أم ورقة
06-26-2009, 07:45 PM
الأرض والبشر والعدل
رامي زريق
أتى مفهوم الزراعة الدائمة (permaculture) كردّ فعل على الدمار الذي ألحقته أنظمة إنتاج الغذاء الصناعية بالبيئة والموارد الطبيعية والبشر. تطوّر هذا المفهوم مع الزمن ليتحوّل إلى مبدأ أيديولوجي وإلى مقاربة تصميمية وتخطيطية ترتكز على ثلاث قيم أساسية: حضانة الأرض باعتبارها مصدر الحياة الأساسي، حضانة البشر لأن مهمة المجتمع الأساسية هي التعاون والتكافل لتحسين مستويات العيش، وأخيراً، حضانة العدل أي وضع ضوابط على استهلاك البشر للموارد الطبيعية مع مراعاة التوزيع العادل لهذه الموارد لكي تسهم ببناء العيش المستدام.
انتشر مفهوم الزراعة الدائمة في عدد من بلدان الغرب حيث توسّع مضمونه وتطورت آلياته ليأخذ أبعاداً ثقافية تتجاوز العملية الزراعية. وجاء تبنّي بعض الناشطين الفلسطينيين لمبدأ الزراعة الدائمة على سبيل تكريس أهمية هذه المقاربة في تجديد هوية الريف والإنتاج الغذائي والثقافة الغذائية في وطن يعاني تعدّياً استعمارياً متواتراً لا يرحم بيئة أو مورداً أو بشراً. وبذلك، أعطى المقاومون الزراعيون الدائمون في فلسطين المحتلة بعداً جديداً للزراعة الدائمة التي أصبحت وسيلة صمود وتصدٍّ لاعتداءات الكيان الغاصب.
ها نحن في لبنان نبحث عن هويتنا الريفية والزراعية التي تتجه يوماً بعد يوم نحو الزوال، مع ارتفاع نسب النزوح وغياب التنمية والإرشاد، ولكن أيضاً بسبب غياب سياسة زراعية ترتكز على حضانة البيئة والبشر والموارد وتؤمن العدالة الاجتماعية. ولا تزال بلادنا عرضة لأطماع العدو الصهيوني، ما يفرض على العيش في بعض المناطق كالجنوب والبقاع الغربي أبعاداً صمودية. لماذا لا تكون الزراعة الدائمة وسيلتنا لغرس أنفسنا في هذه الأرض، فتصبح سلاحاً أساسياً في ترسانة المقاومة الدائمة؟
عدد الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٠٩
رامي زريق
أتى مفهوم الزراعة الدائمة (permaculture) كردّ فعل على الدمار الذي ألحقته أنظمة إنتاج الغذاء الصناعية بالبيئة والموارد الطبيعية والبشر. تطوّر هذا المفهوم مع الزمن ليتحوّل إلى مبدأ أيديولوجي وإلى مقاربة تصميمية وتخطيطية ترتكز على ثلاث قيم أساسية: حضانة الأرض باعتبارها مصدر الحياة الأساسي، حضانة البشر لأن مهمة المجتمع الأساسية هي التعاون والتكافل لتحسين مستويات العيش، وأخيراً، حضانة العدل أي وضع ضوابط على استهلاك البشر للموارد الطبيعية مع مراعاة التوزيع العادل لهذه الموارد لكي تسهم ببناء العيش المستدام.
انتشر مفهوم الزراعة الدائمة في عدد من بلدان الغرب حيث توسّع مضمونه وتطورت آلياته ليأخذ أبعاداً ثقافية تتجاوز العملية الزراعية. وجاء تبنّي بعض الناشطين الفلسطينيين لمبدأ الزراعة الدائمة على سبيل تكريس أهمية هذه المقاربة في تجديد هوية الريف والإنتاج الغذائي والثقافة الغذائية في وطن يعاني تعدّياً استعمارياً متواتراً لا يرحم بيئة أو مورداً أو بشراً. وبذلك، أعطى المقاومون الزراعيون الدائمون في فلسطين المحتلة بعداً جديداً للزراعة الدائمة التي أصبحت وسيلة صمود وتصدٍّ لاعتداءات الكيان الغاصب.
ها نحن في لبنان نبحث عن هويتنا الريفية والزراعية التي تتجه يوماً بعد يوم نحو الزوال، مع ارتفاع نسب النزوح وغياب التنمية والإرشاد، ولكن أيضاً بسبب غياب سياسة زراعية ترتكز على حضانة البيئة والبشر والموارد وتؤمن العدالة الاجتماعية. ولا تزال بلادنا عرضة لأطماع العدو الصهيوني، ما يفرض على العيش في بعض المناطق كالجنوب والبقاع الغربي أبعاداً صمودية. لماذا لا تكون الزراعة الدائمة وسيلتنا لغرس أنفسنا في هذه الأرض، فتصبح سلاحاً أساسياً في ترسانة المقاومة الدائمة؟
عدد الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٠٩