أحمد الظرافي
04-13-2009, 10:43 PM
كيف ننظر إلى مقاومة حزب الله في لبنان؟
بعد الثورة الإيرانية عام1979 شكل التدخل السوري في لبنان غطاء للتدخل الإيراني، وتصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى لبنان، في الوقت الذي زاد الجيش السوري من تدخله في لبنان– مدعوما من نظام الآيات في طهران، وبصفقة تمت بينه وبين الإدارة الأمريكية تضمنت إطلاق يد حافظ الأسد في لبنان وفي ضرب المقاومة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأهم من كان يعتمد عليهم هم الشيعة، الذين كانت تمثلهم حركة أمل بزعامة نبيه بري، وذلك بهدف كبح جماح منظمة التحرير الفلسطينية وكسر إرادتها وطردها في لبنان، تاركا العدو الصهيوني يسرح ويمرح في الجولان.
وفي غضون ذلك حط المئات من الحرس الثوري الإيراني رحالهم في دمشق، ومنحهم حافظ الأسد التسهيلات والامتيازات اللازمة لمباشرة أعمالهم في لبنان انطلاقا من الأراضي السورية – منطقة الزبداني في غربي دمشق والمحاذية لسهل البقاع اللبناني- وسمح النظام السوري بتسرب المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان والذين كان دخولهم إليها خصيصا لتعبأة الشيعة اللبنانيين وتثقيفهم تلقينهم مبادئ وأفكار الثورة الخمينية وربطهم بولاية الفقيه التي مثلها الإمام آية الله الخميني سابقا وعلي خامنئي حاليا، وقاموا بتدريبهم وتسليحهم والتمكين لهم حتى أصبحت لهم شوكة كبيرة في جنوب لبنان وفي ضاحية بيروت الجنوبية بعد التعاون السوري – الصهيوني الضمني في كبح الفلسطينيين أصحاب القضية الذين هم أولى بالدعم والإسناد. وذكر كينيث كاتزمان في كتابه عن إيران أنها تدعم حزب الله سنويا بـ 100مليون دولار. انخفض الدعم إلى 60 مليون دولار في عام 1995[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1).
يأتي ذلك التمكين وذلك الدعم لحزب الله بدعوى مقاومة إسرائيل. وهي الأكذوبة التي يستمر الشيعة وحزب الله اللبناني في ترديدها حتى اليوم، ويزايد بها النظامان السوري والإيراني على الأنظمة العربية الدائرة في فلك الإدارة الأمريكية. والمعلوم هو أن إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين .. والشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)...وهناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنهم يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة.. بل يدعو باحثون مثل ريتشارد بيرل ودانيل بليتكا لقيام جمهوريات شيعية في المنطقة .. ويضرب الباحث الأمريكي روبرت ديفوس ، صاحب " لعبة الشيطان " في مقابلة له مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006، مثالا على ذلك بحزب الله اللبناني فيقول: " خذ مثلا حزب الله الذي كان يمثل الشيعة في لبنان لم يكن ضد إسرائيل ولكن تحول الحزب ضد إسرائيل ولن أفاجأ إذا تحول حزب الله والشيعة لصالح إسرائيل" ونحن نرى أن المقاومة المسلحة الشيعية التي يقوم بها حزب الله في جنوب لبنان – والتي صنعتها سوريا – الأسد ، وإيران – الخميني، ليس المقصود بها تحرير المسجد الأقصى المبارك ، فهذا المسجد أصلا لا محل له من الأعراب عند الشيعة ولا يعترفون بوجوده فما بالك بقدسيته.
وعلى ذلك فمقاومة حزب الله وعملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني هي إعداد وتعبئة من أجل هدف آخر أبعد.. وهو التمكين للرافضة في المنطقة وتسليحهم وتدريبهم وإعطاؤهم الفرصة العملية للتسليح والتدريب. وهذا ما تخطط له إيران بمساعدة النظام الأسدي النصيري في دمشق. وأي غطاء لهذا الهدف الخبيث المبيت أفضل من غطاء مقاومة إسرائيل. وقد جسد حزب الله ذلك الهدف الخبيث – إلى حدما – بعملية اجتياح عناصر الحزب لبيروت الغربية ( السنية ) في مايو من العام2008. واستهداف السنة دون غيرهم من بقية الطوائف الموجودة في لبنان. بل كان حريصا حتى على عدم أقترب مسلحيه من الأحياء المسيحية.
وتستخدم إيران أحيانا أتباعها في لبنان لتصفية المعارضين لها. وقد تم اغتيال 61 إيرانيا معارضا في المنفى في 11عاصمة في الشرق الأوسط وأوروبا منذ قيام الجمهورية (الإسلامية ) في طهران عام1979[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)، وحتى نهاية العام 1996. ويقدر الأميركيون أن إيران اغتالت أكثر من 80 معارضا إيرانيا وأنها شنت أكثر من 20 عملية إرهابية[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4).
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref1) المشاهد السياسي السنة الثانية – العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996 ص10
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref2) الباحث الأمريكي روبرت ديفوس ، صاحب " لعبة الشيطان " ( مقابلة ) ، مجلة الوطن العربي 10/3/2006.
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref3) المشاهد السياسي " مقابلة " السنة الثانية ، العدد 36، 17-23نوفمبر1996، ص14
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref4) المشاهد السياسي السنة الثانية – العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996 ص17
بعد الثورة الإيرانية عام1979 شكل التدخل السوري في لبنان غطاء للتدخل الإيراني، وتصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى لبنان، في الوقت الذي زاد الجيش السوري من تدخله في لبنان– مدعوما من نظام الآيات في طهران، وبصفقة تمت بينه وبين الإدارة الأمريكية تضمنت إطلاق يد حافظ الأسد في لبنان وفي ضرب المقاومة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأهم من كان يعتمد عليهم هم الشيعة، الذين كانت تمثلهم حركة أمل بزعامة نبيه بري، وذلك بهدف كبح جماح منظمة التحرير الفلسطينية وكسر إرادتها وطردها في لبنان، تاركا العدو الصهيوني يسرح ويمرح في الجولان.
وفي غضون ذلك حط المئات من الحرس الثوري الإيراني رحالهم في دمشق، ومنحهم حافظ الأسد التسهيلات والامتيازات اللازمة لمباشرة أعمالهم في لبنان انطلاقا من الأراضي السورية – منطقة الزبداني في غربي دمشق والمحاذية لسهل البقاع اللبناني- وسمح النظام السوري بتسرب المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان والذين كان دخولهم إليها خصيصا لتعبأة الشيعة اللبنانيين وتثقيفهم تلقينهم مبادئ وأفكار الثورة الخمينية وربطهم بولاية الفقيه التي مثلها الإمام آية الله الخميني سابقا وعلي خامنئي حاليا، وقاموا بتدريبهم وتسليحهم والتمكين لهم حتى أصبحت لهم شوكة كبيرة في جنوب لبنان وفي ضاحية بيروت الجنوبية بعد التعاون السوري – الصهيوني الضمني في كبح الفلسطينيين أصحاب القضية الذين هم أولى بالدعم والإسناد. وذكر كينيث كاتزمان في كتابه عن إيران أنها تدعم حزب الله سنويا بـ 100مليون دولار. انخفض الدعم إلى 60 مليون دولار في عام 1995[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1).
يأتي ذلك التمكين وذلك الدعم لحزب الله بدعوى مقاومة إسرائيل. وهي الأكذوبة التي يستمر الشيعة وحزب الله اللبناني في ترديدها حتى اليوم، ويزايد بها النظامان السوري والإيراني على الأنظمة العربية الدائرة في فلك الإدارة الأمريكية. والمعلوم هو أن إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين .. والشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)...وهناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنهم يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة.. بل يدعو باحثون مثل ريتشارد بيرل ودانيل بليتكا لقيام جمهوريات شيعية في المنطقة .. ويضرب الباحث الأمريكي روبرت ديفوس ، صاحب " لعبة الشيطان " في مقابلة له مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006، مثالا على ذلك بحزب الله اللبناني فيقول: " خذ مثلا حزب الله الذي كان يمثل الشيعة في لبنان لم يكن ضد إسرائيل ولكن تحول الحزب ضد إسرائيل ولن أفاجأ إذا تحول حزب الله والشيعة لصالح إسرائيل" ونحن نرى أن المقاومة المسلحة الشيعية التي يقوم بها حزب الله في جنوب لبنان – والتي صنعتها سوريا – الأسد ، وإيران – الخميني، ليس المقصود بها تحرير المسجد الأقصى المبارك ، فهذا المسجد أصلا لا محل له من الأعراب عند الشيعة ولا يعترفون بوجوده فما بالك بقدسيته.
وعلى ذلك فمقاومة حزب الله وعملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني هي إعداد وتعبئة من أجل هدف آخر أبعد.. وهو التمكين للرافضة في المنطقة وتسليحهم وتدريبهم وإعطاؤهم الفرصة العملية للتسليح والتدريب. وهذا ما تخطط له إيران بمساعدة النظام الأسدي النصيري في دمشق. وأي غطاء لهذا الهدف الخبيث المبيت أفضل من غطاء مقاومة إسرائيل. وقد جسد حزب الله ذلك الهدف الخبيث – إلى حدما – بعملية اجتياح عناصر الحزب لبيروت الغربية ( السنية ) في مايو من العام2008. واستهداف السنة دون غيرهم من بقية الطوائف الموجودة في لبنان. بل كان حريصا حتى على عدم أقترب مسلحيه من الأحياء المسيحية.
وتستخدم إيران أحيانا أتباعها في لبنان لتصفية المعارضين لها. وقد تم اغتيال 61 إيرانيا معارضا في المنفى في 11عاصمة في الشرق الأوسط وأوروبا منذ قيام الجمهورية (الإسلامية ) في طهران عام1979[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)، وحتى نهاية العام 1996. ويقدر الأميركيون أن إيران اغتالت أكثر من 80 معارضا إيرانيا وأنها شنت أكثر من 20 عملية إرهابية[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4).
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref1) المشاهد السياسي السنة الثانية – العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996 ص10
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref2) الباحث الأمريكي روبرت ديفوس ، صاحب " لعبة الشيطان " ( مقابلة ) ، مجلة الوطن العربي 10/3/2006.
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref3) المشاهد السياسي " مقابلة " السنة الثانية ، العدد 36، 17-23نوفمبر1996، ص14
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref4) المشاهد السياسي السنة الثانية – العدد 36 ، 17-23نوفمبر1996 ص17