من طرابلس
07-25-2009, 10:40 AM
مجمع الفقه الإسلامي يؤيد تأجيل الحج لبعض الفئات
وكالات - إسلام أون لاين.نت
مفتي مصر يدعو للالتزام بتوصيات الأطباءعواصم- أيد مجمع الفقه الإسلامي بجدة دعوات صدرت عن علماء بمصر والسعودية بتأجيل أداء الحج والعمرة هذا العام لكبار السن والأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، للحفاظ على حياتهم من خطر الإصابة بفيروس "إتش1 إن1" المعروف باسم إنفلونزا الخنازير خلال الزحام الشديد. وبالتزامن مع صدور بيان للمجمع بهذا الخصوص أعلن الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية أن من يخالف تعليمات وزراء الصحة العرب الذين أوصوا بتأجيل الحج لهذه الفئات هذا العام "آثم"، فيما طالب عدد آخر من علماء الأزهر الشريف بإلغاء الحج لجميع الناس من خارج السعودية.
وقال الدكتور عبد السلام العبادي، أمين مجمع الفقه الإسلامي، في بيان نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية الخميس: "إن الشريعة الإسلامية حرصت على حياة البشر ومنع كل ما يضر بصحتهم، فإذا صدر رأي طبي من المختصين يبين خطورة الحج على الصحة فالشرع يجب أن يمنعه؛ نظرا لأن الفقهاء يحترمون أهل الاختصاص.. وعلى هذا فالمجمع لا يمانع من تأجيل الحج والعمرة للمرضى وكبار السن".
وبخصوص إمكانية إصدار فتوى حاسمة بمنع حج الأطفال والحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض شديدة قال العبادي في البيان: "إن القضية تبقى مرهونة باجتهادات كل دولة، ونحن في المجمع الفقهي نهتم بهذه القضايا التي تحرص على حياة المسلمين، وعلى ضوء ما يستقر عليه الأطباء لا يمانع المجمع في إصدار فتوى بهذا الخصوص إذا اتفق العلماء والأطباء على ذلك".
وكان وزراء الصحة العرب اتفقوا مع ممثلين من منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع مشترك في القاهرة مساء الأربعاء 22-7-2009، على منع الأشخاص فوق 65 عاما ومن هم دون 12 عاما والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب والكبد والكلى من أداء فريضة الحج هذا العام تخوفا من المضاعفات السريعة والخطيرة التي ستلم بصحتهم إذا ما تعرضوا للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير.
مواقف متباينة
وأحدث قرار وزراء الصحة العرب ردود فعل متباينة بين العلماء في مصر، ففي حين أيده بعضهم تماما، رأي آخرون وجوب إلغاء موسم الحج كلية أو قصره على أهل السعودية، أو منع الفئات الضعيفة منه بشرط أن يتقدم الراغبون في الحج منهم بطلب السفر للحج إلى الشركات المختصة حتى لا يفوتهم ثواب النية.
ومن المؤيدين للقرار الدكتور علي جمعة الذي طالب جميع الجهات المسئولة بالالتزام بتوصيات وزراء الصحة ووضعها موضع التنفيذ، كما طالب من سيذهب إلى الحج أو العمرة بالالتزام التام بالتعليمات الصحية للحيلولة دون تفشي المرض.
وذهب المفتى إلى أبعد من ذلك بتأكيده أن عدم الالتزام بهذه التعليمات يعتبر "إثما"؛ لأن الشرع يفرض الالتزام بالتوجيهات الصحية أخذا بالقاعدة الصحية التي تقول "إن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع".
وسبق فتوى الدكتور جمعة تأييد شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد سيد طنطاوي، بتوصيات الوزراء العرب، مرحبا في ذلك بعدم التوصية بإلغاء موسم الحج بشكل كامل، وقصر المنع على الفئات الأكثر ضعفا في مقاومتها للمرض، وهي المرضى والأطفال وكبار السن والحوامل.
الإحصار الشرعي
عدد آخر من العلماء لم يرفض قرار وزراء الصحة العرب، ولكنهم قدموا اقتراحات إضافية منها توصية الدكتور عبد الفتاح الشيخ، رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، لمن ينوى الحج من الفئات الممنوعة على التقدم للشركة (إن كان مستطيعا ماديا)، فإن تم رفض طلبه فسوف يفوز بأجر الحج لأنه منع من أدائه، وهو ما يسمى شرعيا بـ(الإحصار الشرعي).
ولفت الشيخ إلى أن النية "يجب أن يرافقها العمل، وهو هنا التقدم لإحدى شركات السياحة، خاصة أن حج القرعة انتهى"، مشيرا إلى أن "الممنوع من الحج إن مر عام ووافته المنية، ستكتب له حجة، ولكن وفق الشرط السابق".
الدكتور عبد المعطى بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ذهب لأبعد من هذا بدعوته إلى تأجيل الحج هذا العام كلية، سواء للفئات التي قرر وزراء الصحة منعها أو غيرها، "على أساس أن الإسلام أوسع يسرا من هذا القرار وأكثر حرصا على الإنسان"، مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها"، وقال بيومي إن مجرد (السماع)، يعد دعوة لمنع دخول البلد.
وطالب بيومي بأن يقتصر الحج هذا العام على أهل مكة فقط، "لإحياء الشعيرة الدينية وتخفيف الزحام، وحفظ النفس الذي يعد من المقاصد الإسلامية".
واتفقت الدكتورة سعاد صالح، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقا بالأزهر، مع الرأي السابق، وقالت: "إن الأوجب تأجيل أو إلغاء الحج، لفقدان شروط الاستطاعة، حيث ورد في قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، واعتبرت أنه "للأسف فإن رجال الصحة ليست عندهم الشجاعة الكاملة لاتخاذ مثل هذا القرار"، فضلا عن تدخل "بيزنس" الحج في هذه القضية على حد تقديرها.
وتساءلت: "كيف يتم التوفيق بين فتوى مفتي السعودية بعدم دخول البلد التي بها وباء، وإقامة الحج هذا العام، مع الإعلان عن حالات عديدة من الإصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير؟!".
وفيما يتعلق بتطورات انتشار المرض في العالم والجهود الدولية لإنتاج لقاح للوقاية منه، قال جريجوري هارتل، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إن الفيروس "ينتشر الآن في نحو 160 دولة، وأنه تسبب في وفاة قرابة 800 شخص".
وأضاف هارتل أنه "يفترض أن يكون أول لقاح للمرض جاهزا في أوائل الخريف بنصف الكرة الشمالي.
وكانت منظمة الصحة العالمية وعدت بتقديم 150 مليون جرعة من لقاح تنتجه شركتين للأدوية إلى الدول النامية، وأنها تتفاوض مع منتجين آخرين من أجل توفير المزيد من الجرعات التي ستخصص للدول الأقل نموا.
وكالات - إسلام أون لاين.نت
مفتي مصر يدعو للالتزام بتوصيات الأطباءعواصم- أيد مجمع الفقه الإسلامي بجدة دعوات صدرت عن علماء بمصر والسعودية بتأجيل أداء الحج والعمرة هذا العام لكبار السن والأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، للحفاظ على حياتهم من خطر الإصابة بفيروس "إتش1 إن1" المعروف باسم إنفلونزا الخنازير خلال الزحام الشديد. وبالتزامن مع صدور بيان للمجمع بهذا الخصوص أعلن الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية أن من يخالف تعليمات وزراء الصحة العرب الذين أوصوا بتأجيل الحج لهذه الفئات هذا العام "آثم"، فيما طالب عدد آخر من علماء الأزهر الشريف بإلغاء الحج لجميع الناس من خارج السعودية.
وقال الدكتور عبد السلام العبادي، أمين مجمع الفقه الإسلامي، في بيان نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية الخميس: "إن الشريعة الإسلامية حرصت على حياة البشر ومنع كل ما يضر بصحتهم، فإذا صدر رأي طبي من المختصين يبين خطورة الحج على الصحة فالشرع يجب أن يمنعه؛ نظرا لأن الفقهاء يحترمون أهل الاختصاص.. وعلى هذا فالمجمع لا يمانع من تأجيل الحج والعمرة للمرضى وكبار السن".
وبخصوص إمكانية إصدار فتوى حاسمة بمنع حج الأطفال والحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض شديدة قال العبادي في البيان: "إن القضية تبقى مرهونة باجتهادات كل دولة، ونحن في المجمع الفقهي نهتم بهذه القضايا التي تحرص على حياة المسلمين، وعلى ضوء ما يستقر عليه الأطباء لا يمانع المجمع في إصدار فتوى بهذا الخصوص إذا اتفق العلماء والأطباء على ذلك".
وكان وزراء الصحة العرب اتفقوا مع ممثلين من منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع مشترك في القاهرة مساء الأربعاء 22-7-2009، على منع الأشخاص فوق 65 عاما ومن هم دون 12 عاما والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب والكبد والكلى من أداء فريضة الحج هذا العام تخوفا من المضاعفات السريعة والخطيرة التي ستلم بصحتهم إذا ما تعرضوا للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير.
مواقف متباينة
وأحدث قرار وزراء الصحة العرب ردود فعل متباينة بين العلماء في مصر، ففي حين أيده بعضهم تماما، رأي آخرون وجوب إلغاء موسم الحج كلية أو قصره على أهل السعودية، أو منع الفئات الضعيفة منه بشرط أن يتقدم الراغبون في الحج منهم بطلب السفر للحج إلى الشركات المختصة حتى لا يفوتهم ثواب النية.
ومن المؤيدين للقرار الدكتور علي جمعة الذي طالب جميع الجهات المسئولة بالالتزام بتوصيات وزراء الصحة ووضعها موضع التنفيذ، كما طالب من سيذهب إلى الحج أو العمرة بالالتزام التام بالتعليمات الصحية للحيلولة دون تفشي المرض.
وذهب المفتى إلى أبعد من ذلك بتأكيده أن عدم الالتزام بهذه التعليمات يعتبر "إثما"؛ لأن الشرع يفرض الالتزام بالتوجيهات الصحية أخذا بالقاعدة الصحية التي تقول "إن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع".
وسبق فتوى الدكتور جمعة تأييد شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد سيد طنطاوي، بتوصيات الوزراء العرب، مرحبا في ذلك بعدم التوصية بإلغاء موسم الحج بشكل كامل، وقصر المنع على الفئات الأكثر ضعفا في مقاومتها للمرض، وهي المرضى والأطفال وكبار السن والحوامل.
الإحصار الشرعي
عدد آخر من العلماء لم يرفض قرار وزراء الصحة العرب، ولكنهم قدموا اقتراحات إضافية منها توصية الدكتور عبد الفتاح الشيخ، رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، لمن ينوى الحج من الفئات الممنوعة على التقدم للشركة (إن كان مستطيعا ماديا)، فإن تم رفض طلبه فسوف يفوز بأجر الحج لأنه منع من أدائه، وهو ما يسمى شرعيا بـ(الإحصار الشرعي).
ولفت الشيخ إلى أن النية "يجب أن يرافقها العمل، وهو هنا التقدم لإحدى شركات السياحة، خاصة أن حج القرعة انتهى"، مشيرا إلى أن "الممنوع من الحج إن مر عام ووافته المنية، ستكتب له حجة، ولكن وفق الشرط السابق".
الدكتور عبد المعطى بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ذهب لأبعد من هذا بدعوته إلى تأجيل الحج هذا العام كلية، سواء للفئات التي قرر وزراء الصحة منعها أو غيرها، "على أساس أن الإسلام أوسع يسرا من هذا القرار وأكثر حرصا على الإنسان"، مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها"، وقال بيومي إن مجرد (السماع)، يعد دعوة لمنع دخول البلد.
وطالب بيومي بأن يقتصر الحج هذا العام على أهل مكة فقط، "لإحياء الشعيرة الدينية وتخفيف الزحام، وحفظ النفس الذي يعد من المقاصد الإسلامية".
واتفقت الدكتورة سعاد صالح، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقا بالأزهر، مع الرأي السابق، وقالت: "إن الأوجب تأجيل أو إلغاء الحج، لفقدان شروط الاستطاعة، حيث ورد في قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، واعتبرت أنه "للأسف فإن رجال الصحة ليست عندهم الشجاعة الكاملة لاتخاذ مثل هذا القرار"، فضلا عن تدخل "بيزنس" الحج في هذه القضية على حد تقديرها.
وتساءلت: "كيف يتم التوفيق بين فتوى مفتي السعودية بعدم دخول البلد التي بها وباء، وإقامة الحج هذا العام، مع الإعلان عن حالات عديدة من الإصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير؟!".
وفيما يتعلق بتطورات انتشار المرض في العالم والجهود الدولية لإنتاج لقاح للوقاية منه، قال جريجوري هارتل، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إن الفيروس "ينتشر الآن في نحو 160 دولة، وأنه تسبب في وفاة قرابة 800 شخص".
وأضاف هارتل أنه "يفترض أن يكون أول لقاح للمرض جاهزا في أوائل الخريف بنصف الكرة الشمالي.
وكانت منظمة الصحة العالمية وعدت بتقديم 150 مليون جرعة من لقاح تنتجه شركتين للأدوية إلى الدول النامية، وأنها تتفاوض مع منتجين آخرين من أجل توفير المزيد من الجرعات التي ستخصص للدول الأقل نموا.