من هناك
09-16-2009, 04:20 AM
انا نقلت المقال للنقاش رغم انني اميل إلى ان هذه العمليات من نفس قماشة فتح الإسلام
سرايا الجرّاح تخرق الحصون
فداء عيتاني
هل تؤلَّف الحكومة؟ أم نواصل انتظار الضربات؟
لن تتمكن، كما يبدو، الحكومة وتشكيلتها المنتظرة من مسابقة الحدث الأمني ولا السياسي، ولن تتمكن من سدّ ثغرة تسمح للجهاديين بالعمل انطلاقاً من لبنان. فلا القوى الأمنية قادرة على التصرف بحرية تجاه من تشتبه في علاقتهم بتنظيم القاعدة، نظراً للحساسيات المذهبية، ولا الهدوء السياسي المفقود سيعود قريباً.
للقاعدة في لبنان أصل وفصل، فهو بحسب قوى 14آذار، مجرد عملاء لسوريا، أخلصوا في عمالتهم حتى باتوا يضحّون بأنفسهم في نهر البارد في صراع مستميت. أما الخطر الفعلي بنظر هؤلاء فهو طبعاً المدّ الإيراني والشيطان الأكبر برأيهم هو المطامع السورية في لبنان.
أصل الجهاديين في لبنان وفصلهم معلومان عند من ترأس الحكومة منذ انتهاء انتخابات عام 2005 وإلى اللحظة، أي الرئيس فؤاد السنيورة، الذي رأى من القصر الجمهوري أن الجهاديين الذين أطلقوا صواريخ نحو إسرائيل هم نسخة محدثة من «الدكتيلو»، ما يعني أيضاً إشارة إلى الاستخبارات ودورها في إصدار إعلان المسوؤلية عن ضرب الصواريخ الذي تبنته كتائب عبد الله عزام ـــــ سرايا زياد الجراح.
طبعاً، خلفية كلام السنيورة هي أن الخطر الداهم على لبنان هو المطامع السورية، وسلاح المقاومة.
لا يعني ذلك أن المقلب الآخر، المعارض، يقدم فهماً أعمق للحالة الجهادية في لبنان، ونقاط تلاقيها مع التنظيم العالمي للجهاد، وإن كان يمتلك فهماً مشابهاً، إلا أنه يفضل الاستفادة السياسية المباشرة من لصق كل ما يتعلق بـ«القاعدة» بالسعودية وتيار المستقبل، دون كثير نقاش أو عناء.
إلا أن المعطى الواقعي لا يسمح بمثل الهزء الذي أجاب به رئيس حكومتنا السنيورة بشأن إعلان عملية إطلاق الصواريخ من منطقة القليلة، ولا بمحاولة تسجيل نقاط حول التعاون أو الاستفادة التي يجنيها تيار المستقبل أو غيره من تعاون ما مع الجهاديين.
قد لا تكون كمية الصواريخ همَّ ما يجب النظر إليه في عمليتي
تتجمع العوامل المسهّلة لعمل القاعدة في لبنان بعد 5 أعوام على التشنج المذهبي
سرايا زياد الجراح في لبنان، الأولى التي نفذت في شباط الماضي، والأخيرة التي انطلقت من القليلة. وليس المهم شريط الفيديو الذي أُطلق بعد أشهر من تنفيذ العملية، بل المهم فيها هو الاسم الذي أُعطي لها، ألا هو «خرق الحصون»، ما يشير إلى عقلية جديدة للعمل في لبنان، حيث الحصون هي تنظيم المقاومة الإسلامية في الجنوب، ثم الجيش اللبناني (الذي يحمي الحدود برأي التنظيم القاعدي)، وقوات الأمم المتحدة التي تمثّل احتلالاً مقنَّعاً وظيفته حماية الدولة الإسرائيلية من المجاهدين.
هي المرة الثانية التي توجه فيها القاعدة رسالة مباشرة إلى من يمكن أن يعنيهم الأمر، بأنها قررت الانتقال إلى الفعل المباشر في لبنان، ويُحتفى بالإعلان الرسمي للعملية على المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت، وتتناقلها المواقع رسمياً، ويعلنها موقع سايت لمراقبة المواقع الإسلامية والقاعدية، إلا أن ذلك لا يعني الكثير في سياق السياسة اللبنانية المحلية.
يترافق سياق العملية مع خطاب أسامة بن لادن، الذي يشير هذه المرة إلى أن القضية المركزية في الصراع هي إسرائيل، وبدرجة أدنى الدعم الأميركي والغربي لها، ويصور الرئيس الأميركي باراك أوباما رجلاً ضعيفاً مكبل اليدين، والشعب الأميركي يشارك المسلمين في المظلومية، لكونه يتعرض لتضليل وإدارة من اللوبي الصهيوني. وهي المرة الأولى التي يتراجع فيها الخطاب القاعدي عن ثوابت كتحرير الأراضي الإسلامية من القواعد الغربية، ومنع التدخل الغربي في شوؤن الأمة.
ومع هذا السياق الجديد، يتكرر اسم عبد الله عزام، بصفته من مؤسسي الجهاد العربي في أفغانستان في حقبة الاحتلال السوفياتي، في إشارة إلى هوية الرجل الفلسطينية، ووعده الذي قطعه بأن تكون فلسطين هي قبلة الجهاد بعد أفغانستان، قبل أن يُقتل في باكستان قبيل انتصار الجهاد الأفغاني.
تتجمع يوماً إثر آخر العوامل المسهّلة والخصبة لعمل القاعدة في لبنان، وقد مضت خمسة أعوام تقريباً على التشنج المذهبي المتنامي. لكن هناك من يصر على أنّ الخطر قادم من سوريا، وبثياب إيرانية، أما القاعدة وأخواتها فذلك شأن يستحق الهزء والسخرية.
سرايا الجرّاح تخرق الحصون
فداء عيتاني
هل تؤلَّف الحكومة؟ أم نواصل انتظار الضربات؟
لن تتمكن، كما يبدو، الحكومة وتشكيلتها المنتظرة من مسابقة الحدث الأمني ولا السياسي، ولن تتمكن من سدّ ثغرة تسمح للجهاديين بالعمل انطلاقاً من لبنان. فلا القوى الأمنية قادرة على التصرف بحرية تجاه من تشتبه في علاقتهم بتنظيم القاعدة، نظراً للحساسيات المذهبية، ولا الهدوء السياسي المفقود سيعود قريباً.
للقاعدة في لبنان أصل وفصل، فهو بحسب قوى 14آذار، مجرد عملاء لسوريا، أخلصوا في عمالتهم حتى باتوا يضحّون بأنفسهم في نهر البارد في صراع مستميت. أما الخطر الفعلي بنظر هؤلاء فهو طبعاً المدّ الإيراني والشيطان الأكبر برأيهم هو المطامع السورية في لبنان.
أصل الجهاديين في لبنان وفصلهم معلومان عند من ترأس الحكومة منذ انتهاء انتخابات عام 2005 وإلى اللحظة، أي الرئيس فؤاد السنيورة، الذي رأى من القصر الجمهوري أن الجهاديين الذين أطلقوا صواريخ نحو إسرائيل هم نسخة محدثة من «الدكتيلو»، ما يعني أيضاً إشارة إلى الاستخبارات ودورها في إصدار إعلان المسوؤلية عن ضرب الصواريخ الذي تبنته كتائب عبد الله عزام ـــــ سرايا زياد الجراح.
طبعاً، خلفية كلام السنيورة هي أن الخطر الداهم على لبنان هو المطامع السورية، وسلاح المقاومة.
لا يعني ذلك أن المقلب الآخر، المعارض، يقدم فهماً أعمق للحالة الجهادية في لبنان، ونقاط تلاقيها مع التنظيم العالمي للجهاد، وإن كان يمتلك فهماً مشابهاً، إلا أنه يفضل الاستفادة السياسية المباشرة من لصق كل ما يتعلق بـ«القاعدة» بالسعودية وتيار المستقبل، دون كثير نقاش أو عناء.
إلا أن المعطى الواقعي لا يسمح بمثل الهزء الذي أجاب به رئيس حكومتنا السنيورة بشأن إعلان عملية إطلاق الصواريخ من منطقة القليلة، ولا بمحاولة تسجيل نقاط حول التعاون أو الاستفادة التي يجنيها تيار المستقبل أو غيره من تعاون ما مع الجهاديين.
قد لا تكون كمية الصواريخ همَّ ما يجب النظر إليه في عمليتي
تتجمع العوامل المسهّلة لعمل القاعدة في لبنان بعد 5 أعوام على التشنج المذهبي
سرايا زياد الجراح في لبنان، الأولى التي نفذت في شباط الماضي، والأخيرة التي انطلقت من القليلة. وليس المهم شريط الفيديو الذي أُطلق بعد أشهر من تنفيذ العملية، بل المهم فيها هو الاسم الذي أُعطي لها، ألا هو «خرق الحصون»، ما يشير إلى عقلية جديدة للعمل في لبنان، حيث الحصون هي تنظيم المقاومة الإسلامية في الجنوب، ثم الجيش اللبناني (الذي يحمي الحدود برأي التنظيم القاعدي)، وقوات الأمم المتحدة التي تمثّل احتلالاً مقنَّعاً وظيفته حماية الدولة الإسرائيلية من المجاهدين.
هي المرة الثانية التي توجه فيها القاعدة رسالة مباشرة إلى من يمكن أن يعنيهم الأمر، بأنها قررت الانتقال إلى الفعل المباشر في لبنان، ويُحتفى بالإعلان الرسمي للعملية على المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت، وتتناقلها المواقع رسمياً، ويعلنها موقع سايت لمراقبة المواقع الإسلامية والقاعدية، إلا أن ذلك لا يعني الكثير في سياق السياسة اللبنانية المحلية.
يترافق سياق العملية مع خطاب أسامة بن لادن، الذي يشير هذه المرة إلى أن القضية المركزية في الصراع هي إسرائيل، وبدرجة أدنى الدعم الأميركي والغربي لها، ويصور الرئيس الأميركي باراك أوباما رجلاً ضعيفاً مكبل اليدين، والشعب الأميركي يشارك المسلمين في المظلومية، لكونه يتعرض لتضليل وإدارة من اللوبي الصهيوني. وهي المرة الأولى التي يتراجع فيها الخطاب القاعدي عن ثوابت كتحرير الأراضي الإسلامية من القواعد الغربية، ومنع التدخل الغربي في شوؤن الأمة.
ومع هذا السياق الجديد، يتكرر اسم عبد الله عزام، بصفته من مؤسسي الجهاد العربي في أفغانستان في حقبة الاحتلال السوفياتي، في إشارة إلى هوية الرجل الفلسطينية، ووعده الذي قطعه بأن تكون فلسطين هي قبلة الجهاد بعد أفغانستان، قبل أن يُقتل في باكستان قبيل انتصار الجهاد الأفغاني.
تتجمع يوماً إثر آخر العوامل المسهّلة والخصبة لعمل القاعدة في لبنان، وقد مضت خمسة أعوام تقريباً على التشنج المذهبي المتنامي. لكن هناك من يصر على أنّ الخطر قادم من سوريا، وبثياب إيرانية، أما القاعدة وأخواتها فذلك شأن يستحق الهزء والسخرية.