تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخوارج الجدد (موضوع قيم - منقول)



أبو طه
08-17-2009, 03:07 PM
الخوارج الجدد

أحمد أبورتيمة


مع الرياح القادمة من الصومال والعراق وأفغانستان،وصل فكر التطرف والغلو إلى أرض غزة المثخنة بالجراح ليضيف مأساة جديدة إلى مآسي أهلها ومصائبهم وكأن ما فيها لا يكفيها.في آية بينة على عمق الأزمة التي تعيشها الأمة ،وحين ابتعدت الأمة عن طريق الهداية وتخلت عن مسئولية الشهود الحضاري التي أوكلها الله عليها (لتكونوا شهداء على الناس)،ولم يعد لديها مشروع تفيد به نفسها والعالم شغلها الله بنفسها فألبسهم شيعاً وأذاق بعضهم بأس بعض،وهكذا هي سنة الحياة من لم يشغل نفسه بمعالي الأمور شغلته هي بالتوافه منها.




ما حدث في رفح ليس إلا مثالاً واحداً على حالة الفراغ الفكري والنفسي القاتل الذي تعيشه هذه الأمة بمختلف شرائحها إلا من رحم ربك وقليل ما هم،فواقع الأزمات والبطالة يوفر البيئة الملائمة لتفريخ أفكار الجهل والتطرف والتعصب والانسلاخ من العقل ومن الفهم الصحيح للدين،والغرق في عالم الأوهام والأحلام والخيالات،في آلية تعويض نفسي لا شعورية للتغلب على إخفاقات الواقع والعجز عن تحقيق إنجاز مفيد .




في واقع الجهالة والبطالة الذي نغرق فيه يظن طائفة من الناس أن الحل السحري لكل هذه الأزمات،بل ولأزمات العالم أيضاً،هو إنشاء "إمارة إسلامية"ولا يهم مضمون هذا الشئ ،ولا يهم أن يتوفر فيها الحد الأدنى الذي يقتضيه العقل من أرض وسيادة وحدود وقوة وأموال جعلها الله لنا قياماً ،المهم فقط أن يكون اسمها "إمارة إسلامية"،وأن يكون هناك أمير ومأمورون يبايعون على السمع والطاعة ،والحق يقال لا بد أيضاً من توفر عدد من قطع الكلاشنكوف والآربيجي لإعلان الجهاد،وإقامة الحدود،وقتال الكفار أصحاب الآراء المخالفة حتى وإن كان هؤلاء الكفار يصلون ويصومون وربهم يوحدون.




وما دمنا نعيش في عالم الأوهام والأحلام فإنه يكفي لإقامة هذه الإمارة أن يرى أميرها حلماً في منامه بأن مجموعة من الكلاب كانت تحيط بيته فإذا بنور قوي يأتي من الغرب فتهرب منه وينتصر عليها،فتشحذ عزيمته لإعلان هذه الإمارة بوحي هذا الحلم،وهذا ليس على سبيل التهكم والسحرية بل ذكره صراحة في خطبته الشهيرة.




وفي واقع الجهل والإحباط الذي يعيشه الشباب الملتزم يكفي لدغدغة عواطفهم وإشعال حماستهم أن يرفع شعار تطبيق الشريعة،دون أن يفقهوا ما هي الشريعة وماذا يعني تطبيقها، ولا يهمهم في سبيل الإعلان عن هذه الإمارة أن يقتل الآلاف وتشتعل الفتنة ،دون أن يفقهوا ديناً ولا واقعاً ولا سياسةً، فالشريعة عندهم هي إقامة الحدود وحسب مع أن إقامة الحدود هي المرحلة الأخيرة،وقبل إعلان الدولة الإسلامية لا بد من بناء المجتمع الإسلامي الذي يقيم الإسلام في تعاملاته بدافع ذاتي..




وخطورة هذا النوع من الفكر أن أصحابه لا يؤمنون بإمكانية تعدد الآراء واختلاف الاجتهادات،وأن رأيهم يحتمل الخطأ ورأي غيرهم يحتمل الصواب،ولكنهم يؤمنون بأن آراءهم هي الحق الذي ليس بعده إلا الضلال،وأن كل من لا يتبع طريقتهم فهو ضال ومرتد،وليس من حق أحد أن يكون له اجتهاده في فهم بعض جوانب الإسلام غير اجتهادهم.وبذلك يصعب إقناعهم،وإعادتهم إلى الصواب فهم متعصبون لآرائهم ولا يخطر ببالهم احتمال أن يكونوا على خطأ فلا يزدادون إلا ضلالاً..




وأخطر ما في أفكارهم هو استحلال دماء المخالفين واستسهال قتلهم،وفي الحديث الشريف:"لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"،وحين يقتلون المسلمين لا يشعرون بلوم النفس،وأحدهم مستعد لتفجير نفسه في المسلمين وهو يظن أن الجنة في انتظاره والحور العين تتحرق اشتياقاً للقائه "ألا ذلك هو الضلال البعيد"..




وهذه الظاهرة التي نكتوي بنيرانها في غزة والعراق والصومال وأفغانستان ليست بدعاً من التاريخ،فلقد عرف التاريخ الإسلامي منذ فجره الأول فرقة أطلق عليها اسم "الخوارج"،واللافت أن هذه الطائفة لم يكن ينقصها التدين ،بل إنهم فاقوا الصحابة أنفسهم في هذا الجانب فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أوصافهم للصحابة فقال:"إن أحدكم ليحقر صلاته إلى صلاتهم،وقراءته إلى قراءتهم" ،وتروي السير من أخبارهم أنهم كانوا يبللون الحصير بالدموع من شدة بكائهم في قيام الليل،ومع ذلك فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"،ومن نتحدث عنهم اليوم هم صورة طبق الأصل من هذه الفرقة ومشكلتهم جميعاً ليست في قلة العبادة ولكنها في قلة الفقه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم: (يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم)،وحين تكون العبادة بدون فقه فإنها لن تغني عن صاحبها وربما تقوده إلى المهالك.وهو ما حدث مع الخوارج الذين قادهم عدم وعيهم إلى تكفير علي بن أبي طالب واتهامه بأنه لا يحكم بشرع الله فخرجوا عليه وشقوا صف المسلمين وقتلوه.




ولا يعني حين نقارن هؤلاء الشباب المغرر بهم بالخوارج في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،أن حكومات اليوم في مقام علي،فهي حكومات ظالمة ومجرمة وهي التي تتحمل الجزء الأكبر من مسئولية إفراز هذا الفكر المتطرف،ومحاربتها للفكر المعتدل هي التي تدفع الشباب للفكر المتطرف عملاً بالقانون الفيزيائي "لكل فعل رد فعل".

وهؤلاء التكفيريون وإن بغوا علينا فإن علينا أن ننظر لهم بعيون الرحمة والشفقة،ولا نتعامل معهم بعقلية الانتقام والقتل حتى لا نكون وإياهم سواء،فهم ضحايا غرقوا في مستنقع الجهل وعلينا أن نلقي لهم حبال النجاة وأن نصوبهم ونرشدهم بالتي هي أحسن ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً،والتعامل الأمني لا يحل المشكلة ولا ينبغي اللجوء إليه إلا كحل أخير اضطراراً وفي أضيق الحدود لأن طريق العنف والدماء لها بداية وليس لها نهاية،وهي تنمي بذور الكراهية والأحقاد والرعب،وليكن لنا في الإمام علي رضي الله عنه أسوة حسنة حين قال للخوارج "إن لكم علينا علينا ثلاثة حقوق،ألا نبدأكم بقتال،وألا نمنعكم مساجدكم وألا نمنعكم حقكم من بيت مال المسلمين".

إن الدماء التي سالت في رفح عزيزة حتى دماء أولئك الشباب المغرر بهم، والثقافة التي يربي عليها المجتمع مدانة في هذه الأحداث،فوجب العمل على تصحيح ثقافة الغلو والتطرف وإحلال ثقافة التسامح والحوار بدلاً عنها،وهذه مسئولية الدعاة والخطباء بأن يقتربوا أكثر من هؤلاء الشباب ويبصروهم ويصححوا مفاهيمهم،كما أن الحكومة مطالبة بدعم هذه الجهود التوعوية وهي مطالبة أيضاً بملء الفراغ النفسي والفكري في حياة هؤلاء الشباب بإيجاد مشاريع توجه طاقاتهم في اتجاه صحيح يخدم الدين وينفع البشرية حتى لا نفجع بمزيد من الضحايا والمآسي..

من طرابلس
08-17-2009, 03:12 PM
مقال جميل وأوافقالكاتب أنهم جهلة مغرر بهم ولكن في حال حمل السلاح واستعمال العنف ما العمل؟

أبو طه
08-17-2009, 03:15 PM
مقال جميل وأوافقالكاتب أنهم جهلة مغرر بهم ولكن في حال حمل السلاح واستعمال العنف ما العمل؟

الجواب في آخر المقال:

والتعامل الأمني لا يحل المشكلة ولا ينبغي اللجوء إليه إلا كحل أخير اضطراراً وفي أضيق الحدود لأن طريق العنف والدماء لها بداية وليس لها نهاية،وهي تنمي بذور الكراهية والأحقاد والرعب،وليكن لنا في الإمام علي رضي الله عنه أسوة حسنة حين قال للخوارج "إن لكم علينا علينا ثلاثة حقوق،ألا نبدأكم بقتال،وألا نمنعكم مساجدكم وألا نمنعكم حقكم من بيت مال المسلمين

الزبير الطرابلسي
08-17-2009, 03:31 PM
ان الشباب المؤمن الذي استشهد اخيرا سوف يحاججكم امام الله
انت ايها المسمى ابن طرابلس الذي ظهر فيك وبشكل جلي وواضح قبولك بالاحكام الوضعية
وانت ايها المسمى ابو طه الذي لم يسبق ورأيت انك تشارك في هذا المنتدى بشكل كبير كما وانت تشارك الان مشاركتك هذه لأنك رأيت ان هناك مواضيع دسمة تنتقص من المجاهدين وترفع من شأن العلمانيين
الا حشرك الله انت وابن الجماعة الديمقراطية الفاسقة في زمرة حماس وقادتها الخونة

أبو طه
08-17-2009, 04:03 PM
ان الشباب المؤمن الذي استشهد اخيرا سوف يحاججكم امام الله
انت ايها المسمى ابن طرابلس الذي ظهر فيك وبشكل جلي وواضح قبولك بالاحكام الوضعية
وانت ايها المسمى ابو طه الذي لم يسبق ورأيت انك تشارك في هذا المنتدى بشكل كبير كما وانت تشارك الان مشاركتك هذه لأنك رأيت ان هناك مواضيع دسمة تنتقص من المجاهدين وترفع من شأن العلمانيين
الا حشرك الله انت وابن الجماعة الديمقراطية الفاسقة في زمرة حماس وقادتها الخونة

لم أعلم بأنك مشرف هنا ولك صلاحية حد عدد المشاركات..
ولكن من الجيد أنك تقرأ ما أكتب عسى الله ان ينير بصيرتك.
صدقت فأنا كنت مشغولا جدا في الفترة السابقة وقد انقطعت عن الكتابة هنا،
ولكن لحظك السيء فأنا كنت من أكثر الناس كتابة هنا عند تسجيلي ويبدو أنني سأعود لذلك.
بالمناسبة، أنا رجعت للكتابة قبل أحداث غزة بفترة بسيطة، ألم اقل لك إن حظك سيء؟ :)

نصيحة لوجه الله، اقرأ الكلام بتجرد ولا تتخلق بأخلاق الخوارج.

اللهم احشرني وقادة حماس وجميع مجاهدي المسلمين مع حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.

عبد الودود
08-17-2009, 04:21 PM
إتق الله أيها الرجل , وماسبب نقلك للموضوع أتريد أن تلبس على الناس في أن من مات في أحداث غزة الأخيرة خوارج , والله إنك لأفاك أثيم إذا كان القصد منك الربط بين أهل التوحيد وهذا الموضوع .
فمن مات من أبناء غزة في مسجد بن تيمية خيرمني ومنك ومن قادة حماس في صعيد واح , حاشا الشيخ ياسين وعبد العزيز الرنتيسي رحمه الله.
وإمام المسجد منذ 16 سنة وهو إمام ’فلاداعي للمزايدة على علمه ومنزلته .
رحم الله موتى المسلمين .

أبو طه
08-17-2009, 04:22 PM
إتق الله أيها الرجل , وماسبب نقلك للموضوع أتريد أن تلبس على الناس في أن من مات في أحداث غزة الأخيرة خوارج , والله إنك لأفاك أثيم إذا كان القصد منك الربط بين أهل التوحيد وهذا الموضوع .
فمن مات من أبناء غزة في مسجد بن تيمية خيرمني ومنك ومن قادة حماس في صعيد واح , حاشا الشيخ ياسين وعبد العزيز الرنتيسي رحمه الله.
وإمام المسجد منذ 16 سنة وهو إمام ’فلاداعي للمزايدة على علمه ومنزلته .
رحم الله موتى المسلمين .

أنا أتبنى حرفيا ما جاء في هذه المقالة.
فإن كان عندك اعتراض بدليل فات به وإلا فلا تتفلسف

الزبير الطرابلسي
08-17-2009, 04:46 PM
أنا أتبنى حرفيا ما جاء في هذه المقالة.
فإن كان عندك اعتراض بدليل فات به وإلا فلا تتفلسف
ان كان هذا ما تعتقد فلا نصر لنا بوجود أمثالك
فيجب القضاء على فكركم العفن ومن ثم الالتفات الى العدو الخارجي فانتم العدو الداخلي وخطركم اكبر وأشد

الزبير الطرابلسي
08-17-2009, 04:47 PM
على فكرة الى الان لم تأتنا بدليل واضح على جواز ما فعلت الحركة المنافقة حماس
الى الان انت تتكلم عواطف وفلسفة
هداك الله واصلح بالك

أبو طه
08-17-2009, 04:49 PM
على فكرة الى الان لم تأتنا بدليل واضح على جواز ما فعلت الحركة المنافقة حماس
الى الان انت تتكلم عواطف وفلسفة
هداك الله واصلح بالك

يا حبيب،
ظننت أنك قرأت مشاركاتي ولكن يبدو أنك لم تفعل.
أستحلفك بالله العظيم، هل عندك رغبة جادة في نقاش موضوعي أم لا؟

الزبير الطرابلسي
08-17-2009, 04:53 PM
يا حبيب،
ظننت أنك قرأت مشاركاتي ولكن يبدو أنك لم تفعل.
أستحلفك بالله العظيم، هل عندك رغبة جادة في نقاش موضوعي أم لا؟
اخي انا اريد النقاش في ظل القرأن ولا تأتيني بمقالات من هنا وهناك
ان كنت تملك الدليل الشرعي والواضح وضوح الشمس في كبد السماء فقدمه
وان كنت لا تملك فاصمت فانه خير لك

أبو طه
08-17-2009, 04:55 PM
اخي انا اريد النقاش في ظل القرأن ولا تأتيني بمقالات من هنا وهناك
ان كنت تملك الدليل الشرعي والواضح وضوح الشمس في كبد السماء فقدمه
وان كنت لا تملك فاصمت فانه خير لك

وأنا أرضى بالدليل فقط.
هل عندك رغبة في النقاش بتجرد وبالدليل الشرعي؟
كن صادقا مع نفسك.

مقاوم
08-17-2009, 05:13 PM
المقال له وعليه وانحياز الكاتب واضح.

لكن أين حماس مما جاء هنا علما بأنهم غير تكفيريين:
وهؤلاء التكفيريون وإن بغوا علينا فإن علينا أن ننظر لهم بعيون الرحمة والشفقة،ولانتعامل معهم بعقلية الانتقام والقتل حتى لا نكون وإياهم سواء،فهم ضحايا غرقوا فيمستنقع الجهل وعلينا أن نلقي لهم حبال النجاة وأن نصوبهم ونرشدهم بالتي هي أحسن مااستطعنا إلى ذلك سبيلاً،والتعامل الأمني لا يحل المشكلة ولا ينبغي اللجوء إليه إلاكحل أخير اضطراراً وفي أضيق الحدود لأن طريق العنف والدماء لها بداية وليس لهانهاية،وهي تنمي بذور الكراهية والأحقاد والرعب،وليكن لنا في الإمام علي رضي اللهعنه أسوة حسنة حين قال للخوارج "إن لكم علينا علينا ثلاثة حقوق،ألا نبدأكم بقتال،وألا نمنعكم مساجدكم وألا نمنعكم حقكم من بيت مال المسلمين".

أبو طه
08-17-2009, 05:19 PM
المقال له وعليه وانحياز الكاتب واضح.

لكن أين حماس مما جاء هنا علما بأنهم غير تكفيريين:
وهؤلاء التكفيريون وإن بغوا علينا فإن علينا أن ننظر لهم بعيون الرحمة والشفقة،ولانتعامل معهم بعقلية الانتقام والقتل حتى لا نكون وإياهم سواء،فهم ضحايا غرقوا فيمستنقع الجهل وعلينا أن نلقي لهم حبال النجاة وأن نصوبهم ونرشدهم بالتي هي أحسن مااستطعنا إلى ذلك سبيلاً،والتعامل الأمني لا يحل المشكلة ولا ينبغي اللجوء إليه إلاكحل أخير اضطراراً وفي أضيق الحدود لأن طريق العنف والدماء لها بداية وليس لهانهاية،وهي تنمي بذور الكراهية والأحقاد والرعب،وليكن لنا في الإمام علي رضي اللهعنه أسوة حسنة حين قال للخوارج "إن لكم علينا علينا ثلاثة حقوق،ألا نبدأكمبقتال،وألا نمنعكم مساجدكم وألا نمنعكم حقكم من بيت مال المسلمين".

فعلا هذه النقطة إشكالية مهمة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل بذلت حماس جهدها في الحل السلمي حتى لم يبق لها إلا السلاح؟
أنا مع أخي فاروق في أن حماس قد قصرت في توضيح المشكلة منذ بدايتها.
ولكن كلام أبي النور في خطبة الجمعة يشهد لها.
بمعنى آخر، إن صدقت حماس في تبريرها بأن جماعة المقدسي قد غدروا بالقائد محمود الشمالي رحمه الله، وبدأت الاشتباك أفلا تكون معذورة؟

ولو كان الأمر مذلك، فما هو الحل المقبول برأيك لهذه الأزمة، ولا تقل لي كن عبد الله المقتول.

طرابلسي
08-17-2009, 07:09 PM
أحقد وأبشع مقال قرأته يدلس صاحبه ويفتري
قال قيم قال !!هه




الخوارج الجدد

أحمد أبورتيمة


مع الرياح القادمة من الصومال والعراق وأفغانستان،وصل فكر التطرف والغلو إلى أرض غزة المثخنة بالجراح ليضيف مأساة جديدة إلى مآسي أهلها ومصائبهم وكأن ما فيها لا يكفيها.في آية بينة على عمق الأزمة التي تعيشها الأمة ،وحين ابتعدت الأمة عن طريق الهداية وتخلت عن مسئولية الشهود الحضاري التي أوكلها الله عليها (لتكونوا شهداء على الناس)،ولم يعد لديها مشروع تفيد به نفسها والعالم شغلها الله بنفسها فألبسهم شيعاً وأذاق بعضهم بأس بعض،وهكذا هي سنة الحياة من لم يشغل نفسه بمعالي الأمور شغلته هي بالتوافه منها.

إن فكر التطرف الذي تدعيه منبعه من كتاب الله وسنة النبي بأنه لا انصاف حلول بين الكفر والإيمان وبين الطاغوت وربنا الديان وإن أصحاب الفكر المتطرف الذي تنعتهم به هم المخاطبون بالشهداء عليكم كيف أنكم ميعتم عقيدة الولاء والبراء حتى أمسى بنظركم الباطل حقا والحق باطل .. ساء ما تحكمون




ما حدث في رفح ليس إلا مثالاً واحداً على حالة الفراغ الفكري والنفسي القاتل الذي تعيشه هذه الأمة بمختلف شرائحها إلا من رحم ربك وقليل ما هم،فواقع الأزمات والبطالة يوفر البيئة الملائمة لتفريخ أفكار الجهل والتطرف والتعصب والانسلاخ من العقل ومن الفهم الصحيح للدين،والغرق في عالم الأوهام والأحلام والخيالات،في آلية تعويض نفسي لا شعورية للتغلب على إخفاقات الواقع والعجز عن تحقيق إنجاز مفيد .

بل واقع الحال في جميع البلاد الإسلامية مرده لقهر الشباب لما يرونه من حكامهم من الكفر البواح وهم يتوقون إلى تحكيم شرع رب العبادة فيحاربون
بالحديد والنار والسجون مكتظة بالموحدين الصادقين أمثالهم فقد عرف هؤلاء الشباب أنه لا عزة لهم إلا بالإسلام ولا يتحقق نصرا إلا بإعداد العدة بعد التوكل على الناصر المعين ولا أجد الجهل إلا في ذاك الصنف الوسطي بزعمهم مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يشترون بدينهم عرض قليل من هذه الدنيا الزائفة



في واقع الجهالة والبطالة الذي نغرق فيه يظن طائفة من الناس أن الحل السحري لكل هذه الأزمات،بل ولأزمات العالم أيضاً،هو إنشاء "إمارة إسلامية"ولا يهم مضمون هذا الشئ ،ولا يهم أن يتوفر فيها الحد الأدنى الذي يقتضيه العقل من أرض وسيادة وحدود وقوة وأموال جعلها الله لنا قياماً ،المهم فقط أن يكون اسمها "إمارة إسلامية"،وأن يكون هناك أمير ومأمورون يبايعون على السمع والطاعة ،والحق يقال لا بد أيضاً من توفر عدد من قطع الكلاشنكوف والآربيجي لإعلان الجهاد،وإقامة الحدود،وقتال الكفار أصحاب الآراء المخالفة حتى وإن كان هؤلاء الكفار يصلون ويصومون وربهم يوحدون.


وإن كنّا نختلف معهم في اجتهادهم هذا إلا أن قتلهم بهذه الطريقة ينم على حقد دفين لكل من يقول ربي الله حقا وخشية من سحب البساط من تحت أرجلهم واما تهكمك عليهم بنعتهم لاخوانهم بالكفار فلا أخالك سوى بغبغاء تردد حجج المعتدين اثبت العرش ثم انقش




وما دمنا نعيش في عالم الأوهام والأحلام فإنه يكفي لإقامة هذه الإمارة أن يرى أميرها حلماً في منامه بأن مجموعة من الكلاب كانت تحيط بيته فإذا بنور قوي يأتي من الغرب فتهرب منه وينتصر عليها،فتشحذ عزيمته لإعلان هذه الإمارة بوحي هذا الحلم،وهذا ليس على سبيل التهكم والسحرية بل ذكره صراحة في خطبته الشهيرة.

إن ذكر مثل ذلك وصراحة للاستئناس فقط وإلا فهذا هنية وغيره من قادة حماس ذكروا منامات وبنوا عليها أحكاما وما علق أحد على مثل ما علقت عليه حضرتك بهذه السخرية التي تنفيها بعد إثباتها.... ما لكم كيف تحكمون




وفي واقع الجهل والإحباط الذي يعيشه الشباب الملتزم يكفي لدغدغة عواطفهم وإشعال حماستهم أن يرفع شعار تطبيق الشريعة،دون أن يفقهوا ما هي الشريعة وماذا يعني تطبيقها، ولا يهمهم في سبيل الإعلان عن هذه الإمارة أن يقتل الآلاف وتشتعل الفتنة ،دون أن يفقهوا ديناً ولا واقعاً ولا سياسةً، فالشريعة عندهم هي إقامة الحدود وحسب مع أن إقامة الحدود هي المرحلة الأخيرة،وقبل إعلان الدولة الإسلامية لا بد من بناء المجتمع الإسلامي الذي يقيم الإسلام في تعاملاته بدافع ذاتي..

قد نوافقك في هذه لو لم يكن بينهم فقهاء يعلمونهم أحكام الله وقد يجتهد العالم ويخطيء بتحقيق المناط فأين علماء حماس لتأخذ على يديه وتبين له المناط الصحيح بدليل قوي يلزمه أمام الله وامام مريديه بدلا من البي سفن والكلاشنكوف الذي فعل بهم أفاعليه




وخطورة هذا النوع من الفكر أن أصحابه لا يؤمنون بإمكانية تعدد الآراء واختلاف الاجتهادات،وأن رأيهم يحتمل الخطأ ورأي غيرهم يحتمل الصواب،ولكنهم يؤمنون بأن آراءهم هي الحق الذي ليس بعده إلا الضلال،وأن كل من لا يتبع طريقتهم فهو ضال ومرتد،وليس من حق أحد أن يكون له اجتهاده في فهم بعض جوانب الإسلام غير اجتهادهم.وبذلك يصعب إقناعهم،وإعادتهم إلى الصواب فهم متعصبون لآرائهم ولا يخطر ببالهم احتمال أن يكونوا على خطأ فلا يزدادون إلا ضلالاً..

بل كذبت ورب الكعبة فإن رأيت شخصا أو اكثر لا يقتنع فلا تنزل حكمك على العامة فلكل قاعدة شوازها فإن قاريء القرءان والمتفقه بسنة النبي يعلم يقينا ما هي الآراء المعتبرة والسقيم منها فلا تضعن الضلال في طريق تلك الفتية بل صف نفسك بهذه التهمة المشينة فلاأحد معصوم وقد يخطيء البعض ولكن لا يحكم عليهم بالضلال من خلال اجتهاد تبنوه ولم يجدوا من يبين لهم خطأهم بهذا الاستدلال فأين فقهاء البرلمانات التي لديكم ؟




وأخطر ما في أفكارهم هو استحلال دماء المخالفين واستسهال قتلهم،وفي الحديث الشريف:"لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"،وحين يقتلون المسلمين لا يشعرون بلوم النفس،وأحدهم مستعد لتفجير نفسه في المسلمين وهو يظن أن الجنة في انتظاره والحور العين تتحرق اشتياقاً للقائه "ألا ذلك هو الضلال البعيد"..

بل إسأل حماس قبل غيرهم لما استحللتم واستخففتم بدماء اخوانكم فقد أصبتم دما حراما كان بإمكانكم تجنبه بدلا من الولوغ فيه وكأنكم تقاتلون يهود لتنالوا الحور




وهذه الظاهرة التي نكتوي بنيرانها في غزة والعراق والصومال وأفغانستان ليست بدعاً من التاريخ،فلقد عرف التاريخ الإسلامي منذ فجره الأول فرقة أطلق عليها اسم "الخوارج"،واللافت أن هذه الطائفة لم يكن ينقصها التدين ،بل إنهم فاقوا الصحابة أنفسهم في هذا الجانب فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أوصافهم للصحابة فقال:"إن أحدكم ليحقر صلاته إلى صلاتهم،وقراءته إلى قراءتهم" ،وتروي السير من أخبارهم أنهم كانوا يبللون الحصير بالدموع من شدة بكائهم في قيام الليل،ومع ذلك فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"،ومن نتحدث عنهم اليوم هم صورة طبق الأصل من هذه الفرقة ومشكلتهم جميعاً ليست في قلة العبادة ولكنها في قلة الفقه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم: (يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم)،وحين تكون العبادة بدون فقه فإنها لن تغني عن صاحبها وربما تقوده إلى المهالك.وهو ما حدث مع الخوارج الذين قادهم عدم وعيهم إلى تكفير علي بن أبي طالب واتهامه بأنه لا يحكم بشرع الله فخرجوا عليه وشقوا صف المسلمين وقتلوه.


بل الخارجي الأول هو من خرج على ولي امره عباس أي حماس هذا من الناحية المنطقية
ومن خرج على الخارجي ياتي بالمرحلة اللاحقة أي أنصار الله وهذا من الناحية المنطقية ..فكيف أجازت حماس لنفسها بالخروج عن ولي امرها بأدلة شرعية " مرتد" وقد صدقت ومنعت ذلك عن أنصار الله الذين يعتبرون حماس لا يحكمون بشرع الله ( ولم يكفروهم كما يدعي البعض )حتى تكون الولاية عليهم ملزمة شرعا أم الكرسي غرار يجعل الادلة مطاطة " خروج على ولي الأمر " زعموا




ولا يعني حين نقارن هؤلاء الشباب المغرر بهم بالخوارج في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،أن حكومات اليوم في مقام علي،فهي حكومات ظالمة ومجرمة وهي التي تتحمل الجزء الأكبر من مسئولية إفراز هذا الفكر المتطرف،ومحاربتها للفكر المعتدل هي التي تدفع الشباب للفكر المتطرف عملاً بالقانون الفيزيائي "لكل فعل رد فعل".

وهؤلاء التكفيريون وإن بغوا علينا فإن علينا أن ننظر لهم بعيون الرحمة والشفقة،ولا نتعامل معهم بعقلية الانتقام والقتل حتى لا نكون وإياهم سواء،فهم ضحايا غرقوا في مستنقع الجهل وعلينا أن نلقي لهم حبال النجاة وأن نصوبهم ونرشدهم بالتي هي أحسن ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً،والتعامل الأمني لا يحل المشكلة ولا ينبغي اللجوء إليه إلا كحل أخير اضطراراً وفي أضيق الحدود لأن طريق العنف والدماء لها بداية وليس لها نهاية،وهي تنمي بذور الكراهية والأحقاد والرعب،وليكن لنا في الإمام علي رضي الله عنه أسوة حسنة حين قال للخوارج "إن لكم علينا علينا ثلاثة حقوق،ألا نبدأكم بقتال،وألا نمنعكم مساجدكم وألا نمنعكم حقكم من بيت مال المسلمين".

يا حنون !!!!!!!!!!!!!

إن الدماء التي سالت في رفح عزيزة حتى دماء أولئك الشباب المغرر بهم، والثقافة التي يربي عليها المجتمع مدانة في هذه الأحداث،فوجب العمل على تصحيح ثقافة الغلو والتطرف وإحلال ثقافة التسامح والحوار بدلاً عنها،وهذه مسئولية الدعاة والخطباء بأن يقتربوا أكثر من هؤلاء الشباب ويبصروهم ويصححوا مفاهيمهم،كما أن الحكومة مطالبة بدعم هذه الجهود التوعوية وهي مطالبة أيضاً بملء الفراغ النفسي والفكري في حياة هؤلاء الشباب بإيجاد مشاريع توجه طاقاتهم في اتجاه صحيح يخدم الدين وينفع البشرية حتى لا نفجع بمزيد من الضحايا والمآسي..

بدأت تنصف في ختام كلامك المنحاز أحيانا والمتهكم أحيانا أخرى فهل قلت لربيبتك حماس بأن تطلق سراح المعتقلين وألا تقوم بتصفيتهم خلف الكواليس

علي سليم
08-17-2009, 07:15 PM
أوجّه نصحية للأخ أبو طه و الله من وراء القصد...
اراه تعصف به العواطف يمنة و يسرى ثم التعصب لفئة دون الأخرى و يلوي النصوص بتوافق أفعال فئته الذي انتسب مدافعا عنها...
و هذا ليس ديدن المؤمن الذي يدو مع الحق حيثما دار...فليزم المسلم ان يقوّم الفرق من خلال النصوص الشرعية و هذا ما لم اجده من الاخ ابو طه و ذه من أخطر الزلات التي تواجه الانسان ...
فارجو منه اعادة النظر فيما دونته أنامله و الاّ فستشهد جوارحه عليه يوم يتمناها تشهد له...

أبو طه
08-17-2009, 07:17 PM
أوجّه نصحية للأخ أبو طه و الله من وراء القصد...
اراه تعصف به العواطف يمنة و يسرى ثم التعصب لفئة دون الأخرى و يلوي النصوص بتوافق أفعال فئته الذي انتسب مدافعا عنها...
و هذا ليس ديدن المؤمن الذي يدو مع الحق حيثما دار...فليزم المسلم ان يقوّم الفرق من خلال النصوص الشرعية و هذا ما لم اجده من الاخ ابو طه و ذه من أخطر الزلات التي تواجه الانسان ...
فارجو منه اعادة النظر فيما دونته أنامله و الاّ فستشهد جوارحه عليه يوم يتمناها تشهد له...

مشكور على النصيحة يا غالي.
بين لي مكمن الخطأ لو تكرمت.