من هناك
07-18-2009, 04:25 AM
حزب التحرير والجهاد: الدولة أوّلاً
فداء عيتاني
http://www.al-akhbar.com/files/images/p04_20090718_pic1.jpg
أحمد القصص في مؤتمر صحافي لحزب التحرير (أرشيف ـــ مروان بو حيدر)
يعقد حزب التحرير، جرياً على عادته كل عام في ذكرى انهيار السلطنة العثمانية، وهي ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية (رجب 1342 هـ) 1924 م، مؤتمراً يتناول فيه قضية معيّنة لتسليط الضوء عليها، وهو ما سيجري هذا العام في بيروت، حيث سيكون الموضوع هو الجهاد، ويتحدث فيه عدد من شخصيات الحزب: صلاح الدين عضاضة، ومحمد إبراهيم، وأحمد القصص، والشيخ عدنان مزيان، وعثمان بخاش الذي سيلقي الكلمة الأخيرة في المؤتمر عن «الجهاد سياسة وليس مشروع جماعة». ويتحدث بخاش الذي يكفي عنوان مداخلته في المؤتمر ليستفز العديدين، قائلاً إن «هناك عدداً من العلماء يرون أنّ الجهاد ركن سادس، وهو في كل الأحوال ركن أساسي من أركان الدين، والأمة اليوم تخضع للاستعمار الغربي، والحل الصحيح لتحرير الأمة هو عبر الجهاد، ولا تقوم قائمة للأمة الإسلامية من دونه».
يضيف محدداً موقع الحزب في الجهاد بالقول: «نظرياً، نحن في الحزب انطلقنا في عام 1953، ومن خلال دراسة متأنّية لواقع الأمة، رأينا أن سقوط الخلافة مثّل بداية انفراط عقد الأمة، وضياع هذه الخلافة هو بداية انتشار جرثومة إسرائيل. ونرى أن أسامة بن لادن قام أخيراً برد فعل على دخول القوات الأميركية إلى الخليج بعد حرب الكويت، وهو إلى الآن لم يبلور رؤية سياسية دينية للأمة، واقتصر موقفه على تنظيم الجانب القتالي، فيما نحن نبلور رؤية سياسية».
وحول اختيار الجهاد موضوعاً للحزب هذا العام، علماً بأن الحزب نفسه لم يشارك في الجهاد، يقول: «موضوع الجهاد تعرّض لتحريف وتشويه، والغرب مسخ فكرة الجهاد مع الزمن، وحاول تصويرها أولاً بأنها حالة دفاع ورد العدوان، ومن ناحية أخرى أصبح موضوع الجهاد أخيراً مختزلاً في البؤر الساخنة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان، وهذا خلاف النظرة الشرعية التي توجب على أمة الإسلام الانطلاق بالجهاد ابتداءً. والجهاد هو لنشر الإسلام في العالم، والرد على العدو هو تحصيل حاصل، لكنه ليس الواجب الشرعي، بل هو إن انطلق فلنشر الإسلام».
ويزيد: «أما الشق الآخر المسمى الأرجاء (الذي يتهم فيه حزب التحرير)، فلننظر إلى ملف مثل الجهاد الأفغاني، نحن نرى أنه عندما أراد ريغان توريط الاتحاد السوفياتي في فيتنام أفغانية مَدَّ المجاهدين بكل أنواع الدعم، هو والأنظمة العميلة له. وفي التسعينيات وُجدت لدى أميركا خطة أخرى للسيطرة على العالم. فتحت صفحة جديدة اقتضت إزالة نظام طالبان وجعل باكستان قاعدة لانتشارها في وسط آسيا، لكن في المقابل لا نشكك في أن مئات آلاف الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني كانوا مخلصين في نيتهم».
يتابع بخاش: «على سبيل المثال، حماس في غزة تعيش في شريط رملي جغرافياً، فبأي منطق نقول إنها ستحرر فلسطين؟ وبعد دفع مئات من الشهداء نعود لنوافق على دولة بحدود 1967، وإضفاء الشرعية على إسرائيل؟ ويأتيك الجواب بأنه لم يكن بالإمكان أحسن ممّا كان! والجهاد في لبنان ضد إسرائيل تابع للملف نفسه، الغرب قسّمنا وبُنيَ على التفريق الكراهية الداخلية، ويبنى عليه أن الصواريخ التي تصل إلى ما بعد بعد حيفا تبقى صامتة حين تُدَكّ غزة، لأن هناك خطاً أحمر، ونبقى صامتين على استحياء وندعم المقاومة في فلسطين عبر تسريب الموارد، هناك تناقض لا يستقيم. إذا احترمت خط (القرار) 1701، وذاك احترم أوسلو والآخر سيسير مع (الرئيس الأفغاني حميد) كرزاي فعندها ننتهي، وهذا معناه أننا نخوض الصراع مع العدو وفق قواعده هو في خوض هذا الصراع».
ويرى حزب التحرير أن «الخطوة الأولى تبدأ بتحرير الجيوش: السوري والمصري والأردني وغيرها، والمفتاح لتحرير الجيوش هو في المعارضة السياسية للأنظمة العميلة. ويطبّق ذلك عبر تفعيل المعارضة الشعبية للأنظمة وسلوك السبل الشرعية التي توجد الوعي عند هذه الأمة. حين ندعو إلى تحرير الأمة، ندعو إلى تحريرها من عقلية الغرب والتبعية له. وبعد تحرير كفرشوبا أفرح بهذا النصر، لكن حين تدك إسرائيل غزة أخضع لقواعد سايكس بيكو وأقول لا يمكنني أن أتجاوز خط القرار 1701!».
فداء عيتاني
http://www.al-akhbar.com/files/images/p04_20090718_pic1.jpg
أحمد القصص في مؤتمر صحافي لحزب التحرير (أرشيف ـــ مروان بو حيدر)
يعقد حزب التحرير، جرياً على عادته كل عام في ذكرى انهيار السلطنة العثمانية، وهي ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية (رجب 1342 هـ) 1924 م، مؤتمراً يتناول فيه قضية معيّنة لتسليط الضوء عليها، وهو ما سيجري هذا العام في بيروت، حيث سيكون الموضوع هو الجهاد، ويتحدث فيه عدد من شخصيات الحزب: صلاح الدين عضاضة، ومحمد إبراهيم، وأحمد القصص، والشيخ عدنان مزيان، وعثمان بخاش الذي سيلقي الكلمة الأخيرة في المؤتمر عن «الجهاد سياسة وليس مشروع جماعة». ويتحدث بخاش الذي يكفي عنوان مداخلته في المؤتمر ليستفز العديدين، قائلاً إن «هناك عدداً من العلماء يرون أنّ الجهاد ركن سادس، وهو في كل الأحوال ركن أساسي من أركان الدين، والأمة اليوم تخضع للاستعمار الغربي، والحل الصحيح لتحرير الأمة هو عبر الجهاد، ولا تقوم قائمة للأمة الإسلامية من دونه».
يضيف محدداً موقع الحزب في الجهاد بالقول: «نظرياً، نحن في الحزب انطلقنا في عام 1953، ومن خلال دراسة متأنّية لواقع الأمة، رأينا أن سقوط الخلافة مثّل بداية انفراط عقد الأمة، وضياع هذه الخلافة هو بداية انتشار جرثومة إسرائيل. ونرى أن أسامة بن لادن قام أخيراً برد فعل على دخول القوات الأميركية إلى الخليج بعد حرب الكويت، وهو إلى الآن لم يبلور رؤية سياسية دينية للأمة، واقتصر موقفه على تنظيم الجانب القتالي، فيما نحن نبلور رؤية سياسية».
وحول اختيار الجهاد موضوعاً للحزب هذا العام، علماً بأن الحزب نفسه لم يشارك في الجهاد، يقول: «موضوع الجهاد تعرّض لتحريف وتشويه، والغرب مسخ فكرة الجهاد مع الزمن، وحاول تصويرها أولاً بأنها حالة دفاع ورد العدوان، ومن ناحية أخرى أصبح موضوع الجهاد أخيراً مختزلاً في البؤر الساخنة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان، وهذا خلاف النظرة الشرعية التي توجب على أمة الإسلام الانطلاق بالجهاد ابتداءً. والجهاد هو لنشر الإسلام في العالم، والرد على العدو هو تحصيل حاصل، لكنه ليس الواجب الشرعي، بل هو إن انطلق فلنشر الإسلام».
ويزيد: «أما الشق الآخر المسمى الأرجاء (الذي يتهم فيه حزب التحرير)، فلننظر إلى ملف مثل الجهاد الأفغاني، نحن نرى أنه عندما أراد ريغان توريط الاتحاد السوفياتي في فيتنام أفغانية مَدَّ المجاهدين بكل أنواع الدعم، هو والأنظمة العميلة له. وفي التسعينيات وُجدت لدى أميركا خطة أخرى للسيطرة على العالم. فتحت صفحة جديدة اقتضت إزالة نظام طالبان وجعل باكستان قاعدة لانتشارها في وسط آسيا، لكن في المقابل لا نشكك في أن مئات آلاف الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني كانوا مخلصين في نيتهم».
يتابع بخاش: «على سبيل المثال، حماس في غزة تعيش في شريط رملي جغرافياً، فبأي منطق نقول إنها ستحرر فلسطين؟ وبعد دفع مئات من الشهداء نعود لنوافق على دولة بحدود 1967، وإضفاء الشرعية على إسرائيل؟ ويأتيك الجواب بأنه لم يكن بالإمكان أحسن ممّا كان! والجهاد في لبنان ضد إسرائيل تابع للملف نفسه، الغرب قسّمنا وبُنيَ على التفريق الكراهية الداخلية، ويبنى عليه أن الصواريخ التي تصل إلى ما بعد بعد حيفا تبقى صامتة حين تُدَكّ غزة، لأن هناك خطاً أحمر، ونبقى صامتين على استحياء وندعم المقاومة في فلسطين عبر تسريب الموارد، هناك تناقض لا يستقيم. إذا احترمت خط (القرار) 1701، وذاك احترم أوسلو والآخر سيسير مع (الرئيس الأفغاني حميد) كرزاي فعندها ننتهي، وهذا معناه أننا نخوض الصراع مع العدو وفق قواعده هو في خوض هذا الصراع».
ويرى حزب التحرير أن «الخطوة الأولى تبدأ بتحرير الجيوش: السوري والمصري والأردني وغيرها، والمفتاح لتحرير الجيوش هو في المعارضة السياسية للأنظمة العميلة. ويطبّق ذلك عبر تفعيل المعارضة الشعبية للأنظمة وسلوك السبل الشرعية التي توجد الوعي عند هذه الأمة. حين ندعو إلى تحرير الأمة، ندعو إلى تحريرها من عقلية الغرب والتبعية له. وبعد تحرير كفرشوبا أفرح بهذا النصر، لكن حين تدك إسرائيل غزة أخضع لقواعد سايكس بيكو وأقول لا يمكنني أن أتجاوز خط القرار 1701!».