عبد الله بوراي
04-27-2009, 09:09 PM
الشيعة وأهل البيت
وقبل أن نبحث عن هذا، ونتحقق، ونعلم صدق هذا القول وكذبه أردنا في هذا الباب أن نعرف ونعرّف القارئ والباحث من هم أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة
؟ فأهل البيت مركب من الأهل والبيت، فقد قال صاحب القاموس (( أهل الأمر ولاته، وللبيت سكانه، وللمذهب من يدين به، وللرجل زوجة كأهلته، وللنبي أزواجه وبناته، وصهره علي رضي الله عنه [ولا أدري من أين جاء هذا التخليص لعلي رضي الله عنه دون أصهاره الآخرين من عثمان زوج ابنتي النبي ذي النورين، وأبي العاص بن الربيع والد أمامة وزوج زينب، فإن قبل لكونه ابن عم النبي فهل كان وحيداً أما كان له الأخوة جعفر وعقيل؟ ثم ولم أخرج عم النبي الذي جعله صنو أبيه ألا وهو عباس بن عبد المطلب، وأبنائه، وأولاده، فهل من مجيب]، أو نسائه، وللرجال الذين هم آله ولكل نبي أمته)) ["القاموس" ص432 ج3 فصل الهمزة والباب باب اللام ط البابي الحلبي مصر 1952م].
وقال الزبيدي : والأهل للمذهب من يدين به ويعتقده، والأهل للرجل زوجته، ويدخل فيه أولاده، وبه فسر قوله تعالى: ] وسار بأهله [ أي زوجته وأهله، والآهل للنبي rأزواجه وبناته وصهره علي رضي الله عنه، أو نسائه، وقيل أهله الرجال الذين هم آله ويدخل الأحفاد والذريات، ومنه قوله تعالى: ] وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها [. وقوله تعالى: ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [ وقوله تعالى: ] ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [ وإن أهل كل نبي أمته وأهل ملته ومنه قوله تعالى: ] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة [. وقال الراغب وتبعه المناوي: أهل الرجل من يجمعه نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وتعورف في أسرة النبي rمطلقاً - إلى أن قال -: آل الله ورسوله أولياءه وأنصاره، ومنه قول عبد المطلب في جد النبي في قصة الفيل:
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك ["تاج العروس" للزبيدي].
وقال ابن المنظور الأفريقي: أهل المذهب من يدين به، وأهل الأمر ولاته، وأهل الرجل أخص الناس به، وأهل بيت النبي أزواجه وبناته وصه وفي الحديث "أن النبي r أعطى الآهل حظين والعزب حظاً"، والآهل الذي له زوجة والعزب الذي لا زوجة له.. وآل الرجل أهله، وآل الله ورسوله أولياءه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصار في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفاً ["لسان العرب" لابن المنظور الأفريقي ص28، 29، 30 ج11 دار صادر بيروت].
وقال الجوهري: أهل فلان أي تزوج.. قال أبو زيد: آهلك الله في الجنة أي أدخلها وزوجك فيها" ["الصحاح للجوهري" ج4 ص1629 ط دار الكتاب العربي بمصر].
وقال الزمخرشي في الأساس: تأهل تزوج وآهلك الله في الجنة إيهالاً زوجك ["أساس البلاغة" ص11 ط مصر 1953م].
وقال الخليل: أهل الرجل زوجه، والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به ["مقاييس اللغة" لأبي الحسين أحمد بن فارس زكريا ج1 ص150 ط بيروت].
وقد قال الإمام الراغب الأصفهاني: أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب، وتعورف في أسرة النبي مطلقاً إذا قيل: أهل البيت لقوله عز وجل: ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [، وعبّر أهل الرجل بامرأته وأهل الإسلام الذين يجمعهم - إلى أن قال - وتأهل إذا تزوج، ومنه قيل آهلك الله في الجنة أي زوجك فيها ["المفردات في غرائب القرآن ص28 ط كراتشي – باكستان].
وقال تحت لفظة آل: الآل مقلوب من الأهل - إلى أن قال - ويستعمل في من يختص بالإنسان اختصاصاً ذاتياً، إما بقرابة قريبة أو موالاة قال عز وجل: وآل إبراهيم وآل عمران، وقال: ] أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ قيل: وآل النبيأقاربه، وقيل: المختصون به من حيث العلم، وذلك أن أهل الدين ضربان، ضرب مختص بالعلم المتقن، والعمل المحكم، فيقال لهم: آل النبي وأمته، وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، ويقال لهم: أمة محمد، ولا يقال لهم آله فكل آل للنبي أمة له، وليست كل أمة آل له، وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه: الناس يقولون: المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال: كذبوا وصدقوا فيقل له: ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا أن الأمة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله [المفردات للراغب الأصفهاني ص29، 30].
وقال محمد جواد مغنية الشيعي المعاصر: أهل البيت في اللغة سكانه، وآل الرجل أهله، ولا يستعمل لفظ "آل" إلا في أهل رجل له مكانة، وقد جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن، الأولى الآية 73 من سورة "هود": ] رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [، والثانية الآية 33 من سورة "الأحزاب": ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً [ واتفق المفسرون أن المراد بالآية الأولى أهل البيت إبراهيم الخليل، وبالآية الثانية أهل بيت محمد بن عبد الله، وتبعاً للقرآن استعمل المسلمون لفظ أهل البيت وآل البيت في أهل بيت محمد خاصة، واشتهر هذا اللفظ حتى صار علماً لهم، بحيث لا يفهم منه غيرهم إلا بالقرينة، كما اشتهر المدينة بيثرب مدينة الرسول.
اختلف المسلمون في عدد أزواج النبي، فمن قائل أنهن ثماني عشر امرأة، ومنهم من قال: إنهن إحدى عشرة، وعلى أي الأحوال فقد أقام مع النساء سبعاً وثلاثين سنة، رزق خلالها بنين وبنات، ما تواكلهم في حياته ولم يبق منهم سوى ابنته فاطمة، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن علي بن أبي طالب: وفاطمة، والحسن والحسين من آل البيت في الصميم [الشيعة في الميزان ص447 ط دار الشروق بيروت].
ويظهر من هذا كله أن أهل البيت يطلق أصلاً على الأزواج خاصة، ثم يستعمل في الأولاد والأقارب تجاوزاً، وهذا ما يثبت من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة في ذكر قصة خليل الله عليه الصلاة والسلام لما جاءت رسل الله إبراهيم بالبشرى، فقال الله عز وجل في سياق الكلام: ] وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [ [سورة هود الآية71، 72، 73].
فاستعمل الله عز وجل هذه اللفظة بلسان ملائكته في زوجة إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه لا غير.
ولقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها كالطبرسي [هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الشيعة في القرن السادس، وتفسيره يقع في خمس مجلدات وعشرة أجزاء] في مجمع البيان [ج3 ص180 ط دار إحياء التراث العربي بيروت] والكاشاني [هو الملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين، ولم يصنف تصنيفه إلا رداً بمنهج الصادقين في إلزام المخالفين] في منهج الصادقين [ج4 ص493 ط طهران]. ولو التجئوا بعد ذلك إلى تأويلات كاسدة فاسدة.
وهكذا قال الله عز وجل في كلامه المحكم في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: ] فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً [ [سورة القصص الآية 30].
فالمراد من الأهل زوجة موسى عليه الصلاة والسلام كما أجمع عليه مفسروا الشيعة كلهم بأن المراد من الأهل همنا الزوجة لأنه لم يكن مع موسى غيرها، ولقد يقول الطبرسى مفسراً أهل موسى، في سورة النمل أي في قوله تعالى: ] وإذ قال موسى لأهله [ أي امرأته وهي بنت شعيب [تفسير مجمع البيان ج4 ص211 سورة النمل].
وأيضاً تحت قوله تعالى: ] سار بأهله [ أي بامرأته [ج4 ص250 سورة القصص].
وأيضاً القمي [هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي، إمام مفسري الشيعة وأقدمهم، من أعيان القوم في القرن الثالث من الهجرة] في تفسيره [ج2 ص139 ط نجف 1386ه].
والعروسي الحويزي [هو عبد الله علي بن جمعة، المتوفى 1112ه من الشيعة المتعصبين] في تفسيره نور الثقلين [ج4 ص126 ط قم].
والكاشاني في تفسيره منهج الصادقين [ج7 ص95 سورة القصص] وغيرهم.
وهكذا وردت لفظة أه البيت في القرآن المجيد في سورة الأحزاب أيضاً الآية 33 ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [ ولم ترد هذه اللفظة إلا في سياق قصة أزواج النبي r خاصة ] ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله * إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً [ [سورة الأحزاب الآية33، 34].
ويظهر بداهة ولأول وهلة لمن قرأ هذه الآيات الكريمة أن هذه اللفظة لم ترد إلا في أزواج النبي rخاصة، لأن صدر الآية وقبلها من الآيات لم يخاطب بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام، وكذلك الآية التي تليها ليس فيها ذكر غيرهن.
* إحسان إلهي ظهير
وقبل أن نبحث عن هذا، ونتحقق، ونعلم صدق هذا القول وكذبه أردنا في هذا الباب أن نعرف ونعرّف القارئ والباحث من هم أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة
؟ فأهل البيت مركب من الأهل والبيت، فقد قال صاحب القاموس (( أهل الأمر ولاته، وللبيت سكانه، وللمذهب من يدين به، وللرجل زوجة كأهلته، وللنبي أزواجه وبناته، وصهره علي رضي الله عنه [ولا أدري من أين جاء هذا التخليص لعلي رضي الله عنه دون أصهاره الآخرين من عثمان زوج ابنتي النبي ذي النورين، وأبي العاص بن الربيع والد أمامة وزوج زينب، فإن قبل لكونه ابن عم النبي فهل كان وحيداً أما كان له الأخوة جعفر وعقيل؟ ثم ولم أخرج عم النبي الذي جعله صنو أبيه ألا وهو عباس بن عبد المطلب، وأبنائه، وأولاده، فهل من مجيب]، أو نسائه، وللرجال الذين هم آله ولكل نبي أمته)) ["القاموس" ص432 ج3 فصل الهمزة والباب باب اللام ط البابي الحلبي مصر 1952م].
وقال الزبيدي : والأهل للمذهب من يدين به ويعتقده، والأهل للرجل زوجته، ويدخل فيه أولاده، وبه فسر قوله تعالى: ] وسار بأهله [ أي زوجته وأهله، والآهل للنبي rأزواجه وبناته وصهره علي رضي الله عنه، أو نسائه، وقيل أهله الرجال الذين هم آله ويدخل الأحفاد والذريات، ومنه قوله تعالى: ] وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها [. وقوله تعالى: ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [ وقوله تعالى: ] ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [ وإن أهل كل نبي أمته وأهل ملته ومنه قوله تعالى: ] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة [. وقال الراغب وتبعه المناوي: أهل الرجل من يجمعه نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وتعورف في أسرة النبي rمطلقاً - إلى أن قال -: آل الله ورسوله أولياءه وأنصاره، ومنه قول عبد المطلب في جد النبي في قصة الفيل:
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك ["تاج العروس" للزبيدي].
وقال ابن المنظور الأفريقي: أهل المذهب من يدين به، وأهل الأمر ولاته، وأهل الرجل أخص الناس به، وأهل بيت النبي أزواجه وبناته وصه وفي الحديث "أن النبي r أعطى الآهل حظين والعزب حظاً"، والآهل الذي له زوجة والعزب الذي لا زوجة له.. وآل الرجل أهله، وآل الله ورسوله أولياءه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصار في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفاً ["لسان العرب" لابن المنظور الأفريقي ص28، 29، 30 ج11 دار صادر بيروت].
وقال الجوهري: أهل فلان أي تزوج.. قال أبو زيد: آهلك الله في الجنة أي أدخلها وزوجك فيها" ["الصحاح للجوهري" ج4 ص1629 ط دار الكتاب العربي بمصر].
وقال الزمخرشي في الأساس: تأهل تزوج وآهلك الله في الجنة إيهالاً زوجك ["أساس البلاغة" ص11 ط مصر 1953م].
وقال الخليل: أهل الرجل زوجه، والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به ["مقاييس اللغة" لأبي الحسين أحمد بن فارس زكريا ج1 ص150 ط بيروت].
وقد قال الإمام الراغب الأصفهاني: أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب، وتعورف في أسرة النبي مطلقاً إذا قيل: أهل البيت لقوله عز وجل: ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [، وعبّر أهل الرجل بامرأته وأهل الإسلام الذين يجمعهم - إلى أن قال - وتأهل إذا تزوج، ومنه قيل آهلك الله في الجنة أي زوجك فيها ["المفردات في غرائب القرآن ص28 ط كراتشي – باكستان].
وقال تحت لفظة آل: الآل مقلوب من الأهل - إلى أن قال - ويستعمل في من يختص بالإنسان اختصاصاً ذاتياً، إما بقرابة قريبة أو موالاة قال عز وجل: وآل إبراهيم وآل عمران، وقال: ] أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ قيل: وآل النبيأقاربه، وقيل: المختصون به من حيث العلم، وذلك أن أهل الدين ضربان، ضرب مختص بالعلم المتقن، والعمل المحكم، فيقال لهم: آل النبي وأمته، وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، ويقال لهم: أمة محمد، ولا يقال لهم آله فكل آل للنبي أمة له، وليست كل أمة آل له، وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه: الناس يقولون: المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال: كذبوا وصدقوا فيقل له: ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا أن الأمة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله [المفردات للراغب الأصفهاني ص29، 30].
وقال محمد جواد مغنية الشيعي المعاصر: أهل البيت في اللغة سكانه، وآل الرجل أهله، ولا يستعمل لفظ "آل" إلا في أهل رجل له مكانة، وقد جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن، الأولى الآية 73 من سورة "هود": ] رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [، والثانية الآية 33 من سورة "الأحزاب": ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً [ واتفق المفسرون أن المراد بالآية الأولى أهل البيت إبراهيم الخليل، وبالآية الثانية أهل بيت محمد بن عبد الله، وتبعاً للقرآن استعمل المسلمون لفظ أهل البيت وآل البيت في أهل بيت محمد خاصة، واشتهر هذا اللفظ حتى صار علماً لهم، بحيث لا يفهم منه غيرهم إلا بالقرينة، كما اشتهر المدينة بيثرب مدينة الرسول.
اختلف المسلمون في عدد أزواج النبي، فمن قائل أنهن ثماني عشر امرأة، ومنهم من قال: إنهن إحدى عشرة، وعلى أي الأحوال فقد أقام مع النساء سبعاً وثلاثين سنة، رزق خلالها بنين وبنات، ما تواكلهم في حياته ولم يبق منهم سوى ابنته فاطمة، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن علي بن أبي طالب: وفاطمة، والحسن والحسين من آل البيت في الصميم [الشيعة في الميزان ص447 ط دار الشروق بيروت].
ويظهر من هذا كله أن أهل البيت يطلق أصلاً على الأزواج خاصة، ثم يستعمل في الأولاد والأقارب تجاوزاً، وهذا ما يثبت من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة في ذكر قصة خليل الله عليه الصلاة والسلام لما جاءت رسل الله إبراهيم بالبشرى، فقال الله عز وجل في سياق الكلام: ] وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [ [سورة هود الآية71، 72، 73].
فاستعمل الله عز وجل هذه اللفظة بلسان ملائكته في زوجة إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه لا غير.
ولقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها كالطبرسي [هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الشيعة في القرن السادس، وتفسيره يقع في خمس مجلدات وعشرة أجزاء] في مجمع البيان [ج3 ص180 ط دار إحياء التراث العربي بيروت] والكاشاني [هو الملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين، ولم يصنف تصنيفه إلا رداً بمنهج الصادقين في إلزام المخالفين] في منهج الصادقين [ج4 ص493 ط طهران]. ولو التجئوا بعد ذلك إلى تأويلات كاسدة فاسدة.
وهكذا قال الله عز وجل في كلامه المحكم في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: ] فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً [ [سورة القصص الآية 30].
فالمراد من الأهل زوجة موسى عليه الصلاة والسلام كما أجمع عليه مفسروا الشيعة كلهم بأن المراد من الأهل همنا الزوجة لأنه لم يكن مع موسى غيرها، ولقد يقول الطبرسى مفسراً أهل موسى، في سورة النمل أي في قوله تعالى: ] وإذ قال موسى لأهله [ أي امرأته وهي بنت شعيب [تفسير مجمع البيان ج4 ص211 سورة النمل].
وأيضاً تحت قوله تعالى: ] سار بأهله [ أي بامرأته [ج4 ص250 سورة القصص].
وأيضاً القمي [هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي، إمام مفسري الشيعة وأقدمهم، من أعيان القوم في القرن الثالث من الهجرة] في تفسيره [ج2 ص139 ط نجف 1386ه].
والعروسي الحويزي [هو عبد الله علي بن جمعة، المتوفى 1112ه من الشيعة المتعصبين] في تفسيره نور الثقلين [ج4 ص126 ط قم].
والكاشاني في تفسيره منهج الصادقين [ج7 ص95 سورة القصص] وغيرهم.
وهكذا وردت لفظة أه البيت في القرآن المجيد في سورة الأحزاب أيضاً الآية 33 ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [ ولم ترد هذه اللفظة إلا في سياق قصة أزواج النبي r خاصة ] ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله * إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً [ [سورة الأحزاب الآية33، 34].
ويظهر بداهة ولأول وهلة لمن قرأ هذه الآيات الكريمة أن هذه اللفظة لم ترد إلا في أزواج النبي rخاصة، لأن صدر الآية وقبلها من الآيات لم يخاطب بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام، وكذلك الآية التي تليها ليس فيها ذكر غيرهن.
* إحسان إلهي ظهير