تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن تتكلم ..... الشيخ ناصر العمر



مقاوم
03-11-2009, 05:55 AM
قبل أن تتكلم

الشيخ ناصر العمر

إن الأبكم عندما يريد التعبير عن شيء، فإنه يستخدم كثيراً من أعضائه، ومع ذلك لا يشفي نفسه، ولا يبلغ مراده، وإن بلغه فبشق الأنفس.
إذن، فنعمة اللسان من أجل النعم، ومن أكبر المنن الإلهية علينا، فهل حافظنا عليها؟ هل استخدمناها في الخير وجنبناها الزور والوقيعة في أعراض العلماء وغير العلماء؟

إن النصوص تدل على خطورة أمر هذه الجارحة، وفداحة الخسارة الناجمة عن التهاون في حفظها، قال الله _تعالى_ في شأن الإفك: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" (النور:15). وقال –تعالى- في المنافقين: "فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ" (الأحزاب: من الآية19)، وقال تعالى: "يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ" (الفتح: من الآية11)، وقال تعالى: "وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى" (النحل: من الآية62).

ولذلك جاء الأمر بحفظ اللسان، والتحذير من إطلاق العنان له قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً" (الأحزاب:70)، وقال: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (قّ:18)، وقال عز وجل: "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ" (الإسراء: من الآية36).

وفي الحديث الذي رواه الترمذي: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"(1)، ويقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في الحديت المتفق على صحته: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة".

إن كثيرا من الناس -وبخاصة الطيبين المستقيمين- يضمنون ما بين الفخذين، وهذه نعمة عظيمة، وفقهم الله -تعالى- إليها.
ولكن.. هل نحن نضمن ما بين اللحيين؟ هل يمر علينا يوم بدون أن نقع في عرض مسلم، عالما كان أو غير عالم؟! ليحاسب كل امرئ نفسه، وليناقشها في ذلك الأمر الخطير؛ لكي نصحح أوضاعنا في هذا الجانب؛ امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه؛ وحذرا من الوعيد في مثل قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" متفق عليه.



يصـاب الفتـى مـن عـثرة بلسانه *** وليس يصـاب المرء من عثرة الرجل
فعثرتــه بــالقول تـذهب رأسـه *** وعثرتـه بـالرجل تـبرا عـلى مهل

وقول الآخر:


احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان

وقول الآخر:


الصمت زين والسكوت شجاعة *** فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
فإذا ندمت على سكوتك مرة *** فلتندمن على الكلام مرارا

قال حاتم الأصم: "لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك؛ لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله -جل وعلا- فلا تحترز!".

فأقوالنا مكتوبة وألفاظنا محسوبة أما لنا أو علينا وكم من الأخيار يقوي أحدهم على الصيام والقيام ومنع النفس من كثير من الحرام ويعسر عليه أن يطبق فكيه على لسانه وإن المرء ليعجب ممن سجن كثير من جوارحه عن الحرام وعجز أن يسجن أولى ما ينبغي أن يسجن!

______________
(1) رواه الترمذي وصححه الألباني في إرواء الغليل.

fakher
03-11-2009, 02:02 PM
؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

شيركوه
03-11-2009, 02:09 PM
؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟!!!!!!!!!! !!!!!!!!!

مقاوم
03-12-2009, 03:50 AM
...... وتعطلت لغة الكلام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صرخة حق
03-18-2009, 01:51 PM
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه ، وقع رجل بأبي بكر فآذاه ، فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثانية ، فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثالثة فانتصر منه أبو بكر ، فقام رسول الله حين انتصر أبو بكر ، فقال أبو بكر : أوجدت علي يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك ، فلما انتصرت وقع الشيطان ، فلم أكن لأجلس ، إذ وقع الشيطان حديث حسن
الراوي: سعيد بن المسيب - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4896

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما كَانَ يَظُن أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ يَكْتُبُ اللَّهُ تَعالى بِها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.


عن معاذ رضي اللّه عنه قال فى حديث طويل وفيه:أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟" قال الترمذي: حديث حسن صحيح


هذا حال اللسان معنا .. فكيف نسلمه أنفسنا .. و من أين تأتي سلامة الصدور إن كان حالنا تتبع الهنات والزلات وسقطات اللسان

جزاك الله خيرا