المهاجر7
04-14-2009, 07:35 PM
هذا تفريغ للنص الخطاب
تباشير النصر تلوح في أفغانستان
كتبه / الشيخ عبد الله سعيد
المسئول العسكري لجماعة قاعدة الجهاد في أفغانستان
قال الله تعالى : { وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المومنين }
الحمد لله الذي نصر عبد ه، وأعز جنده، و هزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام
على محمد عبده ورسوله وخليله وصفيه وعلى آله وصحبه، أما بعد؛
فإن المتابع للجهاد في أفغانستان يرى أن معالم الانتصار تلوح في الأفق، بل باتت
واضحة وظاهرة للعيان، وفي المقابل فإن كل مخايل الهزيمة والخيبة والخسران للقوات الأمريكية
وحلف الناتو والقوات الأفغانية العميلة أصبحت جلية لكل متابع .
فالتأييد الشعبي لحركة طالبان في تزايد مستمر يوماً بعد يوم، وفي المقابل فإن
السخط والكره للأمريكان وقوات التحالف بلغ ذروته خاصة مع تكرر جرائم القصف
البشع الذي يسقط فيه عشرات بل مئات القتلى والجرحى من عوام المسلمين العزل من
النساء والرجال والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فضلاً على زيادة
وتيرة الاعتقال والتنكيل والإذلال لعوام الناس على أتفه الأسباب وأقل الشبه بحجة مناصرتهم
لحركة طالبان وتقديم الدعم لها.
بل حتى العاصمة كابل التي كان يغلب عليها الموالاة والميل للحكومة الأفغانية
العميلة أصبح فيها الكره والسخط للأمريكان وحلف الناتو والحكومة المرتدة وجيشها
العميل ظاهرا معلنا لا يخفيه الناس ولا يخافون من إشهاره وإظهاره .
وفي الآونة الأخيرة صار عند كثير من عوام الناس قناعة كاملة أن الحكومة العميلة
ليس عندها القدرة على حمايتهم من بطش وتجبر الأمريكان، وليس لديها ما تفعله للحيلولة
بينهم وبين القصف الوحشي المدمر والمتكرر والمتعمد الذي يطالهم حينا بعد حين ويطاردهم
في المدن والقرى والأرياف النائية، وأن كرزاي لا يحكم أبعد من مرمى حجر من قصره في
كابل المحروس بالقوات ا لأمريكية، فتيقنوا أن نجاتهم من هذا الجحيم الصليبي والمجازر المتواصلة إنما هو في دعمهم وتأييدهم ومناصرتهم لمن جربوهم من قبل فوجدوهم أهل رحمة ورأفة وانضباط وسمو أخلاق
وهم مجاهدو إمارة أفغانستان الإسلامية،
لا سيما مع عودتهم بقوة
وظهورهم في سائر مناطق أفغانستان وتغلبهم على معظم مساحتها وتوسعهم فيها وسيطرتهم
عليها سيطرة كاملة،
والناس بطبيعتهم يتعلقون بكل قوي ويحبون العدل الذي هو سمة
الشريعة الإسلامية، والقوة الآن في الجملة صارت –بفضل الله - بيد طالبا ن.
وعلى مستوى العمليات النوعية التي تقوم بها حركة طالبان مثل الكمائن والألغام
والعمليات الاستشهادية حدث فيها تطور كبير وهائل كماً ونوعاً خاصة في الفترة
الأخيرة، حيث شهدت تصاعدًا مستمرًا في أنحاء كثيرة من أفغانستان وبدء زحف عملياتهم
يدخل في مناطق الشمال كقندوز وغيرها، وآخرها العملية الكبيرة التي قامت بها الحركة
في حدود ولاية بادغيس والتي دمرت فيها أكثر من ثلاثين سيارة وغنم فيها المجاهدون
قرابة خمسة وعشرين سيارة وبلغ عدد القتلى والجرحى من المرتدين قرابة الأربعين
والأسرى قرابة العشرين،
وقد أصبح الطالبان في الآونة الأخيرة أكثر جراءة على خوض
المعارك خاصة الكمائن والعمليات الاستشهادية، وأصبح عوام الناس أكثر مناصرة لهم، بل
أصبح الذين كانوا يناصرونهم في السابق هم من يقومون بالعمليات في مناطقهم، جاء في
أحد التقارير الميدانية لأحد قادتنا الميدانيين في أفغانستان قوله: (كل يوم الوضع أحسن من
أمس، والآن الذين يقومون بالعمليات والترتيب لها هم الأنصار بأنفسهم، وعوام الناس
يساعدون المجاهدين ويخدمونهم ولم يعودوا يخافون مثل ما كانوا من قبل وذلك لقوة
الطالبان وسيطرتهم على المناطق).
ووتيرة الهجمات التي يشنها الطالبان وصلت إلى أعلى مستويا.تها منذ قرابة السبع
سنوات، وهي في ازدياد مستمر -ولله الحمد -، وهذا ما نشاهده ونراه ونلمسه على أرض
الواقع وهو ما شهد به الأعداء أنفسهم،
فهذا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بأفغانستان "كاي ايدي" يعترف بزيادة هجمات طالبان وأن الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف ارتفعت لأعلى معدل لها منذ ستة أعوام، ويقول ( ما رأيناه كان ارتفاعاً حادًا في معدل الحوادث الأمنية على مدى شهور الصيف، والهجمات تعود للتصاعد بشدة الآن )،
وفي تصريحه هذا أشار إلى توقع عدم تراجع هجمات طالبان في شهور الشتاء حيث قال (لنكن
مستعدين لنرى مزيدًا من العنف في هذا الشتاء أكثر مما شهدناه من قبل).
وقال "ايد ي" أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك إن المسلحين
يمارسون أنشطتهم العسكرية في الوقت الراهن خارج معاقل طالبان في الجنوب والغرب.
وفي المقابل بدأ الضعف والخور يدب في صفوف الأمريكان وقوات التحالف
وعملائهم، وتقلصت تحركاتهم في الآونة الأخيرة بين المدن والقرى، وتراجع وجودهم في
كثير من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، بل إن الأمريكيين صاروا يحتمون بكابل
ويزيدون تمركز قواتهم فيهًا، وأصبح المجاهدون يقتربون يوماً بعد يوم من العاصمة
ويضيقون عليها الخناق خاصة من جهة ميدان وردك،
والحسم العسكري والقضاء على
حركة طالبان الذي كان الأمريكان يدندنون عليه أصبح الآن غير وارد عندهم، بعد أن
رأوا بأسهم وشراستهم في القتال وشجاعتهم الباهرة، وازدياد قوتهم.
فالوضع الأمني يزداد هشاشة، والمخاطر المحدقة بالقوات الأجنبية لم تعد قاصرة
على حركة طالبان، فعوام الناس يقاتلون مع الطالبان بسبب الاحتقان الشعبي من جراء
القصف المتكرر على المدنيين وبسبب كسب الطالبان للشعب في صفه وحسن معاملتهم
لهم، فضلا على أنه الواجب الشرعي في حق كل مسلم على أرض أفغانستان.
معنويات الطالبان في ازدياد وارتفاع مستمر -ولله الحمد -، بينما نرى ونشاهد
الانهيار الكبير في معنويات جنود قوات التحالف وعدم رغبتهم في الاستمرار في خوض
هذه الحرب الطويلة والتي لا يعلم متى ولا كيف ستنتهي خاصة وأنهم وبعد مرور سبع
سنوات لم يحرزوا أي نتيجة مرضية ولا تقدم ولا حسم للمعركة بينهم وبين حركة
طالبان، فلا هم قضوا على حركة طالبان ولا هم قبضوا على قادة المجاهدين، اللتان من
أجلهما أعلنوا شن الحرب على أفغانستان، فصارت بذلك معنوياتهم القتالية منهارة جدًا،
ولم يعد عندهم الدافع الذي يحفزهم على مواصلة هذه المعركة الخاسرة بالنسبة لهم، والتي
يدفعون تكاليفها يوما بعد يوم من أرواحهم، ويذوقون مرارتها كل لحظة، ويتلظون بحر
نيرانها، بينما ساستهم يتبجحون بكل كبر وغطرسة وكذب فاضح أنهم يحققون النصر في
معركتهم ضد الطالبان.
حركة طالبان .تهدد وتتوعد بكسر شوكة الأمريكان وطردهم من البلاد وتزداد
إصرارًا وعزماً أكيدًا على مواصلة القتال لطرد المحتل وإقامة الإمارة الإسلامية من جديد،
كما جاء ذلك واضحاً جلياً في بعض فقرات بيان عيد الفطر الموقع باسم أمير المؤمنين الملا
محمد عمر مجاهد: (قدم المحتلون إلى أراضينا على أمل إزالة المجاهدين، وإلقاء القبض على
القادة الإسلاميين، وإيجاد محطة آمنة لهم في آسيا، والاستيلاء على ذخائر آسيا المركزية،
وتنشيط الأديان الباطلة.لكنهم خلال السنوات السبع الماضية لم ينجحوا في أهدافهم، ولن
ينجحوا في مائة سنة أخرى).
وأضاف الملا محمد عمر: (المقاومة الشعبية اتخذت الآن صورة واقعية، ومع مضي
كل يوم أصبح صد هذه المقاومة أمرًا غير ممكن، وقد اعترف المحتلون مرارًا بهذه الحقيقة).
وتابع قائلاً: (نحن نقول للمحتلين أنتم في البداية كنتم مغرورين بقوة تكنولوجياتكم،
وهاجمتم مباشرة على بلادنا دون تفاهم أو دليل معقول، والآن بالنظر إلى وخامة الأوضاع،
أعيدوا النظر في قراركم غير الصحيح لاحتلا لكم الباطل، وابحثوا عن مخرج مصون
لإخراج قواتكم).
فهذا موقف أمير المؤمنين الثابت بينما نجد في المقابل الحكومة العميلة ومن ورائها
الأمريكان وقوات التحالف يلهثون وراء التفاوض والجلوس مع الطالبان والقبول بالمشاركة
معهم في الحكومة، بل ويعرضون العفو عن قادة طا لبان بمن فيهم أمير المؤمنين الملا محمد
عمر -حفظه الله -.
فقد أعلن مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده تفكر حالياً في التفاوض
مع عناصرمن طالبان مستعدين للمصالحة والتخلي عن العنف واحترام الدستور الأفغاني .
ومن أهم الأهداف التي يركز عليها بترايوس في الم رحلة القادمة هي المصالحة مع
المعتدلين من طالبا ن، حيث قال: ( أعتقد إن علينا أن نتحدث إلى الأعداء، من الواضح أننا
نريد أن نتصالح مع أكبر عدد منهم، المسألة الرئيسية هنا أن نتأكد من أن كل ذلك يتم
بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية والرئيس كرزاي وبدعمهما المطلق) .
وهذا التوجه الأمريكي الجديد يعكس قناعة مفادها أن الحل العسكري المتبع حالياً
في أفغانستان من قبل قوات حلف الناتو غير مثمر، وأن الاستمرار في استخدام القوة
العسكرية المكثفة بدأ يعطي نتائج عكسية تماماً، بعد الخسائر الكبيرة والمتتابعة التي تتلقاها
قوات التحالف.
وقد سعوا في الفترة الأخيرة للمكر والخداع بل والكذب الصراح في أنهم .يجرون
مفاوضات مع من يسمونهم بالمعتدلين من حركة طالبان، والمقصود الأول من تلك
الإشاعات هو زعزعة الثقة في قيادة المجاهدين وبث الفرقة بينهم ومحاولة إحداث خلخلة
داخل صفوفهم وهي مساع فاشلة ومكشوفة، وجميع بيانات حركة طالبان تكذب إجراء
تفاوض مع حكومة كرزاي ، وقد صرح نائب أمير المؤمنين الملا برادر -حفظه الله - بأن
هذا الكلام لا أصل له وأن لا أحد له الحق في تمثيل الحركة والتحدث باسمها إلا قادتها
المعروفون المخولون مباشرة بذلك، وقال في اتصال هاتفي بوكالة رويترز: (نرفض عرضاً
للتفاوض من قبل الدمية الأفغانية والعبد الرئيس حامد كرزاي ).
وقال أيضاً: ( كرزاي ليس من حقه التفاوض، وهو يتحدث فقط ويفعل ما تبلغه
به أمريكا ). والملا برادر بهذا النفي قد قطع الطريق أمام كل من أراد استغلال الفرصة
والتشبع بما لم يعط، فهؤلاء الذين يتكلمون عنهم في الإعلام أنهم يتحاورون معهم ويجرون
معهم المفاوضات في الحقيقة لا يمثلون حركة طالبان وإنما يمثلون أنفسهم وإن كانوا فيما
سبق من حركة طالبان.
وقد جاء تأكيد النفي بصورة واضحة في البيان الصادر باسم إمارة أفغانستان
الإسلامية حول المفاوضات المزعومة جاء فيه (ما نشرته وسائل الإعلام عن نبأ إجراء
مفاوضات بين إمارة أفغانستان الإسلامية والمخالفين بواسطة المملكة العربية السعودية،
ليس له أي حقيقة، ويعد مجلس الشورى القيادي للإمارة الإسلامية هذا النوع من
الإدعاءات محاولة فاشلة من قبل العدو لإيجاد القلق وعدم الثقة بين المجاهدين وشعب
أفغانستان وشعوب العالم .
أي مسئول في الإمارة الإسلامية غير شامل في مفاوضات مع أمريكا وإدارتها
العميلة.
بعض مسئولي الإمارة الإسلامية السابقين الذين يعدون بأصابع اليد الموجودين
تحت الإقامة الجبرية في كابل، أو المستسلمين، هؤلاء الآن لا يمثلون الإمارة الإسلامية.
نحن لو كنا نقاتل ونساوم من أجل الوزارات، والكراسي، لفعلنا ذلك حين كان
في أيدينا اختيار الحكومة، ولبقيت في أيدينا تلك المفاوضات التي فيها مصلحة الإسلام وأفغانستان؛ لن تكون خافية أبدًا عن
أعين الشعب، ووسائل الإعلام التي تنشر مثل هذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة لا
نستطيع تسميتها بوسائل إعلام مستقلة،
وإن جهادنا سيستمر إن شاء الله إلى إخراج
القوات الأجنبية ومجيء نظام إسلامي مستقل ). انتهى.
يقول الشيخ محمد ياسر -فك الله
أسره - في حوار أجرته معه مؤسسة السحا ب: ( لا أعتقد أن هناك شيئا نتفاوض عليه،
مسألة أنصاف الحلول مرفوضة لدى أمير المؤمنين -حسبما عرفنا من قبل وشرحنا
شخصيته - ومرفوضة لدى الطالبان المقاتلين الذين يقاتلون حاليا؛ فطالبان عندما كانت
تحكم البلد لم تقبل .بهذه المسألة فكيف يقبلونها الآن وهم ليسوا حكّامها؟، فالقضية هذه
يطرحها الإعلام لأجل بث الإشاعة في صفوف طالبان.
وقد أجاب عن هذا أحد رجال
البرلمان في كابل قال نحن نتحدث عن المفاوضات حتى نقسم طالبان إلى تيارين؛ تيار
معتدل يميل للمفاوضات وتيار متشدد، ثم يختلف التياران فيما بينهم ويقع بينهم الشقاق
والنفاق.
على كل حال أنا أطمئن الجميع مادام الملا محمد عمر حيا لا تخافوا من هذه
المسألة على طالبان ولا غيرهم لأنه رجل رفض هذا المشروع من بداية الأمر وقدم تضحيةً
له الآلاف من الشهداء فكيف يقبله الآن بعد هذا المشوار ؟! ما قبله في بداية الأمر فكيف
يقبله في .نهايته ؟!
فليس بيننا وبين حكومة كابل شيء نتفاوض عليه حتى تخرج القوات المعتدية من
أرض أفغانستان كلها، وحتى تقوم الشريعة الإسلامية تحكم أفغانستان التي أريقت من
أجلها دماؤنا منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة.
يقول أحمد موفق زيدان: (المصادر الغربية والأمريكية تتحدث عن استعدادها
لقبول طالبان في التركيبة السياسية الأفغانية المقبلة إن هي تخلت عن القاعدة، لكن تتجاهل
هذه المصادر أن الملا محمد عمر فقد عرشه برفضه تسليم شخص واحد وهو أسامة بن
لادن، فهل يمكن للملا عمر الآن أن يقبل بشرط رفضه حين كان في السلطة، وحين
كانت أمريكا في أوج قوتها، فكيف الآن وهو الذي يقترب من النصر على أعدائه؟
وثانيا فإن طالبان تتحدث الآن من موقع قوة أكبر وأقوى من السابق بحيث تمسك
بأوراق إقليمية كبرى وعلى رأسها ورقة طالبان باكستان وورقة القاعدة وربما أوراق في
آسيا الوسطى وتركستان الشرقية الصينية وكذلك بعض مناطق في إيران من خلال
علاقاتها مع مجموعات متمردة في هذه المناطق ممثلة بجند الله الإيرانية، كل ذلك يجعلها في
موضع المساومة أفضل بكثير من الطرف الأمريكي، فهي الآن لن تساوم على مستقبل
أفغانستان بقدر ما لديها من القدرة على المساومة على مستقبل دول مجاورة أخرى).
ويقول أيضاً: (طبعا هنا يبرز السؤال الكبير وهو ما الذي دفع بواشنطن إلى تغيير
موقفها من طالبان؟
والظاهر أن ثمة أسباباً رئيسية كبرى لذلك.
أولها: تنامي قوة طالبان التي باتت تهدد سلطة حامد كرزاي، فقبل أيام هاجم
مئات من مقاتلي طالبان لشكركاه عاصمة ولاية هلمند وكادوا يسيطرون عليها وهو ما
دفع أحد قادة البريطانيين في المنطقة إلى الاعتراف بأن لقمة هلمند أكبر من أن يهضمها
الوجود البريطاني، وتصاعد عمليات طالبان في ازدياد بالإضافة إلى اقتراب الخناق الطالباني
من كابل، إضافة إلى ذلك القصف الأميركي الذي يستهدف مناطق البشتون وراح
ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين البشتون الذين شكل أقاربهم قنابل طالبانية جديدة
انضمت إلى المقاومة .
السبب الثاني : هو بروز روسيا علنيا كقوة كبرى في المنطقة خصوصا بعد أحداث
جورجيا وتهديد روسيا بعدم التعاون مع الناتو في أفغانستان وهو ما قد يؤثر على قرار
دول وسط آسيا بتعاونها مع واشنطن في الحرب على ما يوصف بالإرهاب، كو.نها تشكل
دول دعم لوجستي لقوات الناتو في الجارة أفغانستان .
السبب الثالث : الأزمة المالية الخانقة والتي أضعفت أميركا والغرب على المستوى
الدو لي، وأضعفتهم على المستوى العملياتي إذ أن أميركا لم يعد بمقدورها أن تمول نفقات
حتى ألفين وخمسمائة جندي أميركي كانت تعتزم إرسالهم إلى أفغانستان، وهو ما قد يهدد
بقاء الوجود الأميركي في المنطقة، فعادة ما تنهار الإمبراطوريات بالهزائم العسكرية
والإفلاس الاقتصادي والهزيمة الأخلاقية المعنوية، وإن كان ذلك يأخذ وقتا، لكن الشجرة
الكبيرة حين تنهار تهتز وتميد الأرض من تحتها وهو ما يؤثر على الأشجار الصغيرة و
الأعشاب والحشائش من حولها
وهذا التغير في المواقف مؤشر على هزيمتهم أمام المجاهدين في أفغانستان.
وفي مقال لعبد الباري عطوان بعنوان طالبان تقترب من حسم الحرب جاء فيه:
(هذا التغير في المواقف الغربية تجاه حركة طالبان أملته أسباب عديدة يمكن تلخيصها في
النقاط التالية:
أولا : تعاظم الخسائر البشرية والمالية الغربية في أفغانستان بسبب العمليات العسكرية
التي يشنها رجال طالبان مدعومين من تنظيم 'القاعد ة'.
ثانيا: ا نهيار شبه كامل لدولة باكستان، وتحولها إلى 'دولة فاشلة' غير قادرة على
السيطرة على حدودها وأراضيها. فمنطقة وزيرستان الحدودية بين أفغانستان وباكستان
التي تبلغ مساحتها ثلاثين ألف كيلومتر مربع أصبحت إمارة إسلامية مستقلة، وأصبحت
طالبان أفغانستان تسيطر على ثلثي أراضي البلاد تقريبا.
ثالثا: العمليات العسكرية الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية لضرب تجمعات
'القاعد ة' وتنظيم طالبان باكستان أحرجت حكومة باكستان، وصورتها كدمية في يد
الإدارة الأمريكية.
رابعا: فشل حكومة حامد كرزاي في السيطرة على أفغانستان واكتساب ثقة
شعبها، بحيث انحصرت هذه الحكومة في أحد أحياء كابل، ولم تعد قادرة على الصمود
في وجه زحف طالبان نحو العاصمة .
والأكثر من ذلك تفشي الفساد في صفوفها، وهو فساد بلغ قمته عندما تبين أن
شقيق الرئيس أحمد ولي كرزاي متورط في تجارة المخدرات .
خامسا: عودة تنظيم 'القاعد ة' إلى أفغانستان بصورة أقوى مما كان عليها قبل
الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام ألفين وواحد، من حيث تمتعه بملاذ آمن أفضل في
المناطق الحدودية (وزيرستا ن) في الشمال الشرقي، وهلمند في الجنوب، حيث أقام قواعد
لتدريب كوادره، وبات يتمتع بمساندة حركة طالبان، بأجنحتها كافة، بما في ذلك الجناح
الذي كان يطالب بتسليم بن لادن للأمريكان أو السعودية للحفاظ على حكم الحركة .
سادسا: 'القاعد ة' وظفت خبراتها العسكرية في العراق في خدمة مشروع طالبان في
أفغانستان وباكستان، مثل القنابل الجانبية على الطرق التي تستهدف القوافل العسكرية،
والعمليات الانتحارية التي لم تكن موجودة مطلقا في أفغانستان قبل أحداث الحادي عشر
من أيلول (سبتمبر). فالقاعدة وحسب التقارير الميدانية نفذت حوالي سبع مائة عملية
انتحارية في العراق، وثلاثين عملية في باكستان منذ بداية العام .
سابعا: عودة 'القاعد ة' في أفغانستان وبا كستان باتت تشكل خطرًا كبيرًا على أمن
الولايات المتحدة وأوروبا الداخلي على وجه الخصوص، لان الغالبية الساحقة من عمليات
التنظيم الأساسية في أوروبا وأمريكا جرى التخطيط لها من أفغانستان، (ضرب برجي
مركز التجارة الدولي في نيويورك، تدمير المدمرة كول في عدن، نسف السفارتين الأمريكيتين
في نيروبي ودار السلام، مهاجمة سياح أمريكان في بالي بإندونيسيا، نسف الكنيس اليهودي
في جربة بتونس). ولم ينجح تنظيم 'القاعدة ' في تنفيذ أي عملية كبرى في الغرب انطلاقاً
من العراق .
ثامناً: أفغانستان تشكل 'صرة آسيا' ولها حدود مع سبع دول، ولذلك يصعب
حصارها مثل العراق المحاط بدول معادية منخرطة في الحلف الأمريكي، باستثناء سورية
التي أقفلت حدودها بالكامل في وجه 'المجاهدين ' الأمر الذي أدى إلى تدفق آلاف
الإسلاميين للانضمام إلى صفوف التنظيم من دول 'المغرب الإسلامي' واليمن وتركيا،
وهؤلاء سيعودون إلى بلا دهم وربما إلى أوروبا والغرب بعد تلقي التدريبات العسكرية،
والتعبئة العقائدية ). انتهى بتصرف يسير.
فالمجاهدون بحمد الله هم القوة الأقوى في هذه المرحلة، وهم ينتهجون حرب
عصابات منظمة لا قبل للأمريكان وقوات التحالف على مواجهتها بعون الله، ومعروف.
أن هذا الأسلو ب من الحرب تفتر معه عزيمة أي جيش نظامي ويستهَلك و.يستترَف مع
طول الوقت ولو كانوا الأمريكان وحلف الناتو مجتمعين، فقوات التحالف لا تدري من
أين يخرج لها المجاهدون ، ولا أين سيكون الانفجار، ولا متى سيكون الهجوم، ولا أين
المجاهدون ، فسبب لهم ذلك خوفاً ورعباً وفزعاً مستمرًا أدى إلى حالات من الانتحار
وانتشار الأمراض فيهم فضلاً عن انكسار معنوياتهم وانهيار أعصابهم وحالات من التوتر
المستمر نتيجة للهجمات المفاجأة التي يقوم بها الطالبان على قوافلهم وقواعدهم العسكرية
ومقراتهم السكنية فهم يترقبون الموت في كل يوم، ولم يعودوا يأمنون على أنفسهم لا في
قواعدهم المحصنة كبجرام ولا في الطرقات، وكل جندي فيهم ينتظر متى يأتي الوقت الذي
يعود فيه إلى بلده ولو في إجازة قصيرة ليستريح من هذا الرعب المستمر ليلاً و.نهارا.
ولو نظرنا في الإحصائيات التي يذكرونها عن عدد المصابين بحالات نفسية لوجدنا
أن الانهيار العصبي قد دب في أغلب أفراد الجيش الأمريكي، وقوات التحالف، ولم يسلم
منه إلا القليل منهم ممن لم يباشر القتال ويذوق مرارته، فالمرض والانتحار في صفوف
قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية والكندية على الخصوص وصل إلى عدد غير مسبوق
حيث، كشفت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير خاص لها عن أن المئات من جنود
الاحتلال البريطانيين قد عادوا من أفغانستان والعراق وهم يعانون من فقد شديد أو دائم
لحاسة السمع بسبب الضوضاء الشديدة جراء المواجهات اليومية مع عناصر المقاومة في
كلا البلدين.
وأظهرت وثائق نشرتها شبكة "راديو -كندا" التلفزيونية العامة أن عدد حالات
الانتحار داخل الجيش الكندي ازدادت خلال الأعوام الماضية ووصلت في العام ألفين
وسبعة إلى مستوى غير مسبوق منذ أكثر من عشر سنوات.
وارتفاع عدد عمليات الانتحار في صفوف الجيش الكندي هي على غرار ما
يحدث في صفوف الجيش الأميركي حيث ارتفعت نسبة عمليات الانتحار خلال السنوات
الماضية لتصل في العام ألفين وستة إلى مستوى غير مسبوق منذ خمسة وعشرين عاما،
حسب ما جاء عن البنتاغون .
وقد انتحر مائة واثنان جنديا أميركيا في العام ألفين وستة ، وحاول أكثر من ألفي
جندي الانتحار، حسب ما أوضح مسئولون أميركيون.
وفي تقرير صدر مؤخرًا أن نسبة الانتحار في صفوف الجيش الأمريكي وصل إلى
رقم غير مسبوق وتجاوز عددهم عدد المنتحرين في صفوف المدنيين.
وحتى من جاءوا بهم من العراق فرارًا من شدة القتال وجدوا أن الأمر أشق عليهم
مما كان عليه الوضع في العراق، ففي لقاء لصحيفة أمريكية مع بعض الجنود الذي نقلوا من
العراق إلى أفغانستان قالو ا: (إن الحرب في أفغانستان أسوء عشر مرات من الحرب في
العرا ق )، والحق ما شهدت به الأعدا ء.
في حين أن قوة الطالبان تزداد يوماً بعد يوم نجد أن الخسائر التي تتكبدها قوات
الاحتلال في ازدياد مستمر وهو مؤشر قوي على أ.نهم في طريقهم لخسارة هذه الحرب التي
يخوضونها وفي طريقهم للهزيمة والهروب من أفغانستان خائبين خاسرين بإذن الله، والحجم
الكبير من الخسائر التي تتكبدها القوات الأمريكية وقوات التحالف لا تحتاج للتدليل عليها
فهي ظاهرة للعيان.
الطالبان يمارسون حرباً على أرض خبروها وجربوها لسنوات طويلة مع الروس
زادهم فيها الإيمان والصبر والثقة بنصر الله واليقين برحيل قوات الاحتلال وعودة دولة
الإسلام، فالطالبان زادهم الصبر والأمريكان لا يصبرون على حرب طويلة الأمد والنصر
صبر ساعة قال النبي صلى الله عليه و سلم " واعلم أن النصر مع الصبر".
هذا زيادة على التأييد الشعبي المنقطع النظير الذي يتلقاه الطالبان والسخط والكره
الذي يزداد على الأمريكان والحكومة العميلة والتي أشرنا إليه سابقاً مما جعل الحكومة
العميلة في كابل أكثر ضعفاً من أي وقت مضى ولا تكاد تملك أن تحكم إلا في جزء
بسيط من أفغانستان ، وحسب التقارير الدولية الصادرة عن مندوب الأمم المتحدة في
أفغانستان فإن ثلثي الأراضي الأفغانية خارج نطاق سيطرة الحكومة العميلة.
ففي كل يوم تفقد الحكومة مناطق جديدة وخاصة في جنوب أفغانستان التي صار
معظم مناطقه محررة من الاحتلال وبيد الطالبان تطبق فيها الشريعة وتقيم الحدود وتدير
الأعمال وما بقي منها تحت الاحتلال إلا مراكز رئيسة قليلة يحيط بها المجاهدون من كل
الجهات، وفي تقرير لأحد قادتنا الميدانيين في الجنوب يقول فيه: ( وأبشركم بكل خيرعن
الجهاد والمجاهدين في هذه البقاع، فالمناطق المفتوحة كثيرة جدًا وتمركز العدو فقط في
مراكز الولايات وعلى الطرق الرئيسية، والحمد لله معنويات العدو تنهار يوماً بعد يوم،
وبدأ الضعف يدب في صفوفهم على حسب ما نراه وما يأتينا من أخبارهم.
وأما عن أحوالنا، فالحمد لله، ألفة ومحبة، وعبادة ورباط وجهاد، وهل بعد هذا
النعيم من نعيم).
وجاء فيه أيضاً: ( وأنا أكتب إليك هذا التقرير ونحن على نية الذهاب إلى الخط،
علماً بأن الخط يحوط به الطلبة والأنصار من سائر الجهات والعدو في المنتصف، وقد
أخذت دورة كاملة على الخط، فما نمر بمنطقة إلا وهم طلبة أو أنصار).
ومع ضعف الحكومة العميلة وفقدها السيطرة على مناطق كثيرة وتلويح بعض
الحلفاء بالانسحاب من أفغانستان، يزداد التأييد للطالبان من الخارج والداخل ويزداد
الالتحاق بصفوف الطالبان من داخل أفغانستان وخارجها .
يقول المسئول العسكري الأمريكي الجنرال ديفيد ماكيرنان إن زيادة القدرات
العسكرية في أفغانستان أمر ضروري وذلك بسبب زيادة أعداد المقاتلين الأجانب، وقال
أيضاً ( ثمة زيادة جوهرية عما كنا نراه خلال الفترة نفسها من العام الماضي. إننا نواجه
تهديدًا قوياً حاليًا، وخصوصاً في المناطق الشرقية من أفغانستان).
واتفق وزيرالدفاع الأفغاني مع ما قاله المسئول العسكري الأمريكي، وقا ل: (ما
من شك في أنهم أفضل تجهيزًا وتدريباً من السابق، كما أنهم أكثر تطورًا إلى جانب أن
التنسيق فيما بينهم أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً).
فمع زيادة تدفق المقاتلين على أفغانستان والمنضمين لحركة طالبان وتكاثفهم
وتلاحمهم وتوحدهم، نرى في المقابل مدى التفكك في قوات التحالف والتسخط على
طول المعركة الخاسرة دون حسم ولا نهاية قريبة لها، وفي نهاية المطاف ستبقى أمريكا تقاتل
وحيدة في أفغانستان وعندها ستكون هزيمتها بإذن الله تعالى .
فالحلفاء سوف يخرجون واحدًا تلو الأخر - بإذن الله -كما خرجوا من العراق،
وقد بدأت تصريحاتهم التي تخرج للعلن تدل على أنهم لن يستمروا في هذه الحرب الخاسرة
التي لا تبدو أي نهاية قريبة لها، وأصبحوا يعترفون بعدم إمكانية استمرار العملية العسكرية
في ظل المقاومة الشديدة بين صفوف الشعب من ناحية، وتصاعد الخلافات بين الحلفاء من
ناحية أخرى، وجاء هذا التصريح على لسان قائد القوات الكندية التي يلاقي جنودها
الموت في قندهار، واعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في مقابلة مع شبكة سي بي
إس التلفزيونية العامة أن القوات الغربية لا تستطيع البقاء إلى ما لا نهاية في أفغانستان، و أن
القوات الأجنبية " لا تستطيع بسط السلا م" في كافة أنحاء هذا البلد، وحسب ما أوردته
صحيفة بريطانية فقد حذر أكبر قائد عسكري بريطاني بأفغانستان من أن الحرب هناك
لا يمكن تحقيق النصر فيها، داعيا إلى الاستعداد للتفاوض على صفقة محتملة مع حركة
طالبان بدل توقع (النصر العسكري الحاسم).
وقالت صحيفة صنداي تايمز إن تقييم قائد اللواء السادس عشر لسلاح الجو العميد
مارك كارلتون سميث يأتي بعيد تسريب مذكرة لدبلوماسي فرنسي يقول فيها إن السفير
البريطاني بأفغانستان أكد له أن الاستراتيجية التي تتبعها قوات التحالف بأفغانستان حاليا
( محكوم عليها بالفشل التام) .
وشدد كارلتون سميث على أن من الضروري أن نخفض من سقف توقعاتنا قائلا
(لن ننتصر في هذه الحرب، وكل ما نحاول تحقيقه هو تخفيف مستوى التمرد لدرجة تجعله
لا يمثل تهديدا استراتيجيا وتجعل التصدي له في متناول الجيش الأفغاني ).
وسارع قائد القوات البريطانية الخاصة في أفغانستان بإعلان استقالته وتنحيه عن
منصبه، احتجاجاً على ما قال إنه نقص مزمن في تأمين التجهيزات اللازمة لقواته العسكرية
المقاتلة، وفي الحقيقة إن استقالته جاءت نتيجة للخسائر الكبيرة الفادحة التي تلحقها حركة
طالبان بقواته المتمركزة في هلمند، حيث أن هذا التصريح وهذه الاستقالة إنما جاءت بعد
تزايد عدد القتلى في صفوف قواتهم، وفي استطلاع للرأي العام البريطاني فإن أكثر من
الثلثين يؤيدون انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان وأن أربعة وعشرين في الما ئة
–فقط - هم من يؤيدون استمرار القوات البريطانية في أفغانستان.
وفي هولندا أعرب أكثر من ستين في المائة من الهولنديين عن اعتقادهم إنه ينبغي أن
تسحب بلادهم قواتها من أفغانستان إذا وصلت حصيلة الضحايا من القوات الهولندية إلى
خمسة وعشرين جندياً.
وأبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير رغبته في إنهاء مشاركة القوات
الألمانية للاحتلال الأمريكي في أفغانستان، وذلك خوفًا من تنامي قوة طالبان وارتفاع
معدل عمليا.تها ضد جميع قوات الاحتلال الأجنبية.
وقال شتاينماير في حديث صحفي: ( إن القوات الألمانية التي يبلغ عددها مئة فرد
لم تنفذ عملية واحدة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنها تتعرض من وقت لأخر إلى
هجمات من قبل عناصر طالبان.
وطالب شتاينماير بعدم التجديد لمهمة القوات الخاصة والاكتفاء بتجديد مهمة
قوات الاحتلال الألمانية ضمن قوات المساعدة الدولية "ايساف" ومهمة الاستطلاع
الجوي، وأرجع الوزير رغبته في إنهاء وجود قوات الاحتلال الألمانية الخاصة في أفغانستان
إلى تحسين الحماية القانونية لجنود بلاده في أفغانستان.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية أنها لن تسمح لجنود قواتها الخاصة ( كيه اس كيه)
بتقديم الدعم بعد الآن لمهام مكافحة "الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.
وجاء هذا القرار وسط انهيار معدل التأييد الشعبي لمهمة ألمانيا في احتلال أفغانستان،
ووسط معارضة متزايدة من جانب الساسة اليساريين في البلاد.
والزيادات في عدد الجنود المقرر إرسالها لدعم قواتهم في أفغانستان في إدارة أوباما
لن تغيرمن الأوضاع على الأرض، ولن تقلب موازين القوى لصالحهم، فعمليات الطالبان
تأخذ منحى تصاعدياً باستمرار، والزيادة في عدد القوات يعني الزيادة في عدد قتلاهم ولن
تغني عنهم شيئًا بإذن الله تعالى .
جاء في بيان لحركة طالبان (بأن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لن يجدي نفعاً،
لأن طالبان والشعب الأفغاني سيهزمونها).
ففشل القوات الأمريكية وقوات التحالف وقوات الحكومة العميلة في ضبط الأوضاع
الأمنية في أفغانستان والقضاء على حركة طالبان سيعجل بالهزيمة النكراء للأمريكان والنصر
القريب للطالبان والفضل لله وحده .
فمن كان يظن يوما أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس سيرحب بالمفاوضات
مع طالبان وسيرحب بمشاركتها في السلطة؟ ومن كان يظن يوما أن الكنديين والبريطانيين
والألمان وحتى الأمم المتحدة ستعترف باستحالة كسب الحرب عسكريا ودعوتهم جميعا إلى
الحل السياسي؟ ومن كان يظن يوما أن طالبان سترفض المحادثات؟
ولكن الذي يتابع التاريخ يعلم أنه ما من قوة غزت أفغانستان إلا انكسرت
وانهارت وانهزمت وخرجت من أراضيها، والآن التاريخ يعيد نفسه فالطالبان على أبواب
النصر الساحق الماحق المدمر لأمريكا – بإذن الله - على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية
والاقتصادية، هزيمة ستذكرنا بهزيمة القوات البريطانية في ممر خيبر.
يقول الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله: ( وها هي أمريكا اليوم تترنح تحت ضربات
المجاهدين وتداعياتها فتريف بشري، وأخر سياسي ومالي، فأضحت ا: وم غارقة في الأزمة
الاقتصادية ، حتى أنها تتسول دولاً صغرى فضلاً عن الكبرى ، فلم يعد يهابها.ا أعداءها،
ولا يحترمها أصدقاءها)
وقد بشر أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله بالنصر على الأعداء في بيان عيد
الفطر حيث قال: (إنني أطمئن جميع الأسر الحزينة، بأن دماءكم الذكية لابد أن تعطي
نتائجها، وإن دماء أحبابكم إن كانت غير ثمينة لدى عدونا المغرور والقاسي، لكنها ذات
تقدير عالي عند الله سبحانه وتعالى، وإن الله عز وجل سيهزم عدونا المتجاوز في مقابل
هذه الدماء، وإنه سيتحفنا نتيجة هذه التضحيات الطاهرة بنظام إسلامي عادل وطاهر).
وجاء في البيان أيضاً أن (الأوضاع الحالية في بلادنا شاهدة على نصرة الله سبحانه
وتعالى، فتلك أمريكا التي لم تتصورهزيمتها بفضل تكنولوجياتها المتطورة، ها هي الآن كل
يوم تستقبل جنائز جنودها، وتتكبد خسائر روحية ومالية فادحة ).
ونختم المقالة .بهذا التقرير من أحد إخواننا المجاهدين يلخص فيه الوضع الذي رآه
وعايشه ولامسه هو وإخوانه في شهور الصيف في أفغانستان حيث قال:
وجدنا الأنصار يزدادون يوماً بعد يوم، وعوام الناس يحبون الطلبة ويتحاكمون إليهم
في المنازعات التي تقع بينهم، والاستشهاديون من الشباب يزدادون ويطلبون ويلحون
في تقديمهم للعمليات الاستشهادية أعمارهم ما بين الخمسة عشر والسبعة عشر، عندهم
حب كبير للتضحية والفداء وهذا أكثر ما أرعب أعداء ا لله.
وجدنا الطلبة منظمين جدًا، ولهم اتصال مع بعضهم البعض، من مدينة إلى أخرى ومن
قرية إلى أخرى، وهناك الحراسات الليلية في المناطق التي استولوا عليها من الحكومة،
فأمورهم مرتبة ومنظمة ومنضبطة.
الألفة والمحبة والترابط كان سمة بارزة بين الطلبة، نسأل الله أن يقويهم ويبعد عنهم من
يريد أن يفرق بين صفوفهم.
الغنائم تزداد ما بين فترة وأخرى وخاصة من المرتدين.
قمنا بواجب الدعوة ولله الحمد، فإذا مررنا بأحد المساجد تكلمنا فيها عن ثلاث قضايا:
أهمية التوحيد في حياة الإنسان. ·
وشروط قبول العمل الصالح (الإخلاص والمتابعة )
وفضل الجهاد ووجوب نصرة المجاهدين. انتهى . ·
هذا ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويعلي كلمة الحق والدين.
بتصرف يسير
تباشير النصر تلوح في أفغانستان
كتبه / الشيخ عبد الله سعيد
المسئول العسكري لجماعة قاعدة الجهاد في أفغانستان
قال الله تعالى : { وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المومنين }
الحمد لله الذي نصر عبد ه، وأعز جنده، و هزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام
على محمد عبده ورسوله وخليله وصفيه وعلى آله وصحبه، أما بعد؛
فإن المتابع للجهاد في أفغانستان يرى أن معالم الانتصار تلوح في الأفق، بل باتت
واضحة وظاهرة للعيان، وفي المقابل فإن كل مخايل الهزيمة والخيبة والخسران للقوات الأمريكية
وحلف الناتو والقوات الأفغانية العميلة أصبحت جلية لكل متابع .
فالتأييد الشعبي لحركة طالبان في تزايد مستمر يوماً بعد يوم، وفي المقابل فإن
السخط والكره للأمريكان وقوات التحالف بلغ ذروته خاصة مع تكرر جرائم القصف
البشع الذي يسقط فيه عشرات بل مئات القتلى والجرحى من عوام المسلمين العزل من
النساء والرجال والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فضلاً على زيادة
وتيرة الاعتقال والتنكيل والإذلال لعوام الناس على أتفه الأسباب وأقل الشبه بحجة مناصرتهم
لحركة طالبان وتقديم الدعم لها.
بل حتى العاصمة كابل التي كان يغلب عليها الموالاة والميل للحكومة الأفغانية
العميلة أصبح فيها الكره والسخط للأمريكان وحلف الناتو والحكومة المرتدة وجيشها
العميل ظاهرا معلنا لا يخفيه الناس ولا يخافون من إشهاره وإظهاره .
وفي الآونة الأخيرة صار عند كثير من عوام الناس قناعة كاملة أن الحكومة العميلة
ليس عندها القدرة على حمايتهم من بطش وتجبر الأمريكان، وليس لديها ما تفعله للحيلولة
بينهم وبين القصف الوحشي المدمر والمتكرر والمتعمد الذي يطالهم حينا بعد حين ويطاردهم
في المدن والقرى والأرياف النائية، وأن كرزاي لا يحكم أبعد من مرمى حجر من قصره في
كابل المحروس بالقوات ا لأمريكية، فتيقنوا أن نجاتهم من هذا الجحيم الصليبي والمجازر المتواصلة إنما هو في دعمهم وتأييدهم ومناصرتهم لمن جربوهم من قبل فوجدوهم أهل رحمة ورأفة وانضباط وسمو أخلاق
وهم مجاهدو إمارة أفغانستان الإسلامية،
لا سيما مع عودتهم بقوة
وظهورهم في سائر مناطق أفغانستان وتغلبهم على معظم مساحتها وتوسعهم فيها وسيطرتهم
عليها سيطرة كاملة،
والناس بطبيعتهم يتعلقون بكل قوي ويحبون العدل الذي هو سمة
الشريعة الإسلامية، والقوة الآن في الجملة صارت –بفضل الله - بيد طالبا ن.
وعلى مستوى العمليات النوعية التي تقوم بها حركة طالبان مثل الكمائن والألغام
والعمليات الاستشهادية حدث فيها تطور كبير وهائل كماً ونوعاً خاصة في الفترة
الأخيرة، حيث شهدت تصاعدًا مستمرًا في أنحاء كثيرة من أفغانستان وبدء زحف عملياتهم
يدخل في مناطق الشمال كقندوز وغيرها، وآخرها العملية الكبيرة التي قامت بها الحركة
في حدود ولاية بادغيس والتي دمرت فيها أكثر من ثلاثين سيارة وغنم فيها المجاهدون
قرابة خمسة وعشرين سيارة وبلغ عدد القتلى والجرحى من المرتدين قرابة الأربعين
والأسرى قرابة العشرين،
وقد أصبح الطالبان في الآونة الأخيرة أكثر جراءة على خوض
المعارك خاصة الكمائن والعمليات الاستشهادية، وأصبح عوام الناس أكثر مناصرة لهم، بل
أصبح الذين كانوا يناصرونهم في السابق هم من يقومون بالعمليات في مناطقهم، جاء في
أحد التقارير الميدانية لأحد قادتنا الميدانيين في أفغانستان قوله: (كل يوم الوضع أحسن من
أمس، والآن الذين يقومون بالعمليات والترتيب لها هم الأنصار بأنفسهم، وعوام الناس
يساعدون المجاهدين ويخدمونهم ولم يعودوا يخافون مثل ما كانوا من قبل وذلك لقوة
الطالبان وسيطرتهم على المناطق).
ووتيرة الهجمات التي يشنها الطالبان وصلت إلى أعلى مستويا.تها منذ قرابة السبع
سنوات، وهي في ازدياد مستمر -ولله الحمد -، وهذا ما نشاهده ونراه ونلمسه على أرض
الواقع وهو ما شهد به الأعداء أنفسهم،
فهذا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بأفغانستان "كاي ايدي" يعترف بزيادة هجمات طالبان وأن الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف ارتفعت لأعلى معدل لها منذ ستة أعوام، ويقول ( ما رأيناه كان ارتفاعاً حادًا في معدل الحوادث الأمنية على مدى شهور الصيف، والهجمات تعود للتصاعد بشدة الآن )،
وفي تصريحه هذا أشار إلى توقع عدم تراجع هجمات طالبان في شهور الشتاء حيث قال (لنكن
مستعدين لنرى مزيدًا من العنف في هذا الشتاء أكثر مما شهدناه من قبل).
وقال "ايد ي" أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك إن المسلحين
يمارسون أنشطتهم العسكرية في الوقت الراهن خارج معاقل طالبان في الجنوب والغرب.
وفي المقابل بدأ الضعف والخور يدب في صفوف الأمريكان وقوات التحالف
وعملائهم، وتقلصت تحركاتهم في الآونة الأخيرة بين المدن والقرى، وتراجع وجودهم في
كثير من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، بل إن الأمريكيين صاروا يحتمون بكابل
ويزيدون تمركز قواتهم فيهًا، وأصبح المجاهدون يقتربون يوماً بعد يوم من العاصمة
ويضيقون عليها الخناق خاصة من جهة ميدان وردك،
والحسم العسكري والقضاء على
حركة طالبان الذي كان الأمريكان يدندنون عليه أصبح الآن غير وارد عندهم، بعد أن
رأوا بأسهم وشراستهم في القتال وشجاعتهم الباهرة، وازدياد قوتهم.
فالوضع الأمني يزداد هشاشة، والمخاطر المحدقة بالقوات الأجنبية لم تعد قاصرة
على حركة طالبان، فعوام الناس يقاتلون مع الطالبان بسبب الاحتقان الشعبي من جراء
القصف المتكرر على المدنيين وبسبب كسب الطالبان للشعب في صفه وحسن معاملتهم
لهم، فضلا على أنه الواجب الشرعي في حق كل مسلم على أرض أفغانستان.
معنويات الطالبان في ازدياد وارتفاع مستمر -ولله الحمد -، بينما نرى ونشاهد
الانهيار الكبير في معنويات جنود قوات التحالف وعدم رغبتهم في الاستمرار في خوض
هذه الحرب الطويلة والتي لا يعلم متى ولا كيف ستنتهي خاصة وأنهم وبعد مرور سبع
سنوات لم يحرزوا أي نتيجة مرضية ولا تقدم ولا حسم للمعركة بينهم وبين حركة
طالبان، فلا هم قضوا على حركة طالبان ولا هم قبضوا على قادة المجاهدين، اللتان من
أجلهما أعلنوا شن الحرب على أفغانستان، فصارت بذلك معنوياتهم القتالية منهارة جدًا،
ولم يعد عندهم الدافع الذي يحفزهم على مواصلة هذه المعركة الخاسرة بالنسبة لهم، والتي
يدفعون تكاليفها يوما بعد يوم من أرواحهم، ويذوقون مرارتها كل لحظة، ويتلظون بحر
نيرانها، بينما ساستهم يتبجحون بكل كبر وغطرسة وكذب فاضح أنهم يحققون النصر في
معركتهم ضد الطالبان.
حركة طالبان .تهدد وتتوعد بكسر شوكة الأمريكان وطردهم من البلاد وتزداد
إصرارًا وعزماً أكيدًا على مواصلة القتال لطرد المحتل وإقامة الإمارة الإسلامية من جديد،
كما جاء ذلك واضحاً جلياً في بعض فقرات بيان عيد الفطر الموقع باسم أمير المؤمنين الملا
محمد عمر مجاهد: (قدم المحتلون إلى أراضينا على أمل إزالة المجاهدين، وإلقاء القبض على
القادة الإسلاميين، وإيجاد محطة آمنة لهم في آسيا، والاستيلاء على ذخائر آسيا المركزية،
وتنشيط الأديان الباطلة.لكنهم خلال السنوات السبع الماضية لم ينجحوا في أهدافهم، ولن
ينجحوا في مائة سنة أخرى).
وأضاف الملا محمد عمر: (المقاومة الشعبية اتخذت الآن صورة واقعية، ومع مضي
كل يوم أصبح صد هذه المقاومة أمرًا غير ممكن، وقد اعترف المحتلون مرارًا بهذه الحقيقة).
وتابع قائلاً: (نحن نقول للمحتلين أنتم في البداية كنتم مغرورين بقوة تكنولوجياتكم،
وهاجمتم مباشرة على بلادنا دون تفاهم أو دليل معقول، والآن بالنظر إلى وخامة الأوضاع،
أعيدوا النظر في قراركم غير الصحيح لاحتلا لكم الباطل، وابحثوا عن مخرج مصون
لإخراج قواتكم).
فهذا موقف أمير المؤمنين الثابت بينما نجد في المقابل الحكومة العميلة ومن ورائها
الأمريكان وقوات التحالف يلهثون وراء التفاوض والجلوس مع الطالبان والقبول بالمشاركة
معهم في الحكومة، بل ويعرضون العفو عن قادة طا لبان بمن فيهم أمير المؤمنين الملا محمد
عمر -حفظه الله -.
فقد أعلن مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده تفكر حالياً في التفاوض
مع عناصرمن طالبان مستعدين للمصالحة والتخلي عن العنف واحترام الدستور الأفغاني .
ومن أهم الأهداف التي يركز عليها بترايوس في الم رحلة القادمة هي المصالحة مع
المعتدلين من طالبا ن، حيث قال: ( أعتقد إن علينا أن نتحدث إلى الأعداء، من الواضح أننا
نريد أن نتصالح مع أكبر عدد منهم، المسألة الرئيسية هنا أن نتأكد من أن كل ذلك يتم
بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية والرئيس كرزاي وبدعمهما المطلق) .
وهذا التوجه الأمريكي الجديد يعكس قناعة مفادها أن الحل العسكري المتبع حالياً
في أفغانستان من قبل قوات حلف الناتو غير مثمر، وأن الاستمرار في استخدام القوة
العسكرية المكثفة بدأ يعطي نتائج عكسية تماماً، بعد الخسائر الكبيرة والمتتابعة التي تتلقاها
قوات التحالف.
وقد سعوا في الفترة الأخيرة للمكر والخداع بل والكذب الصراح في أنهم .يجرون
مفاوضات مع من يسمونهم بالمعتدلين من حركة طالبان، والمقصود الأول من تلك
الإشاعات هو زعزعة الثقة في قيادة المجاهدين وبث الفرقة بينهم ومحاولة إحداث خلخلة
داخل صفوفهم وهي مساع فاشلة ومكشوفة، وجميع بيانات حركة طالبان تكذب إجراء
تفاوض مع حكومة كرزاي ، وقد صرح نائب أمير المؤمنين الملا برادر -حفظه الله - بأن
هذا الكلام لا أصل له وأن لا أحد له الحق في تمثيل الحركة والتحدث باسمها إلا قادتها
المعروفون المخولون مباشرة بذلك، وقال في اتصال هاتفي بوكالة رويترز: (نرفض عرضاً
للتفاوض من قبل الدمية الأفغانية والعبد الرئيس حامد كرزاي ).
وقال أيضاً: ( كرزاي ليس من حقه التفاوض، وهو يتحدث فقط ويفعل ما تبلغه
به أمريكا ). والملا برادر بهذا النفي قد قطع الطريق أمام كل من أراد استغلال الفرصة
والتشبع بما لم يعط، فهؤلاء الذين يتكلمون عنهم في الإعلام أنهم يتحاورون معهم ويجرون
معهم المفاوضات في الحقيقة لا يمثلون حركة طالبان وإنما يمثلون أنفسهم وإن كانوا فيما
سبق من حركة طالبان.
وقد جاء تأكيد النفي بصورة واضحة في البيان الصادر باسم إمارة أفغانستان
الإسلامية حول المفاوضات المزعومة جاء فيه (ما نشرته وسائل الإعلام عن نبأ إجراء
مفاوضات بين إمارة أفغانستان الإسلامية والمخالفين بواسطة المملكة العربية السعودية،
ليس له أي حقيقة، ويعد مجلس الشورى القيادي للإمارة الإسلامية هذا النوع من
الإدعاءات محاولة فاشلة من قبل العدو لإيجاد القلق وعدم الثقة بين المجاهدين وشعب
أفغانستان وشعوب العالم .
أي مسئول في الإمارة الإسلامية غير شامل في مفاوضات مع أمريكا وإدارتها
العميلة.
بعض مسئولي الإمارة الإسلامية السابقين الذين يعدون بأصابع اليد الموجودين
تحت الإقامة الجبرية في كابل، أو المستسلمين، هؤلاء الآن لا يمثلون الإمارة الإسلامية.
نحن لو كنا نقاتل ونساوم من أجل الوزارات، والكراسي، لفعلنا ذلك حين كان
في أيدينا اختيار الحكومة، ولبقيت في أيدينا تلك المفاوضات التي فيها مصلحة الإسلام وأفغانستان؛ لن تكون خافية أبدًا عن
أعين الشعب، ووسائل الإعلام التي تنشر مثل هذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة لا
نستطيع تسميتها بوسائل إعلام مستقلة،
وإن جهادنا سيستمر إن شاء الله إلى إخراج
القوات الأجنبية ومجيء نظام إسلامي مستقل ). انتهى.
يقول الشيخ محمد ياسر -فك الله
أسره - في حوار أجرته معه مؤسسة السحا ب: ( لا أعتقد أن هناك شيئا نتفاوض عليه،
مسألة أنصاف الحلول مرفوضة لدى أمير المؤمنين -حسبما عرفنا من قبل وشرحنا
شخصيته - ومرفوضة لدى الطالبان المقاتلين الذين يقاتلون حاليا؛ فطالبان عندما كانت
تحكم البلد لم تقبل .بهذه المسألة فكيف يقبلونها الآن وهم ليسوا حكّامها؟، فالقضية هذه
يطرحها الإعلام لأجل بث الإشاعة في صفوف طالبان.
وقد أجاب عن هذا أحد رجال
البرلمان في كابل قال نحن نتحدث عن المفاوضات حتى نقسم طالبان إلى تيارين؛ تيار
معتدل يميل للمفاوضات وتيار متشدد، ثم يختلف التياران فيما بينهم ويقع بينهم الشقاق
والنفاق.
على كل حال أنا أطمئن الجميع مادام الملا محمد عمر حيا لا تخافوا من هذه
المسألة على طالبان ولا غيرهم لأنه رجل رفض هذا المشروع من بداية الأمر وقدم تضحيةً
له الآلاف من الشهداء فكيف يقبله الآن بعد هذا المشوار ؟! ما قبله في بداية الأمر فكيف
يقبله في .نهايته ؟!
فليس بيننا وبين حكومة كابل شيء نتفاوض عليه حتى تخرج القوات المعتدية من
أرض أفغانستان كلها، وحتى تقوم الشريعة الإسلامية تحكم أفغانستان التي أريقت من
أجلها دماؤنا منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة.
يقول أحمد موفق زيدان: (المصادر الغربية والأمريكية تتحدث عن استعدادها
لقبول طالبان في التركيبة السياسية الأفغانية المقبلة إن هي تخلت عن القاعدة، لكن تتجاهل
هذه المصادر أن الملا محمد عمر فقد عرشه برفضه تسليم شخص واحد وهو أسامة بن
لادن، فهل يمكن للملا عمر الآن أن يقبل بشرط رفضه حين كان في السلطة، وحين
كانت أمريكا في أوج قوتها، فكيف الآن وهو الذي يقترب من النصر على أعدائه؟
وثانيا فإن طالبان تتحدث الآن من موقع قوة أكبر وأقوى من السابق بحيث تمسك
بأوراق إقليمية كبرى وعلى رأسها ورقة طالبان باكستان وورقة القاعدة وربما أوراق في
آسيا الوسطى وتركستان الشرقية الصينية وكذلك بعض مناطق في إيران من خلال
علاقاتها مع مجموعات متمردة في هذه المناطق ممثلة بجند الله الإيرانية، كل ذلك يجعلها في
موضع المساومة أفضل بكثير من الطرف الأمريكي، فهي الآن لن تساوم على مستقبل
أفغانستان بقدر ما لديها من القدرة على المساومة على مستقبل دول مجاورة أخرى).
ويقول أيضاً: (طبعا هنا يبرز السؤال الكبير وهو ما الذي دفع بواشنطن إلى تغيير
موقفها من طالبان؟
والظاهر أن ثمة أسباباً رئيسية كبرى لذلك.
أولها: تنامي قوة طالبان التي باتت تهدد سلطة حامد كرزاي، فقبل أيام هاجم
مئات من مقاتلي طالبان لشكركاه عاصمة ولاية هلمند وكادوا يسيطرون عليها وهو ما
دفع أحد قادة البريطانيين في المنطقة إلى الاعتراف بأن لقمة هلمند أكبر من أن يهضمها
الوجود البريطاني، وتصاعد عمليات طالبان في ازدياد بالإضافة إلى اقتراب الخناق الطالباني
من كابل، إضافة إلى ذلك القصف الأميركي الذي يستهدف مناطق البشتون وراح
ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين البشتون الذين شكل أقاربهم قنابل طالبانية جديدة
انضمت إلى المقاومة .
السبب الثاني : هو بروز روسيا علنيا كقوة كبرى في المنطقة خصوصا بعد أحداث
جورجيا وتهديد روسيا بعدم التعاون مع الناتو في أفغانستان وهو ما قد يؤثر على قرار
دول وسط آسيا بتعاونها مع واشنطن في الحرب على ما يوصف بالإرهاب، كو.نها تشكل
دول دعم لوجستي لقوات الناتو في الجارة أفغانستان .
السبب الثالث : الأزمة المالية الخانقة والتي أضعفت أميركا والغرب على المستوى
الدو لي، وأضعفتهم على المستوى العملياتي إذ أن أميركا لم يعد بمقدورها أن تمول نفقات
حتى ألفين وخمسمائة جندي أميركي كانت تعتزم إرسالهم إلى أفغانستان، وهو ما قد يهدد
بقاء الوجود الأميركي في المنطقة، فعادة ما تنهار الإمبراطوريات بالهزائم العسكرية
والإفلاس الاقتصادي والهزيمة الأخلاقية المعنوية، وإن كان ذلك يأخذ وقتا، لكن الشجرة
الكبيرة حين تنهار تهتز وتميد الأرض من تحتها وهو ما يؤثر على الأشجار الصغيرة و
الأعشاب والحشائش من حولها
وهذا التغير في المواقف مؤشر على هزيمتهم أمام المجاهدين في أفغانستان.
وفي مقال لعبد الباري عطوان بعنوان طالبان تقترب من حسم الحرب جاء فيه:
(هذا التغير في المواقف الغربية تجاه حركة طالبان أملته أسباب عديدة يمكن تلخيصها في
النقاط التالية:
أولا : تعاظم الخسائر البشرية والمالية الغربية في أفغانستان بسبب العمليات العسكرية
التي يشنها رجال طالبان مدعومين من تنظيم 'القاعد ة'.
ثانيا: ا نهيار شبه كامل لدولة باكستان، وتحولها إلى 'دولة فاشلة' غير قادرة على
السيطرة على حدودها وأراضيها. فمنطقة وزيرستان الحدودية بين أفغانستان وباكستان
التي تبلغ مساحتها ثلاثين ألف كيلومتر مربع أصبحت إمارة إسلامية مستقلة، وأصبحت
طالبان أفغانستان تسيطر على ثلثي أراضي البلاد تقريبا.
ثالثا: العمليات العسكرية الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية لضرب تجمعات
'القاعد ة' وتنظيم طالبان باكستان أحرجت حكومة باكستان، وصورتها كدمية في يد
الإدارة الأمريكية.
رابعا: فشل حكومة حامد كرزاي في السيطرة على أفغانستان واكتساب ثقة
شعبها، بحيث انحصرت هذه الحكومة في أحد أحياء كابل، ولم تعد قادرة على الصمود
في وجه زحف طالبان نحو العاصمة .
والأكثر من ذلك تفشي الفساد في صفوفها، وهو فساد بلغ قمته عندما تبين أن
شقيق الرئيس أحمد ولي كرزاي متورط في تجارة المخدرات .
خامسا: عودة تنظيم 'القاعد ة' إلى أفغانستان بصورة أقوى مما كان عليها قبل
الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام ألفين وواحد، من حيث تمتعه بملاذ آمن أفضل في
المناطق الحدودية (وزيرستا ن) في الشمال الشرقي، وهلمند في الجنوب، حيث أقام قواعد
لتدريب كوادره، وبات يتمتع بمساندة حركة طالبان، بأجنحتها كافة، بما في ذلك الجناح
الذي كان يطالب بتسليم بن لادن للأمريكان أو السعودية للحفاظ على حكم الحركة .
سادسا: 'القاعد ة' وظفت خبراتها العسكرية في العراق في خدمة مشروع طالبان في
أفغانستان وباكستان، مثل القنابل الجانبية على الطرق التي تستهدف القوافل العسكرية،
والعمليات الانتحارية التي لم تكن موجودة مطلقا في أفغانستان قبل أحداث الحادي عشر
من أيلول (سبتمبر). فالقاعدة وحسب التقارير الميدانية نفذت حوالي سبع مائة عملية
انتحارية في العراق، وثلاثين عملية في باكستان منذ بداية العام .
سابعا: عودة 'القاعد ة' في أفغانستان وبا كستان باتت تشكل خطرًا كبيرًا على أمن
الولايات المتحدة وأوروبا الداخلي على وجه الخصوص، لان الغالبية الساحقة من عمليات
التنظيم الأساسية في أوروبا وأمريكا جرى التخطيط لها من أفغانستان، (ضرب برجي
مركز التجارة الدولي في نيويورك، تدمير المدمرة كول في عدن، نسف السفارتين الأمريكيتين
في نيروبي ودار السلام، مهاجمة سياح أمريكان في بالي بإندونيسيا، نسف الكنيس اليهودي
في جربة بتونس). ولم ينجح تنظيم 'القاعدة ' في تنفيذ أي عملية كبرى في الغرب انطلاقاً
من العراق .
ثامناً: أفغانستان تشكل 'صرة آسيا' ولها حدود مع سبع دول، ولذلك يصعب
حصارها مثل العراق المحاط بدول معادية منخرطة في الحلف الأمريكي، باستثناء سورية
التي أقفلت حدودها بالكامل في وجه 'المجاهدين ' الأمر الذي أدى إلى تدفق آلاف
الإسلاميين للانضمام إلى صفوف التنظيم من دول 'المغرب الإسلامي' واليمن وتركيا،
وهؤلاء سيعودون إلى بلا دهم وربما إلى أوروبا والغرب بعد تلقي التدريبات العسكرية،
والتعبئة العقائدية ). انتهى بتصرف يسير.
فالمجاهدون بحمد الله هم القوة الأقوى في هذه المرحلة، وهم ينتهجون حرب
عصابات منظمة لا قبل للأمريكان وقوات التحالف على مواجهتها بعون الله، ومعروف.
أن هذا الأسلو ب من الحرب تفتر معه عزيمة أي جيش نظامي ويستهَلك و.يستترَف مع
طول الوقت ولو كانوا الأمريكان وحلف الناتو مجتمعين، فقوات التحالف لا تدري من
أين يخرج لها المجاهدون ، ولا أين سيكون الانفجار، ولا متى سيكون الهجوم، ولا أين
المجاهدون ، فسبب لهم ذلك خوفاً ورعباً وفزعاً مستمرًا أدى إلى حالات من الانتحار
وانتشار الأمراض فيهم فضلاً عن انكسار معنوياتهم وانهيار أعصابهم وحالات من التوتر
المستمر نتيجة للهجمات المفاجأة التي يقوم بها الطالبان على قوافلهم وقواعدهم العسكرية
ومقراتهم السكنية فهم يترقبون الموت في كل يوم، ولم يعودوا يأمنون على أنفسهم لا في
قواعدهم المحصنة كبجرام ولا في الطرقات، وكل جندي فيهم ينتظر متى يأتي الوقت الذي
يعود فيه إلى بلده ولو في إجازة قصيرة ليستريح من هذا الرعب المستمر ليلاً و.نهارا.
ولو نظرنا في الإحصائيات التي يذكرونها عن عدد المصابين بحالات نفسية لوجدنا
أن الانهيار العصبي قد دب في أغلب أفراد الجيش الأمريكي، وقوات التحالف، ولم يسلم
منه إلا القليل منهم ممن لم يباشر القتال ويذوق مرارته، فالمرض والانتحار في صفوف
قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية والكندية على الخصوص وصل إلى عدد غير مسبوق
حيث، كشفت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير خاص لها عن أن المئات من جنود
الاحتلال البريطانيين قد عادوا من أفغانستان والعراق وهم يعانون من فقد شديد أو دائم
لحاسة السمع بسبب الضوضاء الشديدة جراء المواجهات اليومية مع عناصر المقاومة في
كلا البلدين.
وأظهرت وثائق نشرتها شبكة "راديو -كندا" التلفزيونية العامة أن عدد حالات
الانتحار داخل الجيش الكندي ازدادت خلال الأعوام الماضية ووصلت في العام ألفين
وسبعة إلى مستوى غير مسبوق منذ أكثر من عشر سنوات.
وارتفاع عدد عمليات الانتحار في صفوف الجيش الكندي هي على غرار ما
يحدث في صفوف الجيش الأميركي حيث ارتفعت نسبة عمليات الانتحار خلال السنوات
الماضية لتصل في العام ألفين وستة إلى مستوى غير مسبوق منذ خمسة وعشرين عاما،
حسب ما جاء عن البنتاغون .
وقد انتحر مائة واثنان جنديا أميركيا في العام ألفين وستة ، وحاول أكثر من ألفي
جندي الانتحار، حسب ما أوضح مسئولون أميركيون.
وفي تقرير صدر مؤخرًا أن نسبة الانتحار في صفوف الجيش الأمريكي وصل إلى
رقم غير مسبوق وتجاوز عددهم عدد المنتحرين في صفوف المدنيين.
وحتى من جاءوا بهم من العراق فرارًا من شدة القتال وجدوا أن الأمر أشق عليهم
مما كان عليه الوضع في العراق، ففي لقاء لصحيفة أمريكية مع بعض الجنود الذي نقلوا من
العراق إلى أفغانستان قالو ا: (إن الحرب في أفغانستان أسوء عشر مرات من الحرب في
العرا ق )، والحق ما شهدت به الأعدا ء.
في حين أن قوة الطالبان تزداد يوماً بعد يوم نجد أن الخسائر التي تتكبدها قوات
الاحتلال في ازدياد مستمر وهو مؤشر قوي على أ.نهم في طريقهم لخسارة هذه الحرب التي
يخوضونها وفي طريقهم للهزيمة والهروب من أفغانستان خائبين خاسرين بإذن الله، والحجم
الكبير من الخسائر التي تتكبدها القوات الأمريكية وقوات التحالف لا تحتاج للتدليل عليها
فهي ظاهرة للعيان.
الطالبان يمارسون حرباً على أرض خبروها وجربوها لسنوات طويلة مع الروس
زادهم فيها الإيمان والصبر والثقة بنصر الله واليقين برحيل قوات الاحتلال وعودة دولة
الإسلام، فالطالبان زادهم الصبر والأمريكان لا يصبرون على حرب طويلة الأمد والنصر
صبر ساعة قال النبي صلى الله عليه و سلم " واعلم أن النصر مع الصبر".
هذا زيادة على التأييد الشعبي المنقطع النظير الذي يتلقاه الطالبان والسخط والكره
الذي يزداد على الأمريكان والحكومة العميلة والتي أشرنا إليه سابقاً مما جعل الحكومة
العميلة في كابل أكثر ضعفاً من أي وقت مضى ولا تكاد تملك أن تحكم إلا في جزء
بسيط من أفغانستان ، وحسب التقارير الدولية الصادرة عن مندوب الأمم المتحدة في
أفغانستان فإن ثلثي الأراضي الأفغانية خارج نطاق سيطرة الحكومة العميلة.
ففي كل يوم تفقد الحكومة مناطق جديدة وخاصة في جنوب أفغانستان التي صار
معظم مناطقه محررة من الاحتلال وبيد الطالبان تطبق فيها الشريعة وتقيم الحدود وتدير
الأعمال وما بقي منها تحت الاحتلال إلا مراكز رئيسة قليلة يحيط بها المجاهدون من كل
الجهات، وفي تقرير لأحد قادتنا الميدانيين في الجنوب يقول فيه: ( وأبشركم بكل خيرعن
الجهاد والمجاهدين في هذه البقاع، فالمناطق المفتوحة كثيرة جدًا وتمركز العدو فقط في
مراكز الولايات وعلى الطرق الرئيسية، والحمد لله معنويات العدو تنهار يوماً بعد يوم،
وبدأ الضعف يدب في صفوفهم على حسب ما نراه وما يأتينا من أخبارهم.
وأما عن أحوالنا، فالحمد لله، ألفة ومحبة، وعبادة ورباط وجهاد، وهل بعد هذا
النعيم من نعيم).
وجاء فيه أيضاً: ( وأنا أكتب إليك هذا التقرير ونحن على نية الذهاب إلى الخط،
علماً بأن الخط يحوط به الطلبة والأنصار من سائر الجهات والعدو في المنتصف، وقد
أخذت دورة كاملة على الخط، فما نمر بمنطقة إلا وهم طلبة أو أنصار).
ومع ضعف الحكومة العميلة وفقدها السيطرة على مناطق كثيرة وتلويح بعض
الحلفاء بالانسحاب من أفغانستان، يزداد التأييد للطالبان من الخارج والداخل ويزداد
الالتحاق بصفوف الطالبان من داخل أفغانستان وخارجها .
يقول المسئول العسكري الأمريكي الجنرال ديفيد ماكيرنان إن زيادة القدرات
العسكرية في أفغانستان أمر ضروري وذلك بسبب زيادة أعداد المقاتلين الأجانب، وقال
أيضاً ( ثمة زيادة جوهرية عما كنا نراه خلال الفترة نفسها من العام الماضي. إننا نواجه
تهديدًا قوياً حاليًا، وخصوصاً في المناطق الشرقية من أفغانستان).
واتفق وزيرالدفاع الأفغاني مع ما قاله المسئول العسكري الأمريكي، وقا ل: (ما
من شك في أنهم أفضل تجهيزًا وتدريباً من السابق، كما أنهم أكثر تطورًا إلى جانب أن
التنسيق فيما بينهم أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً).
فمع زيادة تدفق المقاتلين على أفغانستان والمنضمين لحركة طالبان وتكاثفهم
وتلاحمهم وتوحدهم، نرى في المقابل مدى التفكك في قوات التحالف والتسخط على
طول المعركة الخاسرة دون حسم ولا نهاية قريبة لها، وفي نهاية المطاف ستبقى أمريكا تقاتل
وحيدة في أفغانستان وعندها ستكون هزيمتها بإذن الله تعالى .
فالحلفاء سوف يخرجون واحدًا تلو الأخر - بإذن الله -كما خرجوا من العراق،
وقد بدأت تصريحاتهم التي تخرج للعلن تدل على أنهم لن يستمروا في هذه الحرب الخاسرة
التي لا تبدو أي نهاية قريبة لها، وأصبحوا يعترفون بعدم إمكانية استمرار العملية العسكرية
في ظل المقاومة الشديدة بين صفوف الشعب من ناحية، وتصاعد الخلافات بين الحلفاء من
ناحية أخرى، وجاء هذا التصريح على لسان قائد القوات الكندية التي يلاقي جنودها
الموت في قندهار، واعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في مقابلة مع شبكة سي بي
إس التلفزيونية العامة أن القوات الغربية لا تستطيع البقاء إلى ما لا نهاية في أفغانستان، و أن
القوات الأجنبية " لا تستطيع بسط السلا م" في كافة أنحاء هذا البلد، وحسب ما أوردته
صحيفة بريطانية فقد حذر أكبر قائد عسكري بريطاني بأفغانستان من أن الحرب هناك
لا يمكن تحقيق النصر فيها، داعيا إلى الاستعداد للتفاوض على صفقة محتملة مع حركة
طالبان بدل توقع (النصر العسكري الحاسم).
وقالت صحيفة صنداي تايمز إن تقييم قائد اللواء السادس عشر لسلاح الجو العميد
مارك كارلتون سميث يأتي بعيد تسريب مذكرة لدبلوماسي فرنسي يقول فيها إن السفير
البريطاني بأفغانستان أكد له أن الاستراتيجية التي تتبعها قوات التحالف بأفغانستان حاليا
( محكوم عليها بالفشل التام) .
وشدد كارلتون سميث على أن من الضروري أن نخفض من سقف توقعاتنا قائلا
(لن ننتصر في هذه الحرب، وكل ما نحاول تحقيقه هو تخفيف مستوى التمرد لدرجة تجعله
لا يمثل تهديدا استراتيجيا وتجعل التصدي له في متناول الجيش الأفغاني ).
وسارع قائد القوات البريطانية الخاصة في أفغانستان بإعلان استقالته وتنحيه عن
منصبه، احتجاجاً على ما قال إنه نقص مزمن في تأمين التجهيزات اللازمة لقواته العسكرية
المقاتلة، وفي الحقيقة إن استقالته جاءت نتيجة للخسائر الكبيرة الفادحة التي تلحقها حركة
طالبان بقواته المتمركزة في هلمند، حيث أن هذا التصريح وهذه الاستقالة إنما جاءت بعد
تزايد عدد القتلى في صفوف قواتهم، وفي استطلاع للرأي العام البريطاني فإن أكثر من
الثلثين يؤيدون انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان وأن أربعة وعشرين في الما ئة
–فقط - هم من يؤيدون استمرار القوات البريطانية في أفغانستان.
وفي هولندا أعرب أكثر من ستين في المائة من الهولنديين عن اعتقادهم إنه ينبغي أن
تسحب بلادهم قواتها من أفغانستان إذا وصلت حصيلة الضحايا من القوات الهولندية إلى
خمسة وعشرين جندياً.
وأبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير رغبته في إنهاء مشاركة القوات
الألمانية للاحتلال الأمريكي في أفغانستان، وذلك خوفًا من تنامي قوة طالبان وارتفاع
معدل عمليا.تها ضد جميع قوات الاحتلال الأجنبية.
وقال شتاينماير في حديث صحفي: ( إن القوات الألمانية التي يبلغ عددها مئة فرد
لم تنفذ عملية واحدة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنها تتعرض من وقت لأخر إلى
هجمات من قبل عناصر طالبان.
وطالب شتاينماير بعدم التجديد لمهمة القوات الخاصة والاكتفاء بتجديد مهمة
قوات الاحتلال الألمانية ضمن قوات المساعدة الدولية "ايساف" ومهمة الاستطلاع
الجوي، وأرجع الوزير رغبته في إنهاء وجود قوات الاحتلال الألمانية الخاصة في أفغانستان
إلى تحسين الحماية القانونية لجنود بلاده في أفغانستان.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية أنها لن تسمح لجنود قواتها الخاصة ( كيه اس كيه)
بتقديم الدعم بعد الآن لمهام مكافحة "الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.
وجاء هذا القرار وسط انهيار معدل التأييد الشعبي لمهمة ألمانيا في احتلال أفغانستان،
ووسط معارضة متزايدة من جانب الساسة اليساريين في البلاد.
والزيادات في عدد الجنود المقرر إرسالها لدعم قواتهم في أفغانستان في إدارة أوباما
لن تغيرمن الأوضاع على الأرض، ولن تقلب موازين القوى لصالحهم، فعمليات الطالبان
تأخذ منحى تصاعدياً باستمرار، والزيادة في عدد القوات يعني الزيادة في عدد قتلاهم ولن
تغني عنهم شيئًا بإذن الله تعالى .
جاء في بيان لحركة طالبان (بأن إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لن يجدي نفعاً،
لأن طالبان والشعب الأفغاني سيهزمونها).
ففشل القوات الأمريكية وقوات التحالف وقوات الحكومة العميلة في ضبط الأوضاع
الأمنية في أفغانستان والقضاء على حركة طالبان سيعجل بالهزيمة النكراء للأمريكان والنصر
القريب للطالبان والفضل لله وحده .
فمن كان يظن يوما أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس سيرحب بالمفاوضات
مع طالبان وسيرحب بمشاركتها في السلطة؟ ومن كان يظن يوما أن الكنديين والبريطانيين
والألمان وحتى الأمم المتحدة ستعترف باستحالة كسب الحرب عسكريا ودعوتهم جميعا إلى
الحل السياسي؟ ومن كان يظن يوما أن طالبان سترفض المحادثات؟
ولكن الذي يتابع التاريخ يعلم أنه ما من قوة غزت أفغانستان إلا انكسرت
وانهارت وانهزمت وخرجت من أراضيها، والآن التاريخ يعيد نفسه فالطالبان على أبواب
النصر الساحق الماحق المدمر لأمريكا – بإذن الله - على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية
والاقتصادية، هزيمة ستذكرنا بهزيمة القوات البريطانية في ممر خيبر.
يقول الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله: ( وها هي أمريكا اليوم تترنح تحت ضربات
المجاهدين وتداعياتها فتريف بشري، وأخر سياسي ومالي، فأضحت ا: وم غارقة في الأزمة
الاقتصادية ، حتى أنها تتسول دولاً صغرى فضلاً عن الكبرى ، فلم يعد يهابها.ا أعداءها،
ولا يحترمها أصدقاءها)
وقد بشر أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله بالنصر على الأعداء في بيان عيد
الفطر حيث قال: (إنني أطمئن جميع الأسر الحزينة، بأن دماءكم الذكية لابد أن تعطي
نتائجها، وإن دماء أحبابكم إن كانت غير ثمينة لدى عدونا المغرور والقاسي، لكنها ذات
تقدير عالي عند الله سبحانه وتعالى، وإن الله عز وجل سيهزم عدونا المتجاوز في مقابل
هذه الدماء، وإنه سيتحفنا نتيجة هذه التضحيات الطاهرة بنظام إسلامي عادل وطاهر).
وجاء في البيان أيضاً أن (الأوضاع الحالية في بلادنا شاهدة على نصرة الله سبحانه
وتعالى، فتلك أمريكا التي لم تتصورهزيمتها بفضل تكنولوجياتها المتطورة، ها هي الآن كل
يوم تستقبل جنائز جنودها، وتتكبد خسائر روحية ومالية فادحة ).
ونختم المقالة .بهذا التقرير من أحد إخواننا المجاهدين يلخص فيه الوضع الذي رآه
وعايشه ولامسه هو وإخوانه في شهور الصيف في أفغانستان حيث قال:
وجدنا الأنصار يزدادون يوماً بعد يوم، وعوام الناس يحبون الطلبة ويتحاكمون إليهم
في المنازعات التي تقع بينهم، والاستشهاديون من الشباب يزدادون ويطلبون ويلحون
في تقديمهم للعمليات الاستشهادية أعمارهم ما بين الخمسة عشر والسبعة عشر، عندهم
حب كبير للتضحية والفداء وهذا أكثر ما أرعب أعداء ا لله.
وجدنا الطلبة منظمين جدًا، ولهم اتصال مع بعضهم البعض، من مدينة إلى أخرى ومن
قرية إلى أخرى، وهناك الحراسات الليلية في المناطق التي استولوا عليها من الحكومة،
فأمورهم مرتبة ومنظمة ومنضبطة.
الألفة والمحبة والترابط كان سمة بارزة بين الطلبة، نسأل الله أن يقويهم ويبعد عنهم من
يريد أن يفرق بين صفوفهم.
الغنائم تزداد ما بين فترة وأخرى وخاصة من المرتدين.
قمنا بواجب الدعوة ولله الحمد، فإذا مررنا بأحد المساجد تكلمنا فيها عن ثلاث قضايا:
أهمية التوحيد في حياة الإنسان. ·
وشروط قبول العمل الصالح (الإخلاص والمتابعة )
وفضل الجهاد ووجوب نصرة المجاهدين. انتهى . ·
هذا ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويعلي كلمة الحق والدين.
بتصرف يسير