مقاوم
08-24-2009, 01:32 PM
فتنة الدم بين حماس والسلفيين
ممدوح إسماعيل
16 - 8 - 2009
الخلاف الفكري بين السلفيين والإخوان خلاف معلوم ومنشور، وكل فريق يبرز خلافه عبر أدواته الإعلامية، والمعارك الفكرية مستعرة بين الطرفين عبر الكتب والمواقع على الإنترنت.وقد تبلور الخلاف إلى خارج إطار الفكر والنقد الفقهي في مناطق كثيرة ملتهبة مثل العراق وأفغانستان وحتى الصومال، ولكن في فلسطين ظل الخلاف محاصر في النقد الفكري فقط، وتخلله بعض الأحداث الفردية التي لاتعبر عن حالة حتى كان يوم الجمعة 14 أغسطس عندما كنت أتأهب لصلاة المغرب، فوجئت بخبر عاجل على قناة الجزيرة قوات حماس تقتل ثلاثة من السلفيين برفح، فقلت في نفسي: هذا وقت الغروب وقت تتداخل فيه الظلمة مع النهار وذهبت لصلاة المغرب، وأنا أحدث نفسي إنها فتنة الدم بين السلفيين والإخوان.
ثم توالت الأخبار المأساوية بعد ذلك لتجسد لنا على أرض رفح صورة قاتمة لقتال ودماء بين طرفين مسلمين محرمة دماؤهم ووصل عدد القتلى إلى أكثر من 20 والجرحى أكثر من سبعين، وقلت في نفسي: يارب ألم يسمع الطرفين حديث النبي الحبيب (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) [رواه مسلم، (6706)].
وبحثت في وسائل الإعلام لمعرفة سبب ما حدث، فكان شبه الإجماع على أن الشيخ الطبيب عبد اللطيف موسى تزعم جماعة من الشباب في مسجد ابن تيمية برفح تسمى جند أنصار الله، وأنه يوم الجمعة المشهود تجمع أنصاره مسلحين في المسجد، وأنه أعلن على المنبر عن انتقاده لسلطة حماس بسبب ما يراه تقاعسها عن تطبيق الشريعة.
وأعلن عن قيام إمارة إسلامية برفح، وقد رفضت السلطة الأمنية لحكومة حماس هذا الإعلان واعتبرته تمردًا إلى هنا والخبر شبه مجمع عليه، ثم بعد ذلك تناقضت كل الأخبار حتى من داخل غزة وحركة حماس، حول كيفية بدء القتال؟ ومن الباديء؟ ومن فجَّر نفسه؟ ومن فجَّر شقة الشيخ زعيم الجماعة؟ وتدخل الإعلام الموجه في تحوير وتغليف كل خبر حول الواقعة المأساوية حتى وصل إعلام جماعة الإخوان إلى وصف جماعة جند أنصار الله بالتكفريين وأنهم خوارج؛ ولكن بترشيح وتشريح الأخبار أستطيع أن أقول الآتي:
1- أن الشيخ عبد اللطيف موسى من السلفيين، وكانت له علاقة باالسلفيين بمصر حتى قدَّم له أحد شيوخهم سيد العفاني مقدمة كتابه اللؤلؤ والمرجان في عقيدة أهل الايمان، وهو كتاب يحمل فكر سلفي واضح لا لبس فيه.
2- أن الخلاف في بدايته خلاف بين توجهات فكرية داخل السلفيين وبين فكر جماعة الإخوان وتطبيقاته الحمساوية في فلسطين، التي يراه بعض السلفيين بها أخطاء.
3- أن إعلان الشيخ عن إمارة إسلامية في رفح وتمرده على حماس إعلان غير مقبول من نواحي عديدة، وهو إنحراف طاريء على فكره، فماهي أسبابه؟ مازالت المعلومات غير متاحة، وإن كان إعلام الإخوان يشوه الرجل باتصاله بسلطة رام الله، ولكنه اتهام لا دليل فيه وغير مستساغ.
4- أن القتال بدأ بعد حصار قوات سلطة حماس لمسجد ابن تيمية، وأن الشيخ عبد اللطيف أعلن أنه لن يبدأ القتال، مما يعني أن قوات حماس أطلقت النار في البداية ثم توقف إطلاق النار لتدخل قوى فلسطينية عديدة، ثم تدخل القائد الحمساوي محمد الشمالي لمحاولة التفاوض فقُتل، فانطلقت رصاصات قوى الأمن لتحول المسجد وماحوله إلى ساحة دمار وخراب، ومع انطلاق الرصاص والقتل انطلقت صيحات الفرح من العدو الصهيوني المحتل في تل أبيب، وبلاشك فرحت سلطة رام الله وفرح كل من يريدون إنهاء المقاومة الفلسطينية وتضييع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.
5- النتيجة سلطة حماس تعلن إنهاء تمرد تكفيري وكثير من مواقع الإنترنت تضج بالدعاء على سلطة حماس، بل وتكفرها وتتهمها أنها قدمت دماء السلفيين قربان للأمريكان.
الحقيقة أن ما حدث فتنة اختلط فيها الحق بالباطل، فحماس ليست الخلافة الإسلامية، ولا إسماعيل هنية أبو بكر الصديق، ولكنهم مسلمون نحسبهم صالحون ضحوا تضحيات لا مثيل لها من أجل الأقصى والقدس وفلسطين؛ ولكنهم بشر يجتهدون ويخطئون، وكثير من قياداتهم الحكيمة قضوا نحبهم والقيادات الموجودة محاصرة مضطهدة عليها أعباء تنوء بها الجبال، لذلك تغيب عنهم الحكمة في بعض الأحيان لتوتر أعصابهم.
وكم من مرة حدث اشتباك مسلح في غزة وسفكت دماء لأسباب عديدة متنوعة للخروج على النظام، وكانت سلطة الأمن الحمساوية سريعة في طلقات الرصاص كما تدعي للحزم ولكن كان في الإمكان تفادي القتل كثيرًا، وآخرها ماحدث في رفح فقد تعمدت سلطة حماس إخفاء المعلومات حول كيفية ما حدث من قتل، وذلك كما تحسب للمصلحة العليا ولكن هذا المنطق هو منطق الاستبداد في كل مكان، البطش والقتل لسفك الدماء ثم التبريرات الفكرية بأنهم جماعة تكفيرية تبرير غير مقبول وللأسف الشديد يزيد من هوة الخلاف والغضب بين الإخوان وجماعات من السلفيين منتشرة في كل مكان.
فجماعة الإخوان في مصر تردد نفس الكلام، وهذا ليس من الحكمة ولا من مصلحة الإسلام مطلقًا، بل يعطي مبرر لكل أعداء الإسلام لقتل المسلمين، وبنفس المنطق الظالم لا يلومن أحد الأنظمة التي تسجن وتعتقل الإخوان والجماعات الإسلامية؛ لإنها خارجة على القانون والنظام العام، وتقول: نقتلهم لأنهم تكفريين تمردوا على القانون.
وهل غاب عن سلطة حماس ماحدث من الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف باقتحام المسجد الأحمر واقتحامه وقتل من فيه تحت تبرير أنهم تكفريين ولمصلحة النظام العام، بلاشك هناك فرق بين حماس ومشرف، وبين باكستان وغزة؛ ولكن الواقعة فقط متماثلة.
لايعني هذا مطلقًا تبرير خروج جماعة عبد اللطيف موسى على حركة حماس أو إعلانه إمارة إسلامية وهمية، فما فعله مرفوض تمامًا، ولكن مهما كانت قوته فهي محدودة لاتتعدى على ما أعتقد كيلو متر فكان من الممكن بالعقل والسياسة والفكر محاصرته، والتضييق عليه وليس شرطًا أن يستسلم تمامًا للخليفة الحاكم في غزة، بل من الحكمة الناجحة التضييق عليهم، ووأد فتنتهم بالفكر والسياسة، وليس بالقتل فقد اشعلت حماس حتى ولو كانت مجتهدة ومحقة نار فتنة بمقتل الشيخ عبد اللطيف موسى.
ثم هل نسيت حماس أن منطقها وتبريرها اليوم هو نفس منطق فتح عندما كانت تحكم غزة بواسطة عصابة دحلان، وقاتلت حماس وحركات المقاومة بنفس التبرير.
وقد فرض الكثير من السلفيين فرضًا جدليًّا، فقالوا هل لو كانت المجموعة شيعية كانت سلطة حماس تفعل بهم ما فعلت بالمسلمين إخوانهم السنة؟ الجميع يستبعد للعلاقات القوية بين حماس والشيعة وأيضًا؛ لأن سلطة حماس سوف تفكر ألف مرة قبل إطلاق النار في تداعياته، ولكن لأن السلفيين لا دولة لهم ولا قوة تحميهم حدث ماحدث من قتل مرفوض حتى مع خطأ جماعة أنصار جند الله.
ويبقى أنني أتمنى من حركة حماس التي أحبها ويحبها كل العرب والمسلمين ويحزنني أخطائها أن تراجع نفسها في سياسة الحزم بالقتل؛ لأنها سياسة المستبدين في كل زمان ومكان، وهي عنوان للظلم الذي نرفضه، ولا نقبله من حركة حماس.
وأخيرًا فلا حركة حماس ولا السلفيين معصومون من الخطأ، وبعيدًا عن التعصب والحزبية والسلطة والقوة، لذلك أدعو لتشكيل لجنة محايدة للتحقيق من علماء الإسلام وأهل القانون العالمين بالشريعة للتحقيق والحكم فيما حدث في رفح، وأدى لمقتل وجرح مايزيد على مائة فلسطيني وذلك للحكم بشرع الله، فيما حدث وذلك لإحقاق الحق ووأد الفتنة التي أطلت برأسها بين المسلمين في غزة ولايعلم غير الله أين يصل شررها .. فما حدث خطره عظيم، إن لم يتدراك سوف ينشط شياطين الفتن لتوسيع دائرته اللهم سلم سلم وعلى عقلاء وحكماء حماس القبول بتشكيل تلك اللجنة القضائية و أذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].
ممدوح إسماعيل
16 - 8 - 2009
الخلاف الفكري بين السلفيين والإخوان خلاف معلوم ومنشور، وكل فريق يبرز خلافه عبر أدواته الإعلامية، والمعارك الفكرية مستعرة بين الطرفين عبر الكتب والمواقع على الإنترنت.وقد تبلور الخلاف إلى خارج إطار الفكر والنقد الفقهي في مناطق كثيرة ملتهبة مثل العراق وأفغانستان وحتى الصومال، ولكن في فلسطين ظل الخلاف محاصر في النقد الفكري فقط، وتخلله بعض الأحداث الفردية التي لاتعبر عن حالة حتى كان يوم الجمعة 14 أغسطس عندما كنت أتأهب لصلاة المغرب، فوجئت بخبر عاجل على قناة الجزيرة قوات حماس تقتل ثلاثة من السلفيين برفح، فقلت في نفسي: هذا وقت الغروب وقت تتداخل فيه الظلمة مع النهار وذهبت لصلاة المغرب، وأنا أحدث نفسي إنها فتنة الدم بين السلفيين والإخوان.
ثم توالت الأخبار المأساوية بعد ذلك لتجسد لنا على أرض رفح صورة قاتمة لقتال ودماء بين طرفين مسلمين محرمة دماؤهم ووصل عدد القتلى إلى أكثر من 20 والجرحى أكثر من سبعين، وقلت في نفسي: يارب ألم يسمع الطرفين حديث النبي الحبيب (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) [رواه مسلم، (6706)].
وبحثت في وسائل الإعلام لمعرفة سبب ما حدث، فكان شبه الإجماع على أن الشيخ الطبيب عبد اللطيف موسى تزعم جماعة من الشباب في مسجد ابن تيمية برفح تسمى جند أنصار الله، وأنه يوم الجمعة المشهود تجمع أنصاره مسلحين في المسجد، وأنه أعلن على المنبر عن انتقاده لسلطة حماس بسبب ما يراه تقاعسها عن تطبيق الشريعة.
وأعلن عن قيام إمارة إسلامية برفح، وقد رفضت السلطة الأمنية لحكومة حماس هذا الإعلان واعتبرته تمردًا إلى هنا والخبر شبه مجمع عليه، ثم بعد ذلك تناقضت كل الأخبار حتى من داخل غزة وحركة حماس، حول كيفية بدء القتال؟ ومن الباديء؟ ومن فجَّر نفسه؟ ومن فجَّر شقة الشيخ زعيم الجماعة؟ وتدخل الإعلام الموجه في تحوير وتغليف كل خبر حول الواقعة المأساوية حتى وصل إعلام جماعة الإخوان إلى وصف جماعة جند أنصار الله بالتكفريين وأنهم خوارج؛ ولكن بترشيح وتشريح الأخبار أستطيع أن أقول الآتي:
1- أن الشيخ عبد اللطيف موسى من السلفيين، وكانت له علاقة باالسلفيين بمصر حتى قدَّم له أحد شيوخهم سيد العفاني مقدمة كتابه اللؤلؤ والمرجان في عقيدة أهل الايمان، وهو كتاب يحمل فكر سلفي واضح لا لبس فيه.
2- أن الخلاف في بدايته خلاف بين توجهات فكرية داخل السلفيين وبين فكر جماعة الإخوان وتطبيقاته الحمساوية في فلسطين، التي يراه بعض السلفيين بها أخطاء.
3- أن إعلان الشيخ عن إمارة إسلامية في رفح وتمرده على حماس إعلان غير مقبول من نواحي عديدة، وهو إنحراف طاريء على فكره، فماهي أسبابه؟ مازالت المعلومات غير متاحة، وإن كان إعلام الإخوان يشوه الرجل باتصاله بسلطة رام الله، ولكنه اتهام لا دليل فيه وغير مستساغ.
4- أن القتال بدأ بعد حصار قوات سلطة حماس لمسجد ابن تيمية، وأن الشيخ عبد اللطيف أعلن أنه لن يبدأ القتال، مما يعني أن قوات حماس أطلقت النار في البداية ثم توقف إطلاق النار لتدخل قوى فلسطينية عديدة، ثم تدخل القائد الحمساوي محمد الشمالي لمحاولة التفاوض فقُتل، فانطلقت رصاصات قوى الأمن لتحول المسجد وماحوله إلى ساحة دمار وخراب، ومع انطلاق الرصاص والقتل انطلقت صيحات الفرح من العدو الصهيوني المحتل في تل أبيب، وبلاشك فرحت سلطة رام الله وفرح كل من يريدون إنهاء المقاومة الفلسطينية وتضييع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.
5- النتيجة سلطة حماس تعلن إنهاء تمرد تكفيري وكثير من مواقع الإنترنت تضج بالدعاء على سلطة حماس، بل وتكفرها وتتهمها أنها قدمت دماء السلفيين قربان للأمريكان.
الحقيقة أن ما حدث فتنة اختلط فيها الحق بالباطل، فحماس ليست الخلافة الإسلامية، ولا إسماعيل هنية أبو بكر الصديق، ولكنهم مسلمون نحسبهم صالحون ضحوا تضحيات لا مثيل لها من أجل الأقصى والقدس وفلسطين؛ ولكنهم بشر يجتهدون ويخطئون، وكثير من قياداتهم الحكيمة قضوا نحبهم والقيادات الموجودة محاصرة مضطهدة عليها أعباء تنوء بها الجبال، لذلك تغيب عنهم الحكمة في بعض الأحيان لتوتر أعصابهم.
وكم من مرة حدث اشتباك مسلح في غزة وسفكت دماء لأسباب عديدة متنوعة للخروج على النظام، وكانت سلطة الأمن الحمساوية سريعة في طلقات الرصاص كما تدعي للحزم ولكن كان في الإمكان تفادي القتل كثيرًا، وآخرها ماحدث في رفح فقد تعمدت سلطة حماس إخفاء المعلومات حول كيفية ما حدث من قتل، وذلك كما تحسب للمصلحة العليا ولكن هذا المنطق هو منطق الاستبداد في كل مكان، البطش والقتل لسفك الدماء ثم التبريرات الفكرية بأنهم جماعة تكفيرية تبرير غير مقبول وللأسف الشديد يزيد من هوة الخلاف والغضب بين الإخوان وجماعات من السلفيين منتشرة في كل مكان.
فجماعة الإخوان في مصر تردد نفس الكلام، وهذا ليس من الحكمة ولا من مصلحة الإسلام مطلقًا، بل يعطي مبرر لكل أعداء الإسلام لقتل المسلمين، وبنفس المنطق الظالم لا يلومن أحد الأنظمة التي تسجن وتعتقل الإخوان والجماعات الإسلامية؛ لإنها خارجة على القانون والنظام العام، وتقول: نقتلهم لأنهم تكفريين تمردوا على القانون.
وهل غاب عن سلطة حماس ماحدث من الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف باقتحام المسجد الأحمر واقتحامه وقتل من فيه تحت تبرير أنهم تكفريين ولمصلحة النظام العام، بلاشك هناك فرق بين حماس ومشرف، وبين باكستان وغزة؛ ولكن الواقعة فقط متماثلة.
لايعني هذا مطلقًا تبرير خروج جماعة عبد اللطيف موسى على حركة حماس أو إعلانه إمارة إسلامية وهمية، فما فعله مرفوض تمامًا، ولكن مهما كانت قوته فهي محدودة لاتتعدى على ما أعتقد كيلو متر فكان من الممكن بالعقل والسياسة والفكر محاصرته، والتضييق عليه وليس شرطًا أن يستسلم تمامًا للخليفة الحاكم في غزة، بل من الحكمة الناجحة التضييق عليهم، ووأد فتنتهم بالفكر والسياسة، وليس بالقتل فقد اشعلت حماس حتى ولو كانت مجتهدة ومحقة نار فتنة بمقتل الشيخ عبد اللطيف موسى.
ثم هل نسيت حماس أن منطقها وتبريرها اليوم هو نفس منطق فتح عندما كانت تحكم غزة بواسطة عصابة دحلان، وقاتلت حماس وحركات المقاومة بنفس التبرير.
وقد فرض الكثير من السلفيين فرضًا جدليًّا، فقالوا هل لو كانت المجموعة شيعية كانت سلطة حماس تفعل بهم ما فعلت بالمسلمين إخوانهم السنة؟ الجميع يستبعد للعلاقات القوية بين حماس والشيعة وأيضًا؛ لأن سلطة حماس سوف تفكر ألف مرة قبل إطلاق النار في تداعياته، ولكن لأن السلفيين لا دولة لهم ولا قوة تحميهم حدث ماحدث من قتل مرفوض حتى مع خطأ جماعة أنصار جند الله.
ويبقى أنني أتمنى من حركة حماس التي أحبها ويحبها كل العرب والمسلمين ويحزنني أخطائها أن تراجع نفسها في سياسة الحزم بالقتل؛ لأنها سياسة المستبدين في كل زمان ومكان، وهي عنوان للظلم الذي نرفضه، ولا نقبله من حركة حماس.
وأخيرًا فلا حركة حماس ولا السلفيين معصومون من الخطأ، وبعيدًا عن التعصب والحزبية والسلطة والقوة، لذلك أدعو لتشكيل لجنة محايدة للتحقيق من علماء الإسلام وأهل القانون العالمين بالشريعة للتحقيق والحكم فيما حدث في رفح، وأدى لمقتل وجرح مايزيد على مائة فلسطيني وذلك للحكم بشرع الله، فيما حدث وذلك لإحقاق الحق ووأد الفتنة التي أطلت برأسها بين المسلمين في غزة ولايعلم غير الله أين يصل شررها .. فما حدث خطره عظيم، إن لم يتدراك سوف ينشط شياطين الفتن لتوسيع دائرته اللهم سلم سلم وعلى عقلاء وحكماء حماس القبول بتشكيل تلك اللجنة القضائية و أذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].