مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الرد على الشبهات حول الجهاد
المهاجر7
04-19-2009, 07:32 PM
س 1 : الجهاد وقتال الصليبيين في جزيرة العرب محل خلافٍ وجدل بين كثيرٍ من طلاب العلم وشباب الإسلام فما الموقف من هذا الخلاف ؟
الاختلاف واقعٌ في هذه الأمة سواءً في الاعتقاد والجهاد أو مسائل أخرى ، وليس وقوع الخلاف والاختلاف مبرراً للمحايدة والاعتزال تورعاً أو تذرعاً بالتباس الحق بالباطل في زعم البعض ، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر بوقوع اختلافٍ كثيرٍ بيّن التعامل الشرعي الحق حيال هذا الاختلاف حيث قال صلى الله عليه وسلم : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ..." الحديث فانظر هذه الإضاءة النبوية في طريق الصادق عند وقوع الاختلاف وكثرته حولَ قضيةٍ ما كقتال الصليبيين وحماتهم في جزيرة العرب مثلاً ، فمهما كثر الاختلاف حولها فإن المخرَجْ " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " ولا عبرة باختلاف المختلفين بعد ذلك ، ومن المعلوم من الكتاب وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين وجوب قتال الكفار الأدنين والإغلاظ عليهم والتشريد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ، وكل من سوّغ لنفسه الخروج من دائرة هذا الأصل بزعم إرادة الإصلاح وبعد النظر وغير ذلك من وساوس شيطانية فقد شاقّ الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى وسلك سبيل المنافقين المتذرعين بزعمهم : ]إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا [ (النساء:62) واقتراحهم في التوقيت للمعركة: ] لولا إلى أجلٍ قريب[ (النساء:77)
وعليه فالحق الذي لا مرية فيه وجوب قتال الصليبيين المستوطنين في جزيرة العرب في ظل حماية طوائف من المرتدين على "كل مسلم مكلف من غير أولي الضرر" فيتعين قتالهم على عموم المؤمنين في هذه الجزيرة ، ومن لم يَسْعَ جهده في قتالهم والإعانة عليه فإنه آثم بالنص القطعي ، ويحرم على كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يبقى متفرجاً على الميدان إذ ليس هذا من سيما أهل الإيمان ، قال تعالى : ] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [ (الحجرات:15) وفي الحديث :" لا يجتمع في جزيرة العرب دينان " وهنا أحب أن أذكّر طوائف من إخواننا الذين أكرمهم الله بالجهاد خارج الجزيرة في وقتٍ مضى ثم ألقوا السلاح بعد نزولهم جزيرة العرب فأذكرهم بالله أن يراجعوا حساباتهم بعيداً عن التأثرات العاطفية الوطنية ، إذ إنّ الكفر ملةٌ واحدةٌ ، والجهاد لا يتغير حكمه بتغيّر الأقاليم والأوطان ، بل إن العاقل ليدرك أن قتال كثيرٍ من جنود الكفر للمسلمين خارج الجزيرة ما هو إلا تمهيد بعيد المدى للوصول إلى هذه الجزيرة حيث إنهم يدركون أن الجزيرة هي الرأس وما سواها أجنحة ، فمن الغبن والغباء أن نكف أيدينا ونلقي أسلحتنا ونحن نرى التآمر الصليبـي السافر على الإسلام وأهله في هذه الجزيرة مما لا يدع عذراً للقعود والتخاذل ]وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [[1] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn1) (آل عمران: 146)
س 2 : الجهاد في الجزيرة العربية ، مشروع يواجه معارضةً شرسةً من بعض المؤيدين للجهاد في الخارج ؛ فهل لهذه المعارضة من مبررات وكيف نجيب عنها ؟
هذا السؤال يحتاج إلى بسط وإطالة ولا نستطيع الإجابة عنه في هذه العجالة ولكن نقول:
أرض الحرمين منها خرجت الجيوش الصليبية لدك وضرب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، والقيادة والسيطرة للقوات الصليبية كانت من أرض الحرمين من قاعدة عدو الله سلطان ، وكما تعلمون أن جيوش الصليبيين واليهود منتشرة في قواعدهم المعلومة المعروفة في مشارق ومغارب بلادنا وشمالها وجنوبها ، استباحوا البلاد ، ونهبوا الثروات .
وأهل الجهاد ومحبو المجاهدين والغيورون على الأمة انقسموا إلى قسمين :
الأول : أناس يقولون لابد من ضرب هذه القوات الغازية والمدنسة لأرض الحرمين ، ولا بد من إشغال الأمريكان في أنفسهم وقواعدهم بدلاً من أن ينطلقوا منها لدك أراضي المسلمين وبلادهم دولة دولة ...
الثاني :الذي قال لابد أن نؤمن هذه القاعدة نؤمن هذه الأرض التي منها نجيش الجيوش ومنها نخرج الشباب ومنها نأخذ الدعم ، فلابد من بقائها آمنة ..
ونحن نرى آنذاك : الوسط بين الفريقين فصحيح أن العدو لابد وأن يشغل في نفسه وألا يعطى فرصة الأمان لأنه متى ما أمن على قواعده وخطوطه الخلفية فإننا حينئذٍ نكون قد أعطيناه الفرصة لاستخدامها في ضرب إخواننا في أنحاء متفرقة من دول العالم الإسلامي .. إلا أننا لا بد وأن نعد للأمر عدّته ونقوم بالاستعداد لمثل هذا العمل العظيم على أتم وجه نستطيعه ونطيقه ...فكنّا نقول لهؤلاء انتظروا نُعد العدّة ثم نضرب الأمريكان ..
وصحيح أيضاً أن هذه البلاد لابد وأن نستغلها لأنها المورد الأساسي للمال لمعظم الحركات الجهادية ، وفيها نسبة أمان وتحرك بحرية إلا أننا لابد وأن نوازن بين هذا وبين أن أمريكا تغزو العالم الإسلامي وتضيق على الحركات الجهادية بل والإسلامية من هذا البلد حيث حليفها الرئيسي في حرب الإرهاب [ السعودية وباكستان ] وأعني بالحليف الحليف الذي استفادت منه كثيراً في ضرب الجهاد والمجاهدين ..
ولابد أن نفهم أن بلاد الحرمين تستاء يوماً بعد يوم ، سواء فيما يتعلق بالمجاهدين ومواردهم المالية أو فيما يتعلق بعلمنة البلد والسعي لانحلاله من قبل الحكام الخونة استجابة لتعليمات البيت الأبيض ..
لكن بعدما أعلنت الدولة حربها الشرسة والضروس علينا ، فإنا لا نتمنى لقاء العدو ولكن إذا لقيناه صبرنا ..واليوم القضية قد حسمها العدو من بعد ضربات الأخوة المباركة في 11 ربيع الأول فالمعركة قائمة والحرب مشتعلة ..
والآن كما تعلمون الدولة دخلت في معاهدة وحلف الصليب ، وفي مقولة عدو الله بوش إما معي وإما ضدي ، دخلوا في التحالف الذي يحارب فيه الإسلام والمسلمين فمن ذلك اليوم وهذه الدولة تقاتل وتحارب الأخوة الملتزمين والأخوة المجاهدين وقد أخذت على نفسها بدايةً مقاتلة ومحاربة الأخوة أصحاب التكفير - كما يزعمون - ، ثم المنتسبين للقاعدة ، ثم المتعاونين أو المحبين للقاعدة ، ثم بعد ذلك أخذت على نفسها محاربة الإخوة الجهاديين عموماً ثم بعد ذلك محاربة الإخوة أصحاب الشيشان وغيرها من البلدان فأصبح الآن كل الإخوة محاربين ...
إن جلسنا هكذا فالدولة كل يوم تسعر الحرب وأعداء الله يصعدون في المواجهة إن جلسنا هكذا نتفرج وجلس الأخوة يتفرجون ويقولون لنا لا لابد أن نهدئ الأوضاع وأن نحاول أن نسعر أو نحرك الجبهات الخارجية أفضل من أن نتحرك في هذه المنطقة فنقول لهم لعلكم الآن تشاهدون السجون مليئة بالشباب المجاهد ، أيضاً مليئة بالدعاة وبالداعمين ، ومازال الأمر في تصعيد مستمر ، ولم نقم نحن بعملية هجوم واحدة كل العمليات اللي حدثت كلها عمليات دفاع وبالعكس بل تجد إن الأخوة يحاولون بقدر المستطاع عدم مواجهة الجيش وعدم مواجهة القوات الأمنية ومع ذلك فالحكومة مصعدة في حربها تحاول أن تستأصلني وتستأصلك وتستأصل جميع الإسلاميين ...
المناهج غيرت لأجل هذا الشيء ، الحرب على المرأة المسلمة كل يوم تزيد وتستعر ، تنصيب العلمانيين والمرتدين مازال مستمراً، الأمور كل يوم في استياء ، أنا أستغرب من الانبطاحيين ...
إلى متى ونحن ننظر ؟ إلى متى ونحن تستباح حرماتنا وتنتهك أعراضنا ؟ إلى متى ونحن ننظر إلى مشايخنا وهم يزج بهم في السجون ؟ إلى متى ونحن ننظر إلى قادتنا وكوادرنا وهم يقتلون ؟ إلى متى ونحن ننظر إلى الصليبي واليهودي يكرم ويعزز في أرضنا ؟ إلى متى يُسب الله تعالى ونسكت ؟ إلى متى نرضى بالطائرات الأمريكية تحلق من فوق رؤوسنا لتهدم بيوت إخواننا في العراق وأفغانستان ؟ إلى متى ..أنا أريد من الناس هؤلاء أن يجاوبونني على هذه الأسئلة ..
من السهل أن تقول : لا تعمل .. ولا بد من أن نتريث .. لكن من الصعب أن يجيب السائل متى تكون ساعة الصفر والمواجهة بالضبط ؟ لا أريد كلاماً نظرياً وإنشائياً فالكل يستطيعه ..لكن أريد كلاماً عملياً تصدقه فعال قائله قبل مقاله والله المستعان . [2] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn2)
2 - أخرجوا المشركين من جزيرة العرب :
س 3 :كيف نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" ؟ وما حد جزيرة العرب ؟
قد كان من آخر وصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته : "أخرجُوا المشركين في جزيرة العرب" وهذا أمرٌ منه صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب.
وجزيرةُ العرب مركّبٌ إضافيٌّ من جزأينِ : جزيرة ، والعرب ، فأمَّا الجزيرةُ فهي اسمٌ لأرضٍ يُحيطُ بها الماءُ من كل جهةٍ ، ومنه جزيرة العراق ، وهي ما بين دجلة والفرات ، وجزيرة العرب المذكورة في الحديث ، وهي: ما أحاط به بحر الهند وبحر الشام ، ثم دجلة والفرات ، كما هي عبارة القاموس ، وبحر الشام هو المسمى اليوم بالبحر الأحمر ، وبحر الهند هو المحيط الهندي وكأنَّه ألحق به بحر فارس الَّذي يسمَّى اليوم الخليج العربي ، ولم يذكر اللغويون غير هذا القول وإن تفاوتت عباراتهم في بيانه ، وتسميتهم جزيرة العرب باسم الجزيرة إما أنَّه تجوّز لإحاطة الماء بها من أغلب جهاتها ، على عادة العرب في التوسع في مثل هذا الباب ، وإمَّا أنَّهم عدُّوا دجلة والفرات بحرًا كما جاء بهذه التسمية قوله تعالى : ﴿ وهو الَّذي مرجَ البحرينِ هذا عذبٌ فُراتٌ ﴾ (الفرقان: 53) ومعلوم أنَّ العذب الفرات هو النهر.
ولا يصح تسمية جزءٍ من الأرضِ بالجزيرة مع كون الماء لا يُحيط به ، وليس بقربه بحرٌ إلاَّ من جهةٍ واحدةٍ من جهاته ، ليس هذا في لسانِ العربِ ، وإنَّما يُتصوّر أن تشتهر جزيرةٌ باسم جزيرة العرب ثمَّ يُطلق الاسم ويُراد به بعضُ أجزائِها لخصوصيَّةٍ فيه ، وإذا كان هذا فهو مجازٌ نادرٌ في الاستعمال لا يُصار إليه إلاَّ أن تُرجِّحه على الحقيقة قرينةٌ ، ولعل هذا هو مستند من فسَّر جزيرة العرب بأرض الحجاز وهو قولٌ باطلٌ عقلاً ونقلاً ولغةً وشرعًا على جلالةِ بعضِ من قال به.
واسم الجزيرة الوارد في الحديثِ وردَ على أرضٍ هي جزيرةٌ لا يعرف أكثر المخاطبين أو بعضهم جزيرةً غيرُها ، وهي جزيرة العرب ، وهذه الجزيرةُ هي أرضُ العربِ : قحطانيُّهم في اليمن منها ، وقريشٌ وهوازن وغطفان ومن جاورهم من العرب وعامّتهم من مضر في الحجاز ، وربيعةُ وتميمٌ في نجدٍ وهجر والبحرين وأطراف العراق ، وليس في الجزيرة غيرهم.
وليس من العرب أحد خارج هذه الجزيرة إلاَّ شيئًا من ربيعة ومضر ممن دخل بلاد فارسٍ ، ولم تكن ديارًا لهم ، وبعض العرب ممن دخل الشام كالغساسنة من الأزدِ وهم قليلٌ في أكنافِ الرومِ.
فصحّ في هذه الجزيرة : أنَّه لا يسكنها غيرُ العرب ، ولا يسكن العرب غيرَها ؛ فهي جزيرةُ العربِ بالحسِّ والمشاهدةِ ، وصحَّ أنَّ اسم الجزيرة مطابقٌ لها في اللسان ، وأنَّ اسمها عند العرب جزيرة العرب في البلدانِ.
وأمَّا من قال إنَّ جزيرة العرب هي الحجاز ، فقد استند إلى إبقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض المشركين في غير الحجاز كنصارى نجران ، وبقايا يهود اليمن ، فرأى أنَّ ذلك صارفٌ يصرف اسم الجزيرةِ إلى أرضِ الحجازِ وحدَها.
ولا يصحُّ هذا الاستدلال ، فإن كان قد أُبقي بعض المشركين خارج الحجاز ، فقد أُبقي بعض المشركين في الحجاز مدّةَ خلافةِ أبي بكرٍ ، والجواب عن هذا يأتي بإذن الله ، والحديث على ظاهره وعمومِه. [3] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn3)
س 4 : وكيف يتم تطبيق هذا الحديث والعمل به ؟
إخراج المشركين من جزيرة العرب ، أمرٌ من النبي صلى الله عليه وسلم لم يقيّده بوسيلةٍ من الوسائل ، بل هو مطلقٌ والمقصود خروجُهُم من الجزيرة ، ومعلومٌ أنَّ الكافر الواحد الذي لا شوكة له ولا منعةَ مُباح الدم في الأصل ، يجوز قتلُه لأي غرضٍ ولو للتقرب إلى الله بدمِهِ تقربًا مجردًا عن المنفعة الدنيويَّة في قتلِه ، فإن كان أمر بإخراجه من جزيرة العرب كان قتله من امتثال ذلك الأمر ، وإذا كان له شوكة ومنعة في بلاد المسلمين كان معتديًا عليها يجب قتاله وجوبًا وليس على الإباحةِ فحسبُ ، فثبتَ أن إخراج المشركين بالقتال وسيلة مباحةٌ أو واجبةٌ ، وهي من أنفع الوسائل لما يحصل بها من الردع للمشركين والتخويف لهم من دخول جزيرة العرب ، وهذا ما رأيناه بعد تفجيرات الرياض ، حتى صار بعض الصليبيين يأمر بعضًا بالخروج وطلب مسؤولوهم ممن ليس لوجوده ضرورة أن يخرج [4] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn4).
س 5 : وهل إخراج المشركين من جزيرة العرب من جهاد الدفع أم من جهاد الطلب ؟
إخراج المشركين من جزيرة العرب بالجهاد يكون جهادَ طلبٍ وجهادَ دفعٍ ، فأمَّا جهاد الطلب فإذا ورد الأمر على مشركين موجودين مقرِّين بالشرع أو متروكين على ما كانوا عليه في جاهليتهم قبل ذلك ، وأما جهاد الدفع فإذا دخل المشركون الجزيرة بعد ورود الأمر وكان دخولُهُم فيها مخالفةً لصريح النهي ، لا داخلاً في المسكوت عنه قبل ورود النص ، وذلك مثل قتالهم في أرضهم إن كانت أرضًا تحت أيديهم قبل الإسلام ، كان قتالهم عنها وجهادهم فيها من جهاد الطلب ، وإن كانت أرضًا دخلوها بعد أن كانت بأيدي المسلمين كان جهادهم فيها من جهاد الدفع ، وأحكام الاستدامة والبقاء تختلف عن أحكام الإنشاء والابتداء ، ويثبت تبعًا واستمرارًا ، ما لا يثبتُ أصلاً واستقلالاً[5] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn5).
[1] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref1)[ لقاء مع الشيخ عبد الله الرشود – مجلة صوت الجهاد - العدد الرابع ]
[2] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref2) [ لقاء مع القائد : أبي هاجر عبد العزيز المقرن - مجلة صوت الجهاد - العدد الثاني ]
[3] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref3) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[4] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref4) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[5] (http://almedad.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref5) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:33 PM
س 6 : وما السبب في تأخر تطبيق الصحابة لهذا الحكم ؟
إذا استبنتَ هذا التفريقَ بين حالي إخراج المشركين من جزيرة العرب ، ما يكون جهاد دفعٍ كما هو اليوم ، وما يكون جهاد طلبٍ كما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ظهر لك بإذن الله السبب في تأخير عمر وأبي بكرٍ إخراجَهم من الجزيرة العربية ، وكون ذلك مشروعًا لهما جائزًا ، لأن جهاد الطلب يجوز تأخيره للمصلحة والحاجة مع التزامه والعزم عليه ، وعدم جوازه لمن وجدهم وقد دخلوا ابتداءً لدخوله في جهاد الدفع ، وجهاد الدفع لا يجوز تأخيره بحالٍ من الأحوال .
فجهاد الطلب لا يجب على الفور كما يجب جهاد الدفع ، بل يجوز تأخيره لمصلحة أو خوفِ مفسدةٍ يُرجى أن تزول قريبًا ، كما يجوز تأخيره لانشغال عسكر المسلمين بفتوحٍ ، أو لانشغال إمام المسلمين بأمرٍ نزل به ، أو نازلةٍ حلَّت بالمسلمين دون تعطيلٍ له ، ويجوز تأخيره لمصلحةٍ للمسلمين في بقاء ذلك العدوِّ سواء كان بهدنةٍ أو بغيرِها مع التزام قتاله وعدم استدامةِ الهدنةِ.
وأبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه كان فترةَ خلافتِهِ مشغولاً بقتال المرتدِّين والروم ، ولم يلبث بعد استقرار الأمر حتى قبضه الله ، أما عمر فلما جاءه الثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب أجلى اليهود من خيبرَ في القصة المعروفة.
فلا يحتج أحد بترك الصديق لليهود في خيبر ، ولا بترك الفاروق لهم أو لغيرهم في غيرها ، إلا حيثُ كانت الحال واحدة بأن كانوا مستوطني الأرض يسكنون الديار من أول الأمر ، بخلاف من وَرَد عليها بعد النهي ، وكان دخولُهُ انتهاكًا لأرض الجزيرة واعتداءً عليها.
وإذا استبان هذا الأصل من التفريق بين الموجودين قبل النهي ، ومن دخلوا بعد النهي ؛ زالت الشبهة في احتجاج من احتج ببقاء بعض المشركين في الجزيرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وإخراج الصليبيين من جزيرة العرب اليوم ، اجتمعت فيه عدة مُوجبات ، فمع خصوصية الجزيرة بوجوب إخراج المشركين منها ، اجتمعت الموجبات العامة لجهاد الدفع ، فدخول المشركين بقوة لهم وشوكة موجب للجهاد في كل بلد ، وأفرادهم إذا دخلوا ولو بلا قوة وشوكة بلا إذن من المسلمين في أي بلدٍ غير الجزيرة مباحةٌ دماؤهم ، أما الجزيرة فيجب قتالهم فيها حتى يخرجوا ولو كان دخولهم بإذن من حاكم مسلمٍ فضلاً عن الكافر العميل ، وتخلية أجزاء من أرض المسلمين لهم يُقيمون فيها شعائر كفرهم موجب لقتالهم وإخراجهم ، وقتالهم للمسلمين من هذه الأرض واتخاذهم لها قواعد عسكرية موجب لجهادهم ، وكل من هذه يغلظ ويشتد إذا كان في جزيرة العرب[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftn1).
س 7 : حسناً ، لكن هل يعكّر على هذا بعض الوقائع التي ثبت فيها بقاء بعض المشركين في الجزيرة كأبي لؤلؤة المجوسي ؟
احتجاج من احتج بمن دخل الجزيرة من بعد كأبي لؤلؤة المجوسي الَّذي ثبت بالأسانيد الصحيحةِ أنَّه كان مشركًا ؛ احتجاج لا يستقيم فأبو لؤلؤة كان رقيقًا ، والرقيق من جملة أموال المسلمين وليسوا كالأحرار في الأحكام ، ولذا أجاز كثيرٌ من أهل العلم وطأ الأمة غير الكتابية ولم يُجِز أحدٌ نكاحَها ، وجوزوا الاستعانة بالرقيق المشرك واختلفوا في الاستعانة بالمشرك الحر ، ودية الرقيق المشرك والمؤمن واحدةٌ لا تزيد دية المسلم منهما على الكافر وهي قيمتُهُ ، وغير ذلك من الأحكام التي يُعامل فيها الرقيق من جهة كونه مالاً من جملة الأموال ولا يُنظر لدينه ، ولو فُرض أنَّ واحدًا من هؤلاء أُعتقَ بعد أن دخل المدينة كانت حاله كحال اليهود الذين كانوا في خيبر وغيرهم ، ممن دخل بسببٍ مُباحٍ ، فبقاؤه بعده استمرارٌ واستدامةٌ لما كان أصله مشروعًا ، وليس إنشاءً وابتداءً للإقامة كما لا يخفى[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftn2).
س 8 : يرى بعضهم أن جزيرة العرب هي الحجاز فقط فهل هذا صحيح ؟
سبق في سؤالٍ ماضٍ إثباتُ أنَّ جزيرة العرب أوسعُ من ذلك ، وإنَّما جنح من جنح إلى تأويل الحديث بهذا المعنى لمَّا رأى أنَّ من المشركين من بقي خارج الحجازِ ولم يُخرج ، وقد يُستأنس له بما رُوي بسند ضعيفٍ عن أبي عبيدة عامر بن الجراح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : أخرجوا يهود أهل الحجاز من جزيرة العرب ، ولكن الحديث ضعيف الإسناد والأحاديث الصحاح على خلافه ، ولو سلم بصحته فذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يستلزم التخصيص ، بل يحتملُ إفراده لأهميته وشرفه ، على أنَّ الحديثَ أصلح في الدلالة على نقيض ما استدل به المستدل ، فقد فرق بين الحجاز وجزيرة العرب ، ولم يقل أخرجوا يهود أهل الحجاز من الحجاز ، بل قال من جزيرة العرب ، ثم إنه قد جاء في الحديث بالإسناد نفسه : أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب ، وأهل نجران خارج الحجاز.
وأما من بقي في الجزيرة في غير الحجاز ، فالقول فيهم كالقول فيمن بقي في الحجازِ :
إذا كان وجودهم قبل الأمر بإخراجهم ، وكان الشارع قد أقرّهم من قبل ؛ فإخراجهم من جنس جهاد الطلب.
وإذا كان وجودهم بعد الأمر بإخراجهم ، ودخلوا مخالفين أمر الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإخراجهم من جنس جهاد الدفع.
ولا يُشغَّب على هذا بأنّ فعل الصحابة كان إخراجَهم بغير الجهاد ؛ فإن المراد إيضاح التفريق بين أحكام الابتداء وأحكام الاستدامة ، ثمَّ إنَّ العلة الموجبة للجهاد موجودة وقت الصحابة وهي إخراج عدو يجب إخراجه من بلاد المسلمين ، ولم يُقاتلوا لأنَّ الجهاد طلبًا ودفعًا قد يسقط ويكفي الله المؤمنين القتال إذا رجع العدو عما قُوتل لأجله ، فيسقط تعين جهاد الدفع إذا رجع الصائل عن صياله ، ويسقط وجوب الطلب إذا أسلم الكافر أو بذل الجزية على تفاصيل في الفروع ليس هذا محلَّها[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftn3).
س 9 : وبعضهم يرى أنه لا يلزم إخراج المشركين من جزيرة العرب بالقتال ؟
هذا من أبردِ الشُّبَهِ التي أُوردت على هذا الحديث المحكم البيِّن حيث أوردها موقع الإسلام اليوم حين زعم أنَّ الحديث لا يقتضي قتالهم بل أمر بالإخراج ، وزعموا بعد ذلك أنَّ الحديث لا يدل على القتال لا بالمنطوق ولا المفهوم! مع أنَّ الأمر بإخراجهم مطلقٌ لم يُقيَّد بوسيلةٍ لا بالإنذار ولا بالقتالِ ، ومن كتب هذا الاعتراض خَلَطَ بين المنطوق والمفهوم ، والنص والظاهر ؛ فهو لا يدلُّ على القتال بنصِّهِ ، ولكنَّه دالٌّ عليه بمنطوقِهِ الَّذي هو مطلقٌ في الإخراج ، فكل ما كان إخراجًا لهم كان من دلالةِ المنطوقِ ، سواء الإنذار أو القتال ، على أنَّ المخالفين لهم في معنى هذا الحديث لا يخالفون في أنَّ خروجهم بالإنذار كافٍ ، ولكنهم يرون أن القتال لمن لم يكن له الإنذار كافيًا ، وهذا على فرضِ أنَّ مناط قتال المشركين في الجزيرة اليوم هو مجرد دخولهم جزيرة العرب بقطع النظر عن بقية العلل الأُخرى[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftn4).
س 10 : لكن ألا يحتمل أن يراد بالمشركين المحاربين للمسلمين ؟
هذه من الشبه الواهيةِ التي أُوردَت على الاستدلال بهذا الحديث ، واعتُرضَ بها من نهض لامتثال أمر محمد صلى الله عليه وسلم والقيام بوصيته فزعم أنَّ المراد بالحديثِ أخرجوا المشركين المحاربين للمسلمين من جزيرة العرب.
والمشركون المحاربون يُؤمر بقتالِهم في كل مكانٍ وكل أرضٍ ، ويُؤمر بإخراجهم من كل بلدٍ للمسلمينَ ، فأي خصوصيَّةٍ لجزيرة العرب في هذا الحكم؟! مع اتفاق العلماء وغيرهم من الموافق والمخالف على أنَّ الحديث دالٌّ على خصوصيَّةٍ لجزيرة العربِ دون سائر البلاد ، والأحاديثُ الصحيحةُ عامَّة لا مخصِّص لها ، وما يُدَّعى تخصيصها به من بقاء بعض المشركين تقدَّم الجواب عنه.
اللهم أخرج المشركين من جزيرة العرب أشلاء ممزقين ، بأيدينا وأيدي عبادِك المُؤمنين ، وارزقنا الهداية والسداد والثبات على الحق والعلم والعمل والجهادِ حتى نلقاك ، شهداء في سبيلك مقبلين غير مدبرين ، برحمتك يا أرحم الراحمين.[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftn5)
للاستزادة ، راجع :
• القول المختار في حكم الاستعانة بالكفار ، للشيخ حمود العقلا الشعيبي .
• الخصائص الشرعية للجزيرة العربية ، لعبد الله الزائري .
• انتقاض الاعتراض ، للشيخ عبد الله الرشيد .
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftnref1) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftnref2) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftnref3)[ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftnref4)[ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن ]
[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15875#_ftnref5) [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العددان السابع والثامن
المهاجر7
04-19-2009, 07:34 PM
س 11 : بعض الناس يبرر قعوده عن الجهاد بأن عصرنا شبيه بالعصر المكي الذي منع فيه الجهاد فهل يصح له هذا الاستدلال ؟
أذن الله للمسلمين بالقتال في المدينة ، ولم يكن الجهاد مشروعا قبل ذلك في مكة ، لحكمة أرادها الله سبحانه ، وأعني بذلك الجهاد جهاد الطلب الذي يلزم الناس والبلاد بحكم الإسلام، أما جهاد الدفع فكان مشروعا بحسب الحاجة إليه فيدافع المسلمون عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، وأما الدفاع عن أرض الإسلام فلم يكن واردا حينذاك إذ لا توجد أرض للمسلمين يدافعون عنها ، وكان هذا الدفاع عن النفس مشروعا غير فرض على المسلمين بل هم فيه مخيرون وإن كانت الأفضلية للصبر .
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [ الشورى :39- 43 ]
وفي المدينة تدرج تشريع الجهاد في مراحل انتهت بفرض الجهاد على المسلمين ضد الكفار جميعا :من اعتدى علينا منهم ومن لم يكن كذلك.
أما غير المعتدي فيجاهد جهاد طلب باعتبار ذلك فرض كفاية ، وأما المعتدي فيجاهد جهاد دفع باعتباره فرض عين على المسلمين.
وبهذه الصورة استقر حكم الإسلام في الجهاد وكمل الدين واستمر المسلمون أربعة عشر قرنا على هذا النهج لم يقل أحد منهم بخلاف هذا الحكم المستقر ، ولم يخطر ببال واحد منهم أن يدعي أن الأمة عامة تعيش عصر استضعاف يوجب عليها الرجوع إلى التدرج في مراحل تشريع الجهاد من إباحته ثم فرضه في حق المعتدي ثم فرضه مطلقا ضد الكفار ، ورغم ما مر بأسلافنا من فترات ضعف شديد وهزيمة مادية على أرض الواقع إلا أن شيئا من ذلك التصور لأحكام الجهاد لم يوجد .
سقطت دار الخلافة في أيدي التتار المشركين ، وسقط المسجد الأقصى في يد الصليبيين ، وسقط الحرم المكي في أيدي القرامطة المرتدين ومع ذلك لم يتجرأ منهم أحد ليدعي أننا في عصر استضعاف يوجب علينا أن ننشغل بالعبادة أو الدعوة أو التربية أو غير ذلك من المخارج التي يتحايل بها أهل هذا الزمان للخروج من (مأزق) فرضية الجهاد على الأمة! . لم يكن ذلك التفكير متصوراً إلا في عرف أهل التصوف ومن على شاكلتهم ممن يعطلون الأخذ بالأسباب المادية المأمور بها شرعاً ومع ذلك فلا أذكر أن أحداً منهم علل لقعوده بمثل هذه الفلسفة لتشريع الجهاد وحكمه .
والسبب في ذلك والله أعلم أن الأمة لم تتمكن منها الهزيمة النفسية والإحباط القاتل بل ظلت معتزة بدينها فإذا ما غفلت مدة من الزمن وتسلط عليها الأعداء صحت من غفلتها وعرفت داءها ورجعت إلى دينها وفكرت بالجهاد في أوائل الحلول للخروج من مأزقها فلا تلبث أن تتعافى من مصابها.
مر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأنصار دعوته وتلاميذه بمثل هذه الظروف الصعبة التي نعيش اليوم ومع ذلك لم تنشأ عندهم فكرة الرجوع إلى أحكام العهد المكي والسبب أنهم لم يجدوا لذلك مستنداً من الشرع أما أهل هذا العصر ممن استهواهم الفكر والرأي وحكموه على الواقع وعارضوا به الشرع فإن فكرة المكية في أحكام الجهاد فقط من المحكمات عندهم رغم تناقضهم وتخبطهم فيها . وحين أقول ( في أحكام الجهاد فقط ) فإنني أعني ما أقول إذ لولا هذا القيد لشابهوا جماعة التكفير والهجرة التي تعمم حكم المكية في غير الجهاد من الشرائع فنكاح المشركات حلال! وذبائحهم لا تحرم ! كما هو الحال في العهد المكي !إلى غير ذلك مما يعلم بطلانه أدنى من له معرفة بأحكام الشرع .
فأصحاب هذه الفكرة بين أمرين أحلاهما مر : إما تعميم حكم المكية في بقية الشرائع غير الجهاد وهذا ما لا يقولون به ولا يجرؤون عليه لظهور بطلانه ، أو استثناء الجهاد من بقية الشرائع فيقعون في التناقض من جهة التفريق بين المتماثلات ، وخذ مثالاً على ذلك حكم الخمر فقد كان تشريعه متدرجاً حيث وصف بأن فيه إثماً كبيراً من غير تحريم ثم حرم شربه وقت الصلاة ثم حرم مطلقا ، وقد كان هذا التدرج لحكم أرادها الله سبحانه ومع ذلك فإن أحداً لا يقول بإمكانية تطبيق هذا التدرج في هذا العصر والسبب في ذلك أن حكم الخمر محكم ومقرر بالنص ولا يقبل الاجتهاد وكذلك حكم الجهاد ومراحل تشريعه التي استقرت لا تقبل الاجتهاد المعارض للنص كما هو اجتهاد دعاة التربية والتصفية .
بقي أن نقول إن ثمة جانباً مؤثراً في باب الجهاد قد يشتبه بأمر التدرج في مراحل تشريع الجهاد وهو جانب القوة والضعف فلهما تأثير في أحكام الجهاد من جهة الثبوت والسقوط ، فمن الجهاد ما يسقط بالعجز ومنه ما يدخل فيه تقدير المصالح والمفاسد مما يحتاج إلى تفصيل في غير هذا الموضع لكن المهم تقريره الآن هو أن هذا الجانب يختلف جذريا عما نحن بصدده وآثاره تختلف عن هذا الجانب والخلط بينهما يورث أخطاء تطبيقية كثيرة لا يسلم منها إلا من عصمه الله وهداه للحق .[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15876&posted=1#_ftn1)
للاستزادة ، راجع :
• مراحل تشريع الجهاد ، نسخ اللاحق منها للسابق ، عبد الآخر حماد الغنيمي .
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15876&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد الثالث ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:34 PM
الجهاد قبل الدولة :
س 12 : هل يسعى المجاهدون لتسلم السلطة في البلاد التي يجاهدون فيها ؟
نعم ، ومن غير شك ، فهم يسعون لإقامة دولة الإسلام ليحكموا شريعة الله بين عباده ، قال الله تعالى : ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [ الحج :39 – 41 ][1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftn1)
س 13 : وما حكم جهادهم قبل أن تقوم لهم الدولة ؟ وقبل أن يوجد إمام أو حاكم مسلم؟
كثيراً ما يعترض على جهاد المجاهدين بهذه الشبهة الغريبة ومفادها أن لا جهاد حتى تقوم الدولة ، وحتى يتميّز المسلمون في بلدٍ أو ناحيةٍ غير ناحية العدو، ويكفي في ردّ هذه الشبهة المطالبة بالدليل الشرعي عليها ، ولا دليلَ يستدل به أصحاب هذه الشبهة لكنهم قد يحتجون بفعل النبي صلى الله عليه وسلموسيرته التي سار عليها في تأسيس الدولة ، ونبينا صلى الله عليه وسلمنعم القدوة والأسوة ، وقد أمرنا الله باتباعه فقال : ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ [ سورة الحشر : 7 ] ولكن الذين يقصر فهمهم في طريقة ذلك الاتباع يجدون أنفسهم في مضايق ومآزق لا يخرجهم منها إلا حسن الفهم الذي هدى إليه الشرع ، فإن المتبع على غير بصيرة ربما اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في أمر خاصٍ به ، أو ربما اتبعه في أمرٍ منسوخٍ ، أو ظنّ وجوب الاتباع فيما اتباعه سنّة غير واجبٍ ، أو غير ذلك من الأخطاء التي تحيد بصاحبها عن الصواب [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftn2).
س 14 : هل من مثال على ذلك ؟
من أمثلة ذلك هذه الشبهة التي نعرض لها حيث يرى بعضهم أنّ دولة الإسلام لا تقوم إلا بنفس الطريقة التي قامت عليها دولة الإسلام الأولى ، ومن ثم يعترض -بناءً على ذلك- على أي جهاد يقوم قبل قيام تلك الدولة ، أو ربما اعترض بتلك الشبهة على بعض صور الجهاد دون بعض ، وقد سبق في سؤالٍ ماضٍ الحديث عن النسخ الذي طرأ على طريقة إقامة دولة الإسلام مما يتعلق بمراحل تشريع الجهاد ، وما أريد قوله الآن هو: أن في هذا الكلام خلطاً كبيراً إذ إن الجهاد القائم اليوم كلّه جهاد دفعٍ سواءً ما كان منه في فلسطين أو الشيشان أو أفغانستان أوفي جزيرة العرب أو في أمريكا وبريطانيا فكله من جهاد الدفع إذ غايته ردّ العدو الصائل ونصرة المستضعفين والدفع عن أعراض المسلمين وأموالهم وأنفسهم ، وأديانهم قبل ذلك .
فكيف إذن يراد لهذا الجهاد أن يتوقف بشبهة أن الجهاد لا يكون قبل الدولة ؟ أي دينٍ أو عقلٍ يقضي بذلك ؟
ثم لنفرض أن هذا الجهاد هو لإقامة دولة الإسلام فهل يصح أن يعترض عليه بتلك الشبهة أيضاً " لا جهاد قبل الدولة " استناداً إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟! أبداً لا يصح ذلك ، وإلا لوجب أن تتبع جميع خطوات إقامة الدولة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلمفيقوم العازمون على إقامة الدولة بعرض أنفسهم على القبائل ، والبحث عن موطن هجرة ، ثم الانتقال إليه دون إراقة قطرة دم واحدة قبل قيام الدولة !! فهل قال أحد من المسلمين بوجوب مثل ذلك ؟! وأن من فعل غير هذه الطريقة لم يكن متبعاً للسنة ؟
وكيف إذن تقوم دولة الإسلام إذا لم يجز الجهاد قبل الدولة ؟ هل ننتظر أن تنزل ملائكة من السماء لتقيمها ونحن قاعدون ؟ أم نتوقع أن يتنازل لنا أعداء الله طواعية ويسلموا لنا زمام الدولة لنحكمها بشرع الله ؟
قال الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز : وقد خرج جماعة من المسلمين على الحكام المرتدين في حياة النبي صلى الله عليه وسلمومن بعده، دون تَمَيُّز في الديار أو مفاصلة، فلما خرج الأسود العنسي المتنبي الكذاب وغلب على اليمن واستولى عليها احتال عليه فَيْروز الديلمي ـ وكان من أنصاره في الظاهر ـ حتى قتله، وذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلمولا أحد من الصحابة ، وما قال أحد كيف يقتل فيروز هذا الأسود قبل أن ينحاز إلى أرض مستقلة ؟ كذلك خرج يزيد بن الوليد وطائفة معه على الخليفة الوليد بن يزيد لما اتُّهِم بالانحلال في الدين حتى قتلوه ، دون تَمَيُّز في الديار ، ونقتصر على هذين المثلين اختصارا...
وقد انعقد الإجماع على أنه إذا نزل العدو الكافر ببلد تَعَيَّن على أهله قتالهم ـ أي صار دفع الكافرين فرض عين على المسلمين بهذه البلدة ـ فهاهم المسلمون وعدوهم في دار واحدة، وقد فقد المسلمون استقلالية دارهم بالغزو، ومع ذلك يجب عليهم القتال عَيْناً إجماعا ...
إن هذا القول باشتراط تَمَيُّز الدارين لوجوب الجهاد هو قول فاسد، وهو يفضي إلى تعطيل الجهاد خاصة جهاد الدفع. قلت: كذلك فإن هذا القول باشتراط تميز الدارين معناه الاستسلام للأمر الواقع والسكوت عن هؤلاء الطواغيت الحاكمين لبلاد المسلمين، ومعناه إسقاط فريضة الجهاد المتعين على أعيان المسلمين بهذه البلاد ، وهذا القول يفضي إلى استئصال الإسلام بالكلية من هذه البلاد في زمن يسير ،نعوذ بالله من ذلك " ا.هـ من العمدة بتصرف . والخلاصة أن هذه الشبهة ساقطة من وجوه :
1) أنه لا دليل عليها .
2) أنه قد انعقد الإجماع على وجوب الجهاد إذا دخل العدو بلد المسلمين دون ذكر للتميز أو قيام الدولة .
3) أن قيام الدولة واقعياً لا يمكن أن يحصل إلا بالجهاد .
4) حصلت وقائع جهادية في تأريخ المسلمين في عهد الصحابة وغيرهم لم يذكر فيها هذا الشرط أو يعتد فيها بهذه الشبهة .
5) أن حاصله تعطيل الجهاد إلى غير أجل وكفى بذلك دليلاً على بطلان هذه الشبهة . ([3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftn3))
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد السابع ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftnref2) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد السابع ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15877&posted=1#_ftnref3) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد السابع ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:35 PM
س 15 : بعض الناس يعتذر بالاستضعاف عن الجهاد في سبيل الله فما مصداقية هذه الحجة ؟
فعلاً يوجد من الناس من تقول له : جاهد في سبيل الله ، فيأتيك الجواب السهل المريح : لا أستطيع ! ، أنا ضعيف ! ، هكذا وبدون مقدّمات ، يريح نفسه من عناء الواجب الضخم والحمل الثقيل الذي جعله الله اختباراً لكل طالبٍ للجنّة ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ ( آل عمران: 142)
مثل هذا الجواب الخانع لا يقال بموجب العقل ، بل تسوقه النفس الذليلة ، إخلاداً إلى الأرض ، وحبّاً في الدنيا ، وكراهيةً للموت ، واستسلاماً للمعوّقات الثمانية : ( الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال المقترفة والتجارة المخشيُّ كسادها والمساكن المرضيّة )
مرضنا هو الذلّة ، وليس القلّة .. قال صلى الله عليه وسلم : "إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ".
الذل مرض أقعد بني إسرائيل عن الجهاد مع أنهم موعودون بالنصر ، ونبي الله بين أظهرهم ، فلم ينفع ذلك في اقتلاع شجرة الذلّ الراسخة في أفئدتهم الهواء فقالوا لموسى عليه السلام : ﴿ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (المائدة: 24)
واليوم يتبع بعضنا سَنَنَ من كان قبلنا فيحلّ بهم من الذل ما يمنعهم من الجهاد في سبيل الله معتذرين بالضعف والاستضعاف ، فمهما أريته الآيات البينات في نصر الله لعباده المؤمنين سواء منها الآيات الشرعية المبثوثة في نصوص الشرع ، أو الآيات الكونية المحسوسة على أرض الواقع فلن تجد منه إلا صدوداً ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ ﴾(محمد: 20)
ومهما سردت له من نصوص الوعيد في حق المتخلفين عن الجهاد الواجب وما في ذلك من سلوك مسالك النفاق فلن يتحرك في قلبه شعور المحاسبة ، ووازع المراقبة فـ:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجــرح بميتٍ إيلام
وبعضهم لا يكتفي بقعوده بل يتخذ من قاعدة " الهجوم خير وسيلة للدفاع " مطية له فيعادي المجاهدين ويخطؤهم حتى يسلم له جاهه ولا تنكسر كبرياؤه إذا وصف بأنه من الخوالف القاعدين !!
لا نشك أن المسلمين اليوم ضعفاء ، وضعفهم متفاوت من بلد إلى آخر ، ولكن هل كانوا ضعفاء إلا بترك الجهاد ؟ هل يمكن أن يزول هذا الضعف إلا باستثمار الطاقات الموجودة وتوجيهها للجهاد ؟ وهل يكف بأس الكفار بغير الجهاد ؟ لا والله ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً ﴾ (النساء:84)، وإنّ المسلمين لا يقاتلون عدوهم بعدد ولا عدة ، بل وعدهم الله بالنصر إن هم نصروه مهما كانوا ضعفاء ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (الأنفال:26) فكيف وهم اليوم كثيرٌ عددُهم ، مستفيضةٌ أموالُهم ، تملأُ الأرضَ خيراتُ بلادِهم ، والسلاح بين أيديهم ؟!
هل ينقصهم إلا أن يتوبوا إلى الله من ذنوبهم ، وإسرافهم في أمرهم والركون إلى أعدائهم ونفض غبار الذل عن رؤوسهم ؟!
إنّ للضعيف سبيلاً إلى النصر بالإعداد ، والعمل الجادّ ليحصل النصر ، وتبرأ الذمّة ، أمّا القعود والاعتذار بالضعف فهو سبيل الفاسقين ، وعلامة على درب المنافقين .
إنّ الضعيف يسير في الأرض ويمشي في مناكبها يبحث عن أرضٍ يستطيع فيها جهاد أعداء الله ،ويقيم شرع الله.
إن الأخذ بأسباب القوة المادية بعد التوكل على الله كفيلٌ بتحقيق النصر للمؤمنين الذين حققوا التوحيد والكفر بالطاغوت مهما طال الزمن ...
إن المجاهدين الذين يتوكلون على الله ويخلصون له ويلتزمون أمره هم القوم المنصورون حقيقة في الدنيا والآخرة..
أولئك الذين يكفرون بطواغيت الأرض كلها من الحكومات العربية والعجمية ، ومن الهيئات الطاغوتية الأممية والعربية والإقليمية .. الذين يتبرؤون من المذاهب الشركية ومسالك الديمقراطية ، ووثنية الوطنية..
أولئك مهما قل عددهم وضعفت قوتهم فلهم النصر بإذن الله إذا سلكوا طريق الجهاد وحققوا العلم بالعمل ولن تقف في وجوههم قوى الأرض كلها ، والحمد لله رب العالمين.[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15878&posted=1#_ftn1)
س 16 : كيف نوفق بين كلامكم هذا وبين ما استدل به بعضهم من كلام العز بن عبد السلام رحمه الله من أنه إذا كان بالمسلمين ضعف وقتالهم لا يحقق نكاية فإنه يجب عليهم ترك الجهاد ؟
" لتفهم مراد الإمام العز بن عبد السلام لابد من نقل الكلام كاملاً دون تحريف ولا نقص أو زيادة لتفهم المسألة التي يقررها ، ولا يجوز إخراج كلامه عن مراده ، وإنزاله في غير ما قيل ، فهو يقرر مسألة خاصة فكيف يبتر نصه ليوضع في سياق آخر يفيد خلاف ذلك وإليك كلامه :
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام في مصالح الأنام 1/95 " المثال الأربعون : التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم انه يقتل في غير نكاية في الكفار ، لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت ههنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة ...
فمن قرأ كلام العز كاملاً علم أن الإمام لا يتحدث عما أرادوا من تعطيل جهاد الدفع أو تقييده ... ولكن سياق كلامه يتحدث عن مسألة التولي يوم الزحف فقط ، والتولي أيضاً يكون في جهاد الطلب لا في جهاد الدفع ، لأن جهاد الدفع قد قدمنا أنه لا يشترط له شرط أبداً وهذا موطن اتفاق بين العلماء وسيأتي كلام شيخ الإسلام على هذا ، علماً أن مسألة الانهزام من أمام العدو إذا بلغ العدو ضعف المسلمين ليست مسألة متفقاً عليها بين العلماء ، بل هناك من قال بخلاف ما قاله العز في هذه المسألة ، فالعز يوجب الفرار إذا كان العدو ضعفهم ، إلا أن بعض العلماء لا يوجب ذلك بل يجيز البقاء أو الفرار ، والبعض يوجب البقاء مع غلبة الظن بالغلبة ، ولسنا بصدد تحقيق المسألة ، ولكننا نقول بأن كلام العز على هذه المسألة ليس مسلماً على الإطلاق ، فكلام العلماء المجرد يستدل له ولا يستدل به على الإطلاق ، رغم أنه لابد أن يقصر كلام العز على نفس الباب الذي ورد فيه ، ولا يتعدى به إلى باب آخر لا علاقة له بالمسألة ، وهذه بعض النصوص من العلماء تفيد خلاف كلام العز في مسألة الفرار من الزحف إذا كان العدو ضعف المسلمين ، وتبين أن كلام العز في بابه غير مسلم له .
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى 4/609 " يتعين الجهاد بالشروع فيه وعند استنفار الإمام لكن لو أذن الإمام لبعضهم لنوع مصلحة فلا بأس ، وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا ، لكن هل يجب على جميع أهل المكان النفير إذا نفر إليه الكفاية كلام أحمد فيه مختلف وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا ، ونظيرها أن يهجم العدو على بلاد المسلمين وتكون المقاتلة أقل من النصف فإن انصرفوا استولوا على الحريم فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال ".
فدل كلام شيخ الإسلام هنا على أن مسألة التولي معلقة بجهاد الطلب وليس الدفع ، فإن كان الجهاد جهاد دفع فقد قال لا يجوز الانصراف بحال ، ويحمل عليه جميع كلام العلماء في هذا الباب .
قال ابن قدامه في المغني 9/309 : وإذا كان العدو أكثر من ضعف المسلمين فغلب على ظن المسلمين الظفر ، فالأولى الثبات لما في ذلك من المصلحة ، وإن انصرفوا جاز لأنهم لا يأمنون العطب ، والحكم علق على مظنته ، وهو كونهم أقل من نصف عدوهم ، ولذلك لزمهم الثبات إذا كانوا أكثر من النصف ، وإن غلب على ظنهم الهلاك فيه ، ويحتمل أن يلزمهم الثبات إن غلب على ظنهم الظفر لما فيه من المصلحة ، وإن غلب على ظنهم الهلاك في الإقامة والنجاة في الانصراف فالأولى لهم الانصراف ، وإن ثبتوا جاز لأن لهم غرضاً في الشهادة ويجوز أن يغلبوا أيضاً ، وإن غلب على ظنهم الهلاك في الانصراف والإقامة ، فالأولى لهم الثبات لينالوا درجة الشهداء المقبلين على القتال محتسبين فيكونون أفضل من المولين ولأنه يجوز أن يغلِبوا أيضاً " .
وجاء في مغني المحتاج 4/219 قول الخطيب الشربيني عن حديثه عن هجوم الكفار على بلد مسلم بغتة : …وإلا بأن لم يمكن أهل البلدة التأهب لقتال بأن هجم الكفار عليهم بغتة ، فمن قُصد من المكلفين ولو عبداً أو امرأةً أو مريضاً أو نحوه ، دفع عن نفسه الكفار بالممكن له إن علم أنه إن أُخذ قُتل ، وإن جوّز المكلف لنفسه الأسر كان الأمر يحتمل الخلاف ، هذا إن علم أنه إن امتنع من الاستسلام قُتل وإلا امتنع عليه الاستسلام .
قال السيوطي في شرح السير الكبير 1/125 : لا بأس بالانهزام إذا أتى المسلم من العدو ما لا يطيقه ، ولا بأس بالصبر أيضاً بخلاف ما يقوله بعض الناس إنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة ، بل في هذا تحقيق بذل النفس في سبيل الله تعالى ، فقد فعله غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم ، منهم عاصم بن ثابت رضي الله عنه حمي الدبر – أي الذي حمته الدبابير - ، وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فعلمنا أنه لا بأس به " . [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15878&posted=1#_ftn2)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15878&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد الثامن ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15878&posted=1#_ftnref2) [ هل يكذب الراسخون في العلم ؟ – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:36 PM
س 17 : التجارب الجهادية الماضية يتخذها بعضهم ذريعة للطعن في الجهاد لأن تلك التجارب فشلت ووصلت إلى طريق مسدود كما يزعم فهل هذا صحيح ؟
حينما يدعي مثقفٌ مزعوم أن الصراع المسلح والتجربة الجهادية وصلت إلى طريق مسدود فهو يخون الأمانة ، ويعظم الفرية على دين الله ، فالجهاد الذي يقوم به الصالحون هو عبادة قبل كل شيء آخر ، وقربة يتقربون بها إلى الله ، وقد علمهم الله كل ما يحتاجونه فيه ، فلم يحوجهم سبحانه إلى عقولهم الضعيفة ومداركهم الضيقة ليتأكدوا ويجربوا : هل طريق الجهاد تجربة ناجحة أم لا؟!
فمن السفه أن يعترض معترض على أي قتال يقوم به المجاهدون ليقول بأنه تجربة أثبتت فشلها !! له الحق أن ينتقد الخطط العسكرية والآلية التي بها أديرت المعركة ونحو ذلك مما هو في مجال الاجتهاد ، أما أن يعترض على مبدأ القتال من نوع معين ، أو صورة من صور الجهاد بهذه الشبهة الساقطة فهذا هو المحذور ؛ لأنه تلبيس على القارئ ، وهروب من النقاش العلمي المفيد الذي كان بوسعه أن يستخدمه لتقرير مدى شرعية تلك التجارب المزعوم فشلها.
أقول ذلك لأن من يدعي مثل هذه الدعوى يريد في النهاية من المجاهدين أن يتركوا ذلك الجهاد الواجب بحجة أنه تجربة وفشلت !! فهل يقول بهذا عاقل عرف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ وبعبارة أخرى : هل من الممكن أن يكون الجهاد شرعياً بل وواجباً ويهزم فيه المسلمون ؟ الجواب : نعم ، يهزمون ظاهرياً حسياً وأبرز الأمثلة على ذلك غزوة أحد التي قال الله فيها : ]أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ [ (آل عمران: 165)وأول غزوة حنين التي قال الله فيها] ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [ (التوبة: 25)
إذن فهزيمة المسلمين في معركة أو معارك لا يجوز شرعاً أبداً أن يتخذها المبطلون حجة للتثبيط عن الجهاد الجائز فضلا عن الاعتذار به عن الجهاد الواجب ؛ تماما مثلما أن المسلمين هزموا في أحد ، وفي أول غزوة حنين ومع ذلك بقي الجهاد واجباً وفضيلةً وشرفاً وكرره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تلك الهزائم مرات متعددة ولم يقل أحدٌ من أهل العقول بوجوب إيقاف الجهاد لأنّه كان تجربة وفشلت ، نعم لو كان المعترض لا يرى ذلك القتال في سبيل الله جهاداً لكان له أن يبين حجته في ذلك السياق ، ويبيّن وجه اعتراضه على كون ذلك الجهاد شرعياً ، لا أن يقول : لا تجاهدوا الجهاد المشروع أو الواجب لأنّه كان تجربة وفشلت ! ولا أن يقول : لا تحرصوا على الدرجات العُلى من الجنّة بالجهاد لأنه كان تجربة وفشلت ! ولا أن يقول : لا تتسابقوا إلى الشهادة بالجهاد لأنه كان تجربة وفشلت !
ولكن غالب الظن أن مثل هؤلاء مفلسون من الحجة العلمية والبينة الشرعية التي يعترضون بها على الجهاد الذي يقوم به أولياء الله الصالحون ، فمالهم بعدها إلا التثبيط والإرجاف والتخذيل ، كحال الذين حذرنا الله منهم ] وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ [ [ آل عمران: 167]
فهؤلاء هم أشباه أولئك ، إذا صيح بهم : يا خيل الله اركبي ، قالوا : لو نعلم قتالا لاتبعناكم ، وهؤلاء إذا ذكروا بالله : ]وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ[[ النساء :75 ] قالوا : لو أريتمونا تجربة ناجحة لفعلنا مثل فعلكم ولخرجنا معكم يهلكون أنفسهم ويعلمون أنهم كاذبون ، أو كحال الذين قال الله عنهم ] الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [[ النساء : 141 ]
ألا فليتق الله هؤلاء وليراجعوا أنفسهم هل ما يقولونه له قيمة حقيقية ؟ هل يصح أن نُعَلِّق أمر الله بالجهاد على نجاح التجارب ؟ إذاً فليتركوا الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! لأن تجاربه الكثيرة فشلت ولم تؤد النتيجة المطلوبة ..
جماعات إسلامية ، سرية وعلنية من عشرات السنين تسعى لإقامة الدولة الإسلامية وإلى الآن لم تتقدم خطوةً واحدةً في هذا المجال في حين أن الجهاد في سبيل الله استطاع أن يقيم دولاً وكيانات مباركة ، حمت المسلمين ، واستطاعت تطبيق الشريعة الإسلامية إلى حين .. دولة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله لم توجد إلا بالجهاد ، ودولة الطلبة في أفغانستان لم تقم إلا بالجهاد .. والدولة الإسلامية في الشيشان لم تقم إلا بالجهاد .. صحيح أن هذه التجارب لم تكتمل أو تؤدِ دورها الكامل المطلوب لكن هذه سُنّة كونيةٌ معلومةٌ وهي التدرج فبالأمس لم نكن نحلم بدولة ، واليوم تقوم لنا دول وتسقط ، وغداً بإذن الله تقوم ولا تسقط حتى يأتي أمر الله ، ولم يكن فتح مكة إلا بعد غزوات كبار ، وهجمات صغار ، وسرايا مبثوثة ، ومناوشات محدودة ، كان بعدها النصر العظيم والفتح المبين ، وكذلك في زماننا بإذن الله .. أم يتوقع هؤلاء المثاليون أن تقوم لنا دولة الإسلام هكذا في يومٍ واحدٍ وبدون دماءٍ وتضحيات ، أو بدون تعثراتٍ وتلكؤات وهزائم أحياناً.
خلاصة الحديث أنّ الجهاد عبادةٌ من العبادات ، مثله مثل الصلاة والصوم والحج من جهة ، ومثل الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى ، وعلى كلا الجهتين لا يجوز أن يعترض على إقامته معترض بأنه لم يحقق فوائده وأن تجاربه كانت فاشلة لأمور :
أولها: أن مجرد الامتثال للأمر الواجب أكبر فائدة ، ولا تبرأ الذمة إلا به ، والخسران كل الخسران في تركه ..
وثانيها: أنّه مهما تخلفت بعض مقاصد الجهاد وفوائده ، فإنه لا يخلو من مقاصد أخرى وفوائد كبرى ، لا يدركها المتعجلون السطحيون الذين يقيسون الأمور بمقياس مادي ، ومن تلك الفوائد الابتلاء والتمحيص ، واتخاذ الشهداء ، وتكفير الذنوب ، وغير ذلك مما لا يفهمه إلا المستنيرون بنور الوحي .
وثالثها: أنّ الفشل الظاهري في تحقيق بعض مقاصد الجهاد ليس ضربة لازب ، أو قدراً لا يتزحزح بل فضل الله واسع ، ووعده حق ، وهو ناصرٌ دينه ، ومعلٍ كلمته ، طال الزمن أو قصر ، لا نشك في ذلك طرفة عين ، وإنَّ المجاهدين المطاردين اليوم لهم أحق الناس وأولاهم أن ينعموا بذلك اليوم ونصره ، ويفرحوا بفضله ، إن ثبتهم الله على هذا الطريق وأحياهم إلى حين ، وأما هؤلاء المتربصون الشامتون فهم أولى بالندامة في الدنيا والآخرة نسأل الله العفو والعافية.[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftn1)
س 18 : يعترض بعض الناس على الجهاد في الجزيرة مثلاً بأننا لا نريد تكرار تجربة الجزائر فما تعليقكم ؟
حريٌّ بالعاقل أن يستفيد من التجارب ، فيا أيها المجاهدون في كل مكان : استفيدوا من تجربة الجزائر ..
لقد علمتكم الجزائر أن فكرة الديمقراطية ليست إلا خديعة كبرى أراد بها الكفار إشغال الشباب المتحمس ، والطاقات الإسلامية المتوقدة ، وتصريفها لتصب في النهاية في خدمة الطاغوت وحكم الطاغوت ...
قال الشيخ المجاهد أسامة بن لادن نصره الله :
" والأمة موعودة بالنصر أيضاً على اليهود كما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر:يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالَ فاقتله، إلا الغرقد فإنَّه من شجر اليهود ).
ففي هذا الحديث تنبيه أيضاً إلى أن حسم الصراع مع الأعداء إنما يكون بالقتل والقتال لا بتعطيل طاقات الأمة لعشرات السنين عبر طرق أخرى كخدعة الديمقراطية وغيرها "
دخل الإسلاميون في الجزائر في مستنقع الانتخابات متأثرين بسحر الديمقراطية فلم يجنوا شيئاً وشرح لهم الطاغوت شرحاً عملياً كيف يكون الواقع على حقيقته وأن قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر كما قال تعالى : ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ﴾ (الفرقان: من الآية31) .
لقد علمتكم الجزائر أن الحل السلمي – لو سلم من المخالفات الشرعية - حلٌّ ناقص ، وأنه مهما ظهر تأثيره وعمّ نفعه لا يستقل بتحقيق الغاية التي أمرنا بتحقيقها وهي أن يكون الدين كله لله ، وأن يقضي المجاهدون على الفتنة ...
دعــا المصـطـفى دهـراً بمكـة لم يجـب وقـد لان منــه جـانــب وخطــاب
فلـما دعـا والسيـف صلــت بكــفه لـه أسلمـوا واستــسلمـوا وأنـابــوا
لقد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بكف اليد وتأخير مرحلة السيف إلى حين فأدى النبي صلى الله عليه وسلم ما أوكل إليه ، أما نحن فأمرنا بالإعداد والجهاد ووعدنا باستمرار مرحلة السيف وبقاء أهل السيف وأهل الخيل التي عُقد في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ألا وهو الأجر والمغنم ..
دخل بعض الإسلاميين في الجزائر مستنقع الانتخابات فلانوا لعدوهم وقد أمروا بإظهار عداوته ، وشاركوه مجالسه الشركية وقد أمروا باجتنابها ، وحادوا عن سنن ( قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون) وجبنوا عن مقولة ( لكم دينكم ولي دين ) وانصرفوا عن هداية ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم ) فهل شفع لهم هذا الطريق البدعي ليحققوا مكاسبهم أو يبلغوا غايتهم ؟! إلا من رحم الله منهم ..
اللهم إنا نسألك العزيمة على الرشد ...
لقد علمتكم الجزائر كيف أن استعجال النتائج يكسب الخسائر ، وأن المبادرة إلى قطف الثمرة يوجب الحسرة ، وأن الانتقال من مرحلةٍ معينةٍ في حرب العصابات قبل انتهائها خطأٌ قاتلٌ ، قد يرجع بمسيرة الجهاد خطوات كثيرة إلى الوراء ربما تتجاوز خطوات الانطلاق الأولى.
علمتكم الجزائر أن سلعة الله غالية ، فهل ظننتم أيها الإسلاميون أن تنالوها باليسير من الدروب ، والسريع من الأيام ، لا والله .
إن بينكم وبينها بابا ًمغلقا لا يكسره إلا سيل الدماء الجارف ، وريح عواصف المعارك ، وزلزلة القلوب في اقتحام مواطن المهالك ..
هل ظننتم أن تقوم دولة الإسلام على أصوات أهازيجكم في حفلات المسارح ، أو جمال صوركم على أغلفة المجلات والشرائط والقنوات والبرامج ..
أم حسبتم أن يكفّ بأس الذين كفروا بغير القتال ، أو أن تصدّ القنابل والصواريخ بالخطب والصياح ، أو الحملات الصليبية العسكرية بالحملات السلمية الدعوية ..
نســي النــاس طــريق النــصــر حــســبوه يـأتـي فـي يــسـر
أو مــن غيـــر دمـــاء تـجـري أيـن جـهـاد رســـول الـلــه ؟
لقد علمتكم الجزائر عدم الاغترار بالكثرة ، وأنه لا يعوّل عليها في حسابات النصر والهزيمة ، فالقضية قضية قناعة بالمبادىء ، وثباتٍ عليها فالكيف لا الكم هو الذي يحدد مدى انتشار الدعوة ورسوخها وثباتها .
لقد علمتكم الجزائر حقيقة الطواغيت واستماتتهم في نشر الكفر والفتنة حتى لو أراقوا في سبيل ذلك دماء الأطفال والنساء ، علمتكم الجزائر ضريبة السكوت عن الطواغيت والبقاء تحت حكمهم وكيف أن مسالمتهم تعني التمكين لهم ، وأن كل دقيقة يعيش فيها الطاغوت من غير مدافعة تعني خسران أخ مسلم ، وغياب حقيقة ، واندثار فريضة ، وانتشار بدعة أو خطيئة ...
علمتكم الجزائر أن طريق الدعوة لا يجوز أن يبدأ بغير التوحيد ، ولا ينفع فيه المداهنة والمجاملة ، وأن الكفر بالطاغوت ركن أساس ومبدأ متين متى غفلت عنه الدعوات دخلت في مدلهمات الفتن ، وانكبت عليها الانحرافات من كل جهة ، وصار جهدها ترقيعاً وترميماً على أصل فاسد سرعان ما ينهار بأهله فيكون عليهم عذاباً وبيلا ..
لقد علمتكم الجزائر كثيراً من الدروس ، فلتكن تلك الدروس سبيلاً لتصحيح الخطأ ، و تصويب المسيرة ، بدل أن تكون سبيلاً لتعطيل الجهاد ، وردّ الحق كله [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftn2).
س 19 : لجأ الطواغيت من آل سلول إلى تجارب إخوانهم المرتدين في الجزائر ومصر ، بمحاولة تشويه صورة المجاهدين وإلصاق التهم بهم كما حصل في مكة المكرمة هل تتوقع أن ينجحوا في شيء من ذلك ؟
تجارب طواغيت مصر والجزائر غير قابلة للتطبيق ، لأسباب كثيرة منها الانكشاف الإخباري الهائل الحاصل في العالم بسبب الانفجار المعلوماتي الكبير عبر الفضائيات والانترنت وغيرها ، ولأن تجربة مصر والجزائر كانت تجارب قامت على أساس إظهارها كصراع داخلي داخل الجسم الإسلامي فكان الغرب يغذي طوائف المرتدين لقتال المجاهدين ويدعمهم إعلاميا في ظل استراتيجية إعلامية ناجحة في وقتها ، مع وجود اختراقات للصفوف نجح فيها المنافقون وذلك لعدم وجود قيادة مركزية خارجه عن نطاق التأثير بحيث تستطيع ضبط المسار وتقوم بإزالة أي اختراق يفسد على المجاهدين قضيتهم .
لكن الفرق الآن أن الغرب دخل المعركة بنفسه من خلال قواته وجنوده كما في العراق وأفغانستان ، فانكشفت حالة الخداع ، وأصبح الصراع مباشرا معهم وقلت أهمية الوكلاء أو لنقل انكشفت أدوار الوكلاء كما أن للمجاهدين قيادة مركزية خارج نطاق التأثير وهي تقوم بدور فعال في التوجيه والحماية من الاختراق . وتصحح أي خلل ناشيء ، فهذه عوامل مهمة توضح لنا عدم إمكانية تطبيق تجربة مصر والجزائر ولا يمنع هذا من وجود مغفلين يمكن أن ينخدعوا بالدعاية المنافقة للحكومات المرتدة لكن الحقائق الموجودة على الأرض تبطل أهمية أي تأثير للتزوير والخداع الإعلامي وأعني بالحقائق مثل وجود القوات الصليبية وتعاونها الصريح مع تلك الأنظمة ، أو احتلالها المباشر لأراضي المسلمين مثل وجود القوات الأمريكية على أرض العراق ، فهذه من العوامل التي تقلل من أهمية التزوير الإعلامي والتزييف للحقائق مع الاعتراف بأنه ربما يكون لهم بعض التأثير لكن الجيد في الأمر أنه تأثير وقتي بحيث تعود العوامل والمؤثرات الأساسية في تصحيح طبيعة المعركة والصراع مرة أخرى ..
وأضرب هنا مثالا بعملية ( مجمع المحيا ) .. يمكن القول إن هناك نجاحا إعلاميا لآل سلول في تصوير المعركة على أنها قتل مسلمين وتأليب البعض على المجاهدين ، لكن هذا التأثير وقتي ويزول مثلا لو ضرب المجاهدون أمريكا ضربة أخرى ليعود التعاطف كما كان في السابق وربما أشد . [3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftn3)
س 20 : ولكن هل لكم أن تسلطوا الضوء على حقيقة بعض تلك الجماعات كجماعة الجهاد في مصر ونشأتها وإلام تسعى ؟
" قبل أن أدخل في توضيح تاريخ ومنهج جماعات الجهاد المصرية ، أريد أن أبين أمراً مهما وهو : أن جماعات الجهاد المصرية بسبب اضطهاد الحكومة لهم وبسبب الآلة الإعلامية والدعائية الزائفة التابعة للحكومة ، عجزت تلك الجماعات عن توضيح و نشر منهجها وفكرها الملتزم بالكتاب والسنة ، وقام الإعلام بتشويه صورة الجماعات الجهادية المصرية حتى وصفهم بأنهم قطاع طرق وأهل ضلال وانحراف وإجرام وقتل للأبرياء ، وراج ذلك على تسعة أعشار الأمة ، وللأسف ردده بعض العلماء والشباب الذين يرجى منهم مناصرة المستضعفين ، ولعلي أبين شيئاً من حقيقة أمر الجماعات الجهادية المصرية ، وإن كان مثل ذلك الأمر يحتاج إلى مصنف مستقل نسأل الله التوفيق والسداد
ولكن أقول : إن مصطفى شكري مؤسس جماعة الهجرة والتكفير قد أسسها عام 1398هـ ، والجماعات الإسلامية الجهادية في مصر نشأت قبل ذلك بكثير جداً ، فالحركة الجهادية نشأت في مصر عام 1386هـ أي قبل وجود جماعة الهجرة والتكفير بـ12 عاماً…
وحتى يتضح لك تاريخ الجهاد في مصر وأسباب قيامه بشكل مختصر ، أنقل لك مقابلة أجراها أحد الأخوة مع فضيلة الشيخ الدكتور أيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد والرجل الثاني في ( الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين ) ، وكان ذلك في منتصف عام 1418هـ فقد وجه إليه سؤالاً نصه : بالنسبة لجماعة الجهاد المصرية متى نشأت وما هي أهدافها وما الذي تحقق من هذه الأهداف حتى الآن؟.
فأجاب حفظه الله : جماعة الجهاد في مصر نشأت حوالي عام 1966 ، كنا عبارة عن مجموعة من الطلبة في المرحلة الثانوية ، بدأنا نشكل مجموعات في أعقاب ضرب النظام لجماعة الأخوان عام 1965، بدأنا نحن نتعرف على الحركة الإسلامية وما حدث لها ، وخلصنا إلى نتيجة أن هذا النظام المصري نظام معادٍ للإسلام ولن يأتي على يده الخير، وأدى إلى وقوع كوارث تاريخية على البلاد ، على مصر خاصة وعلى العرب عامة، وقد تسلم هذا النظام البلد وحدودها من جنوب السودان إلى البحر المتوسط ، وفي عام 1967 تحولت البلد نصفها محتل وجيشها محطم في اليمن ، وخرجنا بنتيجة أنه لا سبيل للنجاة إلا بمقاومة هذا النظام والعودة إلى الإسلام ، منذ ذلك الحين ونحن نعمل لهذه المبادئ وهي أنه يجب تغيير النظام في مصر ، لأنه ليس هناك من سبيل إلا تغيير النظام بالقوة بعد أن وصل هذه الدرجة من الفساد وإضاعة البلاد ، وظل هكذا النشاط حتى جاءت سنة 1981 وما كان فيها من أحداث ضخمة من التحفظ على السياسيين عموماً والتيار الإسلامي بشكل خاص في سبتمبر 1981 ثم ما تلاه بعد ذلك من قتل السادات وأحداث الصعيد وهي كانت الانتفاضة الإسلامية في سنة 1981 وأعقبتها حملة اعتقالات كثيرة طالتنا هذه الاعتقالات ، فهذا ملخص للأحداث حتى مقتل السادات ، وبمقتله انفجرت قضية الجهاد في مصر ، وانفجرت قضية مقاومة اليهود في مصر لأن خالد الإسلامبولي رحمه الله لما سئل لماذا قتلت السادات؟ كانت إجابته واضحة وصريحة:لأنه عميل لليهود في مصر ، ولأنه تعدى على العلماء المسلمين في مصر ، جزى الله خيرا خالد الإسلامبولي وإخوانه محمد عبد السلام ، عطا طايل ، عبد الحميد عبد السلام ، فجروا قضية الجهاد في مصر هذا الجهاد الذي يصطدم مع اليهود وعملائهم في مصر والمدافعين عن اليهود في مصر وهم هذا النظام العلماني العسكري المتحكم في مصر ، وأثبتت الأحداث وأثبت التاريخ أن القوة الوحيدة والقادرة على وقف هذا النظام ومقاومة المد الصهيوني في مصر هي القوة الإسلامية ، فانفجرت بمقتل أنور السادات وأحداث الصعيد قضية مقاومة اليهود في مصر ، واتضحت للعيان الصورة لعمالة النظام المصري لليهود والأمريكان في جانب والحركة الإسلامية في الجانب الآخر .
طبعاً ومنذ ذلك الحين تتفجر الأحداث في مصر كقضية الجهاد انبعثت وكثير من القضايا الإسلامية في مصر انتهت باعتقال أفرادها ودخولهم السجن وبقائهم فيه مدة طويلة ، لكن ومنذ 1981 والأحداث في تجدد وانبعاث وانفجار في مصر ، والقوى الإسلامية تعبر عن الشارع المصري وهي القوى الوحيدة في مصر ، والنظام المصري في جانب آخر ، القوى الإسلامية في مصر تملك ما لا تملكه أي قوى سياسية أخرى ، لديها ستون ألف معتقل حكم على 108 منهم بالإعدام في محاكم عسكرية، نفذ حوالي 88 حكما منها حتى الآن، لكن هناك حالات كثيرة للقتل، الاختفاء القسري، القتل تحت التعذيب، والأحكام الممتدة وانتهاك أعراض النساء ، لا يوجد تنظيم أو تيار سياسي في مصر يملك مثل هذا النفس الطويل، ورغم ذلك ما زالت القوى الإسلامية في مصر قادرة على مقارعة النظام وما زالت أمريكا حتى الآن تعتبرها من أعدى أعدائها ، ومنذ سنة1981 وحتى الآن والقضية الإسلامية متفجرة في مصر ، أنا أعتبر أن أحداث 1981 خاصة ما قام به خالد الإسلامبولي وإخوانه رحمهم الله جميعاً أنه بمثابة تفجير للمواجهة مع اليهود ، وإحياء لقضية الجهاد ضد اليهود والأمريكان ، وبرزت هذه القضية لدى الشباب المسلم الآن وأصبحت قضية حياتية يومية في مصر . أهـ كلامه حفظه الله . " [4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftn4)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد التاسع ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftnref2) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد السادس ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftnref3) [ لقاء مع الأستاذ لويس عطية الله – مجلة صوت الجهاد - العدد السادس]
[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15879&posted=1#_ftnref4) [ رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:37 PM
النظام السعودي والتكفير:
س 21 : الحكومة السعودية كثر الكلام حول شرعيتها فأين يكمن الصواب ؟
لا يحل لأحد الكلام في شرعية أمر ما من عدم شرعيّته إلا بهدى من الكتاب والسنة وإلا فهو مردود على صاحبه وما يثار اليوم من الكلام حول شرعية الحكومة السعودية من عدم شرعيتها لا ينبغي أن ينطلق من مرئيات وطنية إقليمية بعيدة عن أفق الدليل الشرعي الواسع الذي لا يحابى في عدم تطبيقه حتى والدي الرسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن غيرهم من الناس ، والحكومة السعودية بأنظمتها وسياستها العامة ينبغي أن تخضع لميزان الكتاب والسنة وإيقاع الحكم الشرعي عليها مهما كلف من تبعات عاطفية ووطنية وشخصية وغير ذلك لا سيما وأن من أبرز حجب الضلالة النشوء في بيئةٍ لم تعرف معالم الجاهلية التي جاء الإسلام بهدم رسومها وإقامة شعائره على أنقاضها ويؤيد ذلك مقولة الخليفة المسدد عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إنما ينقض الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " وهذا يصوّر سوء فهم بعض أبناء الجزيرة اليوم للدين الذي يريده الله عز وجل إذ ورثوا مفاهيمهم وتصوراتهم لهذا الدين طبق المزيج التقليدي الموروث عن بعض الآباء الملوث بالإقليميات والعوائد التي لا أصل لكثير منها في شرع الله عزّ وجل ، ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يربّون تلاميذهم من نبلاء التابعين أبناء خير القرون بعد قرن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الشفافية في التماس الخطأ وعدم التمادي في تبرير وتصغير الأخطاء والمخالفات في المنهج كما قال أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم لنفرٍ من علماء ونبلاء التابعين : " إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدقّ من الشعر كنّا نعدها على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم من الموبقات " وقال حكيم هذه الأمة أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته رضي الله عنها :" والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمّدٍ صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلّون جميعاً " يعني بعض بني زمانه وهذه في الحقيقة تعتبر مقدمةً مختصرةً ممهدة لتقرير الحكم الشرعي في حكومة ونظام آل سعود والذي يطول تفصيله فنؤجله لبحثٍ مستقلٍ إن شاء الله تعالى نسأل الله الهدى والسداد [1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftn1).
س 22 : يشاع عن المجاهدين أنهم يتسرعون في التكفير ويغلون فيه ؛ فما ضابط التسرع من عدمه ؟
التكفير مسألة شرعية لها ضوابطها الشرعية ، وقد وقع الغلط في تطبيق مفهوم هذه المسألة من كثيرٍ من طوائف هذه الأمة في القديم والحديث بين إفراطٍ وتفريطٍ .
والهدى بينهما فمن الناس من يتجاوز في تكفير المعين غير معتبرٍ توفر الشروط وانتفاء الموانع ، بل إن الخوارج وأذنابهم يُكَفِّرون بمجرد ارتكاب الكبيرة من كبائر الذنوب من قتل ٍ وزنا وشرب خمرٍ ونحوها ، وهذا مزلق خطير .
وفي المقابل تجد من يرفض تكفير المرتد المرتكب لناقضٍ من نواقض الإسلام ولو توفرت في حقه شروط التكفير وانتفت موانعه ، وهؤلاء أيضاً لا يقلُّون ضلالةً عن سابقهم إذ الفريقان على تقابلهما إلا إنهم يشتركون في مفارقة المنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أئمة الهدى والوسط [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftn2)
" والمجاهدون يلتزمون عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب ، فهم ليسوا كالخوارج يكفرون بالكبائر ، ولا كالمرجئة الذين لا يكفرون بالقول أو العمل حتى يوافقه اعتقاد ( استحلال ) ، بل إنهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب – أي دون الكفر - حتى يستحله ، ويكفرون كل من قال أو فعل أو اعتقد كفراً سواء أتت مجتمعة أو منفردة ، بشرط أن تنتفي عمن قال الكفر موانع تكفيره بعينه وهي ارتفاع الجهل والتأويل والإكراه ، ولهذه الموانع تفصيل يطول ، وقبل إقامة الحجة التي يكفر تاركها يسمون العمل كفراً ولا يكفرون الفاعل حتى ترتفع عنه الموانع ، المهم أن المجاهدين يعتقدون عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب ولم يبتدعوا عقيدة جديدة لا في هذا الباب ولا في غيره ولله الحمد والمنة ، وهذا ما يدرس في المعاهد الشرعية في أرض الجهاد ، من خلال مذكرة ( منهاج التكفير عند أهل السنة والجماعة ) ، وقد بسط القول في هذا الباب في كتب الجهاد والتي سبق ذكر بعضها.
وأقول لك عن واقع عايشناه مع المجاهدين بالنسبة لهذه المسألة ما يلي :
إن التكفير يطلق في زماننا على أربعة أضرب بعد سبر ذلك من الكتب ومن خلال الإعلام :
1- تكفير اليهود والنصارى يسمى في الإعلام تكفيراً .
2- تكفير الحكومات الحاكمة بغير ما أنزل الله يسمى في الإعلام تكفيراً ويسميه مرجئة العصر تكفيراً.
3- تكفير العلماء يسمى لدى جميع المسلمين تكفيراً .
4- تكفير المجتمعات الإسلامية يسمى لدى جميع المسلمين تكفيراً .
والمجاهدون كلهم من أصحاب القسم الأول وهو تكفير اليهود والنصارى بنسبة 100% ، ومن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر مثلهم . أما القسم الثاني وهو تكفير الحكومات الحاكمة بغير ما أنزل الله فإن نسبة المجاهدين الذين يرون هذه المسألة يشكلون ما نسبته 98% تقريباً ، وهم مستندون إلى الإجماع الذي ذكره ابن كثير في من سن القوانين مثل الياسق ، وإلى فتاوى أكابر علماء العصر . أما القسم الثالث والرابع وهو تكفير العلماء وتكفير المجتمعات فيوجد من أصحابهما ولكن في بشاور ، وتعلم أن بشاور ليست حكراً على المجاهدين وكان من أبرز أولئك الذين يكفرون العلماء جماعة الدكتور أحمد الجزائري وجماعة الخلافة ، وهاتان الجماعتان لا ينتمي إليهما أحد من المجاهدين بل إنهما لا تقران بشرعية الجهاد مع الأفغان ولم يقاتلوا أبداً ولم يذهبوا للجبهات ، وكان لهؤلاء نشاط ملحوظ في بشاور ربما يكون وراءه من وراءه من الأجهزة الخبيثة ، المهم أنه لا ينتمي لهاتين الجماعتين إلا عدد لا يتجاوز الـ 50 رجلاً من جنسيات مختلفة " [3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftn3)
و" أؤكد أننا جزء من هذه الأمة، وأن هدفنا هو نصرة أمتنا والسعي لرفع الظلم والذل والهوان والخنوع عنها، ورفع الأحكام الوضعية التي فرضتها أمريكا على عملائها في المنطقة، لتُحكم هذه الأمة بكتاب ربها الذي خلقها سبحانه وتعالى، فاستمعت إلى طرف من كلام وزير الداخلية، و اتهمنا بالاسم بشكل مباشر وقال إن هؤلاء يكفرون المسلمين، معاذ الله، فإننا نعتقد أن المسلمين مسلمون ولا نكفر أحدا إلا إذا ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، إن كان عالما بأن هذا ناقض للإسلام، أو من معلوم من نواقض الدين بالضرورة. لكن نقول عموما، همنا أن تجتمع هذه الأمة على كلمة سواء تحت كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن تتحرك هذه الأمة لقيام الخلافة الراشدة مع الأمة الإسلامية عموما التي بشرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح أن الخلافة الراشدة ستعود بإذن الله سبحانه وتعالى، والمطلوب من الأمة أن توحد جهودها في هذه الحملة الصليبية، فهذه أشد وأعنف وأشرس حملة صليبية تقوم على العالم الإسلامي منذ فجر التاريخ العالم الإسلامي، فقد مرت حروب صليبية سابقة ولكن لم يسبق لمثل هذه الحملة مثيل. وقد صرح بوش بلسانـه (Crossade الحرب الصليبية)، فالغريب أننا نقوّل ما لم نقل، ويصدق بعض الناس، يقال أننا كما ذكر وزير الداخلية، نكفر المسلمين، معاذ الله من ذلك، وبوش عندما يقول، يلتمسون له الأعذار، يقول ما قصدنا حرب صليبية، هو قال أنها حرب صليبية، فصورة العالم اليوم (منقسمة) إلى قسمين، وقد أصاب بوش عندما قال: "إما معنا أو مع الإرهاب"، أي إما مع الصليبية أو مع الإسلام، بوش صورته اليوم، هو في أول الطابور يحمل الصليب الضخم، الكبير ويسير، وأشهد بالله العظيم، أن كل من يسير خلف بوش في خطته هو قد ارتد عن ملة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الحكم هو من أوضح الأحكام في كتاب الله وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أفتى كما ذكرت المشايخ من قبل، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى مخاطبا المؤمنين قائلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ (المائدة: من الآية51). قال أهل العلم: (الذي يتولى الكفار قد كفر ) ، ومن أعظم معالم الولاية المناصرة بالقول وبسنان وبالبيان، فالذين يسيرون خلف بوش وفي حملته ضد المسلمين، قد كفروا بالله ورسوله سبحانه وتعالى. ويقول أيضا في الآية التي تليها سبحانه وتعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دائرة فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ (المائدة: 52) ويقول: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ﴾ (المائدة:53) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره وغيره: كان كثير من الصحابة لا يعلمون أن رأس النفاق منافق كافر، عبد الله بن أبي بن سلول، فلما وقع ما وقع بين المسلمين واليهود من خلاف، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعاقب اليهود، تحرك رأس النفاق ووقف مع صف اليهود وحال بين رسولنا عليه الصلاة والسلام وبين اليهود، فهذه الآيات نزلت فيه وفي أمثاله.
فالذين يتولون الذين كفروا، قد كفروا بالله سبحانه وتعالى ورسوله، وتزيد الآية التي تليها تعقيبا على ما فات، لأن هذا الذي تولى الكافرين قد ارتد، فجاءت الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾(المائدة:54) فأقول للمسلمين فليحذروا أشد الحذر من موالاة اليهود والنصارى، ومَن زلت قدمه بكلمة فليتق الله ويجدد أيمانه وليتوب مما فعـله.
تيسير علوني: حتى الكلمة؟
الشيخ أسامة بن لادن: حتى الكلمة، الذي يواليهم بكلمة يقع في الردة ـ ردة جامحة ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
تيسير علوني: ولكن قسم كبير جدا من الأمة...؟
الشيخ أسامة بن لادن: ليس قسم كبير، هذا حكم الله سبحانه وتعالى وبيّن واضح في كتابه الكريم، وهو من أوضح الأحكام.
تيسير علوني: الحكومات العربية والإسلامية؟
الشيخ أسامة بن لادن: الكل من، لا يضرنا أن تقول عمر أو زيد، اعرف الحق، تعرف أهله، لا تعرف الحق بالرجال، هذا كتاب الله سبحانه وتعالى، من الثوابت عندنا، لو تمالأت الدنيا على تغيير أي شيء فيه لا يضيرنا ولا يغير من قناعتنا شيئا، هو إما حق أو باطل إما إسلام وإما كفر. [4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftn4)
" فخلافنا مع الحكام ليس خلافاً فرعياً يمكن حله، وإنما نتحدث عن رأس الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فهؤلاء الحكام قد نقضوها من أساسها بموالاتهم للكفار وبتشريعهم للقوانين الوضعية، وإقرارهم واحتكامهم لقوانين الأمم المتحدة الملحدة، فولايتهم قد سقطت شرعاً منذ زمن بعيد، فلا سبيل للبقاء تحتها، والمقام لا يتسع لوصف هذا الأمر هنا، ولكن قد ذكرنا أقوالاً لأهل العلم رحمهم الله في البيان السابع عشر الصادر عن هيئة النصيحة والإصلاح ، وبعد ذلك نقول: هل يمكن لمسلم أن يقول للمسلمين: ضعوا أيديكم في يد كرزاي للتعاون في إقامة الإسلام ورفع الظلم وعدم تمكين أميركا من مخططاتها، فهذا لا يمكن ولا يعقل، لأن كرزاي عميل جاءت به أميركا، ومناصرته على المسلمين ناقض من نواقض الإسلام العشرة، مخرج من الملة، وهنا لنا أن نتساءل: ما الفرق بين كرزاي العجم وكرزاي العرب؟ من الذي ثبت ونصب حكام دول الخليج؟ إنهم الصليبيون، فالذين نصبوا كرزاي كابل وثبتوا كرزاي باكستان، هم الذين نصبوا كرزاي الكويت وكرزاي والبحرين كرزاي قطر و غيرها، ومن الذين نصبوا كرزاي الرياض وجاءوا به بعد أن كان لاجئاً في الكويت قبل قرن من الزمان ليقاتل معهم ضد الدولة العثمانية وواليها ابن الرشيد؟ أنهم الصليبيون ومازالوا يرعون هذه الأسر إلى اليوم، فلا فرق بين كرزاي الرياض وكرزاي كابول، ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ ﴾ (الحشر: من الآية2) قال تعالى ﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلائِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴾ (القمر: 43).[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftn5)
للاستزادة ، راجع :
• الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية ، للشيخ أبي محمد المقدسي.
• الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير ، للشيخ أبي محمد المقدسي.
• تهذيب الكواشف الجلية ، للشيخ صالح الحسن.
• شهادة الثقات : آل سعود في ميزان أهل السنة ، للشيخ صالح بن سعد الحسن.
[1] [ لقاء مع الشيخ عبد الله الرشود - مجلة صوت الجهاد – العدد الرابع ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftnref2) [ لقاء مع الشيخ عبد الله الرشود - مجلة صوت الجهاد – العدد الرابع ]
[3] [ رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftnref4) [ النص الكامل للقاء الصحفي مع الإمام أسامة بن لادن الذي أجراه تيسير علوني ولم تنشره قناة الجزيرة وقد أجري اللقاء في 21 أكتوبر تشرين الأول 2001م ]
[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15880&posted=1#_ftnref5) [ خطبة عيد الأضحى لعام 1423هـ - الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:38 PM
س 23 : الكثير يُلبّس على الناس بأن المجاهدين هم الخوارج الذين وردت النصوص بذمهم ، وكثر كلام السلف بعيبهم ؛ فكيف نرد عليهم ؟
" نقول : لقد كلَّت الأسماع والأبصار من سماع وقراءة المقالات في شن الغارة الماكرة المتحاملة على أولياء الله الذين يجاهدون في سبيله إتباعا لأهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل .
لقد قامت الحملة المسعورة على وصف المجاهدين الذين أقامهم الله لرفع رؤوس أهل الإسلام في هذا الوقت الذي كاد نجم الدين أن يأفل وعراه أن تفصم بأوصاف تشوه سمعتهم - حتى لا يسمع الناس لهم – فعالمهم جاهل ، ومجاهدهم خارجي إرهابي متطرف ومتبعهم تكفيري ضال ! فالله المستعان ، وكأن كل فِرَق الإلحاد تعاني من أهل الإسلام والسنة الويلات ولم يبق إلا فرقة الخوارج فلا بد من اجتماعٍ على محاربتهم حتى تصفىَّ بلاد الإسلام من كل فرق الضلال فلا علمانية ولا رافضة ولا صوفية ولا دعاة الإباحية وهؤلاء كلهم ليسوا متطرفين إنما المتطرف هو المجاهد فقط ! نعَم متطرف حينما انضممتم إلى موالاة اليهود والنصارى والرافضة والصوفية تبرأ منكم وأظهر العداوة ؛ فصار في حماية من الله أن تدنسه أفكاركم المتدنسة بأوضار الإلحاد والزندقة فأين غيرتكم على من يسب ذات الإله ؟ أين غيرتكم على من يسب نصوص الكتاب والسنة ومجالس العلم بقوله ( إنها تراث نتن ) قبحه الله .
أين غيرتكم على من ينشر الشرك الأكبر ويعلمه بين المسلمين في الداخل والخارج وقد كان صدر قبل سنين من أئمة المسلمين الحكم بكفره ، والآن انتهى تاريخ التكفير وجاء مشايخ ودكاترة ومفكرون يفهمون الواقع فيجتمعون مع جنس هؤلاء الأراذل لقمع التطرف ( الجهاد ) .
أين غيرتكم على من يحملون الكتب والمنشورات في الحرمين وغيرهما بما اشتملت عليه من الشرك الأكبر وسب الصحابة ولعن الشيخيين ( أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) الجبت والطاغوت كما يدّعون ، فيقرؤونها ويدعون بها - بأصوات مرتفعة وبمكبرات الصوت – هناك وعند البقيع وعند أحُد وبعض المواضع التي يعتقدون فيها شيئاً من الخصوصية والفضل ؟!
أين غيرتكم على بلاد المسلمين التي يدندن أهلها بتحكيم الكتاب والسنة يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ومنذ سنين متطاولة لا يعرف أهلها إقامة الحدود مع ظهور الفواحش والمنكرات التي تقشعر منها الجلود وتدمى منها الأكباد من القتل والسرقات والخمور والمخدرات واللواط والاختطاف والسحر والردة ولا كأن المجتمع إلا مجتمع ملائكة فلا نقول صحابة فقد رجَم رسـول الله صلى الله عليه وسلم وجلَد وقَطَع وأقاد في القصاص ؟!
أين حزنكم على أناس ورجال يجب الحزن عليهم أعظم من حزن من ذبح فلذة كبدها في حجرها من المجاهدين من علماء وطلاب علم وأهل زهد وصلاح لم يشهد عليهم مسلم واحد بأنهم استهدفوا مسلماً قط ! فتراق دماؤهم ، وترمل نساؤهم ، وييتم أطفالهم ، في وقت أرغى الكثير وأزبد ، وكادت المنابر من الغيرة والغضب والحماس أن تنهد حينما قتل جنود الله إخوان القردة والخنازير في بلادهم وغيرها ، ويسر الله تدمير منشآتهم القائمة على محاربة الإسلام وأهله ومطاردتهم في شتى بقاع الأرض ؛ بالله كلمة وجواباً يسألك الله عنه يوم تلقاه من الذي يقتل أهل الإسلام ويدع أهل الأوثان ؟ أم أن اليهود والنصارى والشيوعيين والرافضة ونحوهم ليسوا عبدة أوثان؟! فهل من قتل المجاهدين حماية للطواغيت أقرب شبهاً بالخوارج ! أم المجاهدون الذين يرخصون نفوسهم دفاعاً عن حوزة المسلمين في كل مكان ؟!
متى سمعت مجاهداً أو من علماء المجاهدين يكفر بالزنا أو اللواط أو الخمور أو الربا أو القتل ونحو ذلك من الكبائر حتى تصفه بأنه خارجي ، وفي المقابل اسمع الألقاب التي يوصف بها المجاهدون ثم فكر من الذي فيه شبه الخوارج ؟! ، تأمل وفكّر فيمن امتلأت بهم السجون ؟! أليسوا شباب العقيدة والاستقامة ؟! وأين سجون أهل الردة والفسق والفواحش وترك الصلوات وأهل الفجور والمجون ؟!. فكّر حينما يُجبر العالم حتى يتراجع عن منهجه ويتكلم بنقيض ما يعرفه من الحق ؛ لماذا لم يُعهد أن أوقف علماني أو رافضي أو صوفي من نساء ورجال حتى يتراجع عن ضلالاته وكفرياته ولو باللسان مجاملة ؟! فأيـُّنا أحق شبهاً بالخوارج والمتطرفين ؟! أين الاجتماع للنطق بكلمة الحق والإنصاف ؟! وأنتم ترون وتعلمون أن النيران التي استبيحت بها بلاد المسلمين ومزقت بها لحومهم وانتهكت بها أعراضهم كان وقودها ومددها من تحت أقدامكم ، ومع هذه الجرائم المتقدمة ومالم يُذكر أعظم وأطم ما زلتم تقولون وتسمعون من يقول : بلادنا تُحكِّم الشريعة ، دستورها الكتاب والسنة ، نحن محسودون على تطبيق الشريعة في هذه البلاد ! ، الله أكبر ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً ) والذي نفسي بيده إن كانت هذه المقولة يقولها القائل عن صدق واقتنـاع فأقسم بالله إنـه لا يعرف الشريعة وهو من أحق الناس بكلمة الإمام المجدد حينما قال في كتابه النفيس " كشف الشبهات ": ( فقبح الله مَن أبو جهل أعلم منه بلا إله إلا الله ) ، يا عجباً !! أما ترون شرّ الخلق والخليقة من الرافضة صاروا يمُنحون المناصب وينضمون في سلك التعليم والتوجيه للذكور والإناث فبالله مَن يخرج من تربية رافضي كيف تكون عقيدته وفكره ولكن لا عجب فقد ورد في الحديث : ( إن بين يدي الساعة سنين خداعة ، يُخوَّن فيها الأميـن ، ويؤتمن الخائن ، ويتكلم الرويبضـة ) قالوا : ومن الرويبضة يارسول الله ؟ قـال : ( الرجل الفويسق يتكلم في أمر العامة ) أخرجه أحمد وغيره عن أنس ، وفي الصحيح : ( إذا وُسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة ) ."[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftn1).
و" منهج الخوارج المعاصر مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بأسلافهم المارقين ، وسماسرة التدليس والتلبيس من بعض أدعياء العلم والدعوة يمارسون اليوم تضليلاً مزيّفاً ، حينما يتنصلون من موبقاتهم الخارجية ، برمي غيرهم بها مصورين في أذهان فقراء العلم ، أن الخروج المحذور هو مقارعة الطاغوت ( المتولي لليهود والنصارى ) وفضح مخططاته الماسونية ، فضحاً شرعياً عملياً جهادياً له ولحماته وأسياده من طوابير الصليبيين العسكرية والمخابراتية ، والذين تمتلئ بهم نواحي الجزيرة في مراكز حساسة ، توجه نظام البلد العسكري ضد المسلمين في الداخل والخارج .
فيجد هذا الطاغوت ( المتمرد على كل حدود الله ومحارمه والمتضعضع لكل حدود هيئة الأمم ومحارمها ) من يسوغ له هذه الكفريات ، المعلومة من نصوص الكتاب والسنة بالضرورة ، مستخدمين نصوص الشرع لإضفاء الشرعية الإسلامية على أفعال هذا الطاغوت الكفرية ، موردين النصوص في غير مواردها ، بل وينزلون نصوص عصمة دماء المسلمين وحرمة أعراضهم على عباد الصليب المحاربين لله ورسوله والمسلمين باستعمار كثيرٍ من بلاد المسلمين وديارهم ، كما ينزلون نصوص الأمر بقتال الكفار المحاربين والغلظة عليهم وقتلهم أينما ثقفوا على عباد الله وأوليائه الموحدين المجاهدين مصداقاً للحديث الصحيح: ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) ، ويمكننا أن نقول عنهم إنهم اليوم ينوحون ويبكون على موت القلائل من عُبَّاد الصلبان ، ولا يتأثرون لموت ألوفٍ مؤلفة من أهل الإسلام .
يتحركون حميةً وغضباً للمرتدين وحمايتهم ، ويدندنون حول عصمة دمائهم ، وما يترتب على سفكها من مفاسد شرعية ، بينما يلومون من يتحمس لقضايا المسلمين ومن يثأر لهم ولو بالكلمة واللسان ، واصفين إياه بداعية الفتنة ومثير البلبلة بين المسلمين .
فليكن المسلم - الذي تتقاذف عقله مؤثرات الطواغيت الإعلامية مشوشة عليه رؤية دلالات النصوص على مدلولها – على بينةٍ من أمره ، وعلى هدى في واقعه ، ليتعامل مع الأحداث على بصيرةٍ شرعية علمية جلية لا على الهراءات الغوغائية ، التي يتفق على إتقان حبكها كل ذي سلعةٍ رخيصةٍ كاسدةٍ ، وبضاعةٍ مغشوشةٍ فاسدة ، من قادة الصليب وعملائهم ومن يدور في فلكهم ، من المتظاهرين بالدين الخارجين عليه ممن ينتسبون للعلم والدعوة ، والذين يعظم خطرهم حينما يتظاهرون بالدعوة إلى الله ويحسنون القول والتشدق ويسيئون العمل والنهج ، معجبين بأنفسهم ومناهجهم ، فيحوزون على إعجاب أكثر السامعين لهم ممن لا يحسنون الاطلاع على النصوص ومعرفة أسباب ورودها ، ففي مستدرك الحاكم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذكر فرقةً تكون في أمته واختلافاً ثم قال : ( وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم الذين يقتلونهم أولى بالله منهم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ، ويدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء فإذ ا لقيتموهم فأنيموهم قالوا : يارسول الله انعتهم لنا قال : ( آيتهم الحلق والتسبيت ) .
فأوجه التشابه بين خوارج العصر وخوارج الأمس بيّنة ، بل تفوُّقُ مارقة العصر على الخوارج المتقدمين أوضح وأبين ، تشهد لذلك النصوص ، والواقع الملموس ، فإياك إياك أخي المسلم من ضلالات المضللين وهتافات الناعقين ، وارفع أكف الضراعة بين يدي الحي القيوم ، واسأله الهدى والسداد والعصمة من مضلات الفتن ، فقد ورد في الحديث القدسي في مسلم وغيره : ( يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ... ) فالله الله بالانكسار بين يدي الهادي النصير ، السميع البصير ، وسؤاله الثبات على الحق ، والعافية في الدين والدنيا ، فقد روي في الحديث : ( يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا الله دعاء الغرق ) أو ما في معناه ، وسأحاول أن أفصل هذه المعاني في رسالةٍ لطيفةٍ علميةٍ واقعيةٍ ملامسةٍ لصميم الواقع ، منزلة على وجه الخصوص ، على واقع المجاهدين وأعدائهم من أبناء جلدتنا في هذه الجزيرة العربية ، عارضاً هذا الواقع على النصوص الواردة في شأن وصفات الخوارج المارقين ، وستنشر قريباً إن شاء الله تعالى ، هدانا الله وإياكم للصواب ، وجنبنا الأهواء والفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين."[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftn2)
س 24 : بعض المفكرين وأدعياء العلم يصف المجاهدين بأنهم خوارج ؟ فهل ترى هذا الوصف ناشئاً عن جهل أم هو أسلوب متعمّد لتشويه المجاهدين وتنفير الناس عنهم؟
في حقيقة الأمر أني لا أستطيع الجزم بكل شخص من هؤلاء الأدعياء أنه يصف المجاهدين بالخوارج لتشويههم بل منهم نسبةٌ قليلة تصفهم بهذا الوصف جهلاً ولكن الأكثر من هؤلاء الأدعياء أخذوا هذا الأسلوب من الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين بالدعم المادي والمعنوي وعلى العموم الأدعياء يتقاضون رواتب وعلاوات شهرية لماذا ؟ لأجل هذا العمل وأمثاله. [3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftn3)
للاستزادة ، راجع :
• الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير ، للشيخ أبي محمد المقدسي .
• أصول الخوارج ، للشيخ أبي بصير .
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftnref1) [ من هم الخوارج ؟- الشيخ أبو علي عبدالله السعوي رحمه الله – مجلة صوت الجهاد - العدد العاشر ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftnref2) [ التحذير من الخوارج – الشيخ عبد الله الرشود – مجلة صوت الجهاد - العدد الخامس ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15881&posted=1#_ftnref3) [ لقاء مع الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري – العدد الخامس ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:39 PM
س 25 : هل الاعتذار بخوف الفتنة يعفي من المسؤولية ، ويعذر به المسلم في ترك الجهاد ؟
لا ، أبداً ، بل هذا من علامات النفاق فهذا منافق من المنافقين يتظاهر بطلب الأسلم له في دينه فيستأذن من النبي صلى الله عليه وسلمفي ترك جهاد الروم يوم غزوة تبوك لأنه يخشى أن يرى نساء بني الأصفر فيفتتن بهنّ !!
فيأتي الحكم الفصل من رب العالمين ﴿ ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنّم لمحيطة بالكَافِرِينَ ﴾ (التوبة: من الآية49)، قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولما كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة : صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة كما قال عن المنافقين: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ﴾[التوبة: 49] الآية ... يقول نفس إعراضه عن الجهاد الواجب ونكوله عنه وضعف إيمانه ومرض قلبه الذي زين له ترك الجهاد: فتنة عظيمة قد سقط فيها فكيف يطلب التخلص من فتنة صغيرة لم تصبه بوقوعه في فتنة عظيمة قد أصابته؟ والله يقول: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ﴾ [ الأنفال: 39 ] فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة: فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده وتركه ما أمر الله به من الجهاد)
فيا أيّها المسلم احذر! احذر فهذه خصلة من خصال النفاق ، فانج بنفسك ووالله إن النجاة لقريبة ورحمة الله قريب من المحسنين فجاهد نفسك ولا تستسلم لها وادفعها إلى الجهاد في سبيل الله دفعاً عسى أن تكون من المفلحين .
شبهة الفتنة ترد كثيراً حينما يأتي ذكر الجهاد ، فتارةً يزعم المبطلون أنّ القتال فتنة ، وربما خصّص بعضهم الحديث فقال : إنّ القتال في بلاد المسلمين فتنة ، وتارةً يجلب الشيطان على العبد فيخوّفه من سلوك طريق الجهاد خوفاً من الفتنة وعدم القدرة على تحمّل أعباء الجهاد ومشقاته وحذراً من الانتكاسة أو خوفاً من الأسر أو الجراح ونحو ذلك من عوارض الطريق ، وهذه الشبهة – كحال كثير من الشبه في باب الجهاد – مردّها إلى ظروفٍ نفسية ، وصراعات معنوية بين الإنسان ونفسه تقنعه بترّهات ، وتعلّقه بأوهام ، وإلا فإنّ الإنسان حين يعود إلى رشده يستغرب كيف تعلّق بالقشة ، واستمسك بالشبهة ، وترك الحقيقة الناصعة ، والحق الواضح .
ومن تلك الشبه شبهة الفتنة في الجهاد حيث لا يفهم أولئك من معاني الفتنة إلا أنها الدماء والقتال والخوف والحروب فأينما وجدت هذه المفردات فثمّ الفتنة ، فما هي صورة الجهاد في أذهانهم إذن ؟ هل يتصورون قتالاً في سبيل الله بلا دماء ، أو أشلاء ، أو تطاير الرؤوس ، وتناثر الأعضاء ؟ أيّ جهاد يؤمّله ذلك الرجل المتردد الذي يخشى الأسر أو التعذيب أو الجرح أو الموت ؟ مثل هؤلاء ينتظرون السراب أو بالأصح لا ينتظرون شيئاً أبداً !!
لا بد لك أيها المسلم أن تصارح نفسك وتعيش صورةً واقعية بعيدة عن خيال التنظير ، الجهادُ ساحةُ معركةٍ فيها الدماء ، والأشلاء ، والخوف الذي يزلزل القلوب ..فيها قطع الرؤوس ، وبتر الأيدي والأرجل ، وكسر العظام .. فيها من ينكص على عقبيه ، وفيها من يجزع فيقتل نفسه ..
كل ذلك لا يُتصور جهادٌ بدونه ، ولأجل تلك المشاق العظيمة كان أجر الجهاد عظيماً جداً ..والمجاهدون ليسوا معصومين ففيهم الصالحون ومنهم دون ذلك بل ربما كان أميرهم من الفجار ولم يكن ذلك مانعا من الجهاد بل عدّ ذلك أهل السنة من أصول منهجهم وذكروه في عقائدهم وأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة مع البر والفاجر من الأمراء المسلمين .
ليس في ذكر هذه الحقائق تشويهٌ لصورة الجهاد ، ولا زيادة للرعب ولا للإرجاف ، بقدر ما هو تنبيهٌ لأولئك الخياليين الذين يعيشون أحلام اليقظة ويتصورون الجهاد نزهة جميلة ، لا بلاء فيها ولا عناء ، فإذا جاء الجدّ قالوا : ربنا لم كتبت علينا القتال ؟! تنبيهٌ يصدع في وجوههم : لا تخادعوا أنفسكم ، اعلموا أن الجهاد في سبيل الله الذي جاءت في فضله آيات القرآن وأحاديث السنة ، والذي يحب الله أهله ويرفعهم درجاتٍ ليس إلا بهذه الصورة الواقعية الحقيقية، وما شرعه الله إلا لفوائده العظيمة وعواقبه الحميدة.
إنّ الذين يستشنعون هذه الصورة للجهاد ، ويظهرون أنفسهم بمظهر أصحاب القلوب الرحيمة، والمشاعر الرقيقة يكذبون على أنفسهم وعلى الناس وإلا فإن شناعة الكفر والإلحاد الذي يعايشونه ولا يستنكرونه ، وشناعة الرحمة بالذين يبغضون الله ويحادونه ويكفرون بدينه ، وشناعة الرأفة بالمجرمين : كل ذلك أكبر دليل على كذبهم وزيف مشاعرهم !!
لو أيقن هؤلاء أنّ الفتنة هي الكفر والشرك كما صح عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغيّرت نظرتهم نحو الجهاد ..ولو أيقنوا أن هذه الفتنة أكبر وأشد من القتل كما أخبر الله جل وعلا لما ترددّوا عن النفير ، ولا تأخروا عن النصرة ، ولخافوا من عذاب النار وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ التوبة/81.. لو تذكّر هؤلاء فتنة القبر وأسئلته التي لا بدّ منها لعرفوا أي الفتنتين أولى بالتباعد والحذر والنجاة منها ..
إنّ هؤلاء في الحقيقة يحاولون درء الفتنة المتوهمة بارتكاب الفتنة التي هي أعظم وأشنع ، يسوّل لهم الشيطان ترك الجهاد خشية الفتنة التي لم تقع ليوقعهم في فتنة ترك الجهاد والرضوخ لحكم المرتدين والكافرين ، وتسلط اليهود والنصارى والوثنيين .. يخافون عذاب الدنيا وعذاب الآخرة أشد وأبقى .. يتحاشون الفتنة بالقعود عن الجهاد وما علموا أن أهل الجهاد أبعد الناس عن الفتن وأقربهم إلى السلامة منها وأسعدهم بالهداية ، ولهذا كان الجهاد موجبًا للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم، كما دل عليه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]. فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى؛ ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم؛ لأن الله يقول : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftn1)
إن المجاهدين نظروا في كتاب الله فوجدوا قول الله تعالى : ﴿ وقاتلوهم حتى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويكون الدين كله لله ﴾ (الأنفال: من الآية39) وعرفوا أن المقصود من الفتنة هو الكفر وذلك من قول الله تعالى : ﴿ والفتنة أشد من القتل ﴾ (البقرة: من الآية191) ، ونظروا ما هي أعظم فتنة تصيب المسلمين وتصدهم عن دينهم فإذا بها تلك القوانين الوضعية التي حُكّمت في دين المسلمين و دمائهم وأعراضهم ، فأبعدتهم عن شرع الله وهم قد تيقنوا بأن الله هو صاحب الحكم لا غيره لقوله : ﴿ إن الحكم إلا لله ﴾ وقوله : ﴿ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لَمْ يَأْذَنْ به الله ﴾ (الشورى: من الآية21) وغيرها من الآيات التي ترد الحكم لله وحده ، فإذا لم يكن الحكم كاملاً لله وحده فلا دين إذن ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ منه ﴾ (آل عمران: من الآية85) ، فقام المجاهدون لرد الحكم كاملاً لله وحده ليستقيم الإسلام للمسلمين ، فأنكر عليهم من أنكر وقالوا هذا مفسدته أعظم وسيحدث هذا قتلاً للمسلمين ، فردوا عليه بقولهم إن مفسدة الكفر والردة على المسلمين أعظم من مفسدة القتل والإبادة لقول الله تعالى : ﴿ والفتنة أشد من القتل ﴾ (البقرة: من الآية191)، ولو كانت الإبادة مقابل المطالبة بأن يكون الحكم لله فهذا هو الفوز الكبير كما وصف الله أصحاب الأخدود يوم أن رجحوا الموت على الكفر فقال عنهم : ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) ﴾ (البروج:11) فهذا هو دافع المجاهدين في رد الحكم لله وهذا فقههم . [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftn2)
س 26 : وماذا عن الأحاديث الصحيحة التي حثت على اعتزال الفتن ؟
هم " يعترفون بأن الكفر يحكم الأرض،وبأن قوانينه هي المحكَّمة من قبل الحكومات من دون شرع الله ثم يقولون بشرعية تلك الحكومات،ويعلمون أن المجاهدين لا يستهدفون المسلمين ثم يدندنون حول أحاديث الفتنة ويلبسون بها على المسلمين .
أحاديث النهي عن القتال في الفتنة حقٌ ولكن كثيراً ما كان الحق وسيلةً لترويج الباطل عن طريق لبسه بالحق ، قال تعالى : ﴿ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة: من الآية42) وما كان الباطل ليروج عند المؤمنين الذين يريدون الخير إلا حين يطعّم ببعض الحق الذي تعرفه النفوس الطيبة ، وهذا هو مكمن الخطورة ، الذي يصير به العالم مفسدا خائناً لله وللمؤمنين ، وللأمانة التي حملها العلماء .
فقد كثرت الأحاديث الصحيحة في التحذير من القتال في الفتنة مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا التقى المسلمون بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) ولكن هذه الأحاديث محلها في القتال بين المسلمين لدنيا أو عصبية أو بغي أو خروج على الحاكم المسلم ، وتنزيلها على الواقع اليوم من القتال بين المجاهدين وبين جنود الصليبيون وجنود الحكومات المدافعين عن الصليبيين وعساكرها تنزيل غير صحيح إطلاقاً ، فإن الحرب اليوم بيّنة الراية واضحة السبيل ، حزب المسلمين المجاهدين في سبيل الله ضد حزب الدول النصرانية واليهودية والمرتدين ، الحرب بين جند الله وجند الشيطان ، الحرب بين أهل الحق وأهل الباطل .
فمن وقف في صف المجاهدين فقد سلك سبيل الهدى وأفلح وسعى في نجاة نفسه من عذاب الله ، وقدّم لنفسه ، وحصل الرفعة والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، ومن وقف في صف الصليبيين والمرتدين في هذه الحرب فقد خسر نفسه وارتد عن دينه وكفر بربه وجحد نعمة الله عليه ، ومن وقف متفرّجاً معتزلاً خاذلاً لإخوانه المسلمين فقد فوّت على نفسه حظاً عظيما ، ولم يسلم من إثم القعود والخذلان ، فهذه المعركة الكبرى التي تدور رحاها اليوم ليس دخولها مع المجاهدين من الفتنة في شيء ، كيف يكون ذلك من الفتنة وهذا القتال لم يشرع أصلاً إلا لمنعها ، قال تعالى : ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ( الأنفال: من الآية39) الفتنة الحقيقية هي الكفر والشرك ، وتحكيم القوانين الوضعية ، وموالاة الكفار .
فقتال المجاهدين اليوم هو لرفع هذه الفتنة ، والفتنة كما أخبر الله سبحانه أشدّ من القتل قال ابن عمر رضي الله عنهما : الفتنة الشرك ، وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله : فلوا اقتتلت البادية والحاضرة حتى يتفانوا كان خيراً لهم من أن ينصبوا طاغوتاً يتحاكمون إليه ، فالفتنة الواقعة بنا هي بنص القرآن أكبر وأشد من الفتنة المتوهمة بمفهوم الذين لا يعقلون ، ولكن هم ينظرون بعين الخائف على دنياه وأمنه وملذاته وشهواته فيكرهون الجهاد لأجل هذا ، فوق ما في نفوسهم من طبيعة كره القتال ، ولو حاولوا أن يلبسوا ذلك بلباس الخوف على مصلحة الدعوة والحرص عليها ، فقول الله أصدق وهو بما في النفوس أعلم والمستعان سبحانه على ما يصفون . [3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftn3)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد العاشر ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftnref2) [ رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15882&posted=1#_ftnref3) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد – العدد الرابع ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:40 PM
س 27 : أثار بعضهم شبهة مفادها أن التفجيرات تؤدي إلى الإخلال بالأمن وتفريق الكلمة فهل هذا صحيح ؟
الأمة اليوم محتاجة أشد الحاجة إلى تحقيق التوحيد والعمل بمقتضى كلمته قبل حاجتها إلى جمع الصف وتوحيد الكلمة ، فالاجتماع والاتحاد ليس غاية في حد ذاته، إنما مراد الشرع هو تحصيل الاجتماع على كلمة الحق.
والذين يدندنون اليوم على وتر وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية واجتماع الكلمة إنما يخادعون الأمة ويظهرون لها الواقع في غير حقيقته ، ويتخذون من نصوص الشرع التي تأمر بالاجتماع وترك التنازع والترغيب في الجماعة وسيلة لما يرومونه من جمع الحق والباطل والتسوية بينهما.
لو كان هؤلاء يريدون جمع أهل السنة على التوحيد والسنة ، لكان ذلك من أعظم البر والنصيحة للأمة لكنهم ينادون بمد الجسور مع كل من لا يرجى من الاجتماع معه أي خير أو بركة أو نفع للأمة ، من الطواغيت المرتدين الخونة، أو الرافضة الخبثاء، أو العقلانيين المفسدين.
ثم هم في الوقت نفسه يقطعون جميع الصلات مع أهل السنة والمجاهدين ويتبرؤون منهم ومن طريقتهم في لغة صريحة بينة، وجهر لا يشوبه إسرار، ونشاط لا يكاد يتوقف.
فليت شعري أي الفريقين أحق بالخير والرفق والاجتماع ؟
وأيهما أولى بسياسة مد الجسور والالتقاء على نقاط الاتفاق المشتركة ؟ إن أمر هؤلاء منتكس على رأسه ولا غرابة فمن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ، إن هؤلاء ليسوا بطلاب حق على الحقيقة بل هم مع من غلب وولاؤهم لمن تكون له الدائرة.
فضحهم الله وله في ذلك الحكمة والمنة فبعد أن صموا آذاننا حديثا عن ضرورة الحوار وفوائد الحوار وأدب الحوار !! جاءت غزوة الرياض لتكشف من قلوبهم ما خفي ومن ضغائنهم ما قبح فنسوا في غمرة حماس الشجب والاستنكار ما كانوا يدعون إليه من قبل ، وسلقوا المجاهدين بألسنة حداد ، وصار أمثلهم طريقة من يقول: هم ليسوا خوارج ولكن حاوروهم كما حاور الصحابة الخوارج !!
أو: إن لهذا العمل أسبابه من عدوان الأمريكان ، ولكن لا يجوز البحث لهؤلاء المجاهدين عن أي مبرر ولا تسويغ !!
أو: لاشك أن الحكام قد وقعوا في نواقض للإسلام ولكن ليس من السهولة تكفيرهم... ، إلى غير ذلك من العبارات السمجة الباهتة التي كشفت هي ومثيلاتها مدى تلون هؤلاء وتقلبهم مع تقلبات السياسة الطاغوتية والمصالح الحزبية والأهواء النفسية.
إن هذه المواقف المخزية ما كان لها أن تكون لو كان للتوحيد قدر في النفوس أو حضور في المنهج أو اهتمام في التأصيل والتطبيق.
الأمة اليوم مقصرة في أمر عقيدة التوحيد ، والخلل بيّن بين أفرادها في جوانب كثيرة من أمر العقيدة ومن أبرزها:
• إفراد الله بالعبادة وعدم صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله سبحانه.
• تحكيم الشريعة وفرضها في واقع الحياة والحكم بما أنزل الله بين الناس.
• موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين والكفر بالطواغيت.
فهذه الجوانب تحتاج من المصلحين أن يركزوا الاهتمام بها وأن يجعلوها في رأس الأوليات التي يدعى إليها ويجمع الناس عليها وتبذل الجهود من أجل العمل بها. فإذا اجتمعنا على هذه الأصول نظرياً وعملياً فالخلاف في الجزئيات التي دونها هين ، والاجتماع عليها هو المكسب... [1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15883#_ftn1)
و" كثيرٌ من الناس ( يُطالبُ) بالمحافظة على الأمن ، والرضا بالواقع ، والسكوت عن العظائم الموجودة ، والكبائر القائمة في بلاد المسلمين ، وينظرون إلى الخسائر التي قد تكون في محاولة تغيير الواقع بالطريقة الشرعيَّة إن كان فيها ألمٌ وقرحٌ.
وهذه الحجَّة صحيحةٌ ، وهذا المطلب مقبولٌ ، لو كان الواقع مرضيًّا شرعًا ، وكان العاملُ على تغييرِهِ يُريد الاستزادة من الخير ، والاستكثار من نوافل الطاعاتِ ، ويسعى إلى الكمال أو مُقاربتِهِ.
أمَّا والواقع فيه من المنكرات والكبائر بل والشرك والكُفريَّات ما لا يُحتمل ، فإنَّ تغييرَه من أوجب الواجبات ، والمطالب بالمحافظة على الواقع لو وازن بين الواقع القائم بما فيه ، والمفاسد التي يخشاها من التغيير علمَ أنَّ الواقع لا يمكن السكوت عنه واحتماله بحالٍ من الأحوالِ ، ولكنَّه الإلفُ والاعتيادُ ، الَّذي يجعل الناس يستسهلون ما نشؤوا عليه أو تعوَّدوه وسهل عليهم ، وكثرة المساسِ تُفقد الإحساسَ ، والقلب الَّذي غشيته الذنوب ، وغلفه الران ، وطغت عليه الدنيا ، لا يحرِّكه إلاَّ حظوظُ نفسِهِ ، ولا يألمُ إلاَّ لدنياهُ الدنيَّةِ وشهواتِه.
وإلاَّ فهل يستطيع مسلمٌ احتمال المحاكم الطاغوتيَّةِ الوضعيَّةِ التي تحكم بين المسلمين بدساتير كافرةٍ وضعيَّةٍ جائرةٍ ، وهو يعلمُ أنَّ هذا من الكفر الأكبر المستبين؟! وهل يقبل قلبٌ فيه حياةٌ أن يُدنّس بلاد المسلمين عامَّة ، وجزيرة العرب خاصَّة ، شرذمةٌ من العلوج الصليبيين؟! وإذا احتمل هذا ، فهل يحتمله مع حربهم للمسلمين في كل مكان ، وتقتيلهم إخوانه وانتهاكهم أعراض أخواتِهِ؟ وإذا كان من حجرٍ ولم يلن لهذا ؛ فهل يحتملُ بعد أن يعلم أنَّ المسلمين الَّذين قتّلوا وشرّدوا وأهلكت ديارهم وأموالهم ، إنَّما كان ضربُهُم والعدوان عليهم بطائراتٍ تخرج من بلادهِ ، وجيوشٍ تُقاد من أرضه؟!
هذا لو لم يكن من الله أمرٌ صريحٌ ظاهرٌ ، لا يُدفع بمثل هذه التعلُّلاتِ والأباطيلِ ، فكيف والأمر صريحٌ صحيحٌ بيّنٌ بقتال المشركين ، من كفّارٍ أصليِّين معتدين ، وخونةٍ عملاءَ مرتدِّين متسلّطين على رقاب المسلمين؟
فليست القضيَّةُ مكاسبَ مقدّرةً يُراد الوصول إليها فيُدفع ذلك بالمفاسد الناجمة عنها ، بل هي مفاسدُ قائمةٌ ، على صدر الأُمَّةِ جاثمةٌ ، والتغيير إزالةٌ للمفسدةِ لا استجلابٌ للمصلحةِ ، فلو لم يكن فيه نصٌّ لكان العقل السويُّ ، والفطرة السليمة مقتضِيَينِ للعمل على اقتلاع هذا الفساد ، وإراحة العباد والبلاد.
ولو كان الفسادُ لازمًا مواضعه ، كامنًا في مكامنه ، لا يتعدَّى إلى الناس ولا يُبدِّلُ دينَهم ، بل لو كان يثبت على حاله ولا يزيد كلَّ يومٍ في إفسادِهِ ، لكانت حجَّة المنادي بالإبقاءِ عليه قريبةً من القبول ، سائغةً في العقول ، أمَّا والفساد لا يسلم منه أحدٌ ، ولا يخلو منه بلدٌ ، ثمَّ هو يزيد كلَّ يومٍ ويتضاعفُ ، فمن الحماقة السكوت والتعامي عنه ، والمطالبة بالإبقاء عليهِ.
وفسادُ هؤلاء الطواغيت ليس في الدين فقط فيحتمله أهل الدنيا وعبّاد الشهوات فحسب ، بل فسادهم لكل شيءٍ في أمر الدنيا والدين ، فهم محنةٌ على العباد ، جنايةٌ على البلادِ ، نهبوا خيراتِ الأمَّة وأسلموها إلى أعدائها ، وباعوا في سبيل عروشٍ من صورٍ كلَّ ذي شأنٍ وخطرٍ.
وإذا كانت الأمم تسعى للتقوِّي والتحصّن بالشَّوكةِ ، وتعملُ على جمع ما استطاعت من قوَّةٍ ، فإنَّ طواغيت الجزيرة تركوها أضعفَ من أضعف البلادِ ، ولو فرض أن التقويَ والإعدادَ ليس فيه أمرٌ من الله متحتّم وحكم شرعيٌّ لا محيد عنه ؛ لكان من معالم هويَّةِ الأُمَّة ، ومن ضروريَّاتِ حياتِها التي يدركها كلُّ ذي عقلٍ سليمٍ.
بل زاد الطواغيتُ في بلاد الحرمين ، وعملوا على سلب الأمة سلاحها ، وتجريدِها منه في حملات نزع السلاح ، وصدق الله القائل ﴿ ودَّ الَّذين كفروا لو تغفلون عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدةً ﴾ (النساء: من الآية102).
وطاغوت العراق صدَّام حسين الَّذي لا يختلف عن طواغيت الجزيرة وغيرهم في الكفر ، إلاَّ أنَّه يزيد عليهم بشيءٍ من كرامة البشر ، وأنفةِ بني آدم ، حتَّى لقد حرص على توزيع السلاح على أهل السنة في بعض مناطق حكمه لمَّا أوشكت جيوش الصَّليبِ على دخول بلده ، فسلَّح ستَّةَ آلافِ ألفٍ من أهل السنَّة ، كلاًّ منهم برشّاش (كلاشنكوف) ، وصندوق ذخيرةٍ.
فالواقع الَّذي يَدْعُونَ إلى المحَافظةِ عَلَيه جمَعَ من العَوامل التي توجِب إزالتَهُ أمورًا : فهو واقعٌ مليءٌ بالمنكرات التي لا يجوز السكوت عنها وإقرارها ، وهو مع هذا يزداد كلَّ يومٍ من الفساد والمنكرات ، ثمَّ إنَّ الجوانب الحميدة منه على شفا جرفٍ هارٍ ، توشكُ أن تُسقطها أيدي الحكومة العميلة ، بل هي تعمل على ذلك منذ سنين والأعمى والبصير يريانِ الخطواتِ التي تسلكها الحكومة في هدمِها ، والجوانب الدنيويَّة التي يأنس لها صاحب الدنيا من أمنٍ ورفاهٍ ونحوها لا ثبات لها ، بل البلد يتربّصُ به أعداء كثر ، وليس له منعةٌ ولا قوَّةٌ ولا قدرةٌ على دفع الصائل ، بل إنَّ العدوَّ المتربِّص موجودٌ بين ظهرانينا ، مقيمٌ في بلادِنا ، يشاطرنا الأرض وينشرُ فيهَا قواعِدَهُ ، والحكومة القائمة لا تزيد بجميع إداراتها ووزاراتها عن كونها دائرةً للحفاظ على مصالح الصليبيين وحراسة إسرائيل دون أن يضطرب البلد.[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15883#_ftn2)
للاستزادة ، راجع :
• الرد على بيان الجبهة الداخلية ، محمد بن سالم الدوسري
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15883#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد التاسع ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15883#_ftnref2) [ هشيم التراجعات – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:41 PM
س 28 : الجهاد ماض إلى قيام الساعة ولكن لا بد له من توفر الأسباب والشروط وانتفاء الموانع ، فهل هذا حاصلٌ في جهاد هذا الزمان ؟
" إنَّ من المتفق عليه عند أهل العلم قاطبة ، أن الجهاد نوعان : جهاد دفع وجهاد طلب ، وعلماء الإسلام يفرقون في كلامهم بين النوعين ، إذ أن كل نوع من نوعي الجهاد يختص بأحكام دون الآخر ، ولم يُعرف عن الأئمة المحققين أنهم خلطوا بين النوعين في الأحكام ، ومن خلط بينهما فلا تحقيق عنده ولا تدقيق نسأل الله لنا وله الفقه في الدين .
ومن المؤسف أن ينتزع طالب العلم مسألة أو حكماً مختصاً بجهاد الطلب ثم ينزله على جهاد الدفع ! والكلام الآنف في فقرته الأولى كلام بعضه حق إلا أنه يختص بجهاد الطلب لا الدفع ، وجهادنا اليوم هو من جهاد الدفع .
فقولهم أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة صحيح ولا إشكال فيه ، ولكن قولهم ( على أنه لا بد من استيفاء أسبابه وتحقيق شروطه ، وأن يتم النظر فيه من قبل أهل الرسوخ في العلم ) كلام لا ينطبق على جهاد الأمة اليوم .
لأن جهاد الدفع لا يشترط له شروط جهاد الطلب ، فكل شروط جهاد الطلب تسقط في حال جهاد الدفع – أي إذا داهم العدو بلاد المسلمين - ، وإليك نقولات تدل على سقوط الشروط بالإجماع :
قال الكاساني في بدائع الصنائع 7/97 " فأما إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد فهو فرض عين يُفترض على كل واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى :] انْفِرُوا خفافاً وثقالاً [ (التوبة: من الآية41)، قيل : نزلت في النفير ، وقوله سبحانه وتعالى ]ما كان لأهل المدينة ومن حولهم مِنَ الْأَعْرَابِ أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه [(التوبة: من الآية90)، ولأن الوجوب على الكل قبل عموم النفير ثابت ، لأن السقوط عن الباقين بقيام البعض به ، فإذا عم النفير لا يتحقق القيام به إلا بالكل ، فبقي فرضاً على الكل عيناً بمنزلة الصوم والصلاة فيخرج العبد بغير إذن مولاه ، والمرأة بغير إذن زوجها ، لأن منافع العبد والمرأة في حق العبادات المفروضة عيناً مستثناه عن ملك المولى والزوج شرعاً ، كما في الصوم والصلاة ، وكذا يباح للولد أن يخرج بغير إذن والديه ، لأن حق الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصوم والصلاة والله سبحانه وتعالى أعلم " .
قال القرطبي في تفسيره 8/151 " إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعُقر ، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً ، شباباً وشيوخاً ، كل على قدر طاقته ، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له ، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج ، من مُقل أو مكثر ، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم ، كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة ، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم ، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم ، لزمه أيضاً الخروج إليهم ، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها ، سقط الفرض عن الآخرين ، ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه ، حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ، ولا خلاف في هذا " .
قال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى الكبرى ( الاختيارات ) 4/520 " وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم " وقال " وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة ، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا " .
فإذا كان جهاد الدفع لا يلزم فيه إذن إمام لو وجد الإمام ، ولا يلزم فيه إذن والدين ولا غريم ، ولا أي شرط من شروط الجهاد السبعة وهي كما قال ابن قدامة في الغني 9/ 163 " ويشترط لوجوب الجهاد سبعة شروط الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والذكورية والسلامة من الضرر ووجود النفقة " .
فهذه الشروط وما تفرع عنها لا تشترط في جهاد الدفع بل يجب على كل مسلم أن يدفع حسب الإمكان ، وهو ما نقلنا آنفاً الإجماع عليه ، ونصوص أهل العلم لا تكاد تحصر على أن جهاد الدفع لا يشترط له شرط .
فإن تحقق سبب من أسباب تعين الجهاد فقد وجب بلا شروط ، وقد اتفق العلماء على ثلاثة أسباب يتعين فيها الجهاد هي :
قال صاحب المغني 9/163 " ويتعين الجهاد في ثلاثة مواضع أحدهما إذا التقى الزحفان وتقابل الصفان حرم على من حضر الانصراف وتعين عليه المقام ... ثم قال ... الثاني إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم ، الثالث إذا استنفر الإمام قوما لزمهم النفير معه " .
وزاد بعض العلماء على هذه الثلاثة سبباً رابعاً وهو إذا أسر مسلم أو مسلمة وجب النفير إليها على الأعيان لتخليصها من أيدي الكافرين ، إذا عجزوا عن الفداء .
هذه هي الأسباب التي قال العلماء بتعين الجهاد إن تحققت ، ولا نظن عاقلاً اليوم يقول بعدم تحقق الثاني منها في أي بلد من بلاد المسلمين ، فكل بلاد المسلمين دخلها العدو عنوة سوء بالقتال أو بدونه ، فإذا تحقق سبب من هذه الأسباب فقد تعين الجهاد ، فإذا تعين الجهاد فلا يشترط له شرط ، وكل شروطه تسقط بالإجماع ، ومن قال بوجوب أو استحباب توفر الشروط في الجهاد إذا تعين فهو مخالف لإجماع أهل العلم ومخالف لأصول الشريعة ، والعجب أنهم يقرون بمداهمة العدو الصائل لبلاد المسلمين ثم يضعون شروطاً للمدافعة لم يسبقهم إليها أحد من الأئمة ! "[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15884&posted=1#_ftn1)
للاستزادة ، راجع :
• الرد على بيان الجبهة الداخلية ، محمد بن سالم الدوسري
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15884&posted=1#_ftnref1) [ هل يكذب الراسخون في العلم ؟ - الشيخ يوسف العييري رحمه الله
المهاجر7
04-19-2009, 07:42 PM
س 30 : الكثير يسأل هل المجاهدون في جزيرة العرب قد أكملوا تجهيزاتهم وأعدوا العدة ؟ وهل التجهيزات التي أعدت هي لمعركة معينة ، أو لمواجهات طويلة المدى ؟
الجهاد حركة مستمرة لا تتوقف وليست قضية مرتبطة بمعركة واحدة ، أو بجماعة محددة، بل هي حرب مستمرة وطويلة وشرسة مع الصليب وأتباعه والاستعداد لطولها قضية لا تغيب أبدا عن بال المجاهدين ومفكريهم ومنظريهم وقادتهم ومدربيهم ، وما أعرفه أن المجاهدين منذ أكثر من عشرين عاما وهم يعدون لمثل هذه المعارك ونتائجها البادية للعيان مثمرة جدا ومبشرة ، لكن الأعداء الرئيسيين للأمة وهم الروم لا ينتهون حتى يوم القيامة ولذا لا مجال للحديث عن توقف المعركة أو انتهاء الأحداث ، وإنما الجهاد أمانة ومسئولية تكفل الله بوجودها وبقائها حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ) وحركة الجهاد بوتقة تصهر فيها المكونات البسيطة لتخرج أجيالا قادرة على رفع الأمة وإزالة وطأة الهزيمة من الصليبيين وتسلط النفاق على أركان العالم الإسلام ، فالأهم أن يبقى المجاهدون على جذوة الجهاد مشتعلة وهذه الجذوة كلما سفكت من أجلها دماء الشهداء كلما زاد أوارها وكلما أحرقت الأعداء بسرعة أكبر وقربت النصر بإذن الله .. [1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15886&posted=1#_ftn1)
س 31: ربما يكون العدو قد استدرج المجاهدين لمعركة معينة لم يستعدوا لها ؟
كيف جر المجاهدون الأمة إلى معركة لم يستعدوا لها ؟ ومتى تستعدون ؟ وكيف تستعدون ؟ هل بهجران المجاهدين والتنفير منهم ونسف مناهجهم وتحقيرهم والكذب عليهم يكون الإعداد ؟ أم باعتزال ساحات الجهاد وصد شباب الأمة عنها يكون الاستعداد ؟ إني أقولها لك صريحة إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلا تدّعوا أنكم ستخوضون معركة فاصلة مع العدو وأنتم لم تأتوا بأقل مقوماتها العسكرية بل لم تأذنوا للأمة ولم تحثوها أن تستعد لها ، إننا نقولها لكم بكل صراحة أنتم الذين تصرون على إدخال الأمة إلى المعركة من غير إعداد ولا استعداد .
أما عن مفهوم التكافؤ الذي تنشده قبل المعركة فلم أفهم ما هو حتى الآن ، وقد نظرت في التاريخ كله فلم أجد أن مفهوم التكافؤ العددي سبب لنصر المسلمين فقد انتصر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً على ألف رجل في بدر ، وانتصر ثلاثة آلاف على أكثر من مائة وعشرين ألف في مؤتة ، وانتصر خمسة عشر ألف رجل على أكثر من مائة وخمسين ألفاً في القادسية ، وانتصر ثلاثون ألف رجل على أكثر من مائتي ألف في اليرموك ، بل انتصر اثنا عشر ألف على سبعمائة ألف بقيادة ألب أرسلان ، أما تكافؤ العدة فهو أيضاً كسابقه فقاتل الصحابة إمبراطوريتي كسرى وقيصر فهزموهم بالرماح والسيوف والأسهم وكان عدوهم يمتلك أعتى وأحدث الأسلحة والأساليب آنذاك ، وانتصر الأفغان على دولة نووية تعد القوة الأولى في زمانها وقد قاموا أول ما قاموا ببنادق الصيد وعلى الخيل ، أما التكافؤ الاقتصادي فلا أظنه سيكون أكثر تأثيراً من العدد والعدة ، إلا أننا نقول بأن (الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين ) قد بلغت من حيث الإعداد العسكري والاقتصادي والسياسي والتقني مبلغاً تعذر فيه أمام الله تعالى إذا بدأت بحرب شاملة منفردة دون الأمة التي خذلتهم ونفرت منهم [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15886&posted=1#_ftn2).
س 32 : ألا تتصور أن استهداف الغرب في ( مجمعات سكنية ) داخل بلاد الحرمين أدى لانخفاض أسهم (المجاهدين ) عند العامة ؟
ربما يكون هذا حاصل فعلاً لكن يجب أن تنظر للقضية من منظار أكبر وتضع مثل هذه العمليات في السياق العام لحرب المجاهدين ضد المشروع الغربي والأمريكي برمته ، وفي مراحل معينة من هذه الحرب قد يرى المجاهدون أنهم بحاجة إلى هذا النوع من العمليات رغم بعض تكاليفها الشاقة من الناحية المعنوية لكن النتائج إذا نظرت إليها من خلال تأثيراتها العامة والكلية وليس فقط اللحظية أو الوقتية لربما تغير الرأي ، تبقى المعضلة في قضيتين : الأولى كيفية حرمان المنافقين ومن يدعمهم من تحقيق أي نصر إعلامي من مثل هذا النوع من العمليات ، والثانية : في كيفية إسكات تلك الأصوات المتلبسة بلبوس العلم والتي تسمع للمنافقين وتؤيدهم وتحاول أن تستخدم الدين لحماية المنافقين ودعم موقفهم ضد موقف المجاهدين ..[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15886&posted=1#_ftn3)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15886&posted=1#_ftnref1) [ لقاء مع الأستاذ لويس عطية الله - مجلة صوت الجهاد - العدد السادس ]
[2] [ رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15886&posted=1#_ftnref3) [ لقاء مع الأستاذ لويس عطية الله – مجلة صوت الجهاد - العدد السادس]
المهاجر7
04-19-2009, 07:43 PM
س 34 : البعض يُلبس عليهم بعض المخذلين بأنَّ شيوخ المجاهدين مجاهيل ويكتبون بأسماء مستعارة فما السبب في إخفاء الاسم الحقيقي ؟
بالنسبة للكتابة بالاسم المستعار الجميع يعلم أن المجاهدين وقادة المجاهدين في حالة حرب مع الصليبيين واليهود (أمريكا وبريطانيا....) وأذنابهم المرتدين ( الوكلاء ) الذين يتواجدون في بلادنا ويحكموننا غصباً وقهراً وظلماً ويعلم كيف أن هؤلاء الطواغيت قد تفننوا في إتقان وضع القيود والحواجز التي تمكنهم من السيطرة عند حدوث أي طارئ وتمكنهم من قهر وإذلال الشعوب المسلمة فنحن إذاً في حالة حربٍ واضحة يعرفها الجميع ويدركون أبعادها لذا لابد من أن يمارس قادة المجاهدين وشيوخهم كل الوسائل المشروعة في التخفي والتنكر والتمويه والتورية فالمجاهدون يتدربون على تزوير الوثائق (دورة التحرير من قيود الطواغيت) وذلك ليتمكنوا من تخطي عقبة القوائم السوداء وحواجز المطارات لأنهم لا يعترفون أصلاً بوجود هذه التقسيمات الجغرافية للعالم الإسلامي لأنهم يدركون أنها حواجز مصطنعة صنعها المستعمر انطلاقاً من قاعدة (فرِّق تسد) وكذلك تجدهم دائماً في ميدان المعارك لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية إطلاقاً فمثلاً الشيخ الإمام أسامة بن لادن في فترة من الفترات كان يُعرف بأبي القعقاع في مأسدة الأنصار وجاجي وأيضاً بأبي عبد الله وبأبي العصا لحمله عصاه باستمرار ، حتى إن الأفغان ينادونه (أبو عصا) أيضاً الشيخ الدكتور أيمن الظواهري كان يعرف باسم معتز على ما أذكر والقائد الكبير محمد عاطف أبو سنة إلى أن قتل رحمه الله وتقبله في الشهداء لم يشتهر إلا باسم أبي حفص المصري وسامر السويلم إلى يومنا هذا لم يشتهر إلا باسم خطاب كذلك المهندس طلعت فؤاد قاسم إلى يومنا هذا لم يشتهر إلا باسم أبي طلال القاسمي وعبدالباسط كريم فك الله أسره عُرف واشتهر باسم رمزي يوسف وغيرهم من القادة الكبار من أمثال حبيب الشيخ أسامة وهو :علي أمين الرشيدي المكنى بأبي عبيدة البنشيري تقبله الله شهيداً والشيخ يوسف العييري رحمه الله وتقبله شهيداً كتب كتباً كثيرة بأسماء مستعارة منها البتار وصلاح الدين وأبو قتيبة المكي والقارئ المجاهد أبو هاجر العراقي فك الله أسره والشيخ الهُمام البطل أبو محمد المقدسي عاصم البرقاوي فك الله أسره حين كتب كتاب الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية نشره - وهذا في البداية - باسم أبي البراء النجدي والشيخ أبو قتادة عمر محمود أبو عمر فك الله أسره وأبو بصير عبد المنعم مصطفى حليمة حفظه الله والقائمة طويلة...
والسؤال :- هل ضرَّ أولئك القادة والشيوخ والعلماء أن تسموا في فترة من الفترات بأسماء مستعارة ؟
ثم هم اليوم يُعرفون للقاصي والداني وللعدو والصديق فهلاّ رد مخالفوهم عليهم وعلى أشرطتهم ومقالاتهم وكتبهم وبحوثهم وكما قيل (اعرف الحق تعرف أهله) وَ(الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال) وأظن أن من الأسباب التي تجعل قادة المجاهدين وشيوخهم يستخدمون الأسماء المستعارة أنهم يعيشون في بلدانٍ تمارس قمعاً فكرياً من قِبل هذه الأنظمة البطاشة – كما سماها الشيخ أسامة بن لادن – فكل معارض لهـا تسجنه وتقتله وتطارده فكيف بمن يرى ويقول بأن هذه الأنظمة أنظمةٌ كـافرةٌ لا شرعية لها ، ويجب الخروج عليها هل تتوقعون من هذه الأنظمة غير الحبس والبطش والقتل ولذا لجأوا إلى الكتابة بالاسم المستعار حتى حينٍ وذلك للنجاة من هؤلاء الطواغيت هذا أولاً والثاني للاستمرار في العطاء لمواجهة حملات الصليب والردة.
وأظن أن هذين المطلبين التخفي من أنظمة الكفر البطاشة والاستمرار في العطاء هي من المطالب المشروعة التي لا غبار عليها وقد تجاوزت الأمة هذه المسألة - وهي المطالبة بالكشف عن هوية الكاتب - ثم مع وجود وسيلة الشبكة المعلوماتية وانتشارها بين الناس أصبح من المألوف لهم الكتابة بالاسم المستعار وكسب الثقة في الكاتب من خلال الطرح المتواصل .[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftn1)
16 - العلماء وحالهم مع الجهاد والمجاهدين :
س 35 : هل يمكن أن يكون العلماء سداً أمام الشباب يصدونهم الجهاد ؟ وما سبب ذلك؟
العلماء و الدعاة المحبُّون للحق الكارهون للباطل القاعدون عن الجهاد ، تأولوا تأولاً فصدّوا الشباب عن الجهاد و لا حول و لا قوة إلا بالله ، هؤلاء رأوا الباطل ينتشر و يزداد فتداعوا للقيام بواجب نصرة الحق والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واهتدى و تفقًه على أيديهم خلق كثير وحسناً فعلوا وجزاهم الله خيراً على ذلك إلا أن الباطل يضيق صدره بالحق وأهله فشرع في مضايقتهم و إخافتهم و منعهم من الخُطب و الدروس و فصلِهم من وظائفهم ثمّ سجَن من أصرَّ على مواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن هذه الضغوط الشديدة أدت تدريجياً إلى انحراف المسار- إلا من رحم الله - وهذا أمر بديهي لأن الإنسان لا يستطيع أن يتخذ القرار الصحيح في ظل أوضاع غير صحيحة وخاصة من الناحية الأمنية ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان" هذا إذا كان غضباناً فكيف إذا كان خائفاً، فالتخويف الذي تمارسه الدول العربية على الشعب قد دمّر جميع مناحي الحياة بما فيها أمور الدين ، إذ الدين النصيحة و لا نصيحة بغير أمن .
وقد قسّم الخوفُ الناسَ إلى أقسام ، وسنتحدث عن بعضهم :
فقِسْمٌ انتكس والتحق بالدولة ووالاها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقِسْمٌ بدا له أنه لن يستطيع أن يستمر في الدعوة و التدريس ويؤمِّن معهده أو جمعيته أو جماعته أو يؤمِّن نفسه و جاهه و ماله مالم يمدح الطاغوت و يداهنه ، فتأول تأولاً فاسداً باطلاً فضلّ ضلالاً مبيناً وأضلّ خلقاً كثيراً .
وقسم آخر حفظهم الله من مجاراة الحكام الخائنين و مداهنتهم وحرصوا على البقاء تحت راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد كانت لهم جهود مشكورة في الدعوة إلى الله إلا أن الضغوط التي سبق ذكرها كانت كبيرةً جداً و لم يهيئوا أنفسهم لتحمُّلها، ومن أهمها: تكاليف الهجرة والجهاد ، وقد كانت الفرصة متاحة منذ أكثر من عقدين و لم يستفيدوا منها مما أفقدهم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح - إلا من رحم الله - في مثل هذه الأيام العصيبة ، ولذا نرى فريقاً منهم مازالوا إلى الآن لم يتخذوا قرار الجهاد والمقاومة .
إن نصرة الدين وإقامته لها تكاليف عِظام و صفات واضحة في كتاب الله و في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، فمن لم يتصف بهذه الصفات لا يستطيع أن يقوم بنصرة الدين ، هذه الصفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم و من ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ (المائدة: 54) وفي الخبر الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم و ورقة بن نوفل " قال ورقة : يا ليتني فيها جذعاً أكون حيَّاً حين يُخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مُخْرِجِيّ هم ؟! فقال ورقة : نعم ؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، و إن يدركني يومك أنصُرك نصراً مؤزراً " .
فحالُ من يريد أن يتحمل الدين بحقّ هو العداء لأهل الباطل لا التعايش كما نرى - ولا حول ولا قوة إلا بالله - مع أهل الباطل.
وحالُ من أراد إقامة الدين هو السعي في نصرته بالنفس و النفيس كما قال ورقة : " إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً " .
وكذلك كان الحال يوم بيعة العقبة . فنُصرة الدين ليست دروساً تُعطى فقط ؛ والدين لا يقوم على فتات أوقاتنا وأموالنا . وإنما سلعة الله غالية ، فشتان شتان بين الجلوس و تقديم الدروس و بين تقديم النفوس و الرؤوس لنصرة الدين.
لذا فإن العباس بن عبد المطلب - وقد كان على دين قومه - أراد أن يطمئن على ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم عند الأنصار ، فقال : - وكان مما قال - " فإن كنتم أهل قوة و جلَد و بصيرة بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة " . فأقول هذه الصفات كانت مطلوبة لأهل الإيمان لحِفْظِ رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي مطلوبة اليوم أيضاً لحِفظ دين رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بعد أن أنهى العباس كلامه قال البراء بن معرور من الأنصار : " قد سمعنا ما قلت و إنا والله لو كان في أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه و لكنا نريد الوفاء و الصدق و بذل مُهج أنفسنا دون رسول الله " . فأقول هكذا الدين إنما يقوم بالوفاء و الصدق و ببذل المهج من أجل المنهج . ثم لمّا قاموا للمبايعة قال أسعد بن زرارة :" رويداً يا أهل يثرب إنا لم نضْرِب إليه أكباد المطي إلا و نحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة و قَتْلُ خياركم و أن تعضّكم السيوف فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه و أجركم على الله و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله.فقالوا يا أسعد أَمِطْ عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة و لا نستقيلها " ، هكذا كانت صفات الذين يريدون أن يحموا و يقيموا دين الإسلام رضي الله عنهم .
وكذلك اليوم يقول المجاهدون للعلماء و الدعاة الذين يحبون الحق و لا يداهنون الباطل فأنتم قد رفعتم راية دين الإسلام و تعلمون أنه دين رسول الله حقاً و إن حملكم له بحق يعني مفارقة حكومات العرب و حكومات العجم في الأرض كافة و قَتْلُ خياركم و أن تعضّكم السيوف فإما أنتم تصبرون على ذلك فحافظوا على الراية و أجركم على الله و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروا راية المدافعة و المقاتلة ولا تحولوا بين شباب الأمة و الجهاد في سبيل الله فهو أعذر لكم عند الله ." [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftn2)
س 36 : كيف يواجه المجاهد تلبيس علماء السوء ؟
ربما أيها الصعلوك تجزع نفسك لكثرة ما ترى من الغثاء ولكثرة ما ترى من هؤلاء ( المعممين ) الذين تصدوا للعلم وتصدوا لما يسمونه الدعوة وزوروا الدين وافتروا على الله الكذب وزيفوا للناس دينهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وأنهم يرضون الله بهذا، فسأشرح لك من أحوال هؤلاء ما يثلج صدرك وما يسل سخيمتك ويذهب جزعك ، إنهم من الضالين وأنهم يترددون ما بين الضلال والخيانة لله ورسوله .. فتعرف حينها أنك على الحق بإذن الله وأنك ستستمر في جهادك ولن يضرك من خالفك ولا من خذلك طالما استمسكت بالعروة الوثقى وقدمت مرضاة الله على رضى ما سواه وجعلت كلام محمد صلى الله عليه وسلم حاكما على الأمة وسللت سيفك وجردت حسامك لتأطر الدنيا على اتباعه صلى الله عليه وسلم وتعالج رؤوس أئمة الكفر الذين لا يزول ما بها من داء إلا بالسيف .
فما علمت عنك إلا أنك مؤمن بلا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما علمت عنك إلا أنك تشهد صلاة المسلمين وتتنسك بمناسكهم وما علمت عنك إلا أنك أرحم أمة محمد بهم وأنك لا تحمل في نفسك ضغينة على مسلم وأنك لا تقاتل سوى أئمة الكفر من صليبيين ويهود ، فلأي شيء ينالك هؤلاء السفهاء بكلامهم وعلى ماذا يلومونك ولماذا يجردون ألسنتهم وأقلامهم للتشهير بك والنيل منك وتصويرك بما أنت منه بريء قاتلهم الله أنى يؤفكون وكأنهم يستعيدون قبائح أجدادهم من المنافقين الذين قال الله عنهم: ﴿ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ﴾ (الأحزاب: من الآية19).
وأما هؤلاء الذين يزعمون أنهم من أهل العلم ويتكلمون عليك ويقولون إنك تنشر الفساد والقتل بين المسلمين وأنك مخرب وأنك تقتل المسلمين فقد كذبوا والله وستكتب شهادتهم ويسألون ..
وإذا أردت أن تعرف أنهم كذبة وفجرة ومفترون على الله فانظر لحالهم مع الحكام وانظر إلى جرائم الحكام وانظر لمواقفهم من هذه الجرائم ، وانظر كيف يرون القذاة التي يزعمون أنها في عينك ولا يرون الخشبة في أعين الحكام.
انظر إلى مواقفهم عندما أجلبت أمريكا بخيلها ورجلها عليك في أفغانستان وقتلت منك ومن إخوانك من قتلت وساعدها في ذلك حكام الخليج قاطبة فماذا قال هؤلاء الشيوخ المعممون ؟
وكيف كانت مواقفهم من حكام المنطقة الذين فتحوا القواعد الجوية لطائرات الأمريكان لكي يقصفوك ويقصفوا إخوانك من الطالبان ، هل قالوا كلمة حق ؟ وهل تبرأوا من فعل آل سلول ؟ وهل وجهوا لهم كلمة وقالوا لهم أنتم تساعدون في قتل المسلمين وبسبب فتحكم للمطارات قتل الآلاف من المسلمين في أفغانستان ؟
لا لم يفعلوا ذلك ، بل بعضهم كان أشد جرماً وزعم أنه ليس في حالة حرب مع الأمريكان .. وكانوا أذلة على الكافرين الصليبيين والحكام العملاء ، أعزة عليكم أنتم أيها المؤمنون.
بل انظر إلى حرب العراق الأخيرة وانظر لمواقفهم وانظر إلى بياناتهم وما صدر فيها من كلام فيه مصالحة ودعم للحكام وتحذير منك ومن إخوانك المجاهدين وتخذيل لكم .
ولم يكلف هؤلاء أنفسهم بأن يسألوا ماذا جنيتم سوى أنكم تقاتلون اليهود والصليبيين وأنه ولأن هؤلاء مخترقون للمجتمعات الإسلامية ومتغلغلون في كل مكان وفي كل مفصل من أرض المسلمين فإن قتالهم يتوقع أن يتسبب في قتل بعض الذين يخالطونهم من المسلمين وقد حذرتم كثيراً و أصدرتم البيانات التي تطلب من المسلمين الابتعاد عن أماكن تجمع هؤلاء وقلتم للأمة أيتها الأمة المستباحة نحن منكم وفيكم ونحن نتولى المسلمين ولا نقاتل سوى اليهود والصليبيين فابتعدوا عن تجمعاتهم ولا تساكنوهم لأننا وإياهم في حرب وقتال ونحن نتربص بهم وسنقتل كل من تصل أيدينا إليه منهم .
وأما من يحمي هؤلاء الصليبيين من جنود وعسكريين فيجب أن يعلموا أن حكمهم حكم الصليبيين لا فرق ، والإسلام ليس دين أمهاتكم وآبائكم ولا مجاملة في دين الله ، فإذا حميت جنود الصليب فأنت منهم وإذا وقفت مع المجاهدين فأنت منهم لا يوجد مرحلة وسط ولم يضربك أحد على يدك ويقول لك احم الصليب ومن زعم لك أيها الجندي أنك إذا حرست مجمعات الصليب فسوف تدخل الجنة إذا قتلت فقد كذب عليك وسوف تلاقيه في جهنم فخذ بحقك منه هناك ، حين يتلاعن رؤوس الضلال مع أذنابهم.
فإذا كان هذا حالكم وقد حذرتم الأمة ولم تقاتلوا سوى الصليبيين وكففتم أيديكم عمن سواهم فلأي شيء يتكلم عليكم هؤلاء المفلسون ويتهمونكم بأبشع التهم ، بينما عندما يفتح الحكام القواعد العسكرية بل ويستضيفون القوات ويزودونها بالوقود والمؤن ويسهلون لها مهمة قتل الآلاف من إخواننا في العراق من المسلمين لا نرى لهؤلاء كلمة حق تقال في الحكام .. بل إنهم يشاركونهم في جريمتهم العظمى ، ويعطونهم المبررات الكافية لارتكاب جرائمهم.
فهل رأيت يا سيدي المجاهد كيف أن هؤلاء الذين يزعمون أنهم من أهل العلم إنما هم أصحاب هوى في أفضل الأحوال إن لم يكن بعضهم منافقاً وهو لا يشعر أعماه حب المال وحب الدنيا فصار يداهن الحكام ويشتري آخرته بعرض من الدنيا ويبيع دينه بالقليل الزائل؟ فيصدر فيك فتوى أنك مخرب ومفسد وأنت لم تقصد سوى قتل من يقصد قتل إخوانك المسلمين في كل مكان وقتل بعد التحذير عدد قليل جداً من المسلمين ولنفرض أنهم سبعة فيأتي هؤلاء ويقيمون الدنيا ضدك ويتشجعون في التحذير منك واتهامك بكل نقيصة بينما لا ينبس أحدهم ببنت شفة ضد الحاكم الذي ساهم في قتل سبعة آلاف مسلم في العراق قبل شهرين فقط ! أي مقابل كل مسلم يدعون أنك قتلته هناك ألف قتلهم الحاكم دون أن ينبسوا ببنت شفة!!
فهل رأيت كيف انقلبت المعايير وأركس هؤلاء في الضلالة حينما جعلوك مجرماً وأنت تقتل الكفار وجعلوا الحاكم الذي يقتل المسلمين عمداً وعن سبق إصرار وترصد يجعلونه من عباد الله الصالحين ويسمونه زوراً وبهتاناً ولي الأمر ![3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftn3)
س 37 : هناك من يتأثر بقعود بعض العلماء عن الجهاد ويقول إنهم ما قعدوا إلا لمصلحة رأوها في القعود فكيف نعالج هذا التأثر ؟
بعض الشباب (نرجو الله أن يحفظهم ويبارك فيهم) يتأثرون بقعود بعض الكبار، ويظنون أن هؤلاء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان ما قعدوا إلا لأنهم يعلمون مصلحة، وعند التحقيق في الأمر نجده ليس كذلك قطعاً، فليس بالضرورة أن يكون تأخر الذي يشار إليه بالبنان ناتج عن معرفة بالمصلحة ، فعند تدبر كتاب الله عز وجل نجد أن الخيار رضي الله عنهم وأرضاهم قد عاتبهم الله سبحانه وتعالى على التأخر، فإذا الخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم أصابهم هذا الداء، داء التأخر عن الجهاد، فكيف تزعم اليوم لكبارنا أنهم يتأخرون لمصلحة؟ الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال قال مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم هو وخير الناس رضي الله عنهم ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾ (الأنفال:5)
هذا الوصف جاء لخيار الناس رضي الله عنهم أهل بدر، فهو داء يصيبنا، هذا كعب بن مالك رضي الله عنه كما حديثه في الصحيحين البخاري ومسلم حديث طويل يقول: يوم تبوك تخلفت وما كنت أيسر حالاً مني يومذاك وما ملكت راحلتين إلا في تلك الغزوة وقلت لنفسي اليوم أتجهز ويمضي اليوم ولم يجهز من أمري شيء ، ويقول نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد عندما أينعت الثمار وكنت إليها أصعر (أي أميل إلى الثمار) فالإنسان بشر تتجاذبه أثقال الأرض وهو من هو رضي الله عنه؟ من السابقين الذين أخذوا بيعة العقبة الكبرى المباركة التي منها انطلقت دولة الإسلام في المدينة المنورة تأخر غزوة ثم جاء في حديثه الطويل أنهم كانوا ثلاثة كما في كتاب الله ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) والروايات من السيرة أن الذين خرجوا إلى تبوك ثلاثون ألفاً. كم عدد ثلاثة من ثلاثين ألفاً رقم لا يذكر اليوم، إنسان عسكري أو قائد عسكري في الجيش تقول له: تخلف عندك ثلاثة من ثلاثين ألفاً رقم ما يذكر لكن لعظيم الذنب أنزل الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات قرآناً يتلى إلى يوم القيامة في حساب هؤلاء ، فيقول كعب بن مالك رضي الله عنه فلما ضاقت علي الأرض بما رحبت تسورت حائطاً لابن عمي أبو قتادة وكان أحب الناس إلي وقلت: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ أمر خطير جداً أراد أن يطمئن على إيمانه. على أعظم ما يملك في الوجود حب الله وحب الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا لا معنى لوجودنا بغير حبهما ، حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: لم يجبني، قال: فناشدته الثانية قال لم يجبني، قال: فناشدته الثالثة ، قال: لم يجبني فلم يستطع أبو قتادة رضي الله عنه أن يثبت له محبته لله ورسوله عليه الصلاة والسلام. كيف يثبتها وهو قاعد مع الخوالف وهذا دين الله قد جاءت الأخبار أن الروم يريدون أن يعتدوا عليه في تبوك. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في الحر والحرور لنصرة الدين وأنت جالس عن نصرته فكيف يثبت له، فلم يثبت له محبة الله والرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينفها عنه، ولكنه قال: الله ورسوله أعلم ن فيقول كعب بن مالك فتوليت وفاضت عيناي وحق له ، أحب الناس إليه لم يستطع أن يثبت له هذا الأمر العظيم .
فالشاهد من قولنا هذا الجهاد اليوم هو متعين على الأمة وقد يسقط للعجز لكننا نحن نعتقد أن الذين خاضوا الجهاد في أفغانستان من أكثر ما يتوجب عليهم لأنهم علموا أنه بإمكانيات ضعيفة وعدد قليل من الـRPJ عدد قليل من ألغام الدبابات، عدد قليل من الكلاشينات تحطمت أكبر أسطورة عسكرية عرفتها البشرية وتحطمت أكبر آلة عسكرية وزال من أذهاننا ما يسمى بالدول العظمى، ونحن نعتقد أن أمريكا أضعف بكثير من روسيا ومما بلغنا من أخبار إخواننا الذين جاهدوا في الصومال وجدوا العجب العجاب من ضعف الجندي الأمريكي ومن هزالة الجندي الأمريكي ومن جبن الجندي الأمريكي، ما قتل منهم إلا ثمانون ففروا في ليل أظلم لا يلوون على شيء بعد ضجيج ملأ الدنيا عن النظام العالمي الجديد، فهذا اعتقادنا يسع الناس إذا اتقوا الله عز وجل الذي يعلم أن باستطاعته أن يجاهد والذي يعلم طاقته الآن ما تزال يحتاج إلى استثمار يعمل على استثمار المقومات والله أعلم.[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftn4)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftnref1) [ لقاء مع الشيخ أبي جندل الأزدي – مجلة صوت الجهاد – العدد العاشر ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftnref2) [ تحذير الشيخ أسامة بن لادن الموجه إلى شباب الأمة – مجلة صوت الجهاد - العدد الرابع ]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftnref3) [ رسالة إلى صعلوك – الأستاذ لويس عطية الله – مجلة صوت الجهاد -العدد الرابع ]
[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?t=5265&page=2#_ftnref4) [ مقابلة قناة الجزيرة مع الشيخ أسامة بن لادن عام 1998م ]
المهاجر7
04-19-2009, 07:44 PM
س 38 : يتعلل كثير من الجنود والمباحث لحرب المجاهدين بأنهم عبيد مأمورون وأنهم يطلبون الرزق لأولادهم فهل هذا العذر ينفعهم ؟
العجيب أن هذا العذر يتعذر به حتى الخمّار الذي يبيع الخمر في البار يقول أنا مأمور وأطلب الرزق لأولادي وأيضاً الراقصة في المرقص أعزّكم الله تقول أطلب الرزق لأولادي وأيضاً الزانية تأخذ المال وتقول أطلب الرزق لأولادي فهذا العذر لا يقبله عاقل ناهيك عن شرع .
وشبهتهم أنهم مأمورون فهذا كذب من الذي أتى بك من بيتك إلى هذا المكان لكي تتجسس على المجاهدين وتتبعهم وتداهمهم وتلاحقهم فليعلم كل من يفعل هذا أن أبا جهل أفضل منه لأنه رفض أن يروع بنات محمد صلى الله عليه وسلم ونساءه ، أما هؤلاء فهم كلاب أنجاس وهذا إنذار أنذر به كل من يطارد المجاهدين ويداهمهم في البيوت أنك الهدف القادم بإذن الله للمجاهدين .
وليعلموا أن معاونة الأمريكان بأي نوع من الإعانة على المسلمين أنها ردة صريحة وقد أجمع العلماء على أن الإعانة بالرأي أو بالنفس أو بالمال أو غيرها من سبل الإعانة أنها كفر مخرج من الملة . [1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftn1)
للاستزادة ، راجع :
• رسالة إلى عسكري ، للشيخ أبي عبد الرحمن الأثري .
• حوار بين عساكر الشرك وعساكر التوحيد للشيخ أبي محمد المقدسي .
• الباحث في حكم قتل ضباط وأفراد المباحث ، للشيخ أبي جندل الأزدي .
18 - دفع الصائل:
س 39 : ثمة شبهات ترد على تجويز قتال جنود الطاغوت باعتباره دفع صائلٍ مثل :
1) التشكيك في حديث عبد الله بن عمرو وأنّه لم يكن في مواجهة سلطان.
2) الاستدلال بحديث : تسمع وتطيع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك ، وزعم أن حديث "وإن أخذ مالك" مع تبويب أهل العلم على حديث عبد الله بن عمرو يشهد بصحة ما قاله ابن المنذر ، يعني الإجماع المخروم على استثناء السلطان من دفع الصائل.
3) سجن من سُجن من الأئمة وأهل العلم ولم يُنقل عن أحدٍ منهم مقاومة السلاطين ولم يقل أحد من العلماء القول بهذا القول .
فما الجواب عن هذه الشبه ؟
أمَّا الحديثُ ، ففيه قصَّةٌ ، ونصٌّ مرفوعٌ ، وقد ثبت من القصة في مسلم وغيره قول الراوي : لما كان بين عبد الله بن عمرو وعنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسرا للقِتال ، فذكر الحديث واستدلال عبد الله بن عمرو به في هذا الموضع ، وقوله : ( ما كان ) اختصارٌ من بعضِ رواةِ الحديثِ للقصةِ ، وقد جاء مفصلاً في رواياتٍ غير هذه الرواية تأتي بإذن الله.
ومن اللفظ الثابت في صحيح مسلم : يظهر أنَّ عنبسة أراد العدوان على شيءٍ من مال عبد الله بن عمرو ، فأراد عبد الله أن يُقاتل دونه ، وحين حوجج استدلَّ بالحديث ، وعنبسة كان واليَ معاويةَ على الطائف ومكَّة ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري قبل الموضع الذي ذكر فيه كلام ابن المنذر بأسطر يسيرة :
"وأشار بقوله : "ما كان" إلى ما بيّنه حيوة في روايته المشار إليها ؛ فإن أولها أن عاملاً لمعاوية أجرى عينًا من ماء ليسقي بها أرضًا ، فدنا من حائط لآل عمرو بن العاص فأراد أن يخرقه ليـُجري العين منه إلى الأرض ؛ فأقبل عبد الله بن عمرو ومواليه بالسلاح وقالوا : والله لا تخرقون حائطنا حتى لا يبقى منا أحد ، فذكر الحديث ، والعامل المذكور هو عنبسة بن أبي سفيان كما ظهر من رواية مسلم ، وكان عاملاً لأخيه على مكة والطائف ، والأرض المذكورة كانت بالطائف ، وامتناع عبد الله بن عمرو من ذلك لما يدخل عليه من الضرر"
ورواية حيوة –وهو ابن شريح المصري- المشار إليها هي روايته الحديث عن أبي الأسود عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص التي أخرجها الطبري فيما ذكر الحافظ في الفتح ، وإسنادها على شرط الصحيح إن صحَّ إلى حيوةَ.
وقد أخرج المزِّي الحديث بإسناده إلى سُعير بن الخمس عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عمروٍ به ، وذكر في القصة : أنَّ معاوية (بدل عنبسة) ، وقد أخطأ سعيرٌ في إسناد هذا الحديث ، وصوابه ما رواه الثوري وغيره عن عبد الله بن الحسن عن عمه –أخي أبيه لأمه- إبراهيم بن عبد الله بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
وظاهرٌ من هذه الروايات أنَّ معاوية رضي الله عنه أراد أن يأخذ الأرض ، وأمر أخاه عنبسة وهو واليه على مكة بأخذها ، فكان من عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ما كان ، وهو ما جاء صريحًا فيما رواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال : أرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى عامل له ليأخذ الوهط فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو فلبس سلاحه .. فذكر الحديث ، وهذا مرسل جيد الإسناد.
ولا يُورد على ثبوت القصة مفصلَّةً روايةُ من روى الحديثَ بغير القصَّة ، فإنَّ من عادة كثيرٍ من رواة الحديث ، ومن صنَّف في المسندات خاصَّةً الاختصار ، والاقتصار على المتن المرفوع من الحديث في الغالب ، وقد اشتُهر بهذا بعض الحفاظ كشعبة بن الحجاج ، فكانوا لا يروون من الحديث إلاَّ المرفوع ، ومثل هذا لا يُعِلُّ به الحذَّاق في الصناعةِ ، خصوصًا والقصة مشارٌ إليها في المتن ، مشتهرةٌ ولا بدّ في ذلك الوقت ، وقد رُويت من غير وجهٍ ، ورواياتها متوافقةٌ غير متعارضةٍ.
قال ابن حزم في المحلى : فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص ، بقية الصحابة ، وبحضرة سائرهم يريد قتال عنبسة بن أبي سفيان عامل أخيه معاوية أمير المؤمنين إذ أمره بقبض الوهط ، ورأى عبد الله بن عمرو أن أخذه منه غير واجب ، وما كان معاوية رضي الله عنه ليأخذه ظلمًا صراحًا ، لكن أراد ذلك بوجهٍ تأوَّله بلا شكٍّ ، ورأى عبد الله بن عمرو أن ذلك ليس بحقٍّ ، ولبس السلاح للقتالِ ، ولا مخالف له في ذلك من الصحابة رضي الله عنهم.
ثم استدلَّ ابن حزمٍ للمسألة بقوله تعالى : ﴿ وإن طائفتانِ من المؤمنين اقتتلوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فإن بغت إحداهما على الأُخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ﴾ (الحجرات: من الآية9) ولم يفرَّق بين حاكمٍ ومحكومٍ ، مع نص الفقهاء على أنّ من خرج على السلطان يُسأل فإن ذكر مظلمة كشفت ، أو شبهةً أُزيلت ، وهو استدلالٌ قويٌّ ، من جهة عموم الحكم ولا مخصص ، ومن جهة أنَّ الصورة التي ورد فيها العموم يكثر أن تكون مع سبق ولاية لأمير فئةٍ على الفئتين جميعًا ؛ فلا يُمكن أن تُخرج هذه الصورة من لفظ العموم مع كثرة وقوعها ، ومن أقوى الوجوه في هذا فعل عائشة وطلحة والزبير –مخطئين- في قتالهم لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعًا ، وقد أخطؤوا في ظنهم أن عليًّا في الفئة الباغية لا في كونهم رأوا قتال الفئة الباغية ، وقد قاتلوا السلطان في خروجهم ذلك ، وكذلك فعل معاوية في قتاله لعلي ومن كان مع معاوية من الصحابة رضي الله عن الجميع ، فهؤلاء الصحابة رأوا قتال ولي الأمر لما ظنوه هو الباغي ، ولم يُذكر اختلافٌ في حكم قتال ولي الأمر الباغي ، وإنَّما كان الخلاف في الحق مع من هو؟ ، ولو كانت مقاتلة ولي الأمر لا تجوز ولو كان باغيًا لانتهى الخلاف بين الصحابة بهذا : إمَّا أن يكون عليٌّ مصيبًا فيلزمهم النزول لحكمه ، وإمَّا أن يكون مخطئًا فلا يجوز لهم مقاتلته ، ولكنهم ما فهموا هذا من دين الله ، ولا نسبوه –فيما نعلم- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمَّا حديث : "تسمع وتطيع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك" ، فحديثٌ صحيحٌ ، وليس فيه إلاَّ أن السمع والطاعة للإمام لا تسقط بجوره وظلمه ، وإن بلغ ذلك أخذ المال وضرب الظهر ، فإن كان المخالف يفهم أنَّ المراد السمع والطاعة في أخذه للمالِ وضربه للظهر ، فأول ما يلزم على هذا أنَّه يجب عليه إن طلب منه السلطان ما طلب من المال ظلمًا وجورًا أنَّ عليه الامتثال وجوبًا ، وأن يسعى بنفسه إلى السلطان ويناوله ماله ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة للإمام في هذا الأمر خاصة ، وكذا إن طلبه ليضربه ، فليس له الامتناع عنه بشيءٍ ، ولا الفرار منه أو التهرب عن طاعته والخروج عن أمره بأيِّ طريقٍ ، ويكون واجبًا عليه إعانة السلطان على ظلمه له ، ويحرم عليه أن يفر ولا يمكن السلطان من ماله أو ظهره.
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالكٍ في كتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى عماله في الصدقات: "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه فريضة الصدقة، التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سُئلها من المسلمين على وجهها فليُعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط".
فإن كان المخالف لا يرى أنَّ المراد في الحديث السمع والطاعة في أن يأخذ السلطان ماله بغير وجه حق ، وأن يجلد ظهره لغير موجب شرعي ، ولكن رأى أنَّ مجرَّد مدافعة السلطان خلافٌ لما أُمر به من طاعته ، بخلاف الفرار منه وتغييب المال عنه ؛ فيلزمه أنَّ السُّلطان لا يُدافَع عن شيءٍ من الحُرمات البتّة ، ولو أراد عرض الرجل لم يكن له أن يدفعه ولا بيده ، بل ولو أرادت المرأة الشريفة العفيفة أن تمتنع منه لم يكن لها ذلك إلا بالفرار ، وليس لها أن تدفعه بيدها لأنَّه وليُّ أمر المسلمين ، وإذا التزم هذا في السلطان ، فليُعلم أنَّه ليس مختصًّا بإمام المسلمين ، والسلطان الذي ليس فوقه سلطان لبشر ، بل هو يشمل كل صاحبِ ولايةٍ على ولايته ، وكل وكيلٍ لأميرٍ في أمرٍ من الأُمور ، باعتبار نيابتهم للسلطان ، وكون مقاتلة الواحد منهم كمقاتلة السلطان الَّذي أنابه ، فيحرم أن يدفع الموظّف مديرهُ ، والمرؤوس رئيسه عن عرضه ، ولا يجوز له أن يزيد عن نهيه بالكلام ، أو الفرار منه إن استطاع ، فإن لم يستطع الفرار ، لم يجز له أن يدفع عن عرضه بيده ، وكذلك الموظفة عند رئيسِها ، متى كان الرئيس والمرؤوس في كل ذلك موظفًا حكوميًّا ، وإنَّما استطردتُ في هذا اللازم لبيان شناعة هذا القول الذي اجتمعت أدلة الشرع والعقل والفطرة السويّة في دفعه.
والقول الَّذي قُلناه هو ما دلَّ عليه الكتاب فيما يُفهم من آية البغاةِ ، وفي عموماتٍ كثيرةٍ ، وما دلت عليه السنة في الحديث المتفق عليه : "وإن جلد ظهرك وأخذ مالك" ، وبه فهم الحديثَ عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو راوي الحديثِ ، وهو صحابيٌّ ، بل من علماء الصحابة وكان غزير العلم كما قال المزِّي في ترجمته من تهذيب الكمال ، واشتهرت الواقعة ولم يُنكرها أحد من الصحابة ولا التابعين ، وفقهاء الصحابة يومئذٍ متوافرون.
وأما من سأل عن سلفٍ في فهم الحديث ، فحسبك بعبد الله بن عمرو ومن وافقه من الصحابة والتابعين في ذلك العصر ، ومن سأل عن عالمٍ فحسبه عبد الله بن عمرو ومن وافقه من العلماء في وقته.
وأمَّا من لم يُقاتل من الأئمَّة حين سيقوا إلى السجون ، فنحن لا نقول إنَّ الاستئسار للكافر محرّمٌ في الأصلِ ، فضلاً عن الحاكم الجائر وقتذاك ، وإنَّما نقول إنَّ الاستسلام له غير واجبٍ ، وقتاله مشروعٌ جائزٌ ، وهذا في السلطان المسلم ، أمَّا الطواغيتُ فبابهم غير هذا ، وأمرهم مختلفٌ ، وقتالهم يدلُّ عليه كلُّ دليلٍ ، وتشهد به كلُّ بيّنةٍ ، وما ذكرناه هنا لبيان حكم دفع الصائل حين يكون سلطانًا مسلمًا ، يوحد الله ويحكّم شريعته ، فكيف بالصائل الكافر المرتدّ ردَّةً غليظة؟! [2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftn2)
للاستزادة ، راجع :
• المنية ولا الدنية ، الشيخ عبد الله الرشيد .
19 - التربية والجهاد:
س 40 : كيف نناقش شبهة اشتراط التربية للمجتمع قبل الجهاد ؟
أحسن من تكلّم على هذه الشبهة الشيخ عبد العزيز عبد القادر في كتابه العمدة في إعداد العدّة ، ولكن أقول إن الذين يدندنون بهذه الشبهة وهم دعاة الصحوة وزعماء التعايش في الحقيقة أنهم كذبة فهم في واقعهم لم يربوا الشباب على التربية الإيمانية الروحية ولم يعدوهم إعداداً لكي يدافعوا عن أعراض ومقدّسات المسلمين فهم دجاجلة العصر [3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftn3).
س 41 : وماذا عن شبهة التفريق بين الجهاد في فلسطين والشيشان مثلاً وبين الجهاد في الجزيرة والمغرب واليمن ونحوها من بلاد المسلمين ؟
عجيب أمر الذي يفرق ، في فلسطين البيت المقدس واحتله اليهود بدعمٍ من أمريكا ، وفي الجزيرة البيت الحرام والمسجد النبوي ومحتل بطريقة غير مباشرة من قبل الأمريكان وقد أنشؤوا القواعد العسكرية والثكنات العسكرية .. والمستوطنات فيها ونهبوا ثروات الأمة فما هو الفرق إذاً ، وبعضهم يجيزها هناك أما في الجزيرة لا ، لماذا يقول إن هنا يضيق على المجاهدين عجيب وهناك لا يضيق على المجاهدين العلة واحدة والسبب واحد سواءً بسواءٍ [4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftn4).
س 42 : العلم والجهاد هل بينهما تعارض ؟ وإذا كان ثمّة تعارض فماذا يقدّم ؟
في حقيقة الأمر ليس هناك تعارض فإن الجهاد من الأشياء التي أتى بها محّمد صلى الله عليه وسلّم ، وكلّ شيءٍ أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهو من العلم هذا أولاً .
ثانياً : إن الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح كانوا يتعلمون سنّة محمد صلى الله عليه وسلم ويبحثون عن أحاديثه ومع ذلك فهم يجاهدون في سبيل الله وإذا نادى منادي الجهاد : يا خيل الله اركبي رأيتهم في أول الصفوف ، ولكن مشكلتنا في هذا العصر أن علماءنا الذين تعلمنا على أيديهم لم ينفروا للجهاد وقصّروا في هذا الجانب فكل من تعلّم على أيديهم اكتسب هذه الصفة وهو لا يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والعلم علمان علم واجب وهو الفاضل وهو الذي ذكرته آنفاً ، وعلمٌ مستحبٌ وهو المفضول فإذا كانت أراضي المسلمين وأعراضهم وثرواتهم قد وقع عليها أعداء الله فليترك المستحب لأجل الواجب وهو الدفاع عن أراضي المسلمين ومقدّساتهم[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftn5).
للاستزادة ، راجع :
• الجهاد والاجتهاد ، تأملات في المنهج ، للشيخ أبي قتادة الفلسطيني .
• العمدة في إعداد العدة ، للشيخ عبد القادر عبد العزيز .
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftnref1) [ لقاء مع الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري – مجلة صوت الجهاد - العدد الخامس ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftnref2) - [ فقه الجهاد – الشيخ عبد الله بن ناصر الرشيد – مجلة صوت الجهاد - العدد التاسع ]
[3] [ لقاء مع الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري - مجلة صوت الجهاد - العدد الخامس ]
[4] [ لقاء مع الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري - مجلة صوت الجهاد - العدد الخامس ]
[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15948&posted=1#_ftnref5) [ لقاء مع الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري - مجلة صوت الجهاد - العدد الخامس
المهاجر7
04-19-2009, 07:45 PM
: س 43 : الرجوع إلى الحق فضيلة ، ولكن السؤال هو ما موقفنا من التراجعات التي نسمعها بين الحين والآخر عن منهج الجهاد ؟ وكيف نقيمها ؟
جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وقال له إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي يقولوا فيّ غير ما يعلمون فاختفى غير بعيدٍ بحيث يسمع كلامهم ولا يرونه فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا : خيرنا وابن خيرنا ، فلمّا عرفوا بإسلامه قالوا : هو شرنا وابن شرنا . هذا الرجوع من سفهاء اليهود لم يكن رجوعاً إلى الحق وليس من الفضيلة ولا يمت إليها بصلة قريبةٍ ولا بعيدةٍ بل هو كما وصفه الصحابي الجليل بهتانٌ وزرٌ وكذبٌ ، لأنه تغيرٌ لم يبن على تغيّرِ أساسه ومستنده بل مرجعه للهوى ولا شيء غير الهوى ، فعبد الله بن سلام رضي الله عنه كان يتمتع بصفات لم تتغير بإسلامه إنما الذي تغير هو أنه كان يهوديا فأسلم فكيف انقلبت تلك الفضائل مساوئ والمحاسن معايب في طرفة عين وانتباهتها ؟! تذكرت هذا المشهد وأنا أرى المنافقين وهم يكيلون مكاييل المدح والثناء ، وشهادات التزكية على الجماعات والقيادات والأفراد الذين انتكسوا عن طريق الهدى والصواب فهم عقلاء وأخلاقهم طيبة ، وأهل علم وفضل ، وعندهم شجاعة أدبية بينما هم بالأمس سفهاء متهورون ، جبناء ، أهل فتاوى الكهوف والمغارات ، متشنجون ، وليسوا من أهل العلم ولا يحق لهم الإفتاء ولا التدريس ، عجباً والله كيف حصل كل ذلك بهذه السرعة ؟ هم تراجعوا عن فتاوى معينة أو أطروحات محددة ، بينما أوصافهم وعلمهم وأحوالهم ثابتة لم تتغير، وطبيعتها تتراوح بين الثبات أو بطء التغيّر فلا يتناقض أحدٌ في الموقف منها إلا كان ذلك دليلاً على اتباعه للهوى ، وقلة ورعه ، وسوء طويته ، وانتهاجه منهج البهتان على سنن سفهاء يهود . كذلك تذكرت الموقف الصحيح الذي يجب اتباعه حيال تغير الأشخاص ، وتبدل المواقف ، وتحول المسارات وهو أن يكون الحق هو المحور الذي يرتبط به المسلم والمجاهد فيدور معه حيث دار ، تحقيقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم ) ولقول ابن مسعود رضي الله عنه : (الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك ) وقوله رضي الله عنه : ( من كن مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ) ، وهذا دليل صدقٍ وعلامة رشاد ، وهو النهج القويم الذي لا ينبغي لمريد الحق أن يحيد عنه . فالحق قديم ، وهو أحق أن يتبع ، والله أحق أن نخشاه ... فالرجوع لا يكون فضيلة إلا إذا كان إلى الحق ومقصوداً به الحق ، أما التعلق بالأشخاص والدوران في فلكهم والتأثر بتقلباتهم فهو سبيل الخاسرين ، والضعفاء والمنهزمين ، الذين ما عرفوا حقيقة العبودية وأنها لله وحده لا شريك له سبحانه فليست لنبي ولا لرسول فضلاً عن الأحبار والرهبان والعلماء . شتان بين قومٍ تربوا على التقليد والتبعية العمياء ، وعلى تقديس المشايخ والدعاة والرموز فهم يتقلبون معهم كيفما انقلبوا ويتيهون حيث تاهوا فمرة ذات اليمين ومرة ذات الشمال من غير أن تسأل هذه الجموع البلهاء قادتها وساستها ومنظريها عن المصير والوجهة وسبب التراجع وطبيعة التغير ... تتبعهم تلك الجموع الضائعة في تقلبهم وتلونهم ويخرجون من السجن وتمر السنون الطوال ينكصون فيها على أعقابهم دون أن يصدق البلهاء أن أشياخهم قد تغيّروا فضلاً عن أن يحاسبوهم أو يناقشوهم فتلك الخطيئة الكبرى والذنب المقيت الذي مس جناب الشيخ المعظم وقداسة الرمز المفخّم . جموعٌ تدافع عن الرموز أكثر من دفاعها عن المنهج ، وتغضب لانتهاك حرمة الرد عليهم – ولا حرمة تعصمها من الرد – أكثر مما تغضب لانتهاك حرمات الله . جموعٌ يسيرها الهوس العاطفي والعلاقات الشخصية والظروف النفسية التي تحكم علاقاتها بدلا عن ضابط الحب في الله والبغض في الله . شتان بين هؤلاء القوم وقوم آخرين نور الله بصائرهم ربطوا مصيرهم بالحق وعاشوا لأجل الحق ، ولم يعظم في نفوسهم معظم إلا بقدر الحق . متى نكص ناكص على عقبه غيروا موقفهم منه كما تغير موقفه من الحق ، من غير جحودٍ لشيءٍ من صفاتِهِ التي لم تتغير أو لا تتغير ، فلا يُنكر أنّ فلان بليغ منطيقٌ ، وفلانٌ حاضر البديهة وافر العقل ، وهذه مما يجتمع مع الضلال حينًا ويُفارقه حينًا ، فهذا مقتضى العقل والعدل والحكمة والشرع . والرجوع إلى الحقّ يكون بالدليل كما أنّ الأخذ بالحق ابتداءً لا يكون إلا بالدليل ، وأمارة من رجع إلى الحق أنه يرجع من الإجمال إلى التفصيل ، ومن الجهل إلى مزيد العلم ، ومن الرأي إلى الدليل ، أما ما كان بضدّ ذلك ، فلا يكون رجوعًا إلى الحق لأن الحق أولى بالدليل والعلم والتفصيل من كل باطل. كما أنّ الحق أقرب أن يصدر ممن ليس عليه ضغوط ولا تثقل قدميه القيود ، وليس الحق ما لا يظهر إلا في الأصفاد والأغلال ، وتحت ولاية أهل الضلال ، والله أعلم .[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn1) س 44 : ما هو موقف المسلم والمجاهد في ظل ادعاء رجوع بعض العلماء وطلبة العلم ، وقد يكون عما قريب من أناس منسوبين للجهاد يتم إظهارهم في التلفاز تحت مسمى : ( التوبة ) حيث أنها خطة عمل بها طواغيت مصر واليمن قبل فترة قليلة واليوم يتم تطبيقها من قبل طواغيت الجزيرة ..؟!! ابتداء نستطيع أن نقول الكثير عن تراجعات العلماء لكن حقيقة واحدة تمنعنا من هذا القول هي كونهم أسرى. وعلى كل حال فقد ذكرت سابقا أن كل هذه الأعمال تأثيرها وقتي ولا يستمر لأن مبررات الحرب والجهاد ضد الكفر والنفاق مستمرة والقضية قضية المجاهدين عادلة ، فمهما حاول المنافقون أن يزوروا وأن يرجفوا إعلامياً فسيبقى الجميع يدرك أنهم مجرد أتباع للصليبيين وأنهم منفذون لخططهم وأنهم حماة لهم ، ومهما قالوا و فعلوا فلن ينسى الناس أنهم أدخلوا الصليبيين إلى الجزيرة وأعطوهم القواعد العسكرية وانطلقت الطائرات من مطاراتهم لتقصف العراق وتحتله ومن قبل لتقصف أفغانستان.. فمثل هذه الأمور جميعا تجعل كل مسرحياتهم الإعلامية مجرد ضرب في الهواء .. وكل هذه الحكومات العميلة لن تستطيع أن تستعيد أي معنى لشرعيتها وحقها بالبقاء لأن الظلم والفساد وأسباب ما يحدث مازالت قائمة فلا زال اليهود يحتلون فلسطين وأضيف لها العراق حالياً بتواطئ هؤلاء العملاء ومازال هؤلاء المفسدون ينهبون أموال الأمة ومازالوا سببا لكل فساد ولكل مصيبة في الأمة .. ولأن الأمة لا تشعر بوجودهم بأي معنى من معاني الكرامة ولا العزة فلن يقتنع أحد بكلامهم مهما قالوا .[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn2) للاستزادة ، راجع : • هشيم التراجعات ، للشيخ عبد الله الرشيد . • السجن جنات ونار ، للشيخ أبي محمد المقدسي . • بيان بشأن التراجعات الأخيرة ، تنظيم القاعدة بجزيرة العرب . • مراجعات حول المراجعات ، للشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي
المهاجر7
04-19-2009, 07:47 PM
: س 45 : يقتنع كثير من الناس بما للجهاد من فوائد ولكن في المقابل يرى أن له أيضاً آثاراً ضارة على الدعوة إلى الله تعالى ؛ فبإمكاننا من وجهة نظر أولئك تأجيل الجهاد حتى يتاح المجال لتؤتي الدعوة ثمارها ، فما الجواب ؟ الجواب هو " قول الله تعالى : ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ﴾ (الحج: من الآية40) ففي هذه الآية بيان منزلة الجهاد وأن الله يدفع به عن المسلمين تسلّطَ الكفار وإذلالَهم المسلمين وإهانتهم لشعائرهم ، ودور عبادتهم ،قال ابن زيد في معناها : لولا القتال والجهاد ، وقال ابن جريج : لولا دفع المشركين بالمسلمين ، ويتضح هذا المعنى جلياً بقول الله تعالى:﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً﴾ (النساء:84) فإذاً لابد من مدافعة الكفار وصد عدوانهم وهذا ما يجتهد فيه المجاهدون نسأل الله لنا النصر ، والمدافعة للكفار لابد منها لحفظ التوازن ولو بنسبةٍ ما ، وحين تُفقد هذه المدافعة فإن المد الكفري المتلبس بلبوس العولمة أو لبوس المصالح أو غيرها من الأقنعة والألبسة سيمتد دون مدافعة ، وحينئذ فلن يكون لبرامج الدعوة والتعليم وغيرها من المشاريع الإسلامية خطوط مدافعة وسيصل إليها العدو مباشرة . ومن هنا يجب أن يتفهم هذه المدافعة طلبة العلم ورجال الدعوة وغيرهم من الإسلاميين وأن يدركوا أن المجاهدين يشكلون لهم خط الدفاع الأول وإن اختلفوا معهم في بعض الجزئيات ، والواقع الآن خير شاهد على ذلك فالبلاد التي لا يشعر العدو الصليبـي أن فيها مدافعةً من قِبَل الإسلاميين ، يتحول من ملاحقة أصحاب المدافعة إلى ملاحقة رجال الدعوة أو الإغاثة ، فالعدو قد قسّم المسلمين إلى عدة خطوط وبدأ بالأهم ثم المهم ، فإذا فرغ من الخط الأول وهم أصحاب الجهاد فإنه سيتجه إلى الخط الثاني وهكذا حتى يأتي على الإسلام كلّه ليفرض الإسلام الذي يريده هو ، وهذا لا بد أن يفهمه أصحاب التريّث الذي يظنون أن تريُّثَهم واعتدالهم وإرضاء الصليبيين عنهم يمكن أن يؤمنهم من أعداء الله الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾(البقرة: 120) وقال : ﴿ مَا يَوَدُّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خيرٍ من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ﴾ (البقرة: من الآية105) .[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn3) س 46 : ألا تجب موازنة هذه المصالح بالمفاسد لكي لا ننظر إلى الأمور من زاويةٍ واحدة ؟ الموازنة بين المصالح والمفاسد لها قواعد تحكمها في الشريعة ، فمن القواعد في المفاسد والمصالح : " أولاً : أنَّ المفسدة التي ثبت الحكم مع وجودها بدليلٍ (من نصٍّ أو تقريرٍ أو إجماع أو قياسٍ) غير معتبرة. ثانـيًا : أنَّ المفسدة التي تُلغِي الحكم ، هي الخارجة عن المعتاد في مثلِه ، الزائدة عن المفسدة اللازمة لأصله. ثالـثًا : أنَّ المفسدة التي يُفضي اعتبارها إلى تعطيل شعيرةٍ من شعائر الدين لاغيةٌ. رابـعًا : أنَّ الضرر الخاص يحتمل لدفع الضرر العام. خامسًا : أنَّ النَّاظر في المصالح والمفاسد في أمر يكون نظره فيه لكل من يناله هذا الأمر من المسلمين. سادسًا : أنَّ ترك أصول الدِّين ووقوع الشِّرك أعظم المفاسد على الإطلاق. سابعًا : أنَّ تقدير المفسدة في أمرٍ ، يكون لأهل العلم الشَّرعيِّ والمعرفة الدنيويِّة به. ثامـنًا : أنَّ اجتهاد الأمير في تقدير المصالح والمفاسد ما لم يكن مفسدةً محضةً ، مقدَّمٌ على غيره. تاسعًا : أنَّ النَّاظر في المصالح والمفاسد يُحاسب على ما كانت أماراته ظاهرةً وقت نظره ، لا على ما وقع في نفسِ الأمرِ ، إذ لا يعلم الغيبَ إلاَّ الله ، وقد قدَّر النّبي صلى الله عليه وسلم أمورًا من أمر الجهاد وكذا من بعده من المجاهدين ، فوقعت على غير ما ظنَّ وقدَّر. أولاً : أنَّ المفسدة التي ثبت الحكم مع وجودها بدليلٍ (من نصٍّ أو تقريرٍ أو إجماع أو قياسٍ) غير معتبرة. فأمَّا القاعدةُ الأولى ، فتُخرج إيرادَ من يُورد وجود مفسدةٍ في الجهاد مع العلم بأنَّ هذه المفسدة بعينها كانت موجودةً زمن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، كإيراد من يُورِدُ ذهاب الطَّاقات الدعويَّة ، ونحوه ويقول : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ، وقد كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُخرج في الجهاد كلَّ أحدٍ دون تفريقٍ ، وكذا الصَّحابة حتّى قُتل في حرب مسيلمة مئاتٌ من القُرّاء ، وهذه الحُجَّة باطلةٌ بوجود المفسدة المذكورة زمن النّبي صلى الله عليه وسلم دون أن يُعطّل الحكم لها ، وبالنّصِّ على بطلانها ، والرد عليها في الآيات : "قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت" ، "قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتلُ إلى مضاجعهم. كما تُخرج إيرادَ من يُورد جرَّ العدوِّ إلى بلاد المسلمين ، لوجود ذلك زمن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، حين بادأ قريشًا بالقتال ، وجاؤوا للمدينة في غزوة بدرٍ ، وأحدٍ. وتُخرج أيضًا : من يُورد ذهاب الأمنِ ، وزعزعة البلاد ، فإنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيق أخرج الجيوش ، وقال : والله لو جرّت الكلاب أرجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت إخراج الجيوش ، أو كما قال رضي الله عنه ، مع أنَّه إن كان ملزمًا بإخراج جيش أسامة بالنّصِّ ، فإنَّ قتال المرتدِّين ليسوا كذلك ، مع علمه بأنَّ بعض الأعراب حول المدينةِ كانوا يتربّصون. ثانيًا : أنَّ المفسدة التي تُلغِي الحكم ، هي الخارجة عن المعتاد في مثلِه ، الزائدة عن المفسدة اللازمة لأصله. وأمَّا القاعدة الثانيَّة ، فلأنَّ من الأحكام ما بُني على نوعِ ضررٍ ، فالموتُ إن ترتّب على واجب الأمر المعروف والنهي عن المنكر ، كان ضررًا يسقط به الوجوب ، أمَّا إن ترتّب على القتال فلا ، لأنَّ القتال مبناه على تلف الأنفس والأموال. كما أنَّ القتال يلزمُ منه ردُّ العدوِّ ، وانتقامه ، ومحاولة النيل من المسلمين ، وحصول شيءٍ من مآربه هذه له ولا محالة ، وقد سبى المشركون في أحدٍ امرأة من المسلمين ، فهذه المفاسد لا يُعطَّل الجهاد لها ، لأنَّها لم تخرج عن المعتاد في مثله ، وهي ملازمةٌ لكل قتال وجهادٍ. وهذا مطّردٌ في سائر الأحكام ، فالزَّكاة يُدفع فيها المال الكثيرُ ، ولا تكون كثرتُه مسقطةً لها ، ولو أنَّ رجلاً ثريًّا احتاج الماء لطهارة الصَّلاة ، فلم يحصل له إلاَّ بأكثر من ثمن المثل ، لم يجب عليه أن يشتريه وجاز له التيمّم ، وإن كان يدفع في الزَّكاة أضعاف أضعافِ ثمن المال ، وهكذا. ثالـثًا : أنَّ المفسدة التي يُفضي اعتبارها إلى تعطيل شعيرةٍ من شعائر الدين لاغيةٌ. وأمَّا القاعدة الثالثة : فإنَّ الاستدلال بالمفسدة على إلغاء حكمٍ من الأحكام ، إن أريد به إلغاؤه لمدةٍ قليلةٍ ، أو في مكانٍ دون مكانٍ ، صحَّ ، بخلاف ما إذا أُريد به تعطيل أصل الحكم ، كما يفعل من يريد تعطيل الجهاد ، فيستدلُّ بشيءٍ من أدلّتهم المعروفة ، والتي لو طُردت لأغلق باب شعيرة الجهاد بالكلِّيَّة. رابـعًا : أنَّ الضرر الخاص يحتمل لدفع الضرر العام. والقاعدة الرابعةُ : تفيد احتمال ضرر قتل التُّرس مثلاً لدفع الضرر عن عموم المسلمين ، كما تفيد احتمال وقوع شيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمراتِ في شيءٍ من بلاد الإسلام ، لدفع الضرر عن عامَّة بلاد المسلمين. خامسًا : أنَّ النَّاظر في المصالح والمفاسد في أمر يكون نظره فيه لكل من يناله هذا الأمر من المسلمين. والقاعدة الخامسةُ : تردُّ على من يقيس المصالح والمفاسد في بلدٍ من بلاد الإسلام ، ويجزم بترجيح المفسدةِ ، دون أن يكون في نظرِه أصلاً ، ما تحصَّله من مصالح في بلاد المسلمين الأخرى ، فجهاد الكُفَّار يُحقّق مصلحة النكاية التي هي السبيل إلى دفعهم عن بلاد الإسلام ، وكلَّما وسِّع ميدان القتال ازدادت النكاية أضعافًا كثيرةً ، من جهة الخوف والرعب ، ومن جهة تكاليف الأمن المرهقة لاقتصادهم ، ومن جهة توقّعهم للعمليَّات في كلِّ بلدٍ فيه مسلمٌ يخشونه ، ومن جهة تعطُّل مصالحهم التي هي حربٌ لله ورسوله في كل بلد. ومشروعُ القاعدة مشروعٌ جهاديٌّ عالميٌّ ، محصَّله لمجموع الأمة ، وبعض هؤلاء ينظرون للجبهة الداخليَّة وحدها ، ويُغفلون عند النظر بلاد المسلمين الأخرى ، ولا يلتفتون إليها ، ولا يوردون ذكرها ، ولا هم يسعون في دفع العدوان عنها بما يندفع بمثله ، ولا يحرّضون على ذلك. سادسًا : أنَّ ترك أصول الدِّين ووقوع الشِّرك أعظم المفاسد على الإطلاق. والقاعدة السادسة : مهمَّةٌ في الرَّدِّ على من والى الكُفَّار ، أو سوّغ ذلك ، أو اعتذر لمن فعله بحجّة المصلحة ، فإنَّهم لن يحصّلوا مصلحةً أعظم مما فوّتوه من التوحيد ، ولن يتّقوا مفسدةً أعظم مما وقعوا فيه من الشِّرك. ولا يُورد على هذا لزومُ قتال كل كافرٍ على الفور ، والخروج على كلِّ حاكمٍ مرتدٍّ مهما كانت القوّة والقدرة ، فإنَّ حديثنا عن الموازنة بين فعل الرجل للشرك وركوبه المفسدة ، وبين حفظه للتوحيد وتحصيله المصلحة ، لا عن تأخير إزالة الشِّرك الذي يفعله المشركون. سابعًا : أنَّ تقدير المفسدة في أمرٍ ، يكون لأهل العلم الشَّرعيِّ والمعرفة الدنيويِّة به. ومن القاعدة السابعة تعلم أنَّ من لا يعرف جنس المصالح الواقعة في الجهاد ، ولا بصر له به من تجربةٍ أو دراسةٍ ومعرفةٍ تقوم مقام التجربة = لا يمكنه النظر في عين المفسدة هل هي من المعتاد في الجهاد الذي لا يكون جهادٌ بدونه أم هي طارئة وخارجةٌ عن الطَّاقة ، ونحو ذلك . كما أنَّ من ليس له علمٌ شرعيٌّ ونظرٌ صحيح ، لا يمكنه وإن عرف المفسدة ، أن يُوازن بين المفاسد الدنيويَّة التي تقع والأضرار الدينيَّة ، ونحو ذلك ، وكلٌّ من الجانبين له من الأهمِّيَّة ما يُحرّم على جاهله الحديث في المسألة. ثامـنًا : أنَّ اجتهاد الأمير في تقدير المصالح والمفاسد ما لم يكن مفسدةً محضةً ، مقدَّمٌ على غيره. والقاعدة الثَّامنة ، تكون في كلِّ جيشٍ ، كتنظيم القاعدة : يُقدم على عملٍ جهاديٍّ ، فإنَّ آحاد الجيش قد يختلف تقديرهم للمصالح والمفاسدِ ، ولا يمكن أن يُخالف الواحد منهم أميرهُ وقد فعل الأمير ما أمر به ، فنظر نظرًا صحيحًا في المسألةِ ، واختار ما أمرهم به .."[4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn4) ونحن نذكر المخالفين بمسألة منهجية في بحث مثل هذه المسائل ونخاطبهم بمثل ما خاطب به الشيخ يوسف العييري رحمه الله سفر الحوالي في رسالته المشهورة : وأنا أرشدك ..بأن الحل الصحيح هو التحاور مع المجاهدين انطلاقاً من أدلة الكتاب والسنة ، لكي تفهموا دوافعهم لإقامة الجهاد أو على الأقل تتركوا التشنيع عليهم واستحقارهم بين كل فترة وأخرى . " لماذا تصف بأن الحل ( الوحيد ) والصحيح ، هو النقاش على قاعدة المصالح والمفاسد ؟ هل نسيت الدليل .. ؟ أم أن الدليل لا يخدم آراءكم المنفرة من الجهاد والداعية إلى هجران المجاهدين ؟ ، نحن لا ننكر بأن قاعدة المصالح والمفاسد من القواعد الشرعية التي يصار إليها لترجيح أمر مختلف فيه أو ظني ، ولكننا نستغرب كيف تلغي قاعدة المصالح والمفاسد أصولاً بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بها ؟ ، ولعقل من تحاكموننا ومن يحدد المصالح والمفاسد ؟ ، ألا تشعر بأن قاعدة المصالح والمفاسد المطاطة قد استخدمت اليوم بلا ضوابط ولا أصول ؟ بل ألا تشعر اليوم بأن قاعدة المصالح والمفاسد بتطبيقاتها العوراء أصبحت وثناً يعبد من دون الله ؟ لقد ألغي الجهاد دفعاً للمفسدة ، وألغي الصدع بالحق من أجل المفسدة ، وألغي المطالبة بتحكيم الشريعة دفعاً للضرر الأكبر ، ومن أجل المصلحة أيضاً يجب الإنكار على من صدع بالحق ودعا إلى تطبيق التوحيد عملياً ، لقد صُد اليوم عن دين الله بالتطبيق الجائر لقاعدة المصالح والمفاسد .. ، ألم تسمع .. إلى أحد المشايخ يشجب ويستنكر العمليات التي حصلت في أمريكا لأنها ستحدث مفاسد منها أن هذه العمليات ستصد الأمريكيين عن الدخول في دين الله ، فإذا بالشيخ نفسه يقر بعد كلامه بأسبوعين تقريباً بأن هذه العمليات سببت ازدياد نسبة المسلمين في أمريكا بثلاثة أضعاف نسبتهم قبل العمليات ، وقال داعية آخر في أحد المراكز الإسلامية في لوس أنجلس لقد حصلت العمليات فقلنا ستتأخر الدعوة في أمريكا أحد عشر سنة ويتبين لنا بعد عشرة أيام أن الدعوة تقدمت أحد عشر سنة ، بل وزعم مجموعة من أهل الضلال في فتوى للجنود الأمريكيين ، بأن مفسدة قتل الشعب الأفغاني في هذه الحرب أقل من مفسدة طردهم من وظائفهم أو تشويه سمعتهم ، لذا يجوز ارتكاب أخف الضررين وقتل الشعب الأفغاني مع الجيش الأمريكي ، هذا مثال يسير .. لتعلم بأن كثيراً قد استخدموا المصالح والمفاسد لنصرة آرائهم لا لخدمة دين الله تعالى ، وخيالهم واسع يستوردون منه مفاسد ليس لها قعر ولا قرار بلا زمام ولا خطام . [5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn5) س 47 : بعض مخالفي المجاهدين يحتج بالمصلحة في منع قتال الأمريكان في جزيرة العرب خصوصاً ، فهل من تعليق ؟ من يمنع من قتال الأمريكان الذين ينطلقون من الدول المجاورة للعراق لضرب العراق بحجة المصلحة مع تسليمه بأنهم محاربون ، فعليه أن لا ينظر إلى المكان الذي يعيش فيه فقط ، وإلى المصالح المحدودة التي يقوم بها ، بل عليه أن ينظر إلى الأخطار المحيطة بالأمة ، والحرب الأمريكية الظالمة على المسلمين في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان ، وما يتلو حرب العراق من تغيير في خارطة المنطقة وتغييرات في المجتمع والتعليم ، وفرض الديمقراطية الكافرة على المنطقة .والذي يقول على سبيل المثال بحرمة قتل العسكريين الأمريكان في الكويت التي ينطلقون منها لضرب العراق ، هل سيقول بمنع قتلهم إذا كانت بلاده هي المستهدفة بعد العراق ، أم أن قوله سوف يتغير إذا رأى حقيقة الحرب وتجرع مرارة الخيانة من الأنظمة العميلة ، ورأى آلاف القتلى والجرحى ، ومحاربة الدين والأخلاق وتدمير البلاد . كما أن هؤلاء الكفار المحاربون إذا شعروا أن ظهورهم محمية في قواعدهم في الدول المجاورة للعراق ، سهل عليهم تدمير البلاد المعتدى عليها ، ثم إكمال مخططاتهم بالاعتداء على دول أخرى في المنطقة . ولا يخفى أن الضرر العام على الأمة في ترك قتالهم يزيد على غيره من الأضرار . [6] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn6) للاستزادة ، راجع : • حقيقة الحرب الصليبية الجديدة ، الشيخ يوسف العييري رحمه الله . 22- التعلق بالنتائج : س48 : قد يتعلق بعض الشباب المجاهد بنتائج عمله بحيث تضعف نفسه عند تأخر النصر ، فهل من توجيه ؟ أيها المجاهدون الأبطال .. إنني أعلم أنكم ما سلكتم هذا الطريق طريق الجهاد ، طريق الجنة الشاق إلا لأنه فرض افترضه الله على الأمة فأعرض الناس عنه حباً للدينا وكراهيةً للموت ، وأما أنتم فأقبلتم عليه رغبةً عن الدنيا وطمعاً فيما عند الله وما عند الله خير وأبقى .. وإن من سمات الواجبات الشرعية أن العبد يؤديها وهو مُسَلِّم لله ، فلا يعرضها على العقل ولا خبرات وتجارب الآخرين بل يقوم بها كما أمر الله تعالى ويحتسب الأجر من عنده سبحانه متبعاً لسنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .. فمثلاً برُّ الوالدين واجبٌ على كل مسلم ، بغض النّظر عن النتيجة التي يؤديها البر ، فلو أن إنساناً له والد سيء الخلق وكلما زاد في برّه زاد أبوه في التنكر له والتهكم به ، فإن هذا لا يعني بحال أن البر لهذا الوالد لا جدوى ولا نتيجة لبرِّه وبذا فلا يجب بِرُّه ..!! لا يقول هذا أدنى مسلم فضلاً عن عالم أو طالب علم. وكذلك الدعوة إلى الله تعالى حيث أنَّ الداعية والعالم مأمور من الله تعالى بتبليغ الناس الهدى والحق وليس مكلفاً بالنتائج .. ولذا فالنبي وهو نبي مرسلٌ من عند الله ، وقد اصطفاه الله واجتباه من الناس ، ومع ذلك يأتي يوم القيامة وليس معه أحد...ولا يُقال عنه إنه فشل في تجربته الدعوية ، بل مهمته كما قال تعالى: ﴿إن عليك إلا إِلَّا الْبَلاغُ ﴾ (الشورى: من الآية48) " .. وما قيل فيما سبق عن الدعوة والبر يقال كذلك في الجهاد ، فالجهاد أمرٌ وواجبٌ شرعي من عند الله تعالى ، غير مكلفٌ فيه بالنتائج ، فلا يُبطَلُ لعدم ظهور النتائج أو مظنّة عدمها ، بل إن هذا عين الجهل بشريعة الله إذ الجهاد شأنه مختلف جداً ، والنتائج فيه مضمونة 100% ولكي أوضح لك هذه المسألة أيها المجاهد أرعني سمعك وتأمل معي قول الله ] قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ[ (التوبة:52) الله أكبر .. المجاهد نتيجة عمله حسنةٌ دائماً فهي إما : لحوقٌ بمواكب الفخر والشهداء ، وإما نصرٌ وعزٌ على الأعداء ، وإن قدّر الله له الأسر فلا تسل عن عظيم ما أعد الله له من الأجر ، إن هو احتسب وصبر. وبهذا تعلم أنه لو قامت طائفة من المسلمين بفريضة الجهاد فقُتِلَتْ عن بكرةِ أبيها ، لم يكن حُكماً عليها بالفشل ولا الخسارة ، بل الحكم عليها والتقييم لعملها هو ما أخبر به الله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُم ﴾ (محمد: 4- 6) فيا أيها المجاهدون دونكم عظيم النتائج ، ومضمونها من لدن الله ومن أوفى بعهده من الله .. ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [ (الصف: 10-13) فلا تلتفتوا إلى قول المبطلين والمخذلين والذين هم إلى النفاق أقرب منهم للإيمان ، من عطلوا الجهاد لمصالح عقلية يظنونها ، وبحجج واهية فلسفية ، وإليكم أمنية من أماني الرسول صلى الله عليه وسلم : فعن جابر بن عبد الله قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: "- إذا ذكر أصحاب أحد - أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب فحص الجبل " يعني سفح الجبل. انظر النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يكون قد قتل في أحد ولقي الله شهيداً ، مع أن وقعة أحد كانت قبل ظهور الإسلام والفتح الأكبر والنتائج الكبرى لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فقد تمنى الشهادة في سبيل الله ذلك اليوم . إذاً أن تكون نتيجة عملك شهادة في سبيل الله فأنعم بها من نتيجة ، وأكرم بها من ثمرة ،وأما الكافرون والمرتدون الذين تقاتلهم فالله متكفل بخذلانهم وهلاكهم وسوء عاقبتهم ، ولذا سلى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ] وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُون[ (يونس:46) ويا عجباً لمن يدعو لترك الجهاد ودفع المعتدين بحجة أننا لا نستطيع أن نقاومهم ولن يكون لجهادنا نتيجة ولا ثمرة،وأن المرحلة مرحلة صبر على الأذى أو بالأصح" الاستسلام للعدو"وما علم أن قوله هذا مردودٌ من وجهين: الأول : أن القيام بالجهاد في حالة وجوبه وتعينه ، هو قيام بفرضٍ من فرائض الدين ليس للعقل أثر في إبطاله أو تركه والنكوص عنه ، وتاركه آثمٌ معرضٌ للعقوبة ، ومتصفٌ بصفةٍ من صفات المنافقين . الثاني : أن الخيار الآخر المطروح إزاء هجوم العدو غير الجهاد حقيقته تعني الخنوع للظالمين ، والاستسلام للكافرين المحتلين ، بأي اسم كان ، وبأي ستار حصل ، ويفضي في النهاية إلى الدخول في ملّة الكافرين فإنهم لن يرضوا إلاّ باتباع ملتهم ، وما هذا والله بفعل أهل الأنفةِ والعزّةِ والرجولةِ فضلاً عن أن يكون فعلاً للمؤمنين التالين قول الله تعالى : ] فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [ (النساء: 74) فيا أيها المجاهدون حذار حذار من تلبيس إبليس عليكم ، بأنه لا فائدة من جهادِ مجموعةٍ صغيرةٍ أمام دول عظمى ، وأن هذا يعد استنزافاً لمقدرات الأمة ورجالها في غير ما فائدة ، فهذا لعمري قريب من قول المنافقين عن شهداء أحد : ] الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [ (آل عمران: 168)
فإما أن نعيش بظل دين نعز به وبالدين الرشيد
وإما أن نموت ولا نبالي فلسنا نرتضي عيش العبيد
ولا أنسى أن أذكركم أيها المجاهدون بقصة أصحاب الأخدود ، الذين أبيدوا حرقاً من أول وهلة فلم ير الغلام ولا من آمن بدعوته نتائج ولا ثمرات !! ومع ذلك قال الله عن مصيرهم : ] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ[ (البروج:11) اللهم إنّا نسألك عيش السعداء ، والنصر على الأعداء ، وموت الشهداء ، ومرافقة الأنبياء ، يا سميع الدعاء.[7] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn7) " لمَ نقيس الأمور بنتائجها الآنية الظاهرة ؟! إنما الميزان القسط هو تقييم أصل العمل إن كان مستوفياً للشروط وليس يضيره بعد ذلك أن لا يحقق الهدف منه . إنَّ القياس بالنتائج فحسب ليس من شأن المؤمنين الذين يعلمون أن النتائج بيد الله تعالى وما على العبد إلا أن يجتهد ويتحرى ومن ذلك الاستفادة والاعتبار من التجارب السابقة والمشاورة بين أهل الخبرة في ذلك ثم يعزم ويتوكل على الله تعالى كما قال سبحانه : ﴿ وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ﴾ (آل عمران: من الآية159) فإذا أخذ المؤمن بذلك فإنه قد اجتهد فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ، وأما أن يقال بعد ذلك إن عملك حين لم يؤد النتيجة المطلوبة أو ترتب عليه مفسدة معينة فهو خطأ في أصله وتعجل فإن هذا خلل في التقييم والميزان والله تعالى يقول : ﴿ وإذا قلتم فَاعْدِلُوا ﴾ ( الأنعام: من الآية152) ويقول سبحانه :﴿ وزنوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ (الإسراء: من الآية35) ويقول : ﴿ ولا تبخسوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ (الأعراف: من الآية85) والله تعالى قال لنبيه الذي يتنزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم : ﴿ إن عليك إلا البلاغ ﴾ (الشورى: من الآية48) وقال: ﴿ إن أنت إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ (فاطر: من الآية23) وقال : ﴿ وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴾ (الرعد: من الآية40) قال الطبري رحمه الله 13/ 172يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإما نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين بالله من العقاب على كفرهم أو نتوفينك قبل أن نريك ذلك فإنما عليك أن تنتهي إلى طاعة ربك فيما أمرك به من تبليغهم رسالته ا.هـ وقال سبحانه : ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ﴾(القصص: من الآية56) ، والآيات في أن العبد ليس عليه إلا ما أمر به وليس عليه النتيجة كثيرة . وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ورأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) فهل يا ترى مثل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام يمكن أن يخطر على بال مسلم أنهم قصروا في الأخذ بالأسباب في دعوتهم ؟! حاشاهم وربي من ذلك . وإذا هزم المسلم وانكسر وابتلي بقتل أو كلم أو أسر فهذا هو شأن الجهاد ولا ينبغي أن يعد ذلك من خطأ الأصل ما دام مبنيا على أسس صحيحة . والله تعالى يقول : ﴿ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهدآء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ﴾(آل عمران:139-141) فذلك كله من حِكم الجهاد ومن مراد الله تعالى فيه فما لنا نختزل كل ذلك في النصر الأرضي العاجل؟! وهذه الآيات من سورة آل عمران لنا معها وقفات إن شاء الله لعظم ما فيها من المعاني التي قد نغفل عنها . وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ما من غازية تغزوا في سبيل الله فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية تهزم وتصاب إلا تم أجورهم. ولعل البعض حين سمع ببعض الأخبار من قتل بعض المجاهدين أو أسرهم أو حتى تعرض بعض العوائل للأذى والقصف والتشريد أصابه من الأسف والحزن ما قد أنساه بعض تلك المعاني المشار إليها وربما أوقعه ذلك في الوقيعة فيمن لا سبيل له عليه . نعم إن القلب ليتقطع أسى وألما حين يبلغ المسلم خبر إصابة لأخيه أو أخته وإن دقت ، لكن لا ينبغي بحال أن ننسى ما في هذه الآيات والأحاديث من البيان الجلي للمعاني العالية التي علينا أن نتعلق بها وأن ما يصيب هؤلاء هو بإذن الله من الاصطفاء واتخاذ الشهداء أو الابتلاء الذي تمحص به الذنوب وترفع به الدرجات ويعتز به الإسلام . وقد كان النساء يجاهدن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مع احتمال أسرهن وقتلهن وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قصة أسر امرأة من المسلمين . ونبشر المسلمين أن نساء المجاهدين هن بأنفسهن مجاهدات محتسبات قد تربين على احتمال كل احتمال بعد الاستعانة بالله تعالى ونسأل الله أن يحفظهن وأن يربط على قلوبهن وأن ينزل عليهن السكينة وأن يزيدهن قوة وثباتا واحتسابا وأجرا كريما. وهكذا كل من ينفر للجهاد عليه أن يربي نفسه ويوطنها على احتمال المتغيرات وأن يجعل في حسابه جميع التوقعات وأن يكون لديه من مدد الإيمان والتوكل وشيء من العلم ما يثبته في الملمات . ومن النماذج التي تذكر في هذا الصدد : إحدى الأخوات العربيات في قندهار تعزم على زوجها وتستحلفه بالله أن إذا دخل في عملية استشهادية أن يصحبها معه لتعينه على الجهاد وتنال الشهادة معه في سبيل الله ، فيكتب الله أن تقع قذيفة من قذائف راعية السلام وحامية حقوق الإنسان فتقتلهما جميعا جمعهما الله في منازل الشهداء آمين . وإذا كان هذا شأن المؤمنين فإن من صفات غيرهم أنهم تستخفهم النتائج ليلقوا باللآئمة على الأعمال التي أنتجتها والعاملين فيها 0 كما في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ (آل عمران:156) وقوله ﴿ الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾(آل عمران:168) وقوله جل ذكره ﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾(النساء:72- 73) [8] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn8) إنَّ إطلاق قاعدة القضية الخاسرة على كل عمل لم تظهر بوادر نجاحه عاجلاً يمكن أن ينهدم بها قضايا ومشاريع واجتهادات مما يقتنع به القائل بهذه القاعدة فمنها : أ -قضية فلسطين فلا داعي للجهاد فيها وبذل الأنفس والأموال لأنها قضية خاسرة وفق هذا المنظور ، فإذا كانت القضية في أفغانستان خاسرة فمن باب أولى أن تكون القضية في فلسطين خاسرة لأن المجاهدين في فلسطين أقل من المجاهدين في أفغانستان من حيث المقومات الجغرافية والقوة والعدد والعدة . ب – بعض قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي أحيانا قد يقال فيها أنه لا فائدة من الأمر أو النهي في هذه القضية أو تلك ولكن الله أجاب عن ذلك بقوله : ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ (الأعراف:164) أفيبخل المسلمون على المجاهدين بما عساه أن يكون معذرة لهم عند الله ولعلهم ينصرون ؟! وهل يبخل المجاهدون أيضاً على أنفسهم بعمل يكون لهم معذرة ولعلهم ينصرون؟ . ج – بعض قضايا الدعوة أيضا فقد لا تظهر النتيجة في بادئ الأمر فهل يتراجع الداعية ويقطع الدعم ، لأن المؤشرات تقول لا نتيجة ؟ وأي قضية جهادية ليست خاسرة بالمنظور الإسلامي فقد أخذ المجاهدون استعدادهم المتاح وبذلوا ما يرونه واجباً عليهم ولم يقصروا إن شاء الله في شيء من ذلك ، وهذا جهدهم وبهذا لم يدخلوا في قضية خاسرة وإلا فما عسى أن تقارن قوة واستعداد النبي صلى الله عليه و سلم ومن معه من المسلمين يوم بدر باستعداد قريش ؟! وما ذا يمكن أن يقال في غزوة مؤتة : ثلاثة آلاف في مقابل مائتي ألف بأحدث الأسلحة والمؤن والتجهيز؟! . لم يتراجع المسلمون في مؤتة ويقولوا إنها قضية خاسرة ، ولم يعاتبهم النبي صلى الله عليه و سلم على دخولهم في قضية خاسرة ، بل لما أراد المسلمون انتظار المدد شجعهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه على المضي ، وما بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم خطّأ ما صنع ابن رواحة بل ولا تلميحاً ولو كان فيه من خطأ لما ترك البيان لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الحريص على البيان لأمته بالمؤمنين رؤوف رحيم بآبائنا هو وأمهاتنا . وماذا عن خروج سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وحده خلف الغزاة من فزارة الذين أغاروا على سرح النبي صلى الله عليه و سلم وهي المسماة غزوة ذي قرد التي أخرجها مسلم مطولة والبخاري مختصرة أفكان مضياً في قضية خاسرة ؟ . وما ذا عن الذين كانوا بماء الرجيع رضي الله عنهم بقيادة عاصم بن ثابت حيث لم يستسلموا للعدو وكانوا عشرة نفر ، ولأهمية القصة وفوائدها إليكموها من البخاري 7/ 307، 378 رقم(3989، 4086) : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه و سلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة ..الحديث . ففي هذه القصة لجوء هؤلاء العشرة وهم عشرة فقط إلى الجبال ليتحصنوا بها ولم يقبلوا الاستسلام ولذا بوب عليه البخاري في موضع آخر ( هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ) . وفي القصة جواز المقاتلة وجواز الاستسلام وكلاهما فعله بعض الصحابة هنا وإن كان القائد عاصم وأكثر من معه لم يقبلوا الاستسلام ، ومن قبل الاستسلام فقد قتل بعد الأسر وناله شئ من الإيذاء ، ولذا فإننا نختار ألا نستسلم للعدو بأي حال من الأحوال وهذا أخذ بالعزيمة وإنما الاستسلام رخصة كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح 7/374 ونقل عن سفيان الثوري كراهة الاستسلام ، قلت : ولا يبعد حرمته للقادة وأهل الشأن خاصة . ولأن استسلام المجاهد مع ما فيه من الانهزام وشيء من الذل وما فيه من كسر قلوب المسلمين ، وثلمةٍ في موقف المجاهدين ، وما فيه من سرور العدو وغبطته وشماتته بالمجاهدين والمسلمين عامة ورفع معنوياته ... مع ما في الاستسلام من جميع تلك المفاسد إلا أنه أيضاً لا يحقق للمستسلم ما خاف على نفسه منه وهو الموت فإنه سيصبر إلى قِتلة أشنع وأذل مما سيقتل عليها لو لم يستسلم هذا إن لم يمر قبل ذلك على التعذيب والتنكيل وانتزاع المعلومات التي قد تضر غيره . نعود إلى الشاهد من هذه القصة وهو أن هؤلاء الصحابة العشرة رضي الله عنهم لم يعتبروا قضيتهم خاسرة فيستكينوا.... ولو علم بهم النبي صلى الله عليه و سلم وكان يمكنه مساعدتهم بما يستطيع ما تردد في ذلك وحاشاه حتى وإن أدرك أنهم لن ينجوا مما هم فيه . ولو استقرأنا السنة والسيرة والتاريخ لوقفنا على أمثلة كثيرة من هذا القبيل 0 ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه و سلم توقف في إمداد سرية أو إنقاذ معصوم تذرعا بالإياس من إنقاذه . وأخيراً من الذي أوقفنا على حقيقة الأمر وجلى لنا الغيب لنحكم على القضايا الجهادية بأنها قضايا خاسرة ومن الحكمة عدم إضاعة الوقت والمال والأنفس بالرهان عليها وهي خاسرة ؟! وإن على من اعتبر أن القضية الجهادية خاسرة ألا يخذّل غيره وأن يكتفي بكف يده ورفعها وترك من يرى غير ذلك أن يقدم معذرته إلى ربه ويبرئ ذمته وليس عليه منهم من سبيل وما هو عليهم بحفيظ. والقضية بإذن الله ليست خاسرة ..لأنها بين النصر أو الشهادة وتلك الأمور لا يمكن أبداً أن يعدها المسلم خسارة بأي حال ، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾ (التوبة: من الآية52) فسماهما الله حسنيين وبين تلك الحسنيين بقوله : ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾(آل عمران: 169- 171) ، فنيل الشهادة لذاتها والبحث عنها في كل موطن يعد غاية ومقصوداً للمسلم وهذا الأمر يدل عليه أكثر من ثلاثين دليلاً من الكتاب والسنة ، سوى أقوال أهل العلم في ذلك ولا مجال للإطالة في ذكرها ولعلنا نقف معها في مواطن أخرى ، والحسنى الثانية التي بينها الله في كتابه هي ﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الصف:13) والذي أنزل الفرقان ونصر الإسلام بيوم الفرقان لنرجو أن نكون تحت راية أمير المؤمنين ممن تنطبق عليهم هذه الآيات من سورة الحج حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ﴾ (الحج:38 - 40)[9] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftn9)
[1] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref1) [ أباطيل وأسمار – أبو عبد الله السعدي – مجلة صوت الجهاد - العدد التاسع ]
[2] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref2) [ لقاء مع الأستاذ لويس عطية الله – مجلة صوت الجهاد - العدد السادس]
[3] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref3) [ تساؤلات حول الحرب الصليبية الجديدة - إن الله يدافع عن الذين آمنوا - الشيخ يوسف العييري ] [4] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref4) [ انتقاض الاعتراض – الشيخ عبد الله الرشيد ]
[5] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref5) [ رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي – الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
[6] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref6) [ العراق وغزو الصليب – الشيخ أبو عمر السيف ]
[7] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref7) [ وصايا للمجاهدين – محمد بن أحمد السالم – مجلة صوت الجهاد - العدد السادس]
[8] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref8) [تساؤلات حول الحرب الصليبية الجديدة - إذا ترتب على الجهاد رد من العدو ؟ - الشيخ يوسف العييري رحمه الله ] [9] (http://almedad.com/vb/showthread.php?p=15949&posted=1#_ftnref9)
[ تساؤلات حول الحرب الصليبية الجديدة-هل هذه المعركة بالنسبة لنا قضية خاسرة ؟!–الشيخ يوسف العييري رحمه الله ]
أبو حسن الحسن
04-19-2009, 08:39 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب المهاجر وجعلها في موازين حسناتك
وهنا ايضا كثير من الشبهه تم دحرها وكشف باطلها وهو كتاب بعنوان
كشف اللثام عن ذروة سنام الإسلام
■ الفصل الأول ■
□ المبحث الأول: تعريف الجهاد وفضله والتحريض عليه.
□ المبحث الثاني: ملخص مراحل تشريع الجهاد.
□ المبحث الثالث: أنـواع الجهـاد وشـروطـه والإعـداد لـه.
□ المبحث الرابع: الإمـارة.
------
■ الفصل الثاني ■
□ المبحث الأول: الأصــــل فــي دم الكـــافر.
□ المبحث الثاني: حال أمريكا مع المسلمين.
□ المبحث الثالث: حكم الجهاد اليوم على المسلمين.
-------
■ الفصل الثالث ■
الرد على بعض الشبهات المثارة حول الجهاد
□ الشبهة الأولى: قولهم لا جهاد إلا مع خليفة.. أي لا يجوز للأمة أن تجاهد وتدفع عنها الظلم والعدوان قبل وجود الخليفة !!.
□الشبهة الثانية: لا جهاد إلا بعد طلب العلم.0000000000
□ الشبهة الثالثة: العدالة مـن شـروط وجـوب الجهــاد؟.0000000000
□ الشبهة الرابعة: هل تشترط الشوكة والقدرة في جهاد الدفع؟.
□ الشبهة الخامسة: يجب أن نكف أيدينا لضعف المسلمين كما في العهد المكي.
□ الشبهة السادسة: الكافر معصوم الدم والمال إذا لم تكن للمسلمين شوكة ومنعة.
□ الشبهة السابعة: لا يجوز قتل الأمريكي غيلة.0000000000
□ الشبهة الثامنة: نحن مع أمريكا حالنا حال السلم إذ الأمر أمر معاهدة يجب الوفاء بها.
□ الشبهة التاسعة: جهادنا للغازي الكافر جهاد طلب!!.
----------
والكثير من الكتب المهمة جداً على هذا الرابط
http://www.tawhed.ws/c?i=41 (http://www.tawhed.ws/c?i=41)