مجاهدة الشام
05-03-2009, 08:29 PM
،
كلما سمعتُ جملة (مواطن صالح) تجتاحني رغبة أن أكون مجرمة ْ
فالجريمة - على الأقل - شيءٌ غير عادي في زمن العاديين ..
وطني مسروق .. ويُعاقبون السارقين الصغار على بضع دراهم التقطوها كي يعيشوا على رصيف الحيآة ْ
الكرامة مغتصبة .. ويتفنون في إصدار الأحكام التخفيفية على الزناة ْ !
الحياة ميّتة .. ويُقنعوك أن ثمة شيء ما يُمكن أن تحققه في مدرسة حكوميّة تقع أقصى الأرض بين طالبات الصف الأول الابتدآئي ~
اليوم الجمعة ْ
عيدٌ من أعياد المسلمين ..
وكعادتي .. أذهب إلى القسم الخاص بالنساء في مسجد حينا حتى أستمع للخطبة ،
مسجدنا يا سآدة فريدٌ من نوعه ْ
ليس له علاقة بالتأكيد بـ"فريد الأطرش" ، ولكن لإمامه وخطيبه علاقه وثيقة بـ"الطرش" !
حاولتُ أن أوهمَ نفسي أن الخطبة اليوم ستتغير ،
وأن الموضوع الذي سطل به ذلك الخطيب رؤوسنا سيتغير أيضاً !
إلا أنه ومع نحنحاته الأولى .. أدركت أن الحدسَ وحده لا يكفي تماماً ..
خطيبنآ يا سادة منذ جمعتين وهو يخطبنا عن السحر ْ
وخطورته .. وأهمية الاحتياط منه .. وأن مرتكبه كافر بإجماع الأمة ونص أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
ليس في ذلك من مشكلة ْ !
فبلاد الشام عموماً - ومنها فلسطين - تشتهر بكثرة السحر ..
فما بين زواجٍ وطلاقٍ ومرض ووقوع بطارية الريموت كنترول .. يوجد - باعتقاد الناس - ثمة سحرٍ ما ،
ولا يتوانى أحد الحمقى أن يؤكد أن ما يحدث لأمريكا حالياً هو نتيجة استعانة روسيا بساحرة بلغارية تُدعى (فانجيليا جوشتيروفا ديميتروفا) ..
الحرب الباردة انتهت بسبب ’عمل‘ قامت به أمريكا للسوفييت !
وولادة جارتنا (أم علي) لبنتها السابعة على التوالي .. هو سحرٍ لمنع الذكور عنها ،
إلى الآن ليس من مشكلة ْ
خاصة وأني أؤمن بوجود السحر بدليل القرآن والسنة والمشاهدات ..
لكنّ هذا الخطيب المفوّه يُفني من أعمارنا 40 دقيقة متوآصلة هي مدة الخطبتين الأولى والثانية في بيان السحر وعلاماته ،
وكأن ما يحدث للأمة لا يستحق مجرد إشارة منه في نهاية الدقيقة الأخيرة من خطبته الثانية ْ
أو حتى إشارة عابرة بين ثنايا دعائه الذي يكرر فيه الطلب من الله أن يهيئ الله البطانة الصالحة لولي الأمر أبو مازن ..
محاولاً إقناعي أن دعائه هذا لا يشبه الدعاء لإبليس أن يتحول أعوانه من الشياطين لملآئكة ْ !
وكأن غزة لا تعنيه .. فالإعمار اكتمل والحصار صار في إسم إنّ وخبر كان ،
والأمور ميّة مية .. والوضع عال العال ْ
وحاجات الناس اليومية - التي اكتملت بالطبع - لا تعنيه أبداً .. !
يا خطيب مسجدنا .. صدقني أن الناس لا تمتلك مالاً لعمل السحر ،
وإلا لسحروا دبابات اليهود واسترهبوهم وجاؤوا بما لم يأتِ به أحدٌ من المسلمين !
أشفق عليك لأنك مغفل ْ
فعلى رغم تمتلك رتبة "رائد" في سلـَطة أبو مازن الذي تؤكد أنه الرئيس الشرعي وولي أمر المسلمين !
وعلى رغم أنك لا تترك صلاةً في المسجد كما قالوا لي ..
.. وعلى رغم فلسفتك الزآئدة ْ
إلا أنك نوبليزي برتبة رآئد .. جلّ ما تفعله هو انتظار الراتب الشهري المحوّل لرصيدك من بلاد المقاطعة في رام الله ْ ،
تشبه كثيراً بعضهم في بلادٍ ما ،
أولئك الذين يتجادلون في حرمة قيادة المرأة للسيارة ، و30% من رجالنا عاطلين عن العمل لا يملكون حتى بسكليت/سيكل أبو عجل ونص !
.. يزجرون من يصرف نصف راتبه على مكياج زوجته .. ويصفونهم بإخوان الشياطين
وما دروا - السادة الفضلاء - أن الراتب يتعدى حاجز اليوم العاشر في الشهر بشق الأنفس .. ثم يحتضر في اليوم التالي ويموت !
ينتقدون من يلبس طيحني .. وسامحني .. وبلاطين برمودا .. وعبايات مخصرة .. وشرب الخمور .. وانتشار الفساد
ويدعون بالصحة وطول العمر لولي الأمر الذي دخل كل ما سبق ذكره بعلمه وسمعه وبصره .. وكان عليه من الموافقين !
تباً لكم ْ
فصورةٌ تذكارية لكم في إحدى المقابر سيشمئز منها الموتى ..
قوموا .. إلى مزابل التاريخ غير مأسوفٍ عليكم ْ ،
كم قد ابتسمت حينما دسّت لي إحداهن ورقة في جلبابي أثناء الخطبة وهمستني أثناء الاستعداد للصلاة أن أقرأها حينما أصل البيت ..
وحينما فتحتها قرأت (كل راتب .. والنوبليزيين بخير ْ)
وتذكرتُ أن اليوم هو الأول من مآيو .. وغدا موعد استلآم هذا النوبليزيّ راتبه ْ ،
وما بين الأول والثلاثين من كل شهر .. يوجد أربع خطب يجب ملؤها بكلّ ما يُرضي ولي الأمر .. وكلابه ْ
أقول قولي هذا .. وأسأل الله لهم الموت على الطريقة النوبليزيّة ْ
وخير الطعام .. الكورنفليكس ْ
ولا تُـقِم الصلاة !
..
اليوم السبت ْ
إجازة عيد العمال المؤجلة من أمس ..
حيث ارتأت لجنة البطاطا الكاتشبية العليا تأخيره ليوم السبت من باب حرمة الجمع بين عيدين .. !
وهي إجازة أيضاُ في غزّة ،
.. رغم أني أعلم علم اليقين - وبدون أيـْمان - أن عمال غزة كلّ أيامهم إجازة !
ويوم السبت - بشكلٍ اعتيآدي - أيضاً إجازة لنا نحن معشر طلبة وطالبات الجامعآت ْ
استغليّت الوقت الصباحيّ لهذا اليوم وذهبتُ عندى إحدى الصديقآت التي كانت تصر منذ شهر على هذا اليوم التآريخيّ
.. إنها عملية معقّدة لصناعة أول قالب من الكيك بمسآهمة شركة مجاهدة الشام وشركة نسرين ْ !
لا أدري لماذا أستسيغ الجلوس مع هذه الصديقة رغم أحاديثها المملةّ .. جداً
ثلاث محاور رئيسيّة للكلام .. خطيبها ، وجديد الشيف أسامة ، وآخر مستجدات أفكارها في صنع الأزياء ْ
فصديقتي هذه حلم حيآتها أن تكون إحدى اثنتين : إما طبّاخة عالميّة .. أو مصممة أزياء عالميّة !
هي من البذاخة والترف الإعلامي أن تتمنى أمنيتين دفعة واحدة ْ
وأين ؟! .. في غزة ْ !
طبعاً خطيبها من النوع الذي يرى أن إسهامات جورج وسوف في التراث العربي كانت محطّة تاريخية ونقطة تحوّل أساسيّة أجبرت الصين على دخول أسواقنا
.. بل أكّدت لي نسرين - ذات هبلٍ لها - أن خطيبها يؤكّد أن جورج وسوف لو أعطي حقّه لكان الآن في مصف الشخصيات الأكثير تأثيراً في القرن العشرين .. !
عالم بطيخ ْ
ويشحنني هذا الجو دائماً بشحنة تحدٍ وقرف واشمئزاز !
لذلك أحبه ..
أحب دوماً أحاديث الحلويات .. ومقادير الطحين والسكر ْ
.. وأجود أنواع البيكنج بودر والفانيلآ ،
وكيف يُمكن عمل دجاج بالمشمش ْ !
لأني أتأكد حينها أني إحدى اثنيتن :
إما مجنونة في عالم من العقلاء .. أو عاقلة في عالم من المجانين ْ
والثانية أقرب للاستحالة ، لأني - رعاني الله - لا أدعي هذه التزكية المجآنية ..
، وعليه .. أفضّـلُ التهمة الأولى
فعلى الأقل .. المجانين في نعيم ْ !
لم يُدرك هؤلاء بعد جمال الغرفة السوداء إلا من ضوء شاشة الحاسوب ْ
.. لم يُدركوا جمال الصمت الذي لا تقطعه إلا صوت ’الطقطقة‘ على الكيبورد ،
لم يدركوا جمال الجنون .. وأهميته !
لذلك أحبهم ..
لأني - بعكس البشر - كلما فهمت .. جننت ْ
.. وأحتقر نفسي دوماً كلما علمت أن هنالك من غادر هذا الجمال الدنيوي إلى جمالٍ لا يُقارن به أبداً
أحتقر نفسي لأن هنالك من تحرر من قيود الأرض .. وعانق أجنحة السماء ْ
لم يعرفوا تنميق صفحات الإنترنت بكلامٍ جميل ..
، بل أتقنوا كتابة صفحات التاريخ .. حيث لا مجال للهامش فيها !
وأدركوا أن صناعة الموت هي أسلوبٌ متطور - لم تصل له أمريكا بعد - لاستدامة الحياة ْ
.. وآمنوا أن القصاص فيه حياةٌ لأولي الألباب .. وللمجانين أمثالي !
وأدركوا - بفطرتهم السلمية - أن الروح هي أغلى توقيعٌ يمكن أن يخلّد في صفحة التاريخ
حيث الكتابة بالدم .. والتشكيل بقطرات العرق ،
وعلامات الترقيم أحزمة ناسفة .. !
إنها يا سادة صفحة التاريخ .. وليست لعبة من ألعاب NewBoy ،
إنها صفحة التاريخ التي لا تعتريها عوامل التعرية .. ولا عوامل النسيان ْ
، عزائي .. دعائي لهم/لهن ولي أن أكون معهم
سأعانقهن .. ونحتسي الشاي على ضفاف الكوثر ،
وأسلم عليهم .. منتشيةً بفخر القيام بذلك ْ
ونذكر تعقيباتكم على موضوعي ..
، وهمسات بنات حواء
وتنبيهات المشرفين ..
حينها سأبتسم .. وأشرب كأس الشاي حتى النهاية ،
.. وتذكرون مجآهدة بالخير !
حيّ على الجنون ْ
وكل عيد .. وأنتم عمال !
.. مجــــاهدة الشام ْ
،
كلما سمعتُ جملة (مواطن صالح) تجتاحني رغبة أن أكون مجرمة ْ
فالجريمة - على الأقل - شيءٌ غير عادي في زمن العاديين ..
وطني مسروق .. ويُعاقبون السارقين الصغار على بضع دراهم التقطوها كي يعيشوا على رصيف الحيآة ْ
الكرامة مغتصبة .. ويتفنون في إصدار الأحكام التخفيفية على الزناة ْ !
الحياة ميّتة .. ويُقنعوك أن ثمة شيء ما يُمكن أن تحققه في مدرسة حكوميّة تقع أقصى الأرض بين طالبات الصف الأول الابتدآئي ~
اليوم الجمعة ْ
عيدٌ من أعياد المسلمين ..
وكعادتي .. أذهب إلى القسم الخاص بالنساء في مسجد حينا حتى أستمع للخطبة ،
مسجدنا يا سآدة فريدٌ من نوعه ْ
ليس له علاقة بالتأكيد بـ"فريد الأطرش" ، ولكن لإمامه وخطيبه علاقه وثيقة بـ"الطرش" !
حاولتُ أن أوهمَ نفسي أن الخطبة اليوم ستتغير ،
وأن الموضوع الذي سطل به ذلك الخطيب رؤوسنا سيتغير أيضاً !
إلا أنه ومع نحنحاته الأولى .. أدركت أن الحدسَ وحده لا يكفي تماماً ..
خطيبنآ يا سادة منذ جمعتين وهو يخطبنا عن السحر ْ
وخطورته .. وأهمية الاحتياط منه .. وأن مرتكبه كافر بإجماع الأمة ونص أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
ليس في ذلك من مشكلة ْ !
فبلاد الشام عموماً - ومنها فلسطين - تشتهر بكثرة السحر ..
فما بين زواجٍ وطلاقٍ ومرض ووقوع بطارية الريموت كنترول .. يوجد - باعتقاد الناس - ثمة سحرٍ ما ،
ولا يتوانى أحد الحمقى أن يؤكد أن ما يحدث لأمريكا حالياً هو نتيجة استعانة روسيا بساحرة بلغارية تُدعى (فانجيليا جوشتيروفا ديميتروفا) ..
الحرب الباردة انتهت بسبب ’عمل‘ قامت به أمريكا للسوفييت !
وولادة جارتنا (أم علي) لبنتها السابعة على التوالي .. هو سحرٍ لمنع الذكور عنها ،
إلى الآن ليس من مشكلة ْ
خاصة وأني أؤمن بوجود السحر بدليل القرآن والسنة والمشاهدات ..
لكنّ هذا الخطيب المفوّه يُفني من أعمارنا 40 دقيقة متوآصلة هي مدة الخطبتين الأولى والثانية في بيان السحر وعلاماته ،
وكأن ما يحدث للأمة لا يستحق مجرد إشارة منه في نهاية الدقيقة الأخيرة من خطبته الثانية ْ
أو حتى إشارة عابرة بين ثنايا دعائه الذي يكرر فيه الطلب من الله أن يهيئ الله البطانة الصالحة لولي الأمر أبو مازن ..
محاولاً إقناعي أن دعائه هذا لا يشبه الدعاء لإبليس أن يتحول أعوانه من الشياطين لملآئكة ْ !
وكأن غزة لا تعنيه .. فالإعمار اكتمل والحصار صار في إسم إنّ وخبر كان ،
والأمور ميّة مية .. والوضع عال العال ْ
وحاجات الناس اليومية - التي اكتملت بالطبع - لا تعنيه أبداً .. !
يا خطيب مسجدنا .. صدقني أن الناس لا تمتلك مالاً لعمل السحر ،
وإلا لسحروا دبابات اليهود واسترهبوهم وجاؤوا بما لم يأتِ به أحدٌ من المسلمين !
أشفق عليك لأنك مغفل ْ
فعلى رغم تمتلك رتبة "رائد" في سلـَطة أبو مازن الذي تؤكد أنه الرئيس الشرعي وولي أمر المسلمين !
وعلى رغم أنك لا تترك صلاةً في المسجد كما قالوا لي ..
.. وعلى رغم فلسفتك الزآئدة ْ
إلا أنك نوبليزي برتبة رآئد .. جلّ ما تفعله هو انتظار الراتب الشهري المحوّل لرصيدك من بلاد المقاطعة في رام الله ْ ،
تشبه كثيراً بعضهم في بلادٍ ما ،
أولئك الذين يتجادلون في حرمة قيادة المرأة للسيارة ، و30% من رجالنا عاطلين عن العمل لا يملكون حتى بسكليت/سيكل أبو عجل ونص !
.. يزجرون من يصرف نصف راتبه على مكياج زوجته .. ويصفونهم بإخوان الشياطين
وما دروا - السادة الفضلاء - أن الراتب يتعدى حاجز اليوم العاشر في الشهر بشق الأنفس .. ثم يحتضر في اليوم التالي ويموت !
ينتقدون من يلبس طيحني .. وسامحني .. وبلاطين برمودا .. وعبايات مخصرة .. وشرب الخمور .. وانتشار الفساد
ويدعون بالصحة وطول العمر لولي الأمر الذي دخل كل ما سبق ذكره بعلمه وسمعه وبصره .. وكان عليه من الموافقين !
تباً لكم ْ
فصورةٌ تذكارية لكم في إحدى المقابر سيشمئز منها الموتى ..
قوموا .. إلى مزابل التاريخ غير مأسوفٍ عليكم ْ ،
كم قد ابتسمت حينما دسّت لي إحداهن ورقة في جلبابي أثناء الخطبة وهمستني أثناء الاستعداد للصلاة أن أقرأها حينما أصل البيت ..
وحينما فتحتها قرأت (كل راتب .. والنوبليزيين بخير ْ)
وتذكرتُ أن اليوم هو الأول من مآيو .. وغدا موعد استلآم هذا النوبليزيّ راتبه ْ ،
وما بين الأول والثلاثين من كل شهر .. يوجد أربع خطب يجب ملؤها بكلّ ما يُرضي ولي الأمر .. وكلابه ْ
أقول قولي هذا .. وأسأل الله لهم الموت على الطريقة النوبليزيّة ْ
وخير الطعام .. الكورنفليكس ْ
ولا تُـقِم الصلاة !
..
اليوم السبت ْ
إجازة عيد العمال المؤجلة من أمس ..
حيث ارتأت لجنة البطاطا الكاتشبية العليا تأخيره ليوم السبت من باب حرمة الجمع بين عيدين .. !
وهي إجازة أيضاُ في غزّة ،
.. رغم أني أعلم علم اليقين - وبدون أيـْمان - أن عمال غزة كلّ أيامهم إجازة !
ويوم السبت - بشكلٍ اعتيآدي - أيضاً إجازة لنا نحن معشر طلبة وطالبات الجامعآت ْ
استغليّت الوقت الصباحيّ لهذا اليوم وذهبتُ عندى إحدى الصديقآت التي كانت تصر منذ شهر على هذا اليوم التآريخيّ
.. إنها عملية معقّدة لصناعة أول قالب من الكيك بمسآهمة شركة مجاهدة الشام وشركة نسرين ْ !
لا أدري لماذا أستسيغ الجلوس مع هذه الصديقة رغم أحاديثها المملةّ .. جداً
ثلاث محاور رئيسيّة للكلام .. خطيبها ، وجديد الشيف أسامة ، وآخر مستجدات أفكارها في صنع الأزياء ْ
فصديقتي هذه حلم حيآتها أن تكون إحدى اثنتين : إما طبّاخة عالميّة .. أو مصممة أزياء عالميّة !
هي من البذاخة والترف الإعلامي أن تتمنى أمنيتين دفعة واحدة ْ
وأين ؟! .. في غزة ْ !
طبعاً خطيبها من النوع الذي يرى أن إسهامات جورج وسوف في التراث العربي كانت محطّة تاريخية ونقطة تحوّل أساسيّة أجبرت الصين على دخول أسواقنا
.. بل أكّدت لي نسرين - ذات هبلٍ لها - أن خطيبها يؤكّد أن جورج وسوف لو أعطي حقّه لكان الآن في مصف الشخصيات الأكثير تأثيراً في القرن العشرين .. !
عالم بطيخ ْ
ويشحنني هذا الجو دائماً بشحنة تحدٍ وقرف واشمئزاز !
لذلك أحبه ..
أحب دوماً أحاديث الحلويات .. ومقادير الطحين والسكر ْ
.. وأجود أنواع البيكنج بودر والفانيلآ ،
وكيف يُمكن عمل دجاج بالمشمش ْ !
لأني أتأكد حينها أني إحدى اثنيتن :
إما مجنونة في عالم من العقلاء .. أو عاقلة في عالم من المجانين ْ
والثانية أقرب للاستحالة ، لأني - رعاني الله - لا أدعي هذه التزكية المجآنية ..
، وعليه .. أفضّـلُ التهمة الأولى
فعلى الأقل .. المجانين في نعيم ْ !
لم يُدرك هؤلاء بعد جمال الغرفة السوداء إلا من ضوء شاشة الحاسوب ْ
.. لم يُدركوا جمال الصمت الذي لا تقطعه إلا صوت ’الطقطقة‘ على الكيبورد ،
لم يدركوا جمال الجنون .. وأهميته !
لذلك أحبهم ..
لأني - بعكس البشر - كلما فهمت .. جننت ْ
.. وأحتقر نفسي دوماً كلما علمت أن هنالك من غادر هذا الجمال الدنيوي إلى جمالٍ لا يُقارن به أبداً
أحتقر نفسي لأن هنالك من تحرر من قيود الأرض .. وعانق أجنحة السماء ْ
لم يعرفوا تنميق صفحات الإنترنت بكلامٍ جميل ..
، بل أتقنوا كتابة صفحات التاريخ .. حيث لا مجال للهامش فيها !
وأدركوا أن صناعة الموت هي أسلوبٌ متطور - لم تصل له أمريكا بعد - لاستدامة الحياة ْ
.. وآمنوا أن القصاص فيه حياةٌ لأولي الألباب .. وللمجانين أمثالي !
وأدركوا - بفطرتهم السلمية - أن الروح هي أغلى توقيعٌ يمكن أن يخلّد في صفحة التاريخ
حيث الكتابة بالدم .. والتشكيل بقطرات العرق ،
وعلامات الترقيم أحزمة ناسفة .. !
إنها يا سادة صفحة التاريخ .. وليست لعبة من ألعاب NewBoy ،
إنها صفحة التاريخ التي لا تعتريها عوامل التعرية .. ولا عوامل النسيان ْ
، عزائي .. دعائي لهم/لهن ولي أن أكون معهم
سأعانقهن .. ونحتسي الشاي على ضفاف الكوثر ،
وأسلم عليهم .. منتشيةً بفخر القيام بذلك ْ
ونذكر تعقيباتكم على موضوعي ..
، وهمسات بنات حواء
وتنبيهات المشرفين ..
حينها سأبتسم .. وأشرب كأس الشاي حتى النهاية ،
.. وتذكرون مجآهدة بالخير !
حيّ على الجنون ْ
وكل عيد .. وأنتم عمال !
.. مجــــاهدة الشام ْ
،