مقاوم
09-05-2009, 05:12 PM
حماس والاستبداد وحتمية العدل
كتب أ. ممدوح إسماعيل
http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngالأحداث الدامية المحزنة التي وقعت في رفح بمنتصف أغسطس وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن عشرين مسلم فلسطيني وجرح ما يزيد عن مائة أيقظت الكثيرين من الإسلاميين إلى خلل في غزة وإلى حتمية النصيحة والتواصي بالحق مع الإخوة في حماس فلم يلتفت الكثيرون من قادة الفكر والرأي من التيار الإسلامي في العالم إلى حتمية نصيحة حماس في ترتيب إدارة حكمها لقطاع غزة ولم يهتم الكثيريين بحتمية نصيحة حماس في تأصيل مبدأ الشورى بين المسلمين في قطاع غزة ولم يهتم الكثيريين في نصيحة حماس في حتمية وجود آلية قوية للمراقبة والمحاسبة لأعمال السلطة.
والأهم لم يهتم الكثيريين لحتمية تأصيل وضع حركة حماس الشرعي هل هي حكومة إسلامية بالمعنى الاصطلاحي الشرعي أم هي سلطة إسلامية مؤقتة لتدبير إدارة القطاع ومقاومة العدو المحتل الصهيوني.
أشياء كثيرة لم ينتبه إليها الإسلاميين ولهم عذرهم فحركة حماس على خط النار والعدو فاجر لا يرحم ودماء النهار تجرى والحصار الظالم يضيق على أهل غزة حياتهم.
ولكن جاءت أحداث رفح لينتبه الجميع إلى كل ما فاتهم في النصح لحماس وعلى الأخص وجوب تحقيق آلية محاسبة لسلطة حماس.
وبالرجوع إلى واقعة أحداث رفح في 14 أغسطس والتي قتل فيها ما يزيد عن عشرين وجرح ما يزيد عن مائة في اشتباكات بين سلطة حماس وجماعة جند أنصار الله نجد:
1- أساسها الفكري هو إذا كانت سلطة حماس حكومة إسلامية فهي مطالبة بتحكيم شرع الله وعدم تطبيقها لأحكام الشرع يبرهن عند أنصار المخالفين لحماس من الإسلاميين على وجود خلل كبير في صلاحية حركة حماس على حد زعمهم فهم لم يستوعبوا ظرف الوقت وواقع المكان والأحداث والمخاطر الدولية والقدرة على التطبيق وكل ما تعلنه حماس من اجتهادات في هذا الشأن.
2- تكرار المعارك المسلحة مع جماعات فلسطينية إسلامية مسلحة مختلفة مع حماس بدون وجود لجنة تحقيق تعلن الأسباب والنتائج وأدلة إدانة أي طرف واتهاماته سهل لسلطة حماس تكرار تلك المعارك والإسراف في القتل لبسط سلطانها بالقوة.
3- رغم أن الكثيريين من الإسلاميين طالبوا بلجنة تحقق وتحقق العدل إلا أن سلطة حماس ضربت بكل الانتقادات والتعليقات والمطالبة بالتحقيق عرض الحائط .
4- رغم مرور ما يقرب من عشرين يوم على الواقعة لم تخرج حركة حماس للعالم ببيان عن عدة أمور:
· تحقيق قضائي فيما حدث.
· سؤال للشهود وما هي أقوالهم.
· معاينة لمكان الحادث.
· ماهية الأسلحة المستخدمة في الواقعة كلها.
· من تسبب في قتل من قتل بسلاحه.
· أسباب الإصابات.
· ماهية الأسلحة المستخدمة في القتل والإصابات بالتحديد.
· ومن يملك تلك الأسلحة.
· ومن ضبطت بحيازته.
· وما السلاح الذي تسبب في هدم المسجد؟
· ومن المسؤول عن ذلك؟
كل ذلك تم تغييبه تماما وكلّ تلك الأسئلة كان مفروضاً على حماس الإجابة عليها لأنها حركة إسلامية نهضوية تحمل مشروع إسلامي متكامل مقاوم.
بل إن حركة حماس أصدرت بيان يشابه بيانات النظم المستبدة التي تريد غلق الحديث عن ما حدث وكأنه لم تستباح دماء مسلمة ولم يهدم مسجد ولم يصاب أحد أو كأن العصمة بيدها تفعل ما تشاء فقد جاء من ضمن بيان حماس في 16 أغسطس الآتي:
(تاسعاً / نؤكد على أن الذي يستحل دماء الأبرياء بدون ذنب لا يختلف عن الاحتلال الذي يستحل دماء أطفالنا وشبابنا وشيوخنا، وليس منا من يفجّر الأفراح أو بيوت العلماء أو المدارس وعليه أن يلقى جزاءه العادل).
من الواضح من البيان أن سلطة حماس ألغت القضاء والتحقيق تماما وأنها هي التحقيق والقضاء وهي قد حكمت وانتهى الأمر.
وقد توافقت أراء قادة حماس على هذا النص وأخرجوه مخرج شرعي أن القتلى بغاة كما جاء على لسان رئيس وزراء حكومة حماس في غزة السيد إسماعيل هنية عقب الحادثة وأيضاً ًفتوى الشيخ القرضاوي في نقابة الصحفيين المصرية التي تحدث فيها في ندوة عن العدل والاستبداد ثم عندما سئل عن ما حدث في رفح أجاز الاستبداد لمصلحة حماس بدون أن يسئل عن تحقيق العدل في الحادثة؟!
رغم أنه من داخل فلسطين من يناقض بيانات حماس فقد جاء في بيان لجان المقاومة الشعبية في 15 أغسطس الأتي: (ثانياً : رغم ما أبدته حركة حماس من تجاوب في بادئ الأمر معنا كوسطاء لحل الأزمة إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان إعطاء الوسطاء فرصة أكبر حتى لا تنزف و تسفك هذه الدماء المسلمة – نسأل الله المغفرة لجميع القتلى والشفاء للجرحى).
وبعيداً عن أراء المؤيدين أو المخالفين لحماس من الإسلاميين فيما حدث في رفح فقد استوقفني مقال مهم للكاتب أمريكي توني كارون في مجلة التايم نشره في 21 أغسطس بعنوان ما وراء حرب حماس الخاصة على الإرهاب قال فيه: (إن القمع القوي لجند أنصار الله ترسل رسالتين توكيديتين من حماس :
واحدة للمنافسين المحتملين، وأخرى للمحاورين المحتملين.
إن سرعة وعنف القمع الذي واجهت به المجموعة هو تحذير لجميع المنافسين المحتملين بأن حماس لن تتسامح مع أي تحد لسلطتها في غزة. ولكنها أشارت أيضا إلى انه طالما أن حماس تحافظ على الهدنة مع إسرائيل، فإنها مستعدة وقادرة على منع الآخرين في القطاع من شن الهجمات على إسرائيل.
من الواضح من تعليق الأمريكي توني كارون أنه أقر بوجود قمع قوى وسريع وأن القمع كان لغاية براجماتية عند حماس ويعنيني نقطتين هامتين في هذا الصدد الأول لماذا يا حماس استخدام القوة المفرطة مع إخوانك في الدين والوطن والدم المخالفين لك وإذا لم تكن سلطة حماس الإسلامية التي ذاقت الظلم ومازالت تتحرى العدل مع المخالفين لها فمن يتحرى؟
ثانياً: إذا صح تلك الغاية البرجماتية من القسوة من تحذير للمنافسين على السلطة ورسالة للمحتل بقوة حماس وقدرتها على السيطرة فأين التقوى في دماء المسلمين وهل ننصر إلا بالتقوى نحن أمة الغاية والوسيلة عندها لابد أن تكونا متوافقتين مع الشرع.
الحقيقة أني رغم كتابتي مقالات كثيرة مؤيداً لحماس ومازلت مؤيداً لها في مقاومتها للاحتلال إلا أن ما حدث من مجزرة رهيبة في رفح ثم تقاعس سلطة حماس عن التحقيق القضائي وإعلانه للناس بل ومحاولتها تغييب الوعي عن طريق شرعنة الاستبداد بفتاوى المؤيدين لها واستغلال حالة التعاطف مع الحركة استوقفني فقد كشف أمر خطير في تحول بعض الإسلاميين لمستبدين أمام مخالفيهم إذا تمكنوا من سلطة ما تحت غطاء المصلحة ولا يعني هذا أبداً موافقتي الشخصية عن ما حدث ممن يسمون جند أنصار الله مطلقاً بل أرفضه تماماً جملة وتفصيلا ولكنى أهتم بالبحث عن العدل مع الناس جميعا حتى المخالفين وهو ما ينبغي على بعض الإسلاميين فهمه واستيعابه والعمل به.
وأنى أتساءل أين هي الجهة التي تحاسب سلطة حماس؟ وتراقب أعمالها التنفيذية؟ لم نسمع عن آلية في غزة تفعل ذلك فالبرلمان الفلسطيني معطل بسجن أعضائه لدى الاحتلال وانقسام أعضائه الباقين مابين غزة ورام الله فمن يحاسب سلطة حماس؟
لا بد من المحاسبة محاسبة إسماعيل هنية كمسؤول سياسي ومحاسبة أجهزة الشرطة ومن عاونها في أحداث رفح.
ويبقى أنني أحسن الظن بحركة حماس ومن هنا لا بد من مسارعة العلماء لتأصيل وضع حماس الشرعي حتى يفهم الشباب المتحمس طبيعة الضرورة التي تعيشها حركة حماس!!
وأخيراً فحركة حماس لا ينكر تضحياتها العظيمة وجهادها لليهود المحتلين وثباتها النضالي والسياسي من أجل حقوق الشعب الفلسطيني وشهدائها تيجان على رؤوسنا نفخر بهم فأحمد ياسين والرنتيسي وصلاح شحادة ونزار ريان ويحيى عياش وغيرهم من قافلة الشهداء (نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحد) لن ننكر فضلهم ولا بطولاتهم فهم فخر للأمة الإسلامية كلها وليس لحركة حماس وحدها ولكن كل ذلك لا يعطي حماس عصمة مطلقة ولا تغتر بتأييد جماعة الإخوان والمتعاطفين لها فما حدث أحدث أثر كبير عن قطاع كبير من المسلمين فالدماء التي أريقت مسلمة والمبنى الذي هدم مسجد انه مسجد يا حماس فلا بد من المحاسبة ولن يجبر ما حدث في رفح إلا تحقيق العدل ولا يعنى وجود المحتل وتداعيات الاحتلال والحصار أن تبطش وتستبد حماس من أجل ما تراه مصلحة عليا فلن تنصر حماس ولن ينصر الأقصى إلا بالعدل وإذا ضاع العدل ضاع النصر وتأخر حتى يتحقق العدل.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5653&Itemid=1 (http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5653&Itemid=1)
كتب أ. ممدوح إسماعيل
http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngالأحداث الدامية المحزنة التي وقعت في رفح بمنتصف أغسطس وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن عشرين مسلم فلسطيني وجرح ما يزيد عن مائة أيقظت الكثيرين من الإسلاميين إلى خلل في غزة وإلى حتمية النصيحة والتواصي بالحق مع الإخوة في حماس فلم يلتفت الكثيرون من قادة الفكر والرأي من التيار الإسلامي في العالم إلى حتمية نصيحة حماس في ترتيب إدارة حكمها لقطاع غزة ولم يهتم الكثيريين بحتمية نصيحة حماس في تأصيل مبدأ الشورى بين المسلمين في قطاع غزة ولم يهتم الكثيريين في نصيحة حماس في حتمية وجود آلية قوية للمراقبة والمحاسبة لأعمال السلطة.
والأهم لم يهتم الكثيريين لحتمية تأصيل وضع حركة حماس الشرعي هل هي حكومة إسلامية بالمعنى الاصطلاحي الشرعي أم هي سلطة إسلامية مؤقتة لتدبير إدارة القطاع ومقاومة العدو المحتل الصهيوني.
أشياء كثيرة لم ينتبه إليها الإسلاميين ولهم عذرهم فحركة حماس على خط النار والعدو فاجر لا يرحم ودماء النهار تجرى والحصار الظالم يضيق على أهل غزة حياتهم.
ولكن جاءت أحداث رفح لينتبه الجميع إلى كل ما فاتهم في النصح لحماس وعلى الأخص وجوب تحقيق آلية محاسبة لسلطة حماس.
وبالرجوع إلى واقعة أحداث رفح في 14 أغسطس والتي قتل فيها ما يزيد عن عشرين وجرح ما يزيد عن مائة في اشتباكات بين سلطة حماس وجماعة جند أنصار الله نجد:
1- أساسها الفكري هو إذا كانت سلطة حماس حكومة إسلامية فهي مطالبة بتحكيم شرع الله وعدم تطبيقها لأحكام الشرع يبرهن عند أنصار المخالفين لحماس من الإسلاميين على وجود خلل كبير في صلاحية حركة حماس على حد زعمهم فهم لم يستوعبوا ظرف الوقت وواقع المكان والأحداث والمخاطر الدولية والقدرة على التطبيق وكل ما تعلنه حماس من اجتهادات في هذا الشأن.
2- تكرار المعارك المسلحة مع جماعات فلسطينية إسلامية مسلحة مختلفة مع حماس بدون وجود لجنة تحقيق تعلن الأسباب والنتائج وأدلة إدانة أي طرف واتهاماته سهل لسلطة حماس تكرار تلك المعارك والإسراف في القتل لبسط سلطانها بالقوة.
3- رغم أن الكثيريين من الإسلاميين طالبوا بلجنة تحقق وتحقق العدل إلا أن سلطة حماس ضربت بكل الانتقادات والتعليقات والمطالبة بالتحقيق عرض الحائط .
4- رغم مرور ما يقرب من عشرين يوم على الواقعة لم تخرج حركة حماس للعالم ببيان عن عدة أمور:
· تحقيق قضائي فيما حدث.
· سؤال للشهود وما هي أقوالهم.
· معاينة لمكان الحادث.
· ماهية الأسلحة المستخدمة في الواقعة كلها.
· من تسبب في قتل من قتل بسلاحه.
· أسباب الإصابات.
· ماهية الأسلحة المستخدمة في القتل والإصابات بالتحديد.
· ومن يملك تلك الأسلحة.
· ومن ضبطت بحيازته.
· وما السلاح الذي تسبب في هدم المسجد؟
· ومن المسؤول عن ذلك؟
كل ذلك تم تغييبه تماما وكلّ تلك الأسئلة كان مفروضاً على حماس الإجابة عليها لأنها حركة إسلامية نهضوية تحمل مشروع إسلامي متكامل مقاوم.
بل إن حركة حماس أصدرت بيان يشابه بيانات النظم المستبدة التي تريد غلق الحديث عن ما حدث وكأنه لم تستباح دماء مسلمة ولم يهدم مسجد ولم يصاب أحد أو كأن العصمة بيدها تفعل ما تشاء فقد جاء من ضمن بيان حماس في 16 أغسطس الآتي:
(تاسعاً / نؤكد على أن الذي يستحل دماء الأبرياء بدون ذنب لا يختلف عن الاحتلال الذي يستحل دماء أطفالنا وشبابنا وشيوخنا، وليس منا من يفجّر الأفراح أو بيوت العلماء أو المدارس وعليه أن يلقى جزاءه العادل).
من الواضح من البيان أن سلطة حماس ألغت القضاء والتحقيق تماما وأنها هي التحقيق والقضاء وهي قد حكمت وانتهى الأمر.
وقد توافقت أراء قادة حماس على هذا النص وأخرجوه مخرج شرعي أن القتلى بغاة كما جاء على لسان رئيس وزراء حكومة حماس في غزة السيد إسماعيل هنية عقب الحادثة وأيضاً ًفتوى الشيخ القرضاوي في نقابة الصحفيين المصرية التي تحدث فيها في ندوة عن العدل والاستبداد ثم عندما سئل عن ما حدث في رفح أجاز الاستبداد لمصلحة حماس بدون أن يسئل عن تحقيق العدل في الحادثة؟!
رغم أنه من داخل فلسطين من يناقض بيانات حماس فقد جاء في بيان لجان المقاومة الشعبية في 15 أغسطس الأتي: (ثانياً : رغم ما أبدته حركة حماس من تجاوب في بادئ الأمر معنا كوسطاء لحل الأزمة إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان إعطاء الوسطاء فرصة أكبر حتى لا تنزف و تسفك هذه الدماء المسلمة – نسأل الله المغفرة لجميع القتلى والشفاء للجرحى).
وبعيداً عن أراء المؤيدين أو المخالفين لحماس من الإسلاميين فيما حدث في رفح فقد استوقفني مقال مهم للكاتب أمريكي توني كارون في مجلة التايم نشره في 21 أغسطس بعنوان ما وراء حرب حماس الخاصة على الإرهاب قال فيه: (إن القمع القوي لجند أنصار الله ترسل رسالتين توكيديتين من حماس :
واحدة للمنافسين المحتملين، وأخرى للمحاورين المحتملين.
إن سرعة وعنف القمع الذي واجهت به المجموعة هو تحذير لجميع المنافسين المحتملين بأن حماس لن تتسامح مع أي تحد لسلطتها في غزة. ولكنها أشارت أيضا إلى انه طالما أن حماس تحافظ على الهدنة مع إسرائيل، فإنها مستعدة وقادرة على منع الآخرين في القطاع من شن الهجمات على إسرائيل.
من الواضح من تعليق الأمريكي توني كارون أنه أقر بوجود قمع قوى وسريع وأن القمع كان لغاية براجماتية عند حماس ويعنيني نقطتين هامتين في هذا الصدد الأول لماذا يا حماس استخدام القوة المفرطة مع إخوانك في الدين والوطن والدم المخالفين لك وإذا لم تكن سلطة حماس الإسلامية التي ذاقت الظلم ومازالت تتحرى العدل مع المخالفين لها فمن يتحرى؟
ثانياً: إذا صح تلك الغاية البرجماتية من القسوة من تحذير للمنافسين على السلطة ورسالة للمحتل بقوة حماس وقدرتها على السيطرة فأين التقوى في دماء المسلمين وهل ننصر إلا بالتقوى نحن أمة الغاية والوسيلة عندها لابد أن تكونا متوافقتين مع الشرع.
الحقيقة أني رغم كتابتي مقالات كثيرة مؤيداً لحماس ومازلت مؤيداً لها في مقاومتها للاحتلال إلا أن ما حدث من مجزرة رهيبة في رفح ثم تقاعس سلطة حماس عن التحقيق القضائي وإعلانه للناس بل ومحاولتها تغييب الوعي عن طريق شرعنة الاستبداد بفتاوى المؤيدين لها واستغلال حالة التعاطف مع الحركة استوقفني فقد كشف أمر خطير في تحول بعض الإسلاميين لمستبدين أمام مخالفيهم إذا تمكنوا من سلطة ما تحت غطاء المصلحة ولا يعني هذا أبداً موافقتي الشخصية عن ما حدث ممن يسمون جند أنصار الله مطلقاً بل أرفضه تماماً جملة وتفصيلا ولكنى أهتم بالبحث عن العدل مع الناس جميعا حتى المخالفين وهو ما ينبغي على بعض الإسلاميين فهمه واستيعابه والعمل به.
وأنى أتساءل أين هي الجهة التي تحاسب سلطة حماس؟ وتراقب أعمالها التنفيذية؟ لم نسمع عن آلية في غزة تفعل ذلك فالبرلمان الفلسطيني معطل بسجن أعضائه لدى الاحتلال وانقسام أعضائه الباقين مابين غزة ورام الله فمن يحاسب سلطة حماس؟
لا بد من المحاسبة محاسبة إسماعيل هنية كمسؤول سياسي ومحاسبة أجهزة الشرطة ومن عاونها في أحداث رفح.
ويبقى أنني أحسن الظن بحركة حماس ومن هنا لا بد من مسارعة العلماء لتأصيل وضع حماس الشرعي حتى يفهم الشباب المتحمس طبيعة الضرورة التي تعيشها حركة حماس!!
وأخيراً فحركة حماس لا ينكر تضحياتها العظيمة وجهادها لليهود المحتلين وثباتها النضالي والسياسي من أجل حقوق الشعب الفلسطيني وشهدائها تيجان على رؤوسنا نفخر بهم فأحمد ياسين والرنتيسي وصلاح شحادة ونزار ريان ويحيى عياش وغيرهم من قافلة الشهداء (نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحد) لن ننكر فضلهم ولا بطولاتهم فهم فخر للأمة الإسلامية كلها وليس لحركة حماس وحدها ولكن كل ذلك لا يعطي حماس عصمة مطلقة ولا تغتر بتأييد جماعة الإخوان والمتعاطفين لها فما حدث أحدث أثر كبير عن قطاع كبير من المسلمين فالدماء التي أريقت مسلمة والمبنى الذي هدم مسجد انه مسجد يا حماس فلا بد من المحاسبة ولن يجبر ما حدث في رفح إلا تحقيق العدل ولا يعنى وجود المحتل وتداعيات الاحتلال والحصار أن تبطش وتستبد حماس من أجل ما تراه مصلحة عليا فلن تنصر حماس ولن ينصر الأقصى إلا بالعدل وإذا ضاع العدل ضاع النصر وتأخر حتى يتحقق العدل.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5653&Itemid=1 (http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5653&Itemid=1)