تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصيام جنة والإمام جنة فأين الإمام من حياة المسلمين ؟؟



التقوى اقوى
08-23-2009, 09:41 PM
الصيام جنة والإمام جنة فأين الإمام من حياة المسلمين ؟؟
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة 183

وقال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه المنذري.
إنه مما لا شك فيه أن صيام شهر رمضان المبارك محل اهتمام المسلمين جميعا؛ هذا الإهتمام عند جميع المسلمين ولا يجرؤ أحد من المسلمين على الإفطار في نهار رمضان، وإن جاهر بفطره تم الإنكار عليه والحمد لله .
فهو ركن من أركان الإسلام، عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ) رواه البخاري و مسلم
وله فضائل كبيرة وكثيرة وردت في الكتاب والسنة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183، وقد ورد في تفسير الجلالبن(يا أيها الذين آمنوا كُتب) أي: فـُرضَ (عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) من الأمم (لعلكم تتقون) المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها .
وعن أَبِي أمامةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ: « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ »، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قال: « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ »، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قال: « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ ». أخرجه النسائي وابن خزيمة في صحيحه
والصيام جُنَّة وسُترة للصائم من الآثام ومن النار كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: الصيام جنة فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله، أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين .
و رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما في حديث أبي هريرة السابق، فإن في آخره: والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي فهي أطيب عند الله من ريح المسك، وإن كانت مستكرهة في مشام الناس في الدنيا لكونها ناشئة عن طاعة الله وابتغاء مرضاته.
وأضاف الله الصيام إليه من بين سائر الأعمال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.
ولفظ مسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في وظائف شهر رمضان: فعلى هذه الرواية يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله - عز وجل- أضعافا كثيرة بغير حصر عدد، فإنه الصيام من الصبر، وقد قال الله - تعالى - إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولهذا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمى رمضان شهر الصبر، وفي حديث آخر عنه، -صلى الله عليه وسلم- قال: الصوم نصف الصبر أخرجه الترمذي

والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر على محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبرا على طاعة الله، وصبرا عمّا حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال الله - تعالى - في المجاهدين: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وفي حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل شهر رمضان: " وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة". ا هـ كلامه رحمه الله. ولفظ رواية البخاري قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.
والصيام وكذا الصلاة والصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله وماله وجاره فيما يقع من الكلام مع أهله، أو جاره مما لا يليق من نزاع، أو كلام، أو غضب، أو سبّ، أو نحوه، وكذا ما يحصل له من الانشغال بالمال كما ثبت في صحيح البخاري عن حذيفة قال: قال عمر - رضي الله عنه -: من يحفظ حديثا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ قال حذيفة أنا سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة قال: ليس أسأل عن ذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر، قال: وإن دون بابا مغلقا قال: فيفتح، أو يكسر؟ قال: يكسر، قال: ذلك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة.

وفي الجنة باب للصائمين يقال له الريان يدخلون فيه دون غيرهم كما ثبت في الصحيحين عن سهل - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل فيه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل فيه أحد.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة، يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة الحديث.
ــــــــــــــ
يتبع الجزء الثاني بإذنه