aBouJihad
07-01-2009, 08:31 AM
أسئلة الرّحيل الصّامت للدّاعية فتحي يكن
جاء رحيل الدّاعية اللبناني المعروف فتحي يكن في ظلّ ظروف معقّدة، ومن المحتمل أن الفترة المقبلة سوف تُشعر الكثيرين بالحاجة الماسة إليه وأنّ فقدانه استتبعَ خسران الكثير من النقاط. ثمّة عتاب لابد أن يُوجّه أولاً إلى عموم الحركة الإسلاميّة التي لم تُبدِ ردّ فعل ''عزائي'' مناسب. قد يكون موقف يكن ''الاستثنائي'' في إطاره المذهبي المعارض؛ السّببَ في برودةِ التجاوب والتجاهل شبه التّام عند المرجعيّات الدّينيّة ''الرّسميّة'' في لبنان، ولكن ذلك لا يمكن أن يُتخذ تبريراً مادام الظرف محفوفاً برهبة الموت. إلا أنّ العتاب الحقيقي، والشّديد، يمكن أن يُخصّ به ''حزب الله'' في لبنان، والذي لم يتعامل أيضاً مع حدث الوفاة بما يليق بالداعية يكن، وبما قدّمه الأخير للحزب من تغطيةٍ وطنيّة ومساندة عملية في وقتٍ كان يتعرّض فيه لهجوم لا حدود له. من ناحية، كان الحدث/ الوفاة فرصة للحزب لكي يُعيد ترتيب خطابه ''الدّيني'' المشوّش إثر الحملات الانتخابيّة غير الموفقة التي اندفعَ إليها، وذلك لجهة إسلاميّته المنفتحة على الجميع. ومن ناحية أخرى، فإنّ الحزب فشلَ في اختبار إثبات عدم تفريقه ''المذهبي'' بين العلماء الكبار حينما يرحلون، فيقيم لهم العزاء المناسب ويُعطّل جزءاً من برامج إعلامه المرئي لإظهار المواساة المطلوبة. كان محبطاً عند بعض المتابعين، ومنهم متحمّسون للحزب، حينما تمّ الاكتفاء ببيان تعزية أُذيع في نشرات الأخبار مع بعض التقارير المقتضبة. بعيداً عن العتاب، شكّل يكن في إطاره الدّعوي اجتهاداً حيويّاً جمَعَ بين الحفاظ على الأصالة الدّينيّة ومقتضيات العصر والانفتاح على أسئلته المستجدّة، وكان اللّقب الذي عُرف به، لقب ''الدّاعية''، توكيداً على حرصه التبليغي المنفتح على الهموم المعاصرة، ولكن امتعاضه من انحباس محيطه الدّيني الخاص على جماعات المال والاقتصاد السّياسي، واهتزاز مرجعيّة هذا المحيط بسبب ذلك، دفعه إلى تأسيس ''جبهة العمل الإسلامي'' قبل سنوات قليلة ماضية، وهو إطار جهوي ضمّ مجموعة من النّخب الدّينيّة التي رفضت الالتحاق بالتيار السّياسي الغالب في الشّارع السّني اللّبناني، إضافة إلى جمْعٍ من رجال الدّين المتحفّظين على سياسة دار الإفتاء هناك.
المصدر جريدة الوقت http://www.alwaqt.com/art.php?aid=169951 (http://www.alwaqt.com/art.php?aid=169951)
جاء رحيل الدّاعية اللبناني المعروف فتحي يكن في ظلّ ظروف معقّدة، ومن المحتمل أن الفترة المقبلة سوف تُشعر الكثيرين بالحاجة الماسة إليه وأنّ فقدانه استتبعَ خسران الكثير من النقاط. ثمّة عتاب لابد أن يُوجّه أولاً إلى عموم الحركة الإسلاميّة التي لم تُبدِ ردّ فعل ''عزائي'' مناسب. قد يكون موقف يكن ''الاستثنائي'' في إطاره المذهبي المعارض؛ السّببَ في برودةِ التجاوب والتجاهل شبه التّام عند المرجعيّات الدّينيّة ''الرّسميّة'' في لبنان، ولكن ذلك لا يمكن أن يُتخذ تبريراً مادام الظرف محفوفاً برهبة الموت. إلا أنّ العتاب الحقيقي، والشّديد، يمكن أن يُخصّ به ''حزب الله'' في لبنان، والذي لم يتعامل أيضاً مع حدث الوفاة بما يليق بالداعية يكن، وبما قدّمه الأخير للحزب من تغطيةٍ وطنيّة ومساندة عملية في وقتٍ كان يتعرّض فيه لهجوم لا حدود له. من ناحية، كان الحدث/ الوفاة فرصة للحزب لكي يُعيد ترتيب خطابه ''الدّيني'' المشوّش إثر الحملات الانتخابيّة غير الموفقة التي اندفعَ إليها، وذلك لجهة إسلاميّته المنفتحة على الجميع. ومن ناحية أخرى، فإنّ الحزب فشلَ في اختبار إثبات عدم تفريقه ''المذهبي'' بين العلماء الكبار حينما يرحلون، فيقيم لهم العزاء المناسب ويُعطّل جزءاً من برامج إعلامه المرئي لإظهار المواساة المطلوبة. كان محبطاً عند بعض المتابعين، ومنهم متحمّسون للحزب، حينما تمّ الاكتفاء ببيان تعزية أُذيع في نشرات الأخبار مع بعض التقارير المقتضبة. بعيداً عن العتاب، شكّل يكن في إطاره الدّعوي اجتهاداً حيويّاً جمَعَ بين الحفاظ على الأصالة الدّينيّة ومقتضيات العصر والانفتاح على أسئلته المستجدّة، وكان اللّقب الذي عُرف به، لقب ''الدّاعية''، توكيداً على حرصه التبليغي المنفتح على الهموم المعاصرة، ولكن امتعاضه من انحباس محيطه الدّيني الخاص على جماعات المال والاقتصاد السّياسي، واهتزاز مرجعيّة هذا المحيط بسبب ذلك، دفعه إلى تأسيس ''جبهة العمل الإسلامي'' قبل سنوات قليلة ماضية، وهو إطار جهوي ضمّ مجموعة من النّخب الدّينيّة التي رفضت الالتحاق بالتيار السّياسي الغالب في الشّارع السّني اللّبناني، إضافة إلى جمْعٍ من رجال الدّين المتحفّظين على سياسة دار الإفتاء هناك.
المصدر جريدة الوقت http://www.alwaqt.com/art.php?aid=169951 (http://www.alwaqt.com/art.php?aid=169951)