هذه عينة واحدة على الأذى الذي يرتكبه الإنسان بحق نفسه. لقد ادى السماد المعدل إلى توليد اجيال من الذباب تعمر اكثر وقادرة على العيش في ارتفاعات لم يعرفها الذباب من قبل. لذلك تهجم الحشرات الطائرة على البشر بحثاً عن مصدر للطاقة وبحثاً عن رزقها ايضاً في ارتفاات لم تتعودها من قبل.



----------------



ليست المرّة الأولى التي تهدد فيها كارثة بيئية منطقة سياحية واصطيافية لبنانية، لكن التهديد الذي تعانيه قرية وطى الجوز ذات الألف وأربعمئة وخمسين متراً، إضافة إلى القرى المحيطة بها، يرتبط بمصدر رزق القسم الأكبر من أبنائها، وهو الزراعة من ضمن الخيم البلاستيكية، إذ يؤدي السماد الذي يستخدمه المزارعون إلى انبعاث موجات من الذباب المتكاثر وانتشارِها في المنطقة، ما يؤدي إلى أضرار كثيرة على أكثر من صعيد.
إيلي نخول (مواطن): المزارعون في الخيم البلاستيكية يضطرون لاستخدام نوع معين من السماد لتحضير التربة، رائحته كريهة كالجيف وجبال القمامة، وهو يسبب تكاثر الذباب في شكل كارثي.
سمير أبي نخول (مختار عين الدلبة وصاحب مطعم): لا نعرف ما هو نوع السماد الذي يستخدمه المزارعون، لكنه مضر جداً، ويكلفني كصاحب مطعم من ثلاثين إلى أربعين دولاراً يومياً ثمن مبيدات لمكافحة الذباب.
جوزيف نخول (مزارع): الذباب مصدره السماد، لكن إمكانات المزارعين محدودة في هذه المنطقة، ما يتطلب مساعدة الجهات الرسمية.
الذباب المتكاثر في وطى الجوز وعين الدلبة والمحيط مصدر لمعاناة أبناء المنطقة على الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
إيلي نخول (مواطن): أبناء المنطقة لا يستطيعون المشاركة في القداس لكثرة الذباب، وهناك أمراض كثيرة يصاب بها الناس للسبب عينه، وهذا المكان يعيش كارثة بيئية.
سمير أبي نخول (مختار عين الدلبة وصاحب مطعم): يجب إعلان المكان منطقة منكوبة بسبب تكاثر الذباب في شكل غير طبيعي، فمعظم الناس لا يستطيعون المكوث هنا، والأطفال يلسعون من الذباب في شكل مؤذ جداً.
أما الحلّ فموجود، لكنه ينتظر التطبيق من الجهات الرسمية المعنية.
إيلي نخول (مواطن): الأمر لا يحتمل والحل الوحيد هو في يد الجهات الرسمية المتقاعسة منذ سنوات.
سمير أبي نخول (مختار عين الدلبة وصاحب مطعم): على وزارة البيئة أن ترسل من يراقب السماد المستعمل، وعلى وزارة الزراعة إرسال مهندسين للكشف على المنطقة واقتراح الحلول الملائمة.
جوزيف نخول (مزارع): الحل الوحيد هو في رش المنطقة بالمبيدات بواسطة الطائرات، فنحن نقوم بما علينا على الأرض لكن الأمر غير كاف.