومية الإسبانية إلى يومنا هذا.
فدييغو سُجن في البداية لدى محاكم مدنية تعالج القضايا الجنائية أي أن جرمه لا علاقة له بالعقيدة, فلم يكن هناك أدنى شك من قبل النصارى في عقيدته النصرانية و لم يكن هناك أي شيء يستدعي إشهار إسلامه, لكن فجأة أعلن أنه مسلم, و هذا اعتراف يكفي أن يجعله حطبا لنار ''مراسيم الإيمان'' أو الأتودافيAutodafe, لهذا قامت السلطات المدنية بتسليمه مباشرة للمحاكم المختصة ب''جرائم العقيدة'' ألا و هي محاكم التفتيش السيئة الذكر.
كان يكفي محكمة التفتيش بطليطلة أمام هذا الاعتراف ''الطوعي'' أن تقدمه مباشرة للموت حرقا و لم تكن في حاجة لاستدعاء الشهود خاصة و أنها أحرقت غيره بناءا على اعترافات انتزعت تحت التعذيب و بناءا على شهادات غير موثوقة, و هي أدلة لا يمكن القبول بها في أي حال من الأحوال, فكيف بمن جاء بقدميه يعترف أنه مسلم, لقد وفّر عليهم جهدا كبيرا كانوا سيبذلونه في التحقيق و التعذيب و استدعاء الشهود.
في حالة دييغو عززت محاكم التفتيش ''الاعتراف'' بعشرة شهادات –أو كما سنرى بعد قليل ''وشايات''- !!! فهل كان هذا الاعتراف في حاجة لشهادات حتى يدينوا دييغو بتهمة الردة؟ و هل كانوا سيطلقون سراحه لو جاءت الشهادات عكس ما اعترف به؟ أم أنها مجرد إجراءات شكلية لا تأثر في مجرى الحكم؟ ثم, هل هؤلاء الشهود تمّ استدعاءهم و أرغموا على الشهادة ضده أم أنهم جاءوا بمحض إرادتهم ليدينوا شخصا رأوه يتعبد بالطريقة الإسلامية؟
لا ندعي حيازة الإجابة على هذه الأسئلة, لكن قد نحوز بعض عناصر الإجابة.
في مقاله القيم حول محكمة التفتيش الإسبانية أبرز عالم الاجتماع و المؤرخ الإسباني خوليو كارو بارخا Julio Caro Baroja أن محاكم التفتيش رسّخت في أوربا –و خاصة إسبانيا- تصرفات و عقليات سيئة استمرّت إلى اليوم:"لو عشت زمن محاكم التفتيش, لكنت ربما عدوا لها بشكل أو بآخر. أما الآن و قد ولّى العصر الذي اشتغلت فيه, عليّ أن أكون عدوا للعادات التي بقيت في دماء العديد من الأسبان حتى اليوم منتقلة من الميدان الديني إلى المجال السياسي و البيروقراطي. عادات كالوشاية, الإبلاغ السري, الانتهازية الرسمية و عيوب أخرى نعرفها بحكم تجربة طويلة''
''إن العيش في السنوات التي عرفت استشراء طبقة الوشاة العامين ''los denunciantes públicos'' –أو الذين أطلق عليهم بالقشتالية القديمة ''النمامون''malsines و باليونانية Sicofantes- يسمح لنا بإعادة خلق أو العيش تاريخيا في فترات أخرى و أجواء أخرى. كما يسمح لنا بمعاينة الآثار الرهيبة للكراهية بين جماعات عرقية''(1)
لم يكن في الحقيقة باستطاعة المفتشين الإحاطة بجميع جوانب الحياة الشخصية للقاطنين بالأراضي الخاضعة لسلطتهم, فلجئوا لتشجيع الناس على الوشاية ببعضهم البعض, فانتشرت هذه الظاهرة في المجتمع انتشار النار في الهشيم فأصبح الابن يشي بوالده, و الأم بابنها و المرأة بزوجها...ناهيك عمن يشي بعدوه و غريمه, و بما أن الكنيسة كانت قد أعلنت الحرب على المورسكيين و اليهود و البروتستانت –و على معتقداتهم و طقوسهم- فقد شكل هؤلاء وجبة دسمة لهواة الوشاية و الإبلاغ عن الجرائم ''العقدية''. هؤلاء الهواة تمّت تسميتهم بالنمامين malsines, و عرّف Covarrubiasكوفاروبياث النمّام ب''من يُبلّغ العدالة سرّا عن بعض المخالفات بنية سيئة و لمصلحته الخاصة'' (2). باروخا بيّن أن أهل النميمة يلعبون دورا كبيرا في أوقات الفتن و المحن و الاستبداد حيث تختلط مفاهيم ''الجريمة'' و ''العدالة'' و تسير وفق إرادة الكنيسة, و تصير النميمة وسيلة للانتقام و القضاء على الخصوم (3), بل و تصير أيضا سلّما يرتقي عبره البعض للتقرب من السلطة سواء الكنسية أو المدنية.
فهؤلاء العشرة الذين شهدوا ضد دييغو لوبيز –على الأقل بعضهم- هم مثال حي للنميمة التي استشرت في المجتمع, هذا لو كانوا بالفعل رأوا دييغو يؤدي عبادات إسلامية. لكن ماذا لو لم يكونوا رأوا شيئا و استغلوا الوضع لتلميع صورتهم ''كنمامين'' أمام المفتشين و تحقيق مكاسب شخصية؟
ثم هناك نقطة أخرى مثيرة للاهتمام, لماذا لم يبلغ الشهود في الحين عن دييغو لمّا رأوه يتعبّد و انتظروا حتى اعترف؟ فإمّا استدعتهم الكنيسة (كأقاربه و أصدقائه و جيرانه) مثلا للتأكد من الماضي الإسلامي و كذلك لاختبارهم, و إما ذهبوا بمحض إرادتهم لإجلاء الشكوك عنهم.
هنا تظهر نظرية أخرى, لقد بيّن الباحث الانجليزي دادسون أن النصارى القدامى لبيلاروبيا كانت تربطهم علاقات طيبة بالمورسكيين (4), و من الممكن أنهم كانوا على علم بإسلام دييغو و أخفوا ذلك عن محاكم التفتيش, و لما انكشف الأمر لم يعد هناك فائدة من الإنكار فأخبروا المحكمة بما رأوا. لكن في هذه الحالة, هل اتخذت محكمة التفتيش إجراءات ضد هؤلاء الذين تستروا على جريمة ضد العقيدة الكاثوليكية ؟ على العموم, لم يذكر المحضر أي شيء عن ذلك.
و نعود لأخينا دييغو لوبيز رحمه الله الذي لم ينفي ما كيل له من اتهامات في تلك الشهادات العشر بل أقرّها و استمر على عقيدته الإسلامية لسنة و نصف أخرى. و حسب محضر الاتهام فقد كان دييغو ''دائم العناد, و استمرّ في أداء ما شهد به الشهود ضده'' و أكّد للمفتشين أنه ''مسلم, و يجب عليه أن يكون كذلك و أن يعيش و يموت على هذه الملّة''. (5)
هذا الاعتصام الرائع بحبل الله من قبل دييغو جرح كبرياء المفتشين الذين أبوا إلا يردوه عن الإسلام, فاستدعوا مطارنتهم و قساوستهم فزاروا زنزانته و ألقوا عليه الخطب و المواعظ , يرغبونه تارة و يرهبونه تارة أخرى, لكنهم أخفقوا و عادوا بخفي حنين. لم يفقد النصارى الأمل في ثني ابن الإسلام البار عن عقيدته الموحدة فجاء الكاردينال المفتش العام لمحاكم إسبانيا –بشحمه و لحمه- لزنزانة دييغو لعله يحقق ما عجز عنه الآخرون و يحوله إلى الكاثوليكية لكنه أخفق و انقلب خاسئا و هو حسير, فكرر الزيارة مرّة أخرى و تحدث إليه, ليعود الكاردينال هذه المرة بخفي حنين و متأبطا شر المهانة و الخذلان, فدييغو لم يبغ عن الإسلام حولا (6). أمام هذا الصمود العجيب تخلى المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن دييغو عن موكله و تمّ تسليم ''المتهم'' لتنفيذ حكم الحرق فيه.(7)
و في يوم العاشر من ماي 1615م نظمت محكمة التفتيش بطليطلة ''مرسوم إيمان'' أوتودافي'' أحرقت خلاله الشهيد –بإذن الله- البطل دييغو لوبيز, فرحمه الله و أسكنه فسيح جنانه.(8)
أولئك أجدادي فجئني بمثلهم ---إذا جمعتنا يا ''فرنادنو'' المجامع.
الهوامش
(1)مقال لخوليو كارو باروخا Julio Caro Baroja بعنوان soliloquio sobre la inquisicióny los moriscos
(2)نفس المصدر.
(3)نقس المصدر.
(4)انظر موضوعي ''باحث انجليزي يؤكد بالوثائق أن طرد المورسكيين فشل جزئيا''
(5)من الأرشيف الوطني الإسباني AHN, Inq,, leg 2106/15
(6)ذكرني إصرار النصارى على رد دييغو عن الإسلام بقصة أنسيلم تررميدا Anselm Turmeda, الذي أسلم و أصبح اسمه عبد الله الترجمان. عاش عبد الله على صهوة فرسه (لكثرة ترحاله) حيث ولد سنة 1355 م بميورقة, و درس بليردة Lérida و بولنيا Bolonia , و عيّن سنة 1379م قسيسا,و في الربع الأخير من القرن 14م اعتنق الإسلام بتونس. نبذٌ عبد الله للنصرانية شكل ضربة قاصمة للنصارى, فقد حاولت السلطات بميورقة , و رجال الكنيسة بصقلية و سادة أراغون, بل وحتى البابا بشحمه و لحمه ثنيه عن الإسلام و رده إلى النصرانية, و هو الشيء الذي لم يقر عبد الله أعينهم به. و توفي رحمه الله سنة 1424م.
(7)نفس المصدر
(8)قضية دييغو لوبيز ذكرتها الباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal في بحثها ''’’Quand on brulait les morisques. الصفحة 86-87.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:23 PM
عبد الله علي كشيت Abdela Alicaxet
فر المورسكي البلنسي عبد الله علي كشيت َAbdela Alicaxet من بلدة بلرغوات Bellreguart بغاندية Gandia (جنوب بلنسية) للاستقرار بالجزائر. و منذ وصوله لأرض الإسلام انخرط بكل تفان في الحرب ضد النصارى, حيث تمّ تجنيده كمقاتل على ظهر سفينة حربية عثمانية, و شارك عدة مرّات في إيقاف سفن نصرانية و اعتقال من على ظهرها و إرسالهم للتجديف في السفن الشراعية (1), كما حدث في غارة بحرية استمرّت 3 أشهر تقريبا انتهت بتوقيف سفينة نصرانية لم يتعرّفوا على جنسيات من عليها فأرسلوهم للتجديف. كما كان قائد وحدة بحرية عثمانية لاعتقال النصارى و شارك بحصار مدينة مالبيك Malbecو وهران التي كانت محتلة آنذاك من طرف الأسبان (2). خلال خرجاته البحرية قام رفقة مسلمين آخرين بأسر حوالي 23 نصرانيا باع حصته منهم كعبيد في أسواق الجزائر (3). شجاعته دفعته إلى حد الذهاب إلى شواطئ غاندية التي فرّ منها قبل سنوات و حمل حوالي 50 مورسكيا بصورة سرّية, و قد دفع له هؤلاء المورسكيون حوالي 300 أوقية جزاء إنقاذه لهم من براثين محاكم التفتيش (4).
لكن مسيرة عبد الله في جهاد النصارى في البحر ستتوقف, فقد تمّ أسره في البحر ما بين أوليفا Oliva و كالبي (5) Calpe, واقتيد سنة 1576 إلى سجون الملك قبل أن يتمّ تحويله إلى سجون محكمة تفتيش بلنسية الرهيبة. و بعد التحقيق معه حُكم عليه بالموت حرقا. (6)
لم تنته قصة البطل عبد الله علي "الريس" (arraizهكذا سمّته محكمة التفتيش بعد اعتقاله) رحمه الله هنا, فقد سطّر أثناء التحقيق معه بطولة تفوق تلك التي سطّرها في البحر المتوسط. لقد راوده المحققون عن دينه و حاولوا تنصيره لينقذ آخرته بعد أن خسر دنياه (حسب زعمهم) بل و توددوا إليه و رغبوه كي يعتنق النصرانية (7), لكن الجملة الوحيدة التي ظل يرددها أمام هذه المحاولات الخائبة:" إذا عشت, فسأعيش مسلما, و إذا كنت سأموت, فسأموت مسلما". (8)
سنة 1576م أحرقت محكمة التفتيش ببلنسية عبد الله علي كشيت. فرحمة الله عليه. (9)
الهوامش:
<!--[if !supportLists]-->(1) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(2) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(3) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(4) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(5) <!--[endif]-->بين بلنسية و أليكانتي.
<!--[if !supportLists]-->(6) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(7) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(8) <!--[endif]-->(AHN, inq leg 548/1 n° 1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني).
<!--[if !supportLists]-->(9) <!--[endif]-->)"Quand on brulait les morisques" للباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal. الصفحة: 61 و 71.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي
شيركوه
09-23-2009, 05:24 PM
عائلة دي خيماث De Gemas
في 16 نونبر 1579م بقرية بلشيت(1)Belchite , أدانت محكمة التفتيش بسرقسطة والدي Gracia de Gemasغراثيا دي خماث و أخويها و زوجتيهما لاتهامهم بالمشاركة في قتل ابنتهم Gracia غراثيا. هذه الأخيرة, ذات العشرين سنة, تحوّلت إلى العقيدة الكاثوليكية رغم معارضة عائلتها التي احتفظت بالإسلام سرا رغم تعميد أعضائها منذ عشرات السنين. كل أصدقاء غراثيا كانوا نصارى, و كانت تضع حول عنقها قلادة فيها صليب و صورة حمل يحمل صليبا (agnus-dei)(2) (3). كما كانت حليفة لمحكمة التفتيش حيث بلّغت عن أختيها أنا Ana و مارية Maria و أبناء عمومتها و العديد من أصدقاء والديها, مما دفع عائلتها للتصميم على قتلها لشكهم في وشايتها لمحكمة التفتيش بميل ساخي Mil Sage و زوجته, و لخوفهم من أن تشي بهم هم أيضا (4).
بعد اعتقالها من طرف محكمة التفتيش, روت كلارا دي ثات Clara de Zat زوجة أخ غراثيا كيف أن زوجها خوثيبي خيماث Josepe Gemas (أخ القتيلة) بمساعدة خاله خوثيبي تريغو Josepe Trigo و شقيقه بيدرو دي خيماث Pedro de Gemasوضعوا المخطط لقتلها و كيف تفدوه, حيث أغلقوا عليها في أحد المنازل و أعطوها خبزا و كعكا بالزيت فيه مسحوق سم الأرسنيك و أطعموه لها, و في منتصف الليل بعد أن تأكّدوا من موتها حملوا جثتها لدفنها بالجبل, و هو المكان الذي وُجدت فيه. (5)
شقيقي غراثيا, بيدرو و خوثيبي, إضافة لخالها تمّت إدانتهم كمتهمين رئيسيين في القضية, و أحرقوا في سنة 1579م. (6) (7)
الهوامش:
(1) بلشيت Belchite, بلدة تقع جنوب إقليم سرقسطة, أصبحت اليوم النواة القديمة للبلدة مجرد خراب و أطلال بفعل الحرب الأهلية الإسبانية. (انظر الصور)
(2) agnus-deiكلمة لاتينية تعني "حمل الرب" و تمثّل هذه العبارة في عقيدة النصارى الكاثوليك أن المسيح –عليه السلام- ضحى كالحمل بنفسه لتخليص الآخرين.
(3) (AHN, Inq. Libro964 f 147)الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(4) (AHN, Inq. Libro988 f 411)الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(5) (AHN, Inq. Libro988 f 469)الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(6) ) (AHN, Inq. Libro988 f 464)الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(7) مقتطف من بحث بعنوان"La femme morisque en Aragon" (المرأة المورسكية في أراغون) للباحثة الفرنسية جاكلين فورنيل كيران Jaqueline Fournel Guerin. و هو بحث قدمته هذه الباحثة لندوة دولية نُظّمت بمونبلييه الفرنسية من 4 إلى 7 يوليو 1981, و الندوة بعنوان"Les morisques et leurs temps".
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:24 PM
كيل كوميرو Miguel Gomero
سنة 1598م بقرية برية Brea(1) اختفت المورسكية أنخيلا كوميرو Angela Gomero ذات الأربعة و العشرين سنة. بعد وفاة أبيها, تولى شقيقها الأكبر مكيل Miguel الذي يعمل تاجرا بالبلدة مسؤولية العائلة. فقرر قتل أخته بتأثير من أمه مارية دي أبيكار Maria de Obecar التي علمت أن ابنتها أنخيلا تربطها صلات بمحكمة التفتيش(2). لقد تحوّلت أنخيلا إلى النصرانية قبل فترة قصيرة, الشيء الذي أقلق عائلتها التي حاولت إرجاعها إلى الصراط المستقيم (3). كانت أنخيلا تشكو دائما لصديقاتها النصرانيات اضطهاد والدتها لها بسبب نصرانيتها و أنها تخشى أن تقتلها (4). لذلك ذهبت إلى محكمة التفتيش و بلّغت عن كل من شكت في تخطيطه للإيقاع بها, كزوجها, والدتها, زوج أمها و خمسة مورسكيين آخرين من قرية برية. زوج أنخيلا, أليخندر دي أريكلي (5)Alexandre de Arricle خجل تماما من سلوك زوجته فقرر مغادرة المدينة:"وصل به الخجل إلى حد لا يريد العودة معه إلى هذا المكان من برية Brea" (6). هكذا قام شقيقها مكيل بطعنها طعنات قاتلة. لقد كانت هذه الحادثة منتظرة من طرف الطائفة المورسكية و خلّفت ارتياحا كبيرا لديها و عدم اكتراث بمصير من خان الأمة. خلال حديثه عن أنخيلا عبّر المورسكي كركوريو فاثالو Gregorio Vassallo عن الرأي الشعبي مشبها وفاتها بموت نعجة لا تستحق كل الضجة التي أُثيرت حولها في البلدة بعد الحادث. (7) (8)
أمّا شقيقها مكيل, الذي أنقذ أرواحا كانت ستزهقها محاكم التفتيش بوشايات أنخيلا, فقد حكمت عليه محكمة التفتيش بسرقسطة بالموت حرقا, و تمّ تنفيذ هذا الحكم سنة 1599م. (9)
الهوامش:
<!--[if !supportLists]-->(1) <!--[endif]-->برية Brea بلدة تقع غرب سرقسطة.
<!--[if !supportLists]-->(2) <!--[endif]-->(AHN, Inq libro 968 f 447) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
<!--[if !supportLists]-->(3) <!--[endif]-->هذه من الأدلة القاطعة على استمرار الأندلسيين في الحفاظ على الإسلام رغم تنصيرهم بالقوة, فهذه أنخيلا لمّا تنصّرت حقيقة أصبحت منبوذة من طرف الجميع, بل حتى والدتها عافتها و دفعت أخاها لقتلها و التخلّص من شرورها. و لا ننسى أننا نتحدث عن حادث وقع سنة 1598م أي بعد قرن من تنصيرهم.
<!--[if !supportLists]-->(4) <!--[endif]-->(AHN, Inq libro 968 f 447) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
<!--[if !supportLists]-->(5) <!--[endif]-->لعل له قرابة مع المورسكي خوان دي أريكلي الذي أحرقته محكمة التفتيش. انظر الموضوع في الرابط أدناه.
خوان دي اريكلي
<!--[if !supportLists]-->(6) <!--[endif]-->(AHN, Inq libro 990 f 50) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
<!--[if !supportLists]-->(7) <!--[endif]-->(AHN, Inq libro 968 f 436) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
<!--[if !supportLists]-->(8) <!--[endif]-->قصة أنخيلا مقتطفة من بحث بعنوان"La femme morisque en Aragon" (المرأة المورسكية في أراغون) للباحثة الفرنسية جاكلين فورنيل كيران Jaqueline Fournel Guerin. و هو بحث قدمته هذه الباحثة لندوة دولية نُظّمت بمونبلييه الفرنسية من 4 إلى 7 يوليو 1981, و الندوة بعنوان"Les morisques et leurs temps". .
<!--[if !supportLists]-->(9) <!--[endif]-->اسم مكيل كوميرو ورد في لائحة المورسكيين الذين حكمت عليهم محاكم التفتيش بالموت حرقا, هذه اللائحة جمعتها الباحثة الفرنسية جان فيدال في كتابها "Quand on brulaitles morisques".
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:25 PM
كاتلينا مونتيرا Catalina Montera
في إطار "مرسوم الإيمان" Autodafe الذي أُقيم في 3 نونبر 1577 حكمت محكمة التفتيش بلوكرونيو Logrono غيابيا بالموت على المورسكية كاتلينا مونتيرا ذات الستة و العشرون سنة و القاطنة ب أكيلار Aguilar, إضافة لمصادرة ممتلكاتها لصالح الخزينة الملكية. أمام هذا القرار, قامت كاتلينا بالتخفي عن أعين السلطات المدنية و الكنسية و نجحت, عكس المورسكية الأخرى كاتلينا دي أليخندر Catalina de Alexandre, في الفرار من إسبانيا, حيث عبرت جبال البرانس على خطى سهم و عنبسة و الغافقي رحمهما الله, لكن ليس لفتح فرنسا , و لكن لاستئناف الحكم ضدها في روما. لقد كللت جهودها في البداية بالنجاح, حيث عادت بعد سنتين إلى إسبانيا و في جيبها قرار بابوي يطعن في الحكم ضدها. و مباشرة بعد وصولها المُظفّر أُلغي الحكم, و جاء في محضر الإلغاء الخاص بمحكمة التفتيش أن كاتلينا كانت في روما و حازت على قرار بابوي بتاريخ 7 شتنبر يقضي بإلغاء الحكم ضدها و عدم متابعتها بأية تهمة و إعادة ممتلكاتها المصادر إليها, و قد تمّ تطبيق هذه الأوامر على أكمل وجه(1) .
لكن بعد 6 سنوات, عادت و اعتقلت محكمة التفتيش بلوكرونيو Logrono كاتالينا (التي أصبحت تسمى "الرومانية" La romana لزيارتها روما), و حكمت عليها مرّة أخرى بالموت حرقا, لمن هذه المرّة نُفّذ الحكم بحذافيره حيث أحرقوها سنة 1585م. (2)
الهوامش
(1) (AHN Inq lib 834. f°264 n° 15) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(2)"Quand on brulait les morisques" للباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal. الصفحة: 16.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:25 PM
لويس أغيلار Luis Aguilar
سنة 1601م , اعتقلت محكمة التفتيش المورسكي لويس أغيلار, المنحدر من مدينة ماردة (1)Merida, بتهمة أداء تعاليم دين محمد (صلى الله عليه و سلّم). و أثناء التحقيق معه, أبدى لويس خضوعا للكنيسة و حسن نية واضحة مما دفع القضاة للعفو عنه و الاكتفاء بارتدائه لباس التوبة خلال احتفال "مرسوم الإيمان" Autodafé(2). فعاد لويس إلى منزله و حاول نسيان هذه التجربة في سجن المحاكم؛ لكن بعد مدة, استدعاه المفتشون مرّة أخرى لكن هذه المرّة لتأكيد شهادات أدلى بها خلال التحقيق معه و ذلك من أجل استكمال محاضر ضحايا مورسكيين آخرين, غير أن لويس, بعد أن زال عنه ضغط المحققين و أساليبهم, رفض الوشاية بإخوانه في الدين, فقاموا باعتقاله و سجنه مرّة أخرى, لكنه استمرّ على موقفه , فقام المحققون بتعذيبه عذابا شديدا حتى أكّد لهم شهاداته السابقة ضد مورسكيين آخرين, فتمّ جلده 200 جلدة و أرسل للتجديف في السفن لمدة 3 سنوات (3). (4)
الهوامش:
(1) ماردة مدينة تقع شمال أشبيلية بإقليم إكسرمادورا.
(2)(AHN, Inq, leg 1988/57B) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(3) (AHN, Inq, leg 1988/57B) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(4)من كتاب Quand on brulait les morisques"" للباحثة الفرنسية جان فيدال. ص 157-158.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:27 PM
خوان دي أريكلي Juan de Arricle (soro)
في يناير 1601م, لجأ المورسكي خوان دي أريكلي Juan de Arricle الملقّب بSoro و القاطن بميثونث Mesones غرب سرقسطة إلى محكمة التفتيش العليا بروما و اعترف هناك بأنه عاش مسلما و أنه قام بطقوس إسلامية عن إيمان و اعتقاد جازم, و بما أنه اعترف فقد غُفِرت له خطاياه و كُفره (1). لكن بعد 5 سنوات سيتم اعتقاله من طرف محكمة التفتيش بسرقسطة و الحكم عليه بالموت بسبب عودته للزندقة. فماذا فعل يا تٌرى؟
في شهري يوليو و شتنبر 1606م, قُدِّمت لمحكمة التفتيش بسرقسطة وشايتان ضد خوان حيث تمّ رصده في عدة أماكن و في مناسبات كثيرة و هو يتوضأ و يصلي, بل و أسرّ إلى أحد الشاهدين ضده أنه يمتثل لشريعة محمد (صلى الله عليه و سلّم) و أنه يقوم بتعاليمها لاعتقاده بأنها كفيلة بعتق رقبته و إيصاله إلى السماء, و أسرّ أيضا أنه يحوز كتبا إسلامية يقرأ فيها عن التعاليم الخاصة بالدين الإسلامي. (2) خبرته في علم النبات و اتهامه باستعمالها لتحضير الأرواح كانت عوامل زادت وضعيته صعوبة.
سنة 1607م تم تنفيذ الحكم في خوان.(3)
(1) (AHN. Inq Lib 990. f° 383 r° et 438 r°). الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني.
(2) نفس المصدر.
(3)"Quand on brulait les morisques" للباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal. الصفحة: 17.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:27 PM
مارية كليمنتي (أورسكا) Maria Clemente(Orosca
مارية كليمنتي
لعبت المرأة المسلمة بالأندلس دورا حاسما في حفاظ الأندلسيين على دينهم الإسلامي رغم ما انطوى عليه ذلك الدور من مخاطر أدّت في أحيان كثيرة إلى الموت حرقا على يد رجال محاكم التفتيش الكاثوليك الذين اجتهدوا في الفتك بالنساء المسلمات, لعلّهم بذلك يجتثون جذور دين يأبى إلا البقاء في صدور أُناس أُجبروا على التنصر بقوة الحديد و النار.
فهذه مارية كيمنتي (أورسكا) Maria Clemente أرملة لويس دي مدينا Luis De Medinaتجاوز سنها الخمسين سنة أُحرقت حيّة في 22 يوليو 1585 (أي بعد 92 سنة على سقوط آخر دولة للإسلام بالأندلس بيد النصارى الكاثوليك, و 85 سنة على فرض التنصير الإجباري على أهلها) على يد محكمة التفتيش بلوغرونيLogronoو , تُهمتها أنها قامت بتربية ذريتها على الدين و الثقافة الإسلامية, حيث علّمت سورا من القرآن العظيم لأطفال صغار و نبّهتهم لواجباتهم الدينية (1). لم تنكر ماريةة رحمها الله هذه ''التهم'' أثناء التحقيق معها, و اعترفت بمسؤوليتها في نشر التعاليم القرآنية و استجابة أفراد أسرتها لدعوتها. و ذكر أحد الوشاة لمحكمة التفتيش أنه سمع مارية, لمّا دخل رمضان شهر الصيام, تذكر لبعض الأشخاص واجباتهم الدينية, فقام هؤلاء بالصيام بعد أن أقنعتهم بذلك. (2) (3)
هكذا انضمّت مارية كليمنتي للائحة طويلة من المسلمات سقطن فداءا للإسلام, لائحة افتتحتها سمية بنت خياط رضي الله عنها, و ظلت منذ ذلك الحين في ازدياد, فانضمت قبل عقد من الزمان (بإذن الله) البشكنسية صبورة عريبي و قبل أيام المصرية مروة الشربيني رحمهما الله....
الهوامش
1) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. AHN. inq lib 834 f°263 r°
2) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني (نفس المصدر)
)3) من كتاب "Quand on brulait les morisques" للباحثة الإسبانية جان فيدال Jeanne Vidal
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:28 PM
حتى لا ننسى مأساة مالقة.
بقلم: أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
لازال أندلسيو مالقة يتذكرون ببالغ الحزن و الألم ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الغزاة القشتاليون مدينتهم زارعين الموت و الرعب في قلوب أهلها, مستبيحين كل الحرمات ومهلكين الحرث و النسل. كان ذلك قبل 522 سنة, و بالتحديد يوم 18 غشت 1487. و رغم مرور القرون, حافظ أحفاد من شهد تلك المذبحة الرهيبة على تلك الذكرى و ورثوا عن أجدادهم كرها رهيبا لسلطة الاحتلال القشتالية التي عملت كل ما في وسعها لتورية الحقيقة عن الناس. هذا ما دفع اليوم أحد الأندلسيين المالقيين يدعى رفائيل فرنانديث لوكي Rafael Fernandez Luqueلكشف جزء منها للعالم, موثقا ذلك بالأسماء: أسماء الجلادين النصارى, و أسماء الضحايا المسلمين المالقيين الذين أجبروا على التنصر.
قبل أن يذكر فرنانديث قائمة الأسماء سطّر مقدمة بليغة يستنهض فيها همم الأندلسيين, العوام منهم و المثقفين, الساسة منهم و غير الساسة, و يذكرهم بالمحن التي تحمّلها أجدادهم المسلمون.
فبالنسبة لرفائيل لوكي, احتفال أبناء المستوطنين القشتاليين لمالقة في الثامن عشر من غشت من كل سنة بذكرى سقوط هذه المدينة بيد الملكين الكاثوليكيين فرناندو و إيسابيلا سنة 1587هو مأتم له و لإخوانه الأندلسيين. احتفال يحضره الساسة الرسميون, القادة العسكريون, ممثلو الكنيسة الكاثوليكية و حفنة من المؤرخين, جميعهم يرتدون ثيابا لائقة, متبعين سُنّة عمرها 522 سنة, يجتمعون في هذا الحفل لتعداد مزايا "الاسترداد" و "الدمج". لكنهم يتحاشون قول هذه الكلمات المنبوذة: "إن الاحتلال العنيف بالدم و النار لمالقة, المدينة الشهيدة, هي مذبحة تُسيل اليوم أنهارا من الحبر. لقد حوصرت مالقة, و قُطِع عنها الماء, و مٌنِع إدخال الطعام للشيوخ, و النساء و الأطفال لمدة 3 أشهر. و زاد ارتفاع الحرارة في شهري يوليو و غشت 1487 من هول المأساة. أكثر من 30 ألف أندلسي ماتوا من الجوع و العطش و الأوبئة, و آخرون سُلّموا كعبيد لبابا روما. هذه هي الحقيقة التاريخية التي يتم الاحتفال بها اليوم."
ثم تابع قائلا:"لقد عاش في مالقة أبطال كثر لا نعرف عنهم شيئا اليوم. في هذا الموضوع سنذكر و لو نذرا قليلا من مأساة بعضهم لعلّ هذا يٌسهم في صحوة ضمير "المفكرين", الساسة و المنظمات الغير حكومية...إلخ, الذين يشغلون أنفسهم بقضايا بعيدة و يتجاهلون قضاياهم الحقيقية. و هنا أوجّه شكري للكتاب الأندلسيين الحاليين الذين نقّبوا في الأحداث: ك أنخيل كلان Angel Galan, مانويل باريوس أكيليرا Manuel Barrios Aguilera, مكيل كروث إيرنانديث Miguel Cruz Hernandez, إيكنثيو أولكي Ignacio Olague, برنارد فانسان Bernard Vincent, و أبو جبل و غيرهم."
لقد أشاد رفائيل بإسهام هؤلاء المؤرخين و غيرهم, من خلال أبحاثهم, في التعريف بمأساة مالقة, و أصبح بالإمكان التعرف على الأحفاد الحاليين للقتلة و اللصوص الذين, عبر قانون الغاب و اللصوصية, استرقوا و سرقوا الأجداد. و هذه أسماء بعض العائلات الغازية : ألونسو أشيا Alonso Axea , إيرناندو بوراس Hernando Porras, بنيثو مارتن Benito Martin , خوان سانشيث بورتاغو Juan Burtago Sanchez. و سنرى أدناه حجم الأراضي التي استولوا عليها.
أما أسماء المالقيين الذين تعرّضوا للظلم و الاسترقاق و القتل و الطرد فتجمعها لوائح طويلة عريضة, اكتفى الباحث الأندلسي رفائيل لوكي بذكر أسماء بعض من تعرّض منهم للنفي و مصادرة أملاكه, "لعلّ الساسة الأندلسيين عامة و المالقيون خاصة في هذه الذكرى الجديدة, يتذكرونهم فيسمون الشوارع بأسمائهم, لكي يعي الجيل الجديد جيدا تاريخ مالقة و الأندلس".
و هذه قائمة بأسماء بعض المالقيين الذين هُجّروا و صودرت ممتلكاتهم إما مباشرة بعد احتلالها سنة 1487, أو بعد تنصيرهم في بداية القرن 16م إلى حدود قرار الطرد الجماعي للمسلمين سنة 1609م.
- حامد ابن فرحون (1) Abenfarón, Hamed , بلدة المجاط Almayate. استطاع استرجاع الأراضي التي كان يملكها قبل الاحتلال عبر شرائها من رودريكو بيسكادور Rodrigo Pescador القاطن ببلش مالقة Vélez-Málaga.
-ابن زياد كريستوبال (2)Abenzad, Cristóbal, بلدة البرج El Borge, نٌفي و صودرت منه مزارع عنب بمنطقة Palma لصالح المستوطن إيرناندو بوراس.
-أبوطاح كريستوبال Abotahe, Cristóbal, بلدة قمارش Comares, نُفي و صودر منه منزل متاخم للمجزرة و لمنزل خوان أثين Juan Azen. هذا المنزل انتقل لملكية خوان سانشيث دي بوتراغو Juan Sánchez de Buytrago.
- أبو خيران بيدرو Abuxaeran, Pedro, بلدة البرج El Borge, والد إلفيراElvira و ليونور Leonor.
- أخوجة ألونثو Ajuaya, Alonso, بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب و الزيتون و اللوز و أرض أخرى للفواكه في منطقة حصن الكوثر Yznacútar. و انتقلت هذه الأراضي و المزارع لصالح إيرناندو بوراس.
- البدوز فرانثيثكوAlbodoz, Francisco, بلدة بني مرغوشة Benamargosa. نُفي و صودرت منه مزرعة عنب بمنطقة جدول المعشر Almáchar لصالح بنيتو مارتن Benito Martín.
- الكناي فرانثيثكو Alconay, Francisco, بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Loma de la Peña del Hierri لصالح المستوطن إيرناندو بوراس.
- الفقيه إيرناندو Alfaquí, Hernando, بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة عنب بمنطقة الخندق الشرقي Handacalchirqui, و ذهبت ليد بيدرو ألفريث Pedro Alférez.
- الفرا ألونثو Alfarra, Alonso, بلدة الكوثر Cútar. تعرّض للنفي و صودرت منه أشجار للفواكه, انتقلت ملكيتها لألونسثو دي أشيا.
- الفنياس دومنغو Alfonayas, Domingo, بلدة قمارش. تعرَض للنفي و صودرت منه أراضي زراعية ب فدان الهدىFadalhauda لصالح ألونثو دي أشيا.
-الوزير مارتن Alguacil, Martín. بلدة كومبيتا Cómpeta. قائد الثورة المورسكية بمنطقة الشرقية ما بين 1568 و 1570 و التي اندلعت بجبال البشرات بزعامة محمد بن أمية.
-الوزير رودريغو .Alguacil, Rodrigo. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله الذي انتقل لملكية بيدرو ألفريس.
- الحجار أندرش Alhaxar, Andrés. بلدة الكوثر (مالقة). تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب ثوبيا Zubia لصالح ألونثو إيشيا.
- الرزاق برناردينوArrozaque, Bernardino. بلدة قمارش. مالك لمزرعة عنب بمنطقة Aynahalmaha.
-حسبه الله دييغو لوبيزAzbulá, Diego López. تاجر بمدينة ملقة.
-أثين خوان Azen, Juan . بلدة قمارش. تعرذض للنفي و صودر منه منزل لصالح خوان سانشيث دي بويتراغو.
-أثول أندرش Azule, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة حصن الكوثر Yznacútar, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-البابور ألونثو Babur, Alonso el. بلدة قمارش.
- إيرناندو البرجيBorge, Hernando del(3).. بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة Loma de la Peña del Hierri, انتقلت لملكية المستوطن إيرناندو بوراس.
- بوطاهر Botaher. بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة سان جبرييل San Gabriel, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-بوينافيدا أنتون Buenavida, Antón. بلدة بني مرغوشة.
- ألونثو القادا Cada, Alonso el. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزل انتقل لملكية ألونثو إيشيا.
- قالي لويس (4)Cali, Luis. بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودر منه منزل متاخم لمنزل كريستوبال أبوطاهر.
- كردة زكرياءCarda, Zacarías.بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه أشجار للزيتون و اللوز بمنطقة Quean, انتقلت لملكية خوان سانشيث دي بويتراغو.
-كاثامور دييغو Casamaure, Diego. بلدة بني مرغوشة. تعرّض للنفي و صودر منه حقل للأشجار بمنطقة Cerro de Cantoblanco.
- القطان خوان Catan, Juan. بلدة بني مرغوشة. تعرَض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب و التين بمنطقة جدول المعشر.
-إنييغو دي كوالا Coalla, Iñigo de. بلدة المعشر. تعرَض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي, انتقلت لملكية بيدرو أفريس.
- القمارشي مكيل(5)Comarexi, Miguel. بلدة البرج. تعرَض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة Fachamucelan, انتقلت لملكية إيرناندو بوراس.
-دندون لويس Dondón, Luisبلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع لأشجار اللوز بمنطقة الخندق الشرقي, و انتقلت لملكية بيدرو ألفريس.
- فرج لويس Farax, Luis-. بلدة البرج.
-ألونثو فرنانديث البدوز . Fernández Alboduz, Alonsoبلدة بني مرغوشة.
- يحي الفشتالي(6) Fistelí, Yahya al. فيدور دي السقايات .Veedor de acequias كبير الوزراء المسلمين بمالقة بعد احتلالها من طرف القشتاليين. تحوّل إلى النصرانية و حمل اسم فرناندو دي موراليس Fernando de Morales..
-فنياس ماتيو Fonayas, Mateo. بلدة البرج.
- فركا ألونسوForca, Alonso.بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار اللوز قرب جدول كفيت Cufeyte, و انتقلت ملكيتها لإيرناندو بوراس.
-غيطان بيدرو Gaitán, Pedro. بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار اللوز بمنطقة الخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-غالب بارطولمي Galibe, Bartolomé. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت أراضيه الزراعية.
-كازامور غارسية García Casamaure. بلدة بني مرغوشة.
-غواي بن العربي محمد Guay Benarabi, Mahomad. بلدة أوخن Ojén. عضو المجلس المحلي بمربلة Marbella. عُمِّد تحت اسم فرناندو دي لارينا Fernando de la Reina..
-مكيل الحبيبHabibe, Miguel. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة حصن الكوثر, و انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
- إيرناندو البدوز Hernández Albodoz. بلدة بني مرغوشة.
- هدال أندرش Hidal, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Talamorra, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-المالقي عيسىIsa de Málaga . عامل بالجبس في خدمة دوق مدينا سيدونيا (شذونة) في نهاية القرن 15.
-جيان خوان Jaén, Juan. بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت ممتلكاته, و بقيت أرض ب Cañaveral في ملكية البلدية القشتالية.
- لينيز خوان Laynez, Juan. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب ب سان جبرييل لصالح ألونثو إيخيا.
-لوبو بارطولمي Lobo, Bartolomé le. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
- لوبو رودريغو Lobo, Rodrigo el. بلدة المعشر.
- أندرش دي لونا Luna, Andrés de. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Talamorra, مُلِّكت ل ألونثو إيشيا.
- ماكانا فرناندو Magana, Fernando. . بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب ب Xacaman لصالح ألونثو إيشيا.
-ملنديث العطار فرانثيثكو Meléndez Alatar, Francisco. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله لصالح بيدرو ألفريث.
- مكلان دييغو Miclán, Diego. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله.
-المقدم لويس Moqeden, Luis. بلدة قمارش.
-مخيبر أندرش Moxaibar, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بوار و أراضي زراعية بحصن الكوثر لصالح أولنثو إيشيا.
- مولاطو خوان Mulato, Juan. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله.
-مُخبر خوان Muxber, Juan. بلدة بني مرغوشة. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة عنب بجدول المعشر.
-نجراج أندرش Naxaray, Andrés. بلدة قمارش. هُجِّر و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة بوما Pauma.
-أوثي إيرناندو . Ozey, Hernando بلدة البرج. هجّر و صودرت منه أشجار للوز قرب جدول كفيت Cufeyte لصالح إيرناندو بوراس.
-باشيكو مانخوث فرانثيثكو Pacheco Manxuz, Francisco. بلدة إستان Istán. هو أوّل من بدأ الثورة الأندلسية بمنطقة مربلة ضد فليب الثاني في حرب غرناطة ما بين 1568-1571.
- البنيون فرانثيثكو Peñón, Francisco el. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت أرضه لصالح لألونثو إيشيا.
- البوبين علي Pupein, Ali el. بلدة إزنات Iznate. استطاع استرجاع الأراضي التي كان يملكها قبل الاحتلال عبر شرائها.
-رباح خوان Rava, Juan. بلدة البرج.هُجّر و صودر منزل له لصالح إيرناندو بوراس.
-الراجي غبرييل Raxi, Gabriel. بلدة قمارش. هُجّر و صودرت أرضه بمنطقة Aynahalmaha.
-روميرو خوان Romero, Juan. بلدة بني مرغوشة. هٌجّر و صودرت منه مزرعة للعنب و التين لصالح بنيتو مارتن Benito Martin
-بيدرو دي سانتا مارية Santamaría, Pedro de. بلدة قمارش.
-سارمينتو فرناندو Sarmiento, Fernando. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت منه أرض بوار و حقل أشجار بحصن الكوثر لصالح ألونثو إيشيا.
-سولانا بارطولمي Solana, Bartolomé. بلدة المعشر. هُجّر و صودرت منه أملاكه, و بقيت قطعة أرضية ب El Cañaveral في ملكية البلدية الجديدة.
-البلدي غبرييل(7)Valdi, Gabriel. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار الزيتون و حقل أشجار ب ثوبيا.
-البلنسي أندرش Valenciano, Andrés. بلدة بني مرغوشة.
-البلنسي بارطولميValenciano, Bartolomé. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب لصالح بنيتو مارتن Benito martin.
-البلنسي غونزالو Valensí, Gonzalo el. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت منه أراضي للكرز بضواحي الكوثر لصالح ألونثو إيشيا.
- خيران أندرش Xarairán, Andrésبلدة سيديلا Sedella. كان ممن بدؤوا الثورة الأندلسية في الشرقية ضد فليب الثاني سنة 1568.
-الشرقي دييغو Xarquí, Diego. بلدة المعشر. مالقة.
- الشرقي فرانثيثكوXarquí, Francisco. بلدة المعشر. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-حنين خوان Xenin, Juan. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه مزرعة للتين و العنب(8) لصالح بنيتو مارتن.
-حري مارتين Xerri, Martín. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه أرض زراعية للوز بجدول المعشر.
-خريلة مارتنXerrila, Martín.بلدة بني مرغوشة. هجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بجدول المعشر لصالح بنيتو مارتن.
-زاد لويس Zad, Luis. بلدة البرج. هجّر و صودرت منه مزارع للعنب و الزيتون و اللوز و أشجار مثمرة أخرى بحصن الكوثر لصالح إيرناندو بوراس.
-زافا إيرناندو Zafa, Hernando. بلدة المعشر.هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب ب Tinajuela لصالح بيدرو ألفريث.
-زحفاف بارطولمي Zahafaf, Bartolomé. بلدة البرج. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-أحمد الثغري Zegrí, Ahmed al. البطل القائد الذي تزعّم المقاومة الباسلة بمدينة مالقة سنة 1487 أمام الغزو القشتالي. لمّا اعتٌقل دُفن بوحشية في مطامر (سجون تحت الأرض) بقرمونة (أشبيلية) و الأغلال تطوق عنقه, و السلاسل تكبل رجليه. جرمه أنه دافع بكل شجاعة و إقدام عن الأرض التي أقسم على الدفاع عنها أمام جحافل النصارى.
اليوم لازالت مدينة مالقة, و باقي المدن الأندلسية خاصة و المدن الإسلامية عامة, تجحد فضل أحمد الثغري و لا تجد ولو شارعا صغيرا يحمل اسمه, أما كتب التاريخ الإسلامية فقد أدارت له ظهرها.
هذا نذر قليل, و نقطة في بحر الظلم الذي تعرّض له المسلمون بمالقة التي لم تكن سوى صورة مصغرة لما حدث في عموم الأندلس بعد سيطرة السلطات النصرانية القشتالية على زمام الأمور.
الهوامش:
مصدر مقال المالقي رفائيل فرنانديث لوكي Rafael Fernandez Luque, من موقع التحرير الأندلسي LIBERACION ANDALUZA
http://liberacionandaluza.blogcindar...olv idados.html
(1)لعلّه ينتسب للفقيه علي بن فرحون القيسي (توفي 601هجرية بالمشرق) ,كان زاهدا فاضلا ورعا, مع ما كان عليه من الأدب البارع و الكتب الحسن. قدم إلى مالقة سنة 585 هجرية. و من شعره:
أرى الناس لن يُغنُوا عن الله ذي العلى----فعوِّل عليه في الأمور و سلّم
و عُدّهم موتى و لا تعبأن بهم----و كبِّر عليهم أربعا ثم سلّم
أعلام مالقة ص 303.
(2)لعله ينتسب للمقدم بن معافى بن حسن بن زياد المالقي, من علية طلبة مالقة و نبهائهم و معدود في حلية حسبائهم. و كان المقدم بن معافى بليغا كاتبا أديبا شاعرا. مات سنة 403, و دُفن بحضيض جبل الفارو. أعلام مالقة ص 203.
(3)لعله ينتسب للأديب المالقي عبد الله بن حسن البرجي الذي كان من أدباء مالقة و نبهائها و معدودا في أذكيائها و شعرائها.
أعلام مالقة. ص 239
(4) لعله ينتسب للفقيه أبي علي القالي.
(5) لعله ينتسب لعبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الأنصاري الخزرجي المكنى أبا زيد و يعرف بالقمارشي. كان رحمه الله من جلة طلبة العلم و عليتهم و نبهائهم. و روى عن الفقيه الفاضل المحدث أبي جعفر أحمد بن علي بن حكم الحصار, و عن غيره. و كان رحمه الله من أهل الفضل و الدين و الورع و الانقباض و العفاف عن الناس.
أعلام مالقة ص261.
(6) الفشتالي عائلة كبيرة بالمغرب, هاجرت من الأندلس. و قد بزغ منها أدباء و كتاب للسلاطين أشهرهم الكاتب أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن القاسم الفشتالي كاتب السلطان السعدي أبي فارس بن المنصور الذي بويع بمراكش. و الكاتب أبوفارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي كاتب المنصور الذهبي السعدي, و من شعره في وصف قصر البديع في مراكش:
جمال بدائعي سحر العيونا----و رونق منظري بهر الجفونا
و قد حسنت بقوسي و استطارت----سنا يغشى عيون الناظرينا
الاستقصا. ص325/2
(7) لعله ينتسب لسعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود الأموي البلدي, من أهل بلدة, من عمل ريّة, يكنّى أبا عثمان. رحل إلى المشرق سنة 350هجرية, و حجّ سنة إحدى و خمسين. و لقي أبا بكر الآجري و قرأ عليه جملة من تواليفه, و أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي و قرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه. و أقام بمكة نحو العام و سمع بمصر من أبي بكر بن أبي طيبة (أو ابن أبي ظنه في الصلة) و الحسن بن رشيق و محمد بن القاسم بن شعبان و حمزة بن محمد و غيرهم. و كان كثير الرباط و الجهاد في الثغور. مولده سنة 328هجرية.
أعلام مالقة ص 352.
(8) كانت مالقة في العهد الإسلامي تشتهر بالتين الذي يضرب به المثل بحسنه, و يجلب حتى للهند و الصين, و قيل: إن ليس في الدنيا مثله, و فيه يقول أبو الحجاج يوسف ابن الشيخ البلوي المالقي :
مالقةٌ, حُيِّيتَ يا تينَها----الفلكُ من أجلكَ ياتينها
نهى طبيبي عنه في علّتي----ما لطبيبي عن حياتي نهى
و ذيّل هذه الأبيات الإمام الخطيب أبومحمد عبد الوهاب المنشي بقوله:
لا تنس لأشبيلية تينها ---- و اذكر مع التين زياتينها.
أما العنب فلكثرته (و هذا ما رأيناه أعلاه, حيث أغلب الأراضي الزراعية المصادرة هي مزارع للعنب) فقد كان يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير.
نفح الطيب. ج1 ص 151-152.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي
شيركوه
09-23-2009, 05:28 PM
حتى لا ننسى مأساة مالقة.
بقلم: أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
لازال أندلسيو مالقة يتذكرون ببالغ الحزن و الألم ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الغزاة القشتاليون مدينتهم زارعين الموت و الرعب في قلوب أهلها, مستبيحين كل الحرمات ومهلكين الحرث و النسل. كان ذلك قبل 522 سنة, و بالتحديد يوم 18 غشت 1487. و رغم مرور القرون, حافظ أحفاد من شهد تلك المذبحة الرهيبة على تلك الذكرى و ورثوا عن أجدادهم كرها رهيبا لسلطة الاحتلال القشتالية التي عملت كل ما في وسعها لتورية الحقيقة عن الناس. هذا ما دفع اليوم أحد الأندلسيين المالقيين يدعى رفائيل فرنانديث لوكي Rafael Fernandez Luqueلكشف جزء منها للعالم, موثقا ذلك بالأسماء: أسماء الجلادين النصارى, و أسماء الضحايا المسلمين المالقيين الذين أجبروا على التنصر.
قبل أن يذكر فرنانديث قائمة الأسماء سطّر مقدمة بليغة يستنهض فيها همم الأندلسيين, العوام منهم و المثقفين, الساسة منهم و غير الساسة, و يذكرهم بالمحن التي تحمّلها أجدادهم المسلمون.
فبالنسبة لرفائيل لوكي, احتفال أبناء المستوطنين القشتاليين لمالقة في الثامن عشر من غشت من كل سنة بذكرى سقوط هذه المدينة بيد الملكين الكاثوليكيين فرناندو و إيسابيلا سنة 1587هو مأتم له و لإخوانه الأندلسيين. احتفال يحضره الساسة الرسميون, القادة العسكريون, ممثلو الكنيسة الكاثوليكية و حفنة من المؤرخين, جميعهم يرتدون ثيابا لائقة, متبعين سُنّة عمرها 522 سنة, يجتمعون في هذا الحفل لتعداد مزايا "الاسترداد" و "الدمج". لكنهم يتحاشون قول هذه الكلمات المنبوذة: "إن الاحتلال العنيف بالدم و النار لمالقة, المدينة الشهيدة, هي مذبحة تُسيل اليوم أنهارا من الحبر. لقد حوصرت مالقة, و قُطِع عنها الماء, و مٌنِع إدخال الطعام للشيوخ, و النساء و الأطفال لمدة 3 أشهر. و زاد ارتفاع الحرارة في شهري يوليو و غشت 1487 من هول المأساة. أكثر من 30 ألف أندلسي ماتوا من الجوع و العطش و الأوبئة, و آخرون سُلّموا كعبيد لبابا روما. هذه هي الحقيقة التاريخية التي يتم الاحتفال بها اليوم."
ثم تابع قائلا:"لقد عاش في مالقة أبطال كثر لا نعرف عنهم شيئا اليوم. في هذا الموضوع سنذكر و لو نذرا قليلا من مأساة بعضهم لعلّ هذا يٌسهم في صحوة ضمير "المفكرين", الساسة و المنظمات الغير حكومية...إلخ, الذين يشغلون أنفسهم بقضايا بعيدة و يتجاهلون قضاياهم الحقيقية. و هنا أوجّه شكري للكتاب الأندلسيين الحاليين الذين نقّبوا في الأحداث: ك أنخيل كلان Angel Galan, مانويل باريوس أكيليرا Manuel Barrios Aguilera, مكيل كروث إيرنانديث Miguel Cruz Hernandez, إيكنثيو أولكي Ignacio Olague, برنارد فانسان Bernard Vincent, و أبو جبل و غيرهم."
لقد أشاد رفائيل بإسهام هؤلاء المؤرخين و غيرهم, من خلال أبحاثهم, في التعريف بمأساة مالقة, و أصبح بالإمكان التعرف على الأحفاد الحاليين للقتلة و اللصوص الذين, عبر قانون الغاب و اللصوصية, استرقوا و سرقوا الأجداد. و هذه أسماء بعض العائلات الغازية : ألونسو أشيا Alonso Axea , إيرناندو بوراس Hernando Porras, بنيثو مارتن Benito Martin , خوان سانشيث بورتاغو Juan Burtago Sanchez. و سنرى أدناه حجم الأراضي التي استولوا عليها.
أما أسماء المالقيين الذين تعرّضوا للظلم و الاسترقاق و القتل و الطرد فتجمعها لوائح طويلة عريضة, اكتفى الباحث الأندلسي رفائيل لوكي بذكر أسماء بعض من تعرّض منهم للنفي و مصادرة أملاكه, "لعلّ الساسة الأندلسيين عامة و المالقيون خاصة في هذه الذكرى الجديدة, يتذكرونهم فيسمون الشوارع بأسمائهم, لكي يعي الجيل الجديد جيدا تاريخ مالقة و الأندلس".
و هذه قائمة بأسماء بعض المالقيين الذين هُجّروا و صودرت ممتلكاتهم إما مباشرة بعد احتلالها سنة 1487, أو بعد تنصيرهم في بداية القرن 16م إلى حدود قرار الطرد الجماعي للمسلمين سنة 1609م.
- حامد ابن فرحون (1) Abenfarón, Hamed , بلدة المجاط Almayate. استطاع استرجاع الأراضي التي كان يملكها قبل الاحتلال عبر شرائها من رودريكو بيسكادور Rodrigo Pescador القاطن ببلش مالقة Vélez-Málaga.
-ابن زياد كريستوبال (2)Abenzad, Cristóbal, بلدة البرج El Borge, نٌفي و صودرت منه مزارع عنب بمنطقة Palma لصالح المستوطن إيرناندو بوراس.
-أبوطاح كريستوبال Abotahe, Cristóbal, بلدة قمارش Comares, نُفي و صودر منه منزل متاخم للمجزرة و لمنزل خوان أثين Juan Azen. هذا المنزل انتقل لملكية خوان سانشيث دي بوتراغو Juan Sánchez de Buytrago.
- أبو خيران بيدرو Abuxaeran, Pedro, بلدة البرج El Borge, والد إلفيراElvira و ليونور Leonor.
- أخوجة ألونثو Ajuaya, Alonso, بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب و الزيتون و اللوز و أرض أخرى للفواكه في منطقة حصن الكوثر Yznacútar. و انتقلت هذه الأراضي و المزارع لصالح إيرناندو بوراس.
- البدوز فرانثيثكوAlbodoz, Francisco, بلدة بني مرغوشة Benamargosa. نُفي و صودرت منه مزرعة عنب بمنطقة جدول المعشر Almáchar لصالح بنيتو مارتن Benito Martín.
- الكناي فرانثيثكو Alconay, Francisco, بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Loma de la Peña del Hierri لصالح المستوطن إيرناندو بوراس.
- الفقيه إيرناندو Alfaquí, Hernando, بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة عنب بمنطقة الخندق الشرقي Handacalchirqui, و ذهبت ليد بيدرو ألفريث Pedro Alférez.
- الفرا ألونثو Alfarra, Alonso, بلدة الكوثر Cútar. تعرّض للنفي و صودرت منه أشجار للفواكه, انتقلت ملكيتها لألونسثو دي أشيا.
- الفنياس دومنغو Alfonayas, Domingo, بلدة قمارش. تعرَض للنفي و صودرت منه أراضي زراعية ب فدان الهدىFadalhauda لصالح ألونثو دي أشيا.
-الوزير مارتن Alguacil, Martín. بلدة كومبيتا Cómpeta. قائد الثورة المورسكية بمنطقة الشرقية ما بين 1568 و 1570 و التي اندلعت بجبال البشرات بزعامة محمد بن أمية.
-الوزير رودريغو .Alguacil, Rodrigo. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله الذي انتقل لملكية بيدرو ألفريس.
- الحجار أندرش Alhaxar, Andrés. بلدة الكوثر (مالقة). تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب ثوبيا Zubia لصالح ألونثو إيشيا.
- الرزاق برناردينوArrozaque, Bernardino. بلدة قمارش. مالك لمزرعة عنب بمنطقة Aynahalmaha.
-حسبه الله دييغو لوبيزAzbulá, Diego López. تاجر بمدينة ملقة.
-أثين خوان Azen, Juan . بلدة قمارش. تعرذض للنفي و صودر منه منزل لصالح خوان سانشيث دي بويتراغو.
-أثول أندرش Azule, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة حصن الكوثر Yznacútar, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-البابور ألونثو Babur, Alonso el. بلدة قمارش.
- إيرناندو البرجيBorge, Hernando del(3).. بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة Loma de la Peña del Hierri, انتقلت لملكية المستوطن إيرناندو بوراس.
- بوطاهر Botaher. بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة سان جبرييل San Gabriel, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-بوينافيدا أنتون Buenavida, Antón. بلدة بني مرغوشة.
- ألونثو القادا Cada, Alonso el. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزل انتقل لملكية ألونثو إيشيا.
- قالي لويس (4)Cali, Luis. بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودر منه منزل متاخم لمنزل كريستوبال أبوطاهر.
- كردة زكرياءCarda, Zacarías.بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه أشجار للزيتون و اللوز بمنطقة Quean, انتقلت لملكية خوان سانشيث دي بويتراغو.
-كاثامور دييغو Casamaure, Diego. بلدة بني مرغوشة. تعرّض للنفي و صودر منه حقل للأشجار بمنطقة Cerro de Cantoblanco.
- القطان خوان Catan, Juan. بلدة بني مرغوشة. تعرَض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب و التين بمنطقة جدول المعشر.
-إنييغو دي كوالا Coalla, Iñigo de. بلدة المعشر. تعرَض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي, انتقلت لملكية بيدرو أفريس.
- القمارشي مكيل(5)Comarexi, Miguel. بلدة البرج. تعرَض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة Fachamucelan, انتقلت لملكية إيرناندو بوراس.
-دندون لويس Dondón, Luisبلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع لأشجار اللوز بمنطقة الخندق الشرقي, و انتقلت لملكية بيدرو ألفريس.
- فرج لويس Farax, Luis-. بلدة البرج.
-ألونثو فرنانديث البدوز . Fernández Alboduz, Alonsoبلدة بني مرغوشة.
- يحي الفشتالي(6) Fistelí, Yahya al. فيدور دي السقايات .Veedor de acequias كبير الوزراء المسلمين بمالقة بعد احتلالها من طرف القشتاليين. تحوّل إلى النصرانية و حمل اسم فرناندو دي موراليس Fernando de Morales..
-فنياس ماتيو Fonayas, Mateo. بلدة البرج.
- فركا ألونسوForca, Alonso.بلدة البرج. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار اللوز قرب جدول كفيت Cufeyte, و انتقلت ملكيتها لإيرناندو بوراس.
-غيطان بيدرو Gaitán, Pedro. بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار اللوز بمنطقة الخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-غالب بارطولمي Galibe, Bartolomé. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت أراضيه الزراعية.
-كازامور غارسية García Casamaure. بلدة بني مرغوشة.
-غواي بن العربي محمد Guay Benarabi, Mahomad. بلدة أوخن Ojén. عضو المجلس المحلي بمربلة Marbella. عُمِّد تحت اسم فرناندو دي لارينا Fernando de la Reina..
-مكيل الحبيبHabibe, Miguel. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بمنطقة حصن الكوثر, و انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
- إيرناندو البدوز Hernández Albodoz. بلدة بني مرغوشة.
- هدال أندرش Hidal, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Talamorra, انتقلت لملكية ألونثو إيشيا.
-المالقي عيسىIsa de Málaga . عامل بالجبس في خدمة دوق مدينا سيدونيا (شذونة) في نهاية القرن 15.
-جيان خوان Jaén, Juan. بلدة المعشر.تعرّض للنفي و صودرت ممتلكاته, و بقيت أرض ب Cañaveral في ملكية البلدية القشتالية.
- لينيز خوان Laynez, Juan. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب ب سان جبرييل لصالح ألونثو إيخيا.
-لوبو بارطولمي Lobo, Bartolomé le. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
- لوبو رودريغو Lobo, Rodrigo el. بلدة المعشر.
- أندرش دي لونا Luna, Andrés de. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي ب Talamorra, مُلِّكت ل ألونثو إيشيا.
- ماكانا فرناندو Magana, Fernando. . بلدة قمارش. تعرّض للنفي و صودرت منه مزارع للعنب ب Xacaman لصالح ألونثو إيشيا.
-ملنديث العطار فرانثيثكو Meléndez Alatar, Francisco. بلدة المعشر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله لصالح بيدرو ألفريث.
- مكلان دييغو Miclán, Diego. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله.
-المقدم لويس Moqeden, Luis. بلدة قمارش.
-مخيبر أندرش Moxaibar, Andrés. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه أراضي بوار و أراضي زراعية بحصن الكوثر لصالح أولنثو إيشيا.
- مولاطو خوان Mulato, Juan. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودر منه منزله.
-مُخبر خوان Muxber, Juan. بلدة بني مرغوشة. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة عنب بجدول المعشر.
-نجراج أندرش Naxaray, Andrés. بلدة قمارش. هُجِّر و صودرت منه مزارع للعنب بمنطقة بوما Pauma.
-أوثي إيرناندو . Ozey, Hernando بلدة البرج. هجّر و صودرت منه أشجار للوز قرب جدول كفيت Cufeyte لصالح إيرناندو بوراس.
-باشيكو مانخوث فرانثيثكو Pacheco Manxuz, Francisco. بلدة إستان Istán. هو أوّل من بدأ الثورة الأندلسية بمنطقة مربلة ضد فليب الثاني في حرب غرناطة ما بين 1568-1571.
- البنيون فرانثيثكو Peñón, Francisco el. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت أرضه لصالح لألونثو إيشيا.
- البوبين علي Pupein, Ali el. بلدة إزنات Iznate. استطاع استرجاع الأراضي التي كان يملكها قبل الاحتلال عبر شرائها.
-رباح خوان Rava, Juan. بلدة البرج.هُجّر و صودر منزل له لصالح إيرناندو بوراس.
-الراجي غبرييل Raxi, Gabriel. بلدة قمارش. هُجّر و صودرت أرضه بمنطقة Aynahalmaha.
-روميرو خوان Romero, Juan. بلدة بني مرغوشة. هٌجّر و صودرت منه مزرعة للعنب و التين لصالح بنيتو مارتن Benito Martin
-بيدرو دي سانتا مارية Santamaría, Pedro de. بلدة قمارش.
-سارمينتو فرناندو Sarmiento, Fernando. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت منه أرض بوار و حقل أشجار بحصن الكوثر لصالح ألونثو إيشيا.
-سولانا بارطولمي Solana, Bartolomé. بلدة المعشر. هُجّر و صودرت منه أملاكه, و بقيت قطعة أرضية ب El Cañaveral في ملكية البلدية الجديدة.
-البلدي غبرييل(7)Valdi, Gabriel. بلدة الكوثر. تعرّض للنفي و صودرت منه مزرعة لأشجار الزيتون و حقل أشجار ب ثوبيا.
-البلنسي أندرش Valenciano, Andrés. بلدة بني مرغوشة.
-البلنسي بارطولميValenciano, Bartolomé. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب لصالح بنيتو مارتن Benito martin.
-البلنسي غونزالو Valensí, Gonzalo el. بلدة الكوثر. هُجّر و صودرت منه أراضي للكرز بضواحي الكوثر لصالح ألونثو إيشيا.
- خيران أندرش Xarairán, Andrésبلدة سيديلا Sedella. كان ممن بدؤوا الثورة الأندلسية في الشرقية ضد فليب الثاني سنة 1568.
-الشرقي دييغو Xarquí, Diego. بلدة المعشر. مالقة.
- الشرقي فرانثيثكوXarquí, Francisco. بلدة المعشر. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-حنين خوان Xenin, Juan. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه مزرعة للتين و العنب(8) لصالح بنيتو مارتن.
-حري مارتين Xerri, Martín. بلدة بني مرغوشة. هُجّر و صودرت منه أرض زراعية للوز بجدول المعشر.
-خريلة مارتنXerrila, Martín.بلدة بني مرغوشة. هجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بجدول المعشر لصالح بنيتو مارتن.
-زاد لويس Zad, Luis. بلدة البرج. هجّر و صودرت منه مزارع للعنب و الزيتون و اللوز و أشجار مثمرة أخرى بحصن الكوثر لصالح إيرناندو بوراس.
-زافا إيرناندو Zafa, Hernando. بلدة المعشر.هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب ب Tinajuela لصالح بيدرو ألفريث.
-زحفاف بارطولمي Zahafaf, Bartolomé. بلدة البرج. هُجّر و صودرت منه مزرعة للعنب بالخندق الشرقي لصالح بيدرو ألفريث.
-أحمد الثغري Zegrí, Ahmed al. البطل القائد الذي تزعّم المقاومة الباسلة بمدينة مالقة سنة 1487 أمام الغزو القشتالي. لمّا اعتٌقل دُفن بوحشية في مطامر (سجون تحت الأرض) بقرمونة (أشبيلية) و الأغلال تطوق عنقه, و السلاسل تكبل رجليه. جرمه أنه دافع بكل شجاعة و إقدام عن الأرض التي أقسم على الدفاع عنها أمام جحافل النصارى.
اليوم لازالت مدينة مالقة, و باقي المدن الأندلسية خاصة و المدن الإسلامية عامة, تجحد فضل أحمد الثغري و لا تجد ولو شارعا صغيرا يحمل اسمه, أما كتب التاريخ الإسلامية فقد أدارت له ظهرها.
هذا نذر قليل, و نقطة في بحر الظلم الذي تعرّض له المسلمون بمالقة التي لم تكن سوى صورة مصغرة لما حدث في عموم الأندلس بعد سيطرة السلطات النصرانية القشتالية على زمام الأمور.
الهوامش:
مصدر مقال المالقي رفائيل فرنانديث لوكي Rafael Fernandez Luque, من موقع التحرير الأندلسي LIBERACION ANDALUZA
http://liberacionandaluza.blogcindar...olv idados.html
(1)لعلّه ينتسب للفقيه علي بن فرحون القيسي (توفي 601هجرية بالمشرق) ,كان زاهدا فاضلا ورعا, مع ما كان عليه من الأدب البارع و الكتب الحسن. قدم إلى مالقة سنة 585 هجرية. و من شعره:
أرى الناس لن يُغنُوا عن الله ذي العلى----فعوِّل عليه في الأمور و سلّم
و عُدّهم موتى و لا تعبأن بهم----و كبِّر عليهم أربعا ثم سلّم
أعلام مالقة ص 303.
(2)لعله ينتسب للمقدم بن معافى بن حسن بن زياد المالقي, من علية طلبة مالقة و نبهائهم و معدود في حلية حسبائهم. و كان المقدم بن معافى بليغا كاتبا أديبا شاعرا. مات سنة 403, و دُفن بحضيض جبل الفارو. أعلام مالقة ص 203.
(3)لعله ينتسب للأديب المالقي عبد الله بن حسن البرجي الذي كان من أدباء مالقة و نبهائها و معدودا في أذكيائها و شعرائها.
أعلام مالقة. ص 239
(4) لعله ينتسب للفقيه أبي علي القالي.
(5) لعله ينتسب لعبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الأنصاري الخزرجي المكنى أبا زيد و يعرف بالقمارشي. كان رحمه الله من جلة طلبة العلم و عليتهم و نبهائهم. و روى عن الفقيه الفاضل المحدث أبي جعفر أحمد بن علي بن حكم الحصار, و عن غيره. و كان رحمه الله من أهل الفضل و الدين و الورع و الانقباض و العفاف عن الناس.
أعلام مالقة ص261.
(6) الفشتالي عائلة كبيرة بالمغرب, هاجرت من الأندلس. و قد بزغ منها أدباء و كتاب للسلاطين أشهرهم الكاتب أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن القاسم الفشتالي كاتب السلطان السعدي أبي فارس بن المنصور الذي بويع بمراكش. و الكاتب أبوفارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي كاتب المنصور الذهبي السعدي, و من شعره في وصف قصر البديع في مراكش:
جمال بدائعي سحر العيونا----و رونق منظري بهر الجفونا
و قد حسنت بقوسي و استطارت----سنا يغشى عيون الناظرينا
الاستقصا. ص325/2
(7) لعله ينتسب لسعيد بن محمد بن سيد أبيه بن مسعود الأموي البلدي, من أهل بلدة, من عمل ريّة, يكنّى أبا عثمان. رحل إلى المشرق سنة 350هجرية, و حجّ سنة إحدى و خمسين. و لقي أبا بكر الآجري و قرأ عليه جملة من تواليفه, و أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي و قرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه. و أقام بمكة نحو العام و سمع بمصر من أبي بكر بن أبي طيبة (أو ابن أبي ظنه في الصلة) و الحسن بن رشيق و محمد بن القاسم بن شعبان و حمزة بن محمد و غيرهم. و كان كثير الرباط و الجهاد في الثغور. مولده سنة 328هجرية.
أعلام مالقة ص 352.
(8) كانت مالقة في العهد الإسلامي تشتهر بالتين الذي يضرب به المثل بحسنه, و يجلب حتى للهند و الصين, و قيل: إن ليس في الدنيا مثله, و فيه يقول أبو الحجاج يوسف ابن الشيخ البلوي المالقي :
مالقةٌ, حُيِّيتَ يا تينَها----الفلكُ من أجلكَ ياتينها
نهى طبيبي عنه في علّتي----ما لطبيبي عن حياتي نهى
و ذيّل هذه الأبيات الإمام الخطيب أبومحمد عبد الوهاب المنشي بقوله:
لا تنس لأشبيلية تينها ---- و اذكر مع التين زياتينها.
أما العنب فلكثرته (و هذا ما رأيناه أعلاه, حيث أغلب الأراضي الزراعية المصادرة هي مزارع للعنب) فقد كان يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير.
نفح الطيب. ج1 ص 151-152.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي
شيركوه
09-23-2009, 05:29 PM
أهل مالقة لسلطات الاحتلال الإسباني: لا للاحتفال بمصيبتنا.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
حلت سنة 1987 ذكرى مرور 500 سنة على سقوط مالقة بيد الملكين الكاثوليكيين, عمدة هذه المدينة الاشتراكي رفائيل أباريثيو Rafael Aparicio ألغى التقليد المحلي بالاحتفال في 18 يونيو بالقديسين الشهداء (حسب زعمهم)سيرياكو San Ciriaco و بولا Santa Paula, و عوّضه باحتفال آخر في 19 غشت بمناسبة سقوط مالقة بيد النصارى.
إن احتلال الملكين الكاثوليكيين لمالقة في غشت 1487م شكل حلقة دموية و همجية في نهاية مسلسل الحرب للاستيلاء على مملكة غرناطة المسلمة. فبعد حصار طويل استمر من 5 ماي إلى 18 غشت, استطاع الجيش القشتالي القوي, المكون من 12ألف فارس, 25 ألف من المشاة, و 8آلاف من جنود الدعم, اقتحام المدينة التي كان يدافع عنها 15 ألف من الغماريين المغاربة و المقاتلين المالقيين.
قرر الملك فرناندو تعذيب أهل مالقة عذابا استثنائيا, كما فعل بسكان قرية بني مقيص سنة 1484, و ذلك لإضعاف الروح المعنوية لباقي مملكة غرناطة ,و رفضَ توقيع أية معاهدة تحفظ شرف المنهزمين المسلمين, باستثناء جماعة التاجر علي دردوش الذين سلّموا المدينة و تركوا المجاهد حامد الثغري يقاوم على رأس قلة من المجاهدين بحصن جبل الفارو بضعة أيام أخرى بعد سقوط المدينة. من بقي حيا استُعبد خاصة و أنهم عجزوا عن دفع الفدية الضخمة التي طُلبت لإطلاق سراحهم جميعا و ذلك على عكس ما كان يحدث حيث كانت تٌدفع الفدية على الفرد الواحد فأكثر, أما هنا فإما أن يتحرر الجميع أو يبقى الكل عبيدا. بهذه الطريقة أصبح 11 ألف مالقي عبدا وزِّعوا بين النبلاء و الفرسان و الجنود و على المدن التي شاركت في هذا الاحتلال. أما حامد الثغري فلم يُرهن و لم يُقايَض بأسرى نصارى و إنما اعتُقل في سجن قرمونة (فرب إشبيلية) حتى مات بعد ذلك بسنوات.
اليوم يجهل غالبية المالقيين ما جرى, و يجهلون سبب إقامة هذه الاحتفالات في 19 غشت, و يعتقدون أنه مجرد يوم نصراني مجيد يُستمتع فيه بأشعة الشمس على رمال الشواطئ.
يقول المالقي مانويل دي مولينا : ''في العصر الجديد الذي نعيشه على أعتاب القرن الحادي و العشرين, و في الوقت الذي تقوم فيه الدول ذات الماضي التاريخي الأسود بالاعتذار عما فعله أجدادهم, لا يوجد مكان للاحتفال بحروب و معارك أتت على حياة و حريات عدد كبير من الناس''
"هل نحتفل بكارثة كوبا و الفلبين سنة1898م, أو تلك بأنوال التي قضى فيها أسبان و أندلسيون على يد الريفيين سنة 1921, أو احتلال مالقة من طرف القوات الإيطالية و الفرانكية في فبراير 1937م ؟"
"لا. إننا نستغل المصائب للتفكر حولها لمعرفة أسبابها و نتائجها, و مناقشة ما كان يجب أن يكون و ما لم يجب, سواء بتألم أو بعدم اكتراث, لكن لا نحتفل بها..."(1)
هكذا بدأ أبناء مالقة حملة لمقاطعة هذه الاحتفالات و التنديد بها و توعية الناس بحقيقتها حتى لا ينخدعوا و يحتفلوا بما لازِمه الحزن و الأسى لا اللهو و الرقص. فتلك احتفالات أبناء المحتلين القشتاليين, و ليس من المنطق أن يحتفل الجلاد و الضحية معا على ما أصاب هذا الأخير من مصائب على يد الأول.
و هذا مثال لبعض مظاهر هذه ''الصحوة''. وهو عبارة عن منشور طبعه و وزعه الأندلسيون لمقاطعة الاحتفال بعيد سقوط مالقة. (جماعة التحرير الأندلسي Liberacion Andaluza و الجماعة الإسلامية بالأندلس.)
و هذا تعريب لما جاء في هذا المنشور :
''الذكرى 500 لاحتلال و إبادة مدينة و شعب مالقة.
مقاطعة الفعاليات المنظمة من طرف الكنيسة و الدولة الإسبانية لإحياء يوم الرعب و الدماء لكل الشعب الأندلسي''.
و تكفي هذه السطور المقتضبة لإبراز مدى بغض الأندلسيين للكنيسة و الدولة الإسبانية التي تدعمها. كما تبين أنه رغم الادّعاءات التاريخية أنه تمّ طرد جميع المسلمين و ذريتهم من أرض إسبانيا, هاهي طائفة تنتفض من تحت رماد الطمس و القشتلة مستعيدة ذاكرة عمرها 500 سنة.
(1)هذا التصريح مقتطف من مقال بعنوان ''Contra la Celebración Festiva de la
la Conquista de Málaga en 1487''
http://www.andalucia.cc/adn/1908esp.htm
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:30 PM
صبورة عريبي (María Jesús Uribe): المرابطة الباسكية في ثغور إسبانيا
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
- "لن أنسى كلمات الرسول –صلى الله عليه و سلّم- التي قال فيها أنه لا يؤمن أحد حقا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه." صبورة عريبي.
ولدت مارية خيسوس أوريبي María Jesús Uribe سنة 1949م, و هي تنحدر من مدينة Vizcaya الباسكية شمال إسبانيا, و بعد دراستها للفلسفة و علم النفس بجامعة مدريد –حيث اشتغلت كطبيبة نفسانية-, اعتنقت الإسلام سنة 1978م, مباشرة بعد إعلان الحرية الدينية بالبلاد بعد قرون عديدة من فرض الكاثوليكية على كل من يقول "أنا إسباني", و بدّلت اسمها النصراني باسم إسلامي هو صبورة عريبي.
صبورة هي مفكرة إسبانية مسلمة سخّرت قلمها لمحو أسطورة المرأة المسلمة المتخلّفة و المضطهدة.
يوم 28 أكتوبر 1998م بقرطبة, قام شاب في الثامنة عشر من عمره بطعن صبورة أكثر من 30 طعنة قاتلة, أرداها على إثرها قتيلة. زوجها فرنسيسكو اسكوديرو, و اسمه الإسلامي منصور, شكك في الرواية الرسمية التي تتحدث عن عمل إجرامي منعزل قام به شاب مختل عقليا.
يقول زوجها منصور عن سبب قتلها: (ربّما قتلوها لإيقاف العمل الذي كانت تقوم به). لقد كانت صبورة –رحمها الله- رئيسة تحرير الجريدة الإلكترونية Web Islam و عضوة نشيطة بمجلة Verde Islam, هذه المنابر التي حاربت بفعالية الصورة النمطية عن الإسلام, و التي يلخّصها منصور في : (إسلام لا يعترف بحقوق المرأة, متقوقع في الماضي, مرتبط بالإرهاب و متعارض مع قيم الديمقراطية)
القاتل ألفونثو خمنيث مورينو Alfonso Jiménez Moreno, بعد ارتكابه للجريمة فر إلى مخفر الحرس المدني و اعترف لهم بقتله صبورة عريبي في منزلها في Fuente de Arriba, هذا المنزل الذي يعتبر أيضا مقرا "للفدرالية الإسبانية للهويات الدينية الإسلامية" التي يترأسها زوجها منصور اسكوديرو, الذي اعتبر أن المستفيد الوحيد من قتل صبورة هم أعداء الصورة الحقيقية للإسلام و الذين يعملون على بقاء صورة الإسلام مشوهة و خاطئة كدين متعصب, غير متسامح, متخلّف و ظالم للمرأة.
لقد أبدى منصور استغرابه كون اليوم الذي قتلت فيه صبورة هو متمّ سنة على تأسيس موقع Web Islam الذي تُشرف عليه بنفسها. لقد ماتت صبورة دقائق قليلة بعد إنهائها للعدد 42 من جريدة Web Islam. فبعد انتهائها صعدت هي و زوجها منصور إلى البيت لشرب القهوة رفقة كميلة, زوجة منصور الثانية. بعد 20 دقيقة, ترك منصور زوجتيه و ذهب إلى (مركز التوثيق و المنشورات) المحادي للمنزل بهدف إرسال محتوى العدد 42 من Web Islam عبر الإنترنت. في هذه الأثناء, استمرّت صبورة و كميلة لوحدهما لمدّة 15 دقيقة. بعدها غادرت صبورة غرفة كميلة للذهاب إلى غرفتها, و هنا التقت بقاتلها الذي طعنها أكثر من 30 طعنة قاتلة.
منصور أكّد أن عائلته قبلت الإسلام بشكل مسؤول كخيار بالمجتمع الإسباني الديمقراطي, وقال : (إن إسلامنا يحوي طراوة يحس بها من اكتشفه, لا كالذي ورثه مع ثقافة ما). لقد قدمت عائلة منصور المسلمة من شلوبنية (بغرناطة) إلى قرطبة, 5 سنوات قبل الجريمة, و استقروا ب Almodóvar del Río. لقد اختاروا قرطبة نظرا لقيمتها الرمزية في العالم الإسلامي و ليؤسسوا بها مقر الفدرالية الإسلامية التي يترأسها منصور, الذي أكّد أن عائلته (ليست عربية, نحن متحوّلون Conversos أسبان –كما شأن صبورة- تلقينا تعليما جيّدا في فترة حكم الجنرال فرنكو, و بعدها قبلنا الإسلام بكامل إرادتنا).
كانت صبورة -رحمها الله- امرأة مناضلة للتعريف بالإسلام كديانة بعيدة كل البعد عن الصورة النمطية عن المرأة خاصة و المسلمين عموما. و كما أكّد زوجها ,كانت تشتغل دائما في صمت دون أن تظهر في الواجهة.
ملاحظة:
حسب الاسم العائلي لصبورة Uribe, فلا أستبعد أن تكون ذات أصول أندلسية مسلمة, فتعريب هذا الاسم هو عُريبي, و هو نفس اسم عائلة أندلسية طردت من الأندلس و استقرت بمدينة العالية التونسية في عهد الوالي العثماني عثمان باي.
- مراجع الموضوع :
مقالين بموقع Web Islam بعنوان : من قتل صبورة عريبي؟
رابطه: http://www.webislam.com/?idt=11317
و مقال لصبورة عنوانه: ('مسلمة في القرية العالمية)
رابطه: http://www.webislam.com/?idt=11317
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:30 PM
صبورة عريبي (María Jesús Uribe): المرابطة الباسكية في ثغور إسبانيا
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
- "لن أنسى كلمات الرسول –صلى الله عليه و سلّم- التي قال فيها أنه لا يؤمن أحد حقا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه." صبورة عريبي.
ولدت مارية خيسوس أوريبي María Jesús Uribe سنة 1949م, و هي تنحدر من مدينة Vizcaya الباسكية شمال إسبانيا, و بعد دراستها للفلسفة و علم النفس بجامعة مدريد –حيث اشتغلت كطبيبة نفسانية-, اعتنقت الإسلام سنة 1978م, مباشرة بعد إعلان الحرية الدينية بالبلاد بعد قرون عديدة من فرض الكاثوليكية على كل من يقول "أنا إسباني", و بدّلت اسمها النصراني باسم إسلامي هو صبورة عريبي.
صبورة هي مفكرة إسبانية مسلمة سخّرت قلمها لمحو أسطورة المرأة المسلمة المتخلّفة و المضطهدة.
يوم 28 أكتوبر 1998م بقرطبة, قام شاب في الثامنة عشر من عمره بطعن صبورة أكثر من 30 طعنة قاتلة, أرداها على إثرها قتيلة. زوجها فرنسيسكو اسكوديرو, و اسمه الإسلامي منصور, شكك في الرواية الرسمية التي تتحدث عن عمل إجرامي منعزل قام به شاب مختل عقليا.
يقول زوجها منصور عن سبب قتلها: (ربّما قتلوها لإيقاف العمل الذي كانت تقوم به). لقد كانت صبورة –رحمها الله- رئيسة تحرير الجريدة الإلكترونية Web Islam و عضوة نشيطة بمجلة Verde Islam, هذه المنابر التي حاربت بفعالية الصورة النمطية عن الإسلام, و التي يلخّصها منصور في : (إسلام لا يعترف بحقوق المرأة, متقوقع في الماضي, مرتبط بالإرهاب و متعارض مع قيم الديمقراطية)
القاتل ألفونثو خمنيث مورينو Alfonso Jiménez Moreno, بعد ارتكابه للجريمة فر إلى مخفر الحرس المدني و اعترف لهم بقتله صبورة عريبي في منزلها في Fuente de Arriba, هذا المنزل الذي يعتبر أيضا مقرا "للفدرالية الإسبانية للهويات الدينية الإسلامية" التي يترأسها زوجها منصور اسكوديرو, الذي اعتبر أن المستفيد الوحيد من قتل صبورة هم أعداء الصورة الحقيقية للإسلام و الذين يعملون على بقاء صورة الإسلام مشوهة و خاطئة كدين متعصب, غير متسامح, متخلّف و ظالم للمرأة.
لقد أبدى منصور استغرابه كون اليوم الذي قتلت فيه صبورة هو متمّ سنة على تأسيس موقع Web Islam الذي تُشرف عليه بنفسها. لقد ماتت صبورة دقائق قليلة بعد إنهائها للعدد 42 من جريدة Web Islam. فبعد انتهائها صعدت هي و زوجها منصور إلى البيت لشرب القهوة رفقة كميلة, زوجة منصور الثانية. بعد 20 دقيقة, ترك منصور زوجتيه و ذهب إلى (مركز التوثيق و المنشورات) المحادي للمنزل بهدف إرسال محتوى العدد 42 من Web Islam عبر الإنترنت. في هذه الأثناء, استمرّت صبورة و كميلة لوحدهما لمدّة 15 دقيقة. بعدها غادرت صبورة غرفة كميلة للذهاب إلى غرفتها, و هنا التقت بقاتلها الذي طعنها أكثر من 30 طعنة قاتلة.
منصور أكّد أن عائلته قبلت الإسلام بشكل مسؤول كخيار بالمجتمع الإسباني الديمقراطي, وقال : (إن إسلامنا يحوي طراوة يحس بها من اكتشفه, لا كالذي ورثه مع ثقافة ما). لقد قدمت عائلة منصور المسلمة من شلوبنية (بغرناطة) إلى قرطبة, 5 سنوات قبل الجريمة, و استقروا ب Almodóvar del Río. لقد اختاروا قرطبة نظرا لقيمتها الرمزية في العالم الإسلامي و ليؤسسوا بها مقر الفدرالية الإسلامية التي يترأسها منصور, الذي أكّد أن عائلته (ليست عربية, نحن متحوّلون Conversos أسبان –كما شأن صبورة- تلقينا تعليما جيّدا في فترة حكم الجنرال فرنكو, و بعدها قبلنا الإسلام بكامل إرادتنا).
كانت صبورة -رحمها الله- امرأة مناضلة للتعريف بالإسلام كديانة بعيدة كل البعد عن الصورة النمطية عن المرأة خاصة و المسلمين عموما. و كما أكّد زوجها ,كانت تشتغل دائما في صمت دون أن تظهر في الواجهة.
ملاحظة:
حسب الاسم العائلي لصبورة Uribe, فلا أستبعد أن تكون ذات أصول أندلسية مسلمة, فتعريب هذا الاسم هو عُريبي, و هو نفس اسم عائلة أندلسية طردت من الأندلس و استقرت بمدينة العالية التونسية في عهد الوالي العثماني عثمان باي.
- مراجع الموضوع :
مقالين بموقع Web Islam بعنوان : من قتل صبورة عريبي؟
رابطه: http://www.webislam.com/?idt=11317
و مقال لصبورة عنوانه: ('مسلمة في القرية العالمية)
رابطه: http://www.webislam.com/?idt=11317
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:31 PM
"مورسكيو القرن العشرين"
بقلم: أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كان خوان لوبيز غونزاليث Juan Lopez Gonzalez ينحني على ركبتيه في اتجاه الشرق و رأسه يلامس الأرض بصفة متكررة. أحيانا ينادي في اتجاه الشمس "محمد". و غالبا ما يتلو دعوات غير مفهومة حاملا كتابا قديما بين يديه يُخفيه داخل كيس بإحدى عوارض المنزل العلوية. خلال "الأسبوع المقدس" Semana Santa (1) حيث تمر المواكب من البلدة, لم يكن خوانJuan يأكل أي شيء ما إن تشرق الشمس. خلال هذه الأيام كان يضع صحنا مقلوبا على عتبة بوابة مزرعته (2), ذات يوم سأله أحد جيرانه عن السبب, فأجابه مٌحمرّا أن ذلك من أجل تجفيف الصحن. لقد احمرّ لأنه "كاد يموت من الخوف, فقد كان دائما يتخفى و يطلب مني ألا أحكي شيئا عمّا أراه يفعله" تروي اليوم ابنته فينيرادا Venerada, "كان يخرج بمعية شقيقه للصلاة في الحقل حتى لا يراهما أحد". قبل الأكلكان يحني رأسه متمتما دعاءا يٌكثر فيه ذكر الله "Alà". كما كانت له عبارات خاصة به, كقوله أروا خمينا "Arua Jimena" (تعال هنا), Jarria(براز), quém (كلب)...., و كان يقول لابنته: "هذه عادتنا, لكن عليك ألا تذكري هذا خارج المنزل".
توفي خوان لوبيز سنة 1986 و سن ابنته فينيرادا 31 سنة, و كانت تعمل آنذاك في فرنسا. لقد قضوا في بلدتهم ريوبار Riopar الواقعة بمنطقة سييرا ديل سيغورا Sierra del Seguraأوقاتا حميمية. كانت تنتظر هذه المرأة بمقرعملها مفاجأة من العيار الثقيل لمّا سمعت عاملا مغربيا يناديها كوالدها أروا خمينا Arua Jimena. و أظهر لها هذا المغربي القرآن فقارنته مع الكتاب الذي كان والدها ينزله من السقف باستعمال عصا طويلة, و بروح الفضول راحت تبحث عن الكلمات التي كان والدها يرددها. كانت فينرادا تشك في فهم والدها شيئا كثيرا:"كان يضع النظارات و يفتحه, لكن لمّا أسأله عن أشياء فيه لا يعرف كيف يجيب عنها."
تعيش فينرادا اليوم في مزرعة والدها المسمّاة Martinez Campos, لأنه يقال أنها كانت لهذا الجنرال. لقد وُلد خوان بهذه المزرعة, أمّا جدها فكان من بلدة بوجرة القريبة Bogarra, بينما ينحدر والد جدها من بلدة لاس كاسيكاس ديل سيغورا Las Casicas del Segura القريبة أيضا. رغم هذا التجدر النسبي بالمنطقة, فوالدها و جدها كانا يرددان باستمرار أن عائلتهم غرناطية الأصل, و بالتحديد من البشرات Alpujarras و متريل Motril. لكن هذه ليست سوى ذكريات عائلية تورث لأن لا أحد منهما يعلم الجد الذي هاجر إلى سييرا ديل سيغورا Sierra del Segura, ومتى كانت هجرته. هذه الذاكرة العائلية توارثت على مدى قرون ذكرى محمد بن أمية رحمه الله (3)" الذي كان ملكنا , كان شخصا صالحا, و رجلا عظيما" كما كان يردد خوان.
لم يكن خوان لوبيز الوحيد, ف أوريليو أمورس Aurelio Amores الذي وُلد سنة 1918م يتذكر فترة شبابه لمّا كان كبار السن ب ريوبار القديمة Riopar Viejo (نواة البلدة الحالية) يعبدون الشمس عند وقت الفجر, و يركعون و يسجدون لها, يقول أوريليو :"لم يكن عددهم قليلا, كانوا على الأقل اثني عشر شخصا", و يرددون خاتي مالي Jati mali (؟). يعلم أورليو جيدا لماذا كان هؤلاء الشيوخ يقومون بهذه الطقوس :"كان ذلك دينهم, يعبدون الشمس كما نفعل نحن مع يسوع". لم يحاول أبدا أن يربط هذه الطقوس بالإسلام, لأنه لا يعلم عنه أي شيء. قبل جيلين كانت هذه الطقوس منتشرة بالمنطقة, كما أكد أوريليو:"حكى لي أجدادي أنه في فترة شبابهم كان هناك العديد من الشيوخ يسجدون في اتجاه الشرق عدة مرات في اليوم" .
موقع ريوبار
تقع ريوبار Riopar جنوب إقليم البسيط, بمحاذاة جيان, في واد مغلق لا يمكن الوصول إليه إلا عبر 3 أبواب توجد على ارتفاع 1100 و 1400 متر, و تكسو المنطقة الثلوج في فصل الشتاء, "حتى وقت قريب كانت هذه البلدة مفقودة من يد الرب" (4) على حد تعبير خوان فاليرو فالديلفيرا Juan Valero Valdelvira, المقاول ذو الخمسون سنة و الذي يملك مقاولة لإنتاج الخشب, ثم تابع قائلا:"لمّا كنت صغيرا لم تكن هناك طرق, و كانت الساكنة تعيش في مزارع موزّعة في الجبل, أكيد لم تصل هنا محاكم التفتيش, و عند طرد سنة 1609 لم يتم إزعاج المسلمين الأصليين" .
ريوبار القديمة
file:///C:/DOCUME%7E1/hicham/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.jpg
كان والد خوان فاليرو جزارا, و كان يصطحبه إلى مزارع البلدة للقيام بعمله. و قد لاحظ خوان أن مائدة المذبح بالمنازل "توضع في اتجاه الشرق, مع انحراف 5 درجات في اتجاه الجنوب, و تحديدا اتجاه مكة. انتبهتُ لهذا الأمر منذ عشر سنوات, و استفسرت لدى العديد من المزارعين عن سبب وضع المائدة في هذا الاتجاه, و كان جوابهم الوحيد هو : كانت دائما هكذا".
يذكر خوان فاليرو أن عادات جده كانت إسلامية, لبساطته, لنظرته للحياة...و إن كان هو نفسه لا يعلم ذلك. كان يناديه أخ "hermano", و هو اسم يٌقال للشخص الكبير في السن و الشخص المحترم, كما يفعل العرب –حسب خوان فاليرو-. لم يغادر جده البلدة أبدا, رغم ذلك يتحدث دائما بحنين إلى غرناطة, بل و يصف الطريق التي تؤدي إلى المملكة النصرية القديمة. كان أيضا يُحيي العادة المورسكية القديمة المتمثلة في إطعام الحيوانات بنفسه و إطعام الناس يوما في السنة, و لما يريد قتل حيوان كان يستأذن من السلطات السماوية (Alturas). كان يعتقد, كشأن كبار السن بالوادي, أن المرأة الحائض لا تستطيع تسلق الشجرة, لأن هذه الأخيرة ستذبل. (5)
صورة جميلة من ريوبار
المورسكيون الأسبان
3 أبواب على بعد علو ألف متر و غياب الطرق, عوامل منعت وصول محاكم التفتيش إلى وادي ريوبار Riópar, في جنوب إقليم البسيط. كثير من المسلمين بقوا في شبه الجزيرة بعد سقوط المدن الأندلسية و أطلق عليهم المدجنون. غرناطة, آخر الممالك الإسلامية, سُلّمت للملكين الكاثوليكيين سنة 1492 على أن يبقى المسلمون بمن فيهم الأمير أبو عبد الله بأرض أجدادهم و أن يحفظوا دينهم و تقاليدهم. لكن المحتلين سرعان ما انقلبوا على كل بنود معاهدة التسليم.
سنة 1499, أمر الكاردينال ثيثنيروس Cisneros بتنصير كل المدجنين مما أدى إلى ثورة أولى عمّت حي البيازين بغرناطة ثم جبال ألمرية, رندة و الشرقية و البشرات. هذه الثورة شكلت ذريعة للملكين الكاثوليكيين فأصدرا قرارا بتنصير كل مسلمي قشتالة. فتحوّل اسمهم من مدجنين إلى مورسكيين, أي نصارى رسميا بثقافة عربية إسلامية, و استمروا في التخاطب باللغة العربية. سنة 1516م, أصدر الكاردينال ثيثنيروس قرارا آخر بمنع كل العادات الإسلامية, بما فيها اللباس و اللغة. ضغط النصارى على المورسكيين ليصبحوا "قشتاليين صالحين" بين عشية و ضحاها تصاعد مما أدى إلى اندلاع ثورة البشرات بزعامة محمد بن أمية. لقد تحوّلت العمليات العسكرية إلى حرب حقيقية استمرّت سنتين, لم يسيطر خلالها النصارى على الأوضاع إلى بعد تجميع ثلاث جيوش بقيادة خوان النمساوي شقيق الملك فليب الثاني. لازالت بلدة بالور Valor تحفظ إلى اليوم منزل محمد ابن أمية. أمّا المورسكيون الذين نجوا من المقتلة بعد قمع الثورة شُتتوا في المملكة القشتالية. يتحدّث المؤرخون عن 50 ألف مهجّر. هذا التهجير المكثف شكل مقدمة للطرد العام للمسلمين من كل الأراضي الإسبانية سنة 1609م.
اللباس
لازالت العائلات ذات التقاليد الإسلامية تحتفظ بذكريات حول خصائص الملابس الأندلسية. سمعَت فينيرادا في المنزل أن جدّ جدها كان دائم الارتداء لجلابة Chilaba تُدعى Bata فوق السروال و القميص. و ذكر لها جدها أنه كان يذهب للعمل بها. آخِر من ارتدى هذا الزي ب ريوبار Riopar هو العم سياس Tio Sayas (6) الذي توفي سنة 1971 و لازالت ذكراه حية بين الناس, حيث يذكرون أنه يرتدي ثيابا على شكل تنورة لأنه يعاني من سلس بولي. أما والد جد خوان فاليرو Juan Valero فكان يضع دائما قلنسوة على رأسه على الطراز المورسكي. ولازالت والدة خوان , أورورا فالديلفيرا Aurora Valdelvera تعرف كيفية إبرام القلنسوة على هذه الطريقة, كما حافظت ذاكرتها صورة فلاح يٌدعى لورنثو كاستيو بينادو Lorenzo Castillo peinado كان يركع و يسجد في اتجاه منطقة Collado de la Rambla, وكلما رأته كانت تتساءل :"ماذا يفعل يا تُرى؟"
تتذكر أورورا يوم خطبتها و زفافها, حيث جاءت عائلة الزوج إلى مزرعة والدها في موكب من عربات تجرها الخيول و مؤثثة بفراش سرير النوم, و أقيمت هناك حفلة بهيجة. أما هي فقد و ضعوا لها مئزرا Delantal يرمون فيه النقود. و لمّا توفيت عمّتها كفّنوها في ثوب أبيض و وضعوا في يديها باقة زهور, و أخفوها طيلة الليل.
خوان فاليرو اعتبر أن معظم هذه العادات و غيرها كثير بريوبار, و ذُكرت في كتاب لخيرالد برينان Gerald Brenan؛ هذا الكاتب الإنجليزي عاش في عقد العشرينات (1920) بقرية بالبشرات تدعى Yegen, و وصف طباع و عادات أهلها.
المطبخ
يشكل المطبخ ميدانا متميزا آخر لدى العائلات التقليدية بريوبار. كان والد فينرادا Venerada يطبخ الكسكس "Cuscus" (7) (هكذا كان يسميه) بلحم الحمل, البطاطس, الحمص, دقيق القمح أو الذرة, صلصة البصل (8), الطماطم و البقدونس. كما تتذكر فينرادا المُجَبِّنات "Almujabenas" و هي عبارة عن حلويات تُحضّر بأماكن متعددة , و قد علّم أبوها والدتها كيفية تحضيرها – لم تكن زوجته تشاطره تقاليده -, و كانوا يأكلونها خلال "الأسبوع المقدس". و تُحضّر هذه الحلوى بالدقيق, البيض, الماء و السكر. من جهتها كانت فالديلفيرا أورورا تُحضِّر حلوى تُسمّى nuégadas, و هي عبارة عن حلوى على شكل كرات مطهية تتكون من الجوز (الكركاع) و السكر.
كان والد فينيرادا يعمل بأشجار الصنوبر بالجبل, و نادرا ما غادر ريوبار, و رغم ذلك كان يقول لابنته أن العرب يحبون الحلويات كثيرا و أنهم يحضّرونها بالعسل. بعد عدة سنوات عادت فينيرادا لتحضير المجبنات و حلويات أخرى كانت تُطهى بالمنزل و تقدمها لزبناء فنادقها البسيطة التي تخدم السياحة القروية.
عندما كان خوان لوبيز و شقيقه يصومان خلال الأسبوع المقدس, كانا يُحضّران طعاما بالدقيق, يأكلانه قبل الفجر و عند المساء, لكن فينيرادا لا تعلم شيئا عن هذا الطعام. و كانا لا يدخنان خلال هذه الأيام, و لا يشربان الخمر. كان خوان يأكل لحم الخنزير و غالبا ما يعلّق أنه لا يجب عليه فعل ذلك. حسب خوان لحم الخنزير أساسي في غداء الوادي "لكن يضيفون إليه العديد من التوابل و يطهونه حتى يتغير طعمه كليا؛ أما نقانقه فتُحفظ في زيت الزيتون و تُمزج بالأرز و طحين حبات البنيونش Piñones"
والد خوان كان يقتل الخنازير ليأكلها الناس, لكنه لا يأكل لحمها في المنزل لأن ذلك حرام. تشرح فينيرادا أن الطبق الذي يُحضَّر تقليديا بشحم الخنزير يُحضَّر في منزلهم دائما بشحم البقر.
خوان لوبيز والكنيسة
على غرار أبناء القرية, كان على فينيرادا أن تحضر للقداس في الكنيسة و قد أبدى والدها امتعاضا من ذلك: "لم تطأ قدمه الكنيسة أبدا. والدتي أصرّت على أن نفعل ذلك و إلا فسيبلغون عنّا. لكني كنت الوحيدة التي لم تحضر القداس" كما أخبرت ابنته. بعد زواج فينيرادا و وفاة فرانكو لم يعد هناك اعتراض على ذلك: "لم أتزوج في الكنيسة حيث لم يشأ والدي ذلك". كانت هناك حفلة زفاف بسيطة, و أشار لها والدها بيده قائلا: "اخرجي من المنزل مُقدِّمة رجلك اليمنى إلى الأمام, و ها أنتِ له مدى الحياة", بعبارة أخرى لا داعي لتلك المراسيم الكنسية للزواج.
كان لوبيز يشرح لابنته أن هويتهم الحالية مصطنعة, "نحن ننحدر من جنس Caravavantes و Navalón (9), فقدنا اسمنا و أعطونا آخر". في هذا السياق يعلم خوان فاليرو جيدا من أين جاءت عدة ألقاب بالوادي و المسار الذي اتبعته, يقول خوان:"لقبي الثاني بالدلبيرا Valdelvira يعني "باب البيرة"- باب شهير في غرناطة- و الذين يحملون هذا الاسم لم يتم تعميدهم أبدا, نفس الشيء بالنسبة لآل بنيغش Los banegas ب Alarcon(10), أي لم يتحوّلوا إلى النصرانية رسميا أبدا, و هذا معلوم عند العائلات"
لكنة مميزة
ربّما بلدة البديت Albudeite بمرسية هي البلدة الوحيدة في الأندلس التي حافظت على اللكنة العربية. فقد حافظ سكانها على أنشودة يسمونها tonillo, كما أنهم لا يستعملون الصرف المركّب (prétérito indefinido)- مثلا يقولون estuve بدل he estado), و هذا التركيب في صرف الأفعال لا يوجد في لغة أجدادهم العربية. عمدة البلدة خواكين مارتينث أكّد أن التقليد المحلي احتفظ ب "جاؤوا من المورو", و القرى المجاورة كانت تكني أهل البلدة بعبارات تجد فيها : مورو moro. هذه الذاكرة الشعبية عزّزها المؤرخ خوان غونزاليث كاستانو Juan Gonzalez Castano الذي بيّن أن بلدة البديت Albudeite لم يطلها الطرد العام للمورسكيين, "لا يُعرف لماذا, لكن المسألة أن الساكنة كلها بقيت" كما يشرح الباحث الذي أكّد أن هذا لم يحصل في أي مكان آخر من شبه الجزيرة.
كانت مورسية آخر منطقة طُرد منها المورسكيون. احتُلّت المدينة سنة 1252 و تمّ استيعاب ذرية المسلمين. و في عهد فليب الثاني (1556-1598) أُرسلت طلبات للملك بأن يبقيهم لأن غالبيتهم كاثوليك ملتزمين و لهم علاقات حسن جوار مع النصارى القدامى. لهذا تمّ إعفاءهم من قرار الطرد ما بين 1609-1614م, لكن الملك تحت ضغط المتشددين في المجلس الملكي من جهة, و ضغط المدافعين عن المورسكيين من جهة أخرى, أمر سنة 1612 أحد رجال الكنيسة و عضو في محكمة التفتيش يدعى خوان دي بيردا Juan de pereda بالاستعلام حول سلوك أحفاد المسلمين. هذا المفتش قضى حوالي الشهرين متجولا بين العديد من القرى التي يقطن بها مدجنون و تحاور مع المئات من الأشخاص. انطلق من وادي ريكوتي Valle de Ricote الذي يقطنه غالبية ساحقة من المسلمين (الأديب ثيرفنتس أطلق اسم ريكوتي على إحدى شخصيات روايته الشهيرة دون كيخوتي) ثمّ مرّ عبر سيغورا نحو مورسية. دوّن خوان دي بيريدا بأن ببلدة البديت Albudeite هناك 312 مدجنا و فقط 6 نصارى قدامى. و لاحظ المفتش أيضا الأنشودة المورسكية Tonillo على ألسن سكان برييغو Priego – التي يقطنها 935 مدجنا و 59 نصرانيا – و ألسن سكان فورتونا Fortuna –ذات 684 مدجنا و 54 نصرانيا- , كما لاحظ حفاظهم على طريقة البكاء على الموتى (علامة إسلامية أخرى حسب المفتش). أما بوادي ريكوتي فقد وجد اللكنة العربية في كل القرى. و يُقال عن سكان ريكوتي و أوخوس Ojos (11) "أن لهم لكنة أكثر من الآخرين, و أنه عند أكل لحم الخنزير يعتذرون أكثر من أي منطقة أخرى". رغم ذلك استنتج المفتش خوان دي بيردا :" حسب ما ظهر لي, هناك ما يكفي من الشهادات لاعتبارهم نصارى صالحين و خدما أوفياء لصاحب الجلالة". مع ذلك طُرد مورسكيو مورسية في بداية 1614. المؤرخ خوان غونزاليث كاستانيو, الذي نشر تقرير المفتش خوان دي بيريدا, بيّن أن "العديد بقي متخفيا, و آخرون احتموا بأسيادهم و جيرانهم, و غيرهم سارعوا للاعتراف بالكنائس...و آخرون عادوا بعد مدة و طالبوا بأراضيهم و ممتلكاتهم". لقد لجأ عدد كبير لمملكة بلنسية ثم عادوا إلى مرسية, حيث أظهر تقرير في غشت 1615أن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل الطرد. كان هذا عاما بكل مناطق شبه الجزيرة, فإذا أضفنا الذين عادوا إلى من تنصّر منذ القدم لأصبح عددهم أكبر من الذي كانوا عليه قبل الطرد (ذهبوا فرادى و عادوا و قد كوّنوا أسرا).
المرجع:
مقال نشرته جريدة LA VANGUARDIA القطلانية في 12 نونبر 2006. بعنوان :"En la sierra del Segura se mantiene el recuerdo de descendientes de moriscos que practicaban costumbres musulmanas".
http://www.islamyal-andalus.org/cont...ia.php?id=1282
الهوامش:
(1) ذكرى سنوية نصرانية بموت و صلب المسيح حسب اعتقادهم الفاسد.
(2) هذه من العادات و الخرافات التي انتشرت بين المورسكيين بسبب منع اتصالهم بكل ما هو إسلامي.
(3)للمزيد من المعلومات حول محمد بن أمية رحمه الله:
سلطان الأندلس محمد بن أمية و حرب غرناطة الكبرى سنة 1568م
(4) يتهكم على محكمة التفتيش , حيث المكان الذي لا تصل إليه لا تجد فيه النصرانية و بالتالي فالمنطقة مفقودة من يد الرب الذي تدافع عنه محاكم التفتيش.
(5) المقال ذكر أن ذلك جاء في القرآن, و هذا غير صحيح طبعا, و لا يعدو أن يكون من الاعتقادات الباطلة و الخرافية التي دخلت على الأندلسيين بعد منعهم من الاتصال بكل ما هو إسلامي.
(6) ربّما أطلق عليه الاسم سياس Sayas لارتدائه الجلابة التي تشبه التنورة Saya بالنسبة للنصارى.
(7) من الأطباق الشهيرة بالمغرب.
(8) و يطلق بالمغرب على صلصة البصل"التفاية", و يسمى كسكس بالتفاية.
(9) ربما يقصد المناطق الأصلية التي تنحدر منها الأسرة, قبل أن يهاجروا إلى غرناطة ثم إلى سييرا دي سيغورا. على أي حال فمنطقة نابلون Navalon توجد في الجنوب الغربي من بلنسية.
(10) Alarcon منطقة تقع غرب بلنسية و شمال البسيط Albacete.
(11) لمعلومات أكثر عن بلدة أوخوس:
باحث انجليزي يؤكّد بالوثائق أن طرد الأندلسيين من إسبانيا فشِل جزئيا
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:33 PM
"مورسكيو القرن العشرين"
بقلم: أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
كان خوان لوبيز غونزاليث Juan Lopez Gonzalez ينحني على ركبتيه في اتجاه الشرق و رأسه يلامس الأرض بصفة متكررة. أحيانا ينادي في اتجاه الشمس "محمد". و غالبا ما يتلو دعوات غير مفهومة حاملا كتابا قديما بين يديه يُخفيه داخل كيس بإحدى عوارض المنزل العلوية. خلال "الأسبوع المقدس" Semana Santa (1) حيث تمر المواكب من البلدة, لم يكن خوانJuan يأكل أي شيء ما إن تشرق الشمس. خلال هذه الأيام كان يضع صحنا مقلوبا على عتبة بوابة مزرعته (2), ذات يوم سأله أحد جيرانه عن السبب, فأجابه مٌحمرّا أن ذلك من أجل تجفيف الصحن. لقد احمرّ لأنه "كاد يموت من الخوف, فقد كان دائما يتخفى و يطلب مني ألا أحكي شيئا عمّا أراه يفعله" تروي اليوم ابنته فينيرادا Venerada, "كان يخرج بمعية شقيقه للصلاة في الحقل حتى لا يراهما أحد". قبل الأكلكان يحني رأسه متمتما دعاءا يٌكثر فيه ذكر الله "Alà". كما كانت له عبارات خاصة به, كقوله أروا خمينا "Arua Jimena" (تعال هنا), Jarria(براز), quém (كلب)...., و كان يقول لابنته: "هذه عادتنا, لكن عليك ألا تذكري هذا خارج المنزل".
توفي خوان لوبيز سنة 1986 و سن ابنته فينيرادا 31 سنة, و كانت تعمل آنذاك في فرنسا. لقد قضوا في بلدتهم ريوبار Riopar الواقعة بمنطقة سييرا ديل سيغورا Sierra del Seguraأوقاتا حميمية. كانت تنتظر هذه المرأة بمقرعملها مفاجأة من العيار الثقيل لمّا سمعت عاملا مغربيا يناديها كوالدها أروا خمينا Arua Jimena. و أظهر لها هذا المغربي القرآن فقارنته مع الكتاب الذي كان والدها ينزله من السقف باستعمال عصا طويلة, و بروح الفضول راحت تبحث عن الكلمات التي كان والدها يرددها. كانت فينرادا تشك في فهم والدها شيئا كثيرا:"كان يضع النظارات و يفتحه, لكن لمّا أسأله عن أشياء فيه لا يعرف كيف يجيب عنها."
تعيش فينرادا اليوم في مزرعة والدها المسمّاة Martinez Campos, لأنه يقال أنها كانت لهذا الجنرال. لقد وُلد خوان بهذه المزرعة, أمّا جدها فكان من بلدة بوجرة القريبة Bogarra, بينما ينحدر والد جدها من بلدة لاس كاسيكاس ديل سيغورا Las Casicas del Segura القريبة أيضا. رغم هذا التجدر النسبي بالمنطقة, فوالدها و جدها كانا يرددان باستمرار أن عائلتهم غرناطية الأصل, و بالتحديد من البشرات Alpujarras و متريل Motril. لكن هذه ليست سوى ذكريات عائلية تورث لأن لا أحد منهما يعلم الجد الذي هاجر إلى سييرا ديل سيغورا Sierra del Segura, ومتى كانت هجرته. هذه الذاكرة العائلية توارثت على مدى قرون ذكرى محمد بن أمية رحمه الله (3)" الذي كان ملكنا , كان شخصا صالحا, و رجلا عظيما" كما كان يردد خوان.
لم يكن خوان لوبيز الوحيد, ف أوريليو أمورس Aurelio Amores الذي وُلد سنة 1918م يتذكر فترة شبابه لمّا كان كبار السن ب ريوبار القديمة Riopar Viejo (نواة البلدة الحالية) يعبدون الشمس عند وقت الفجر, و يركعون و يسجدون لها, يقول أوريليو :"لم يكن عددهم قليلا, كانوا على الأقل اثني عشر شخصا", و يرددون خاتي مالي Jati mali (؟). يعلم أورليو جيدا لماذا كان هؤلاء الشيوخ يقومون بهذه الطقوس :"كان ذلك دينهم, يعبدون الشمس كما نفعل نحن مع يسوع". لم يحاول أبدا أن يربط هذه الطقوس بالإسلام, لأنه لا يعلم عنه أي شيء. قبل جيلين كانت هذه الطقوس منتشرة بالمنطقة, كما أكد أوريليو:"حكى لي أجدادي أنه في فترة شبابهم كان هناك العديد من الشيوخ يسجدون في اتجاه الشرق عدة مرات في اليوم" .
موقع ريوبار
تقع ريوبار Riopar جنوب إقليم البسيط, بمحاذاة جيان, في واد مغلق لا يمكن الوصول إليه إلا عبر 3 أبواب توجد على ارتفاع 1100 و 1400 متر, و تكسو المنطقة الثلوج في فصل الشتاء, "حتى وقت قريب كانت هذه البلدة مفقودة من يد الرب" (4) على حد تعبير خوان فاليرو فالديلفيرا Juan Valero Valdelvira, المقاول ذو الخمسون سنة و الذي يملك مقاولة لإنتاج الخشب, ثم تابع قائلا:"لمّا كنت صغيرا لم تكن هناك طرق, و كانت الساكنة تعيش في مزارع موزّعة في الجبل, أكيد لم تصل هنا محاكم التفتيش, و عند طرد سنة 1609 لم يتم إزعاج المسلمين الأصليين" .
ريوبار القديمة
file:///C:/DOCUME%7E1/hicham/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.jpg
كان والد خوان فاليرو جزارا, و كان يصطحبه إلى مزارع البلدة للقيام بعمله. و قد لاحظ خوان أن مائدة المذبح بالمنازل "توضع في اتجاه الشرق, مع انحراف 5 درجات في اتجاه الجنوب, و تحديدا اتجاه مكة. انتبهتُ لهذا الأمر منذ عشر سنوات, و استفسرت لدى العديد من المزارعين عن سبب وضع المائدة في هذا الاتجاه, و كان جوابهم الوحيد هو : كانت دائما هكذا".
يذكر خوان فاليرو أن عادات جده كانت إسلامية, لبساطته, لنظرته للحياة...و إن كان هو نفسه لا يعلم ذلك. كان يناديه أخ "hermano", و هو اسم يٌقال للشخص الكبير في السن و الشخص المحترم, كما يفعل العرب –حسب خوان فاليرو-. لم يغادر جده البلدة أبدا, رغم ذلك يتحدث دائما بحنين إلى غرناطة, بل و يصف الطريق التي تؤدي إلى المملكة النصرية القديمة. كان أيضا يُحيي العادة المورسكية القديمة المتمثلة في إطعام الحيوانات بنفسه و إطعام الناس يوما في السنة, و لما يريد قتل حيوان كان يستأذن من السلطات السماوية (Alturas). كان يعتقد, كشأن كبار السن بالوادي, أن المرأة الحائض لا تستطيع تسلق الشجرة, لأن هذه الأخيرة ستذبل. (5)
صورة جميلة من ريوبار
المورسكيون الأسبان
3 أبواب على بعد علو ألف متر و غياب الطرق, عوامل منعت وصول محاكم التفتيش إلى وادي ريوبار Riópar, في جنوب إقليم البسيط. كثير من المسلمين بقوا في شبه الجزيرة بعد سقوط المدن الأندلسية و أطلق عليهم المدجنون. غرناطة, آخر الممالك الإسلامية, سُلّمت للملكين الكاثوليكيين سنة 1492 على أن يبقى المسلمون بمن فيهم الأمير أبو عبد الله بأرض أجدادهم و أن يحفظوا دينهم و تقاليدهم. لكن المحتلين سرعان ما انقلبوا على كل بنود معاهدة التسليم.
سنة 1499, أمر الكاردينال ثيثنيروس Cisneros بتنصير كل المدجنين مما أدى إلى ثورة أولى عمّت حي البيازين بغرناطة ثم جبال ألمرية, رندة و الشرقية و البشرات. هذه الثورة شكلت ذريعة للملكين الكاثوليكيين فأصدرا قرارا بتنصير كل مسلمي قشتالة. فتحوّل اسمهم من مدجنين إلى مورسكيين, أي نصارى رسميا بثقافة عربية إسلامية, و استمروا في التخاطب باللغة العربية. سنة 1516م, أصدر الكاردينال ثيثنيروس قرارا آخر بمنع كل العادات الإسلامية, بما فيها اللباس و اللغة. ضغط النصارى على المورسكيين ليصبحوا "قشتاليين صالحين" بين عشية و ضحاها تصاعد مما أدى إلى اندلاع ثورة البشرات بزعامة محمد بن أمية. لقد تحوّلت العمليات العسكرية إلى حرب حقيقية استمرّت سنتين, لم يسيطر خلالها النصارى على الأوضاع إلى بعد تجميع ثلاث جيوش بقيادة خوان النمساوي شقيق الملك فليب الثاني. لازالت بلدة بالور Valor تحفظ إلى اليوم منزل محمد ابن أمية. أمّا المورسكيون الذين نجوا من المقتلة بعد قمع الثورة شُتتوا في المملكة القشتالية. يتحدّث المؤرخون عن 50 ألف مهجّر. هذا التهجير المكثف شكل مقدمة للطرد العام للمسلمين من كل الأراضي الإسبانية سنة 1609م.
اللباس
لازالت العائلات ذات التقاليد الإسلامية تحتفظ بذكريات حول خصائص الملابس الأندلسية. سمعَت فينيرادا في المنزل أن جدّ جدها كان دائم الارتداء لجلابة Chilaba تُدعى Bata فوق السروال و القميص. و ذكر لها جدها أنه كان يذهب للعمل بها. آخِر من ارتدى هذا الزي ب ريوبار Riopar هو العم سياس Tio Sayas (6) الذي توفي سنة 1971 و لازالت ذكراه حية بين الناس, حيث يذكرون أنه يرتدي ثيابا على شكل تنورة لأنه يعاني من سلس بولي. أما والد جد خوان فاليرو Juan Valero فكان يضع دائما قلنسوة على رأسه على الطراز المورسكي. ولازالت والدة خوان , أورورا فالديلفيرا Aurora Valdelvera تعرف كيفية إبرام القلنسوة على هذه الطريقة, كما حافظت ذاكرتها صورة فلاح يٌدعى لورنثو كاستيو بينادو Lorenzo Castillo peinado كان يركع و يسجد في اتجاه منطقة Collado de la Rambla, وكلما رأته كانت تتساءل :"ماذا يفعل يا تُرى؟"
تتذكر أورورا يوم خطبتها و زفافها, حيث جاءت عائلة الزوج إلى مزرعة والدها في موكب من عربات تجرها الخيول و مؤثثة بفراش سرير النوم, و أقيمت هناك حفلة بهيجة. أما هي فقد و ضعوا لها مئزرا Delantal يرمون فيه النقود. و لمّا توفيت عمّتها كفّنوها في ثوب أبيض و وضعوا في يديها باقة زهور, و أخفوها طيلة الليل.
خوان فاليرو اعتبر أن معظم هذه العادات و غيرها كثير بريوبار, و ذُكرت في كتاب لخيرالد برينان Gerald Brenan؛ هذا الكاتب الإنجليزي عاش في عقد العشرينات (1920) بقرية بالبشرات تدعى Yegen, و وصف طباع و عادات أهلها.
المطبخ
يشكل المطبخ ميدانا متميزا آخر لدى العائلات التقليدية بريوبار. كان والد فينرادا Venerada يطبخ الكسكس "Cuscus" (7) (هكذا كان يسميه) بلحم الحمل, البطاطس, الحمص, دقيق القمح أو الذرة, صلصة البصل (8), الطماطم و البقدونس. كما تتذكر فينرادا المُجَبِّنات "Almujabenas" و هي عبارة عن حلويات تُحضّر بأماكن متعددة , و قد علّم أبوها والدتها كيفية تحضيرها – لم تكن زوجته تشاطره تقاليده -, و كانوا يأكلونها خلال "الأسبوع المقدس". و تُحضّر هذه الحلوى بالدقيق, البيض, الماء و السكر. من جهتها كانت فالديلفيرا أورورا تُحضِّر حلوى تُسمّى nuégadas, و هي عبارة عن حلوى على شكل كرات مطهية تتكون من الجوز (الكركاع) و السكر.
كان والد فينيرادا يعمل بأشجار الصنوبر بالجبل, و نادرا ما غادر ريوبار, و رغم ذلك كان يقول لابنته أن العرب يحبون الحلويات كثيرا و أنهم يحضّرونها بالعسل. بعد عدة سنوات عادت فينيرادا لتحضير المجبنات و حلويات أخرى كانت تُطهى بالمنزل و تقدمها لزبناء فنادقها البسيطة التي تخدم السياحة القروية.
عندما كان خوان لوبيز و شقيقه يصومان خلال الأسبوع المقدس, كانا يُحضّران طعاما بالدقيق, يأكلانه قبل الفجر و عند المساء, لكن فينيرادا لا تعلم شيئا عن هذا الطعام. و كانا لا يدخنان خلال هذه الأيام, و لا يشربان الخمر. كان خوان يأكل لحم الخنزير و غالبا ما يعلّق أنه لا يجب عليه فعل ذلك. حسب خوان لحم الخنزير أساسي في غداء الوادي "لكن يضيفون إليه العديد من التوابل و يطهونه حتى يتغير طعمه كليا؛ أما نقانقه فتُحفظ في زيت الزيتون و تُمزج بالأرز و طحين حبات البنيونش Piñones"
والد خوان كان يقتل الخنازير ليأكلها الناس, لكنه لا يأكل لحمها في المنزل لأن ذلك حرام. تشرح فينيرادا أن الطبق الذي يُحضَّر تقليديا بشحم الخنزير يُحضَّر في منزلهم دائما بشحم البقر.
خوان لوبيز والكنيسة
على غرار أبناء القرية, كان على فينيرادا أن تحضر للقداس في الكنيسة و قد أبدى والدها امتعاضا من ذلك: "لم تطأ قدمه الكنيسة أبدا. والدتي أصرّت على أن نفعل ذلك و إلا فسيبلغون عنّا. لكني كنت الوحيدة التي لم تحضر القداس" كما أخبرت ابنته. بعد زواج فينيرادا و وفاة فرانكو لم يعد هناك اعتراض على ذلك: "لم أتزوج في الكنيسة حيث لم يشأ والدي ذلك". كانت هناك حفلة زفاف بسيطة, و أشار لها والدها بيده قائلا: "اخرجي من المنزل مُقدِّمة رجلك اليمنى إلى الأمام, و ها أنتِ له مدى الحياة", بعبارة أخرى لا داعي لتلك المراسيم الكنسية للزواج.
كان لوبيز يشرح لابنته أن هويتهم الحالية مصطنعة, "نحن ننحدر من جنس Caravavantes و Navalón (9), فقدنا اسمنا و أعطونا آخر". في هذا السياق يعلم خوان فاليرو جيدا من أين جاءت عدة ألقاب بالوادي و المسار الذي اتبعته, يقول خوان:"لقبي الثاني بالدلبيرا Valdelvira يعني "باب البيرة"- باب شهير في غرناطة- و الذين يحملون هذا الاسم لم يتم تعميدهم أبدا, نفس الشيء بالنسبة لآل بنيغش Los banegas ب Alarcon(10), أي لم يتحوّلوا إلى النصرانية رسميا أبدا, و هذا معلوم عند العائلات"
لكنة مميزة
ربّما بلدة البديت Albudeite بمرسية هي البلدة الوحيدة في الأندلس التي حافظت على اللكنة العربية. فقد حافظ سكانها على أنشودة يسمونها tonillo, كما أنهم لا يستعملون الصرف المركّب (prétérito indefinido)- مثلا يقولون estuve بدل he estado), و هذا التركيب في صرف الأفعال لا يوجد في لغة أجدادهم العربية. عمدة البلدة خواكين مارتينث أكّد أن التقليد المحلي احتفظ ب "جاؤوا من المورو", و القرى المجاورة كانت تكني أهل البلدة بعبارات تجد فيها : مورو moro. هذه الذاكرة الشعبية عزّزها المؤرخ خوان غونزاليث كاستانو Juan Gonzalez Castano الذي بيّن أن بلدة البديت Albudeite لم يطلها الطرد العام للمورسكيين, "لا يُعرف لماذا, لكن المسألة أن الساكنة كلها بقيت" كما يشرح الباحث الذي أكّد أن هذا لم يحصل في أي مكان آخر من شبه الجزيرة.
كانت مورسية آخر منطقة طُرد منها المورسكيون. احتُلّت المدينة سنة 1252 و تمّ استيعاب ذرية المسلمين. و في عهد فليب الثاني (1556-1598) أُرسلت طلبات للملك بأن يبقيهم لأن غالبيتهم كاثوليك ملتزمين و لهم علاقات حسن جوار مع النصارى القدامى. لهذا تمّ إعفاءهم من قرار الطرد ما بين 1609-1614م, لكن الملك تحت ضغط المتشددين في المجلس الملكي من جهة, و ضغط المدافعين عن المورسكيين من جهة أخرى, أمر سنة 1612 أحد رجال الكنيسة و عضو في محكمة التفتيش يدعى خوان دي بيردا Juan de pereda بالاستعلام حول سلوك أحفاد المسلمين. هذا المفتش قضى حوالي الشهرين متجولا بين العديد من القرى التي يقطن بها مدجنون و تحاور مع المئات من الأشخاص. انطلق من وادي ريكوتي Valle de Ricote الذي يقطنه غالبية ساحقة من المسلمين (الأديب ثيرفنتس أطلق اسم ريكوتي على إحدى شخصيات روايته الشهيرة دون كيخوتي) ثمّ مرّ عبر سيغورا نحو مورسية. دوّن خوان دي بيريدا بأن ببلدة البديت Albudeite هناك 312 مدجنا و فقط 6 نصارى قدامى. و لاحظ المفتش أيضا الأنشودة المورسكية Tonillo على ألسن سكان برييغو Priego – التي يقطنها 935 مدجنا و 59 نصرانيا – و ألسن سكان فورتونا Fortuna –ذات 684 مدجنا و 54 نصرانيا- , كما لاحظ حفاظهم على طريقة البكاء على الموتى (علامة إسلامية أخرى حسب المفتش). أما بوادي ريكوتي فقد وجد اللكنة العربية في كل القرى. و يُقال عن سكان ريكوتي و أوخوس Ojos (11) "أن لهم لكنة أكثر من الآخرين, و أنه عند أكل لحم الخنزير يعتذرون أكثر من أي منطقة أخرى". رغم ذلك استنتج المفتش خوان دي بيردا :" حسب ما ظهر لي, هناك ما يكفي من الشهادات لاعتبارهم نصارى صالحين و خدما أوفياء لصاحب الجلالة". مع ذلك طُرد مورسكيو مورسية في بداية 1614. المؤرخ خوان غونزاليث كاستانيو, الذي نشر تقرير المفتش خوان دي بيريدا, بيّن أن "العديد بقي متخفيا, و آخرون احتموا بأسيادهم و جيرانهم, و غيرهم سارعوا للاعتراف بالكنائس...و آخرون عادوا بعد مدة و طالبوا بأراضيهم و ممتلكاتهم". لقد لجأ عدد كبير لمملكة بلنسية ثم عادوا إلى مرسية, حيث أظهر تقرير في غشت 1615أن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل الطرد. كان هذا عاما بكل مناطق شبه الجزيرة, فإذا أضفنا الذين عادوا إلى من تنصّر منذ القدم لأصبح عددهم أكبر من الذي كانوا عليه قبل الطرد (ذهبوا فرادى و عادوا و قد كوّنوا أسرا).
المرجع:
مقال نشرته جريدة LA VANGUARDIA القطلانية في 12 نونبر 2006. بعنوان :"En la sierra del Segura se mantiene el recuerdo de descendientes de moriscos que practicaban costumbres musulmanas".
http://www.islamyal-andalus.org/cont...ia.php?id=1282
الهوامش:
(1) ذكرى سنوية نصرانية بموت و صلب المسيح حسب اعتقادهم الفاسد.
(2) هذه من العادات و الخرافات التي انتشرت بين المورسكيين بسبب منع اتصالهم بكل ما هو إسلامي.
(3)للمزيد من المعلومات حول محمد بن أمية رحمه الله:
سلطان الأندلس محمد بن أمية و حرب غرناطة الكبرى سنة 1568م
(4) يتهكم على محكمة التفتيش , حيث المكان الذي لا تصل إليه لا تجد فيه النصرانية و بالتالي فالمنطقة مفقودة من يد الرب الذي تدافع عنه محاكم التفتيش.
(5) المقال ذكر أن ذلك جاء في القرآن, و هذا غير صحيح طبعا, و لا يعدو أن يكون من الاعتقادات الباطلة و الخرافية التي دخلت على الأندلسيين بعد منعهم من الاتصال بكل ما هو إسلامي.
(6) ربّما أطلق عليه الاسم سياس Sayas لارتدائه الجلابة التي تشبه التنورة Saya بالنسبة للنصارى.
(7) من الأطباق الشهيرة بالمغرب.
(8) و يطلق بالمغرب على صلصة البصل"التفاية", و يسمى كسكس بالتفاية.
(9) ربما يقصد المناطق الأصلية التي تنحدر منها الأسرة, قبل أن يهاجروا إلى غرناطة ثم إلى سييرا دي سيغورا. على أي حال فمنطقة نابلون Navalon توجد في الجنوب الغربي من بلنسية.
(10) Alarcon منطقة تقع غرب بلنسية و شمال البسيط Albacete.
(11) لمعلومات أكثر عن بلدة أوخوس:
باحث انجليزي يؤكّد بالوثائق أن طرد الأندلسيين من إسبانيا فشِل جزئيا
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
شيركوه
09-23-2009, 05:36 PM
للمزيد يمكن الاطلاع
على مدونة
صلة الرحم بالانددلس
http://hicham84andalous.maktoobblog.com/