من هناك
05-17-2009, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فمنذ مدة ليست يسيرة وأنا أتابع وبقوة تحركات تلك الأمة الممسوخة ( الرافضة ) , وأرصد أنشطتها في العالم , من خلال المشاهدة المباشرة , أو من خلال مايكتبه المختصون عنها ومنها .
والحقيقة أنني أكاد أصاب بالذهول وأنا ألحظ هذا التنامي السريع كالسرطان المستشري , والتكتيك العجيب الذي ذابت معه كل التباينات , والاستراتيجية القوية التي يتعامل بها أبناء المتعة مع قضيتهم , لتطويع كل العقبات .
أعلم أن بين الرافضة من الاختلاف والحسدوالتنافس كما بين أهل السنة وأكثر , لكنهم يملكون قدرة عجيبة في توحيد وجهة أتباعهم نحو خصمهم الألد ( أهل السنة ) !!! .
ففي العراق مثلا تجد أتباع الصدر , وأتباع السيستاني , وأتباع فلان وأتباع علان , وهم كذلك في إيران , لكنهم مع هذا كله لم يختلفوا على عداوة أهل السنة , والسعي في أذيتهم بما يقدرون عليه , ولذلك تجد الرافضي في إيران لايختلف عن الرافضي في أمريكا ولافي أفريقيا ولافي أستراليا ولا في بلاد روسيا , فكلهم يجمعهم قاسم مشترك واحد وهو بغض أهل السنة , حتى وإن اختلفوا في مرجعياتهم التي يتلقون عنها .
لن أحاول تقليب مواجعنا ( أهل السنة ) بذكر تخاذل كثير منا عن نصرة عقيدتنا , ولن أنشغل في الحديث عن اشتغال جملة من أهل السنة في بعضهم من حيث تصنيفهم وتخوينهم ورميهم بالتهم .
ولن أفيض في الحديث عن المنتسبين للسلفية وما آلت إليه حالهم من تناحر وتطاحن وتقاطع وتدابر .
ولن أنكأ جراحا بتذكُّر من انشغلوا في بلاد المغرب والجزائر وليبيا ومصر وغيرها , بتقييم الرجال , وامتحان فلان في منهجه وسلفيته , حتى إنك لتعجب من حرص بعضهم على امتحان الناس في مناهجهم وأحكامهم على الأشخاص , عبر الشبكة العنكبوتية من خلال المحادثات المباشرة , في الماسينجر , أو التشات , أو البالتوك , وإصرارهم على معرفة ذلك , رغم ماتعانيه بلادهم من خرافة وشطط عن العقيدة السليمة الصافية !!! .
ولن أحاول الاقتراب من هذا الجرح الملتهب الذي تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى في هذه البلاد الطاهرة التي ماكنا نظن في لحظة أن تنقلب فيها الأحوال إلى ماهي عليه اليوم .
كل هذا وإن كان يستحقُّ منا إلى وقفة ووقفات , وحديث مطنب , وحوار صريح , ووقوف على الخلل لمعالجته , إلا أني سأتجاوزه في هذه اللحظة لألج إلى ما أبتغي الوصول إليه :
أسأل الله أن يُخيِّب ظني , وأن يجعل ماتوقعته وسواسا من الشيطان الرجيم , لكني مع هذا أحتاج أن أقوله , حتى إن وقع وإذْ بي أكون قد أعذرت أمام الله تعالى , وأقمت الحجة ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة ) .
لا تعجبوا إن رجع بعض إخواننا من المبتعثين وقد اعتنقوا المذهب الرافضي , أو تغيرت نظرتهم التي خرجوا بها إلى نظرة تسامحية بحتة, إن لم تكن دفاعية عن ( إخوانهم الرافضة !!! ) .
بل لاتعجبوا إن سمعتم يوما من أحد هؤلاء المبتعثين من يطالب بتدويل الحرمين الشريفين , أو يدعو للمهدي بأن يعجل الله فرجه , أو يروج لولاية الفقيه ( ليس فقيه لندن ) , أو يناقش في مسألة البداء .
للأسف الشديد أننا لازلنا مخدوعين بوهم الأغلبية والأكثرية , وإذا تحدث أحدنا فكأنما ينطلق بتفويض الملايين من البشر !!
يجب أن نعلم ( نحن أهل السنة ) وخاصة في هذه البلاد أننا بحاجة ماسة أكثر من ذي قبل إلى مراجعة حساباتنا , وتقييم فلسفتنا في التعامل مع قضايانا .
يجب أن نكون أكثر صراحة في معرفة حجمنا الطبيعي , ومعرفة حجم عدونا , فلاننفخ أنفسنا زورا , في زمن تصاغر فيه العدو وتظاهر فيه بالضعف حتى عشعش وفرَّخ , ونحن نعيش على طفرة الأوهام , ووهم الطفرة .
إن بلادنا مهددة من كل جانب , بل وبلاد الخليج كله , والمواطن الخليجي الذي كان محل حفاوة الشعوب قبل مدة ( لأي سبب ) هو اليوم محل تهمة .
لقد نجح الرافضة في استغلال الظروف العالمية وتطويعها لخدمة قضيتهم الأم ( نشر المذهب ) , ولهذا فلاتكاد تدخل دولة إلا وتجد فيها من يعتقد هذه العقيدة الفاسدة ويدعو لها وينفق لأجلها الجهد والمال .
لقد نجحوا في السيطرة على رؤوس الأموال في كثير من البلدان الخليجية , وصاروا يتحكمون بالاقتصاد , في وقت انشغل فيه كثير من الشعوب الخليجية بمالايفيدهم .
لقد أفلحوا في مناصرة قضاياهم من خلال إعلامهم , في حين انشغل إعلامنا بتغريب شبابنا , ونشر الرذيلة في مجتمعاتنا .
لقد أحسنوا في نصرة عقيدتهم في اختيار الواجهات الرسمية لهم كالسفراء والمبتعثين والمبعوثين وغيرهم , فهم يختارون هؤلاء بعناية فائقة , وتتم متابعتهم بدقة متناهية , أما نحن فلانختار إلا أسوأ الموجود غالبا , ومن شكك في هذا فليقارن بين سفراء الدول التي تنتسب للسنة وسفراء دولة إيران المجوسية .
كما نجحوا أيضا في استقطاب السفراء المحليين , وأعني بهم من يمكن جعله سفيرا لك وهو من أهل تلك البلاد , وذلك من خلال المنح التعليمية , أو تبني رعاية بعض الجامعات ودعمها بمايسهل عملية نشر عقيدتهم .
وكم هو محزن أن تلتقي بشخص يدعي الإسلام , ولا يعرف منه إلا بغض أهل السنة , والنقمة على بلاد الحرمين , وشعوب الخليج , لتكتشف فيما بعد أنه ربيب لدولة المجوس .
في وقت تعتذر جامعاتنا عن قبول آلاف الطلبات بحجة عدم وجود الإمكانيات , بينما نحن نبتعث للخارج أضعاف مانرفض استقباله في العدد والنفقة .
ثم أمابعد :
فلن أكثر عليكم في تعداد مانجح فيه هؤلاء لخدمة عقيدتهم , حتى لا أقع فيما يمكن تصنيفه دعاية مجانية لهم , من حيث أردت التحذير منهم .
وحيث المقام مقام مصارحة ونصح , والأمر يتطلب الحذر والحيظة , وبما أن الخطر محدق , والخطب جلل , لذا فقد رأيت من واجبي أن أضع بعض الوسائل التي أراها مجدية في التصدي لهذا الوباء السرطاني الكريه , وأقول مستعينا بالله :
أولا : محاولة غزو هؤلاء غزوا ثقافيا من خلال تشكيك عامتهم , ومناظرة ساستهم , وكشف عقيدتهم , وبيان ماتنطوي عليه تلك العقيدة من المغالطات , ويعمل كلٌّ منا في مجاله , فالكاتب بقلمه , والعالم بفتاويه , والخطيب بمنبره وهكذا .
ثانيا : دعم المشروعات الدعوية التي تقوم على أساس دعوة الرافضة , والتي يتبناها ثلة من أهل الفضل والنبل , وتسهيل مهمتها , وتوسيع نطاقها , وتفريغ الكوادر الفنية والعلمية لمساندتها .
ثالثا : توسيع حجم القبول للمنح الدراسية الخارجية في جامعاتنا , وخاصة الجامعات الإسلامية , والاهتمام بهؤلاء ليكونوا سفراء لبلادنا .
رابعا : الحد من الابتعاث , وتضييق نطاقه , ووضع الشروط الثقيلة , ومتابعة المبتعثين عبر لجان صارمة تتمتع برصيد معرفي وأخلاقي .
خامسا : تبني مراكز إسلامية في كل بلد يوجد فيه مبتعثون من بلادنا , ومتابعة تلك المراكز من خلال الملحقات التعليمية في السفارات .
سادسا : اختيار الواجهات الصالحة الناصحة , واستبعاد كل مرتزق متمصلح على حساب أمته وعقيدته , والنظر في حال كثير من السفراء .
سابعا : تبني دعم الجامعات ذات التأثير في البلدان التي يكون الإسلام فيها ضعيفا كالجمهوريات الإسلامية فيماكان يعرف بالاتحاد السوفياتي , أو في البلقان , أو في دول شرق آسيا , أو في الجمهوريات الأفريقية , أو في غيرها مما لايشك عاقل أن في تبنيها نفع يفوق نفع تبني قضية لبنان الخاسرة .
ثامنا : النظر في سياسات الإعلام الحالية , والتي تختلف عن حقيقة السياسة الإعلامية للإعلام , وإعادة النظر في المجلس الأعلى للإعلام , والذي تسبب حلُّه إلى مايشبه الكارثة .
تاسعا : التنقيب في أسباب التدهور الاقتصادي الذي حلَّ بالشعوب الخليجية , والسبب في كون مايزيد على نسبة سبعين بالمائة منهم مديونا ؟
وإدراك أن للأموال تأثيرا عجيبا , وأن إيذاء الناس في أموالهم , أو تحويلهم إلى مجتمعات طبقية يسهم في زيادة الفجوة , وضعف الانتماء , بل ربما أدى إلى فك الارتباط عياذا بالله .
ولهذا فمن الواجب المبادرة في مداواة جروح الناس عبر رد مظالمهم , وإنصافهم من ظالمهم , وعدم تعطيل معاملاتهم ومساهماتهم , والنظر في المتسببين في تلك الكوارث التي لحقت بالناس جراء هزات الأسهم , وتقديمهم للعدالة , والأخذ على أيديهم , وفضحهم ليحذرهم الناس , وفضح أساليبهم الملتوية ليحذر الناس من الوقوع فيها مرة أخرى .
كما أن المساهمة في إيجاد الفرص للعمل , وتبني المراكز الاجتماعية والخدمية , ودعمها بما يسهم في كفالة الأسر ولو بما يحفظ لها أقل قدر من كرامتها , يعد من أكبر الدواعم لزيادة اللحمة , وأعظم ألأسباب للتضييق على الذين يستغلون تلك الظروف لأغراضهم السيئة .
عاشرا : التفكير بجد في جعل الجهات الخدمية والاجتماعية ودوائر العمل تحت رعاية المستشعرين لعظم الأمانة , وثقل المسؤولية , وأن تتجه الهمم لخدمة المجتمع لا لتغريبه وتخريبه وتفريقه وإعوازه .
الحادي عشر : أن نتجنب الخلافات التي يمكن تأجيلها, أو أن نتعامل معها برقي , وأن نسعى لرأب الصدع الداخلي , وأن نستشعر الخطر المحدق , وأن نستفيد من سياسة العدو الذي يتعامل بها ضدنا , وكيف استطاع تجييش من يمكن تصنيفه منا , ليصبح معول هدم وفساد بيننا .
الثاني عشر : أن نغلب جانب المصلحة الشرعية في تعاملنا , على الأهواء الشخصية .
الثالث عشر : أن نبتعد عن كل مايثير الشبهة علينا , أو يصب في مصلحة عدونا , أو يُمكِّنه من استغلاله والاستفادة منه ضدنا .
الرابع عشر : أن نعلم أن المستهدف من الحملة ليست دولتنا ولادول الخليج , بل المستهدف هو كل من يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة من الحكام والمحكومين , ولهذا فمن الواجب التناصح , والصدق في التعامل , وأن نتقي الله في معالجاتنا فيما بيننا أو في معاملتنا للحكام , أو في معاملة الحكام للشعوب .
الخامس عشر : أن نقوم بنشر الأسس التي تقوم عليها عقيدة الرافضة , وبيان بطلان تلك الأسس بالأدلة والبراهين , وأن نكثف الدورات العلمية , والمحاضرات الدعوية وذلك لتحصين الشعوب من هذا الوباء .
السادس عشر : بعث التاريخ الذي يثبت خيانة هؤلاء لأمتهم , ويظهر خدمتهم لكل عدو حاقد على أمة الإسلام , وكشف ممارساتهم السوداء عبر التأريخ .
السابع عشر : التركيز على نقل تناقضاتهم من كتبهم , ومن خلال ضرب أقوال بعضهم ببعض , وفضح عقيدة التقية التي تقوم عليها عقيدتهم , والتي ينخدع بها كثير من البسطاء والعامة .
الثامن عشر : الرجوع إلى العلماء الذين هم منارات الهدى , وورثة الأنبياء , والصدور عن رأيهم , والتواصل معهم , لتلقيح الأفكار وتنقيحها .
التاسع عشر : الإبلاغ عن كل عمل تقوم به هذه الطائفة , مما يخل بالأمن بأنواعه , سواء أكان ذلك في الداخل أو في الخارج , والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في كل مايمكن من خلاله التصدي لمخططاتهم .
العشرون : العودة الصادقة إلى الله تعالى , والانطراح بين يديه , وسؤاله العصمة من الفتن التي لاعاصم منها غيره , والابتهال إليه أن يحفظ علينا ديننا , وأمننا , وأخلاقنا , وأن يهدي ضالنا , ويرشد تائهنا .
هذا ما خلصت إليه في هذه الخاطرة , والتي هي غيض من فيض يختلج في الصدر .
بارك الله في الجهود , ونفع بالأسباب , وكفانا شر الأشرار , وكيد الفجار
وهدى الله المسؤولين للحق والصواب , وألهمهم رشدهم , وبصرهم بمكر عدوهم .
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد , وأن يصلح الراعي والرعية , وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فمنذ مدة ليست يسيرة وأنا أتابع وبقوة تحركات تلك الأمة الممسوخة ( الرافضة ) , وأرصد أنشطتها في العالم , من خلال المشاهدة المباشرة , أو من خلال مايكتبه المختصون عنها ومنها .
والحقيقة أنني أكاد أصاب بالذهول وأنا ألحظ هذا التنامي السريع كالسرطان المستشري , والتكتيك العجيب الذي ذابت معه كل التباينات , والاستراتيجية القوية التي يتعامل بها أبناء المتعة مع قضيتهم , لتطويع كل العقبات .
أعلم أن بين الرافضة من الاختلاف والحسدوالتنافس كما بين أهل السنة وأكثر , لكنهم يملكون قدرة عجيبة في توحيد وجهة أتباعهم نحو خصمهم الألد ( أهل السنة ) !!! .
ففي العراق مثلا تجد أتباع الصدر , وأتباع السيستاني , وأتباع فلان وأتباع علان , وهم كذلك في إيران , لكنهم مع هذا كله لم يختلفوا على عداوة أهل السنة , والسعي في أذيتهم بما يقدرون عليه , ولذلك تجد الرافضي في إيران لايختلف عن الرافضي في أمريكا ولافي أفريقيا ولافي أستراليا ولا في بلاد روسيا , فكلهم يجمعهم قاسم مشترك واحد وهو بغض أهل السنة , حتى وإن اختلفوا في مرجعياتهم التي يتلقون عنها .
لن أحاول تقليب مواجعنا ( أهل السنة ) بذكر تخاذل كثير منا عن نصرة عقيدتنا , ولن أنشغل في الحديث عن اشتغال جملة من أهل السنة في بعضهم من حيث تصنيفهم وتخوينهم ورميهم بالتهم .
ولن أفيض في الحديث عن المنتسبين للسلفية وما آلت إليه حالهم من تناحر وتطاحن وتقاطع وتدابر .
ولن أنكأ جراحا بتذكُّر من انشغلوا في بلاد المغرب والجزائر وليبيا ومصر وغيرها , بتقييم الرجال , وامتحان فلان في منهجه وسلفيته , حتى إنك لتعجب من حرص بعضهم على امتحان الناس في مناهجهم وأحكامهم على الأشخاص , عبر الشبكة العنكبوتية من خلال المحادثات المباشرة , في الماسينجر , أو التشات , أو البالتوك , وإصرارهم على معرفة ذلك , رغم ماتعانيه بلادهم من خرافة وشطط عن العقيدة السليمة الصافية !!! .
ولن أحاول الاقتراب من هذا الجرح الملتهب الذي تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى في هذه البلاد الطاهرة التي ماكنا نظن في لحظة أن تنقلب فيها الأحوال إلى ماهي عليه اليوم .
كل هذا وإن كان يستحقُّ منا إلى وقفة ووقفات , وحديث مطنب , وحوار صريح , ووقوف على الخلل لمعالجته , إلا أني سأتجاوزه في هذه اللحظة لألج إلى ما أبتغي الوصول إليه :
أسأل الله أن يُخيِّب ظني , وأن يجعل ماتوقعته وسواسا من الشيطان الرجيم , لكني مع هذا أحتاج أن أقوله , حتى إن وقع وإذْ بي أكون قد أعذرت أمام الله تعالى , وأقمت الحجة ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة ) .
لا تعجبوا إن رجع بعض إخواننا من المبتعثين وقد اعتنقوا المذهب الرافضي , أو تغيرت نظرتهم التي خرجوا بها إلى نظرة تسامحية بحتة, إن لم تكن دفاعية عن ( إخوانهم الرافضة !!! ) .
بل لاتعجبوا إن سمعتم يوما من أحد هؤلاء المبتعثين من يطالب بتدويل الحرمين الشريفين , أو يدعو للمهدي بأن يعجل الله فرجه , أو يروج لولاية الفقيه ( ليس فقيه لندن ) , أو يناقش في مسألة البداء .
للأسف الشديد أننا لازلنا مخدوعين بوهم الأغلبية والأكثرية , وإذا تحدث أحدنا فكأنما ينطلق بتفويض الملايين من البشر !!
يجب أن نعلم ( نحن أهل السنة ) وخاصة في هذه البلاد أننا بحاجة ماسة أكثر من ذي قبل إلى مراجعة حساباتنا , وتقييم فلسفتنا في التعامل مع قضايانا .
يجب أن نكون أكثر صراحة في معرفة حجمنا الطبيعي , ومعرفة حجم عدونا , فلاننفخ أنفسنا زورا , في زمن تصاغر فيه العدو وتظاهر فيه بالضعف حتى عشعش وفرَّخ , ونحن نعيش على طفرة الأوهام , ووهم الطفرة .
إن بلادنا مهددة من كل جانب , بل وبلاد الخليج كله , والمواطن الخليجي الذي كان محل حفاوة الشعوب قبل مدة ( لأي سبب ) هو اليوم محل تهمة .
لقد نجح الرافضة في استغلال الظروف العالمية وتطويعها لخدمة قضيتهم الأم ( نشر المذهب ) , ولهذا فلاتكاد تدخل دولة إلا وتجد فيها من يعتقد هذه العقيدة الفاسدة ويدعو لها وينفق لأجلها الجهد والمال .
لقد نجحوا في السيطرة على رؤوس الأموال في كثير من البلدان الخليجية , وصاروا يتحكمون بالاقتصاد , في وقت انشغل فيه كثير من الشعوب الخليجية بمالايفيدهم .
لقد أفلحوا في مناصرة قضاياهم من خلال إعلامهم , في حين انشغل إعلامنا بتغريب شبابنا , ونشر الرذيلة في مجتمعاتنا .
لقد أحسنوا في نصرة عقيدتهم في اختيار الواجهات الرسمية لهم كالسفراء والمبتعثين والمبعوثين وغيرهم , فهم يختارون هؤلاء بعناية فائقة , وتتم متابعتهم بدقة متناهية , أما نحن فلانختار إلا أسوأ الموجود غالبا , ومن شكك في هذا فليقارن بين سفراء الدول التي تنتسب للسنة وسفراء دولة إيران المجوسية .
كما نجحوا أيضا في استقطاب السفراء المحليين , وأعني بهم من يمكن جعله سفيرا لك وهو من أهل تلك البلاد , وذلك من خلال المنح التعليمية , أو تبني رعاية بعض الجامعات ودعمها بمايسهل عملية نشر عقيدتهم .
وكم هو محزن أن تلتقي بشخص يدعي الإسلام , ولا يعرف منه إلا بغض أهل السنة , والنقمة على بلاد الحرمين , وشعوب الخليج , لتكتشف فيما بعد أنه ربيب لدولة المجوس .
في وقت تعتذر جامعاتنا عن قبول آلاف الطلبات بحجة عدم وجود الإمكانيات , بينما نحن نبتعث للخارج أضعاف مانرفض استقباله في العدد والنفقة .
ثم أمابعد :
فلن أكثر عليكم في تعداد مانجح فيه هؤلاء لخدمة عقيدتهم , حتى لا أقع فيما يمكن تصنيفه دعاية مجانية لهم , من حيث أردت التحذير منهم .
وحيث المقام مقام مصارحة ونصح , والأمر يتطلب الحذر والحيظة , وبما أن الخطر محدق , والخطب جلل , لذا فقد رأيت من واجبي أن أضع بعض الوسائل التي أراها مجدية في التصدي لهذا الوباء السرطاني الكريه , وأقول مستعينا بالله :
أولا : محاولة غزو هؤلاء غزوا ثقافيا من خلال تشكيك عامتهم , ومناظرة ساستهم , وكشف عقيدتهم , وبيان ماتنطوي عليه تلك العقيدة من المغالطات , ويعمل كلٌّ منا في مجاله , فالكاتب بقلمه , والعالم بفتاويه , والخطيب بمنبره وهكذا .
ثانيا : دعم المشروعات الدعوية التي تقوم على أساس دعوة الرافضة , والتي يتبناها ثلة من أهل الفضل والنبل , وتسهيل مهمتها , وتوسيع نطاقها , وتفريغ الكوادر الفنية والعلمية لمساندتها .
ثالثا : توسيع حجم القبول للمنح الدراسية الخارجية في جامعاتنا , وخاصة الجامعات الإسلامية , والاهتمام بهؤلاء ليكونوا سفراء لبلادنا .
رابعا : الحد من الابتعاث , وتضييق نطاقه , ووضع الشروط الثقيلة , ومتابعة المبتعثين عبر لجان صارمة تتمتع برصيد معرفي وأخلاقي .
خامسا : تبني مراكز إسلامية في كل بلد يوجد فيه مبتعثون من بلادنا , ومتابعة تلك المراكز من خلال الملحقات التعليمية في السفارات .
سادسا : اختيار الواجهات الصالحة الناصحة , واستبعاد كل مرتزق متمصلح على حساب أمته وعقيدته , والنظر في حال كثير من السفراء .
سابعا : تبني دعم الجامعات ذات التأثير في البلدان التي يكون الإسلام فيها ضعيفا كالجمهوريات الإسلامية فيماكان يعرف بالاتحاد السوفياتي , أو في البلقان , أو في دول شرق آسيا , أو في الجمهوريات الأفريقية , أو في غيرها مما لايشك عاقل أن في تبنيها نفع يفوق نفع تبني قضية لبنان الخاسرة .
ثامنا : النظر في سياسات الإعلام الحالية , والتي تختلف عن حقيقة السياسة الإعلامية للإعلام , وإعادة النظر في المجلس الأعلى للإعلام , والذي تسبب حلُّه إلى مايشبه الكارثة .
تاسعا : التنقيب في أسباب التدهور الاقتصادي الذي حلَّ بالشعوب الخليجية , والسبب في كون مايزيد على نسبة سبعين بالمائة منهم مديونا ؟
وإدراك أن للأموال تأثيرا عجيبا , وأن إيذاء الناس في أموالهم , أو تحويلهم إلى مجتمعات طبقية يسهم في زيادة الفجوة , وضعف الانتماء , بل ربما أدى إلى فك الارتباط عياذا بالله .
ولهذا فمن الواجب المبادرة في مداواة جروح الناس عبر رد مظالمهم , وإنصافهم من ظالمهم , وعدم تعطيل معاملاتهم ومساهماتهم , والنظر في المتسببين في تلك الكوارث التي لحقت بالناس جراء هزات الأسهم , وتقديمهم للعدالة , والأخذ على أيديهم , وفضحهم ليحذرهم الناس , وفضح أساليبهم الملتوية ليحذر الناس من الوقوع فيها مرة أخرى .
كما أن المساهمة في إيجاد الفرص للعمل , وتبني المراكز الاجتماعية والخدمية , ودعمها بما يسهم في كفالة الأسر ولو بما يحفظ لها أقل قدر من كرامتها , يعد من أكبر الدواعم لزيادة اللحمة , وأعظم ألأسباب للتضييق على الذين يستغلون تلك الظروف لأغراضهم السيئة .
عاشرا : التفكير بجد في جعل الجهات الخدمية والاجتماعية ودوائر العمل تحت رعاية المستشعرين لعظم الأمانة , وثقل المسؤولية , وأن تتجه الهمم لخدمة المجتمع لا لتغريبه وتخريبه وتفريقه وإعوازه .
الحادي عشر : أن نتجنب الخلافات التي يمكن تأجيلها, أو أن نتعامل معها برقي , وأن نسعى لرأب الصدع الداخلي , وأن نستشعر الخطر المحدق , وأن نستفيد من سياسة العدو الذي يتعامل بها ضدنا , وكيف استطاع تجييش من يمكن تصنيفه منا , ليصبح معول هدم وفساد بيننا .
الثاني عشر : أن نغلب جانب المصلحة الشرعية في تعاملنا , على الأهواء الشخصية .
الثالث عشر : أن نبتعد عن كل مايثير الشبهة علينا , أو يصب في مصلحة عدونا , أو يُمكِّنه من استغلاله والاستفادة منه ضدنا .
الرابع عشر : أن نعلم أن المستهدف من الحملة ليست دولتنا ولادول الخليج , بل المستهدف هو كل من يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة من الحكام والمحكومين , ولهذا فمن الواجب التناصح , والصدق في التعامل , وأن نتقي الله في معالجاتنا فيما بيننا أو في معاملتنا للحكام , أو في معاملة الحكام للشعوب .
الخامس عشر : أن نقوم بنشر الأسس التي تقوم عليها عقيدة الرافضة , وبيان بطلان تلك الأسس بالأدلة والبراهين , وأن نكثف الدورات العلمية , والمحاضرات الدعوية وذلك لتحصين الشعوب من هذا الوباء .
السادس عشر : بعث التاريخ الذي يثبت خيانة هؤلاء لأمتهم , ويظهر خدمتهم لكل عدو حاقد على أمة الإسلام , وكشف ممارساتهم السوداء عبر التأريخ .
السابع عشر : التركيز على نقل تناقضاتهم من كتبهم , ومن خلال ضرب أقوال بعضهم ببعض , وفضح عقيدة التقية التي تقوم عليها عقيدتهم , والتي ينخدع بها كثير من البسطاء والعامة .
الثامن عشر : الرجوع إلى العلماء الذين هم منارات الهدى , وورثة الأنبياء , والصدور عن رأيهم , والتواصل معهم , لتلقيح الأفكار وتنقيحها .
التاسع عشر : الإبلاغ عن كل عمل تقوم به هذه الطائفة , مما يخل بالأمن بأنواعه , سواء أكان ذلك في الداخل أو في الخارج , والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في كل مايمكن من خلاله التصدي لمخططاتهم .
العشرون : العودة الصادقة إلى الله تعالى , والانطراح بين يديه , وسؤاله العصمة من الفتن التي لاعاصم منها غيره , والابتهال إليه أن يحفظ علينا ديننا , وأمننا , وأخلاقنا , وأن يهدي ضالنا , ويرشد تائهنا .
هذا ما خلصت إليه في هذه الخاطرة , والتي هي غيض من فيض يختلج في الصدر .
بارك الله في الجهود , ونفع بالأسباب , وكفانا شر الأشرار , وكيد الفجار
وهدى الله المسؤولين للحق والصواب , وألهمهم رشدهم , وبصرهم بمكر عدوهم .
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد , وأن يصلح الراعي والرعية , وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك