عبد الله بوراي
07-20-2009, 02:25 AM
نسمع بعض النَّاس يقولون الأدب فضَّلوه على العلم، فما هو هذا الأدب المُفَضَّل على العلم؟ http://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gif
جاء في كتاب غذاء الألباب للسفاريني "ج 1 ص 24" أنَّ الأدب في اللغة الظَرْف وحُسْن التناول، يقال: أدُبَ كحَسُنَ فهو أديب، وجمعه أدباء، وأدَّبه علمه فتأدَّب، قاله في القاموس، وفي "المطلع" الأدب ـ بفتح الهمزة والدال ـ مصدر أدُِب الرجل ـ بكسر الدال ـ وضمها لغة ـ إذا صار أديبًا في خُلق أو علم، والخُلُق ـ بضم الخاء واللام ـ صورة الإنسان الباطنة، وبفتح الخاء صورته الظاهرة.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: الأدب استعمال ما يُحْمَد "قولاً وفعلاً، وعبَّر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق.
وقيل: الوقوف مع المستحسنات، وقيل: هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن هو دونك. انتهى.
وقال السهروردي: الناس على طبقات، أهل الدنيا وأهل الدين وأهل الخصوص، فأدب أهل الدنيا الفصاحة والبلاغة وتحصيل العلوم وأخبار الملوك وأشعار العرب، وأدب أهل الدين مع العلم رياضة النفس وتأديب الجوارح وتهذيب الطِّباع وحفظ الحدود وترك الشهوات وتجنُّب الشبهات. وأدب أهل الخصوص حِفْظُ القلوب ورعاية الأسرار واستواء السِّرِّ والعلانية.
وقال ابن فارس: الأدب دعاء الناس إلى الطعام، والمأدُبة الطعام لسبب أو غيره والآدب ـ بالمدِّ ـ الداعي، واشتقاق الأدب من ذلك كلِّه أمرٌ قد أُجمع على استحسانه، وفي الحديث "القرآن مأدُبةُ الله في الأرض" يعني مدعاته، شبه القرآن بصنيع صنعه الناس لهم فيه خير ومنافع، وفي العُرف ما دعا الخَلْق إلى المحامد ومكارم الأخلاق وتهذيبها.
يقول السفاريني: اعلم أن تعلُّم الآداب وحُسْنَ السَّمتِ والقَصَد والْحَيَاء والسَّير مطلوبٌ شَرعًا وعُرْفًا.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال "الهَدىُّ الصالح والسَّمت والاقتصاد جزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النُّبوة" وقال النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه ـ العلم ـ نظروا إلى سَمْته وصلاته وإلى حاله، ثم يأخذون عنه. قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : تأدَّبوا ثم تعلَّموا. وقال ابن عباس: اطلب الأدب فإنه زيادة في العقل ودليل المروءة، مُؤْنِسٌ في الوَحْدَة وصاحب في الغُرْبَة ومالٌ عند الْقِلَّة، رواه الأصبهاني في منتخبه.
وقال أبو عبد الله البلخي: أدبُ العلم أكثر من العِلْم. وقال الإمام عبد الله بن المبارك: لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يُزَيِّن علمه بالأدب. ذكره الحاكم في تاريخه، ويُروى عنه أيضًا أنه قال: طَلَبْتُ العلم فأصبتُ منه شيئًا، وطَلبتُ الأدبَ فإذا أهله قد بادوا. وقال بعض الحكماء: لا أدبَ إلا بعقلٍ، ولا عقلَ إلا بأدبٍ، وكان يُقال: العوْن لمن لا عونَ له الأدب. وقال الأحنف بن قيس: الأدب نورُ العقل، كما أن النار نورُ البصر.
وقال الحجاوي في شرحه يُقال: مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمسة حصون، الأول من ذهب، والثاني من فِضة، والثالث من حديد، والرابع من آجر ـ طوب أحمر ـ والخامس من لبن ـ طوب نئ ـ فما زال أهل الحِصْن متعاهدين حِصْن اللبن لا يطمع العَدُوُّ في الثاني، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحِصْنِ الثاني، ثُمَّ الثالث حتى تُخَرَّبَ الحصون كلها، فكذلك الإيمان في خمسة حصون: اليقين ثمَّ الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السُّنن ثم حفظ الآداب. فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه، وإذا ترك الآداب طَمِعَ الشيطان في السُّنن ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص ثم في اليقين.
* منقول
جاء في كتاب غذاء الألباب للسفاريني "ج 1 ص 24" أنَّ الأدب في اللغة الظَرْف وحُسْن التناول، يقال: أدُبَ كحَسُنَ فهو أديب، وجمعه أدباء، وأدَّبه علمه فتأدَّب، قاله في القاموس، وفي "المطلع" الأدب ـ بفتح الهمزة والدال ـ مصدر أدُِب الرجل ـ بكسر الدال ـ وضمها لغة ـ إذا صار أديبًا في خُلق أو علم، والخُلُق ـ بضم الخاء واللام ـ صورة الإنسان الباطنة، وبفتح الخاء صورته الظاهرة.
وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: الأدب استعمال ما يُحْمَد "قولاً وفعلاً، وعبَّر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق.
وقيل: الوقوف مع المستحسنات، وقيل: هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن هو دونك. انتهى.
وقال السهروردي: الناس على طبقات، أهل الدنيا وأهل الدين وأهل الخصوص، فأدب أهل الدنيا الفصاحة والبلاغة وتحصيل العلوم وأخبار الملوك وأشعار العرب، وأدب أهل الدين مع العلم رياضة النفس وتأديب الجوارح وتهذيب الطِّباع وحفظ الحدود وترك الشهوات وتجنُّب الشبهات. وأدب أهل الخصوص حِفْظُ القلوب ورعاية الأسرار واستواء السِّرِّ والعلانية.
وقال ابن فارس: الأدب دعاء الناس إلى الطعام، والمأدُبة الطعام لسبب أو غيره والآدب ـ بالمدِّ ـ الداعي، واشتقاق الأدب من ذلك كلِّه أمرٌ قد أُجمع على استحسانه، وفي الحديث "القرآن مأدُبةُ الله في الأرض" يعني مدعاته، شبه القرآن بصنيع صنعه الناس لهم فيه خير ومنافع، وفي العُرف ما دعا الخَلْق إلى المحامد ومكارم الأخلاق وتهذيبها.
يقول السفاريني: اعلم أن تعلُّم الآداب وحُسْنَ السَّمتِ والقَصَد والْحَيَاء والسَّير مطلوبٌ شَرعًا وعُرْفًا.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال "الهَدىُّ الصالح والسَّمت والاقتصاد جزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النُّبوة" وقال النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه ـ العلم ـ نظروا إلى سَمْته وصلاته وإلى حاله، ثم يأخذون عنه. قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : تأدَّبوا ثم تعلَّموا. وقال ابن عباس: اطلب الأدب فإنه زيادة في العقل ودليل المروءة، مُؤْنِسٌ في الوَحْدَة وصاحب في الغُرْبَة ومالٌ عند الْقِلَّة، رواه الأصبهاني في منتخبه.
وقال أبو عبد الله البلخي: أدبُ العلم أكثر من العِلْم. وقال الإمام عبد الله بن المبارك: لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يُزَيِّن علمه بالأدب. ذكره الحاكم في تاريخه، ويُروى عنه أيضًا أنه قال: طَلَبْتُ العلم فأصبتُ منه شيئًا، وطَلبتُ الأدبَ فإذا أهله قد بادوا. وقال بعض الحكماء: لا أدبَ إلا بعقلٍ، ولا عقلَ إلا بأدبٍ، وكان يُقال: العوْن لمن لا عونَ له الأدب. وقال الأحنف بن قيس: الأدب نورُ العقل، كما أن النار نورُ البصر.
وقال الحجاوي في شرحه يُقال: مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمسة حصون، الأول من ذهب، والثاني من فِضة، والثالث من حديد، والرابع من آجر ـ طوب أحمر ـ والخامس من لبن ـ طوب نئ ـ فما زال أهل الحِصْن متعاهدين حِصْن اللبن لا يطمع العَدُوُّ في الثاني، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحِصْنِ الثاني، ثُمَّ الثالث حتى تُخَرَّبَ الحصون كلها، فكذلك الإيمان في خمسة حصون: اليقين ثمَّ الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السُّنن ثم حفظ الآداب. فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه، وإذا ترك الآداب طَمِعَ الشيطان في السُّنن ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص ثم في اليقين.
* منقول