منير الليل
09-26-2003, 03:03 PM
[الكاتب؛ لويس عطية الله]
أنا أتابع منذ عدة أيام برنامج قناة الجزيرة ( تحت الحصار ) .. استمع لكلمات المتصلين والمتصلات ... من كل مكان في العالم .. مسلمون .. غاضبون .. مسلمون .. وكفى .. بعضهم يبكي في كلامه .. وبعضهم تخنقه العبرة وهو يغالبها فلا يسمح لها بالتحدث !
اتفقت كلمات هؤلاء المتصلين على شيئين :
الأول : أن كل الحكام العرب بدون استثناء إنما هم مجرد حثالات وخونة !
الثاني : الجميع طالب بفتح ( باب الجهاد ) .
كلمات المتصلين النارية ، وسهامهم الغاضبة ضد الحكام العرب لا تنتهي ، الجميع يشتم الحكام العرب ، وكأن لسان حالهم : اشنقوا كل الحكام العرب ...
لكن إذا كان ولابد من الشنق وأنا شخصيا ضد الشنق ، فهو ليس وسيلة شرعية في القتل ، بل أنا مع استخدام ( السيف ) ، كما أن في الشنق تعذيبا لروح ( الحاكم العربي ) !
أقول إذا كان ولابد من الشنق فليكن ( بأمعاء آخر شيخ رسمي ) .
فهذه المنظومة المتهالكة من الشيوخ الرسميين لا يقل دورها الافسادي في الأمة خطورة عن دور الحكام الخونة ...
هؤلاء الشيوخ يمثلون ( الغطاء الشرعي ) لكل ما يفعله الحاكم من خيانات للأمة .. فالحاكم لن يجرؤ على الخيانة لو وجد من يكشفه ويعري زيفه .. أو يسقط شرعيته لدى عامة الناس ..
إذاً هو ثنائي مشترك في الجريمة .. لايجوز محاكمة الحاكم ومحاسبته بدون أن نحاسب من سهل له المهمة ومن أعطاه الصكوك الشرعية بأن ما يفعله هذا الحاكم مما يرضي الله وأنه سيدخل بسببه الجنة ونحن بقية الأمة سندخل ( النار ) إذا وقفنا ورفضنا تلك الخيانة !
وهؤلاء الشيوخ الرسميون .. مجرد شياطين غبية لا تعرف ما تفعل ولا تدرك حجم الخطر الذي وقعت فيه وحجم الدمار الذي تجره على الأمة .. حيث يظنون أن دين الله مجرد وظيفة يستخدمونها للعيش .. !
كل حاكم يخون الأمة مجرد شيطان قذر وكل شيخ أو عالم يسكت على هذا الحاكم هو أيضا شيطان لكنه شيطان مقطوع اللسان .
وهنا يجب التأكيد على مبادئ سلفية جليلة في هذا الباب :
أولا : ليس هناك حرمة في الاسلام لغادر أو منافق أو خائن للأمة .. وإلخيانة والغدر مسقطة تماما لحرمة العرض ، فيجوز وصف العالم الذي يسكت على الظلم والطغيان والكفر بأنه عالم فاسد أو عالم خائن أو عالم منافق ، كل عالم بحسب فعله الخياني ودرجته .. وإذا كان عمر قد أطلق لقب ( منافق ) على حاطب رضي الله عنه وحاطب قد شهد بدرا ، ومع ذلك لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال إن حاطب قد شهد بدرا .. وهو ومن شهد بدرا مغفور لهم على الخصوص .. فما أسهل إطلاق لقب منافقين على هؤلاء الشيوخ الذين يكرسون كل الظلم والفجور والكفر الذي استبيحت الأمة به بل ويجعلون لهذا الفجور غطاء شرعيا يزعمون بعدها أنه عين ما يرضي الله !!
ولذا فإن من الكذب والدجل في دين الله أن يقال ( لحوم العلماء مسمومة ) ليست مسمومة بإطلاق بل بعضها من اللحم الحلال عندما يخون العالم أمته ويسكت عن الكفر والخيانة بل ويبررها للحكام ويوجد الأعذار للحكام للاستمرار في أفعالهم ..
ثانيا : أن المهمة الشرعية للعلماء ليست أن يكونوا علماء عند الحاكم أي موظفين عنده فهؤلاء ليسوا علماء بل هؤلاء ( مرتزقة ) مرتشين .. مهمة العالم الشرعي الحقيقي في قوله تعالى ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) .. ومن هم الناس ؟ نحن وبقية عوام الأمة .. فإذا لم يبين لنا العالم الحق ، وجعل كل شيء مرتبط بالحاكم وجعل مدار حياتنا على رضا الحاكم وعدم رضاه ، فهذا ليس بعالم بل موظف حكومي خسيس ليس له حرمة ولا كرامة ..
ثالثا : أن صفات العالم الرباني ( غير الرسمي ) أنه يدافع عن الله ورسوله قبل أن يدافع عن الحاكم أو عن نفسه ..
رابعا : أن العالم الذي يظن أنه يستطيع أن يتخذ بين ذلك سبيلا أي بين رضا الله وبين رضا الحكام ، فهذا أشد خطورة من العالم الرسمي المكشوف .. لأن هذا سوف يضطر إلى ( التلفيق ) ومحاولة الجمع بين رضا الله ورضا الحاكم .. ومن المسلمات في عصرنا أن رضا الله ورضا الحكام لايمكن أن يجتمعا إلا كما يتطلب أحد في الماء جذوة نار !
ومكلف الأشياء ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار !!
فرضا الله بإقامة شرعه وإذا أقيم شرع الله حقا فإن أول ضحية له هم الحكام العرب !
في كل التاريخ السلفي بعد عصر الخلافة الراشدة ، أصبحت العلاقة بين العلماء الربانيين والحكام علاقة تضاد .. فلا يمكن لعالم رباني أن يسكت على حاكم فاجر ولا يمكن لحاكم رقيع أن يقرب منه عالما ربانيا .. وينتفي التضاد إذا وإذا فقط قدم الحاكم رضا الله على رضى نفسه كما فعل العلماء مع عمر بن عبدالعزيز ..
لكن الفرق بين الحكام السابقين والحكام المعاصرين .. فرق ما بين المشرق والمغرب فحكام المسلمين الأوائل كان فيهم ظلم .. لكن لم يكن فيهم خيانة وعمالة للغرب .. كان ظلما داخليا لكنه لم يكن خيانة للأمة وفي عصرهم استمرت الفتوحات الاسلامية وبقيت الأمة متماسكة ومهابة من أعدائها الخارجيين ، فحتى لو أن عالما داهن الحاكم في تلك الفترة وصار ( رسميا ) فذنبه هين ومغتفر بالنظر إلى العلماء الرسميين اليوم ..
خلاصة الكلام أننا فعلا بحاجة لطريقة جديدة في تخريج العلماء والشرط الأول ألا يكونوا رسميين أبدا .. بل يكونوا علماء مستقلين ..
أنا معجب جدا بتجربة المدرسة الديوبندية في تخريج العلماء المستقلين الذين لا يتبعون الحكومات .. ولهم رأيهم المستقل في قضايا الأمة ..
إذا كنا نبحث عن الحرية فأول من يستحق الحرية هو العالم الذي يفتي في حياتنا أو موتنا .. فهذا العالم يجب أن تتوفر له جميع شروط الفتيا الصحيحة وأولها أن يكون مستقلا ولا يخضع لأي ضغوط أو شروط من حاكم أو غيره ..
أنا أتابع منذ عدة أيام برنامج قناة الجزيرة ( تحت الحصار ) .. استمع لكلمات المتصلين والمتصلات ... من كل مكان في العالم .. مسلمون .. غاضبون .. مسلمون .. وكفى .. بعضهم يبكي في كلامه .. وبعضهم تخنقه العبرة وهو يغالبها فلا يسمح لها بالتحدث !
اتفقت كلمات هؤلاء المتصلين على شيئين :
الأول : أن كل الحكام العرب بدون استثناء إنما هم مجرد حثالات وخونة !
الثاني : الجميع طالب بفتح ( باب الجهاد ) .
كلمات المتصلين النارية ، وسهامهم الغاضبة ضد الحكام العرب لا تنتهي ، الجميع يشتم الحكام العرب ، وكأن لسان حالهم : اشنقوا كل الحكام العرب ...
لكن إذا كان ولابد من الشنق وأنا شخصيا ضد الشنق ، فهو ليس وسيلة شرعية في القتل ، بل أنا مع استخدام ( السيف ) ، كما أن في الشنق تعذيبا لروح ( الحاكم العربي ) !
أقول إذا كان ولابد من الشنق فليكن ( بأمعاء آخر شيخ رسمي ) .
فهذه المنظومة المتهالكة من الشيوخ الرسميين لا يقل دورها الافسادي في الأمة خطورة عن دور الحكام الخونة ...
هؤلاء الشيوخ يمثلون ( الغطاء الشرعي ) لكل ما يفعله الحاكم من خيانات للأمة .. فالحاكم لن يجرؤ على الخيانة لو وجد من يكشفه ويعري زيفه .. أو يسقط شرعيته لدى عامة الناس ..
إذاً هو ثنائي مشترك في الجريمة .. لايجوز محاكمة الحاكم ومحاسبته بدون أن نحاسب من سهل له المهمة ومن أعطاه الصكوك الشرعية بأن ما يفعله هذا الحاكم مما يرضي الله وأنه سيدخل بسببه الجنة ونحن بقية الأمة سندخل ( النار ) إذا وقفنا ورفضنا تلك الخيانة !
وهؤلاء الشيوخ الرسميون .. مجرد شياطين غبية لا تعرف ما تفعل ولا تدرك حجم الخطر الذي وقعت فيه وحجم الدمار الذي تجره على الأمة .. حيث يظنون أن دين الله مجرد وظيفة يستخدمونها للعيش .. !
كل حاكم يخون الأمة مجرد شيطان قذر وكل شيخ أو عالم يسكت على هذا الحاكم هو أيضا شيطان لكنه شيطان مقطوع اللسان .
وهنا يجب التأكيد على مبادئ سلفية جليلة في هذا الباب :
أولا : ليس هناك حرمة في الاسلام لغادر أو منافق أو خائن للأمة .. وإلخيانة والغدر مسقطة تماما لحرمة العرض ، فيجوز وصف العالم الذي يسكت على الظلم والطغيان والكفر بأنه عالم فاسد أو عالم خائن أو عالم منافق ، كل عالم بحسب فعله الخياني ودرجته .. وإذا كان عمر قد أطلق لقب ( منافق ) على حاطب رضي الله عنه وحاطب قد شهد بدرا ، ومع ذلك لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال إن حاطب قد شهد بدرا .. وهو ومن شهد بدرا مغفور لهم على الخصوص .. فما أسهل إطلاق لقب منافقين على هؤلاء الشيوخ الذين يكرسون كل الظلم والفجور والكفر الذي استبيحت الأمة به بل ويجعلون لهذا الفجور غطاء شرعيا يزعمون بعدها أنه عين ما يرضي الله !!
ولذا فإن من الكذب والدجل في دين الله أن يقال ( لحوم العلماء مسمومة ) ليست مسمومة بإطلاق بل بعضها من اللحم الحلال عندما يخون العالم أمته ويسكت عن الكفر والخيانة بل ويبررها للحكام ويوجد الأعذار للحكام للاستمرار في أفعالهم ..
ثانيا : أن المهمة الشرعية للعلماء ليست أن يكونوا علماء عند الحاكم أي موظفين عنده فهؤلاء ليسوا علماء بل هؤلاء ( مرتزقة ) مرتشين .. مهمة العالم الشرعي الحقيقي في قوله تعالى ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) .. ومن هم الناس ؟ نحن وبقية عوام الأمة .. فإذا لم يبين لنا العالم الحق ، وجعل كل شيء مرتبط بالحاكم وجعل مدار حياتنا على رضا الحاكم وعدم رضاه ، فهذا ليس بعالم بل موظف حكومي خسيس ليس له حرمة ولا كرامة ..
ثالثا : أن صفات العالم الرباني ( غير الرسمي ) أنه يدافع عن الله ورسوله قبل أن يدافع عن الحاكم أو عن نفسه ..
رابعا : أن العالم الذي يظن أنه يستطيع أن يتخذ بين ذلك سبيلا أي بين رضا الله وبين رضا الحكام ، فهذا أشد خطورة من العالم الرسمي المكشوف .. لأن هذا سوف يضطر إلى ( التلفيق ) ومحاولة الجمع بين رضا الله ورضا الحاكم .. ومن المسلمات في عصرنا أن رضا الله ورضا الحكام لايمكن أن يجتمعا إلا كما يتطلب أحد في الماء جذوة نار !
ومكلف الأشياء ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار !!
فرضا الله بإقامة شرعه وإذا أقيم شرع الله حقا فإن أول ضحية له هم الحكام العرب !
في كل التاريخ السلفي بعد عصر الخلافة الراشدة ، أصبحت العلاقة بين العلماء الربانيين والحكام علاقة تضاد .. فلا يمكن لعالم رباني أن يسكت على حاكم فاجر ولا يمكن لحاكم رقيع أن يقرب منه عالما ربانيا .. وينتفي التضاد إذا وإذا فقط قدم الحاكم رضا الله على رضى نفسه كما فعل العلماء مع عمر بن عبدالعزيز ..
لكن الفرق بين الحكام السابقين والحكام المعاصرين .. فرق ما بين المشرق والمغرب فحكام المسلمين الأوائل كان فيهم ظلم .. لكن لم يكن فيهم خيانة وعمالة للغرب .. كان ظلما داخليا لكنه لم يكن خيانة للأمة وفي عصرهم استمرت الفتوحات الاسلامية وبقيت الأمة متماسكة ومهابة من أعدائها الخارجيين ، فحتى لو أن عالما داهن الحاكم في تلك الفترة وصار ( رسميا ) فذنبه هين ومغتفر بالنظر إلى العلماء الرسميين اليوم ..
خلاصة الكلام أننا فعلا بحاجة لطريقة جديدة في تخريج العلماء والشرط الأول ألا يكونوا رسميين أبدا .. بل يكونوا علماء مستقلين ..
أنا معجب جدا بتجربة المدرسة الديوبندية في تخريج العلماء المستقلين الذين لا يتبعون الحكومات .. ولهم رأيهم المستقل في قضايا الأمة ..
إذا كنا نبحث عن الحرية فأول من يستحق الحرية هو العالم الذي يفتي في حياتنا أو موتنا .. فهذا العالم يجب أن تتوفر له جميع شروط الفتيا الصحيحة وأولها أن يكون مستقلا ولا يخضع لأي ضغوط أو شروط من حاكم أو غيره ..