salwa
05-02-2009, 06:26 PM
كثيراً ما نرى أشخاصاً غاضبين ، وحين يُلامون على سرعة تهيّجهم وقلّة صبرهم يبرّر أحدهم سلوكه بقوله:"أنا عصبي :mad:!" فهل الطبع العصبي محمودُ ومقبول إلى هذه الدرجة؟؟!
لقد عرّف علماء الأخلاق الغضب بأنه:" حركة نفسية يهتاج لها الدم في القلب فيثور وينتشر في العروق وينتشر إلى أعالي البدن كما ترتفع النار في القدر إذا غلى، ويحكي الدماغ إذ ذاك كهفاً اضطرمت فيه النار فأظلمت نواصيه، وتكاثف دخانه، وفيه مصباح ضئيل يضيئه فانطفأ فيحمر الوجه والعينان".
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:" اعلم أن الغضب شعلة من النار وأن الإنسان ينزع فيه عند الغضب عرق إلى الشيطان اللعين حين قال﴿ خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ فإن شأن الطين السكون والوقار وشأن النار التلظي والاشتعال والحركة والاضطراب".
فمن منّا يرضى بأن يتمكّن منه الشيطان وبأن ينطفئ نور عقله؟ :confused:
الغضب هو أكثر الحالات تصلّباً وعناداً من بين الحالات المزاجية التي يرغب الناس في الهروب منها. وهو أسوأ الحالات النفسيّة التي يصعب السيطرة عليها، فهو ليس كالحزن لأنه انفعال يولّد الطاقة والتنبّه ولديه القدرة على الإغواء والحفز.
لذا حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقال : علّمني شيئاً ولا تكثر عليّ لعلي أعيه، قال:"لا تغضب" فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول "لا تغضب".
وقال صلى الله عليه وسلّم:" ليس الشديد بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
يبدأ الغضب بموقف يستفز الإنسان أو يشعره بالإهانة والاستنقاص ، أو قد ينبعث من إجهاد عقلي أو اعتلال صحي أو مغالاة في الأنانية أو غيرها من الأسباب الكثيرة...ثم تبدأ الفكرة الصغيرة المثيرة للغضب بجذب أفكارٍ أخرى مكوّنةً سلسلة أفكار سلبية ترفع مستوى الغضب وتضخمه. فالغضب يعزّز الغضب :mad:. وكلما طال الوقت الذي نجتر فيه الأسباب التي أثارتنا وجدنا أسباباً "طيّبة" نلفقها ونخترعها لنبرر لأنفسنا أسباب غضبنا :p.
انتبهوا لمرور الوقت... ولا تدخلوا دوّامة الأفكار الغاضبة اللاعقلانية إذ يمكن تخفيض الغضب عند المستويات المتوسطة عبر الأفكار الملطفة والمساعدة على إعادة تقييم الأحداث التي أدت إلى الاستفزاز ووضعها في إطارٍ إيجابي. أمّا إذا وصل الغضب إلى أعلى مستوياته فلا تؤدي هذه الأفكار فعاليتها فيعجز الغاضب عن التفكير السليم ويسقط في بئر أشد ردود الأفعال بدائيةً :frown:.
إذا ابتعد الشخص الغاضب بعض الوقت عن الأمر المسبّب لغضبه فإنه سيتمكن من كبح دورة التفكير العدائي المتصاعدة بالبحث عن شيءٍ يلهيه... فعليه أولاً أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقوم بما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلّم من الوضوء وتغيير الحال: فإن كان واقفاً جلس وإن كان جالساً اضطجع. يُنصح بعدها بالسير لمدة طويلة ، أو ممارسة الاسترخاء كالتنفّس بعمق وارتخاء العضلات، أو القراءة :smile: ... لكن تجدر الإشارة إلى ما أظهرته بعض الدراسات من أن الانخراط في المتع الشخصية مثل عملية الشراء وتناول الطعام ليس لها أثر كبير في تهدئة الغضب :roleyes:.
بإمكاننا السيطرة على الأفكار العدوانية عبر استخدام الوعي بالنفس في بداية انطلاق هذه الأفكار وتسجيلها على ورقة . تبيّن أنه بمجرد الإمساك بالأفكار الغاضبة يمكن اعتراض سبيلها وإعادة تقييمها قبل أن يتصاعد الغضب ويتحوّل إلى ثورة متفجّرة.
لقد شاعت فكرة خاطئة بين كثير من الناس هي فكرة "التنفيس عن الغضب". هذه الطريقة هي أسوء وسائل التهدئة، فانفجار نوبة الغضب يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي فيزداد الشعور بالغضب عند الحديث عن أسبابه وليس العكس.
بعد هذا كله لا بد من معرفة بعض آثارالغضب على صحة الإنسان فهو أكثر الانفعالات السلبية تأثيراً على القلب ، وقد يكون الغضب المتكرر والمشاعر العدائية حكماً بالإعدام على صاحبها :eek:. أمّا التدريب على السيطرة على هذا الانفعال فيخفّض معدّل حدوث النوبة القلبية الثابتة بنسبة 44% .
وفي الختام فلنخوّف أنفسنا من عقاب الله تعالى وليقل كلُّ منّا لنفسه :" قدرة الله عليّ أعظم من قدرتي على هذا الإنسان، فلو أمضيت غضبي لم آمن أن يُمضي الله عز وجل غضبه عليّ يوم القيامة حين أكون أحوج ما أكون إلى العفو والرحمة".
ولنذكّر أنفسنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم :" من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي الحور شاء".
لقد عرّف علماء الأخلاق الغضب بأنه:" حركة نفسية يهتاج لها الدم في القلب فيثور وينتشر في العروق وينتشر إلى أعالي البدن كما ترتفع النار في القدر إذا غلى، ويحكي الدماغ إذ ذاك كهفاً اضطرمت فيه النار فأظلمت نواصيه، وتكاثف دخانه، وفيه مصباح ضئيل يضيئه فانطفأ فيحمر الوجه والعينان".
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:" اعلم أن الغضب شعلة من النار وأن الإنسان ينزع فيه عند الغضب عرق إلى الشيطان اللعين حين قال﴿ خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ فإن شأن الطين السكون والوقار وشأن النار التلظي والاشتعال والحركة والاضطراب".
فمن منّا يرضى بأن يتمكّن منه الشيطان وبأن ينطفئ نور عقله؟ :confused:
الغضب هو أكثر الحالات تصلّباً وعناداً من بين الحالات المزاجية التي يرغب الناس في الهروب منها. وهو أسوأ الحالات النفسيّة التي يصعب السيطرة عليها، فهو ليس كالحزن لأنه انفعال يولّد الطاقة والتنبّه ولديه القدرة على الإغواء والحفز.
لذا حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقال : علّمني شيئاً ولا تكثر عليّ لعلي أعيه، قال:"لا تغضب" فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول "لا تغضب".
وقال صلى الله عليه وسلّم:" ليس الشديد بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
يبدأ الغضب بموقف يستفز الإنسان أو يشعره بالإهانة والاستنقاص ، أو قد ينبعث من إجهاد عقلي أو اعتلال صحي أو مغالاة في الأنانية أو غيرها من الأسباب الكثيرة...ثم تبدأ الفكرة الصغيرة المثيرة للغضب بجذب أفكارٍ أخرى مكوّنةً سلسلة أفكار سلبية ترفع مستوى الغضب وتضخمه. فالغضب يعزّز الغضب :mad:. وكلما طال الوقت الذي نجتر فيه الأسباب التي أثارتنا وجدنا أسباباً "طيّبة" نلفقها ونخترعها لنبرر لأنفسنا أسباب غضبنا :p.
انتبهوا لمرور الوقت... ولا تدخلوا دوّامة الأفكار الغاضبة اللاعقلانية إذ يمكن تخفيض الغضب عند المستويات المتوسطة عبر الأفكار الملطفة والمساعدة على إعادة تقييم الأحداث التي أدت إلى الاستفزاز ووضعها في إطارٍ إيجابي. أمّا إذا وصل الغضب إلى أعلى مستوياته فلا تؤدي هذه الأفكار فعاليتها فيعجز الغاضب عن التفكير السليم ويسقط في بئر أشد ردود الأفعال بدائيةً :frown:.
إذا ابتعد الشخص الغاضب بعض الوقت عن الأمر المسبّب لغضبه فإنه سيتمكن من كبح دورة التفكير العدائي المتصاعدة بالبحث عن شيءٍ يلهيه... فعليه أولاً أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقوم بما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلّم من الوضوء وتغيير الحال: فإن كان واقفاً جلس وإن كان جالساً اضطجع. يُنصح بعدها بالسير لمدة طويلة ، أو ممارسة الاسترخاء كالتنفّس بعمق وارتخاء العضلات، أو القراءة :smile: ... لكن تجدر الإشارة إلى ما أظهرته بعض الدراسات من أن الانخراط في المتع الشخصية مثل عملية الشراء وتناول الطعام ليس لها أثر كبير في تهدئة الغضب :roleyes:.
بإمكاننا السيطرة على الأفكار العدوانية عبر استخدام الوعي بالنفس في بداية انطلاق هذه الأفكار وتسجيلها على ورقة . تبيّن أنه بمجرد الإمساك بالأفكار الغاضبة يمكن اعتراض سبيلها وإعادة تقييمها قبل أن يتصاعد الغضب ويتحوّل إلى ثورة متفجّرة.
لقد شاعت فكرة خاطئة بين كثير من الناس هي فكرة "التنفيس عن الغضب". هذه الطريقة هي أسوء وسائل التهدئة، فانفجار نوبة الغضب يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي فيزداد الشعور بالغضب عند الحديث عن أسبابه وليس العكس.
بعد هذا كله لا بد من معرفة بعض آثارالغضب على صحة الإنسان فهو أكثر الانفعالات السلبية تأثيراً على القلب ، وقد يكون الغضب المتكرر والمشاعر العدائية حكماً بالإعدام على صاحبها :eek:. أمّا التدريب على السيطرة على هذا الانفعال فيخفّض معدّل حدوث النوبة القلبية الثابتة بنسبة 44% .
وفي الختام فلنخوّف أنفسنا من عقاب الله تعالى وليقل كلُّ منّا لنفسه :" قدرة الله عليّ أعظم من قدرتي على هذا الإنسان، فلو أمضيت غضبي لم آمن أن يُمضي الله عز وجل غضبه عليّ يوم القيامة حين أكون أحوج ما أكون إلى العفو والرحمة".
ولنذكّر أنفسنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم :" من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي الحور شاء".