أم ورقة
08-07-2009, 06:06 AM
في عين العاصفة
رامي زريق
نسمع الكثير عن الاحتباس الحراري بينما نعرف القليل عنه. نعلم أنه قد يكون ناتجاً من ارتفاع نسب تركيز ثاني أوكسيد الكاربون وغيره من الغازات الناتجة من النشاطات الاقتصادية، ونعلم أن البلدان الغنية والصناعية مسؤولة عن أكثر هذه الانبعاثات. كما أننا نعلم أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى ارتفاع بدرجات الحرارة يتبعه ذوبان جليد الأقطاب وإغراق المدن الساحلية والجزر الصغيرة. وتشير التنبؤات أيضاً إلى ازدياد في مساحات الأراضي المصحرة وإلى انحسار مخزون المياه العذبة وانتشار الجفاف، ما سيؤدي إلى تفشي الأوبئة ووقوع المجاعات. ويبدو من مجمل التوقعات أن البلدان العربية ستكون في عين العاصفة وأن الكارثة آتية لا محالة.
في مقابل هذا السيناريو الكارثي (الذي قد يكون في غاية الواقعية)، هنالك عدد لا بأس به من العلماء والمحللين والمواطنين العاديين الذين ينكرون كل ما يتعلّق بالاحتباس الحراري، ذاهبين إلى حدّ إطلاق صفة «المؤامرة» على علم التغيّر المناخي.
يرفض هؤلاء كل برامج الاستعداد لما قد تحمله السنوات المقبلة من تحولات مناخية وطبيعية. وتدور بين الفريقين نقاشات حادّة تتخطّى أحياناً المجال الأكاديمي.
إلا أن كلّ هذا الجدال لا أهمية له. لا يهم إذا كان تغيّر المناخ واقعاً أم لا. ولا فائدة للدخول في نقاشات عقيمة عن الموضوع، لأننا نعلم أن هنالك جياعاً في العالم. ونعلم أننا نستنزف المياه الجوفية، وأن الغابات والمساحات الخضراء تكاد تختفي وأننا رهينة شركات عملاقة تسيطر على غذائنا، فيما لم نعد حتى ننتج البذور التي نزرعها. لهذه الأسباب، علينا أن ننتقل مباشرة من الجدل الأكاديمي حول المناخ، إلى العمل على إيجاد حلول واقعية تحفظ البيئة والموارد والعدالة الاجتماعية.
عدد الجمعة ٧ آب ٢٠٠٩
رامي زريق
نسمع الكثير عن الاحتباس الحراري بينما نعرف القليل عنه. نعلم أنه قد يكون ناتجاً من ارتفاع نسب تركيز ثاني أوكسيد الكاربون وغيره من الغازات الناتجة من النشاطات الاقتصادية، ونعلم أن البلدان الغنية والصناعية مسؤولة عن أكثر هذه الانبعاثات. كما أننا نعلم أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى ارتفاع بدرجات الحرارة يتبعه ذوبان جليد الأقطاب وإغراق المدن الساحلية والجزر الصغيرة. وتشير التنبؤات أيضاً إلى ازدياد في مساحات الأراضي المصحرة وإلى انحسار مخزون المياه العذبة وانتشار الجفاف، ما سيؤدي إلى تفشي الأوبئة ووقوع المجاعات. ويبدو من مجمل التوقعات أن البلدان العربية ستكون في عين العاصفة وأن الكارثة آتية لا محالة.
في مقابل هذا السيناريو الكارثي (الذي قد يكون في غاية الواقعية)، هنالك عدد لا بأس به من العلماء والمحللين والمواطنين العاديين الذين ينكرون كل ما يتعلّق بالاحتباس الحراري، ذاهبين إلى حدّ إطلاق صفة «المؤامرة» على علم التغيّر المناخي.
يرفض هؤلاء كل برامج الاستعداد لما قد تحمله السنوات المقبلة من تحولات مناخية وطبيعية. وتدور بين الفريقين نقاشات حادّة تتخطّى أحياناً المجال الأكاديمي.
إلا أن كلّ هذا الجدال لا أهمية له. لا يهم إذا كان تغيّر المناخ واقعاً أم لا. ولا فائدة للدخول في نقاشات عقيمة عن الموضوع، لأننا نعلم أن هنالك جياعاً في العالم. ونعلم أننا نستنزف المياه الجوفية، وأن الغابات والمساحات الخضراء تكاد تختفي وأننا رهينة شركات عملاقة تسيطر على غذائنا، فيما لم نعد حتى ننتج البذور التي نزرعها. لهذه الأسباب، علينا أن ننتقل مباشرة من الجدل الأكاديمي حول المناخ، إلى العمل على إيجاد حلول واقعية تحفظ البيئة والموارد والعدالة الاجتماعية.
عدد الجمعة ٧ آب ٢٠٠٩