عزام
06-23-2009, 11:27 AM
شعار النساء : أنا اشتري .. إذن أنا موجودة
" كم أتمنى أن يأتي يوم تخبرني فيه زوجتي بأنها أصبحت تكره السوق والتسوق . لكنها أمنية ما أحسبها ستتحقق أبدًا ، فحب التسوق مغروس في قلبها ، يخالط لحمها ودمها ، لا تمل الذهاب إلى السوق ، تدخل محلاً وتخرج من آخر ، دون تعب أو كلل ، في همة شماء ، وعزم ومضاء . وأسألها عندما تبدي رغبتها في الذهاب إلى السوق : هل تحتاجين شراء شيء ؟ فتجيبني في استنكار واستغراب : وهل يجب أن أكون في حاجة إلى ما أشتريه حتى أذهب إلى السوق ؟! وكثيرًا ما أُذكرها بوصف النبي صلى الله عليه وسلم للأسواق بأنها أسوأ الأماكن وأبغضها إلى الله ، ولكن دون جدوى . وأجد لي عزاء في أن النساء جميعهن - أو أكثرهن - على هذا العشق للتسوق والتعلق به ، حتى إن دراسة بريطانية أكدت أن الحالة الصحية للمرأة تتحسن في أثناء تجوالها في الأسواق ، بينما يرتفع ضغط الدم لدى الرجل ، وتتسارع نبضات قلبه ، وتتوتر أعصابه . وقرأت اليوم كلامًا لمتخصص في علم النفس عن التسوق الذي وصفه بـ "الحمى" : أجل " حمى التسوق" حيث يقول " إن التهافت على المتاجر ليس مجرد تسلية ، إنه استجابة لحاجة ملحة ، استجابة تحقق لها الراحة . وأعجبني اعتراف لإحدى النساء بأنها ضحية سهلة لأحابيل إعلانات التخفيض ، وبريق واجهات المحلات ، تقول هذه السيدة : " عندما أكون قلقة ومتوترة فأول شيء أفكر فيه هو التجوال في المتاجر ، حتى صار الأمر عندي مثل الإدمان". وإذا اشتهر قول ديكارت " أنا أفكر إذن أنا موجود " ، فإن امرأة أخرى تقول : " أنا اشتري .. إذن أنا موجودة" فتؤكد بهذا ارتباط التسوق بالنساء ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه أو عنه . لهذا كله صرت أعذر زوجتي في شدة حبها التسوق ، وقوة تعلقها به ، وعدم سأمها منه ، وتجدد نشاطها كلما رغبت فيه لكنني وضعت ضوابط لهذا التسوق هي : - مرافقتي لها ، أو مرافقة أحد أبنائها ، لزيادة احترام الباعة لها والتزامهم الأدب في تعريف سلعهم وتسويقها . - إذا كنت المرافق لها أخبرتها أن تسوقنا سينتهي قبيل أذان المغرب أو أذان العشاء ( حسب وقت تسوقنا) لنصلي في المسجد ونختم بالصلاة جولتنا التسويقية ، وبهذا أمنعها من التراخي في التجول بين المحلات والتعجيل بشراء حاجاتها . - اذا كان ولدي هو المرافق لها فإنني أحدد لهم المكان الذي سأجدهم فيه والزمان الذي يسبق موعد الأذان بقليل . - أوصيها بالعمل على شراء ما تحتاجه في تسوقها اليوم ، لأنه لن تسنح لنا فرصة أخرى في القريب للذهاب إلى السوق .. وبهذا أحول دون تكرار الذهاب إلى الأسواق لشراء هذا الذي لا يتم شراؤه عادة إلا بعد عدة زيارات للأسواق . أخيرًا ، فإنني لا أخفي عليكم أنني أستفيد أحيانًا من تعلق زوجتي بالتسوق ، فأشترط عليها قضاء وتلبية طلبات لم تكن تقضيها وتلبيها ، قبل أصطحبها إلى السوق".
" كم أتمنى أن يأتي يوم تخبرني فيه زوجتي بأنها أصبحت تكره السوق والتسوق . لكنها أمنية ما أحسبها ستتحقق أبدًا ، فحب التسوق مغروس في قلبها ، يخالط لحمها ودمها ، لا تمل الذهاب إلى السوق ، تدخل محلاً وتخرج من آخر ، دون تعب أو كلل ، في همة شماء ، وعزم ومضاء . وأسألها عندما تبدي رغبتها في الذهاب إلى السوق : هل تحتاجين شراء شيء ؟ فتجيبني في استنكار واستغراب : وهل يجب أن أكون في حاجة إلى ما أشتريه حتى أذهب إلى السوق ؟! وكثيرًا ما أُذكرها بوصف النبي صلى الله عليه وسلم للأسواق بأنها أسوأ الأماكن وأبغضها إلى الله ، ولكن دون جدوى . وأجد لي عزاء في أن النساء جميعهن - أو أكثرهن - على هذا العشق للتسوق والتعلق به ، حتى إن دراسة بريطانية أكدت أن الحالة الصحية للمرأة تتحسن في أثناء تجوالها في الأسواق ، بينما يرتفع ضغط الدم لدى الرجل ، وتتسارع نبضات قلبه ، وتتوتر أعصابه . وقرأت اليوم كلامًا لمتخصص في علم النفس عن التسوق الذي وصفه بـ "الحمى" : أجل " حمى التسوق" حيث يقول " إن التهافت على المتاجر ليس مجرد تسلية ، إنه استجابة لحاجة ملحة ، استجابة تحقق لها الراحة . وأعجبني اعتراف لإحدى النساء بأنها ضحية سهلة لأحابيل إعلانات التخفيض ، وبريق واجهات المحلات ، تقول هذه السيدة : " عندما أكون قلقة ومتوترة فأول شيء أفكر فيه هو التجوال في المتاجر ، حتى صار الأمر عندي مثل الإدمان". وإذا اشتهر قول ديكارت " أنا أفكر إذن أنا موجود " ، فإن امرأة أخرى تقول : " أنا اشتري .. إذن أنا موجودة" فتؤكد بهذا ارتباط التسوق بالنساء ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه أو عنه . لهذا كله صرت أعذر زوجتي في شدة حبها التسوق ، وقوة تعلقها به ، وعدم سأمها منه ، وتجدد نشاطها كلما رغبت فيه لكنني وضعت ضوابط لهذا التسوق هي : - مرافقتي لها ، أو مرافقة أحد أبنائها ، لزيادة احترام الباعة لها والتزامهم الأدب في تعريف سلعهم وتسويقها . - إذا كنت المرافق لها أخبرتها أن تسوقنا سينتهي قبيل أذان المغرب أو أذان العشاء ( حسب وقت تسوقنا) لنصلي في المسجد ونختم بالصلاة جولتنا التسويقية ، وبهذا أمنعها من التراخي في التجول بين المحلات والتعجيل بشراء حاجاتها . - اذا كان ولدي هو المرافق لها فإنني أحدد لهم المكان الذي سأجدهم فيه والزمان الذي يسبق موعد الأذان بقليل . - أوصيها بالعمل على شراء ما تحتاجه في تسوقها اليوم ، لأنه لن تسنح لنا فرصة أخرى في القريب للذهاب إلى السوق .. وبهذا أحول دون تكرار الذهاب إلى الأسواق لشراء هذا الذي لا يتم شراؤه عادة إلا بعد عدة زيارات للأسواق . أخيرًا ، فإنني لا أخفي عليكم أنني أستفيد أحيانًا من تعلق زوجتي بالتسوق ، فأشترط عليها قضاء وتلبية طلبات لم تكن تقضيها وتلبيها ، قبل أصطحبها إلى السوق".