من خير امه
08-08-2009, 07:31 AM
جدي العزيز
عشت معك أياما لا تُنسى
عرفت فيها كيف كانت حياتكم , ووفائكم , وتعاونكم
وتمنيت أني عشت معكم تلك الفترة
لا هروبا من النعيم المادي لهذا الزمان
بل من فقره الروحي , وهو أشد وطأة .
جدي الحبيب :
تعيش أمتنا في تشرذم وهوان
لا بسبب الأعداء في الخارج , والعملاء في الداخل بل بسببنا نحن الذين تركنا كتاب الله جريا خلف أعداءه .. فهل رأيت أسوأ حالا ممن يكون فعله كهذا ؟؟
أصبح من يريد فعل الخير قولا أو فعلا خائفٌ وجلٌ , فقد تنشر عنه فرية , أو تلصق به تهمة , يهوي بها في مهاوٍ بعيدة العمق والمدى .. ثم لا يسأل عنه الناس إلا خلسة .. إن سألوا ..
هل تصدق يا جدي أني ذات مرة رأيت رجلا عند إشارة ضوئية رأى طفلا بجوار الإشارة أظهر كأنه مريضا يتألم ويتأوه , فلما ترجل الرجل لإنقاذه إذا بمجموعة من الشباب ينقضون عليه ليضربوه ويسرقوا ما حواه جيبه وسيارته , و أثناء ضربه يصرخون : ياحرامي .. يا ...يا ... تبغى تخطف الولد يا سافل .. ثم ذهبوا بما سرقوه ومعهم صغيرهم (الممثل ) , وبقي فاعل الخير بحسرته وتهمته ؟؟
آآه يا جدي
حياتنا فيها الكثير من المخلصين والصالحين المصلحين , لكن التهم باتت تطالهم
حياتنا فيها الكثير من الشباب المكافحين الصالحين ..
كم من شاب يطير من مدينة لأخرى برا وجوا بحثا عن وظيفة يعف بها نفسه .. ويبني بها عُشه..
كم من شاب يقف بسيارته القديمة على الطرقات في الحر والقر ليبيع بطيخا أو تمرا أو فاكهة
كم من شاب يعيش بكلية واحدة بعد أن تبرع بالأخرى لأهله أو لبعض المحتاجين
كم من شاب سهر الليالي وحصد أعلى الدرجات وفاز بمراكز متقدمة في المسابقات العالمية فلم يؤبه به
كم من شباب صالحين يسيرون إلى حلق التحفيظ ويحضرون الدروس والمحاضرات ولا نرى لهم ذكرا , بل ليتهم يسلمون من التهم التي تلحق بالمراكز الصيفية
كم من شاب يقضي وقتا طويلا في الدعوة إلى الله متنقلا بين القرى والهجر..... كم من شاب ينفق ماله - رغم الحاجة والفاقة - لنصرة الإسلام والمسلمين..
كم .. وكم .. وكم ..
كل أولئك لا نسمع عنهم إلا قليلا بل أقل من القليل
صور مشرقة .. تملأ العيون دمعا عند السماع بها ..
صورٌ متلألئة يقشعر الجلد عند سماعها
صورٌ كان يفترض أن تملأ بها صحفنا وتلفازنا
لكن ماذا ترى يا جدي ..وماذا أرى
ليس في الحياة فهي مملوءة بقصص الأخيار
لكن ماذا ترى في تلفازنا .؟
شباب .. ضائع .. راقص .. ناعم ..
سراويلهم تبدي سواءتهم لا من شدة ضيقها فقط , بل ومن شدة إرخائهم لها ..
شعورهم أصبحت كضفائر الحسناوات التي يتغزل بها الشعراء .. ثم يعتذرون أن ذلك سنة عن نبيهم ..
( وليت الأمر توقف على تلك الثلة بل بعض من نحسبه من أهل الخير والله حسيبه يطيل شعره قائلا أن ذلك سنة , فإذا ما ذهب إلى مكة معتمرا , قلنا له : فلتطبق سنة محمد وتحلق شعرك؟؟ فإذا به يفر منك فرارا ... فانكشف أمر اتباع السنة ..
جدي الحبيب
من يريد قول السوء , أصبح لا يردعه رادع , ولا يخشى أحدا , بل إنه لا ينال شهرة وتقديرا إلا عندما ينشر فسقه وفجوره ( وكفره ) على الملأ , ثم يتلقفه القوم ويطلقون عليه من الألقاب ما شاءوا
هذه الفئة
لا تحرص على نقل الصورة المشرقة لواقع مجتمعنا بل تصور واقعنا أنه ثلة من أولئك الشباب الساقطين الذين لايبحثون إلا عن الملذات والتوافه ..
أذكر جيدا ياجدي انك ترفض ذكر قصص الناقصين والناقصات في مجلسك وتنهر من يتحدث بها درءا لنشر السوء بين الناس , واحتراما للمجلس ..
أما اليوم فإن التلفاز أصبح لا يرى نجاح برامجه إلا عندما يعزف على أنغام السقوط إلى الهاوية .. حتى هوى بكثير من شبابنا فكثرة المساس تفقد الإحساس ..
رعاكم الله ياجدي
في مجلسكم يتصدر العاقل المجلس ويتحدث
وينصت الجاهل الذي غالبا يكون في أقصى المجلس ليستفيد مما يسمع
أما اليوم
فيتم إخراس العاقل لينطق الجاهل
انظر الصحف .. كيف تطاول السفهاء على العقلاء
وانظر يا جدي للتلفاز لترى الجهال الذين باتوا يتحدثون عن قضايا الأمة
ثم كرر النظر في القضايا التي يناقشونها ؟؟؟
لقد أصبحت أخشى الزواج لكثرة ما يناقشونه في فضائياتنا بشأنه ..
إذ يبدو ان الزواج والزواج فقط هو السلاح الذي سندمر به أعداء الدين , فأصبحنا نناقشه من جميع الزوايا حتى وصلنا سرير النوم ؟؟
جدي
أعيتني العبارة ولا أجد وصفا لما يقدمه ويقوله أولئك القوم إلا وصفك لقصائدي التي أنظمها لأعارض بها بعض ما تخبرني به : إنها خيق بيق ...
فحياة بعض الناس .. وبرامج بعض الناس
هي وبكل فخر :
خيق بيق
لا أقول ختاما يا جدي إلا ما قاله الله تعالى على لسان الجن
( وأنا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )
متعك الله بالصحة والعافية .. وجمعنا بك على دروب الخير
غفر الله لكاتبه
عشت معك أياما لا تُنسى
عرفت فيها كيف كانت حياتكم , ووفائكم , وتعاونكم
وتمنيت أني عشت معكم تلك الفترة
لا هروبا من النعيم المادي لهذا الزمان
بل من فقره الروحي , وهو أشد وطأة .
جدي الحبيب :
تعيش أمتنا في تشرذم وهوان
لا بسبب الأعداء في الخارج , والعملاء في الداخل بل بسببنا نحن الذين تركنا كتاب الله جريا خلف أعداءه .. فهل رأيت أسوأ حالا ممن يكون فعله كهذا ؟؟
أصبح من يريد فعل الخير قولا أو فعلا خائفٌ وجلٌ , فقد تنشر عنه فرية , أو تلصق به تهمة , يهوي بها في مهاوٍ بعيدة العمق والمدى .. ثم لا يسأل عنه الناس إلا خلسة .. إن سألوا ..
هل تصدق يا جدي أني ذات مرة رأيت رجلا عند إشارة ضوئية رأى طفلا بجوار الإشارة أظهر كأنه مريضا يتألم ويتأوه , فلما ترجل الرجل لإنقاذه إذا بمجموعة من الشباب ينقضون عليه ليضربوه ويسرقوا ما حواه جيبه وسيارته , و أثناء ضربه يصرخون : ياحرامي .. يا ...يا ... تبغى تخطف الولد يا سافل .. ثم ذهبوا بما سرقوه ومعهم صغيرهم (الممثل ) , وبقي فاعل الخير بحسرته وتهمته ؟؟
آآه يا جدي
حياتنا فيها الكثير من المخلصين والصالحين المصلحين , لكن التهم باتت تطالهم
حياتنا فيها الكثير من الشباب المكافحين الصالحين ..
كم من شاب يطير من مدينة لأخرى برا وجوا بحثا عن وظيفة يعف بها نفسه .. ويبني بها عُشه..
كم من شاب يقف بسيارته القديمة على الطرقات في الحر والقر ليبيع بطيخا أو تمرا أو فاكهة
كم من شاب يعيش بكلية واحدة بعد أن تبرع بالأخرى لأهله أو لبعض المحتاجين
كم من شاب سهر الليالي وحصد أعلى الدرجات وفاز بمراكز متقدمة في المسابقات العالمية فلم يؤبه به
كم من شباب صالحين يسيرون إلى حلق التحفيظ ويحضرون الدروس والمحاضرات ولا نرى لهم ذكرا , بل ليتهم يسلمون من التهم التي تلحق بالمراكز الصيفية
كم من شاب يقضي وقتا طويلا في الدعوة إلى الله متنقلا بين القرى والهجر..... كم من شاب ينفق ماله - رغم الحاجة والفاقة - لنصرة الإسلام والمسلمين..
كم .. وكم .. وكم ..
كل أولئك لا نسمع عنهم إلا قليلا بل أقل من القليل
صور مشرقة .. تملأ العيون دمعا عند السماع بها ..
صورٌ متلألئة يقشعر الجلد عند سماعها
صورٌ كان يفترض أن تملأ بها صحفنا وتلفازنا
لكن ماذا ترى يا جدي ..وماذا أرى
ليس في الحياة فهي مملوءة بقصص الأخيار
لكن ماذا ترى في تلفازنا .؟
شباب .. ضائع .. راقص .. ناعم ..
سراويلهم تبدي سواءتهم لا من شدة ضيقها فقط , بل ومن شدة إرخائهم لها ..
شعورهم أصبحت كضفائر الحسناوات التي يتغزل بها الشعراء .. ثم يعتذرون أن ذلك سنة عن نبيهم ..
( وليت الأمر توقف على تلك الثلة بل بعض من نحسبه من أهل الخير والله حسيبه يطيل شعره قائلا أن ذلك سنة , فإذا ما ذهب إلى مكة معتمرا , قلنا له : فلتطبق سنة محمد وتحلق شعرك؟؟ فإذا به يفر منك فرارا ... فانكشف أمر اتباع السنة ..
جدي الحبيب
من يريد قول السوء , أصبح لا يردعه رادع , ولا يخشى أحدا , بل إنه لا ينال شهرة وتقديرا إلا عندما ينشر فسقه وفجوره ( وكفره ) على الملأ , ثم يتلقفه القوم ويطلقون عليه من الألقاب ما شاءوا
هذه الفئة
لا تحرص على نقل الصورة المشرقة لواقع مجتمعنا بل تصور واقعنا أنه ثلة من أولئك الشباب الساقطين الذين لايبحثون إلا عن الملذات والتوافه ..
أذكر جيدا ياجدي انك ترفض ذكر قصص الناقصين والناقصات في مجلسك وتنهر من يتحدث بها درءا لنشر السوء بين الناس , واحتراما للمجلس ..
أما اليوم فإن التلفاز أصبح لا يرى نجاح برامجه إلا عندما يعزف على أنغام السقوط إلى الهاوية .. حتى هوى بكثير من شبابنا فكثرة المساس تفقد الإحساس ..
رعاكم الله ياجدي
في مجلسكم يتصدر العاقل المجلس ويتحدث
وينصت الجاهل الذي غالبا يكون في أقصى المجلس ليستفيد مما يسمع
أما اليوم
فيتم إخراس العاقل لينطق الجاهل
انظر الصحف .. كيف تطاول السفهاء على العقلاء
وانظر يا جدي للتلفاز لترى الجهال الذين باتوا يتحدثون عن قضايا الأمة
ثم كرر النظر في القضايا التي يناقشونها ؟؟؟
لقد أصبحت أخشى الزواج لكثرة ما يناقشونه في فضائياتنا بشأنه ..
إذ يبدو ان الزواج والزواج فقط هو السلاح الذي سندمر به أعداء الدين , فأصبحنا نناقشه من جميع الزوايا حتى وصلنا سرير النوم ؟؟
جدي
أعيتني العبارة ولا أجد وصفا لما يقدمه ويقوله أولئك القوم إلا وصفك لقصائدي التي أنظمها لأعارض بها بعض ما تخبرني به : إنها خيق بيق ...
فحياة بعض الناس .. وبرامج بعض الناس
هي وبكل فخر :
خيق بيق
لا أقول ختاما يا جدي إلا ما قاله الله تعالى على لسان الجن
( وأنا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )
متعك الله بالصحة والعافية .. وجمعنا بك على دروب الخير
غفر الله لكاتبه