أبو يونس العباسي
06-16-2009, 11:15 PM
لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
سبب المقال
تطالعنا وسائل الإعلام عن حرب ضروس ستشنها (الحكومة الرشيدة) في غزة على أتباع المنهج السلفي الجهادي , وهاكم دليلان يؤكدان هذا الأمر:
قال الدكتور الأسطل في حوار مع جريدة فلسطين التي تصدر من غزة: لكن يجب هنا أن ننبه إلى أن بعض أدعياء المقاومة لا نسمع لهم صوتاً عند هجوم الاحتلال أو توغلاته فإذا أبرمنا تهدئة مع الاحتلال بواسطة المصريين، أو غيرهم حاولوا إفسادها بإطلاق قذيفة هنا وأخرى هناك باسم المقاومة".
وبيّن أن الهدف من ذلك هو إبراز الحكومة في غزة عاجزة عن الوفاء بتعهداتها لإفشالها سياسياً، وأن أمثال هؤلاء ليسوا من رجال المقاومة بل أيد للاحتلال من حيث يدرون أو لا يدرون ، وأن الضرب على أيديهم هو عين المقاومة لأن الاحتلال عندما يضطر إلى القبول بالتهدئة يكون قد سجل شهادة تزكية للمقاومة الحقيقية بأنه عاجز عن استئصالها، ومضطر لمهادنتها فتخريب التهدئة عندئذ هو عين الخيانة -وفقاً للدكتور الأسطل-.
http://www.felesteen.ps/?action=showdetail&nid=52112
حماس تنقلب على التيار السلفي في غزة
رام الله - أماني سعيد
علمت 'الجريدة' من مصادر فلسطينية موثوق بها أمس، أن الحكومة التابعة لحركة 'حماس' في غزة ، وافقت على خطة أعدها وزير الداخلية الجديد المعروف تشدده فتحي حماد، لتقليص نفوذ 'الجماعات السلفية الجهادية' في القطاع. وقالت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها إن 'حماس بدأت تشعر بخطر من جراء زيادة نفوذ الجماعات السلفية المتشددة في غزة، وبخاصة عقب العملية العسكرية التي نفذها إسلاميون شرق مدينة غزة ضد موقع عسكري إسرائيلي الأسبوع المنصرم، وكانت تهدف إلى خطف جنود إسرائيليين عبر استخدام جياد مفخخة. وذكرت المصادر أن 'حماس فرضت تعتيما على العملية الأمنية المنوي خلالها ضرب الخلايا السلفية في غزة'، مؤكدةً أن 'القرار اتخذ والتنفيذ سيكون في القريب العاجل '.
http://www.aljarida.com/AlJarida/Article.aspx?id=116327
فكان هذان الخبران دافعا لي أن أكتب هذا المقال والذي أسميته:" لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى"
هذا أول الامتحانات والاختبارات وأيسرها
وأنا أعتبر هذا امتحان واختبار من الله لأتباع هذا المنهج ليميز الله الخبيث من الطيب وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة , وليظهر ومن خلال هذا الاختبار ويتميز الأدعياء من المخلصين الأصلاء , قال الله تعالى:" لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)".
ألهذه الدرجة بلغ بكم الخوف؟!!!
ولقد حدثني شيخ فاضل من شيوخ هذا المنهج في جنوب غزة أن بعض الشباب امتنعوا من الإتيان للدروس خوفا على أنفسهم من بطش الحكومة خاصة بعدما كثر الكلام على الشيخ من قبل (الحكومة الرشيدة) في غزة.
ألا فاعلموا أن الخوف الذي يؤثر على تصرفات الإنسان الشرعية عبادة لا تصرف إلا لله جل في علاه , قال الله تعالى على لسان إبراهيم – عليه السلام -:" وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) "(الأنعام) , واعلموا يا رجالات المنهج الحق أن النافع والنافع وحده هو الله وأن الضار والضار وحده هو الله , وأن كلمة الحق واتباعه لا تقطع رزقا ولا تقرب أجلا , قال الله تعالى:" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)"(يونس)
لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
وإنني أقول لأتباع هذا المنهج ممن باعوا النفس لله ولله وحده , والله إننا لا نهتم من الذي يقوم بإيذائنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى سبحانه وتعالى , فسواء قتلنا أو آذانا اليهود أو أذنابهم من العلمانيين أو بعض المتأسلمين فالأمر سيان عندنا لأننا واثقون من صحة الطريق الذي نسير فيه , وليس عندنا في هذا شكك ولا ريب.
نحن أولى وأحق بالثبات من غيرنا
وأقول لأتباع المنهج الحق أتباع منهج السلف حقا وصدقا : لقد ثبت العلمانيون على مبادئهم زمنا طويلا في وجه اليهود وأوذوا وقتلوا فما منعهم هذا من المضي في طريقهم العفن المنتن.
ولقد صبر وثبت كثير من أبناء حركة حماس في وجه اليهود ثم في وجه أولياءهم من العلمانيين من بني جلدتنا , ولا زالوا , وأوذوا وقتلوا فما صدهم هذا عن المضي في هذا الطريق .
ولقد ثبت الضال جهم بن صفوان والجعد بن درهم على منهجهما وقتلا وما تراجعا وما نزلا عن جواد الصبر على منهجهم وهو منهج ضلال وانحراف.
ألا يحفزنا صبر هؤلاء وفيهم ما فيهم مما يغضب رب الأرض والسموات على أن نصبر على منهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الذي هو منهج أهل الحق , فوالله لنحن أحق بالثبات من غيرنا ,قال الله تعالى:" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) "(إبراهيم) , وتأملوا معي هذا الحديث فهو حديث مهم فيما نتحدث به الآن , فقد أخرج البخاري في صحيحه عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ :"شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"
الثبات بين الإمام الهمام والسارق الخوان
وأذكركم بهذه القصة التي جرت أحداثها مع الإمام أحمد يوم سجن بسبب ثباته على عقيدة أهل السنة والجماعة , ورفضه لقبول القول بخلق القرآن , وتصريحه أنه كلام الله صفة من صفاته ليس بالمخلوق , يوم سجن الإمام بسبب هذا دخل معه السجن سارق وقال له:يا إمام والله لقد سرقت مرارا وسجنت وسجنت وضربت وضربت وأنا ثابت على ما أنا عليه , وأنا على ضلال , فلأنت أحرى أن تثبت وأحرى أن تصبر.
البلاء والعناء ضريبة الالتزام بدين رب الأرض والسماء
ولأنتم يا أتباع المنهج الحق أجدر بالثبات وأحرى بالصبر على الملمات واعلموا أن البلاء والعناء ضريبة الالتزام بدين رب الأرض والسماء , قال ورقة للرسول – صلى الله عليه وسلم - بعيد نزول جبريل – عليه السلام - أول مرة:"ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي" , أخرجه البخاري من حديث عائشة , قال الله تعالى :" الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " (العنكبوت) .
الابتلاءات من علامات صحة الطريق إلى رب العبيد
وعليه فاعلموا أن من علامات صحة الطريق معاداة العالم الظالم الكافر لنا ولمنهجنا , فلا توجد جماعة يعاديها العالم مثلما يعادي الجماعة السلفية الجهادية , وإن شئت فقل عنها القاعدة .
ثم قولوا لي : هل هناك فرق بين هذه القتلة وهذه؟
ثم قولوا لي : هل هناك فرق بين من قتل على يد كفار قريش من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وبين من قتل على أيد اليهود والنصارى؟
لا والله فهذا كافر وهذا كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة , والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين من قتل على يد المرتدين من أتباع مسيلمة وبين من قتل على يد كسرى وقيصر؟!!!
لا والله فهذا كافر وهذا كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل سيد قطب وهو عبد الناصر وبين قتلة ومن قتل أبو الليث الليبي رحمه الله تعالى؟!!!
لا والله فقاتل سيد قطب كافر وقاتل أبو الليث كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل الدكتور حسين أبو عجوة من أبناء فتح وبين قتلة ومن قتل الدكتور نزار ريان وهم اليهود؟!!!
لا والله فالقاتل في كل كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
وهل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل معتز دغمش ومن قتله هم اليهود وبين قتلة ومن قتل الصائب وإخوانه في الصبرة في شهر رمضان المبارك؟!!!
لا والله فالقاتل في كل كافر, وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
أخرج البخاري في صحيحه عن عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ"
لا والله لا يوجد فرق فالكفر ملة واحدة , ولا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا على ما يُرضي المولى , لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى.
فيا أتباع المنهج الحق:
هذه هي الطريق ... طريق تعب ونصب وبلاء وعناء وأشواك ودماء وأشلاء وتضحيات وبذل وعطاء فإما أنتم قوم بعتم النفس لله فتقدموا وإلا فتراجعوا , فالله غني عنكم وعن العالمين , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) "(فاطر) , فأين من يبيع النفس والدنيا لله رب العالمين , قال الله تعالى:" فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) " , وهذه لمن أراد الخطوات العملية لصناعة النفس الإستشهادية
1. عقد الصفقة الرابحــة :
((إن اللــــــه إشترى من المؤمنــين أنفسهم وأموالهــم بإن لهم الجنـــة يقاتلـــون في سبيـــل الله فيقتُلون و يُقتَلون))
هذه البشارة من أهم الدوافــع لخلق الروح المعنو يـــة الكاملة وتحديد .
الهدف الواضح فالله غايتنا...........والنفس ثمن الجنـــة
(إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنــة).
ولكن كيف يشتري الله جـل شأنه نفس المؤمن ، والمؤمن عبدٌ لله والعبد
ملكٌ لسيده؟!
إنه إشترى أنفساً هو خلقها وأموالاً هو رزقها لكن ذكره تعالى لحسن في الدعاء إلى الطاعة...فهلا سمعنا وأطعنـــا!!!!
يقول الحسن البصري (اسمعوا والله بيعة رابحة وكفة راجحة بايع الله بها كل مؤمن والله ما على الأرض مؤمن إلا وقد دخل هذه البيعة.....)
ويقول صلى الله عليه وسلم ((ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها)).
2. لكي تتم الصفقة ويقبل البيع علينا أن نلزم أنفسنا صفات المؤمنين المجاهدين...........
((التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون المكنر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين....)).
قال سيد قطب رحمه الله:"
صفقة بين العبد وربه
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين ... الله - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع . فهي بيعة مع الله لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون الله - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وليكون الدين كله لله . فقد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم ، هو الجنة : وهو ثمن لا تعدله السلعة ، ولكنه فضل الله ومَنَّه :
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ، وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن . ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم } .
صفات من عقدوا الصفقة مع رب الأرض والسموات
* والذين باعوا هذه البيعة ، وعقدوا هذه الصفقة هم صفوة مختارة ، ذات صفات مميزة . . منها ما يختص بذوات أنفسهم في تعاملها المباشر مع الله في الشعور والشعائر؛ ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة في أعناقهم من العمل خارج ذواتهم لتحقيق دين الله في الأرض من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام على حدود الله في أنفسهم وفي سواهم :
{ التائبون ، العابدون ، الحامدون ، السائحون ، الراكعون الساجدون ، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، والحافظون لحدود الله . وبشر المؤمنين } .
المفاصلة بين من أقبلوا ومن أعرضوا عن إبرام الصفقة مع الله
* والآيات التالية في السياق تقطع ما بين المؤمنين الذين باعوا هذه البيعة وعقدوا هذه الصفقة ، وبين كل من لم يدخلوا معهم فيها - ولو كانوا أولى قربى - فقد اختلفت الوجهتان ، واختلف المصيران ، فالذين عقدوا هذه الصفقة هم أصحاب الجنة ، والذين لم يعقدوها هم أصحاب الجحيم . ولا لقاء في دنيا ولا في آخرة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم . وقربى الدم والنسب إذن لا تنشئ رابطة ، ولا تصلح وشيجة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم :
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين - ولو كانوا أولي قربى - من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . إن إبراهيم لأواه حليم } . .
الولاء لمن بعدما يعقد الإنسان الصفقة مع ربه؟
* وولاء المؤمن يجب أن يتمحض لله الذي عقد معه تلك الصفقة؛ وعلى أساس هذا الولاء الموحد تقوم كل رابطة وكل وشيجة - وهذا بيان من الله للمؤمنين يحسم كل شبهة ويعصم من كل ضلالة - وحسب المؤمنين ولاية الله لهم ونصرته؛ فهم بها في غنى عن كل ما عداه ، وهو مالك الملك ولا قدرة لأحد سواه
ولا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا على ما يُرضي المولى , لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
قالوا: ستسجن
قلت: خلوة مع الله ترجى
قالوا: ستقتل
قلت:شهادة في سبيل الرب أحلى وأزكى
قالوا: ستنفى
قلت:سياحة في ملكوت ربنا الأعلى
فافعلوا ما شئتم
واسمعوا قولي:
لن أخضع لغير ربي
الذي خلق السما
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
سبب المقال
تطالعنا وسائل الإعلام عن حرب ضروس ستشنها (الحكومة الرشيدة) في غزة على أتباع المنهج السلفي الجهادي , وهاكم دليلان يؤكدان هذا الأمر:
قال الدكتور الأسطل في حوار مع جريدة فلسطين التي تصدر من غزة: لكن يجب هنا أن ننبه إلى أن بعض أدعياء المقاومة لا نسمع لهم صوتاً عند هجوم الاحتلال أو توغلاته فإذا أبرمنا تهدئة مع الاحتلال بواسطة المصريين، أو غيرهم حاولوا إفسادها بإطلاق قذيفة هنا وأخرى هناك باسم المقاومة".
وبيّن أن الهدف من ذلك هو إبراز الحكومة في غزة عاجزة عن الوفاء بتعهداتها لإفشالها سياسياً، وأن أمثال هؤلاء ليسوا من رجال المقاومة بل أيد للاحتلال من حيث يدرون أو لا يدرون ، وأن الضرب على أيديهم هو عين المقاومة لأن الاحتلال عندما يضطر إلى القبول بالتهدئة يكون قد سجل شهادة تزكية للمقاومة الحقيقية بأنه عاجز عن استئصالها، ومضطر لمهادنتها فتخريب التهدئة عندئذ هو عين الخيانة -وفقاً للدكتور الأسطل-.
http://www.felesteen.ps/?action=showdetail&nid=52112
حماس تنقلب على التيار السلفي في غزة
رام الله - أماني سعيد
علمت 'الجريدة' من مصادر فلسطينية موثوق بها أمس، أن الحكومة التابعة لحركة 'حماس' في غزة ، وافقت على خطة أعدها وزير الداخلية الجديد المعروف تشدده فتحي حماد، لتقليص نفوذ 'الجماعات السلفية الجهادية' في القطاع. وقالت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها إن 'حماس بدأت تشعر بخطر من جراء زيادة نفوذ الجماعات السلفية المتشددة في غزة، وبخاصة عقب العملية العسكرية التي نفذها إسلاميون شرق مدينة غزة ضد موقع عسكري إسرائيلي الأسبوع المنصرم، وكانت تهدف إلى خطف جنود إسرائيليين عبر استخدام جياد مفخخة. وذكرت المصادر أن 'حماس فرضت تعتيما على العملية الأمنية المنوي خلالها ضرب الخلايا السلفية في غزة'، مؤكدةً أن 'القرار اتخذ والتنفيذ سيكون في القريب العاجل '.
http://www.aljarida.com/AlJarida/Article.aspx?id=116327
فكان هذان الخبران دافعا لي أن أكتب هذا المقال والذي أسميته:" لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى"
هذا أول الامتحانات والاختبارات وأيسرها
وأنا أعتبر هذا امتحان واختبار من الله لأتباع هذا المنهج ليميز الله الخبيث من الطيب وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة , وليظهر ومن خلال هذا الاختبار ويتميز الأدعياء من المخلصين الأصلاء , قال الله تعالى:" لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)".
ألهذه الدرجة بلغ بكم الخوف؟!!!
ولقد حدثني شيخ فاضل من شيوخ هذا المنهج في جنوب غزة أن بعض الشباب امتنعوا من الإتيان للدروس خوفا على أنفسهم من بطش الحكومة خاصة بعدما كثر الكلام على الشيخ من قبل (الحكومة الرشيدة) في غزة.
ألا فاعلموا أن الخوف الذي يؤثر على تصرفات الإنسان الشرعية عبادة لا تصرف إلا لله جل في علاه , قال الله تعالى على لسان إبراهيم – عليه السلام -:" وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) "(الأنعام) , واعلموا يا رجالات المنهج الحق أن النافع والنافع وحده هو الله وأن الضار والضار وحده هو الله , وأن كلمة الحق واتباعه لا تقطع رزقا ولا تقرب أجلا , قال الله تعالى:" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)"(يونس)
لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
وإنني أقول لأتباع هذا المنهج ممن باعوا النفس لله ولله وحده , والله إننا لا نهتم من الذي يقوم بإيذائنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى سبحانه وتعالى , فسواء قتلنا أو آذانا اليهود أو أذنابهم من العلمانيين أو بعض المتأسلمين فالأمر سيان عندنا لأننا واثقون من صحة الطريق الذي نسير فيه , وليس عندنا في هذا شكك ولا ريب.
نحن أولى وأحق بالثبات من غيرنا
وأقول لأتباع المنهج الحق أتباع منهج السلف حقا وصدقا : لقد ثبت العلمانيون على مبادئهم زمنا طويلا في وجه اليهود وأوذوا وقتلوا فما منعهم هذا من المضي في طريقهم العفن المنتن.
ولقد صبر وثبت كثير من أبناء حركة حماس في وجه اليهود ثم في وجه أولياءهم من العلمانيين من بني جلدتنا , ولا زالوا , وأوذوا وقتلوا فما صدهم هذا عن المضي في هذا الطريق .
ولقد ثبت الضال جهم بن صفوان والجعد بن درهم على منهجهما وقتلا وما تراجعا وما نزلا عن جواد الصبر على منهجهم وهو منهج ضلال وانحراف.
ألا يحفزنا صبر هؤلاء وفيهم ما فيهم مما يغضب رب الأرض والسموات على أن نصبر على منهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الذي هو منهج أهل الحق , فوالله لنحن أحق بالثبات من غيرنا ,قال الله تعالى:" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) "(إبراهيم) , وتأملوا معي هذا الحديث فهو حديث مهم فيما نتحدث به الآن , فقد أخرج البخاري في صحيحه عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ :"شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"
الثبات بين الإمام الهمام والسارق الخوان
وأذكركم بهذه القصة التي جرت أحداثها مع الإمام أحمد يوم سجن بسبب ثباته على عقيدة أهل السنة والجماعة , ورفضه لقبول القول بخلق القرآن , وتصريحه أنه كلام الله صفة من صفاته ليس بالمخلوق , يوم سجن الإمام بسبب هذا دخل معه السجن سارق وقال له:يا إمام والله لقد سرقت مرارا وسجنت وسجنت وضربت وضربت وأنا ثابت على ما أنا عليه , وأنا على ضلال , فلأنت أحرى أن تثبت وأحرى أن تصبر.
البلاء والعناء ضريبة الالتزام بدين رب الأرض والسماء
ولأنتم يا أتباع المنهج الحق أجدر بالثبات وأحرى بالصبر على الملمات واعلموا أن البلاء والعناء ضريبة الالتزام بدين رب الأرض والسماء , قال ورقة للرسول – صلى الله عليه وسلم - بعيد نزول جبريل – عليه السلام - أول مرة:"ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي" , أخرجه البخاري من حديث عائشة , قال الله تعالى :" الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " (العنكبوت) .
الابتلاءات من علامات صحة الطريق إلى رب العبيد
وعليه فاعلموا أن من علامات صحة الطريق معاداة العالم الظالم الكافر لنا ولمنهجنا , فلا توجد جماعة يعاديها العالم مثلما يعادي الجماعة السلفية الجهادية , وإن شئت فقل عنها القاعدة .
ثم قولوا لي : هل هناك فرق بين هذه القتلة وهذه؟
ثم قولوا لي : هل هناك فرق بين من قتل على يد كفار قريش من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وبين من قتل على أيد اليهود والنصارى؟
لا والله فهذا كافر وهذا كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة , والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين من قتل على يد المرتدين من أتباع مسيلمة وبين من قتل على يد كسرى وقيصر؟!!!
لا والله فهذا كافر وهذا كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل سيد قطب وهو عبد الناصر وبين قتلة ومن قتل أبو الليث الليبي رحمه الله تعالى؟!!!
لا والله فقاتل سيد قطب كافر وقاتل أبو الليث كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
هل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل الدكتور حسين أبو عجوة من أبناء فتح وبين قتلة ومن قتل الدكتور نزار ريان وهم اليهود؟!!!
لا والله فالقاتل في كل كافر , وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
وهل يوجد فرق بين قتلة ومن قتل معتز دغمش ومن قتله هم اليهود وبين قتلة ومن قتل الصائب وإخوانه في الصبرة في شهر رمضان المبارك؟!!!
لا والله فالقاتل في كل كافر, وهذه قتلة نحسبها شهادة والأخرى قتلة نحسبها شهادة بإذن الله تعالى.
أخرج البخاري في صحيحه عن عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ"
لا والله لا يوجد فرق فالكفر ملة واحدة , ولا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا على ما يُرضي المولى , لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى.
فيا أتباع المنهج الحق:
هذه هي الطريق ... طريق تعب ونصب وبلاء وعناء وأشواك ودماء وأشلاء وتضحيات وبذل وعطاء فإما أنتم قوم بعتم النفس لله فتقدموا وإلا فتراجعوا , فالله غني عنكم وعن العالمين , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) "(فاطر) , فأين من يبيع النفس والدنيا لله رب العالمين , قال الله تعالى:" فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) " , وهذه لمن أراد الخطوات العملية لصناعة النفس الإستشهادية
1. عقد الصفقة الرابحــة :
((إن اللــــــه إشترى من المؤمنــين أنفسهم وأموالهــم بإن لهم الجنـــة يقاتلـــون في سبيـــل الله فيقتُلون و يُقتَلون))
هذه البشارة من أهم الدوافــع لخلق الروح المعنو يـــة الكاملة وتحديد .
الهدف الواضح فالله غايتنا...........والنفس ثمن الجنـــة
(إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنــة).
ولكن كيف يشتري الله جـل شأنه نفس المؤمن ، والمؤمن عبدٌ لله والعبد
ملكٌ لسيده؟!
إنه إشترى أنفساً هو خلقها وأموالاً هو رزقها لكن ذكره تعالى لحسن في الدعاء إلى الطاعة...فهلا سمعنا وأطعنـــا!!!!
يقول الحسن البصري (اسمعوا والله بيعة رابحة وكفة راجحة بايع الله بها كل مؤمن والله ما على الأرض مؤمن إلا وقد دخل هذه البيعة.....)
ويقول صلى الله عليه وسلم ((ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها)).
2. لكي تتم الصفقة ويقبل البيع علينا أن نلزم أنفسنا صفات المؤمنين المجاهدين...........
((التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون المكنر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين....)).
قال سيد قطب رحمه الله:"
صفقة بين العبد وربه
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين ... الله - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع . فهي بيعة مع الله لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون الله - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وليكون الدين كله لله . فقد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم ، هو الجنة : وهو ثمن لا تعدله السلعة ، ولكنه فضل الله ومَنَّه :
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ، وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن . ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ، وذلك هو الفوز العظيم } .
صفات من عقدوا الصفقة مع رب الأرض والسموات
* والذين باعوا هذه البيعة ، وعقدوا هذه الصفقة هم صفوة مختارة ، ذات صفات مميزة . . منها ما يختص بذوات أنفسهم في تعاملها المباشر مع الله في الشعور والشعائر؛ ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة في أعناقهم من العمل خارج ذواتهم لتحقيق دين الله في الأرض من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام على حدود الله في أنفسهم وفي سواهم :
{ التائبون ، العابدون ، الحامدون ، السائحون ، الراكعون الساجدون ، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، والحافظون لحدود الله . وبشر المؤمنين } .
المفاصلة بين من أقبلوا ومن أعرضوا عن إبرام الصفقة مع الله
* والآيات التالية في السياق تقطع ما بين المؤمنين الذين باعوا هذه البيعة وعقدوا هذه الصفقة ، وبين كل من لم يدخلوا معهم فيها - ولو كانوا أولى قربى - فقد اختلفت الوجهتان ، واختلف المصيران ، فالذين عقدوا هذه الصفقة هم أصحاب الجنة ، والذين لم يعقدوها هم أصحاب الجحيم . ولا لقاء في دنيا ولا في آخرة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم . وقربى الدم والنسب إذن لا تنشئ رابطة ، ولا تصلح وشيجة بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم :
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين - ولو كانوا أولي قربى - من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . إن إبراهيم لأواه حليم } . .
الولاء لمن بعدما يعقد الإنسان الصفقة مع ربه؟
* وولاء المؤمن يجب أن يتمحض لله الذي عقد معه تلك الصفقة؛ وعلى أساس هذا الولاء الموحد تقوم كل رابطة وكل وشيجة - وهذا بيان من الله للمؤمنين يحسم كل شبهة ويعصم من كل ضلالة - وحسب المؤمنين ولاية الله لهم ونصرته؛ فهم بها في غنى عن كل ما عداه ، وهو مالك الملك ولا قدرة لأحد سواه
ولا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا على ما يُرضي المولى , لا يهمنا من يؤذينا ويقتلنا ما دمنا قد بعنا النفس للمولى
قالوا: ستسجن
قلت: خلوة مع الله ترجى
قالوا: ستقتل
قلت:شهادة في سبيل الرب أحلى وأزكى
قالوا: ستنفى
قلت:سياحة في ملكوت ربنا الأعلى
فافعلوا ما شئتم
واسمعوا قولي:
لن أخضع لغير ربي
الذي خلق السما
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة