فـاروق
07-01-2009, 04:20 AM
ريا عبيد
لم يتغير الشيعة اللبنانيون ولم تتبدل خياراتهم، كذلك لم يتغير الموارنة اللبنانيون ولكن بعض المواقف التي تخرج عن بكركي تستدعي التأمل والتفكير.
بعد يومين من حادثة بوسطة عين الرمانة، زار البطريرك خريش الإمام السيد موسى الصدر في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. في كلمته الترحيبية قال الصدر «في هذا اليوم نتذكر تماماً يوم خيم الظلام والظلم على العالم وكان خروج قداسة البابا بيوس من حاضرة الفاتيكان. وكانت العادة أن قداسة البابا يزار ولا يزور ولكن قلب المسيح (ع) الذي كان بين جوانحه أبى إلا أن يحرك قداسة البابا لكي يخرج ويتفقد الناس ويمسح جروحهم، لذا فإن قلب المسيح (ع) هو الذي جاء بك إلينا يا صاحب الغبطة لإطفاء النار وإنقاذ الوطن».
رد البطريرك خريش «زيارتي هي تكريم للطائفة الشيعية الشقيقة بكل هيئاتها وشخصياتها الدينية والسياسية، وإني أقدر تعلقهم وتمسكهم بهذا البلد، ذلك لأنهم كانوا عبر التاريخ من المتألمين ولبنان بُني لتخفيف آلام الناس والمحافظة على حرياتهم واستقلالهم، وأبناء الطائفة الشيعية كانوا من المُجلّين في هذا السبيل».
يُظهر النصان أن مواقف البطريركية المارونية كانت مع بدايات الحرب الأهلية مواقف وطنية جامعة ومتطابقة مع مواقف المجلس الشيعي في الخوف على الكيان من التغيير نتيجة لما كان يحدث آنذاك.
شعرت بكركي ومعها الموارنة بالخطر على الكيان لا بل أحسوا أن وجودهم أصبح مهدداً فعلياً، ولذلك تفشت ظاهرة حمل السلاح وتم تخزين بعضه في الكنائس والأديرة و«شارك في تلك الحرب المجتمع الماروني بكل عناصره، بمن فيهم الرهبان لرفع المعنويات» كما يذكر الدكتور كمال ديب في مؤلفه الضخم والرصين «الجسر العتيق، سقوط لبنان المسيحي».
أما الشيعة، وكان النظام الإيراني آنذاك، أكثر صهيونية من إسرائيل، فقد استشعروا الخطر ذاته ولكنهم لم يذهبوا الى الشاه الشيعي لطلب النجدة بل الى سوريا العربية.
يا سيدنا،
إن الذين تحبهم ويزورونك من يسار سابق ويمين متجدد ورأسماليين وتجار كانوا يعتبرون موسى الصدر «خائناً» وينعتونه بأشد النعوت ويتهمونه بأنه ساهم في سقوط تل الزعتر والنبعة، وحاولوا اغتياله ونجحوا في إزاحته لأنه وطائفته رفضوا بيع هذا الكيان الذي والحمد لله ما زال موجوداً ليبقى الصدريون ويبقى المسيحيون وتبقى بكركي.
يا سيدنا،
إن الشيعة طائفة رفضت عزل المسيحيين وبالتالي لم تقاتلهم. هذه طائفة الإمام الصدر، وليست طائفة الصدر من يفعل ذلك وهو الذي أعلن «أن من يطلق طلقة على دير الأحمر وشليفا كمن يطلقها على رأسي وبيتي ومحرابي»، طائفة الصدر لم تهجر المسيحيين من قراهم في البقاع وقرى الشريط الحدودي السابق وشرق صيدا، بل هي التي أصرّت على عودتهم فأعيد بناء بيوتهم وكنائسهم بقرار من قيادة الشيعة.
يا سيدنا،
التحية أتتنا من رعيتكم في جبل لبنان الذي نحب، هو قلب لبنان بالفعل حين احتضن الشيعة ـ أهل المقاومة المهاجرين من نار العدو في حرب تموز فكانوا بذلك الأنصار المسيحيين، وانتظروا وانتظرنا قداساً وطنياً جامعاً عن أرواح شهداء لبنان المقاومين والمدنيين ولم يحصل!
طائفة حسن نصر الله لم يضطر المسيحيون معها، وبالأخص منهم الموارنة، لنقل صناديق الاقتراع من مكان الى آخر كما حصل مثلاً مع أهل بريح الذين نقلت صناديقهم الى بعبدا، فاقترع الجنرال عون ومسيحيو الضاحية لمرشحيهم في الضاحية وقرب كنيستهم.
ليست طائفة حسن نصر الله التي تتهم بالخطر على الكيان بعدما جدد السيد حسن مع الجنرال عون عبر ورقة التفاهم ما قام به البطريرك خريش والإمام الصدر.
يا سيدنا
نقر بأن مجد لبنان أعطي لبكركي، وكان الموارنة على «قد الحِمل» وأكثر، فقاموا بلبنان وجعلوه وطناً جامعاً وتفاعلوا مع مكوناته، لكن طائفة الصدر ونصر الله غيرت وجه لبنان، نعم، وذلك حين صنعت مجده من جديد بانتصارها على العدو الأوحد الذي يهدد بالفعل كيانه وعروبته وأعطته للبنان كله.
هذه الطائفة لم تُعطَ المجد لا من سوريا ولا من إيران بل صنعته بدماء أبنائها واحتضان المسيحيين الشرفاء، والفضل يعود لمسيحيين حواريين كالجنرال عون وسليمان فرنجية اللذين سيكتب عنهما التاريخ بأنهما كانا وراء تغيير المزاج المسيحي باعتبار إسرائيل هي العدو الأوحد للبنان وفي تطوير العلاقة والتفاعل مع مسيحيي سوريا، في الخوف على مسيحيي العراق وفلسطين، في التواصل مع مسيحيي المنطقة وصولا الى مسيحيي إيران، في فك العزلة، في عدم التقوقع، في العودة من المَهاجر وفي الاتكال على الذات للتغيير من الداخل.
يقول الإمام علي (ع) حاثاً الناس على الرحمة بالناس «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»
لم يتغير الشيعة اللبنانيون ولم تتبدل خياراتهم، كذلك لم يتغير الموارنة اللبنانيون ولكن بعض المواقف التي تخرج عن بكركي تستدعي التأمل والتفكير.
بعد يومين من حادثة بوسطة عين الرمانة، زار البطريرك خريش الإمام السيد موسى الصدر في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. في كلمته الترحيبية قال الصدر «في هذا اليوم نتذكر تماماً يوم خيم الظلام والظلم على العالم وكان خروج قداسة البابا بيوس من حاضرة الفاتيكان. وكانت العادة أن قداسة البابا يزار ولا يزور ولكن قلب المسيح (ع) الذي كان بين جوانحه أبى إلا أن يحرك قداسة البابا لكي يخرج ويتفقد الناس ويمسح جروحهم، لذا فإن قلب المسيح (ع) هو الذي جاء بك إلينا يا صاحب الغبطة لإطفاء النار وإنقاذ الوطن».
رد البطريرك خريش «زيارتي هي تكريم للطائفة الشيعية الشقيقة بكل هيئاتها وشخصياتها الدينية والسياسية، وإني أقدر تعلقهم وتمسكهم بهذا البلد، ذلك لأنهم كانوا عبر التاريخ من المتألمين ولبنان بُني لتخفيف آلام الناس والمحافظة على حرياتهم واستقلالهم، وأبناء الطائفة الشيعية كانوا من المُجلّين في هذا السبيل».
يُظهر النصان أن مواقف البطريركية المارونية كانت مع بدايات الحرب الأهلية مواقف وطنية جامعة ومتطابقة مع مواقف المجلس الشيعي في الخوف على الكيان من التغيير نتيجة لما كان يحدث آنذاك.
شعرت بكركي ومعها الموارنة بالخطر على الكيان لا بل أحسوا أن وجودهم أصبح مهدداً فعلياً، ولذلك تفشت ظاهرة حمل السلاح وتم تخزين بعضه في الكنائس والأديرة و«شارك في تلك الحرب المجتمع الماروني بكل عناصره، بمن فيهم الرهبان لرفع المعنويات» كما يذكر الدكتور كمال ديب في مؤلفه الضخم والرصين «الجسر العتيق، سقوط لبنان المسيحي».
أما الشيعة، وكان النظام الإيراني آنذاك، أكثر صهيونية من إسرائيل، فقد استشعروا الخطر ذاته ولكنهم لم يذهبوا الى الشاه الشيعي لطلب النجدة بل الى سوريا العربية.
يا سيدنا،
إن الذين تحبهم ويزورونك من يسار سابق ويمين متجدد ورأسماليين وتجار كانوا يعتبرون موسى الصدر «خائناً» وينعتونه بأشد النعوت ويتهمونه بأنه ساهم في سقوط تل الزعتر والنبعة، وحاولوا اغتياله ونجحوا في إزاحته لأنه وطائفته رفضوا بيع هذا الكيان الذي والحمد لله ما زال موجوداً ليبقى الصدريون ويبقى المسيحيون وتبقى بكركي.
يا سيدنا،
إن الشيعة طائفة رفضت عزل المسيحيين وبالتالي لم تقاتلهم. هذه طائفة الإمام الصدر، وليست طائفة الصدر من يفعل ذلك وهو الذي أعلن «أن من يطلق طلقة على دير الأحمر وشليفا كمن يطلقها على رأسي وبيتي ومحرابي»، طائفة الصدر لم تهجر المسيحيين من قراهم في البقاع وقرى الشريط الحدودي السابق وشرق صيدا، بل هي التي أصرّت على عودتهم فأعيد بناء بيوتهم وكنائسهم بقرار من قيادة الشيعة.
يا سيدنا،
التحية أتتنا من رعيتكم في جبل لبنان الذي نحب، هو قلب لبنان بالفعل حين احتضن الشيعة ـ أهل المقاومة المهاجرين من نار العدو في حرب تموز فكانوا بذلك الأنصار المسيحيين، وانتظروا وانتظرنا قداساً وطنياً جامعاً عن أرواح شهداء لبنان المقاومين والمدنيين ولم يحصل!
طائفة حسن نصر الله لم يضطر المسيحيون معها، وبالأخص منهم الموارنة، لنقل صناديق الاقتراع من مكان الى آخر كما حصل مثلاً مع أهل بريح الذين نقلت صناديقهم الى بعبدا، فاقترع الجنرال عون ومسيحيو الضاحية لمرشحيهم في الضاحية وقرب كنيستهم.
ليست طائفة حسن نصر الله التي تتهم بالخطر على الكيان بعدما جدد السيد حسن مع الجنرال عون عبر ورقة التفاهم ما قام به البطريرك خريش والإمام الصدر.
يا سيدنا
نقر بأن مجد لبنان أعطي لبكركي، وكان الموارنة على «قد الحِمل» وأكثر، فقاموا بلبنان وجعلوه وطناً جامعاً وتفاعلوا مع مكوناته، لكن طائفة الصدر ونصر الله غيرت وجه لبنان، نعم، وذلك حين صنعت مجده من جديد بانتصارها على العدو الأوحد الذي يهدد بالفعل كيانه وعروبته وأعطته للبنان كله.
هذه الطائفة لم تُعطَ المجد لا من سوريا ولا من إيران بل صنعته بدماء أبنائها واحتضان المسيحيين الشرفاء، والفضل يعود لمسيحيين حواريين كالجنرال عون وسليمان فرنجية اللذين سيكتب عنهما التاريخ بأنهما كانا وراء تغيير المزاج المسيحي باعتبار إسرائيل هي العدو الأوحد للبنان وفي تطوير العلاقة والتفاعل مع مسيحيي سوريا، في الخوف على مسيحيي العراق وفلسطين، في التواصل مع مسيحيي المنطقة وصولا الى مسيحيي إيران، في فك العزلة، في عدم التقوقع، في العودة من المَهاجر وفي الاتكال على الذات للتغيير من الداخل.
يقول الإمام علي (ع) حاثاً الناس على الرحمة بالناس «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»