أحمد الظرافي
03-07-2009, 08:40 PM
الأمويون: إنجازاتهم وتاريخهم المشوه
بقلم/ احمد الظرافي (http://www.marebpress.net/writers.php?lng=arabic&id=69)
لم يكن خلفاء المسلمين، من بني أمية، خلفاء راشدين، ساروا في حكمهم، على منهاج النبوة والرسالة الخاتمة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، إلا أن الدولة الأموية مع ذلك، ومع كل سلبياتها ومثالبها، ليست شرا مطلقا، بالضرورة، كما يحاول إقناعنا بذلك خصومها وأعداؤها وغيرهم من المبطلين والحاقدين في إطار خطتهم المبيتة للنيل من الإسلام وأهله.
وإذا كانت الظروف السياسية التي تولى فيها الأمويون الخلافة، قد أدت إلى تحول أسلوب الحكم، من خلافة تقوم على الشورى، كمبدأ أساسي، إلى حكم ملكي عضود، يقوم على "التوريث" تم دعمه، وتثبيت أركانه بمختلف الأساليب، كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وثبة من وثبات الاستشفاف الروحي العميق.. فلبني أمية، والحق يُقال، الكثير من الأعمال الجليلة، في خدمة الإسلام والأمة. ولا ينكر ذلك إلا جاحد معاند لحقائق الدين وشواهد التاريخ.
حول شرعية الخلافة الأموية
وعلى الرغم من الأحداث الجسام التي تعرضت لها الأمة في المرحلة المبكرة من تاريخ الإسلام ( مقاتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأوائل، والفتنة الكبرى، والحروب الأهلية التي لفحت دولة الخلافة بنيرانها) إلا أن هذه كلها " لم يكن لها أي تأثير على هذه اللحظة. كانت ( الأمة ) في عقيدتها أقوى من أن تهتز... ولم تهتز بعد ذلك في أزمة الحكم الأموي بعد يزيد بن معاوية. بقيت ثابتة [1]. لأن الأمة لم تختلف في دينها، ولا في نبيها ولا في كتابها، وإنما اختلفت في اجتهاداتها، وفي شئون دنياها..ولذلك عادت الأمة واتحدت من جديد تحت قيادة بني أمية، وتحديدا تحت قيادة الخليفة العتيد عبد الملك بن مروان، الذي استعاد حينئذ وحدة الخلافة.
وما يقال عن الدولة الأموية من أنها لم تولد ولادة شرعية، وأنها قامت على أشلاء أهل البيت وبني هاشم وأهل الحجاز والأنصار، وما تحفل به معظم كتب المؤرخين القدماء والمحدثين حول العصر الأموي http://www.marebpress.net/userimages/Image/tahkek/DSCN2897.jpg من أنه كان عصر مؤامرات سياسية، ورِدَّةٍ خُلُقية، واضطراب اجتماعي، وخلل اقتصادي، واستهانة بمقدسات المسلمين.. فكل هذا وذاك فيه نظر. فأما بالنسبة لشرعية السلطان أو متى يكون الإمام شرعيا، ومتى يكون متغلبا غير شرعي فهي مسألة مختلف حولها بين فقهاء السياسة والكلام المسلمين: فقد تمسك بعض بمبدأ الشورى باعتباره الطريق الأوحد للوصول إلى الإجماع حول رجل من قريش يتولى السلطة، بينما نظر آخرون لشكل التجربة، فقالوا: إن البيعة العامة – بقطع النظر عن كيفية حدوثها- هي التي تفترق بين الشرعي وغير الشرعي. وذهب فريق ثالث إلى أن الحكم على شرعية أي سلطان ينبغي أن يستند إلى مدى تحقيقه للأهداف العليا للأمة ، بغض النظر عن طريقة وصوله إلى السلطة ، والأهداف هي: الجهاد والدعوة وحماية دار الإسلام ، والعدالة في قسمة الفيء ، والحفاظ على الوحدة الداخلية ، والحيلولة دون الفتنة . ولا تنتفي شرعيته عند فريق الأكثرية هذا حتى إن لم يحقق بعض هذه الأهداف، ما دام يحقق هدفين منهما: حماية الدار، ومنع الفتنة [2]. ولو نظرنا إلى شرعية الخلافة الأموية في ضوء ذلك بإنصاف وتجرد لو جدنا أن الخلافة الأموية قد استوفت شرعيتها من أكثر من وجه من تلك الوجوه.
فقد استطاع بني أمية، في جزء كبير من عهدهم، المتفق على أنه " يقع في دائرة خير القرون المشهود لها بذلك من المعصوم صلى الله عليه وسلم في قوله: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" متفق عليه، استطاعوا أن يعيدوا تحقيق وحدة في السلطان، ووحدة في الأرض، ووحدة في الجماعة، كما كان عليه الحال أيام الخلفاء الراشدين. وهذه الوحدات الثلاث كانت هي المثل الأعلى المطلوب لتحقق مصطلح الأمة الواحدة المذكور في القرآن وسيرة السلف الصالح، كما فهم ذلك المفكرون المسلمون [3]. وبدأت الحضارة العربية الإسلامية تبرعم على الفور. وتتفتح بشكل مذهل. وكانت لحظة الصعود لا تزال قائمة في مركز الدولة دمشق، وعطاؤها الحضاري قد أخذ يثمر وخطها التاريخي يسير في القمة مستوياً. وقد ارتفع قليلاً بالتوسع الكبير الذي أصابته الدولة في الشرق والغرب. وإن كانت بعض العوامل الداخلية تحفزه [4]. كما أن بني أمية حافظوا بقدر استطاعتهم، على بعضٍ من قيم الإسلام، وتقاليده ومثله العليا، التي كانت سائدة في عهد الخلفاء الراشدين. وما كان عهدهم إلا امتدادًا طبيعيًّا لعهد الخلفاء الراشدين.. فيه عاش بقية رجاله، ومن تبعهم بإحسان.. وصاغوا تاريخه وأمجاده.. مع التسليم بوجود فارق لابد منه بين العصرين [5].. وهاكم هذه الرواية حول سياسة الخلفاء الأمويين في قبض الخراج من ولايات الدولة، تقول مصادر المؤرخين: أن العادة كانت قد جرت بأن الخلفاء، كانوا إذا جاءتهم جبايات الأموال من الأمصار والولايات التابعة للدولة الإسلامية، تأتيهم ومع كل جباية، وفدٌ مكونٌ من عشرة رجال من وجوه الناس وأجنادها في الولاية، فلا يدخل بيت مال المسلمين من الجباية، شيٌ إلا بعد أن يحلف هؤلاء العشرة، بأن هذا المال ما فيه دينار ولا درهم، إلا أُخذ بحقه، وأنه المستصفى الحلال لبيت المال بعد دفع أعطيات أهل البلد من المقاتلة والذرية، وبعد خصم النفقات على مصالح الولاية وشئونها، وبعد أن أخذ كل ذي حق حقه. وعلى هذا الأساس يتم قبول خراج الولايات وجباياتها، في بيت المال. فلا يدخل في بيت المال دينارُ ولا درهم، مما يُرسل به الولاة من خراج ولاياتهم، إلا إذا شهد هؤلاء العدول العشرة [6].
الفتوحات: أبناء الخلفاء في المقدمة
لقد كان الأمويين أصحاب أحلام كبيرة وكانوا رجال دولة من الطراز الأول وقد: كان العرب في ظل الأمويين يعتبرون كل حد وصلوه بداية لانطلاقة جديدة حتى وصلوا أعماق فرنسا وسويسرا من جهة وأطراف تركستان واحتضنوا حوض السند من جهة أخرى. وتطابقت ثلاثة مفاهيم بعضها فوق بعض. فالدولة الإسلامية هي نفسها الخلافة الإسلامية. وهي ذاتها دار الإسلام. وهذه الدولة الأموية هي الدولة الكبرى والأولى والوحيدة في العالم [7]. آنذاك. وشهدت الدولة الأموية أحداث جليلة عملاقة وفتوحات كثيرة: منها فتح قتيبة بن مسلم لبخارى وسمرقند ومد السيادة الإسلامية على آسيا الوسطى ( 705م ) وإتمام الفتح الإسلامي لشمالي أفريقيا وأول نزول للمسلمين بأسبانيا في حملة طريف (710م ) ثم فتح الأندلس وبداية أذكى وأثرى حضارة في البحر الأبيض المتوسط على يد طارق بن زياد ( 711م ) .. [8] بتوجيه وإشراف القائد الكبير موسى بن نصير والي أفريقية للوليد بن عبد الملك. ولم يقتصر موسى على هذه الفتوحات البرية، بل عمل على تقوية أسطوله لضرب القواعد البحرية البيزنطية، في حوض البحر المتوسط [9].... وقد: استطاع موسى أن يبني أسطولا قويا وأن يضرب قواعد البيزنطيين في جزر البحر المتوسط مثل صقلية وسردانيا وقورسيقا وجزر البليار، فشلّ بذلك حركة الأسطول البيزنطي [10].
وفي عهد الدولة الأموية، وصلت سفن المسلمين إلى الصين، (و) أقام المسلمون علاقات تجارية مع الصينيين، وكان للمسلمين في (كانتون ) جالية عربية مسلمة قوامها مائة ألف شخص أو تزيد، كانوا يلقون أفضل معاملة، بأمر من إمبراطور الصين [11]. وقد أرسلت الدولة الأموية سبع عشرة سفارة إلى عاصمة الصين، وأجرى القائد العسكري قتيبة بن مسلم الباهلي مفاوضات مع إمبراطور الصين للدخول إلى بلاده سلما [12].
وعلاوة على ذلك هناك أيضا ، حروب الشواتي والصوائف التي سنها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، بعد أن استقرت خلافته، وسار عليها من جاء بعده من الخلفاء الأمويين. بل وقاموا بتفعيلها بما يتجاوز العهد السابق. وحرب الشواتي والصوائف هي تلك الغزوات الجهادية المتواصلة التي شنها المسلمون ضد الإمبراطورية البيزنطية دفاعًا عن حدود العالم الإسلامي، وتصديا للمحاولات البيزنطية الهادفة إلى استعادة الشام، وتعزيزا لمكانة الإسلام، ومحاولة لتقويض أركان هذه الإمبراطورية المعادية للإسلام وأهله، والتي تحصنت بالموقع الفريد لعاصمتها القسطنطينية، وببعض الثغور) التي بقيت لها خطّاً دفاعيًا في آسيا الصغرى، حيث كانت مواجهة طويلة وصعبة مع الأمويين الذين كان فتح العاصمة البيزنطية، أحد أبرز الأهداف العسكرية لمعظم خلفائهم. أملا في أن تتحقق البشارة النبوية بفتح هذه المدينة على أيديهم. وقد بلغت الغزوات في عهد معاوية اثنتا عشرة شاتية، وثلاث صوائف، عدا غزوات لم تندرج في هذه أو تلك منها غزوة يزيد بن معاوية إلى القسطنطينية سنة 49هـ، على سبيل المثال وهي من أكبر وأجرأ الحملات التي قام بها المسلمون ضد القسطنطينية، وشارك فيها الصحابي الشهير أبو أيوب الأنصاري، وأبناء الصحابة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير.
وهناك عشرات الغزوات التي حدثت في عهد خلفاء بني مروان ما بين شواتي وصوائف وغزوات أخرى شملت الثغور البرية والبحرية للدولة البيزنطية، وتحققت خلالها أعظم الانتصارات والفتوحات، وأفرزت عشرات أعظم القادة والفاتحين المسلمين الذين ارتبطت بهم هذه الجبهة. فضلا عن قطع أمل الإمبراطورية البيزنطية نهائيا من إمكانية العودة إلى الشام، بقرتها الحلوب السابقة. وقد استمرت هذه الغزوات من عام 45هـ، حتى أواخر عشرينيات القرن الثاني للهجرة أي إلى قبيل سقوط الدولة الأموية بعامين أو ثلاثة.
وتجدر الإشارة إلى أن أبناء الأسرة الحاكمة الأموية، كانوا على رأس الكثير من هذه الغزوات، وقد عرفنا منهم على الجبهة البيزنطية: محمد بن مروان الذي عرف بـ (قائد الصوائف)، وابنه عبد الله بن محمد بن مروان، وعرفنا من أبناء عبد الملك: مسلمة بن عبد الملك، الذي اقترنت باسمه معظم الحملات في عهد أخيه الوليد وما بعده، وهو أعظم القادة الذين عرفتهم هذه الجبهة غير منازع، وسعيد بن عبد الملك، وعرفنا من أبناء الخليفة الوليد بن عبد الملك: العباس بن الوليد، وعبد العزيز بن الوليد، وعمر بن الوليد، ومروان بن الوليد، وبشر بن الوليد، وعرفنا منهم من أبناء الخليفة سليمان بن عبد الملك: داود بن سليمان، وعرفنا منهم من أبناء الخليفة هشام بن عبد الملك : معاوية بن هشام، وإبراهيم بن هشام، وسعيد بن هشام، وسليمان بن هشام، ومسلمة بن هشام. وعرفنا من أبناء يزيد بن عبد الملك: النعمان بن يزيد، فهؤلاء أما أن كانوا يتناوبون في الخروج مع مسلمة بن عبد الملك أو يتولون قيادة الجيوش والخروج إلى الغزو بأنفسهم سواء في ظل خلافة آبائهم أو إخوانهم أو أعمامهم. إضافة إلى العديد من القادة من أبناء عمومتهم من البيت الأموي والقادة الآخرون من بقية المسلمين.
إصلاحات الأمويين
وفضلا عن الفتوحات الإسلامية العظمى التي حدثت في عهدها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والتي كانت النخبة الحاكمة في الدولة الأموية هي المقرر المنشئ الناظم لها، إلى جانب سدِّ الثغور، وحماية البيضة، وصهر الشعوب في البوتقة العربية الإسلامية، وإلى جانب أعمال ومنجزات الأمويين العمرانية، وأعمالهم الإصلاحية الجليلة في الاقتصاد والإدارة والمال، وغير ذلك من الأمجاد التي رسخت الإسلام، ووطدت أركانه، فإن الدولة الأموية، قدمت شخصيات فذة، تركت آثارًا ضخمة في ميادين السياسة والحرب والإدارة والعلم والثقافة، واستمرت تقود المسلمين، آنذاك، على اختلاف أجناسهم، وألوانهم وقبائلهم وطموحاتهم أكثر من تسعين عامًا في دولة واحدة، امتدت من حدود الصين إلى جنوبي فرنسا [13].. ولا زال جامع بني أمية في الشام والجامع الكبير في قرطبة حديث الدنيا وشاهدا على ما تركه بنو أمية من الأوابد الخالدة [14]." ومنها أيضا مسجد قبة الصخرة في القدس، والمسجد - كما وصفه الدكتور عبد الوهاب عزام (1893 - 1959) - يشبه جامع بني أمية العظيم الذي في دمشق، ولكن جامع دمشق أضخم بناء وأعلى عمداً وأحكم صنعة، وعرض مصلاه قليل وطوله مفرط . ورحم الله بني أمية لقد بقي على الدهر بناؤهم، وثبتت على رجفات الزمان آثارهم فلا تزال دمشق وبيت القدس وقرطبة تشهد لهم بما شادوا وما عمروا [15] " .وفي الفترة الأموية قامت عملية ترجمة واسعة بتعريب الدواوين المالية في الولايات الشرقية، وهي عملية أنجزت خلال نصف قرن، فأغنت العربية ومكنتها أن تصبح لغة الإدارة لا لغة الثقافة وحسب [16]. بل إن كثيرًا من الخلفاء (الأمويين) كانوا مهتمين بالعلم، وكانوا على قدر كبير من الوعي والثقافة يرغبون في إبراز دولتهم بقوة مجلس بلاطهم من العلماء [17]. لقد بدأ الاهتمام بالعلوم في شتى صورها يبرز في عهد الدولة الأموية، وتم التراكم شيئا فشيئا، إلى أن بلغ الذروة في عهد الدولة العباسية. ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المؤرخين، ميلهم إلى تجاهل المساهمات التأسيسية للتقدم العلمي والفكري والفلسفي للحضارة العربية الإسلامية،التي بدأت خلال الفترة الأموية، وأصبحت قاعدة للانطلاق الكبير الذي عرفته الفترتان العباسيتان الأولى والوسطى. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان الأمويون هم أول من اهتم بتكوين خزائن الكتب وبناء المكتبات التي كانت ذات طابع خاص في بداية أمرها، ولعل أشهرها، مكتبة الأمير خالد بن يزيد بن معاوية )المتوفى عام 705م)، ومكتبة الخليفة الوليد بن عبد الملك (حكم من 705 إلى 715م) ، وكانت الأخيرة تضم كتبا باللغة اللاتينية جمعها فاتح الأندلس القائد طارق بن زياد، وحملها إلى دمشق مع قائده موسى بن نصير، وحتى بدايات حركة الترجمة التي سيكون لها شأن كبير في العصر العباسي بالنسبة لنقل علوم الأقدمين، لم تبتدئ مع العباسيين، بل تحت حكم الأمويين [18]
ومثلما أهتم الأمويون بالفتوحات والأعمال العمرانية والإصلاحات الإدارية والمالية، والعلم والثقافة لم يغب عنهم الاهتمام بالزراعة. فخلال حكم الدولة الأموية أنشئوا السدود وخزانات المياه في الكوفة واستخدموا بحر النجف لهذا الغرض لتخفيف وطأة الفيضانات، وسعى (عبد الملك بن مروان) لإحصاء كميات الأمطار بالإمكانات المتاحة لديهم في ذلك الوقت، فقد بدأ في تلك الفترة بداية الاهتمام بالأنواء عن العرب والمسلمين، كما عمل (الحجاج) والي العراق على إقامة السدود لتجفيف البطائح (المقصود بها الأهوار) وإعمار شمال مدينة البصرة وبمساحة نحو مئة ألف دونم [19].
ومن أهم السدود التي أنشأها الأمويون هو سد )خربقة( مع خزان ضخم لتخزين وجمع المياه وتوزيعها، وقد كان هذا السد والخزان يقع على الطريق المؤدية من مدينة دمشق إلى مدينة تدمر ويبدو أن العرب والمسلمين أعادوا إنشاء هذه المدينة بعد أن أصبحت أطلالاً في القرون الخوالي، والجميل في الأمر أن الأمويين استخدموا الأقنية الخزفية وشبكة ري حجرية في توزيع المياه هناك [20]
وهذه السدود كانت الأساس لانتشار وتطور صناعة السدود في العهد العباسي على نطاق واسع. وكل هذه الأعمال مجرد أمثله بسيطة لأن أعمال وإصلاحات الخلفاء الأمويين كثيرة جدا ولا يمكن حصرها.
بقلم/ احمد الظرافي (http://www.marebpress.net/writers.php?lng=arabic&id=69)
لم يكن خلفاء المسلمين، من بني أمية، خلفاء راشدين، ساروا في حكمهم، على منهاج النبوة والرسالة الخاتمة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، إلا أن الدولة الأموية مع ذلك، ومع كل سلبياتها ومثالبها، ليست شرا مطلقا، بالضرورة، كما يحاول إقناعنا بذلك خصومها وأعداؤها وغيرهم من المبطلين والحاقدين في إطار خطتهم المبيتة للنيل من الإسلام وأهله.
وإذا كانت الظروف السياسية التي تولى فيها الأمويون الخلافة، قد أدت إلى تحول أسلوب الحكم، من خلافة تقوم على الشورى، كمبدأ أساسي، إلى حكم ملكي عضود، يقوم على "التوريث" تم دعمه، وتثبيت أركانه بمختلف الأساليب، كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وثبة من وثبات الاستشفاف الروحي العميق.. فلبني أمية، والحق يُقال، الكثير من الأعمال الجليلة، في خدمة الإسلام والأمة. ولا ينكر ذلك إلا جاحد معاند لحقائق الدين وشواهد التاريخ.
حول شرعية الخلافة الأموية
وعلى الرغم من الأحداث الجسام التي تعرضت لها الأمة في المرحلة المبكرة من تاريخ الإسلام ( مقاتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأوائل، والفتنة الكبرى، والحروب الأهلية التي لفحت دولة الخلافة بنيرانها) إلا أن هذه كلها " لم يكن لها أي تأثير على هذه اللحظة. كانت ( الأمة ) في عقيدتها أقوى من أن تهتز... ولم تهتز بعد ذلك في أزمة الحكم الأموي بعد يزيد بن معاوية. بقيت ثابتة [1]. لأن الأمة لم تختلف في دينها، ولا في نبيها ولا في كتابها، وإنما اختلفت في اجتهاداتها، وفي شئون دنياها..ولذلك عادت الأمة واتحدت من جديد تحت قيادة بني أمية، وتحديدا تحت قيادة الخليفة العتيد عبد الملك بن مروان، الذي استعاد حينئذ وحدة الخلافة.
وما يقال عن الدولة الأموية من أنها لم تولد ولادة شرعية، وأنها قامت على أشلاء أهل البيت وبني هاشم وأهل الحجاز والأنصار، وما تحفل به معظم كتب المؤرخين القدماء والمحدثين حول العصر الأموي http://www.marebpress.net/userimages/Image/tahkek/DSCN2897.jpg من أنه كان عصر مؤامرات سياسية، ورِدَّةٍ خُلُقية، واضطراب اجتماعي، وخلل اقتصادي، واستهانة بمقدسات المسلمين.. فكل هذا وذاك فيه نظر. فأما بالنسبة لشرعية السلطان أو متى يكون الإمام شرعيا، ومتى يكون متغلبا غير شرعي فهي مسألة مختلف حولها بين فقهاء السياسة والكلام المسلمين: فقد تمسك بعض بمبدأ الشورى باعتباره الطريق الأوحد للوصول إلى الإجماع حول رجل من قريش يتولى السلطة، بينما نظر آخرون لشكل التجربة، فقالوا: إن البيعة العامة – بقطع النظر عن كيفية حدوثها- هي التي تفترق بين الشرعي وغير الشرعي. وذهب فريق ثالث إلى أن الحكم على شرعية أي سلطان ينبغي أن يستند إلى مدى تحقيقه للأهداف العليا للأمة ، بغض النظر عن طريقة وصوله إلى السلطة ، والأهداف هي: الجهاد والدعوة وحماية دار الإسلام ، والعدالة في قسمة الفيء ، والحفاظ على الوحدة الداخلية ، والحيلولة دون الفتنة . ولا تنتفي شرعيته عند فريق الأكثرية هذا حتى إن لم يحقق بعض هذه الأهداف، ما دام يحقق هدفين منهما: حماية الدار، ومنع الفتنة [2]. ولو نظرنا إلى شرعية الخلافة الأموية في ضوء ذلك بإنصاف وتجرد لو جدنا أن الخلافة الأموية قد استوفت شرعيتها من أكثر من وجه من تلك الوجوه.
فقد استطاع بني أمية، في جزء كبير من عهدهم، المتفق على أنه " يقع في دائرة خير القرون المشهود لها بذلك من المعصوم صلى الله عليه وسلم في قوله: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" متفق عليه، استطاعوا أن يعيدوا تحقيق وحدة في السلطان، ووحدة في الأرض، ووحدة في الجماعة، كما كان عليه الحال أيام الخلفاء الراشدين. وهذه الوحدات الثلاث كانت هي المثل الأعلى المطلوب لتحقق مصطلح الأمة الواحدة المذكور في القرآن وسيرة السلف الصالح، كما فهم ذلك المفكرون المسلمون [3]. وبدأت الحضارة العربية الإسلامية تبرعم على الفور. وتتفتح بشكل مذهل. وكانت لحظة الصعود لا تزال قائمة في مركز الدولة دمشق، وعطاؤها الحضاري قد أخذ يثمر وخطها التاريخي يسير في القمة مستوياً. وقد ارتفع قليلاً بالتوسع الكبير الذي أصابته الدولة في الشرق والغرب. وإن كانت بعض العوامل الداخلية تحفزه [4]. كما أن بني أمية حافظوا بقدر استطاعتهم، على بعضٍ من قيم الإسلام، وتقاليده ومثله العليا، التي كانت سائدة في عهد الخلفاء الراشدين. وما كان عهدهم إلا امتدادًا طبيعيًّا لعهد الخلفاء الراشدين.. فيه عاش بقية رجاله، ومن تبعهم بإحسان.. وصاغوا تاريخه وأمجاده.. مع التسليم بوجود فارق لابد منه بين العصرين [5].. وهاكم هذه الرواية حول سياسة الخلفاء الأمويين في قبض الخراج من ولايات الدولة، تقول مصادر المؤرخين: أن العادة كانت قد جرت بأن الخلفاء، كانوا إذا جاءتهم جبايات الأموال من الأمصار والولايات التابعة للدولة الإسلامية، تأتيهم ومع كل جباية، وفدٌ مكونٌ من عشرة رجال من وجوه الناس وأجنادها في الولاية، فلا يدخل بيت مال المسلمين من الجباية، شيٌ إلا بعد أن يحلف هؤلاء العشرة، بأن هذا المال ما فيه دينار ولا درهم، إلا أُخذ بحقه، وأنه المستصفى الحلال لبيت المال بعد دفع أعطيات أهل البلد من المقاتلة والذرية، وبعد خصم النفقات على مصالح الولاية وشئونها، وبعد أن أخذ كل ذي حق حقه. وعلى هذا الأساس يتم قبول خراج الولايات وجباياتها، في بيت المال. فلا يدخل في بيت المال دينارُ ولا درهم، مما يُرسل به الولاة من خراج ولاياتهم، إلا إذا شهد هؤلاء العدول العشرة [6].
الفتوحات: أبناء الخلفاء في المقدمة
لقد كان الأمويين أصحاب أحلام كبيرة وكانوا رجال دولة من الطراز الأول وقد: كان العرب في ظل الأمويين يعتبرون كل حد وصلوه بداية لانطلاقة جديدة حتى وصلوا أعماق فرنسا وسويسرا من جهة وأطراف تركستان واحتضنوا حوض السند من جهة أخرى. وتطابقت ثلاثة مفاهيم بعضها فوق بعض. فالدولة الإسلامية هي نفسها الخلافة الإسلامية. وهي ذاتها دار الإسلام. وهذه الدولة الأموية هي الدولة الكبرى والأولى والوحيدة في العالم [7]. آنذاك. وشهدت الدولة الأموية أحداث جليلة عملاقة وفتوحات كثيرة: منها فتح قتيبة بن مسلم لبخارى وسمرقند ومد السيادة الإسلامية على آسيا الوسطى ( 705م ) وإتمام الفتح الإسلامي لشمالي أفريقيا وأول نزول للمسلمين بأسبانيا في حملة طريف (710م ) ثم فتح الأندلس وبداية أذكى وأثرى حضارة في البحر الأبيض المتوسط على يد طارق بن زياد ( 711م ) .. [8] بتوجيه وإشراف القائد الكبير موسى بن نصير والي أفريقية للوليد بن عبد الملك. ولم يقتصر موسى على هذه الفتوحات البرية، بل عمل على تقوية أسطوله لضرب القواعد البحرية البيزنطية، في حوض البحر المتوسط [9].... وقد: استطاع موسى أن يبني أسطولا قويا وأن يضرب قواعد البيزنطيين في جزر البحر المتوسط مثل صقلية وسردانيا وقورسيقا وجزر البليار، فشلّ بذلك حركة الأسطول البيزنطي [10].
وفي عهد الدولة الأموية، وصلت سفن المسلمين إلى الصين، (و) أقام المسلمون علاقات تجارية مع الصينيين، وكان للمسلمين في (كانتون ) جالية عربية مسلمة قوامها مائة ألف شخص أو تزيد، كانوا يلقون أفضل معاملة، بأمر من إمبراطور الصين [11]. وقد أرسلت الدولة الأموية سبع عشرة سفارة إلى عاصمة الصين، وأجرى القائد العسكري قتيبة بن مسلم الباهلي مفاوضات مع إمبراطور الصين للدخول إلى بلاده سلما [12].
وعلاوة على ذلك هناك أيضا ، حروب الشواتي والصوائف التي سنها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، بعد أن استقرت خلافته، وسار عليها من جاء بعده من الخلفاء الأمويين. بل وقاموا بتفعيلها بما يتجاوز العهد السابق. وحرب الشواتي والصوائف هي تلك الغزوات الجهادية المتواصلة التي شنها المسلمون ضد الإمبراطورية البيزنطية دفاعًا عن حدود العالم الإسلامي، وتصديا للمحاولات البيزنطية الهادفة إلى استعادة الشام، وتعزيزا لمكانة الإسلام، ومحاولة لتقويض أركان هذه الإمبراطورية المعادية للإسلام وأهله، والتي تحصنت بالموقع الفريد لعاصمتها القسطنطينية، وببعض الثغور) التي بقيت لها خطّاً دفاعيًا في آسيا الصغرى، حيث كانت مواجهة طويلة وصعبة مع الأمويين الذين كان فتح العاصمة البيزنطية، أحد أبرز الأهداف العسكرية لمعظم خلفائهم. أملا في أن تتحقق البشارة النبوية بفتح هذه المدينة على أيديهم. وقد بلغت الغزوات في عهد معاوية اثنتا عشرة شاتية، وثلاث صوائف، عدا غزوات لم تندرج في هذه أو تلك منها غزوة يزيد بن معاوية إلى القسطنطينية سنة 49هـ، على سبيل المثال وهي من أكبر وأجرأ الحملات التي قام بها المسلمون ضد القسطنطينية، وشارك فيها الصحابي الشهير أبو أيوب الأنصاري، وأبناء الصحابة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير.
وهناك عشرات الغزوات التي حدثت في عهد خلفاء بني مروان ما بين شواتي وصوائف وغزوات أخرى شملت الثغور البرية والبحرية للدولة البيزنطية، وتحققت خلالها أعظم الانتصارات والفتوحات، وأفرزت عشرات أعظم القادة والفاتحين المسلمين الذين ارتبطت بهم هذه الجبهة. فضلا عن قطع أمل الإمبراطورية البيزنطية نهائيا من إمكانية العودة إلى الشام، بقرتها الحلوب السابقة. وقد استمرت هذه الغزوات من عام 45هـ، حتى أواخر عشرينيات القرن الثاني للهجرة أي إلى قبيل سقوط الدولة الأموية بعامين أو ثلاثة.
وتجدر الإشارة إلى أن أبناء الأسرة الحاكمة الأموية، كانوا على رأس الكثير من هذه الغزوات، وقد عرفنا منهم على الجبهة البيزنطية: محمد بن مروان الذي عرف بـ (قائد الصوائف)، وابنه عبد الله بن محمد بن مروان، وعرفنا من أبناء عبد الملك: مسلمة بن عبد الملك، الذي اقترنت باسمه معظم الحملات في عهد أخيه الوليد وما بعده، وهو أعظم القادة الذين عرفتهم هذه الجبهة غير منازع، وسعيد بن عبد الملك، وعرفنا من أبناء الخليفة الوليد بن عبد الملك: العباس بن الوليد، وعبد العزيز بن الوليد، وعمر بن الوليد، ومروان بن الوليد، وبشر بن الوليد، وعرفنا منهم من أبناء الخليفة سليمان بن عبد الملك: داود بن سليمان، وعرفنا منهم من أبناء الخليفة هشام بن عبد الملك : معاوية بن هشام، وإبراهيم بن هشام، وسعيد بن هشام، وسليمان بن هشام، ومسلمة بن هشام. وعرفنا من أبناء يزيد بن عبد الملك: النعمان بن يزيد، فهؤلاء أما أن كانوا يتناوبون في الخروج مع مسلمة بن عبد الملك أو يتولون قيادة الجيوش والخروج إلى الغزو بأنفسهم سواء في ظل خلافة آبائهم أو إخوانهم أو أعمامهم. إضافة إلى العديد من القادة من أبناء عمومتهم من البيت الأموي والقادة الآخرون من بقية المسلمين.
إصلاحات الأمويين
وفضلا عن الفتوحات الإسلامية العظمى التي حدثت في عهدها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والتي كانت النخبة الحاكمة في الدولة الأموية هي المقرر المنشئ الناظم لها، إلى جانب سدِّ الثغور، وحماية البيضة، وصهر الشعوب في البوتقة العربية الإسلامية، وإلى جانب أعمال ومنجزات الأمويين العمرانية، وأعمالهم الإصلاحية الجليلة في الاقتصاد والإدارة والمال، وغير ذلك من الأمجاد التي رسخت الإسلام، ووطدت أركانه، فإن الدولة الأموية، قدمت شخصيات فذة، تركت آثارًا ضخمة في ميادين السياسة والحرب والإدارة والعلم والثقافة، واستمرت تقود المسلمين، آنذاك، على اختلاف أجناسهم، وألوانهم وقبائلهم وطموحاتهم أكثر من تسعين عامًا في دولة واحدة، امتدت من حدود الصين إلى جنوبي فرنسا [13].. ولا زال جامع بني أمية في الشام والجامع الكبير في قرطبة حديث الدنيا وشاهدا على ما تركه بنو أمية من الأوابد الخالدة [14]." ومنها أيضا مسجد قبة الصخرة في القدس، والمسجد - كما وصفه الدكتور عبد الوهاب عزام (1893 - 1959) - يشبه جامع بني أمية العظيم الذي في دمشق، ولكن جامع دمشق أضخم بناء وأعلى عمداً وأحكم صنعة، وعرض مصلاه قليل وطوله مفرط . ورحم الله بني أمية لقد بقي على الدهر بناؤهم، وثبتت على رجفات الزمان آثارهم فلا تزال دمشق وبيت القدس وقرطبة تشهد لهم بما شادوا وما عمروا [15] " .وفي الفترة الأموية قامت عملية ترجمة واسعة بتعريب الدواوين المالية في الولايات الشرقية، وهي عملية أنجزت خلال نصف قرن، فأغنت العربية ومكنتها أن تصبح لغة الإدارة لا لغة الثقافة وحسب [16]. بل إن كثيرًا من الخلفاء (الأمويين) كانوا مهتمين بالعلم، وكانوا على قدر كبير من الوعي والثقافة يرغبون في إبراز دولتهم بقوة مجلس بلاطهم من العلماء [17]. لقد بدأ الاهتمام بالعلوم في شتى صورها يبرز في عهد الدولة الأموية، وتم التراكم شيئا فشيئا، إلى أن بلغ الذروة في عهد الدولة العباسية. ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المؤرخين، ميلهم إلى تجاهل المساهمات التأسيسية للتقدم العلمي والفكري والفلسفي للحضارة العربية الإسلامية،التي بدأت خلال الفترة الأموية، وأصبحت قاعدة للانطلاق الكبير الذي عرفته الفترتان العباسيتان الأولى والوسطى. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان الأمويون هم أول من اهتم بتكوين خزائن الكتب وبناء المكتبات التي كانت ذات طابع خاص في بداية أمرها، ولعل أشهرها، مكتبة الأمير خالد بن يزيد بن معاوية )المتوفى عام 705م)، ومكتبة الخليفة الوليد بن عبد الملك (حكم من 705 إلى 715م) ، وكانت الأخيرة تضم كتبا باللغة اللاتينية جمعها فاتح الأندلس القائد طارق بن زياد، وحملها إلى دمشق مع قائده موسى بن نصير، وحتى بدايات حركة الترجمة التي سيكون لها شأن كبير في العصر العباسي بالنسبة لنقل علوم الأقدمين، لم تبتدئ مع العباسيين، بل تحت حكم الأمويين [18]
ومثلما أهتم الأمويون بالفتوحات والأعمال العمرانية والإصلاحات الإدارية والمالية، والعلم والثقافة لم يغب عنهم الاهتمام بالزراعة. فخلال حكم الدولة الأموية أنشئوا السدود وخزانات المياه في الكوفة واستخدموا بحر النجف لهذا الغرض لتخفيف وطأة الفيضانات، وسعى (عبد الملك بن مروان) لإحصاء كميات الأمطار بالإمكانات المتاحة لديهم في ذلك الوقت، فقد بدأ في تلك الفترة بداية الاهتمام بالأنواء عن العرب والمسلمين، كما عمل (الحجاج) والي العراق على إقامة السدود لتجفيف البطائح (المقصود بها الأهوار) وإعمار شمال مدينة البصرة وبمساحة نحو مئة ألف دونم [19].
ومن أهم السدود التي أنشأها الأمويون هو سد )خربقة( مع خزان ضخم لتخزين وجمع المياه وتوزيعها، وقد كان هذا السد والخزان يقع على الطريق المؤدية من مدينة دمشق إلى مدينة تدمر ويبدو أن العرب والمسلمين أعادوا إنشاء هذه المدينة بعد أن أصبحت أطلالاً في القرون الخوالي، والجميل في الأمر أن الأمويين استخدموا الأقنية الخزفية وشبكة ري حجرية في توزيع المياه هناك [20]
وهذه السدود كانت الأساس لانتشار وتطور صناعة السدود في العهد العباسي على نطاق واسع. وكل هذه الأعمال مجرد أمثله بسيطة لأن أعمال وإصلاحات الخلفاء الأمويين كثيرة جدا ولا يمكن حصرها.