مجاهدة الشام
07-17-2009, 01:41 PM
.. حتى الـ 11:00 صباحاً !
الساعة 4:00 فجراً
فجرٌ جديد في غزة ..
لا جديد فيه !
يفعلون كل صباح ما يُمكن أن يفعلوه ،
فهذا زمن العجزِ .. والمعجزات !
و حرّ "تموز" يقبضُ فيه الغزيّون على كل شيءٍ يمتَ للحياة والموت بصلة !
"أم العبد" تفكر بشكلٍ جدي في إسطوانة الغاز الفارغة منذ سنة ،
و (هناك) يفكرون في إنشاء منتدى للدول المصدرة للغاز !
بعض الأمور التي تهم أم العبد بشكل جدي ، هي أمور لا تستدعي التفكير أصلاً عند من يعيشون "هناك" ْ
روتين أشبه بالعمليات الحيوية في الجسم .. فلم يسأل أحدهم نفسه لماذا ينبض قلبه مثلاً !
ولماذا تشرق الشمس من الشرق .. رغم أنها لا تشرق في غزة أبداً ..
ولماذا عليه أن يستيقظ في الصباح بإرادته ،
.. رغم أنهم في غزة يستيقظون رغماً عنهم !
يستدينون النوم .. ويفشلون في السداد ،
فيفرض عليهم "ربا" .. أن عليكم زيادة ساعات حصاركم أكثر ..
و "هناك" يسهرون حتى الفجر .. ففي "روتانا" ما يجعلك لا تغمض عينيك ْ
وإن أردت .. فـ"مش حتقدر" !
يغمضون أعينهم فقط حينما تُعلن روتانا سينما نقل شعائر صلاة الفجر من مكة المكرمة ، !
.. وهذا بالضبط هو وقت النوم ْ
فجرٌ جديد ..
لا جديد لدى "أبو حسين" في بقالته ،
هي ككل يوم .. فارغة !
بقيّة ماء في زجاجة داخل الثلاجة .. المقطوعة عنها الكهرباء من أمس !
بعضهم هناك قد يغضب إن لم يرَ "الكورنفليكس" على مائدة الإفطار ،
.. وأولاد أبو حسين أيضاً قد يغضبون إن رأوا الزعتر "حاف" - بدون زيت - على إفطارهم !
فرقٌ كبير يدركه أهل غزة بين "الكاشو/الكاجو" وبين "الخُـبّيزة" ،
.. هو ذات الفرق الذي يجعلك تشتري كيلو الكاشو من السوبر ماركت بعشرين دولاراً ،
ويجمع أهل غزة "الخبيزة" من على جنبات الطريق .. حيث "البوفيه" المفتوح لكل شيء !
ففي الطريق يكمن الموت .. ويترقب القتل .. وتتسلل الحياة من خرم إبرةٍ بشق الأنفس ْ ،
والطريق أيضاً سوبر ماركت توجد فيه "الخبيزة" .. !
وفي الطريق أيضاً .. يجلس الغزاوين دون أن ينسوا أن يُعطوا الطريق حقه ،
.. غير أن رد السلام عندهم غير !
فحينما أرادت ريم الرياشي ردّ السلام .. أسمَعَت تل أبيب ْ
، وحينما يردّ الغزاوين على سلام عباس .. يخلعون نعالهم ثم يتمتمون "أكرم الله الصرامي" !
يُرشدون الضال .. حيث تبطل حقيقتهم سحر جريدة "الشرق الأوسط"
.. ويعلّمون الأمة أن ثمة شيء ما زال يُمكن الدفاع عنه ،
وأن الكرامة ليست مصطلحاً غريباً عليهم !
يؤمنون بشكلٍ جدي أن إماطة "اليهود" وعملائهم عن الطريق .. صدقة ْ
، وأن القهوة لا تُشرب في "ستار بوكس" .. فلا أجمل من القهوة بطعم الحرية !
.. لا تعنيهم كثيراً مبادرات أوباما
لأنها لن تعيد أبداً لأم العبد ابنها "عبد الرحمن" ..
، ومهما فعل "عزام الأحمق" فلن يثنيها عن الأخذ بثأرها ممن قتلوا إبنها فقط لأنه "إرهابي" !
فـ"دايتون" لن يدخل قلوب الغزاويين كما دخل قلب "مشاري الذايدي" ،
و "نتنياهو" نعرفه .. كما نعرف أبنائنا
حتى لو لبس "كرافتة" أكثر أناقةً من كرفتات غسان بن جدو !
، وحتى لو وضع مساحيق تجميل أكثر مما تضع زينب العسكري .. فسنعرفه ْ
لأننا لسنا من نسل بني إسرائيل .. والبقر لا يتشابه علينا يا قوم !
الساعة 6:00 صباحاً
لحظات .. وتنطلق سارة إلى مدرستها ،
اليوم هو آخر يومٍ في الإمتحانات .. حيث ستبدأ العطلة غداً
واليوم أيضاً .. هو آخر يومٍ لها في مدرستها الثانوية التي غيّرتها لثالث مرة ،
.. فجنود المالكي لا يحلو لهم إلا تحويل المدارس لثكنات عسكرية ْ
ثم يصرون على أن "الإرهاب .. لا دين له" !
، قد تُعتقل .. وتتعرض للإغتصاب ْ
فالفرق بين صابرين الجنابي وسارة هو الحرف الأول من اسميهما فقط ،
غير أن السين تسبق الصاد في لغة أمةٍ أضاعت الأبجدية .. والعراق !
و "هناك" يُعرف حرف السين من "السهم"
وتعرف الألوان بالأخضر والأحمر ..
.. وينطلق الجميع إلى مدارسهم دون أن ينسوا أخذ سندويتشات جبنة "كرافت" معهم !
وسارة .. ليس معها حقيبة أصلاً
لا تحمل في قلبها إلا قنبلة .. وبقية انحناء يكفي لزرعها ،
وقليلاً من الكهرباء لتحيل الأرض كابوساً مزعجاً .. لا تتدخل فيه خدع أفلام "هاري بوتر"
، لا يعرفون "هناك" قيمة سارة ..
ولا يعرفون قيمة إنحنائها .. رغم أنهم يقدرون زاوية الإنحناء بـ"الدولار" !
ينحنون ، بين يدي المبجل المفدّى صاحب الجلالة والفخامة .. والكرش الكبير ْ
ينافقون .. بينما لا تأخذ سارة إلا بالمثل القائل "اللي في قلبي .. على لساني" ..
وتستعين بيدها لتثبت ذلك ،
لنعرف بعدها أن الهمر هو أضعف بكثير من "الحنطور" العراقي المتواضع ْ
وأن حملة التسويق التي تقودها "MBC أكشن" له .. لن تفيده إلا في مواضع "الطعوس"
حيث يتقنون هناك التفحيط والتخميس ..
، وحيث ما زالت أمريكا إلهاً يُعبد !
سارة لا تريد أن يجمعها مع "كاظم الساهر" أي عمل مشترك ،
.. ولا تريده أن يغني للجهاد .. حتى لو بدون موسيقى !
؛ ولم تسمح له ولا لـ"سعدون جابر" بإنشاد أيٍ من قصائدها ..
ولم تقرر يوماً أن تعتزل "الجهاد" ثم تعود عن قرارها بسبب هيجان المشجعين !
؛ لم تضع يدها على خدها وتجلس "في الزاوية" على رأسها حَجر .. وغترة ْ
تنصح الناس : إنا برآء منك يا زرقاوي ! ،
ليس لدى سارة ما تخسره ْ
، فالكهرباء تُفنى بسبب الأمريكان وعملائهم .. وتستحدث من المولّدات
و "هناك" تقطع الكهرباء أيضاً .. بسبب شركة الكهرباء والأحمال الزائدة !
وليس لديها ما تندم عليه ،
لا بورصة .. ولا فرصة الخروج في "من سيربح المليون"
فقد خسر العراقيون مليوناً .. من البشر !
.. ولم يبقَ على حلقة المليون الآخر إلا بعض الغارات الأمريكية ْ
وليس لديها أي سيف لترقص به مع أوباما لأنه أخرج القوات الأمريكية من مدن بلدها !
، بل لديها كثير من السيوف المدببة .. تسمى بلغة العصر "صواريخ"
سترقص على رؤوس الأمريكان وبساطيرهم !
لديها عقيدة .. وإيمان .. وثبات
ثلاثية لها رؤوس حادة جداً .. تجرح كل من يضربه الجوع ولا يُحاربه إلا بـ"أندومي" !
تؤلم كل من آمن بأمريكا رباً .. وبالدولار رسولاً .. وبأوباما منقذاً للعالم التائه ْ
، وتمزق أحشاء كل من بات همها "خلطة" لتبيض أصابع الرجل اليسرى !
- بسم الله توكلت على الله ..
.. على فكرة ؛ وعدٌ مني أني سأخبركم بنتيجة امتحاناتها في حال أنها لم تُرافق إيمان حجو في الجنة ،
الساعة 9:00 صباحاً
يجلس "مجيب الله" منتظراً صديقه "عزيز خان" على حافة الطريق ،
.. يا الله ! هو ذاته طريق الغزاويين .. يتبرص بالأفغان موتاً من فوقهم ومن تحت أرجلهم !
لم يحتَجْ مجيب الله لكثير ذكاءٍ ليعرف أنه يتيم لم يتجاوز التسعة أعوامٍ بعد ،
.. وأن الأمريكان وحلف الناتو قد قتلوا والده .. جندي طالبان
فالجميع يلقبه في المدرسة الدينية بـ"ابن الشهيد"
رغم أن جميع من في هذه المدرسة .. هم أبناء شهداء !
.. يدرك أن هذا اللقب هو لقب فخرٍ له ،
على الأقل لأنه يسير على خطى والده .. ويعمل بوصايا أمه
أن "يا بني .. الثأر إن الثأر حق ، فالكفر عربد واستحق" !
.. لا تعنيه كثيراً تسمياتهم "هناك" لوالده بـ"الإرهابي"
؛ لأن والده كان يؤمن أن تمزيق لحم الأمريكان حلال .. وأكله حرام !
وكل "نجسٍ" لا يزول إلا بـ"عبوة ناسفة" ،
وهذا مبدأ آمن به دون أن يستشير ولي الأمر في ذلك .. لأنه مبدأ إنساني قبل أن يكون ديني
.. ولم يأبه - رغم كل النباح - لكل الحيوانات الناطقة على الهواء مباشرة !
تلك التي يقطر من لسانها كلاماً عن الإنفتاح وخطاب الآخر وحرمة دم المستأمنين .. وحكم السينما في الإسلام ْ
؛ وعن آخر ما توصل له علم أصول الفقه "الأمريكي" من قواعد "مارينزية" تفيد المسلم في جعله "خروفاً" أليفاً !
لم ينتظر "العربية" لتعلمه كيف يكسب رزقه بالحلال .. !
فما نبتَ من "دولار" .. فالتفجير أولى به ْ
.. وقد طبّق التوحيد قولاً وفعلاً ، بينما ما زالوا "هناك" يصرون على أن طالبان هم "ماتريديون" في عقيدتهم ،
وأنهم "هناك" هم الطائفة المنصورة .. التي ستشرب من حوض النبي شربةً لا يظمئون بعدها أبداً !
.. ولم نرَ منهم أي درسٍ عملي في التوحيد .. إلا درس طاعة ولي الأمر في أكل "الثريد" وشرب الدم الحلال ْ
وهو مقررٌ أقرته أمريكا لهم .. وكفرت به طالبان !
عزيز ..
لن يأتِ اليوم ْ
؛ يدرك مُجيب الله أنه لن يأتي .. ولكنه تفاءل كثيراً !
قد أبلغه عزيز قبل شهر أن طائرات ذاك الجيش قد قصفت بيت جيرانهم ْ
وأنه سينزحون قريباً ..
سؤالٌ واحد دار في عقل عزيز الصغير .. كيف يقصفنا ذاك الجيش الذي شعاره "إيمان ، تقوى ، جهاد"
كيف تسحقنا دباباته .. والهند ما زالت تتربص في الجانب الشرقي من بلدنا
غير أن عزيز لم يعرف أن جيوشاًَ كثيرة "هناك" تفعل مثلما يفعل جيشهم .. وتفرح بما يحصل لهم
و شعارها "الله ، الوطن ، الملك" !
.. كل ما عرفه عزيز الصغير في حياته القصيرة هو عنوان بيتهم
كان في أول قمة على يدك اليمين من وادي سوات ْ
.. لم يسمع في حياته الـBBC بلغة الأوردو ،
ولا بانتخابات إيران .. !
61 سنة فقط كانت الفرق بين نكبة أولئك البعيدين عنه آلاف الكيلومترات ويصر قومه أن يثأروا لهم ،
وبين نكبتهم في 2009 ..
؛ وعقله الصغير لا يعرف عدد السنوات بالضبط بينهم وبين مجزرة أصحاب الأخدود ْ
غير أنهم أخبروه أن جريمتهم واحدة .. أن آمنا برب "بيت الله محسود" وكفرنا بأمريكا والمؤمنين بها !
.. وهذا ذنبٌ لا يُغتفر إلا إن قتله وشرّده قومه بالـF16 ،
وعلى أولئك القومِ البالغين من العدد ملياراً وشوية فكّة .. أن ينسوه !
الساعة 10:55 صباحاً
في كافتريا الجامعة ،
بعد أن طلبتُ ما سيُؤذَن له بدخول معدتي
.. استوقفتني البرنسيسة مرة أخرى
تلبس أسوداً .. ولا تضع عطراً !
فهمت أنها إشارة حزنٍ ، ليس على وفاة "ابن جبرين"
.. ولكنها بالتأكيد على موت "مايكل جاكسون" ْ
؛ لم تبتسم إبتسامة صفراء .. ولا حتى بدون ألوان !
قالت : ( شكلِك ما فيه عندك غير هالمواضيع تِعجني فيها ،
متل اللي بيعجن المَـيّة .. مفكرة حالك حتطلعي من وراء هـَ البرم بنتيجة ْ
نفس الأسطوانة في كل موضوع ، وكأن مواضيع الأرض خلصت وما ضل شي تحكيلنا عنه !
يا شيخة روحي .. الحكي معاكي أصلاً بيجيب الضغط ْ
سلام ، )
لم تعطني وقتاً لكي أفهمها أي شيء ،
ولا أي شيء ..
مضت ، دون حتى أن أفهمها الفرق بين "هنا" و "هناك" ،
ودون أن أسألها حتى عن قياس الضغطِ لديها
.. ولا عن جاكسون ما إذا كان نصرانياً ، أو مسلماً بس مش واخد باله !
؛ ولا عن "مواضيع الأرض" التي يُمكن الكتابة عنها
ولا عن "الإسطوانة" .. إن كانت DVD أم عادية !
.. غير أني على قناعةٍ أنها لن تفهم ْ
لا أدري هل ستفهم أن "أم العبد" ما زالت صابرة .. تحتسب ولدها وتجهّز من بعده ْ
وأن "أبو حسين" لن يصعّر خده للأمم المتحدة !
.. وأن سارة ستسغل عطلتها في مزيد من الإنحناء ْ
وأن مجيب الله .. قد أجاب الله ومضى عند إيمان حجو ،
وأن عزيز .. سيبقى عزيزاً
.
.
؛
الساعة 11:00 صباحاً
؛ ثم أكملتُ سندوتش الفلافل ْ
وحاسبتُ ؛
.. ومضيتُ !
مجاهدة الشــام ْ
الساعة 4:00 فجراً
فجرٌ جديد في غزة ..
لا جديد فيه !
يفعلون كل صباح ما يُمكن أن يفعلوه ،
فهذا زمن العجزِ .. والمعجزات !
و حرّ "تموز" يقبضُ فيه الغزيّون على كل شيءٍ يمتَ للحياة والموت بصلة !
"أم العبد" تفكر بشكلٍ جدي في إسطوانة الغاز الفارغة منذ سنة ،
و (هناك) يفكرون في إنشاء منتدى للدول المصدرة للغاز !
بعض الأمور التي تهم أم العبد بشكل جدي ، هي أمور لا تستدعي التفكير أصلاً عند من يعيشون "هناك" ْ
روتين أشبه بالعمليات الحيوية في الجسم .. فلم يسأل أحدهم نفسه لماذا ينبض قلبه مثلاً !
ولماذا تشرق الشمس من الشرق .. رغم أنها لا تشرق في غزة أبداً ..
ولماذا عليه أن يستيقظ في الصباح بإرادته ،
.. رغم أنهم في غزة يستيقظون رغماً عنهم !
يستدينون النوم .. ويفشلون في السداد ،
فيفرض عليهم "ربا" .. أن عليكم زيادة ساعات حصاركم أكثر ..
و "هناك" يسهرون حتى الفجر .. ففي "روتانا" ما يجعلك لا تغمض عينيك ْ
وإن أردت .. فـ"مش حتقدر" !
يغمضون أعينهم فقط حينما تُعلن روتانا سينما نقل شعائر صلاة الفجر من مكة المكرمة ، !
.. وهذا بالضبط هو وقت النوم ْ
فجرٌ جديد ..
لا جديد لدى "أبو حسين" في بقالته ،
هي ككل يوم .. فارغة !
بقيّة ماء في زجاجة داخل الثلاجة .. المقطوعة عنها الكهرباء من أمس !
بعضهم هناك قد يغضب إن لم يرَ "الكورنفليكس" على مائدة الإفطار ،
.. وأولاد أبو حسين أيضاً قد يغضبون إن رأوا الزعتر "حاف" - بدون زيت - على إفطارهم !
فرقٌ كبير يدركه أهل غزة بين "الكاشو/الكاجو" وبين "الخُـبّيزة" ،
.. هو ذات الفرق الذي يجعلك تشتري كيلو الكاشو من السوبر ماركت بعشرين دولاراً ،
ويجمع أهل غزة "الخبيزة" من على جنبات الطريق .. حيث "البوفيه" المفتوح لكل شيء !
ففي الطريق يكمن الموت .. ويترقب القتل .. وتتسلل الحياة من خرم إبرةٍ بشق الأنفس ْ ،
والطريق أيضاً سوبر ماركت توجد فيه "الخبيزة" .. !
وفي الطريق أيضاً .. يجلس الغزاوين دون أن ينسوا أن يُعطوا الطريق حقه ،
.. غير أن رد السلام عندهم غير !
فحينما أرادت ريم الرياشي ردّ السلام .. أسمَعَت تل أبيب ْ
، وحينما يردّ الغزاوين على سلام عباس .. يخلعون نعالهم ثم يتمتمون "أكرم الله الصرامي" !
يُرشدون الضال .. حيث تبطل حقيقتهم سحر جريدة "الشرق الأوسط"
.. ويعلّمون الأمة أن ثمة شيء ما زال يُمكن الدفاع عنه ،
وأن الكرامة ليست مصطلحاً غريباً عليهم !
يؤمنون بشكلٍ جدي أن إماطة "اليهود" وعملائهم عن الطريق .. صدقة ْ
، وأن القهوة لا تُشرب في "ستار بوكس" .. فلا أجمل من القهوة بطعم الحرية !
.. لا تعنيهم كثيراً مبادرات أوباما
لأنها لن تعيد أبداً لأم العبد ابنها "عبد الرحمن" ..
، ومهما فعل "عزام الأحمق" فلن يثنيها عن الأخذ بثأرها ممن قتلوا إبنها فقط لأنه "إرهابي" !
فـ"دايتون" لن يدخل قلوب الغزاويين كما دخل قلب "مشاري الذايدي" ،
و "نتنياهو" نعرفه .. كما نعرف أبنائنا
حتى لو لبس "كرافتة" أكثر أناقةً من كرفتات غسان بن جدو !
، وحتى لو وضع مساحيق تجميل أكثر مما تضع زينب العسكري .. فسنعرفه ْ
لأننا لسنا من نسل بني إسرائيل .. والبقر لا يتشابه علينا يا قوم !
الساعة 6:00 صباحاً
لحظات .. وتنطلق سارة إلى مدرستها ،
اليوم هو آخر يومٍ في الإمتحانات .. حيث ستبدأ العطلة غداً
واليوم أيضاً .. هو آخر يومٍ لها في مدرستها الثانوية التي غيّرتها لثالث مرة ،
.. فجنود المالكي لا يحلو لهم إلا تحويل المدارس لثكنات عسكرية ْ
ثم يصرون على أن "الإرهاب .. لا دين له" !
، قد تُعتقل .. وتتعرض للإغتصاب ْ
فالفرق بين صابرين الجنابي وسارة هو الحرف الأول من اسميهما فقط ،
غير أن السين تسبق الصاد في لغة أمةٍ أضاعت الأبجدية .. والعراق !
و "هناك" يُعرف حرف السين من "السهم"
وتعرف الألوان بالأخضر والأحمر ..
.. وينطلق الجميع إلى مدارسهم دون أن ينسوا أخذ سندويتشات جبنة "كرافت" معهم !
وسارة .. ليس معها حقيبة أصلاً
لا تحمل في قلبها إلا قنبلة .. وبقية انحناء يكفي لزرعها ،
وقليلاً من الكهرباء لتحيل الأرض كابوساً مزعجاً .. لا تتدخل فيه خدع أفلام "هاري بوتر"
، لا يعرفون "هناك" قيمة سارة ..
ولا يعرفون قيمة إنحنائها .. رغم أنهم يقدرون زاوية الإنحناء بـ"الدولار" !
ينحنون ، بين يدي المبجل المفدّى صاحب الجلالة والفخامة .. والكرش الكبير ْ
ينافقون .. بينما لا تأخذ سارة إلا بالمثل القائل "اللي في قلبي .. على لساني" ..
وتستعين بيدها لتثبت ذلك ،
لنعرف بعدها أن الهمر هو أضعف بكثير من "الحنطور" العراقي المتواضع ْ
وأن حملة التسويق التي تقودها "MBC أكشن" له .. لن تفيده إلا في مواضع "الطعوس"
حيث يتقنون هناك التفحيط والتخميس ..
، وحيث ما زالت أمريكا إلهاً يُعبد !
سارة لا تريد أن يجمعها مع "كاظم الساهر" أي عمل مشترك ،
.. ولا تريده أن يغني للجهاد .. حتى لو بدون موسيقى !
؛ ولم تسمح له ولا لـ"سعدون جابر" بإنشاد أيٍ من قصائدها ..
ولم تقرر يوماً أن تعتزل "الجهاد" ثم تعود عن قرارها بسبب هيجان المشجعين !
؛ لم تضع يدها على خدها وتجلس "في الزاوية" على رأسها حَجر .. وغترة ْ
تنصح الناس : إنا برآء منك يا زرقاوي ! ،
ليس لدى سارة ما تخسره ْ
، فالكهرباء تُفنى بسبب الأمريكان وعملائهم .. وتستحدث من المولّدات
و "هناك" تقطع الكهرباء أيضاً .. بسبب شركة الكهرباء والأحمال الزائدة !
وليس لديها ما تندم عليه ،
لا بورصة .. ولا فرصة الخروج في "من سيربح المليون"
فقد خسر العراقيون مليوناً .. من البشر !
.. ولم يبقَ على حلقة المليون الآخر إلا بعض الغارات الأمريكية ْ
وليس لديها أي سيف لترقص به مع أوباما لأنه أخرج القوات الأمريكية من مدن بلدها !
، بل لديها كثير من السيوف المدببة .. تسمى بلغة العصر "صواريخ"
سترقص على رؤوس الأمريكان وبساطيرهم !
لديها عقيدة .. وإيمان .. وثبات
ثلاثية لها رؤوس حادة جداً .. تجرح كل من يضربه الجوع ولا يُحاربه إلا بـ"أندومي" !
تؤلم كل من آمن بأمريكا رباً .. وبالدولار رسولاً .. وبأوباما منقذاً للعالم التائه ْ
، وتمزق أحشاء كل من بات همها "خلطة" لتبيض أصابع الرجل اليسرى !
- بسم الله توكلت على الله ..
.. على فكرة ؛ وعدٌ مني أني سأخبركم بنتيجة امتحاناتها في حال أنها لم تُرافق إيمان حجو في الجنة ،
الساعة 9:00 صباحاً
يجلس "مجيب الله" منتظراً صديقه "عزيز خان" على حافة الطريق ،
.. يا الله ! هو ذاته طريق الغزاويين .. يتبرص بالأفغان موتاً من فوقهم ومن تحت أرجلهم !
لم يحتَجْ مجيب الله لكثير ذكاءٍ ليعرف أنه يتيم لم يتجاوز التسعة أعوامٍ بعد ،
.. وأن الأمريكان وحلف الناتو قد قتلوا والده .. جندي طالبان
فالجميع يلقبه في المدرسة الدينية بـ"ابن الشهيد"
رغم أن جميع من في هذه المدرسة .. هم أبناء شهداء !
.. يدرك أن هذا اللقب هو لقب فخرٍ له ،
على الأقل لأنه يسير على خطى والده .. ويعمل بوصايا أمه
أن "يا بني .. الثأر إن الثأر حق ، فالكفر عربد واستحق" !
.. لا تعنيه كثيراً تسمياتهم "هناك" لوالده بـ"الإرهابي"
؛ لأن والده كان يؤمن أن تمزيق لحم الأمريكان حلال .. وأكله حرام !
وكل "نجسٍ" لا يزول إلا بـ"عبوة ناسفة" ،
وهذا مبدأ آمن به دون أن يستشير ولي الأمر في ذلك .. لأنه مبدأ إنساني قبل أن يكون ديني
.. ولم يأبه - رغم كل النباح - لكل الحيوانات الناطقة على الهواء مباشرة !
تلك التي يقطر من لسانها كلاماً عن الإنفتاح وخطاب الآخر وحرمة دم المستأمنين .. وحكم السينما في الإسلام ْ
؛ وعن آخر ما توصل له علم أصول الفقه "الأمريكي" من قواعد "مارينزية" تفيد المسلم في جعله "خروفاً" أليفاً !
لم ينتظر "العربية" لتعلمه كيف يكسب رزقه بالحلال .. !
فما نبتَ من "دولار" .. فالتفجير أولى به ْ
.. وقد طبّق التوحيد قولاً وفعلاً ، بينما ما زالوا "هناك" يصرون على أن طالبان هم "ماتريديون" في عقيدتهم ،
وأنهم "هناك" هم الطائفة المنصورة .. التي ستشرب من حوض النبي شربةً لا يظمئون بعدها أبداً !
.. ولم نرَ منهم أي درسٍ عملي في التوحيد .. إلا درس طاعة ولي الأمر في أكل "الثريد" وشرب الدم الحلال ْ
وهو مقررٌ أقرته أمريكا لهم .. وكفرت به طالبان !
عزيز ..
لن يأتِ اليوم ْ
؛ يدرك مُجيب الله أنه لن يأتي .. ولكنه تفاءل كثيراً !
قد أبلغه عزيز قبل شهر أن طائرات ذاك الجيش قد قصفت بيت جيرانهم ْ
وأنه سينزحون قريباً ..
سؤالٌ واحد دار في عقل عزيز الصغير .. كيف يقصفنا ذاك الجيش الذي شعاره "إيمان ، تقوى ، جهاد"
كيف تسحقنا دباباته .. والهند ما زالت تتربص في الجانب الشرقي من بلدنا
غير أن عزيز لم يعرف أن جيوشاًَ كثيرة "هناك" تفعل مثلما يفعل جيشهم .. وتفرح بما يحصل لهم
و شعارها "الله ، الوطن ، الملك" !
.. كل ما عرفه عزيز الصغير في حياته القصيرة هو عنوان بيتهم
كان في أول قمة على يدك اليمين من وادي سوات ْ
.. لم يسمع في حياته الـBBC بلغة الأوردو ،
ولا بانتخابات إيران .. !
61 سنة فقط كانت الفرق بين نكبة أولئك البعيدين عنه آلاف الكيلومترات ويصر قومه أن يثأروا لهم ،
وبين نكبتهم في 2009 ..
؛ وعقله الصغير لا يعرف عدد السنوات بالضبط بينهم وبين مجزرة أصحاب الأخدود ْ
غير أنهم أخبروه أن جريمتهم واحدة .. أن آمنا برب "بيت الله محسود" وكفرنا بأمريكا والمؤمنين بها !
.. وهذا ذنبٌ لا يُغتفر إلا إن قتله وشرّده قومه بالـF16 ،
وعلى أولئك القومِ البالغين من العدد ملياراً وشوية فكّة .. أن ينسوه !
الساعة 10:55 صباحاً
في كافتريا الجامعة ،
بعد أن طلبتُ ما سيُؤذَن له بدخول معدتي
.. استوقفتني البرنسيسة مرة أخرى
تلبس أسوداً .. ولا تضع عطراً !
فهمت أنها إشارة حزنٍ ، ليس على وفاة "ابن جبرين"
.. ولكنها بالتأكيد على موت "مايكل جاكسون" ْ
؛ لم تبتسم إبتسامة صفراء .. ولا حتى بدون ألوان !
قالت : ( شكلِك ما فيه عندك غير هالمواضيع تِعجني فيها ،
متل اللي بيعجن المَـيّة .. مفكرة حالك حتطلعي من وراء هـَ البرم بنتيجة ْ
نفس الأسطوانة في كل موضوع ، وكأن مواضيع الأرض خلصت وما ضل شي تحكيلنا عنه !
يا شيخة روحي .. الحكي معاكي أصلاً بيجيب الضغط ْ
سلام ، )
لم تعطني وقتاً لكي أفهمها أي شيء ،
ولا أي شيء ..
مضت ، دون حتى أن أفهمها الفرق بين "هنا" و "هناك" ،
ودون أن أسألها حتى عن قياس الضغطِ لديها
.. ولا عن جاكسون ما إذا كان نصرانياً ، أو مسلماً بس مش واخد باله !
؛ ولا عن "مواضيع الأرض" التي يُمكن الكتابة عنها
ولا عن "الإسطوانة" .. إن كانت DVD أم عادية !
.. غير أني على قناعةٍ أنها لن تفهم ْ
لا أدري هل ستفهم أن "أم العبد" ما زالت صابرة .. تحتسب ولدها وتجهّز من بعده ْ
وأن "أبو حسين" لن يصعّر خده للأمم المتحدة !
.. وأن سارة ستسغل عطلتها في مزيد من الإنحناء ْ
وأن مجيب الله .. قد أجاب الله ومضى عند إيمان حجو ،
وأن عزيز .. سيبقى عزيزاً
.
.
؛
الساعة 11:00 صباحاً
؛ ثم أكملتُ سندوتش الفلافل ْ
وحاسبتُ ؛
.. ومضيتُ !
مجاهدة الشــام ْ