الزبير الطرابلسي
08-17-2009, 05:02 PM
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد
لقد سكت بعض أهل العلم عن البيان بل منهم من بدأ مبكرا وقبل أن يدرك ما يحدث، بدأ بالتبرير لحماس ولما فعلته حماس، ومنهم من بارك هذا العمل الشنيع، فتوقفت مع نفسي للحظة وقلت أهؤلاء علماء حقا؟ كيف يصمتون عن البيان وقد أخذ الله عليهم الميثاق، يقول تعالى [ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ] (آل عمران،187)، ويقول عز وجل [ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ] (البقرة،159)، فالطامة والمصيبة إذا سكت أهل العلم عن البيان وتركوا المجال لأهل الترقيع والمحاباة والمهادنة، وذلك في مسألة مفصلية هامة لشريعة الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد بحثت في كتب بعض أهل العلم عن احكام أهل البغي فوجدت كلاما نفيسا للشيخ الشهيد الأندلسي إبن جزي رحمه الله، فارتأيت أن انقله قبل أن يتكلم أهل الترقيع والإنحراف عن باطلهم وحتى لا نقع في الشبهات، وهو رد على بعض أدعياء العلم الذين هللوا للفعلة الشنيعة، يقول إبن جزي رحمه الله:
اقتباس:
البغاة هم الذين يقاتلون على التأويل مثل الطوائف الضالة كالخوارج وغيرهم والذين يخرجون على الإمام أو يمتنعون من الدخول في طاعته أو يمنعون حقا وجب عليهم كالزكاة وشبهها فيدعون إلى الرجوع للحق فإن فعلوا قبل منهم وكف عنهم وإن أبوا قوتلوا وحل سفك دمائهم فإن انهزموا لم يتبع منهم منهزم ولا يجهز على جريح إلا أن يخاف رجوعهم ولا تصاب أموالهم ولا حريمهم وإن أخذوا لم يقتلوا ولا يقام عليهم حد الحرابة ولا يقتل منهم أسير بل يؤدب ويسجن حتى يتوب وأما ما أتلفوه في الفتنة من النفوس والأموال فإن كانوا خرجوا بتأويل فلا ضمان عليهم وإن خرجوا بغير تأويل فعليهم القصاص في النفوس والغرم في الأموال.
اقتباس:
تلخيص: قتال البغاة يمتاز عن قتال المشركين بأحد عشر وجها أن يقصد بالقتال ردعهم لا قتلهم ولا يقتل من أدبر منهم ولا يجهز على جريحهم ولا يقتل أسيرهم ولا تغتنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم ولا يستعان عليهم بمشرك ولا يصالحون على مال ولا تنصب عليهم الرعادات ولا تحرق عليهم المساكن ولا تقطع أشجارهم وقتال المحاربين كقتال البغاة إلا في خمسة يجوز تعمد قتلهم ويقتل مدبرهم ويطالبون بما استهلكوه من دم أو مال في الحرب وغيرها ويجوز حبس أسراهم لاستبراء أحوالهم وما أخذوه من الخراج والزكاة ولا يسقط عمن كان عليه كالغاصب خلافا لابن الماجشون.
الكتاب السابع، في الدماء والحدود
الباب التاسع في البغي
القوانين الفقهية ج:1 ص:238
فإذا سلمنا جدلا لأهل الترقيع والتلفيق أن ما قام به مجاهدوا جند أنصار الله باطل وأنه خروج على الحاكم الشرعي (وطبعا لا شرعية إلا شرعية الكتاب والسنة ولا عبرة بغيرها من قوانين البشر)، فماذا يقولون في الكيفية التي تعامل بها الحاكم "الشرعي" مع مجاهدي جند انصار الله، فلو سلمنا بالجدل أنهم بغاة فلا بد من بيان جملة مسائل، وهي:
لماذا قتل جريحهم؟ ولماذا قصفت مساكنهم لا بل مساجدهم؟ ولماذا سرقت أموالهم؟ وبأي وجه حق قتلوا وهم لم يبدؤوا احدا بقتال؟
خلاصة القول أن مصيبة هذا الدين في أشباه العلماء، الذين يفترون الكذب على الله وهم يعلمون، يقول تعالى [ انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ](النساء،50) ، ويقول عز من قائل [ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ](يونس،69)،ويقول العلي القدير [ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ ] (يونس،60)،ويقول ايضا [ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ] (النحل،116)، فماذا بعد قول الله تعالى من قول.
نسأل الله تعالى أن ينتقم من المجرمين الذين يحكمون شريعة الطاغوت
نسأل الله تعالى أن يرحم شهداء الإمارة الإسلامية نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله تعالى
والحمد لله معز من أطاعه مذل من عصاه
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد
لقد سكت بعض أهل العلم عن البيان بل منهم من بدأ مبكرا وقبل أن يدرك ما يحدث، بدأ بالتبرير لحماس ولما فعلته حماس، ومنهم من بارك هذا العمل الشنيع، فتوقفت مع نفسي للحظة وقلت أهؤلاء علماء حقا؟ كيف يصمتون عن البيان وقد أخذ الله عليهم الميثاق، يقول تعالى [ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ] (آل عمران،187)، ويقول عز وجل [ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ] (البقرة،159)، فالطامة والمصيبة إذا سكت أهل العلم عن البيان وتركوا المجال لأهل الترقيع والمحاباة والمهادنة، وذلك في مسألة مفصلية هامة لشريعة الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد بحثت في كتب بعض أهل العلم عن احكام أهل البغي فوجدت كلاما نفيسا للشيخ الشهيد الأندلسي إبن جزي رحمه الله، فارتأيت أن انقله قبل أن يتكلم أهل الترقيع والإنحراف عن باطلهم وحتى لا نقع في الشبهات، وهو رد على بعض أدعياء العلم الذين هللوا للفعلة الشنيعة، يقول إبن جزي رحمه الله:
اقتباس:
البغاة هم الذين يقاتلون على التأويل مثل الطوائف الضالة كالخوارج وغيرهم والذين يخرجون على الإمام أو يمتنعون من الدخول في طاعته أو يمنعون حقا وجب عليهم كالزكاة وشبهها فيدعون إلى الرجوع للحق فإن فعلوا قبل منهم وكف عنهم وإن أبوا قوتلوا وحل سفك دمائهم فإن انهزموا لم يتبع منهم منهزم ولا يجهز على جريح إلا أن يخاف رجوعهم ولا تصاب أموالهم ولا حريمهم وإن أخذوا لم يقتلوا ولا يقام عليهم حد الحرابة ولا يقتل منهم أسير بل يؤدب ويسجن حتى يتوب وأما ما أتلفوه في الفتنة من النفوس والأموال فإن كانوا خرجوا بتأويل فلا ضمان عليهم وإن خرجوا بغير تأويل فعليهم القصاص في النفوس والغرم في الأموال.
اقتباس:
تلخيص: قتال البغاة يمتاز عن قتال المشركين بأحد عشر وجها أن يقصد بالقتال ردعهم لا قتلهم ولا يقتل من أدبر منهم ولا يجهز على جريحهم ولا يقتل أسيرهم ولا تغتنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم ولا يستعان عليهم بمشرك ولا يصالحون على مال ولا تنصب عليهم الرعادات ولا تحرق عليهم المساكن ولا تقطع أشجارهم وقتال المحاربين كقتال البغاة إلا في خمسة يجوز تعمد قتلهم ويقتل مدبرهم ويطالبون بما استهلكوه من دم أو مال في الحرب وغيرها ويجوز حبس أسراهم لاستبراء أحوالهم وما أخذوه من الخراج والزكاة ولا يسقط عمن كان عليه كالغاصب خلافا لابن الماجشون.
الكتاب السابع، في الدماء والحدود
الباب التاسع في البغي
القوانين الفقهية ج:1 ص:238
فإذا سلمنا جدلا لأهل الترقيع والتلفيق أن ما قام به مجاهدوا جند أنصار الله باطل وأنه خروج على الحاكم الشرعي (وطبعا لا شرعية إلا شرعية الكتاب والسنة ولا عبرة بغيرها من قوانين البشر)، فماذا يقولون في الكيفية التي تعامل بها الحاكم "الشرعي" مع مجاهدي جند انصار الله، فلو سلمنا بالجدل أنهم بغاة فلا بد من بيان جملة مسائل، وهي:
لماذا قتل جريحهم؟ ولماذا قصفت مساكنهم لا بل مساجدهم؟ ولماذا سرقت أموالهم؟ وبأي وجه حق قتلوا وهم لم يبدؤوا احدا بقتال؟
خلاصة القول أن مصيبة هذا الدين في أشباه العلماء، الذين يفترون الكذب على الله وهم يعلمون، يقول تعالى [ انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ](النساء،50) ، ويقول عز من قائل [ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ](يونس،69)،ويقول العلي القدير [ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ ] (يونس،60)،ويقول ايضا [ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ] (النحل،116)، فماذا بعد قول الله تعالى من قول.
نسأل الله تعالى أن ينتقم من المجرمين الذين يحكمون شريعة الطاغوت
نسأل الله تعالى أن يرحم شهداء الإمارة الإسلامية نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله تعالى
والحمد لله معز من أطاعه مذل من عصاه