تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ حامد العلي: "لا مزية لمن تسمّى باسم السلفية أو السلفية الجهادية على غيره"



أبو طه
08-25-2009, 07:16 AM
الكويت - المركز الفلسطيني للإعلام



أكد الشيخ حامد العلي الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت أن ما جرى في مدينة رفح جنوب القطاع كان فتنة كارثية"يمكن أن تتكرر، مشيرًا إلى أنها وليدة مؤامرة خارجية، تكاتفت فيها جهود الصهاينة والمخابرات الأجنبية بأنواعها من أجل الإيقاع بين الأشقاء.

ونفى الشيخ العلي في حديثٍ نشرته صحيفة "فلسطين" اليوم الإثنين (24-8) علاقة الدعوة السلفية بما جرى في غزة، موضًحا: "ليست السلفية حزبًا يعادي الحركات الإسلامية الأخرى ويشعل نار الفتنة بين المسلمين، لم تكن كذلك يومًا من الأيام، ولن تكون إن شاء الله تعالى، ما دام يقودها العلماء".

ولفت إلى أن مصطلح "السلفية الجهادية" إنما هو اسم من ابتكار وسائل الإعلام تطلقه على بعض التوجُّهات الجهادية، "وليس مذهبًا فقهيًّا له أصوله وعلماؤه".

وتابع: "هذه الأسماء الإعلامية، كـ"السلفية الجهادية" وغيرها، لا تبُنى عليها الأحكام الشرعية، ولا يجوز أن تتخذ وسيلة للتفريق بين المؤمنين والفتن بينهم، وقد يقع من يتسمَّى بهذه الأسماء في أخطاء شنيعة، ويخالف الشرع في أمورٍ جليلةٍ أو صغيرة، فيُحكم عليه كما يُحكم على غيره بالشرع؛ فلا مزية لمن تسمّى باسم "السلفية"، أو "السلفية الجهادية" على غيره من المسلمين في خضوع الجميع لأحكام الشرع، والجميع يصيبون ويخطئون".

خطأ فادح

وشدد على أن الشريعة تحرِّم ما جرى في قطاع غزة أشد التحريم، وأنه يتوجَّب على جميع أهله التعاون التام مع الحكومة، وأن يكونوا "ناصحين لها تمام النصح، فيعينونها على العدو الصهيوني وعملائه، ولا يفعلون أي شيء يؤدي إلى ضعفها أو إدخال أي خلل على جبهتها الداخلية في غزة".

وانتقد التوجُّه الموجود لدى أفراد تلك الجماعات المسلحة نحو الخروج على الحكومة الفلسطينية في غزة، ليصل الأمر لدى بعضهم إلى "تكفيرها"، مبينًا أن غزة تحكمها "حكومة ذات توجه إسلامي؛ تتبنى الجهاد ونهج المقاومة في مواجهة عدو صهيوني يعاونه منافقون من "سلطة عباس دايتون" خطرهم لا يقل عن خطر الصهاينة، وقد أثبتت هذه الحكومة وحركة المقاومة التي تمثلها توجهها الإسلامي، في جميع حروبها التي خاضتها، وجميع عملياتها التي تبنتها، ويدلّ على ذلك سيرة مؤسِّسيها وحال قادتها وفكرها الداخلي وبنيتها التنظيمية، ولها تأويلات سائغة في اجتهادات سياسية وغيرها، وإذا كان حالها كذلك، فمن دعا إلى حربها وشق العصا فقد ألقى في غزة المحاصرة نار فتنة لا يستفيد منها إلاّ الصهاينة وأعوانهم، وهذا والله من عمل الشيطان إنه عدوّ مضلّ مبين".

أيادٍ خفيةٌ

وفسَّر الأمين العام الأسبق للحركة السلفية ما حدث في غزة تحركه يد خفية من وراء الستار، قائلا: "من الواضح أن هؤلاء الشباب استدرجوا بطريقة ما بتوجيه غير مباشر لضرب حكومة غزة من الداخل، وإحداث قلاقل فيها تمهيدًا لإضعافها، ومن ثم إعادة سلطة عباس إلى غزة، وهذا قد يتم بطريقة تُسمى في علم السياسة "إعداد المقدمات التي تؤدي إلى النتيجة حتمًا"، وهذا معروف في المكر السياسي؛ فعندما تعلم أن مجموعة ما مشحونة ضد جبهة متماسكة مثل "حماس" فما عليك سوى أن تمكنهم من التواصل مع من يشعل نار فتنتهم، وتدس بينهم من يؤجِّجها كلما خمدت، ثم الباقي يحدث تلقائيًّا، كما تؤدي المقدمات المنطقية إلى نتيجتها".

ونوَّه الشيخ العلي أن هذه الطريقة أصبحت مفضَّلة لدى "أجهزة الاستخبارات المعادية"، بدلاً من تجنيد مجموعة تجنيدًا مباشرًا، ولهذا فإن الصهاينة -حسب ما يرى العلي- يتمنَّون اليوم لو أنهم يستطيعون إمداد أية مجموعة تستبيح دماء الحكومة في غـزة بالسلاح، ولو قدروا على ذلك لأدخلوه مجانًا، بل لدفعوا الملايين من أجل إدخاله.

وأضاف: "من المؤشرات على هذا، أن جميع الطرق لإضعاف جبهة المقاومة في غزة قد فشلت، فجاءت أولاً محاولة "فتح" لإشعال نار الفتنة؛ فحسمتها الحكومة بطرد سلطة عباس في عملية تطهير سريعة، ثم تلا ذلك الحصار لصد الناس عن دعم المقاومة، وفشل في تحقيق هذا الهدف، فجاءت محاولة الحسم العسكري بالاجتياح فيما سمِّي عملية "الرصاص المصبوب" ففشل؛ فهم يحاولون الآن بطرق جديدة، وهذه منها، ونسأل الله أن يفشلوا أيضًا".

عودوا إلى رشدكم

وتوجَّه العلي بالنصح إلى المنتمين إلى تلك الجماعات بقوله: "أنصح إخواننا هؤلاء العزيزين علينا، والذين نحبهم، ولا نريد لهم إلا الخير أن يُسكتوا وألا يُخرجوا من بينهم من يدعو إلى الثأر والقتل والفتن، ومن يصف حكومة غزة بأنهم "طواغيت"!، وأن جنودها "جنود الطاغوت"!؛ فهؤلاء مندسُّون قطعًا، أو فيهم مندسون، وأنصحهم أن يتصالحوا مع إخوانهم في حكومة غزة، وأن يضعوا أيديهم في يدها، كما يضع المؤمن يده في يد أخيه؛ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضها".

نصائح إلى الحكومة

وقدَّم الشيخ حامد العلي نصيحته إلى الحكومة بأن ترفق بهؤلاء الشباب "المخطئين"، وأن تعاملهم بالحسنى، وتتجاوز عن مسيئهم، وأن تقدم دائمًا لغة الحوار، وتتجنب العنف، وتستعمل معهم سبل الإقناع، وأن تستفيد من جهود العلماء من أجل تحقيق هذه المصلحة العظيمة التي عاقبتها أفضل وأهدى وأزكى من إراقة الدماء، أو الإفراط في القوة، وأن تستمع للنقد بصدر رحب؛ لأنهم في نهاية الأمر مخدوعون، وجزء من أبناء الشعب الفلسطيني.

انتحار مؤكد

"هذا محرم ومن أعظم المحرمات، وفاعله منتحرٌ؛ يجمع بين قتل النفس وقتل المؤمن الذي توعَّد الله عليه أشد الوعيد، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ساوى بين حرمة الشهر الحرام والبيت الحرام واليوم الحرام وبين حرمة دم المسلم، فقال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" (رواه الشيخان)".. هكذا رد الشيخ حامد العلي الأمين العام الأسبق للحركة السلفية على من قال بجواز تفجير أفراد تلك الجماعات المسلحة أنفسهم في أفراد الشرطة والأمن، مضيفًا: "من انتهك حرمة الدم المسلم فكأنه انتهك أعظم الحرمات في الإسلام؛ فكيف إذا كان هذا الدم رصيدًا مدخرًا لجهاد العدو الصهيوني الذي هو أشد الناس عداوةً للذين آمنوا، فهذا يعني أن أيّ تفجير في جنديٍّ في حكومة غزة هدية مجانية للصهاينة وعملائهم وإعانة العدو على المسلمين، وكفى به إثمًا مبينًا".

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/08/25/87009.html