عمر البيروتي
05-03-2009, 12:11 PM
مضمون خطاب حسن نصر الله بعد إطلاق سراح الضباط الأربعة بقرار من المحكمة الخاصة بقضية الحريري، يعني أن كل المسار خاطئ منذ الأساس أي منذ تشكيل لجنة التحقيق الدولية، عام 2005، وأن كل الذين تعاقبوا على رئاستها من ميليس إلى براميرتيس فبلمار، هم شركاء في التزوير والتسييس، وأن قرار إطلاق سراح الضباط ليس دليل نزاهة بل دليل تزوير سابق.
وعاد نصر الله إلى اتهام إسرائيل بعملية الاغتيال على اعتبارها صاحبة المصلحة بإطلاق حرب أهلية في لبنان يكون حزب الله طرفاً فيها.
وأن الاتهام السياسي لسوريا "كان يمكن ان يؤدي الى حرب أهلية في لبنان لكن الحكماء منعوا ذلك، وكذلك كان يمكن ان يؤدي الى حروب إقليمية في المنطقة واستدراج جيوش الى المنطقة وتم تفويت هذه الفرصة بقرار الرئيس الأسد بسحب الجيش السوري من لبنان".
وقال نصر الله انه خلال 4 سنوات "ركب التحقيق على سكة واحدة تقول إن سورية وحلفاءها ارتكبوا الجريمة. وأنا أقول لنضع الفرضية الإسرائيلية على السكة".
وتساءل: "هل تملك اسرائيل القيام بعمل من هذا النوع؟ لا نقاش بأنها تستطيع القيام بذلك. هل تملك الدافع؟ نعم قطعاً. هل لها مصلحة؟ نعم قطعاً. لها مصلحة بالقيام بحرب أهلية في لبنان لتنتهي من تهديد المقاومة ولها مصلحة بحرب إقليمية وان يدخل الجيش الأميركي الى الشام أيضاً، اغتيال الرئيس الحريري بوابة لحرب أهلية وحرب إقليمية. من يقول ان ليس لإسرائيل مصلحة يقتل الرئيس الحريري مرة ثانية. لم اسمع من كل 14 آذار من يقول ان لإسرائيل مصلحة بل هي خارج دائرة الاتهام وهذا غير موضوعي وعلمي. ضعوا الأحقاد جانباً لا يوجد احتمال 1.0 في المئة. انا لا اقول أغلقوا مسار التحقيق الذي يفترض سورية وحلفاءها، بل افتحوا المسار الإسرائيلي واعملوا عليه".
هذا المنطق كله قد يكون مقبولاً من حيث المبدأ، فبعدما تبين أن المحققين الدوليين قد خُدعوا بشهود الزور السوريين لا سيما هسام هسام ومحمد زهير الصديق، حيث نجحوا في تفجير التحقيق من داخل، فلا بد من العودة إلى نقطة الصفر، ولماذا لا تكون إسرائيل؟
لكن المعضلة الحقيقية تكمن في أن الضباط الذين أطلق سراحهم إضافة إلى وزير العدل السابق عدنان عضوم كان يحاولون إلصاق التهمة بالقاعدة، استناداً إلى شريط فيديو لفلسطيني يدعى أحمد أبو عدس يدعي فيه المسؤولية عن الاغتيال باسم جماعة مجهولة هي النصرة والجهاد في بلاد الشام.
فلماذا يتهم نصر الله إسرائيل ولا يعود إلى شريط أبو عدس، الواقع أن الحكومة آنذاك كانت تحاول اتهام القاعدة بشريط ملفق، وهذا التلفيق بالذات هو أقوى القرائن على تورط الأجهزة اللبنانية والسورية في عملية الاغتيال أو التغطية عليها أو استخدام عناصر جهادية مغفلة في العملية، بدليل أن تقارير لجنة التحقيق أجمعت كلها على وجود انتحاري.
والسؤال المضحك هو هل أصبحت إسرائيل تصور شرائط الفيديو على طريقة الزرقاوي؟ وهل أحمد أبو عدس الذي ترك منزله للقتال في العراق عبر سوريا، وقع في قبضة الموساد في بلاد الشام بلاد الأعاجيب؟
لو كانت إسرائيل وراء اغتيال الحريري لتوجيه الاتهام إلى سوريا وحلفائها في لبنان، فلماذا ظهر شريط أبو عدس؟
إن الغرض الرئيسي من ظهور الشريط بعد سويعات قليلة من عملية الاغتيال، هو إثبات وجهة الاتهام نحو السلفية الجهادية حصراً، وحينذاك تولت الأجهزة الأمنية اللبنانية المحكومة من دمشق وكذلك وزراء حكومة عمر كرامي المؤيدة بقوة من دمشق ترويج هذا الاحتمال وحده، ولم يأتِ أي واحد منهم بذكر إسرائيل أو أمريكا ولو مرة واحدة.
أخلص من هنا للقول: إن شريط أحمد أبو عدس أريد منه أن يكون شريط الإدانة المسبقة للقاعدة وأشباهها، بحيث سارع وزير العدل آنذاك عدنان عضوم إلى الاشتباه بلبنانيين سنة يحملون الهوية الأسترالية وعليهم صفات السلفية ظاهرياً، ولهذا السبب بالذات توجهت أنظار المعارضة في ذلك الوقت، والتي تحولت إلى قوى 14 آذار إلى الضباط الأربعة المأمورين مباشرة من قادة الأجهزة السورية، على أنهم يحاولون تضليل التحقيق.
بعبارة أوضح، ليس صحيحاً أن حلفاء دمشق كانوا يتهمون إسرائيل بالاغتيال فأصر آل الحريري على اتهام سوريا، بل كانوا يحاولون اتهام السنة أنفسهم باغتيال الحريري لتضييع المسؤوليات وتمييع التحقيق.
وبالمناسبة، فإن المحقق الألماني ديتليف ميليس اشتبه بالضباط الأربعة بسبب شريط أحمد أبو عدس، فقد رأى أن هؤلاء قاموا بدور التغطية على الفاعلين وأنهم لذلك كانوا على علم مسبق بالجريمة. فهل إن المحققين الدوليين وقضاة المحكمة الدولية الآن، كانوا متحالفين ومتعاضدين على تبرئة القاعدة وإدانة سوريا، وهل توقف التعاون الدولي يوماً مع النظام السوري كما مع أشباهه في المنطقة ضد القاعدة؟ وهل سوريا أخطر من القاعدة بنظر الغرب؟
وعاد نصر الله إلى اتهام إسرائيل بعملية الاغتيال على اعتبارها صاحبة المصلحة بإطلاق حرب أهلية في لبنان يكون حزب الله طرفاً فيها.
وأن الاتهام السياسي لسوريا "كان يمكن ان يؤدي الى حرب أهلية في لبنان لكن الحكماء منعوا ذلك، وكذلك كان يمكن ان يؤدي الى حروب إقليمية في المنطقة واستدراج جيوش الى المنطقة وتم تفويت هذه الفرصة بقرار الرئيس الأسد بسحب الجيش السوري من لبنان".
وقال نصر الله انه خلال 4 سنوات "ركب التحقيق على سكة واحدة تقول إن سورية وحلفاءها ارتكبوا الجريمة. وأنا أقول لنضع الفرضية الإسرائيلية على السكة".
وتساءل: "هل تملك اسرائيل القيام بعمل من هذا النوع؟ لا نقاش بأنها تستطيع القيام بذلك. هل تملك الدافع؟ نعم قطعاً. هل لها مصلحة؟ نعم قطعاً. لها مصلحة بالقيام بحرب أهلية في لبنان لتنتهي من تهديد المقاومة ولها مصلحة بحرب إقليمية وان يدخل الجيش الأميركي الى الشام أيضاً، اغتيال الرئيس الحريري بوابة لحرب أهلية وحرب إقليمية. من يقول ان ليس لإسرائيل مصلحة يقتل الرئيس الحريري مرة ثانية. لم اسمع من كل 14 آذار من يقول ان لإسرائيل مصلحة بل هي خارج دائرة الاتهام وهذا غير موضوعي وعلمي. ضعوا الأحقاد جانباً لا يوجد احتمال 1.0 في المئة. انا لا اقول أغلقوا مسار التحقيق الذي يفترض سورية وحلفاءها، بل افتحوا المسار الإسرائيلي واعملوا عليه".
هذا المنطق كله قد يكون مقبولاً من حيث المبدأ، فبعدما تبين أن المحققين الدوليين قد خُدعوا بشهود الزور السوريين لا سيما هسام هسام ومحمد زهير الصديق، حيث نجحوا في تفجير التحقيق من داخل، فلا بد من العودة إلى نقطة الصفر، ولماذا لا تكون إسرائيل؟
لكن المعضلة الحقيقية تكمن في أن الضباط الذين أطلق سراحهم إضافة إلى وزير العدل السابق عدنان عضوم كان يحاولون إلصاق التهمة بالقاعدة، استناداً إلى شريط فيديو لفلسطيني يدعى أحمد أبو عدس يدعي فيه المسؤولية عن الاغتيال باسم جماعة مجهولة هي النصرة والجهاد في بلاد الشام.
فلماذا يتهم نصر الله إسرائيل ولا يعود إلى شريط أبو عدس، الواقع أن الحكومة آنذاك كانت تحاول اتهام القاعدة بشريط ملفق، وهذا التلفيق بالذات هو أقوى القرائن على تورط الأجهزة اللبنانية والسورية في عملية الاغتيال أو التغطية عليها أو استخدام عناصر جهادية مغفلة في العملية، بدليل أن تقارير لجنة التحقيق أجمعت كلها على وجود انتحاري.
والسؤال المضحك هو هل أصبحت إسرائيل تصور شرائط الفيديو على طريقة الزرقاوي؟ وهل أحمد أبو عدس الذي ترك منزله للقتال في العراق عبر سوريا، وقع في قبضة الموساد في بلاد الشام بلاد الأعاجيب؟
لو كانت إسرائيل وراء اغتيال الحريري لتوجيه الاتهام إلى سوريا وحلفائها في لبنان، فلماذا ظهر شريط أبو عدس؟
إن الغرض الرئيسي من ظهور الشريط بعد سويعات قليلة من عملية الاغتيال، هو إثبات وجهة الاتهام نحو السلفية الجهادية حصراً، وحينذاك تولت الأجهزة الأمنية اللبنانية المحكومة من دمشق وكذلك وزراء حكومة عمر كرامي المؤيدة بقوة من دمشق ترويج هذا الاحتمال وحده، ولم يأتِ أي واحد منهم بذكر إسرائيل أو أمريكا ولو مرة واحدة.
أخلص من هنا للقول: إن شريط أحمد أبو عدس أريد منه أن يكون شريط الإدانة المسبقة للقاعدة وأشباهها، بحيث سارع وزير العدل آنذاك عدنان عضوم إلى الاشتباه بلبنانيين سنة يحملون الهوية الأسترالية وعليهم صفات السلفية ظاهرياً، ولهذا السبب بالذات توجهت أنظار المعارضة في ذلك الوقت، والتي تحولت إلى قوى 14 آذار إلى الضباط الأربعة المأمورين مباشرة من قادة الأجهزة السورية، على أنهم يحاولون تضليل التحقيق.
بعبارة أوضح، ليس صحيحاً أن حلفاء دمشق كانوا يتهمون إسرائيل بالاغتيال فأصر آل الحريري على اتهام سوريا، بل كانوا يحاولون اتهام السنة أنفسهم باغتيال الحريري لتضييع المسؤوليات وتمييع التحقيق.
وبالمناسبة، فإن المحقق الألماني ديتليف ميليس اشتبه بالضباط الأربعة بسبب شريط أحمد أبو عدس، فقد رأى أن هؤلاء قاموا بدور التغطية على الفاعلين وأنهم لذلك كانوا على علم مسبق بالجريمة. فهل إن المحققين الدوليين وقضاة المحكمة الدولية الآن، كانوا متحالفين ومتعاضدين على تبرئة القاعدة وإدانة سوريا، وهل توقف التعاون الدولي يوماً مع النظام السوري كما مع أشباهه في المنطقة ضد القاعدة؟ وهل سوريا أخطر من القاعدة بنظر الغرب؟