أبو طه
08-17-2009, 08:12 PM
بسم الله الرحيم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل والعالم الصادع بالحق الشيخ حسين بن محمود حفظه الله , نحن ثلة من الشباب الموحدين , فضيلة الشيخ حسين بن محمود ثبته الله على الحق قلت مرارا انه لا يجوز لنا تكفير قادة حماس وعلينا عذرهم ولكن شيخي هم طرقوا أبواب الكفر ؟ ودخلوا من بعضها أنا أقصد هنا المجلس التشريعي ؟ فهل حكم النواب فيه هو الكفر ؟ وهل هنية هو طاغوت ؟خصوصا ان الله مكنهم من حكم غزة؟ فعطلوا شريعته وحكموا شريعة البشر؟ وما لهم بذلك من عذر؟
فان كان ابو مازن طاغوتا فلم لا يكون هنية طاغوتا ايضا ؟ ام ان قياسي خاطئ نحن لا نتبنى تكفيرهم ؟ ونتمسك برايك وراي قادة الجهاد بعذرهم بالتاويل , وبصراحة وبصدق نحن اتبعناكم فيهذه المسالة تقليدا , فلقد علمنا انه لا باس بتقليد من نثق فيه وفي علمه وفي سيرتهوجهاده الى حين التبصر بعلوم الشريعة بل والتمكن منها جيدا
وهل يجوز القول بردة هنية وأيضا أعضاء التشريعي والقول بعدم وجود مانع شرعي يمنع من تكفيرهولا حتى بالتأويل وأنت تعلم خطر الأمر وأهميته لأن الموحدين في أرض الرباط ما زالوا في طور النمو والتكوين والاعداد , والأخطاء العقدية مشكلة كبيرة لا نريد أن تجرنا وتوصلنا الى ما لا يحمد عقباه ونحن لا زلنا في بداية الطريق ولا يزال العود اخضر طري فان لم نقومه اليوم صعب علينا تقويمه بعدها ونحن ننتظر جوابا
نرجو منك شيخنا الحبيب الاجابة مع شيء من التفصيل وخصوصا مسالة العذر بالتاويل عل الله ان يكتب الخير على ايديكم
بسم الله الرحمن الرحيم
من حسين بن محمود إلى من يصله من إخواني في فلسطين السليبة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
قبل أن أبدأ الإجابة أود أن ألفت نظر السائل لما ورد في سؤاله :
قوله "خصوصا ان الله مكنهم من حكم غزة فعطلوا شريعته وحكموا شريعة البشر وما لهم بذلك من عذر" .. أقول : إذا كان السائل قد حكم أنه لا عذر لهم ، فما الحاجة للإستفتاء !!
ثم أقول :
إن من أعجب الأمور أن تجد شباباً في فلسطين اليوم يُقبلون على عقيدة أهل السنة والجماعة رغم ما يكيد لهم العدو القريب والبعيد ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ومنّته ،نسأل الله أن يثبتنا على الحق ..
ولكن المؤسف والمؤلم الذي تضيق به الصدور : كثرة أسئلة الإخوة واستفساراتهم حول مسألة تكفير قادة حماس ، وكأن العقيدة السلفية لا تبدأ ولا تكون إلا بتكفير قيادات حماس ؟؟
أيها الأحبة ..
لا شك أن شرط الإستمساك بالعروة الوثقى هو الإيمان بالله والكفر بالطاغوت ، ولا شك أن من أعظم قواعد الإسلام : الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار ، هذا لا جدال فيه ولاخلاف عليه ، فاليهودي والنصراني والبوذي والهندوسي وما يسمون بالعلمانيين (المرتدين) كل هؤلاء لا نحبهم ولا نتولّاهم ونتعبّد الله جل في علاه ببغضهم وعداوتهم ، وكذلك من يوالي أعداء الدين ولا يحكم بشرع رب العالمين ، فهؤلاء كفار بلا شك ، ولكن الله سبحانه وتعالى استثنى فريق من الموالين فقال سبحانه
{لاَيَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ} (آلعمران : 28) ، قال ابن كثير في تفسيره " وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطن هونيته ، كما قال البخاري عن أبي الدرداء : أنه قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم".
وقال الثوري
:
قال ابن عباس:
ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان
، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس :
إنما التقية باللسان
،
وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس. ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى:
{
من كفر با لله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان
} الاَية" (انتهى)
.. والمراقب لبيانات قادة حماس وأفعالهم يرى أنهم أخذوا بالرخصة التي بيّنها ابن عباس – رضي الله عنه – في تفسير الآية ، والله أعلم ..
واستثنى - سبحانه - من الكفر العام : المُكْرَه ، فقال سبحانه
{
مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِإِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْمَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ
} (النحل : 106)
، واستثنى من سائر الأحكام : الناسي والمُخطئ ، قال سبحانه **
لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَامَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْقَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّاوَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
} (البقرة : 286) ،
وهذه الآية في سورة البقرة من القواعد الشرعيةالمهمة (انظر ما قاله ابن كثير في تفسيرها) ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
"
إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكْرهوا عليه" ..
لا يخفى عليكم أن الدخول في الإسلام يكون بالنطق بالشهادتين ، عندها يصبح الإنسان مسلماً له ماللمسلمين وعليه ما عليهم ، ولا يخرج من الإسلام إلّا أن يعلن هو خروجه عن الإسلام أو يأتي بفعل أو قول ينقض إسلامه (ومن أضمر الكفر يكون منافقاً) ، ولكن هذا النقض لا يكون إلا وهو : عاقل مختار عالم بوجه النقض ، فإن كان غير مُدرِك أو كان مُكرهاً أو كان متأوّلاً فلا يخرج من دائرة الإسلام ..
إن من حق المسلم على المسلم أن يلتمس له العذر في حال خطئه أو زلّته ، وأن لا يتسرّع في الحكم عليه حتى يتبيّن ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الخروج على الحاكم "إلّا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" ، فيجب التثبّت والعلم قبل الحكم ،وحكم غير العالمِ : إما أن يكون صحيحاً أو خطأ ، فإن كان صحيحاً فهو آثم لأنه حكَم بغير علم ، وإن كان خطأ فعليه إثم الخطأ وإثم الحُكم بغير عِلم ، وعقابه هنا أنيرجع الحكم عليه فيصير هو غير مسلم ، والعياذ بالله ، وقد جاء في صحيح مسلم "ومندعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه" ..
المسألة ليست هيّنة ، وقد بيّنّا كثيراً في مقالات كثيرة بأنه لولا عموم البلوى بهؤلاء الحكام : لم نجاهر بتكفيرهم ، ولكن في بيان كفرهم مصلحة راجحة للأمة، وقلنا بأن الخروج عليهم الآن فيه مفاسد أعظم من عدم الخروج عليهم ، وفصّلنا هذا في غير هذا الموضع ..
أما قادة حماس فهم ليسوا كهؤلاء الحكام ...
لاأعرف من قادة الجهاد من يكفّر قادة حماس بأعيانهم ، ولا أعرف من علماء المجاهدين من يكفّرهم أيضاً ، إلا ما روي عن الشيخ أبو بصير غفر الله لنا وله .. فالشيخ أسامة والأمير الظواهري والشيخ الليبي ، هؤلاء لا يكفّرون قادة حماس ..
رأيي الشخصي أن قادة حماس بين : تأويل وإكراه ، والإكراه يعود إلى التأويل (أي أنهم ربما تأوّلوا بأنهم مُكرهون) ، وقد كنت – وغيري – نحذّرهم من الدخول في الإنتخابات لماعلمنا من أساليب الأعداء ومكرهم ، ولكن الإخوة اجتهدوا ودخلوا الإنتخابات وفازوا بها وأمسكوا بزمام الأمور ، وكنّا نعلم يقيناً بأنهم لن يُمَكَّنوا من تحكيم شرع الله ، وأن عدم تمكينهم من ذلك سيؤدي إلى ضعفهم وفقدان ثقة الجماهير الإسلامية بهم، ولكنّهم فعلوا ما فعلوا ، نسأل الله لنا ولهم الهداية ، وقالوا : نسدّد ونُقارب ونُصلح قدر المستطاع !!
نحن لا نزعم أننا أعلم منهم بواقع فلسطين ، ولكننا نعلم كيفية استغلال اليهود والنصارى والحكّام للأحداث ، فأردنا أن نبيّن لإخواننا في القيادة ذلك ، وهم رأوا أن دخولهم في الإنتخابات أخف الضررين !!
بعد فوزهم في الإنتخابات : ضغط اليهود والنصارى والحكام العرب عليهم للإعتراف بدولة يهود ،ولكنهم لم يفعلوا ، وحاول هؤلاء معهم بشتى الطرق حتى يئسوا ، ثم خلصوا إلى أنه لابد من تصفية القادة فأوكلوا إلى عباس ودحلان القيام بهذا العمل .. هنا قام الإخوة بأخذ غزة وطرد دحلان وجنوده المرتزقة .. فحكمهم الإنفرادي بغزة لم يكن في حسابهم من قبل ..
الآن هم بين خيارين : إما أن يحكموا بالشريعة ويتخلى عنهم الكل ، أويُبقوا على الوضع الراهن وتأتيهم بعض المساعدات من هنا أو هناك .. ونحن نعلم علم يقين بأنهم لو أعلنوا تطبيق الشريعة فإن العالم كله سيقف ضدهم وستحدث قلاقل داخلية في غزة نفسها من قِبل الفصائل الأخرى ، وستتوقف جميع المساعدات الخارجية التي لايمكن لأهل غزة الإستغناء عنها ، فغزة اليوم تعتمد على المساعدات العربية والأوروبية، وليس لغزة مدخل إلا عن طريق مصر ، ولا نشك أن "حسني" لو استطاع : لمنع عنهم حتى الهواءحينما تكون محاصراً وجائعاً وعطشاً ومريضاً وبلا دواء ، والعدو يقذف عليك الحمم ويقتل أبناءك صباح مساء ، والكل يقول لك :
إن حكمت بالشريعة فأنت تحكم على نفسك وشعبك بمزيد من الجوع والقتل والدمار والحصار ، عندها تكون في حكم المضطر أو المُكره ، ليس لأن اليهود والنصارى لا يريدونك أن تحكم بالشريعة ، ولكن لأن حاكم مصر والأردن وسائر حكام العرب يقولون لك بأنهم سيقطعون عنك كل شيء إنفكّرت في الحكم بالشريعة ، فهؤلاء الحكام لا يريدون أن تثبت عليهم تهمة مساندة "الإرهاب" ، والحكم بما أنزل الله من أعظم الإرهاب لأعداء الله ..
لسنا هنا ندافع عن هنيّة أو خالد مشعل أو غيرهم ، فنحن نُعلن بأنهم أخطؤوا في دخولهم الإنتخابات وورّطوا من معهم بهذا الأمر ، ولكننا هنا نقول بأننا تجاوزنا هذا كله ،وهؤلاء إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ونحن – وإن كنا لا نوافقهم على خطئهم – إلا أننا لا نُسلّمهم لأبناء القردة ، ولا نتخلّى عنهم ، فليس لهم - بعد الله – إلا هذه الجموع المسلمة ، والتخلي عنهم هو الحكم عليهم وعلى مئات الآلاف من المسلمين بالموت ..
نحن نظن – ظناً يقارب اليقين - بأن كل واحد من هؤلاءالقادة يقول في قرارة نفوسه
{
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
} (هود : 80) ،
ولكن أين النصير وقد تخلى عنهم الكل : هذا بسبب الردّة وموالاة أعداء الله ، وهذا بسبب تكفيرهم والبراءة منهم !!
إن المسلم مهما أخطأ ، يبقى مسلماً : ما لم يكن عندنا في كفره من الله برهان ، والبرهان يكون بمعرفة الحكم المتنزّل على الحال ، والحكم موجود ، ولكن الحال فيه مقال ، وإذا كان هناك دليل أو مجرّد شك في عدم ثبوت الحكم على الحال فإننا نتوقّف عن إخراج المسلممن الدين ، فيبقى مسلماً له حق النصرة الشرعية قال تعالى
{
وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ...}
لوفرضنا بأن هؤلاء القادة كفار ،فهل من المصلحة إعلان ذلك الآن وفي مثل هذه الظروف !! هل في إعلان كفرهم والتخلي عنهم مصلحة للإسلام والمسلمين أم مصلحة ليهود !!
أليس من السياسة أن نترك "المرتد" يقاتل اليهودي ونتفرّغ نحن للإعداد والتدريب !! أليس من السياسة عدم استعداء جموع حماس وأنتم قلّة قليلة في غزّة فيدلّوا عدوَّكم عليكم !! أليس من الحكمة عدم إعلان تكفير قادة حماس حتى يسهل دعوة الأتباع إلى الحق !! لوفكّر المرء بمفاسد إعلان مثل هذا لوجدها كثيرة جداً ، فأين الحكمة في البيان !!
ولو فرضنا بأن قادة حماس أعلنوا تطبيق الشريعة وطبقوها فعلاً ، فماذا يحدث !! سترفع مصر يدها رسميّاً ومن خلفها الأردن وجميع الدول العربية ، وستمنع أوروبا المعونات بدعوى الرجعية وقطع الأيادي ورجم النساء واستلاب الحريات ، وسيمنع اليهود جميع التحويلات المالية والكهرباء والماء والدواء دون اعتراض ، وستُغلق الحدود كلها ، فماذا يفعل مليون مسلم في بضعة كيلومترات بدون كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا مال ولا غذاء !!
قلنا ونقول : بأن غزة ليست كغيرها من الثغور ، فغزة محاصرة من جميع الجهات ، ولا يستطيع أهلها أن يتحيّزوا لفئة أو يأووا إلى جبال أو غابات ، فهي أرض صغيرة مكشوفة ، والعدو يهودي حاقد ، وحكومات الجوار من أعدى أعداء الدين ، والناس حولهم نيام ، والمعونات تأتي من النصارى بعد أن منع حكامُ العرب المسلمين من مساندة إخوانهم !! لأجل هذا وغيره كثير نقول :
بأن الإخوة في حماس اجتهدوا وعملوا بتبني أعظم المصلحتين (في نظرهم) ودرء أعظم المفسدتين (في نظرهم) ، حفاظاً على حياة المسلمين ..
أكرر : أنا لا أُدافع عن حماس أو عن قادتها ، وإنما أبيّن وجهة نظرهم والباب الذي ولجوه وظنوا أنه المصلحة ، وأنا لا زلت أقول بأن دخولهم في الإنتخابات كان من أعظم الأخطاء ،ولكن الإنتخابات انتهت ، وهم لا يحكمون غزة بموجب تلك الإنتخابات ولكن بموجب طرد المنظمة منها ، والدندنة حول الماضي لا يفيدنا الآن :
الإخوة محاصرون ويحتاجون إلىالمساندة والنصرة ، والله جل جلاله قال
{
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِفَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
} ، center]فهذا واجبنا تجاههم الآن ، ونسأل الله أن يغفر لهم ويتجاوز عن زلاتهم ويهديهم سواء السبيل ..
إن تفصيل هذا يطول ، واللبيبب الإشارة يفهم ، وأنا أنصح إخواني في فلسطين خاصة : أن لا يشتغلوا بهذا ، فهم علىثغر عظيم خطير لا يتّسع وقتهم فيه لمثل هذه الخلافات ، فعليهم بالإعداد وأتخاذ أسباب القوة التي من أهمها جمع الكلمة والتوافق مع الإخوة ورأب الصدع والقتال صفّاً واحداً ضد عدو مشترك ، وعليهم أن لا يقطّعوا أمرهم بينهم زبراً فيفرح كل حزب بما لديه ويتنازعون فيفشلون وتذهب ريحهم ، عليهم أن يعلموا بأن كيد العدو عظيم ومكرهكبير تكاد تزول منه الجبال ، وهو مكر لا ينقطع إلى قبل قيام الساعة ..
نسألالله أن يوفقكم للخير ، وأن يجعلكم من الأذلّة على المؤمنين الخافضين الجناح لهم ،الليّنين معهم الراحمين لهم ، وأن يجعلكم من الأشداء على الكفار ، القاطعين رقابهم، الضاربين على أعناقهم ، المُشرِّدين بهم من خلفهم ، المرعبين المرهبين لهم ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل والعالم الصادع بالحق الشيخ حسين بن محمود حفظه الله , نحن ثلة من الشباب الموحدين , فضيلة الشيخ حسين بن محمود ثبته الله على الحق قلت مرارا انه لا يجوز لنا تكفير قادة حماس وعلينا عذرهم ولكن شيخي هم طرقوا أبواب الكفر ؟ ودخلوا من بعضها أنا أقصد هنا المجلس التشريعي ؟ فهل حكم النواب فيه هو الكفر ؟ وهل هنية هو طاغوت ؟خصوصا ان الله مكنهم من حكم غزة؟ فعطلوا شريعته وحكموا شريعة البشر؟ وما لهم بذلك من عذر؟
فان كان ابو مازن طاغوتا فلم لا يكون هنية طاغوتا ايضا ؟ ام ان قياسي خاطئ نحن لا نتبنى تكفيرهم ؟ ونتمسك برايك وراي قادة الجهاد بعذرهم بالتاويل , وبصراحة وبصدق نحن اتبعناكم فيهذه المسالة تقليدا , فلقد علمنا انه لا باس بتقليد من نثق فيه وفي علمه وفي سيرتهوجهاده الى حين التبصر بعلوم الشريعة بل والتمكن منها جيدا
وهل يجوز القول بردة هنية وأيضا أعضاء التشريعي والقول بعدم وجود مانع شرعي يمنع من تكفيرهولا حتى بالتأويل وأنت تعلم خطر الأمر وأهميته لأن الموحدين في أرض الرباط ما زالوا في طور النمو والتكوين والاعداد , والأخطاء العقدية مشكلة كبيرة لا نريد أن تجرنا وتوصلنا الى ما لا يحمد عقباه ونحن لا زلنا في بداية الطريق ولا يزال العود اخضر طري فان لم نقومه اليوم صعب علينا تقويمه بعدها ونحن ننتظر جوابا
نرجو منك شيخنا الحبيب الاجابة مع شيء من التفصيل وخصوصا مسالة العذر بالتاويل عل الله ان يكتب الخير على ايديكم
بسم الله الرحمن الرحيم
من حسين بن محمود إلى من يصله من إخواني في فلسطين السليبة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
قبل أن أبدأ الإجابة أود أن ألفت نظر السائل لما ورد في سؤاله :
قوله "خصوصا ان الله مكنهم من حكم غزة فعطلوا شريعته وحكموا شريعة البشر وما لهم بذلك من عذر" .. أقول : إذا كان السائل قد حكم أنه لا عذر لهم ، فما الحاجة للإستفتاء !!
ثم أقول :
إن من أعجب الأمور أن تجد شباباً في فلسطين اليوم يُقبلون على عقيدة أهل السنة والجماعة رغم ما يكيد لهم العدو القريب والبعيد ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ومنّته ،نسأل الله أن يثبتنا على الحق ..
ولكن المؤسف والمؤلم الذي تضيق به الصدور : كثرة أسئلة الإخوة واستفساراتهم حول مسألة تكفير قادة حماس ، وكأن العقيدة السلفية لا تبدأ ولا تكون إلا بتكفير قيادات حماس ؟؟
أيها الأحبة ..
لا شك أن شرط الإستمساك بالعروة الوثقى هو الإيمان بالله والكفر بالطاغوت ، ولا شك أن من أعظم قواعد الإسلام : الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار ، هذا لا جدال فيه ولاخلاف عليه ، فاليهودي والنصراني والبوذي والهندوسي وما يسمون بالعلمانيين (المرتدين) كل هؤلاء لا نحبهم ولا نتولّاهم ونتعبّد الله جل في علاه ببغضهم وعداوتهم ، وكذلك من يوالي أعداء الدين ولا يحكم بشرع رب العالمين ، فهؤلاء كفار بلا شك ، ولكن الله سبحانه وتعالى استثنى فريق من الموالين فقال سبحانه
{لاَيَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ} (آلعمران : 28) ، قال ابن كثير في تفسيره " وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم ، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطن هونيته ، كما قال البخاري عن أبي الدرداء : أنه قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم".
وقال الثوري
:
قال ابن عباس:
ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان
، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس :
إنما التقية باللسان
،
وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس. ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى:
{
من كفر با لله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان
} الاَية" (انتهى)
.. والمراقب لبيانات قادة حماس وأفعالهم يرى أنهم أخذوا بالرخصة التي بيّنها ابن عباس – رضي الله عنه – في تفسير الآية ، والله أعلم ..
واستثنى - سبحانه - من الكفر العام : المُكْرَه ، فقال سبحانه
{
مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِإِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْمَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ
} (النحل : 106)
، واستثنى من سائر الأحكام : الناسي والمُخطئ ، قال سبحانه **
لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَامَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْقَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّاوَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
} (البقرة : 286) ،
وهذه الآية في سورة البقرة من القواعد الشرعيةالمهمة (انظر ما قاله ابن كثير في تفسيرها) ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
"
إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكْرهوا عليه" ..
لا يخفى عليكم أن الدخول في الإسلام يكون بالنطق بالشهادتين ، عندها يصبح الإنسان مسلماً له ماللمسلمين وعليه ما عليهم ، ولا يخرج من الإسلام إلّا أن يعلن هو خروجه عن الإسلام أو يأتي بفعل أو قول ينقض إسلامه (ومن أضمر الكفر يكون منافقاً) ، ولكن هذا النقض لا يكون إلا وهو : عاقل مختار عالم بوجه النقض ، فإن كان غير مُدرِك أو كان مُكرهاً أو كان متأوّلاً فلا يخرج من دائرة الإسلام ..
إن من حق المسلم على المسلم أن يلتمس له العذر في حال خطئه أو زلّته ، وأن لا يتسرّع في الحكم عليه حتى يتبيّن ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الخروج على الحاكم "إلّا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" ، فيجب التثبّت والعلم قبل الحكم ،وحكم غير العالمِ : إما أن يكون صحيحاً أو خطأ ، فإن كان صحيحاً فهو آثم لأنه حكَم بغير علم ، وإن كان خطأ فعليه إثم الخطأ وإثم الحُكم بغير عِلم ، وعقابه هنا أنيرجع الحكم عليه فيصير هو غير مسلم ، والعياذ بالله ، وقد جاء في صحيح مسلم "ومندعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه" ..
المسألة ليست هيّنة ، وقد بيّنّا كثيراً في مقالات كثيرة بأنه لولا عموم البلوى بهؤلاء الحكام : لم نجاهر بتكفيرهم ، ولكن في بيان كفرهم مصلحة راجحة للأمة، وقلنا بأن الخروج عليهم الآن فيه مفاسد أعظم من عدم الخروج عليهم ، وفصّلنا هذا في غير هذا الموضع ..
أما قادة حماس فهم ليسوا كهؤلاء الحكام ...
لاأعرف من قادة الجهاد من يكفّر قادة حماس بأعيانهم ، ولا أعرف من علماء المجاهدين من يكفّرهم أيضاً ، إلا ما روي عن الشيخ أبو بصير غفر الله لنا وله .. فالشيخ أسامة والأمير الظواهري والشيخ الليبي ، هؤلاء لا يكفّرون قادة حماس ..
رأيي الشخصي أن قادة حماس بين : تأويل وإكراه ، والإكراه يعود إلى التأويل (أي أنهم ربما تأوّلوا بأنهم مُكرهون) ، وقد كنت – وغيري – نحذّرهم من الدخول في الإنتخابات لماعلمنا من أساليب الأعداء ومكرهم ، ولكن الإخوة اجتهدوا ودخلوا الإنتخابات وفازوا بها وأمسكوا بزمام الأمور ، وكنّا نعلم يقيناً بأنهم لن يُمَكَّنوا من تحكيم شرع الله ، وأن عدم تمكينهم من ذلك سيؤدي إلى ضعفهم وفقدان ثقة الجماهير الإسلامية بهم، ولكنّهم فعلوا ما فعلوا ، نسأل الله لنا ولهم الهداية ، وقالوا : نسدّد ونُقارب ونُصلح قدر المستطاع !!
نحن لا نزعم أننا أعلم منهم بواقع فلسطين ، ولكننا نعلم كيفية استغلال اليهود والنصارى والحكّام للأحداث ، فأردنا أن نبيّن لإخواننا في القيادة ذلك ، وهم رأوا أن دخولهم في الإنتخابات أخف الضررين !!
بعد فوزهم في الإنتخابات : ضغط اليهود والنصارى والحكام العرب عليهم للإعتراف بدولة يهود ،ولكنهم لم يفعلوا ، وحاول هؤلاء معهم بشتى الطرق حتى يئسوا ، ثم خلصوا إلى أنه لابد من تصفية القادة فأوكلوا إلى عباس ودحلان القيام بهذا العمل .. هنا قام الإخوة بأخذ غزة وطرد دحلان وجنوده المرتزقة .. فحكمهم الإنفرادي بغزة لم يكن في حسابهم من قبل ..
الآن هم بين خيارين : إما أن يحكموا بالشريعة ويتخلى عنهم الكل ، أويُبقوا على الوضع الراهن وتأتيهم بعض المساعدات من هنا أو هناك .. ونحن نعلم علم يقين بأنهم لو أعلنوا تطبيق الشريعة فإن العالم كله سيقف ضدهم وستحدث قلاقل داخلية في غزة نفسها من قِبل الفصائل الأخرى ، وستتوقف جميع المساعدات الخارجية التي لايمكن لأهل غزة الإستغناء عنها ، فغزة اليوم تعتمد على المساعدات العربية والأوروبية، وليس لغزة مدخل إلا عن طريق مصر ، ولا نشك أن "حسني" لو استطاع : لمنع عنهم حتى الهواءحينما تكون محاصراً وجائعاً وعطشاً ومريضاً وبلا دواء ، والعدو يقذف عليك الحمم ويقتل أبناءك صباح مساء ، والكل يقول لك :
إن حكمت بالشريعة فأنت تحكم على نفسك وشعبك بمزيد من الجوع والقتل والدمار والحصار ، عندها تكون في حكم المضطر أو المُكره ، ليس لأن اليهود والنصارى لا يريدونك أن تحكم بالشريعة ، ولكن لأن حاكم مصر والأردن وسائر حكام العرب يقولون لك بأنهم سيقطعون عنك كل شيء إنفكّرت في الحكم بالشريعة ، فهؤلاء الحكام لا يريدون أن تثبت عليهم تهمة مساندة "الإرهاب" ، والحكم بما أنزل الله من أعظم الإرهاب لأعداء الله ..
لسنا هنا ندافع عن هنيّة أو خالد مشعل أو غيرهم ، فنحن نُعلن بأنهم أخطؤوا في دخولهم الإنتخابات وورّطوا من معهم بهذا الأمر ، ولكننا هنا نقول بأننا تجاوزنا هذا كله ،وهؤلاء إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ونحن – وإن كنا لا نوافقهم على خطئهم – إلا أننا لا نُسلّمهم لأبناء القردة ، ولا نتخلّى عنهم ، فليس لهم - بعد الله – إلا هذه الجموع المسلمة ، والتخلي عنهم هو الحكم عليهم وعلى مئات الآلاف من المسلمين بالموت ..
نحن نظن – ظناً يقارب اليقين - بأن كل واحد من هؤلاءالقادة يقول في قرارة نفوسه
{
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
} (هود : 80) ،
ولكن أين النصير وقد تخلى عنهم الكل : هذا بسبب الردّة وموالاة أعداء الله ، وهذا بسبب تكفيرهم والبراءة منهم !!
إن المسلم مهما أخطأ ، يبقى مسلماً : ما لم يكن عندنا في كفره من الله برهان ، والبرهان يكون بمعرفة الحكم المتنزّل على الحال ، والحكم موجود ، ولكن الحال فيه مقال ، وإذا كان هناك دليل أو مجرّد شك في عدم ثبوت الحكم على الحال فإننا نتوقّف عن إخراج المسلممن الدين ، فيبقى مسلماً له حق النصرة الشرعية قال تعالى
{
وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ...}
لوفرضنا بأن هؤلاء القادة كفار ،فهل من المصلحة إعلان ذلك الآن وفي مثل هذه الظروف !! هل في إعلان كفرهم والتخلي عنهم مصلحة للإسلام والمسلمين أم مصلحة ليهود !!
أليس من السياسة أن نترك "المرتد" يقاتل اليهودي ونتفرّغ نحن للإعداد والتدريب !! أليس من السياسة عدم استعداء جموع حماس وأنتم قلّة قليلة في غزّة فيدلّوا عدوَّكم عليكم !! أليس من الحكمة عدم إعلان تكفير قادة حماس حتى يسهل دعوة الأتباع إلى الحق !! لوفكّر المرء بمفاسد إعلان مثل هذا لوجدها كثيرة جداً ، فأين الحكمة في البيان !!
ولو فرضنا بأن قادة حماس أعلنوا تطبيق الشريعة وطبقوها فعلاً ، فماذا يحدث !! سترفع مصر يدها رسميّاً ومن خلفها الأردن وجميع الدول العربية ، وستمنع أوروبا المعونات بدعوى الرجعية وقطع الأيادي ورجم النساء واستلاب الحريات ، وسيمنع اليهود جميع التحويلات المالية والكهرباء والماء والدواء دون اعتراض ، وستُغلق الحدود كلها ، فماذا يفعل مليون مسلم في بضعة كيلومترات بدون كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا مال ولا غذاء !!
قلنا ونقول : بأن غزة ليست كغيرها من الثغور ، فغزة محاصرة من جميع الجهات ، ولا يستطيع أهلها أن يتحيّزوا لفئة أو يأووا إلى جبال أو غابات ، فهي أرض صغيرة مكشوفة ، والعدو يهودي حاقد ، وحكومات الجوار من أعدى أعداء الدين ، والناس حولهم نيام ، والمعونات تأتي من النصارى بعد أن منع حكامُ العرب المسلمين من مساندة إخوانهم !! لأجل هذا وغيره كثير نقول :
بأن الإخوة في حماس اجتهدوا وعملوا بتبني أعظم المصلحتين (في نظرهم) ودرء أعظم المفسدتين (في نظرهم) ، حفاظاً على حياة المسلمين ..
أكرر : أنا لا أُدافع عن حماس أو عن قادتها ، وإنما أبيّن وجهة نظرهم والباب الذي ولجوه وظنوا أنه المصلحة ، وأنا لا زلت أقول بأن دخولهم في الإنتخابات كان من أعظم الأخطاء ،ولكن الإنتخابات انتهت ، وهم لا يحكمون غزة بموجب تلك الإنتخابات ولكن بموجب طرد المنظمة منها ، والدندنة حول الماضي لا يفيدنا الآن :
الإخوة محاصرون ويحتاجون إلىالمساندة والنصرة ، والله جل جلاله قال
{
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِفَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
} ، center]فهذا واجبنا تجاههم الآن ، ونسأل الله أن يغفر لهم ويتجاوز عن زلاتهم ويهديهم سواء السبيل ..
إن تفصيل هذا يطول ، واللبيبب الإشارة يفهم ، وأنا أنصح إخواني في فلسطين خاصة : أن لا يشتغلوا بهذا ، فهم علىثغر عظيم خطير لا يتّسع وقتهم فيه لمثل هذه الخلافات ، فعليهم بالإعداد وأتخاذ أسباب القوة التي من أهمها جمع الكلمة والتوافق مع الإخوة ورأب الصدع والقتال صفّاً واحداً ضد عدو مشترك ، وعليهم أن لا يقطّعوا أمرهم بينهم زبراً فيفرح كل حزب بما لديه ويتنازعون فيفشلون وتذهب ريحهم ، عليهم أن يعلموا بأن كيد العدو عظيم ومكرهكبير تكاد تزول منه الجبال ، وهو مكر لا ينقطع إلى قبل قيام الساعة ..
نسألالله أن يوفقكم للخير ، وأن يجعلكم من الأذلّة على المؤمنين الخافضين الجناح لهم ،الليّنين معهم الراحمين لهم ، وأن يجعلكم من الأشداء على الكفار ، القاطعين رقابهم، الضاربين على أعناقهم ، المُشرِّدين بهم من خلفهم ، المرعبين المرهبين لهم ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..